arcon
07-12-2009, 08:10 AM
أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى. عبادَ الله: شريعةُ الإسلام رغّبت المسلمين في الزّواج وحثّتهم على ذلك،
{وَأَنْكِحُواْ الأيَـامَى مِنْكُمْ وَالصَّـالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]. وأُرشِد الرجال العاجزون عن الزّواج إلى العفّة عن محارم الله والصّبر على ترك المحرّمات رجاءَ الفرَج من ربّ العالمين، {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [النور: 33]. أيّها المسلمون: وقد بيّن الله - جل وعلا - الحكمةَ من الزّواج بقوله: {وَمِنْ ءايَـاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْو?جًا لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَـاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. أيّها المسلمون: ممّا يؤسَف له عزوفُ بعضِ شبابِنا أو بعض فتياتنا عن الزّواج وزهدُهم في ذلك وعدَم رغبتِهم فيه، وكلٌّ يعلِّل لنفسه ويبرّر موقفَه. فالفتاة المسلمَة العازفةُ عن الزّواج تبرّر موقفَها أحيانًا بأمورٍ عندما يناقِشها المسلمُ حقًّا يراها أمورًا غيرَ كافية وأمورًا غيرَ مقنِعة للإعراض عن هذه النّعمة العظيمة، ذلكم أنّ الزواج سببٌ لتحصين الفرج وسببٌ لغضِّ البصَر وسكونٌ للنّفس وطمأنينة في القلب وراحةُ بالٍ وحياة سعيدةٌ ينعَم بها كلٌّ من الشّاب والفتاة. وتلك المبرّرات إذا عرَضتها عرضًا صحيحًا وجدتها مبرّراتٍ غيرَ لائقة، وليست سببًا قويًّا يُعزف عن الزّواج، بل هي أسباب ضعيفةٌ لا اعتبارَ لها في الحقيقة. فالفتاة المسلمةُ تعزف عن الزّواج وتزهَد فيه وتبرِّر موقفَها أنّها فتاة طموحةٌ في التّعليم، تريد مواصلةَ الدّراسة، وتتخطّى كلَّ العقبَات، وتقطع كلَّ مراحِل التّعليم، بل تمضِي إلى ما فوقَ ذلك، وترى أنّ الزواجَ عائق لها، وأنّ الزواج مانعٌ لها، وذاك تصوّرٌ خاطِئ بلا شكّ، فما الدّراسة مانعةٌ مِن الزّواج، وما هي معوِّقة عن الزّواج، بل منافع الزّواج وفوائدُه كثيرة جدًّا، وبإمكان الفتاةِ المسلمة أن تجمَع بين الأمرَين، وذاك ميسَّر عند النيّة الصّادقة وعندما تتخطّى تلك العقباتِ التي تقف في طريقها، وترى أنّ الزواجَ خيرٌ كثير لها؛ لأنّ هذه الفتاة المسلمةَ ربّما يمضي ثلثُ عمرها أو أكثر، تأخذ ثلاثَ عقود من عمرها، وربّما تزداد، فيعرِض عنها ويزهَد فيها الخطّاب، وتندَم ولات ينفع ندمُها. فالمرأة المسلمةُ لا ينبَغي لها أن يكونَ هذا عائقًا لها، بل تقدِم على الزّواج إذا تقدّم لها الكفءُ من الرّجال، وتحمد الله على هذهِ النّعمة، وبإمكانِها بتوفيقٍ من الله أن تواصلَ تعليمها، وليس هذا بعائقٍ عن التعليم لمن كانت جادّةً في طلب أمورها. ومرّة أخرى تبرِّر الفتاة المسلمة زهدَها عن الزّواج بالنّظر الماديّ المحض، فهي قد تنظر إلى مَن عنده المالُ الكثير، ولا ترغب إلاّ فيمن تراه موفِّرًا لها كلَّ ما تريده وكلَّ ما تهواه، وأنّ الزوجَ الذي قد يقصر عن بعضِ الأمور لا تريده زوجًا لها، إذًا تفترِضُ صفاتٍ معيّنة، وقد يكون فيما تريده ضررٌ عليها، فهي لا تنظر إلى الزّوج من حيث الأخلاق والقيَمُ والسلوك وحُسن الرّعاية والاستقامةُ على الطّريق المستقيم، بل تنظر إليه أحيانًا النّظرَ الماديّ المحض الذي قد يكون سببًا لشقائها معه من حيث لا تشعر. لا شكّ أنّ المالَ مطلوب وأنّ غِنى الزّوج مطلوب، ولكن ليكن ذلك بالحدود المعقولةِ شرعًا. ومرّةً أخرى تعلِّل الفتاةُ زهدَها عن الزواج أو قد يكون نظرٌ لأوليائها أنّهم أهلُ ثروة ومال كثير، وأنّ المتقدّمَ إليهم قد يأخذ شيئًا من ثروات مالِهم فيما لو حصل على ربِّ أسرةٍ موتٌ أو نحو ذلك، فانتقل المال إلى الفَتاة، ثمّ إلى أولادِها وزوجها، وتلك نظرة خاطئةٌ وتصوّر غيرُ صواب، فالفتاة المسلمةُ سعادتُها مع دين الله في حصول زوج صالحٍ يعفّها، وتعيش تحت ظِلاله بتوفيقٍ من الله ورحمة
{وَأَنْكِحُواْ الأيَـامَى مِنْكُمْ وَالصَّـالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]. وأُرشِد الرجال العاجزون عن الزّواج إلى العفّة عن محارم الله والصّبر على ترك المحرّمات رجاءَ الفرَج من ربّ العالمين، {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [النور: 33]. أيّها المسلمون: وقد بيّن الله - جل وعلا - الحكمةَ من الزّواج بقوله: {وَمِنْ ءايَـاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْو?جًا لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَـاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. أيّها المسلمون: ممّا يؤسَف له عزوفُ بعضِ شبابِنا أو بعض فتياتنا عن الزّواج وزهدُهم في ذلك وعدَم رغبتِهم فيه، وكلٌّ يعلِّل لنفسه ويبرّر موقفَه. فالفتاة المسلمَة العازفةُ عن الزّواج تبرّر موقفَها أحيانًا بأمورٍ عندما يناقِشها المسلمُ حقًّا يراها أمورًا غيرَ كافية وأمورًا غيرَ مقنِعة للإعراض عن هذه النّعمة العظيمة، ذلكم أنّ الزواج سببٌ لتحصين الفرج وسببٌ لغضِّ البصَر وسكونٌ للنّفس وطمأنينة في القلب وراحةُ بالٍ وحياة سعيدةٌ ينعَم بها كلٌّ من الشّاب والفتاة. وتلك المبرّرات إذا عرَضتها عرضًا صحيحًا وجدتها مبرّراتٍ غيرَ لائقة، وليست سببًا قويًّا يُعزف عن الزّواج، بل هي أسباب ضعيفةٌ لا اعتبارَ لها في الحقيقة. فالفتاة المسلمةُ تعزف عن الزّواج وتزهَد فيه وتبرِّر موقفَها أنّها فتاة طموحةٌ في التّعليم، تريد مواصلةَ الدّراسة، وتتخطّى كلَّ العقبَات، وتقطع كلَّ مراحِل التّعليم، بل تمضِي إلى ما فوقَ ذلك، وترى أنّ الزواجَ عائق لها، وأنّ الزواج مانعٌ لها، وذاك تصوّرٌ خاطِئ بلا شكّ، فما الدّراسة مانعةٌ مِن الزّواج، وما هي معوِّقة عن الزّواج، بل منافع الزّواج وفوائدُه كثيرة جدًّا، وبإمكان الفتاةِ المسلمة أن تجمَع بين الأمرَين، وذاك ميسَّر عند النيّة الصّادقة وعندما تتخطّى تلك العقباتِ التي تقف في طريقها، وترى أنّ الزواجَ خيرٌ كثير لها؛ لأنّ هذه الفتاة المسلمةَ ربّما يمضي ثلثُ عمرها أو أكثر، تأخذ ثلاثَ عقود من عمرها، وربّما تزداد، فيعرِض عنها ويزهَد فيها الخطّاب، وتندَم ولات ينفع ندمُها. فالمرأة المسلمةُ لا ينبَغي لها أن يكونَ هذا عائقًا لها، بل تقدِم على الزّواج إذا تقدّم لها الكفءُ من الرّجال، وتحمد الله على هذهِ النّعمة، وبإمكانِها بتوفيقٍ من الله أن تواصلَ تعليمها، وليس هذا بعائقٍ عن التعليم لمن كانت جادّةً في طلب أمورها. ومرّة أخرى تبرِّر الفتاة المسلمة زهدَها عن الزّواج بالنّظر الماديّ المحض، فهي قد تنظر إلى مَن عنده المالُ الكثير، ولا ترغب إلاّ فيمن تراه موفِّرًا لها كلَّ ما تريده وكلَّ ما تهواه، وأنّ الزوجَ الذي قد يقصر عن بعضِ الأمور لا تريده زوجًا لها، إذًا تفترِضُ صفاتٍ معيّنة، وقد يكون فيما تريده ضررٌ عليها، فهي لا تنظر إلى الزّوج من حيث الأخلاق والقيَمُ والسلوك وحُسن الرّعاية والاستقامةُ على الطّريق المستقيم، بل تنظر إليه أحيانًا النّظرَ الماديّ المحض الذي قد يكون سببًا لشقائها معه من حيث لا تشعر. لا شكّ أنّ المالَ مطلوب وأنّ غِنى الزّوج مطلوب، ولكن ليكن ذلك بالحدود المعقولةِ شرعًا. ومرّةً أخرى تعلِّل الفتاةُ زهدَها عن الزواج أو قد يكون نظرٌ لأوليائها أنّهم أهلُ ثروة ومال كثير، وأنّ المتقدّمَ إليهم قد يأخذ شيئًا من ثروات مالِهم فيما لو حصل على ربِّ أسرةٍ موتٌ أو نحو ذلك، فانتقل المال إلى الفَتاة، ثمّ إلى أولادِها وزوجها، وتلك نظرة خاطئةٌ وتصوّر غيرُ صواب، فالفتاة المسلمةُ سعادتُها مع دين الله في حصول زوج صالحٍ يعفّها، وتعيش تحت ظِلاله بتوفيقٍ من الله ورحمة