المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دبي ستبقى مركزا تجاريا لكنها ستتخلى عن أحلامها الكبرى



ROSE
05-12-2009, 09:40 AM
ستبقى مركزا ماليا وتجاريا...دبي ستبقى مركزا تجاريا لكنها ستتخلى عن أحلامها الكبرى





يرى محللون أن دبي يمكنها أن تبقى مركزا ماليا وتجاريا للمنطقة، لاسيما بفضل بنيتها التحتية، إلا أنها ستضطر إلى التخلي عن أحلامها الكبرى التي صنعت شهرتها.
ويرى هؤلاء أن افتتاح برج دبي أعلى مبنى في العالم، سيشهد على نهاية حقبة بعد تعليق العمل في مئات من مشاريع البناء في الإمارة التي طلبت واحدة من كبريات شركاتها تأجيل استحقاق ديونها.
وبرج دبي الذي يرتفع لأكثر من 800 متر هوناطحة السحاب الرئيسية في مشروع عملاق بقيمة عشرين مليار دولار لبناء حي "داون تاون برج دبي" الجديد الذي يضم سوق دبي التجاري "دبي مول" وهوأكبر مركز تجاري في الشرق الأوسط مع 1200 متجر وثلاثين ألف شقة.
وأعلنت شركة "إعمار" صاحبة المشروع أن افتتاح البرج سيتم في الرابع من كانون الثاني/يناير بعد أن كان يفترض أن يجري في 2008.
وكانت حكومة الإمارة أرسلت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر سلسلة صدمات إلى الأسواق العالمية عندما قالت إنها ستطلب تجميد استحقاقات ديون مجموعة "دبي العالمية" التي تملكها لمدة ستة أشهر على الأقل.
وفي أعقاب ذلك، توالت التكهنات بمستقبل صعب للإمارة فيما تحدثت بعض الصحف في الغرب عن إمكانية "إفلاس" دبي.
إلا أن مروان بركات كبير خبراء بنك عودة اللبناني الذي نشر للتو دراسة حول الإمارة، قال في حديث لوكالة فرانس برس "بالتأكيد لسنا أمام إفلاس دبي".
وأوضح بركات أن ديون دبي التي تقدر بثمانين مليار دولار يضاف إليها متأخرات تقدر بـ25 مليار دولار، تساوي تقريبا إجمالي الناتج الداخلي للإمارة.
وأضاف أن "أبوظبي يمكن أن تدعم دبي إذا عدلت هذه الأخيرة نموذجها الاقتصادي المرتكز على التطوير المكثف" مشيرا إلى أن أبوظبي عاصمة اتحاد الإمارات، تملك ودائع مالية في الخارج تقدر بـ320 مليار دولار، أي اكثر بثلاثة أضعاف تقريبا من حجم الناتج المحلي الإجمالي لدبي.
وتفيد دراسة أجرتها شركة "بروليدس" لأبحاث السوق أنه تم تعليق مشاريع بقيمة 582 مليار دولار، أي 45 % من القيمة الإجمالية للمشاريع المعلنة في دبي وغيرها في الإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لبركات، فإنه من الضروري أن يتم "ترشيد النفقات" خصوصا في المجال العقاري "الذي سيكون الأكثر تأثرا".
ويرى خبراء أن دبي ستضطر من الآن فصاعدا إلى أن تتخلى عن المشاريع العملاقة التي أسهمت بشهرتها عالميا، خصوصا أن شركة نخيل العقارية التابعة لمجموعة دبي العالمية والتي طورت بعض أبرز هذه المشاريع وبينها النخيل الاصطناعية، تعاني مشاكل كبيرة.
ومن أبرز الديون التي قالت دبي إنها تنوي طلب تجميد استحقاقاتها لستة أشهر على الأقل، صكوك لنخيل بقيمة 3.5 مليار دولار تستحق هذا الشهر.
واعتبر بركات أنه "لا توجد مدينة أخرى في المنطقة تتمتع بالمحفزات التي تملكها دبي".
ولكن على دبي إذا أرادت الحفاظ على دورها كمركز مالي أن "تنتقل من اقتصاد مرتكز على العقار إلى قطاعات أخرى، لا سيما التصدير كما عليها أن تنمي أطرها القانونية والقضائية" على حد تعبير بركات.
إلا أن الخبير الاقتصادي تريستان كوبر من وكالة موديز للتصنيف بدا أكثر حذرا من بركات. وقال: "على المدى البعيد، أحد أبرز التحديات التي تواجهها دبي هوالمحافظة على موقعها كمركز تجاري وسياحي ومالي".
وأضاف "حاليا البنية التحتية لدبي تتفوق على المدن المنافسة في المنطقة، إلا أن الحصول على التمويل سيصبح أكثر صعوبة وكلفة لدبي والفجوة في البنية التحتية بينها وبين منافسيها ستتقلص" في إشارة خصوصا إلى أبوظبي والدوحة.
إلا أن جيم كرين الذي كتب مؤخرا كتابا عن دبي تحت عنوان "مدينة الذهب"، اعتبر أن الإماراة "ستعاني" تداعيات هذه الأزمة، وسيخسر كثيرون وظائفهم.
وأضاف أن "عدد السكان سيتقلص وسيغادر وافدون كثر"، مؤكدا ضرورة "تنويع الاقتصاد لتوجيهه بعيدا عن العقار، لاسيما نحوالقطاعات التكنولوجية".
وتابع كرين "صحيح أن مصداقية دبي تأثرت إلا أنه ليس هناك مكان آخر في الشرق الأوسط مثل دبي، فهي مدينة حديثة وغنية مع وجود حرية اجتماعية وتسامح ديني".