المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسعار النفط تشهد تراجعا طفيفا مع نهاية موسم الشتاء الحالي



ROSE
05-12-2009, 09:45 AM
بسبب تراجع الطلب وتجدد آمال انتعاش الاقتصاد العالمي...
أسعار النفط تشهد تراجعا طفيفا مع نهاية موسم الشتاء الحالي





واشنطن — أحمد محسن:
قال الباحث النفطي الأميركي جورجي ماكليف إن المسار المتوقع لأسعار النفط قد يتجه نحو الهبوط بانتهاء الشتاء بل وربما قبل ذلك بسبب تراجع الطلب وعودة الآمال في حدوث انتعاش اقتصادي قوي إلى الاقتصاد الأميركي واقتصاديات دول العالم إلى حجمها الواقعي. وقال ماكليف "هناك مخاوف من استمرار الارتفاع الراهن في أرقام البطالة. وإذا تزايدت تلك المخاوف بدرجة تدعو إلى التشكك في تماسك التعافي الاقتصادي فإن أسعار النفط الخام قد تعود إلى مستويات أقل مما نراه الآن أعتقد أنها ستتراوح بين 64 و67 دولارا للبرميل".
وأوضح الباحث الأميركي أن الطلب على زيوت التدفئة في الولايات المتحدة ارتفع على نحو ما يحدث عادة في فصل الشتاء. إلا أن ذلك لا يفسر في تقديره الاتجاه التصاعدي الراهن لمنحنى أسعار النفط. وتابع "الأسعار التي نراها الآن تزيد كثيرا عما تحدده أساسيات السوق ويرجع ذلك في تقديري إلى عدد من العوامل أهمها في رأيي هو التوقعات المتفائلة عن مسار الإنعاش الاقتصادي والآمال المتزايدة بتماسك معدلات النمو الإيجابية واستمرارها".
وأضاف أن أسعار النفط في الوقت الراهن لم تعد تتحدد بالمعادلة المعروفة بين العرض والطلب وإن التوازن بين العرض والطلب لم يتغير على أي نحو جوهري منذ نهاية العام الماضي وأضاف "ولكن الأسعار الآن التي تتحرك بالقرب من خط 80 دولارا للبرميل تبلغ ضعف أسعار الفترة ذاتها من العام الماضي تقريبا. إنني لا أجد تفسيرا لذلك غير حالة التفاؤل الحالية بشأن احتمالات الانتعاش".
وتابع "بالنسبة لهذا الوقت من العام فإن لدينا مستويات قياسية من الاحتياطي النفطي لدى الشركات ومن مخزونات وقود السيارات بل ومن زيوت التدفئة. وكان ذلك كافيا للضغط على أسعار الخام إلا أن الأسعار ترتفع كما نرى رغم أن العرض يفوق الطلب كثيرا. وأعتقد أن ذلك يخبرنا بأنه كان على الأسعار أن تتجه إلى الأسفل وليس إلى الأعلى".
وتعرض ماكليف لما إذا كان موسم الشتاء سيشهد ارتفاعا في الأسعار إذا ما ظل عامل التفاؤل بمستقبل الاقتصاد ثابتا قائلا "المشكلة في هذا الشتاء هو أن المخزونات من الغاز الطبيعي وصلت مستويات غير مسبوقة بسبب انخفاض الأسعار. وسوف يعني ذلك بالنسبة لولايات الساحل الشرقي التحول من التدفئة بالزيوت إلى التدفئة بالغاز الطبيعي الذي يعرض الآن في السوق بأسعار بخسة. صحيح أن هذا التحول سيتم على مراحل ولكن تنفيذ أي مرحلة من مراحله ستشهد تراجعا في الطلب الموسمي على الطاقة أي طلب موسم الشتاء. ومن شأن ذلك أن يخفف من انعكاس آثار الشتاء على أسعار النفط الخام. قد ترتفع أسعار زيوت التدفئة ولكن بقدر أقل مما كان ينبغي أن يحدث هذا إذا افترضنا ثبات عامل التفاؤل حول مستقبل مشوار الخروج من الأزمة".
وحول ما سيحدث خلال الشهور القليلة المقبلة بالنسبة لأسعار النفط الخام قال ماكليف "هناك مخاطر مفهومة بالنسبة للأسعار كما هو الحال بالنسبة لأسواق المواد الخام بصفة عامة. وفي العادة فإن الأسواق المالية تتحرك على نحو مواز للاتجاه والاتجاه في حالة النفط كان في الآونة الأخيرة هو الارتفاع ولكن مع تحرك الأسعار إلى الارتفاع تزايدت أيضا المخاطر التي تهدد استمرار هذا الاتجاه على ما هو عليه".
وفسر ذلك بقوله "لو فحصنا الوضع عن قرب أكثر لوجدنا مثلا ما أشرت إليه من تساؤلات حول استمرار أرقام البطالة على ارتفاعها التدريجي وضعف استجابتها لمؤشرات الاقتصاد الأخرى وإدراك لأن صفقات التحفيز الحكومية لعبت دور المحرك وإن تلك الصفقات قد انتهت وعلى الأسواق أن تواجه واقعها الآن كما هو دون مساعدة من الحكومة. لذا فإنني باختصار أتوقع تصحيحا في أسواق الطاقة سيحمل أسعار النفط الخام إلى أسفل".
وتابع "هل هناك احتمال بأن ترتفع الأسعار قليلا قبل أن نشهد هذا التصحيح؟. الإجابة هي نعم. إلا أن ذلك يعني أن التصحيح قد يكون أكثر حدة لأن الأسواق عادة تتسم بردة فعل مبالغ فيها قليلا للوقائع الحقيقية لأي وضع. وأعتقد أن ما أريد قوله هو أن الأسعار الحالية لا تعكس حقيقة المخاطر الكامنة في السوق ومن ثم فإنني أعتقد أن اتجاهها العام سيكون نحو فترة من الانخفاض النسبي والهدوء بصفة عامة".
وحول دور منظمة أوبيك قال "حين كانت الأسعار تصعد باستمرار كان دور أوبيك محدودا إذ إن لدى المنظمة قدرة كبيرة على العرض. وما فعلته المنظمة حقا حدث بعد ذلك حين حالت دون حدوث انهيار كامل للأسعار في وقت مبكر من هذا العام حين حدث انخفاض كبير ينذر بانهيار شامل للأسعار على نحو يهدد الاستثمارات على المديين المتوسط والطويل وذلك عن طريق خفض الصادرات. ورغم أن المنظمة زادت من قدراتها الإنتاجية إلا أنها نجحت في خفض الصادرات في اللحظة المناسبة. ولكن لا ينبغي أن يقودنا ذلك إلى استنتاجات خاطئة. فالمسؤول عن الارتفاع الراهن في الأسعار ليس هو خفض أوبيك لصادراتها بالمقارنة بما يمكن أن تنتجه من الوجهة النظرية وإنما هو التفاؤل الذي أعتقد أنه يتسم بالمبالغة الذي يسود الأسواق المالية".
وعن دور الانخفاض الراهن في سعر صرف الدولار إزاء العملات الأساسية الأخرى في رفع أسعار البترول فقال "هذا أيضا أحد العوامل المهمة. إن هناك علاقة تناسب بين أسعار المواد الخام وسعر العملة. وحين تبيع النفط في أسواق العالم فإنك تبيعه مسعرا بالدولار. وإذا ما أصبح سعر البرميل يجلب ثمنا قادرا على شراء حجم أقل من سلعة أخرى بسبب انخفاض سعر الدولار فإن سعر النفط يزيد بصورة شبه آلية".