المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب.. ليس وردة حمراء!!



@الشبح@
12-02-2006, 08:51 AM
الحب.. ليس وردة حمراء!! :funny:
تاريخ النشر: الأحد 12 فبراير 2006, تمام الساعة 01:04 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة


من الدريشة - نعيمة المطاوعة :

قد يستغرب البعض من العلاقة القوية التي تظل متواصلة بين الزوجين من الآباء والأمهات التي نراها متجسدة في عدم قدرة أحدهما على العيش طويلا بعد فراق الآخر بفترة، فنجد الرجل قد لا يتحمل البقاء في الحياة بعد وفاة زوجته أم اولاده التي عاشت معه في السراء والضراء وصبرت على الكثير من المعاناة معه، خاصة أن الكثير من رجال الجيل السابق كان صعبا التعامل معهم وقد لا تجد منهم الزوجة الريق الطيب بسبب قسوة الحياة في ذلك الزمان، ومثل هذا الرجل قد يتوفاه الله بعد زوجته بشهور قليلة أو سنوات، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الزوجات التي تكره الحياة بعد زوجها وتصاب بحالة من الاكتئاب وتتكاثر عليها الأمراض حتى يحين اجلها لتلحق به، والشواهد على ذلك كثيرة، وما أجمل أن نرى الآباء والأمهات وقد عاش بعضهم أكثر من خمسين سنة معاً، تقاسموا الحلو والمر، وشاهدوا اولادهم يشبون عن الطوق، ويصلون للمناصب العليا، وبالتالي يرون احفادهم امامهم وهم في قمة السعادة ويلاحظون تعلق هؤلاء الأحفاد بهم!.

أن تلك العلاقة الوثيقة التي كانت بين ازواج الجيل السابق والاجيال الاخرى تتكون من وجودهم معاً في البيت، وخدمة المرأة للرجل حيث يراها طوال اليوم تخدم في البيت وترعى اطفالها، بل وقد تساعد في تحسين دخل الأسرة بعمل بعض الاشغال اليدوية التي تدر عليها بعض الدخل، وتقوم على خدمته بنفسها وتؤدي واجبها تجاهه على أكمل وجه، فهي تستقبله بالابتسامة وتودعه بدعاء حار بالتوفيق، وتجلس معه لتشرب الشاي والقهوة وهي تسرد عليه ما حدث في يومها! كل ذلك استطاع أن يوثق العلاقة بينهما ويزيد المودة والحب في قلبيهما، وينشر ذلك الحب في البيت ليتوزع على الأبناء ومن ثم على الأحفاء! ومن هنا لم نكن نسمع عن حالات الطلاق الكثيرة التي تحدث هذه الأيام على أتفه الاسباب، لأن الحياة بين الازواج حديثي الزواج تكون هشة ضعيفة، تهزها اي هبة ريح خفيفة وتدمرها، وهذا ما يحدث الآن ونقرأ عنه من حالات للطلاق الذي قد يستهين به الرجل وكذلك المرأة ويكون على أهون سبب!!.

وفي اعتقادنا أن السبب الرئيسي لضعف وهشاشة العلاقة الحالية بين الازواج مصدرها أن المرأة والرجل ابتعد كل منهما عن الاخر، واصبح هناك شخص آخر يشاركهما حياتهما ويضعف تلك العلاقة، ذلك الشخص هو الخادمة التي استقدمناها لمنازلنا لخدمتنا ورعاية اطفالنا بل وازواجنا، فالرجل لا يرى الزوجة في البيت فهي اما مشغولة في عملها معظم ساعات النهار وإما منكبة على القيام بواجباتها الاجتماعية التي لا تنتهي او تقضي اوقاتها في الاسواق لتفقد كل ما هو جديد، فالخادمة هي التي تلبي طلبات الزوج في البيت، فهي تجهز الطعام له، وتغسل ملابسه وتستقبله عند عودته، بل أحيانا توقظه من النوم استعداداً لذهابه للعمل!!.

فهو لا يرى زوجته إلا نادراً واحيانا قد ينام وهي في سهرة زفاف او حفلة عشاء!!.

اذن كيف تتكون العشرة والمودة والرجل والمرأة كل في واد، فهو لا يرى زوجته امامه تخدمه ويرى الجهد الذي تقدمه لاسرتها، لينمو الحب داخله اكثر واكثر، وبالتالي يقدرها كزوجة وأم ترعى اطفالها الذين كثيراً مايحرمون من حنانها ورعايتها لتكون الخادمة أما ثانية، بل أولى لهم!

إننا لا نقول لا نريد خدماً في المنزل، ولكن يمكن التخفيف من الاتكال عليهم خاصة في امور الزوج وخدمته ورعايته حتى يشعر باحساس الأسرة، وايضاً شؤون الاطفال الذين لابد من استقطاع الوقت الكافي لهم لرعايتهم واحتضانهم بما يكفي لاحساسهم بالأمان والاستقرار.

ولابد ان ندرك أن الحب بين الزوجين لا يحتاج إلى باقة ورد حمراء نهديها في يوم الحب ولا كعكة نقدمها في ذكرى الزواج، ولكن هذا الحب في حاجة الى ماء الرعاية والاحتضان المعنوي له ولكل افراد الأسرة حتى ينمو ويترعرع!.

سهم الحق
12-02-2006, 10:24 AM
نعم الحب ليس بالمظاهر البراقة الزائفة
التي لأي سبب معرضة لزوال