عبدالله العذبة
05-12-2009, 12:30 PM
بطول 32 مترا.. واستمر العمل فيها عدة شهور:
مواطن يحول جدران منزله إلى لوحة عن مراحل تطور ونهضة قطر
http://www.alarab.com.qa/admin/articles/images/738805711_j2.jpg
إحدى اللوحات في منزل السيد صلاح محمد محمود الجيدة
2009-12-05
الدوحة - رانيا غانم
لكل منا وسيلته وطريقته الخاصة في التعبير عن حبه لوطنه واحتفائه به، وغالبا ما تكون المناسبات المتعلقة هي أفضل الأوقات التي يقدم فيها البعض رموزا ونماذج تعبر عن هذه المشاعر المتدفقة.
ولعل اليوم الوطني للدولة هو أبرز هذه المناسبات، وفيه قرر المواطن صلاح محمد محمود الجيدة أن يقدم لوطنه هدية مميزة، وهي عبارة عن لوحة رسمها على جدران منزله بطول 32 مترا، تمثل نهضة قطر وتطور الحياة فيها منذ حياة البادية حتى اللحظة الراهنة، وحملت اللوحة المتعددة الفصول الكثير من التفاصيل التي عاشتها البلاد خلال تلك المراحل والسنوات من عمر الوطن.
ويتحدث الجيدة لـ "العرب" عن لوحته التي انتهى مؤخرا من العمل فيها ليشرح تفاصيلها وكيف جاءته الفكرة، يقول: "تمثل اللوحة نهضة قطر من البداية منذ حياة البادية، والغوص، ثم اكتشاف البترول، وما تبعه من تنمية حتى اللحظة الراهنة التي تعيشها قطر بكل التطور الذي تشهده والعمران، وكل وحدة من اللوحة تمثل مرحلة من مراحل تطور الوطن، فالجزء الأول منها يمثل حياة البادية وشكل الحياة في ذلك الوقت، وكيف كان الناس يعيشون وقتها، حيث، وشكل البيوت والطبيعة والحيوانات والأغنام الموجودة فيها.
وتتناول لوحة أخرى فترة الغوص والبحث عن اللؤلؤ الذي كان يمثل المصدر الرئيسي للرزق، وازدهارها من أوائل القرن التاسع عشر حتى 1930 عند اكتشاف البترول، وتصور اللوحة حركات البحارة وازدهار هذه المهنة وتجارتها، حيث كان هناك تجار كبار معروفون بالاسم حتى الآن، ورسمت اللوحة التجار يقفون في جهة وسفن الغوص في الجهة الأخرى وكل التفاصيل المعروفة عن هذه المهنة والتجارة المتعلقة بها.
أما اللوحة الثالثة فهي خاصة بمعركة "الوجبة" الشهيرة في 25 مارس 1893، رمضان 1310 هجرية والبطولات المعروفة عنها، ثم لوحة تمثل اكتشاف البترول سنة 1930 وتصديره وانتقاله في تلك المرحلة، وفيها وضعت البداوة والبترول والتنقل والسيارات معا، وكلها أشياء جاءت في ظروف واحدة، ثم التعليم وبداياته عام 1952 والنهضة التي شهدها، فرسمت طلاب العلم والخريجين يقفون متشرفين بإعطائهم الشهادة.
وهناك جزء خاص من اللوحة يصور بطولة دورة الألعاب الآسيوية "آسياد" التي نظمتها قطر عام 2006، وهي تُعد حدثا كبيرا وهاما بالنسبة لقطر، واحتوت اللوحة على غالبية الألعاب التي يحتويها الأولمبياد.
أما الصورة الأخيرة فهي لنهضة قطر العملاقة في البنيان والتعليم وكافة المجالات التي نشهدها الآن".
ويقول الجيدة إنه اقتبس فكرة اللوحة الجدارية من الصين "خلال إحدى زياراتي للصين، وجدت لوحة مماثلة في مدينة "شيان" الأثرية هناك، شملت لوحات عديدة عن تقدم الصين من قديم الزمان وكيف تطورت ومراحل ذلك، من خلال رسومات كبيرة على الجدران، ولذا فكرت في عمل لوحة مماثلة عن تطور الحياة في قطر، واخترت لها جدار بيتي، ورسمت اللوحة بهذا الحجم الكبير فهي بطول 32 مترا، وعرض 2.5 متر تقريبا، ووضعت فيها كل عناصر المراحل التاريخية والتي تناولتها بالتفصيل من خلال العناصر المميزة لكل مرحلة".
وعن المدة الزمنية التي أنجز فيها اللوحة يقول: "ليس وقتا محددا، فاللوحة توجد في منزل مهجور لي لا نسكنه حاليا، وكنت أذهب إلى هناك في وقت فراغي، فلم يكن هناك وقت محدد، وأنجزت عملها ليس بشكل منتظم، ولكن خلال الأشهر الباردة من العام مثل شهور نوفمبر وديسمبر، ويناير حتى شهر مايو، فكنت أذهب في فترة الصباح، فهي لم تكن إلزاما علي إنما هي فكرة إبداعية من الأساس، وأنا أرسم فكري، وما يخطر على بالي".
وعن تكلفة اللوحة، أكد أنها بسيطة للغاية مقارنة بمحتواها "ليس الجانب المادي هو ما أهتم به، لكن التعب والعمل الكثير الذي أخذته، هو ما يمنحها قيمتها، وأحب أن أذكر هنا أنه برغم ضخامة حجم اللوحة، إلا أنني لم أتحمل عبئها نهائيا، معروف والشيء الذي لا تحمل عبئه ينتهي بدون أن تشعر، وهكذا كانت هذه اللوحة، صنعتها خلال شهور طويلة، لكنها مرت في لحظات، وبعد إنجازها شعرت أنه شيء جميل يتعلق بتاريخ قطر، وعندما تمر عليه ترى شريطا سينمائيا عن التطور الذي شهده الوطن بكافة تفاصيله".
وتابع الفنان صلاح الجيدة حديثه عن لوحته الجدارية التي استخدم فيها الألوان الزيتية قائلا: "رأى أحد الفنانين التشكيليين اللوحة وأبدى إعجابه الشديد بها، وطلب مني تصويرها وتوثيقها بشكل أو بآخر، حتى إذا تعرض البيت للهدم في أحد الأيام لا تضيع، كما نصحني بأن أعيد رسمها مرة أخرى لكن في مكان لا تكون معرضة فيه للضياع مستقبلا".
ولكن ألا توجد جهات في الدولة شاهدت الصورة أو طلبت الاحتفاظ بها؟
يجيب صلاح: "حتى الآن لا، لكنني أتشرف إذا اهتمت بها جهة ما في الدولة أو أرادت أن تأخذها"
وتعلو كل مرحلة زمنية عبارة مكتوبة توضح الفترة الزمنية أو الحدث الذي تتناوله، كما استخدم الفنان الفواصل والأعمدة الموجودة في الجدار ليرسم عليها علم الدولة بلونيه الأبيض والعنابي وفوقه عبارات وأبيات شعر تصف المعارك لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله.
المصدر العرب السبت الموافق 5-12-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=108449&issueNo=716&secId=16
مواطن يحول جدران منزله إلى لوحة عن مراحل تطور ونهضة قطر
http://www.alarab.com.qa/admin/articles/images/738805711_j2.jpg
إحدى اللوحات في منزل السيد صلاح محمد محمود الجيدة
2009-12-05
الدوحة - رانيا غانم
لكل منا وسيلته وطريقته الخاصة في التعبير عن حبه لوطنه واحتفائه به، وغالبا ما تكون المناسبات المتعلقة هي أفضل الأوقات التي يقدم فيها البعض رموزا ونماذج تعبر عن هذه المشاعر المتدفقة.
ولعل اليوم الوطني للدولة هو أبرز هذه المناسبات، وفيه قرر المواطن صلاح محمد محمود الجيدة أن يقدم لوطنه هدية مميزة، وهي عبارة عن لوحة رسمها على جدران منزله بطول 32 مترا، تمثل نهضة قطر وتطور الحياة فيها منذ حياة البادية حتى اللحظة الراهنة، وحملت اللوحة المتعددة الفصول الكثير من التفاصيل التي عاشتها البلاد خلال تلك المراحل والسنوات من عمر الوطن.
ويتحدث الجيدة لـ "العرب" عن لوحته التي انتهى مؤخرا من العمل فيها ليشرح تفاصيلها وكيف جاءته الفكرة، يقول: "تمثل اللوحة نهضة قطر من البداية منذ حياة البادية، والغوص، ثم اكتشاف البترول، وما تبعه من تنمية حتى اللحظة الراهنة التي تعيشها قطر بكل التطور الذي تشهده والعمران، وكل وحدة من اللوحة تمثل مرحلة من مراحل تطور الوطن، فالجزء الأول منها يمثل حياة البادية وشكل الحياة في ذلك الوقت، وكيف كان الناس يعيشون وقتها، حيث، وشكل البيوت والطبيعة والحيوانات والأغنام الموجودة فيها.
وتتناول لوحة أخرى فترة الغوص والبحث عن اللؤلؤ الذي كان يمثل المصدر الرئيسي للرزق، وازدهارها من أوائل القرن التاسع عشر حتى 1930 عند اكتشاف البترول، وتصور اللوحة حركات البحارة وازدهار هذه المهنة وتجارتها، حيث كان هناك تجار كبار معروفون بالاسم حتى الآن، ورسمت اللوحة التجار يقفون في جهة وسفن الغوص في الجهة الأخرى وكل التفاصيل المعروفة عن هذه المهنة والتجارة المتعلقة بها.
أما اللوحة الثالثة فهي خاصة بمعركة "الوجبة" الشهيرة في 25 مارس 1893، رمضان 1310 هجرية والبطولات المعروفة عنها، ثم لوحة تمثل اكتشاف البترول سنة 1930 وتصديره وانتقاله في تلك المرحلة، وفيها وضعت البداوة والبترول والتنقل والسيارات معا، وكلها أشياء جاءت في ظروف واحدة، ثم التعليم وبداياته عام 1952 والنهضة التي شهدها، فرسمت طلاب العلم والخريجين يقفون متشرفين بإعطائهم الشهادة.
وهناك جزء خاص من اللوحة يصور بطولة دورة الألعاب الآسيوية "آسياد" التي نظمتها قطر عام 2006، وهي تُعد حدثا كبيرا وهاما بالنسبة لقطر، واحتوت اللوحة على غالبية الألعاب التي يحتويها الأولمبياد.
أما الصورة الأخيرة فهي لنهضة قطر العملاقة في البنيان والتعليم وكافة المجالات التي نشهدها الآن".
ويقول الجيدة إنه اقتبس فكرة اللوحة الجدارية من الصين "خلال إحدى زياراتي للصين، وجدت لوحة مماثلة في مدينة "شيان" الأثرية هناك، شملت لوحات عديدة عن تقدم الصين من قديم الزمان وكيف تطورت ومراحل ذلك، من خلال رسومات كبيرة على الجدران، ولذا فكرت في عمل لوحة مماثلة عن تطور الحياة في قطر، واخترت لها جدار بيتي، ورسمت اللوحة بهذا الحجم الكبير فهي بطول 32 مترا، وعرض 2.5 متر تقريبا، ووضعت فيها كل عناصر المراحل التاريخية والتي تناولتها بالتفصيل من خلال العناصر المميزة لكل مرحلة".
وعن المدة الزمنية التي أنجز فيها اللوحة يقول: "ليس وقتا محددا، فاللوحة توجد في منزل مهجور لي لا نسكنه حاليا، وكنت أذهب إلى هناك في وقت فراغي، فلم يكن هناك وقت محدد، وأنجزت عملها ليس بشكل منتظم، ولكن خلال الأشهر الباردة من العام مثل شهور نوفمبر وديسمبر، ويناير حتى شهر مايو، فكنت أذهب في فترة الصباح، فهي لم تكن إلزاما علي إنما هي فكرة إبداعية من الأساس، وأنا أرسم فكري، وما يخطر على بالي".
وعن تكلفة اللوحة، أكد أنها بسيطة للغاية مقارنة بمحتواها "ليس الجانب المادي هو ما أهتم به، لكن التعب والعمل الكثير الذي أخذته، هو ما يمنحها قيمتها، وأحب أن أذكر هنا أنه برغم ضخامة حجم اللوحة، إلا أنني لم أتحمل عبئها نهائيا، معروف والشيء الذي لا تحمل عبئه ينتهي بدون أن تشعر، وهكذا كانت هذه اللوحة، صنعتها خلال شهور طويلة، لكنها مرت في لحظات، وبعد إنجازها شعرت أنه شيء جميل يتعلق بتاريخ قطر، وعندما تمر عليه ترى شريطا سينمائيا عن التطور الذي شهده الوطن بكافة تفاصيله".
وتابع الفنان صلاح الجيدة حديثه عن لوحته الجدارية التي استخدم فيها الألوان الزيتية قائلا: "رأى أحد الفنانين التشكيليين اللوحة وأبدى إعجابه الشديد بها، وطلب مني تصويرها وتوثيقها بشكل أو بآخر، حتى إذا تعرض البيت للهدم في أحد الأيام لا تضيع، كما نصحني بأن أعيد رسمها مرة أخرى لكن في مكان لا تكون معرضة فيه للضياع مستقبلا".
ولكن ألا توجد جهات في الدولة شاهدت الصورة أو طلبت الاحتفاظ بها؟
يجيب صلاح: "حتى الآن لا، لكنني أتشرف إذا اهتمت بها جهة ما في الدولة أو أرادت أن تأخذها"
وتعلو كل مرحلة زمنية عبارة مكتوبة توضح الفترة الزمنية أو الحدث الذي تتناوله، كما استخدم الفنان الفواصل والأعمدة الموجودة في الجدار ليرسم عليها علم الدولة بلونيه الأبيض والعنابي وفوقه عبارات وأبيات شعر تصف المعارك لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله.
المصدر العرب السبت الموافق 5-12-09
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=108449&issueNo=716&secId=16