المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجم أبوظبي في صعود بعد إفساد المديونية "لنموذج" دبي الاقتصادي



ROSE
28-11-2009, 10:31 AM
نجم أبوظبي في صعود بعد إفساد المديونية "لنموذج" دبي الاقتصادي





دبي (رويترز):
كشفت مشاكل المديونية التي تعاني منها دبي زيف "النموذج" الذي تباهت به كثيرا ذات يوم وهو إقامة مدن براقة في الصحراء بسكان وأموال وعمالة أجنبية.
كما أن الأزمة تسببت في بدء تحريك ميزان القوة لصالح أبوظبي.
ويوم الأربعاء قالت حكومة دبي إنها ستطلب من دائني مؤسستي دبي العالمية ومجموعة نخيل العقارية البارزتين تعليق المطالبة بالديون حيث تقوم بإعادة هيكلة مجموعة دبي العالمية.
ويتساءل مستثمرون الآن حول ما إذا كانت أبوظبي ستنقذ دبي وبأي ثمن.
وعلى الرغم من أن أبوظبي هي عاصمة الإمارات العربية المتحدة ويوجد بها معظم ثروتها النفطية وهي أكبر الإمارات السبع من حيث الحجم فإنها جلست في مقاعد المتفرجين في الأعوام الأخيرة بينما تولت دبي إقامة مشاريع عقارية مذهلة بوصفها العاصمة السياحية والمالية للبلاد.
وقفز عدد سكان دبي إلى 1.5 مليون نسمة حيث حصل مهنيون من شتى أنحاء العالم على وظائف محترمة في دولة يسوق لها على أنها جيب ليبرالي تحت شمس الخليج.
وجرى توظيف جيش من العمالة الآسيوية لبناء المشاريع الساحرة وهو ما أثار اتهامات باستعباد العمالة من جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بينما تقلص مواطنو دبي إلى أقلية صغيرة وهو ما سبب توترا لاختلاط القيم الثقافية.
ومنذ الأزمة المالية توقفت الطفرة التي حركتها القروض ورحل كثير من الأثرياء الأجانب لتجد الإمارة التي تحكمها أسرة آل مكتوم نفسها في مواجهة ديون تصل إلى 80 مليار دولار.
وتدخلت أبوظبي للمساعدة لكنها تجنبت الإنقاذ المباشر لجارتها وقد تستدرج إلى دعم أكثر مباشرة إذا تأثرت هيبتها بمشاكل دبي.
وقالت مجموعة يوراسيا يوم الأربعاء "تريد أبوظبي من دبي مقابل تقديم الأموال إغلاق أو إصلاح جانب كبير من شبكة التنافس المعقدة للشركات التي تتخذ من دبي مقرا لها."
وأضافت "قاومت دبي بعض مطالب أبوظبي وشهدت تراجع نفوذ قادتها وهيبتهم السياسية في أعقاب الأزمة المالية."
واشترى مصرف الإمارات المركزي الخاضع لسيطرة أبوظبي سندات بعشرة مليارات دولار من سندات طرحتها حكومة دبي قيمتها 20 مليار دولار في وقت سابق هذا العام وفي الأسبوع الحالي اشترى بنكان من أبوظبي سندات بخمسة مليارات دولار.
ويخدم هذا الإخفاق طموح أبوظبي بتوحيد سياسات الإمارات العربية المتحدة وتنقية صورة البلاد وإبرازها كقوة سياسية بالمنطقة.
ويقول المحلل السياسي عبد الخالق عبد الله إن الإمارات تسعى جاهدة لتصبح قوة سياسية وأضاف أنها نضجت وتريد الاعتراف بها كقوة إقليمية.
ولعل خطط الإمارات حليف الولايات المتحدة لاستخدام الطاقة النووية علامة على الدور الجديد الذي تسعى البلاد إلى لعبه متحدية الهيمنة السعودية التقليدية في الخليج. وفي مايو آيار انسحبت الإمارات من خطط الوحدة النقدية الخليجي لإصرار السعودية على أن تكون مقرا لبنك مركزي إقليمي.
والإمارات الآن في المراحل الأخيرة من الفوز بصفقة للتعاون في مجال الطاقة النووية مع واشنطن ستصبح بموجبها أول دولة من دول الخليج العربية تسلك هذا الطريق مما سيؤدي إلى علاقات سياسية واقتصادية أوثق مع واشنطن.
وقال المعلق الإماراتي سلطان القاسمي الذي ينتمي إلى إحدى الأسر الحاكمة بالإمارات العربية المتحدة إن وجود مفاعل نووي نشط يخضع لإشراف سيزيد من نفوذ الإمارات الكبير بالفعل في المنطقة لا محالة.
ويقول محللون إن أبوظبي وواشنطن ضغطتا على دبي لاتخاذ موقف أكثر صرامة من إيران.
وعبر نواب بالكونجرس الأمريكي عن مخاوف من علاقة الإمارات بإيران خاصة عن طريق دبي وكان على الإمارات إعطاء تطمينات بأنها لن تستخدم التكنولوجيا الأمريكية في تطوير سلاح نووي أو مساعدة آخرين في المنطقة على ذلك.
وتدعم الإمارات سياسة الولايات المتحدة الساعية إلى منع امتلاك إيران القدرة على تطوير أسلحة نووية. وتنفي إيران أن تكون لديها هذه النية. وتزعم الإمارات أحقيتها بثلاث جزر في الخليج تسيطر عليها إيران.
وهناك عدد كبير من المغتربين الإيرانيين في دبي كما أنها من كبار المصدرين لإيران ومركز لإعادة تصدير السلع الإيرانية. وبعد هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة شنت الإمارات حملة صارمة ضد غسل الأموال وعززت مراقبتها للصادرات.
ويقول المؤرخ البريطاني كريستوفر ديفيدسون "هناك ضغوط (أمريكية) هائل... دور دبي وحكمها الذاتي ضمن الاتحاد أمر لا تستطيع أبوظبي وواشنطن السماح باستمراره. إنها مسؤولية أمنية."