محمد لشيب
06-12-2009, 10:27 AM
الحرية مسؤولية
بقلم: رئيس التحرير أحمد سعيد الرميحي
http://alarab.com.qa/admin/dalil/images/_749151172_b1.gif
بسم الله نبدأ مع صحيفة «العرب» مرحلة جديدة نرجو أن تكون في مستوى الطموحات وفي مستوى المسؤوليات الكبيرة التي يفرضها علينا جميعاً ما تشهده بلادنا العزيزة من تنمية وتقدم وتطور -في ظل راعي نهضتنا سمو الأمير حفظه الله- شمل كل المجالات، وحان الوقت ليشمل صحافتنا وأجهزة إعلامنا؛ حتى تكون قادرة على مواكبة الإيقاع الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي السريع الذي ينظم البلاد، وحتى تكون قادرة كذلك على التفاعل الخلاق مع الإنجازات الكبرى التي حققتها بلادنا، وخاصة في مجال النهضة التعليمية غير المسبوقة التي أصبحت حديث العالم بفضل الجهد الجبار الذي تبذله صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، هذا المجال الحيوي الذي يؤمن المستقبل لشبابنا وشباب منطقتنا وأمتنا...
لقد قال صحفي فرنسي: إن الأبراج تنبت في قطر كما تنبت سنابل القمح في فرنسا، ونحن نقول لهذا الصحفي: إنه وبمثل ما تنبت الأبراج في قطر فإنه ينبت فيها كذلك جيل جديد مملوء بالطموح ومغمور بالأمل ومتطلع بكل ثقة إلى المستقبل؛ بفضل ما يلقاه من عناية ورعاية، وبفضل التخطيط الاستراتيجي السليم الذي يجعل الإنسان هدف التنمية ووسيلتها.
إننا نحمد الله الذي هيأ لنا العيش في عصر حمد بن خليفة؛ حيث أصبحت لقطر (رؤية)، وأصبحت لها مكانة مرموقة، وبات لها دور إقليمي ودولي فعال ومؤثر لا يمكن إغفاله أو تجاهله في معادلات السياسة والاقتصاد والإعلام؛ ولذلك فمن حقنا أن نفخر ونفاخر، وأن نزداد ثقة وطموحاً وأملاً واطمئناناً على المستقبل.
إنني إذ أستشعر هذه المعاني في بداية عملي بصحيفة «العرب» أدرك جيداً صعوبة المهمة وعظم المسؤولية خاصة وأن «العرب» هي الأولى في تاريخ الصحافة القطرية التي وضع لبنتها عميد الصحافة الأول عبد الله حسين نعمه رحمه الله مؤسس الصحافة بدولة قطر. وأتشرف بترؤس أولى الصحف القطرية؛ ولذلك فهي –بالذات- مطالبة بأن تكون الصحيفة (الرائدة) التي لا تكذب أهلها، والصحيفة التي تقدم النموذج في تأكيد وتجسيد كل القيم والمبادئ والأهداف التي يبشر بها ويدعو لها ويعمل من أجلها سمو الأمير في الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية، وفي احترام حقوق المواطن القطري، وتهيئة كل الظروف له؛ لكي يبدع ويبتكر، ويبذل الفكر والجهد والعرق؛ من أجل هذا الوطن الذي أعطانا الكثير، ووضعنا في مقدمة شعوب العالم أمناً واستقراراً ورفاهية وتوفيراً لأرقى الخدمات بالمقاييس العالمية.
واتساقاً مع كل هذا فإنني أؤكد أن صفحات «العرب» ستظل مفتوحة لكل رأي سديد وفكر رشيد ونقد مفيد، وأعتقد أننا جميعاً ندرك أن الحرية مسؤولية، وليست فوضى، وأن الديمقراطية ليست ترفاً، وأن النقد أداة للبناء وليس معولاً للهدم، وبهذا المعنى فإن النقد ليس مرحباً به فحسب بل إنه مطلوب ومرغوب متى ما كان نقداً موضوعياً جاداً، الهدف منه المصلحة العامة، وليس المصلحة الشخصية والإثارة والتجريح وترويج الشائعات وتشويه الإنجازات.
إننا في قطر لسنا في حاجة للحديث عن الحرية التي نتمتع بها والتي وفرها لنا سمو الأمير دون أن يطالبه أحد بها.
• يكفي أن صحافتنا بلا رقابة إلا رقابة الضمائر الحية.
• يكفي في إذاعتنا برنامج «وطني الحبيب صباح الخير» الذي أصبح ساحة للحرية والديمقراطية.
• تكفي قناة «الجزيرة» التي وفرت لها بلادنا الأجواء الملائمة؛ لتكون منارة لحرية الرأي، ونموذجاً للإعلام الحر ليس في منطقتنا العربية وحدها وإنما على امتداد العالم، وذلك دون تدخل في سياستها ودون تأثير على توجهاتها.
• قبل ذلك -وبعده- يكفي للتدليل على ما نتمتع به من حرية وديمقراطية هذا التواصل الحميم بين القائد وشعبه، وبين الشعب وكافة المسؤولين في مختلف مواقعهم بلا حواجز أو قيود.
إن الديمقراطية ممارسة قبل أن تكون شعارات براقة، وهي سلوك حضاري قبل أن تكون مجرد ديكور سياسي تتزين به واجهات الحكم، ومن هنا فإنني أستطيع القول: إننا قد قطعنا بالفعل شوطاً مقدراً على طريق الممارسة الديمقراطية السليمة وفقاً لمنهج (التدرج) الذي يسير عليه سمو الأمير، فسموه هو الذي بشر بالديمقراطية أولاً، وهو الذي أرسى لبناتها الأولى بإجراء انتخابات المجلس البلدي المركزي، ثم بإقرار الدستور الدائم للبلاد، وهو الذي يحدد وفقاً لرؤيته الثاقبة ومنهجه المدروس متى يتحقق المزيد من الخطوات، مستفيدين من تجارب الدول القريبة والبعيدة ومستلهمين تعاليم ديننا وموروثات مجتمعنا؛ وذلك حتى لا تغرق الممارسة الديمقراطية في الجدل العقيم والخطب الاستعراضية والعنتريات الزائفة والخلافات الشخصية على حساب الوطن واستقراره وتماسكه الاجتماعي.
قضية أخرى مهمة وهي أن الصحافة القطرية ينبغي أن تكون صحافة قطرية بالفعل، يتولى شباب قطر مواقعها القيادية بداية من رئاسة التحرير وحتى رئاسة القسم؛ لملأ صفحاتها وساحاتها بكفاءة واقتدار، وهم قادرون على ذلك متى أتيحت لهم الفرصة وتهيأت لهم أجواء العمل؛ ولذلك فإن «العرب» تفتح أبوابها للشباب القطري من الجنسين، وكل من يأنس في نفسه القدرة، ويمتلك الرغبة الصادقة في العمل الصحفي سيجد مكانه ومكانته في رحاب «العرب»، وما أقوله ليس تقليلاً من جهد وكفاءة الإخوة الأعزاء من الدول العربية الشقيقة الذين يعملون معنا ويجدون منا كل التقدير والاحترام، والذين لا ننكر دورهم وفضلهم ونعتقد أنهم سيكونون سعداء مثلنا بوجود جيل من الصحفيين القطريين المتميزين.
كما يسرني أن أتقدم للأخ الفاضل عبد العزيز آل محمود بخالص الشكر والتقدير على الفترة التي أمضاها في رئاسة جريده «العرب»، وأتمنى له التوفيق في حياته العملية المقبلة.
وختاماً أقول: إن «العرب» مع الحرية المسؤولة، وليست مع حرية الفوضى، ومع الديمقراطية الحقيقية التي تصون مصلحة الوطن، وتحفظ حق المواطن، وليست مع ديمقراطية الترف التي تفتعل المعارك، وتتصيد الخلاف وتسعى للفتن، ومع الصحافة الملتزمة بقضايا الوطن والمواطن، وليست مع صحافة الإثارة والابتذال والإسفاف والبطولات الوهمية وتصفية الحسابات الشخصية.... وبالله التوفيق وعلى الله التوكل.
ce@alarab.com.qa
بقلم: رئيس التحرير أحمد سعيد الرميحي
http://alarab.com.qa/admin/dalil/images/_749151172_b1.gif
بسم الله نبدأ مع صحيفة «العرب» مرحلة جديدة نرجو أن تكون في مستوى الطموحات وفي مستوى المسؤوليات الكبيرة التي يفرضها علينا جميعاً ما تشهده بلادنا العزيزة من تنمية وتقدم وتطور -في ظل راعي نهضتنا سمو الأمير حفظه الله- شمل كل المجالات، وحان الوقت ليشمل صحافتنا وأجهزة إعلامنا؛ حتى تكون قادرة على مواكبة الإيقاع الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي السريع الذي ينظم البلاد، وحتى تكون قادرة كذلك على التفاعل الخلاق مع الإنجازات الكبرى التي حققتها بلادنا، وخاصة في مجال النهضة التعليمية غير المسبوقة التي أصبحت حديث العالم بفضل الجهد الجبار الذي تبذله صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، هذا المجال الحيوي الذي يؤمن المستقبل لشبابنا وشباب منطقتنا وأمتنا...
لقد قال صحفي فرنسي: إن الأبراج تنبت في قطر كما تنبت سنابل القمح في فرنسا، ونحن نقول لهذا الصحفي: إنه وبمثل ما تنبت الأبراج في قطر فإنه ينبت فيها كذلك جيل جديد مملوء بالطموح ومغمور بالأمل ومتطلع بكل ثقة إلى المستقبل؛ بفضل ما يلقاه من عناية ورعاية، وبفضل التخطيط الاستراتيجي السليم الذي يجعل الإنسان هدف التنمية ووسيلتها.
إننا نحمد الله الذي هيأ لنا العيش في عصر حمد بن خليفة؛ حيث أصبحت لقطر (رؤية)، وأصبحت لها مكانة مرموقة، وبات لها دور إقليمي ودولي فعال ومؤثر لا يمكن إغفاله أو تجاهله في معادلات السياسة والاقتصاد والإعلام؛ ولذلك فمن حقنا أن نفخر ونفاخر، وأن نزداد ثقة وطموحاً وأملاً واطمئناناً على المستقبل.
إنني إذ أستشعر هذه المعاني في بداية عملي بصحيفة «العرب» أدرك جيداً صعوبة المهمة وعظم المسؤولية خاصة وأن «العرب» هي الأولى في تاريخ الصحافة القطرية التي وضع لبنتها عميد الصحافة الأول عبد الله حسين نعمه رحمه الله مؤسس الصحافة بدولة قطر. وأتشرف بترؤس أولى الصحف القطرية؛ ولذلك فهي –بالذات- مطالبة بأن تكون الصحيفة (الرائدة) التي لا تكذب أهلها، والصحيفة التي تقدم النموذج في تأكيد وتجسيد كل القيم والمبادئ والأهداف التي يبشر بها ويدعو لها ويعمل من أجلها سمو الأمير في الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية، وفي احترام حقوق المواطن القطري، وتهيئة كل الظروف له؛ لكي يبدع ويبتكر، ويبذل الفكر والجهد والعرق؛ من أجل هذا الوطن الذي أعطانا الكثير، ووضعنا في مقدمة شعوب العالم أمناً واستقراراً ورفاهية وتوفيراً لأرقى الخدمات بالمقاييس العالمية.
واتساقاً مع كل هذا فإنني أؤكد أن صفحات «العرب» ستظل مفتوحة لكل رأي سديد وفكر رشيد ونقد مفيد، وأعتقد أننا جميعاً ندرك أن الحرية مسؤولية، وليست فوضى، وأن الديمقراطية ليست ترفاً، وأن النقد أداة للبناء وليس معولاً للهدم، وبهذا المعنى فإن النقد ليس مرحباً به فحسب بل إنه مطلوب ومرغوب متى ما كان نقداً موضوعياً جاداً، الهدف منه المصلحة العامة، وليس المصلحة الشخصية والإثارة والتجريح وترويج الشائعات وتشويه الإنجازات.
إننا في قطر لسنا في حاجة للحديث عن الحرية التي نتمتع بها والتي وفرها لنا سمو الأمير دون أن يطالبه أحد بها.
• يكفي أن صحافتنا بلا رقابة إلا رقابة الضمائر الحية.
• يكفي في إذاعتنا برنامج «وطني الحبيب صباح الخير» الذي أصبح ساحة للحرية والديمقراطية.
• تكفي قناة «الجزيرة» التي وفرت لها بلادنا الأجواء الملائمة؛ لتكون منارة لحرية الرأي، ونموذجاً للإعلام الحر ليس في منطقتنا العربية وحدها وإنما على امتداد العالم، وذلك دون تدخل في سياستها ودون تأثير على توجهاتها.
• قبل ذلك -وبعده- يكفي للتدليل على ما نتمتع به من حرية وديمقراطية هذا التواصل الحميم بين القائد وشعبه، وبين الشعب وكافة المسؤولين في مختلف مواقعهم بلا حواجز أو قيود.
إن الديمقراطية ممارسة قبل أن تكون شعارات براقة، وهي سلوك حضاري قبل أن تكون مجرد ديكور سياسي تتزين به واجهات الحكم، ومن هنا فإنني أستطيع القول: إننا قد قطعنا بالفعل شوطاً مقدراً على طريق الممارسة الديمقراطية السليمة وفقاً لمنهج (التدرج) الذي يسير عليه سمو الأمير، فسموه هو الذي بشر بالديمقراطية أولاً، وهو الذي أرسى لبناتها الأولى بإجراء انتخابات المجلس البلدي المركزي، ثم بإقرار الدستور الدائم للبلاد، وهو الذي يحدد وفقاً لرؤيته الثاقبة ومنهجه المدروس متى يتحقق المزيد من الخطوات، مستفيدين من تجارب الدول القريبة والبعيدة ومستلهمين تعاليم ديننا وموروثات مجتمعنا؛ وذلك حتى لا تغرق الممارسة الديمقراطية في الجدل العقيم والخطب الاستعراضية والعنتريات الزائفة والخلافات الشخصية على حساب الوطن واستقراره وتماسكه الاجتماعي.
قضية أخرى مهمة وهي أن الصحافة القطرية ينبغي أن تكون صحافة قطرية بالفعل، يتولى شباب قطر مواقعها القيادية بداية من رئاسة التحرير وحتى رئاسة القسم؛ لملأ صفحاتها وساحاتها بكفاءة واقتدار، وهم قادرون على ذلك متى أتيحت لهم الفرصة وتهيأت لهم أجواء العمل؛ ولذلك فإن «العرب» تفتح أبوابها للشباب القطري من الجنسين، وكل من يأنس في نفسه القدرة، ويمتلك الرغبة الصادقة في العمل الصحفي سيجد مكانه ومكانته في رحاب «العرب»، وما أقوله ليس تقليلاً من جهد وكفاءة الإخوة الأعزاء من الدول العربية الشقيقة الذين يعملون معنا ويجدون منا كل التقدير والاحترام، والذين لا ننكر دورهم وفضلهم ونعتقد أنهم سيكونون سعداء مثلنا بوجود جيل من الصحفيين القطريين المتميزين.
كما يسرني أن أتقدم للأخ الفاضل عبد العزيز آل محمود بخالص الشكر والتقدير على الفترة التي أمضاها في رئاسة جريده «العرب»، وأتمنى له التوفيق في حياته العملية المقبلة.
وختاماً أقول: إن «العرب» مع الحرية المسؤولة، وليست مع حرية الفوضى، ومع الديمقراطية الحقيقية التي تصون مصلحة الوطن، وتحفظ حق المواطن، وليست مع ديمقراطية الترف التي تفتعل المعارك، وتتصيد الخلاف وتسعى للفتن، ومع الصحافة الملتزمة بقضايا الوطن والمواطن، وليست مع صحافة الإثارة والابتذال والإسفاف والبطولات الوهمية وتصفية الحسابات الشخصية.... وبالله التوفيق وعلى الله التوكل.
ce@alarab.com.qa