واحد 11
30-11-2009, 07:08 PM
طالعتنا اليوم جريدة الراية بمقاله لاتخلو من الغرابه سواء بمضمونها او توقيتها او حتى كاتبها الذي يحمل صفة دبلوماسية ...
كانت المقاله للسفير الايراني الذي نحترمه ونقدره ... ونرحب به بيننا في قطر وبكل مقيم وكل من وطئت رجله ارض قطر
كانت المقاله عن (( البراءة من المشركين في القرآن وضرورتها في موسم الحج ))
ولا ادري مالهدف اصلا من نشرها في مجتمع سني حنبلي يرفض مثل هذه الأفكار وعلى صدر احد صحفنا الرسمية الموقرة
وكيف يسمح سواء لسفير او غيره بتمرير افكاره المتناقضه مع مذهب اهل قطر الذي اتبعوه ومشوا على خطى اسلافهم ومن سبقهم ولن يزحزهم بأذن الله عن ذلك أحد وهل سيسمح لنا بالرد او لأحد مشايخنا على احد صحفهم الرسمية او صحيفة كيهان المقربة من المرشد الأعلى
لن اطالب ببناء اول مسجد في العاصمة طهران او السماح بتسمية عمر وعائشة وغيرها من اسماء الصحابة على ابناء السنة هناك بل هو امر في المتناول وتحقيقه في غاية البساطة وهو هل سيسمح لوجهة الرأي المخالفة لمعتقداتهم بالنشر لديهم
ألا يعد هذا احد انواع التدخل في شؤونا ... ومحاولة لتمرير بعض الافكار التي لاتنسجم بل تتعارض مع كثير من معتقداتنا وفهمنا للأسلام واحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
المقال لم يوجد به دليل واحد من القرآن او السنة بل كان معظمه استعطاف للأمه وشحذ همتها التي خفت بريقها ومحاكاة عقول المتطرفين الذين يريد من يثيرهم ويحرك غرائزهم تجاه الاعداء كما ذكر السفير
معظم ماذكر في المقال ادناه .. كان عن المشركين والدول المتغطرسة والقدس ... وهذه الألفاظ كفيله بشد عقول الاشخاص الذين يتعطشون لمن يتحدث ويشحنهم من جديد وينجرفوا معه
كما فعلت بعض الشخصيات المنبرية .. في حسن صياغة الخطابات الثورية الملغومة التي لم نستفد منها سوى احلام وامنيات ... لاوجود لها او حتى بادرة لتحقيقها ... فقط جرعه مخدرة وايهام الناس بأننا نواجه عدو ويجب ان نحاربه ... ولماذا لايبادرون هم ونحن سننظر الى ماستصير اليه الامور وكيف ستأتي الاحداث تباعا
هل نرى مقالات اخرى من السفارة الشقيقة على نفس الشكل وبماذا نفسر مقالات كهذه .. هل هو نشر لفكر ما كالتشيع وروح الثورة والاقتداء بمنقذ الامة كما يتصورون الامام الخميني
هل هناك اشخاص يتأثرون بكلام كهذا خصوصا ان هناك اناس بسطاء لو خرجت ممثلة وشتمت امريكا واسرائيل لصفقوا لها واصبحوا من مؤيديها
لماذا توجه الدعوه من قبل سفير دولة مجاورة وهي ايران ... بتسسير مظاهرات لأعلان البراءة واين تقام في مكة وفي اطهر بقعه
قد اسئل نفسي لماذا لاتقام تلك المظاهرات ومشاعر الكراهية للغرب في قم المقدسة او كربلاء واذا كانت بتلك الأهمية لما لايقيموها طوال العام وليس موسم الحج وعلى ارض ليست تحت سلطتهم
.... وكيف يطلب احدا كائن من كان باقامة مظاهرات خارج بلده وهي ممنوعه في بلده ويكون مصيرها المنع وربما القمع وغيره ..
الحديث ذو شجون وعيدك مبارك ياسعادة السفير ..
ويظل سؤالي عالقاَ ...مالمغزى من نشر هذا المقال ومن سفير ايران في قطر وفي توقيت حساس تمر به المنطقة؟؟؟؟
.
البراءة من المشركين في القرآن وضرورتها في موسم الحج
بقلم : عبدالله سهرابي (سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية) ..
بتاريخ 30/11/2009
جريدة الراية
البراءة في اللغة
تعني كلمة (البراءة والتبري) الابتعاد والاجتناب من أي شيء تكون مجاورته مكروهة. والبراءة بمعني الابتعاد والاجتناب عن العدو في زمن الصلح، من أجل منع العدو من الإستفادة من العلاقات السلمية، ضد الإسلام والأمة الإسلامية، بأسلوب مناسب وحسب مقتضي الزمان. وبالتالي فإن تعبير البراءة من المشركين في القرآن يعني الابتعاد والاجتناب الذي هوامر قلبي وعاطفي ويستلزم الابتعاد والحصار وطرد عمل المشركين والمتآمرين.
يقول قائد الأمة المعظم حضرة آية الله الخامنئي بهذه الشأن: إن مساعي عظماء الدين الإسلامي كانت تنصّب علي هداية المجتمع الي التنفيذ الصحيح والكامل للعبادات الإسلامية. ومن جملة هذه العبادات إعلام البراءة من المشركين في موسح الحج.
هذا الموقف المعنوي للعالم الإسلامي في مواجهة النظام المتسلط في الشرق والغرب يعتبر من أبرز أهم المباديء للسياسة الخارجية للأمة الإسلامية في مواجهة الكفار والمشركين والمنافقين والممثلون للأمة الإسلامية يعني حجاج وزوار بيت الله، يوصلونه إلي أسماع الزعماء المستكبرين، في أنحاء العالم الإسلامي.
ورغم أن المسلمين كانوا دوماً يواجهون عقبات وعراقيل من قبل الأعداء الحاقدين علي الإسلام والحج أكثر من باقي العبادات يتعرض لمؤامرات ودسائس العناصر السلطوية.
والبراءة تعبير قرآني معناه الاجتناب والإبتعاد عن المشركين وأعداء الإسلام وقطع العلاقة معهم. وفي القرآن إضافة إلي ملامة ومذمة الشرك والمشركين، تم التأكيد علي قطع العلاقات مع المشركين والتأكيد الجدي علي مواجهتهم، في الآيات المختلفة، وتوجد آيات في براءة الأنبياء (عليهم السلام) من المشركين والإعلان عن النفور منهم تجاه الشرك في سور متعددة.
وللتعرف أكثر علي مباديء هذه النظرية ودور اداء هذه الفريضة المهمة في تحقيق أهداف الإسلام في عالم اليوم لابد من دراسة عدة أمور.
1- معني الشرك والمشرك:
الشرك ضد التوحيد وبمعني الاعتقاد بالقوي الوهمية. والموحد يعبد الحقيقة، والمشرك يعبد الموهوم ومطيع للقوي الخيالية.
القوي الموهومة التي يعبدها المشركون تنقسم الي ثلاثة أقسام، وبتعبير آخر فإن نظرية الشرك والمشركين فيها ثلاثة أصنام، صنم النفس، صنم الجماد وصنم القوي الطاغوتية. القوي الموهومة تكون أحياناً صنم النفس الأمارة كما أشير في القرآن أفرأيت من اتخذ إلهه هواه . واحياناً كانوا يصنعون أصناماً من الجمادات مثل اللات و هبل وكانت تعبد قبل بعثة نبي الإسلام في الحجاز، وأحياناً تكون الأصنام هي القوي اللامشروعة والحكومات الطاغوتية.
وكان الإمام الخميني (قدس سره) يسمي الحكومات الاستكبارية بالأصنام الجديدة.
والموحد يعبد الحقيقة، وهولايعبد نفسه ولا يعبد الجماد ولايبعد الحكومة المستكبرة. الموحد يري الله فقط مصدراً للقدرة والتأثير ولذا يعبده وحده ويطيعه. والموحد يعتبر الله فقط مالك النفع الضرر ولذا يستمده ويخافه.
ولايستند الي أي قدرة سوي الله ولا يخاف من أي قدره إلا الله.والمشرك يعبد الموهوم ويطيع القدرات الخيالية، وأحياناً يعبد نفسه، وأحياناً أخري يعبد ما يصنعه، وفي احيان أخري الحاكم والأمراء المتسلطين في العالم، وفي وقت آخر يعبدهم كلهم!
الخطر الكبير الذي يهدد المجتمعات التوحيدية اليوم هوالشرك العملي بالمعني الثالت أي عبادة وإطاعة الأصنام الجديدة والحكومات الاستكبارية، وفلسفة البراءة من المشركين في عالم اليوم مكافحة تسلط الحكومات الطاغوتية، وإستقلال وعزة واقتدار المسلمين في العالم .
2- الأديان إلهية والبراءة من المشركين
علي الرغم من أن ابراهيم خليل الرحمن -علي نبينا وآله السلام- كان أول نبي أعلن مسألة البراءة من الشرك والمشركين، ومن هنا نجد القرآن قد دعا المسلمين إلي التأسيس بذلك النبي لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم أنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله والأمة الإسلامية أقتدت في إعلان البراءة من المشركين بتلك الأسوة في تاريخ الأنبياء ولكن بنظرة دقيقة في القرآن الكريم ندرك بوضوح أن البراءة من الشركين أحد ركنين أصليين في التوحيد، وكل الأنبياء الالهيين كان من واجبهم إلي جانب دعوة الناس إلي الأمة، أن يدعوهم إلي اجتناب الحكومات الطاغوتية، والبراء من مطلق الشرك والمشرك ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .
الطاغوت ليس أصناما مصنوعة في عصر الجاهلية، بل إن أوضح مصاديقه هوالحكومات المشركة التي تدعوالمجتمع نحوهدف ومقصد غيرهدف ومقصد أنبياء الله.
النقطة الأهم معرفة المؤامرة المعقدة في تاريخ الإسلام لإخفاء أوضح مصاديق الطاغوت والشرك والمشرك لكي لاتشعر المجتمعات الإسلامية -من هذه الناحية- بالخطر ولكي تقتصر البراءة من المشركين علي البراءة من أصنام عصر الجاهلية الأولي!
3- زمان ومكان البراءة من المشركين:
لاشك أن البراءة من المشركين ليس لها محدودية من حيث الزمان والمكان، ويجب علي جميع المسلمين ألا يعلنوا براءتهم من المشركين بشكل فردي وجماعي، في أي زمان ومكان حسب، الضرورة.
لكن القضية المهمة هي ما هوالمكان والزمان الأنسب والأنفع لإظهار البراءة من قبل عامة المسلمين من المشركين، يمكن القول دون تريث أن بيت التوحيد هوأفضل مكان وموسم الحج أفضل زمان لإظهار البراءة من الشرك والمشركين من قبل مسلمي العالم.
يقول الإمام الخميني -رضوان الله تعالي عليه - في هذا المجال: أي بيت أفضل من الكعبة وبيت الأمن والطهارة والناس أن يتم الإعلان عملاً وقولاً عن البراءة من أي ظلم وعدوان واستثمار وعبودية ورذالة وجبن ، وأن يتم تجديد ميثاق ألست بربكم وكسر صنم الآلهية والأرباب، والمتفرقين وإحياء ذكري أهم وأكبر حركة رسوله لنبي صلي الله عليه وآله في وآذان من الله ورسوله الي الناس يوم الحج الأكبر... وتكرارها.
لأن سنة النبي (صلي الله عليه وآله) وإعلان البراءة ليس قابلاً للإندارس، ولايعتق، ولايجب أن صنحصر إعلان البراءة بأيام ومراسم ما بل يجب علي المسلمين أن يملأوا أنحاء العالم باالمحبة والعشق لذات الحق، والنفور والكره عملياً لأعداء الله.
وربما يدعي بعض الناس أوطائفة بأن قداسة بيت الله والكعبة المعظمة لايجب أن تداس ويساء إليها من خلال إطلاق الشعارات والتظاهرات والمسيرات وإعلان البراءة ، ويزعمون أن الحج هومحل العبادة والذكر ، وليس موضعاً للاستقطاب وإطلاق صفوف التظاهرات والمواجهة، وربما يدعون أن المقاومة والنضال والبراءة والنزاع هوعمل أهل الدنيا ومجبي الدنيا، وأن التدخل في القضايا السياسية وبالذات خلال أيام الحج هودون شأن علماء الدين، وهذا الكلام إنما يوحي من السياسة الخفية وبدفع من الحكام مصاصي دماء العالم.
علي أي حال، إن إعلان البراءة في الحج وتجديد ميثاق المبارزة والنضال تمرين علي اصطفاف المجاهدين لمواصلة القتال مع الشرك والكفر وعبادة الأصنام، ولايتخلص بإطلاق الشعارات بل هوبداية لإعلان ميثاق النضال والجهاد وتنظيم صفوف جنود الله في مقابل جنود إبليس ومن يحملون صفات الأبالسة، وهومن أصول التوحيد الأولية، وإذا لم يعلن المسلمون في بيت الناس وفي بيت الله براءتهم من أعداء الله، إذن فأين يمكنهم إعلانها؟ وإذا لم يكن الحرم والكعبة والمسجد والمحراب موقعا ومكانا وسندا لجنود الله ومدافعي الحرم وحرمة الانبياء إذن أين يكون مأمنهم وكهفهم؟
الخلاصة: إن اعلان البراءة من المشركين هوالمرحلة الاولي للنضال والجهاد، وهناك مراحل أخري لاستمرارها تعتبر من واجبنا، وهي تتطلب في كل عصر ومكان مظاهر واساليب وخططاً أخري بما يتناسب معها، ويجب أن نري أنه في عصر كهذا العصر الذي يهدد فيه رؤساء وامراء الكفر والشرك كل كيان التوحيد وهؤلاء الحكام كلهم يهددون المظاهر الوطنية والثقافية والدينية والسياسية للشعوب ويجعلونها ألعوبة لأهوائهم وشهواتهم فماذا يجب أن نصنع؟
هل يجب أن نجلس في البيوت ونطرح تحليلات خاطئة ونوجه الاهانة لمقام ومنزلة الناس ونوحي للمسلمين بالعجز، ونتحمل عمليا الشيطان وابناء الشيطان ونمنع المجتمع من الوصول الي الخلوص الذي هوغاية الكمال ونهاية الآمال؟ وهل يجب أن نتصور أن مقاومة الأنبياء للصنم وعبادة الاصنام تنحصر في الحجر والخشب الخالي من الروح.
ونعوذ بالله أن انبياء كابراهيم كانوا مبادرين لكسر الاصنام لكنهم قد تركوا ساحة النضال والجهاد ضد امراء الظلم والحكام الظالمين؟ بينما كل تحطيم الاصنام والنضالات والحروب التي قام بها حضرة ابراهيم مع النمروديين وعبدة القمر والشمس والنجوم كانت مقدمة لهجرة كبيرة وكل تلك الهجرات وتحمل الصعوبات والسكن بواد غير ذي زرع وبناء البيت وتقديم اسماعيل قربانا هي مقدمة للبعثة والرسالة التي خلالها يكرر فيها خاتم الرسل كلام أولهم وآخر بناة ومؤسسي الكعبة ويبلغ رسالته الأبدية بكلام أبدي انني بريء مما تشركون
وإذا قدمنا تحليلا وتفسيرا غير هذا بانه لايوجد اصلا في الزمن المعاصر صنم وعبادة للاصنام، فأي انسان عاقل لايري عبادة الاصنام الجديدة في اشكال واساليب وحيل خاصة ولايدرك السلطة الجديدة التي كسبتها بيوت الاصنام في تل أبيب علي حكام وأمراء الدول الاسلامية وعلي دماء وشرف المسلمين وبلدان العالم الثالث؟
إن الحج يتميز- من بين الاعمال العبادية للاسلام- بخصائص معينة لاتتميز بها أي عبادة أخري. إحدي الخصائص البارزة للحج اعلان التذمر والكره لأمراء الجور وحكام الظلم والاعلان عن البراءة من المشركين، وهومبدأ قرآني اساسي، ورد في سورة التوبة وعين فيه واجب المسلمين في هذا الخصوص.
ان البراءة من المشركين في العصر الحالي كسبت معني ومفهوماً خاصاً، ويجب العمل بها اكثر من أي وقت آخر.
ففي عالم اليوم نجد الحكومات الشيطانية تقطر خناجرها من دماء المسلمين، وأمراء الجور والظلم يستخدمون أعنف الاساليب واشدها وحشية وبعدا عن النهج الانساني، والاحتلال العسكري يسود في اراضي الدول الاسلامية وشعوب البلدان المسلمة تتعرض- دون أي ذنب- إلي أشد المآسي وأفضع المذابح علي يد الحكومات والحكام.
ولايمر يوم دون أن تسفك دماء المسلمين في العراق وافغانستان. ولم ينس العالم التعذيب الوحشي واللاإنساني ضد المسلمين في سجون غوانتانامو وابوغريب. والضمائر الحية لم تنس أن الناس العاديين يقتلون في شوارع بغداد دون أي ذنب ارتكبوه وترتكب المجازر ضدهم علي يد الارهابيين الذين حولوا مجالس الاعراس في افغانستان أيضا إلي مجالس عزاء.
ان قضية فلسطين لها حديث آخر، والكيان الصهيوني قام باحتلال اراضي فلسطين منذ أكثر من 60 عاما بدعم مباشر من الحكومات المزيفة واللاقانونية، واحتل قبلة المسلمين الاولي، وهو يشرد الفلسطينيين من بيوتهم كل يوم. واليوم يخنق كل من يطالب بالعدالة من قبل أمريكا والكيان الصهوني في الاراضي الاسلامية المحتلة، والحكومات الشيطانية لاترعي أي حدود في جرائمها ولاتلتزم بأي ضوابط وقيم اخلاقية وانسانية ودولية.
ان الحكومات الشيطانية قد تجاوزت حدودها ويريد أن يمارس الحكام والامراء الظلم والجور باسم الشعب المسلم، ويحرموا هذا الشعب المضحي من حقوقه المسلم والمذابح ضد الاطفال والنساء الابرياء والعزل، لكيلا يتمتعوا بهذه الحقوق الاولية والمسلم بها، وبالتالي يتهمونهم بتهمة الارهاب، ويرتكب الحكام والامراء الظالمون أفضع الجرائم تحت ذريعة مكافحة الارهاب.
في مثل هذه الظروف، فان أوامر الاسلام الصريحة توجب علي المسلمين ألا يسكتوا علي ظلم الامراء وجور الحكام ومظلومية المظلومين، والركن الاصلي للحج الابراهيمي الذي أحياه حضرة الامام الخميني (رض) هوالبراءة من المشركين.
ويجب علي الحجاج أن يقيموا مراسم البراءة من المشركين، مثلما نزلت آيات البراءة علي النبي الاكرم (صلي الله عليه وآله) في صحراء عرفات ليعلموا بالهوية الاصلية للحج ، ويعلنوا دعمهم واسنادهم للاخوة والاخوات المؤمنين في أقصي انحاء العالم الذين يتعرضون لظلم كل الحكومات الاستكبارية.
ان البراءة من المشركين تعني تحقق العدالة ومكافحة الظلم، ومراسم البراءة من المسلمين في الحج هي من التعاليم القمية للقرآن الكريم وهي جوهر الحج الابراهيمي الأصيل. وفي هذا المجال فان دور العلماء والشخصيات الدينية البارزة في توجيه الرأي العام في العالم الاسلامي لتجاوز أي اختلاف وتفرقة نحوالوحدة الاسلامية بارز جدا.
وشخصيات مثل دكتور الشيخ يوسف قرضاوي رئيس جمعية علماء المسلمين، ومن خلال إدراك ومعرفة الصعاب الواقعية والحقيقية لامة الاسلام والاعداء الحقيقيين لامة الاسلام، وضعوا اصبعهم نحوالمحتلين الصهاينة الغاصبين.
وتحقيق هذه الوحدة يتم في ظل تجاوز المصالح الخاصة والتوصل إلي افق عال من المنافع ومصالح كل الامة والبلدان الاسلامية وفي هذا الطريق يسير البلدان الصديقان الجاران ايران وقطر في مواصلة العلاقات والتعاملات الودية والدبلوماسية الفعالة في الاهتمام بامور ومشكلات العالم الاسلامي، وخاصة أن الدبلوماسية الفاعلة لدولة قطر في حل مشكلات الدول الاسلامية من لبنان إلي دارفور يمكن أن تكون مثالاً للتحرك الجماعي بين البلدان الاسلامية.
وبديهي أن التقرب والارتباط الودي بين الدولتين المسلمين الكبيرتين ايران والسعودية له تأثير حيوي جدا في توفير منافع الدول الاسلاميةلكيلا تنحرف اهتمامات وطاقات البلدان الاسلامية في الخلافات الغيوم السوداء الزائلة من القضايا الحيوية للعالم الاسلامي وخاصة قضية فلسطين.
كانت المقاله للسفير الايراني الذي نحترمه ونقدره ... ونرحب به بيننا في قطر وبكل مقيم وكل من وطئت رجله ارض قطر
كانت المقاله عن (( البراءة من المشركين في القرآن وضرورتها في موسم الحج ))
ولا ادري مالهدف اصلا من نشرها في مجتمع سني حنبلي يرفض مثل هذه الأفكار وعلى صدر احد صحفنا الرسمية الموقرة
وكيف يسمح سواء لسفير او غيره بتمرير افكاره المتناقضه مع مذهب اهل قطر الذي اتبعوه ومشوا على خطى اسلافهم ومن سبقهم ولن يزحزهم بأذن الله عن ذلك أحد وهل سيسمح لنا بالرد او لأحد مشايخنا على احد صحفهم الرسمية او صحيفة كيهان المقربة من المرشد الأعلى
لن اطالب ببناء اول مسجد في العاصمة طهران او السماح بتسمية عمر وعائشة وغيرها من اسماء الصحابة على ابناء السنة هناك بل هو امر في المتناول وتحقيقه في غاية البساطة وهو هل سيسمح لوجهة الرأي المخالفة لمعتقداتهم بالنشر لديهم
ألا يعد هذا احد انواع التدخل في شؤونا ... ومحاولة لتمرير بعض الافكار التي لاتنسجم بل تتعارض مع كثير من معتقداتنا وفهمنا للأسلام واحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
المقال لم يوجد به دليل واحد من القرآن او السنة بل كان معظمه استعطاف للأمه وشحذ همتها التي خفت بريقها ومحاكاة عقول المتطرفين الذين يريد من يثيرهم ويحرك غرائزهم تجاه الاعداء كما ذكر السفير
معظم ماذكر في المقال ادناه .. كان عن المشركين والدول المتغطرسة والقدس ... وهذه الألفاظ كفيله بشد عقول الاشخاص الذين يتعطشون لمن يتحدث ويشحنهم من جديد وينجرفوا معه
كما فعلت بعض الشخصيات المنبرية .. في حسن صياغة الخطابات الثورية الملغومة التي لم نستفد منها سوى احلام وامنيات ... لاوجود لها او حتى بادرة لتحقيقها ... فقط جرعه مخدرة وايهام الناس بأننا نواجه عدو ويجب ان نحاربه ... ولماذا لايبادرون هم ونحن سننظر الى ماستصير اليه الامور وكيف ستأتي الاحداث تباعا
هل نرى مقالات اخرى من السفارة الشقيقة على نفس الشكل وبماذا نفسر مقالات كهذه .. هل هو نشر لفكر ما كالتشيع وروح الثورة والاقتداء بمنقذ الامة كما يتصورون الامام الخميني
هل هناك اشخاص يتأثرون بكلام كهذا خصوصا ان هناك اناس بسطاء لو خرجت ممثلة وشتمت امريكا واسرائيل لصفقوا لها واصبحوا من مؤيديها
لماذا توجه الدعوه من قبل سفير دولة مجاورة وهي ايران ... بتسسير مظاهرات لأعلان البراءة واين تقام في مكة وفي اطهر بقعه
قد اسئل نفسي لماذا لاتقام تلك المظاهرات ومشاعر الكراهية للغرب في قم المقدسة او كربلاء واذا كانت بتلك الأهمية لما لايقيموها طوال العام وليس موسم الحج وعلى ارض ليست تحت سلطتهم
.... وكيف يطلب احدا كائن من كان باقامة مظاهرات خارج بلده وهي ممنوعه في بلده ويكون مصيرها المنع وربما القمع وغيره ..
الحديث ذو شجون وعيدك مبارك ياسعادة السفير ..
ويظل سؤالي عالقاَ ...مالمغزى من نشر هذا المقال ومن سفير ايران في قطر وفي توقيت حساس تمر به المنطقة؟؟؟؟
.
البراءة من المشركين في القرآن وضرورتها في موسم الحج
بقلم : عبدالله سهرابي (سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية) ..
بتاريخ 30/11/2009
جريدة الراية
البراءة في اللغة
تعني كلمة (البراءة والتبري) الابتعاد والاجتناب من أي شيء تكون مجاورته مكروهة. والبراءة بمعني الابتعاد والاجتناب عن العدو في زمن الصلح، من أجل منع العدو من الإستفادة من العلاقات السلمية، ضد الإسلام والأمة الإسلامية، بأسلوب مناسب وحسب مقتضي الزمان. وبالتالي فإن تعبير البراءة من المشركين في القرآن يعني الابتعاد والاجتناب الذي هوامر قلبي وعاطفي ويستلزم الابتعاد والحصار وطرد عمل المشركين والمتآمرين.
يقول قائد الأمة المعظم حضرة آية الله الخامنئي بهذه الشأن: إن مساعي عظماء الدين الإسلامي كانت تنصّب علي هداية المجتمع الي التنفيذ الصحيح والكامل للعبادات الإسلامية. ومن جملة هذه العبادات إعلام البراءة من المشركين في موسح الحج.
هذا الموقف المعنوي للعالم الإسلامي في مواجهة النظام المتسلط في الشرق والغرب يعتبر من أبرز أهم المباديء للسياسة الخارجية للأمة الإسلامية في مواجهة الكفار والمشركين والمنافقين والممثلون للأمة الإسلامية يعني حجاج وزوار بيت الله، يوصلونه إلي أسماع الزعماء المستكبرين، في أنحاء العالم الإسلامي.
ورغم أن المسلمين كانوا دوماً يواجهون عقبات وعراقيل من قبل الأعداء الحاقدين علي الإسلام والحج أكثر من باقي العبادات يتعرض لمؤامرات ودسائس العناصر السلطوية.
والبراءة تعبير قرآني معناه الاجتناب والإبتعاد عن المشركين وأعداء الإسلام وقطع العلاقة معهم. وفي القرآن إضافة إلي ملامة ومذمة الشرك والمشركين، تم التأكيد علي قطع العلاقات مع المشركين والتأكيد الجدي علي مواجهتهم، في الآيات المختلفة، وتوجد آيات في براءة الأنبياء (عليهم السلام) من المشركين والإعلان عن النفور منهم تجاه الشرك في سور متعددة.
وللتعرف أكثر علي مباديء هذه النظرية ودور اداء هذه الفريضة المهمة في تحقيق أهداف الإسلام في عالم اليوم لابد من دراسة عدة أمور.
1- معني الشرك والمشرك:
الشرك ضد التوحيد وبمعني الاعتقاد بالقوي الوهمية. والموحد يعبد الحقيقة، والمشرك يعبد الموهوم ومطيع للقوي الخيالية.
القوي الموهومة التي يعبدها المشركون تنقسم الي ثلاثة أقسام، وبتعبير آخر فإن نظرية الشرك والمشركين فيها ثلاثة أصنام، صنم النفس، صنم الجماد وصنم القوي الطاغوتية. القوي الموهومة تكون أحياناً صنم النفس الأمارة كما أشير في القرآن أفرأيت من اتخذ إلهه هواه . واحياناً كانوا يصنعون أصناماً من الجمادات مثل اللات و هبل وكانت تعبد قبل بعثة نبي الإسلام في الحجاز، وأحياناً تكون الأصنام هي القوي اللامشروعة والحكومات الطاغوتية.
وكان الإمام الخميني (قدس سره) يسمي الحكومات الاستكبارية بالأصنام الجديدة.
والموحد يعبد الحقيقة، وهولايعبد نفسه ولا يعبد الجماد ولايبعد الحكومة المستكبرة. الموحد يري الله فقط مصدراً للقدرة والتأثير ولذا يعبده وحده ويطيعه. والموحد يعتبر الله فقط مالك النفع الضرر ولذا يستمده ويخافه.
ولايستند الي أي قدرة سوي الله ولا يخاف من أي قدره إلا الله.والمشرك يعبد الموهوم ويطيع القدرات الخيالية، وأحياناً يعبد نفسه، وأحياناً أخري يعبد ما يصنعه، وفي احيان أخري الحاكم والأمراء المتسلطين في العالم، وفي وقت آخر يعبدهم كلهم!
الخطر الكبير الذي يهدد المجتمعات التوحيدية اليوم هوالشرك العملي بالمعني الثالت أي عبادة وإطاعة الأصنام الجديدة والحكومات الاستكبارية، وفلسفة البراءة من المشركين في عالم اليوم مكافحة تسلط الحكومات الطاغوتية، وإستقلال وعزة واقتدار المسلمين في العالم .
2- الأديان إلهية والبراءة من المشركين
علي الرغم من أن ابراهيم خليل الرحمن -علي نبينا وآله السلام- كان أول نبي أعلن مسألة البراءة من الشرك والمشركين، ومن هنا نجد القرآن قد دعا المسلمين إلي التأسيس بذلك النبي لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم أنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله والأمة الإسلامية أقتدت في إعلان البراءة من المشركين بتلك الأسوة في تاريخ الأنبياء ولكن بنظرة دقيقة في القرآن الكريم ندرك بوضوح أن البراءة من الشركين أحد ركنين أصليين في التوحيد، وكل الأنبياء الالهيين كان من واجبهم إلي جانب دعوة الناس إلي الأمة، أن يدعوهم إلي اجتناب الحكومات الطاغوتية، والبراء من مطلق الشرك والمشرك ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .
الطاغوت ليس أصناما مصنوعة في عصر الجاهلية، بل إن أوضح مصاديقه هوالحكومات المشركة التي تدعوالمجتمع نحوهدف ومقصد غيرهدف ومقصد أنبياء الله.
النقطة الأهم معرفة المؤامرة المعقدة في تاريخ الإسلام لإخفاء أوضح مصاديق الطاغوت والشرك والمشرك لكي لاتشعر المجتمعات الإسلامية -من هذه الناحية- بالخطر ولكي تقتصر البراءة من المشركين علي البراءة من أصنام عصر الجاهلية الأولي!
3- زمان ومكان البراءة من المشركين:
لاشك أن البراءة من المشركين ليس لها محدودية من حيث الزمان والمكان، ويجب علي جميع المسلمين ألا يعلنوا براءتهم من المشركين بشكل فردي وجماعي، في أي زمان ومكان حسب، الضرورة.
لكن القضية المهمة هي ما هوالمكان والزمان الأنسب والأنفع لإظهار البراءة من قبل عامة المسلمين من المشركين، يمكن القول دون تريث أن بيت التوحيد هوأفضل مكان وموسم الحج أفضل زمان لإظهار البراءة من الشرك والمشركين من قبل مسلمي العالم.
يقول الإمام الخميني -رضوان الله تعالي عليه - في هذا المجال: أي بيت أفضل من الكعبة وبيت الأمن والطهارة والناس أن يتم الإعلان عملاً وقولاً عن البراءة من أي ظلم وعدوان واستثمار وعبودية ورذالة وجبن ، وأن يتم تجديد ميثاق ألست بربكم وكسر صنم الآلهية والأرباب، والمتفرقين وإحياء ذكري أهم وأكبر حركة رسوله لنبي صلي الله عليه وآله في وآذان من الله ورسوله الي الناس يوم الحج الأكبر... وتكرارها.
لأن سنة النبي (صلي الله عليه وآله) وإعلان البراءة ليس قابلاً للإندارس، ولايعتق، ولايجب أن صنحصر إعلان البراءة بأيام ومراسم ما بل يجب علي المسلمين أن يملأوا أنحاء العالم باالمحبة والعشق لذات الحق، والنفور والكره عملياً لأعداء الله.
وربما يدعي بعض الناس أوطائفة بأن قداسة بيت الله والكعبة المعظمة لايجب أن تداس ويساء إليها من خلال إطلاق الشعارات والتظاهرات والمسيرات وإعلان البراءة ، ويزعمون أن الحج هومحل العبادة والذكر ، وليس موضعاً للاستقطاب وإطلاق صفوف التظاهرات والمواجهة، وربما يدعون أن المقاومة والنضال والبراءة والنزاع هوعمل أهل الدنيا ومجبي الدنيا، وأن التدخل في القضايا السياسية وبالذات خلال أيام الحج هودون شأن علماء الدين، وهذا الكلام إنما يوحي من السياسة الخفية وبدفع من الحكام مصاصي دماء العالم.
علي أي حال، إن إعلان البراءة في الحج وتجديد ميثاق المبارزة والنضال تمرين علي اصطفاف المجاهدين لمواصلة القتال مع الشرك والكفر وعبادة الأصنام، ولايتخلص بإطلاق الشعارات بل هوبداية لإعلان ميثاق النضال والجهاد وتنظيم صفوف جنود الله في مقابل جنود إبليس ومن يحملون صفات الأبالسة، وهومن أصول التوحيد الأولية، وإذا لم يعلن المسلمون في بيت الناس وفي بيت الله براءتهم من أعداء الله، إذن فأين يمكنهم إعلانها؟ وإذا لم يكن الحرم والكعبة والمسجد والمحراب موقعا ومكانا وسندا لجنود الله ومدافعي الحرم وحرمة الانبياء إذن أين يكون مأمنهم وكهفهم؟
الخلاصة: إن اعلان البراءة من المشركين هوالمرحلة الاولي للنضال والجهاد، وهناك مراحل أخري لاستمرارها تعتبر من واجبنا، وهي تتطلب في كل عصر ومكان مظاهر واساليب وخططاً أخري بما يتناسب معها، ويجب أن نري أنه في عصر كهذا العصر الذي يهدد فيه رؤساء وامراء الكفر والشرك كل كيان التوحيد وهؤلاء الحكام كلهم يهددون المظاهر الوطنية والثقافية والدينية والسياسية للشعوب ويجعلونها ألعوبة لأهوائهم وشهواتهم فماذا يجب أن نصنع؟
هل يجب أن نجلس في البيوت ونطرح تحليلات خاطئة ونوجه الاهانة لمقام ومنزلة الناس ونوحي للمسلمين بالعجز، ونتحمل عمليا الشيطان وابناء الشيطان ونمنع المجتمع من الوصول الي الخلوص الذي هوغاية الكمال ونهاية الآمال؟ وهل يجب أن نتصور أن مقاومة الأنبياء للصنم وعبادة الاصنام تنحصر في الحجر والخشب الخالي من الروح.
ونعوذ بالله أن انبياء كابراهيم كانوا مبادرين لكسر الاصنام لكنهم قد تركوا ساحة النضال والجهاد ضد امراء الظلم والحكام الظالمين؟ بينما كل تحطيم الاصنام والنضالات والحروب التي قام بها حضرة ابراهيم مع النمروديين وعبدة القمر والشمس والنجوم كانت مقدمة لهجرة كبيرة وكل تلك الهجرات وتحمل الصعوبات والسكن بواد غير ذي زرع وبناء البيت وتقديم اسماعيل قربانا هي مقدمة للبعثة والرسالة التي خلالها يكرر فيها خاتم الرسل كلام أولهم وآخر بناة ومؤسسي الكعبة ويبلغ رسالته الأبدية بكلام أبدي انني بريء مما تشركون
وإذا قدمنا تحليلا وتفسيرا غير هذا بانه لايوجد اصلا في الزمن المعاصر صنم وعبادة للاصنام، فأي انسان عاقل لايري عبادة الاصنام الجديدة في اشكال واساليب وحيل خاصة ولايدرك السلطة الجديدة التي كسبتها بيوت الاصنام في تل أبيب علي حكام وأمراء الدول الاسلامية وعلي دماء وشرف المسلمين وبلدان العالم الثالث؟
إن الحج يتميز- من بين الاعمال العبادية للاسلام- بخصائص معينة لاتتميز بها أي عبادة أخري. إحدي الخصائص البارزة للحج اعلان التذمر والكره لأمراء الجور وحكام الظلم والاعلان عن البراءة من المشركين، وهومبدأ قرآني اساسي، ورد في سورة التوبة وعين فيه واجب المسلمين في هذا الخصوص.
ان البراءة من المشركين في العصر الحالي كسبت معني ومفهوماً خاصاً، ويجب العمل بها اكثر من أي وقت آخر.
ففي عالم اليوم نجد الحكومات الشيطانية تقطر خناجرها من دماء المسلمين، وأمراء الجور والظلم يستخدمون أعنف الاساليب واشدها وحشية وبعدا عن النهج الانساني، والاحتلال العسكري يسود في اراضي الدول الاسلامية وشعوب البلدان المسلمة تتعرض- دون أي ذنب- إلي أشد المآسي وأفضع المذابح علي يد الحكومات والحكام.
ولايمر يوم دون أن تسفك دماء المسلمين في العراق وافغانستان. ولم ينس العالم التعذيب الوحشي واللاإنساني ضد المسلمين في سجون غوانتانامو وابوغريب. والضمائر الحية لم تنس أن الناس العاديين يقتلون في شوارع بغداد دون أي ذنب ارتكبوه وترتكب المجازر ضدهم علي يد الارهابيين الذين حولوا مجالس الاعراس في افغانستان أيضا إلي مجالس عزاء.
ان قضية فلسطين لها حديث آخر، والكيان الصهيوني قام باحتلال اراضي فلسطين منذ أكثر من 60 عاما بدعم مباشر من الحكومات المزيفة واللاقانونية، واحتل قبلة المسلمين الاولي، وهو يشرد الفلسطينيين من بيوتهم كل يوم. واليوم يخنق كل من يطالب بالعدالة من قبل أمريكا والكيان الصهوني في الاراضي الاسلامية المحتلة، والحكومات الشيطانية لاترعي أي حدود في جرائمها ولاتلتزم بأي ضوابط وقيم اخلاقية وانسانية ودولية.
ان الحكومات الشيطانية قد تجاوزت حدودها ويريد أن يمارس الحكام والامراء الظلم والجور باسم الشعب المسلم، ويحرموا هذا الشعب المضحي من حقوقه المسلم والمذابح ضد الاطفال والنساء الابرياء والعزل، لكيلا يتمتعوا بهذه الحقوق الاولية والمسلم بها، وبالتالي يتهمونهم بتهمة الارهاب، ويرتكب الحكام والامراء الظالمون أفضع الجرائم تحت ذريعة مكافحة الارهاب.
في مثل هذه الظروف، فان أوامر الاسلام الصريحة توجب علي المسلمين ألا يسكتوا علي ظلم الامراء وجور الحكام ومظلومية المظلومين، والركن الاصلي للحج الابراهيمي الذي أحياه حضرة الامام الخميني (رض) هوالبراءة من المشركين.
ويجب علي الحجاج أن يقيموا مراسم البراءة من المشركين، مثلما نزلت آيات البراءة علي النبي الاكرم (صلي الله عليه وآله) في صحراء عرفات ليعلموا بالهوية الاصلية للحج ، ويعلنوا دعمهم واسنادهم للاخوة والاخوات المؤمنين في أقصي انحاء العالم الذين يتعرضون لظلم كل الحكومات الاستكبارية.
ان البراءة من المشركين تعني تحقق العدالة ومكافحة الظلم، ومراسم البراءة من المسلمين في الحج هي من التعاليم القمية للقرآن الكريم وهي جوهر الحج الابراهيمي الأصيل. وفي هذا المجال فان دور العلماء والشخصيات الدينية البارزة في توجيه الرأي العام في العالم الاسلامي لتجاوز أي اختلاف وتفرقة نحوالوحدة الاسلامية بارز جدا.
وشخصيات مثل دكتور الشيخ يوسف قرضاوي رئيس جمعية علماء المسلمين، ومن خلال إدراك ومعرفة الصعاب الواقعية والحقيقية لامة الاسلام والاعداء الحقيقيين لامة الاسلام، وضعوا اصبعهم نحوالمحتلين الصهاينة الغاصبين.
وتحقيق هذه الوحدة يتم في ظل تجاوز المصالح الخاصة والتوصل إلي افق عال من المنافع ومصالح كل الامة والبلدان الاسلامية وفي هذا الطريق يسير البلدان الصديقان الجاران ايران وقطر في مواصلة العلاقات والتعاملات الودية والدبلوماسية الفعالة في الاهتمام بامور ومشكلات العالم الاسلامي، وخاصة أن الدبلوماسية الفاعلة لدولة قطر في حل مشكلات الدول الاسلامية من لبنان إلي دارفور يمكن أن تكون مثالاً للتحرك الجماعي بين البلدان الاسلامية.
وبديهي أن التقرب والارتباط الودي بين الدولتين المسلمين الكبيرتين ايران والسعودية له تأثير حيوي جدا في توفير منافع الدول الاسلاميةلكيلا تنحرف اهتمامات وطاقات البلدان الاسلامية في الخلافات الغيوم السوداء الزائلة من القضايا الحيوية للعالم الاسلامي وخاصة قضية فلسطين.