arcon
07-12-2009, 08:09 AM
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى
يوم الدين. أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى. أيّها الشابّ المسلم: إنّ نبيّنا وعد مَن أراد الزّواج لأن يُعفَّ نفسه أنّ الله سيعينه على مهمَّته، وسيكون الله عونًا له في كلّ ما أهمَّه. إذًا فاطلُب عونَ الله، واطلب فضلَ الله، وابتغِ الزواجَ، واحرص عليه، يقول نبيّنا: «ثلاثة حقٌّ على الله عونُهم»، ذكر منهم: «المتزوّج يريد العفاف» [2]. فالله سيعينه، واللهُ سيقضي عنه ما أهمّه، سيقضي الله دينَه، وسيفرّج همَّه، وسيكشِف غمّه، وسيجعل له من بَعد عسرٍ يُسرًا، ولكن بالصّبر عن معاصي الله والعفّة عن محارم الله وبذلِ الأسباب والحِرص على هذه المهّمة، فإنّ الله جاعلٌ لك فرجًا ومخرجًا. فاستعن بالله، ولا تعجَز، ولا تكسَل، واستعِن بربّك، وابذُل السّببَ الذي في مقدورك، ولا تنظر إلى الأمور نظرَ من ينظر إليها أنّها صعبة وعسيرة، انظر إليها أنّها سهلة بتوفيقٍ من الله، وصدّق وعدَ الله الذي وعدَه على لسان نبيّه. ويا أيّها الأب الكريم: وإن ابتلاك الله بالبناتِ، فربّيتَ تلك البنات، وأحسنتَ إليهن، فاجعل خاتمةَ الحسنى أن لا تردَّ عنهنّ كفئًا قصدهنّ، ولا تجعل تكاليفَ تعيق الزّواج، بل كن سهلاً، وكن ميسِّرًا للأمور، وإذا تقدّم لك [من] قلّ أمره فلا تحمِّله ما لا يطيق، بل كن عونًا له على الزّواج، فتنفعه وتنفع ابنتَك، وهذا شرعُ الله، فبقاء الفتياتِ بلا زواجٍ مشاكلُ عظيمة، وتتحوّل نفوس الفتياتِ إلى نفوسٍ قلِقة غير مطمئنّة، تعيش في حالةِ شقاء وعناءٍ إذا مضى معظم العمر وأعرض عنها الخطّاب، فالأب واجبٌ عليه أن يتّقيَ الله ويسهّل المهمّة، المهمّ النظرُ إلى الزّوج من حيث الأخلاق والقِيمُ والاستقامة والأهليّةُ لرعاية الفتاة، فإذا توفّرت تلك الأمور فما يسّر الله فاقبَله، وما لم يكن فلا تطالِب، ولا تكن ثقيلاً مكثِرًا مِن الطّلب بأمور تعلَم أنّ هذا الشابّ لا يستطيعها، المهمّ قدرته على رعايتِها والقيام بحقّها نفقةً ومسكنًا وطعامًا، هذه المهمّة، وما سوى ذلك فإيّاك أن تصعّبَ الأمور، وإيّاك أن تطلبَ ما قد لا يستطيعه إلاّ أن يحمّل نفسَه الديونَ التي تثقل كاهلَه، ويعجز عن وفائِها، ويصبح شقيًّا بهذه الدّيون التي أتعبته فلم يجِد لها وفاءً. فليتعاون الجميعُ على البرّ والتّقوى. أسأل الله أن يحفظَنا بالإسلام، وأن يمنّ على أبنائنا بالزّواج الحلال، وعلى فتياتنا بذلك، وأن يجمعَ الجميع على طاعتِه، وأن يرزقَ الجميع التّعاون على البرّ والتقوى، إنّه على كلّ شيء قدير. واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار. وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على سيّد الأوّلين والآخرين وإمامِ المتّقين وقائد الغرِّ المحجَّلين محمّد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربّ العالمين: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبي ياَ أيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين...
يوم الدين. أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التّقوى. أيّها الشابّ المسلم: إنّ نبيّنا وعد مَن أراد الزّواج لأن يُعفَّ نفسه أنّ الله سيعينه على مهمَّته، وسيكون الله عونًا له في كلّ ما أهمَّه. إذًا فاطلُب عونَ الله، واطلب فضلَ الله، وابتغِ الزواجَ، واحرص عليه، يقول نبيّنا: «ثلاثة حقٌّ على الله عونُهم»، ذكر منهم: «المتزوّج يريد العفاف» [2]. فالله سيعينه، واللهُ سيقضي عنه ما أهمّه، سيقضي الله دينَه، وسيفرّج همَّه، وسيكشِف غمّه، وسيجعل له من بَعد عسرٍ يُسرًا، ولكن بالصّبر عن معاصي الله والعفّة عن محارم الله وبذلِ الأسباب والحِرص على هذه المهّمة، فإنّ الله جاعلٌ لك فرجًا ومخرجًا. فاستعن بالله، ولا تعجَز، ولا تكسَل، واستعِن بربّك، وابذُل السّببَ الذي في مقدورك، ولا تنظر إلى الأمور نظرَ من ينظر إليها أنّها صعبة وعسيرة، انظر إليها أنّها سهلة بتوفيقٍ من الله، وصدّق وعدَ الله الذي وعدَه على لسان نبيّه. ويا أيّها الأب الكريم: وإن ابتلاك الله بالبناتِ، فربّيتَ تلك البنات، وأحسنتَ إليهن، فاجعل خاتمةَ الحسنى أن لا تردَّ عنهنّ كفئًا قصدهنّ، ولا تجعل تكاليفَ تعيق الزّواج، بل كن سهلاً، وكن ميسِّرًا للأمور، وإذا تقدّم لك [من] قلّ أمره فلا تحمِّله ما لا يطيق، بل كن عونًا له على الزّواج، فتنفعه وتنفع ابنتَك، وهذا شرعُ الله، فبقاء الفتياتِ بلا زواجٍ مشاكلُ عظيمة، وتتحوّل نفوس الفتياتِ إلى نفوسٍ قلِقة غير مطمئنّة، تعيش في حالةِ شقاء وعناءٍ إذا مضى معظم العمر وأعرض عنها الخطّاب، فالأب واجبٌ عليه أن يتّقيَ الله ويسهّل المهمّة، المهمّ النظرُ إلى الزّوج من حيث الأخلاق والقِيمُ والاستقامة والأهليّةُ لرعاية الفتاة، فإذا توفّرت تلك الأمور فما يسّر الله فاقبَله، وما لم يكن فلا تطالِب، ولا تكن ثقيلاً مكثِرًا مِن الطّلب بأمور تعلَم أنّ هذا الشابّ لا يستطيعها، المهمّ قدرته على رعايتِها والقيام بحقّها نفقةً ومسكنًا وطعامًا، هذه المهمّة، وما سوى ذلك فإيّاك أن تصعّبَ الأمور، وإيّاك أن تطلبَ ما قد لا يستطيعه إلاّ أن يحمّل نفسَه الديونَ التي تثقل كاهلَه، ويعجز عن وفائِها، ويصبح شقيًّا بهذه الدّيون التي أتعبته فلم يجِد لها وفاءً. فليتعاون الجميعُ على البرّ والتّقوى. أسأل الله أن يحفظَنا بالإسلام، وأن يمنّ على أبنائنا بالزّواج الحلال، وعلى فتياتنا بذلك، وأن يجمعَ الجميع على طاعتِه، وأن يرزقَ الجميع التّعاون على البرّ والتقوى، إنّه على كلّ شيء قدير. واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار. وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على سيّد الأوّلين والآخرين وإمامِ المتّقين وقائد الغرِّ المحجَّلين محمّد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربّ العالمين: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبي ياَ أيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين...