المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلا بل ران على قلوبهم ما كاتوا يكسبون



امـ حمد
07-12-2009, 04:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، يعني أنَّ ما كانوا يقترفونه من الآثام والذنوب جعل قلوبهم مطبوعًا عليها وقاسيةً لا تلين لذكر الله عزَّ وجلَّ، ولا تخشع لعبادته
وفي الحديث (إنَّ العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكتت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سُقل قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلو قلبه، وهو الرَّان
الغفلة عن ذكر الله عزَّ وجلَّ، والإعراض عن الموعظة والتذكُّر والتفكُّر في خلقه وآلائه، يقول سبحانه وتعالى (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) يعني أنَّ الذين قست قلوبهم من غفلتهم عن ذكر الله وإعراضهم عن الموعظة ويلٌ لهم، وهذا إنذارٌ وتحذيرٌ لما ينتظرهم من عذاب الله يوم لقائه.
أكل الحرام؛ أي أن يكون المال الذي يعيش منه المرء مالاً مكتسبًا من طرقٍ غير شرعيَّةٍ.. كالعمل في الخمر، والربا، والقمار، والمخدرات، وغير ذلك من أصناف المحرمات.. مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم -إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا،
وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (يا أيُّها الذين آمنوا كلوا من طيِّبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إيَّاه تعبدون)،
و أنَّ القوت الحرام يُفسد على المرء دينه، ويورثه قسوة القلب، ويحول بينه وبين استجابة دعائه، وهذا يعني أنَّ هذا المرء يكون بعيدًا عن ربِّه غير قريبٍ منه، فلا ينظر الله تعالى إليه ولا يستجيب له دعاءً.
أمَّا دواء قسوة القلب-الإكثار من ذكر الله عزَّ وجلَّ، أن يذكر المرء الله وهو في طريقه وفي عمله وفي مختلف المواقع التي يكون فيها خلال حياته اليوميَّة، لأنَّ ذكر الله عمل اللسان
وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله
وقراءة القرآن؛ إذا كانت قراءة القرآن بتدبُّرٍ ومدارسةٍ وتأمُّلٍ في مضامينه ومعانيه، فإنَّها تنوِّر القلب، وتُفسِح الصدر، وتُذهِب ما فيه من ضيقٍ وكدرٍ،
مصداقًا لقوله عزَّ وجلّ (قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء)،
حتى لا ينقطع عن كتاب الله عزَّ وجلَّ ويكون دائم الصلة به، ومناجاته سبحانه.
والاستماع للموعظة، ينبغي للمؤمن أن يجلس مع الصالحين في مجالس المواعظ والدروس التي يلقيها العلماء الراشدون،
فيختار من أهل العلم من يطمئن إلى دينه وعلمه فيجلس إليه ،
و المداومة على العمل الصالح باختلاف أنواعه وأصنافه، فلا ينقطع العبد عن العمل الصالح قدر استطاعته وحسب قدرته، لأنَّ الاستمرار في العمل الصالح والمداومة عليه تجعل العبد دائم الصلة بربِّه،
تعهُّد النفس بالتوبة الدائمة من كلِّ ذنبٍ، فإنَّ الران الذي تصنعه المعاصي على القلب حتى تغلِّفه بسواد المعصية لا يُذيبه إلا سرعة التوبة إلى الله عزَّ وجل،
فدوام التوبة الصادقة تجعل القلب في حياة دائمة، ولا تترك فرصةً للران - الذي يُورِث القلب القسوةَ - في أن يتكوَّن.
ثمَّ بعد هذا تلجأ إلى الدعاء، وتتضرَّع إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُليِّن قلبك، ويجعله خاشعًا لذكره سبحانه،
ولا شكَّ أنَّك إذا التزمت هذا المنهج فإنَّ الله عزَّ وجلَّ سيُحقِّق لك رغبتك، وينوِّر صدرك، ويلين قلبك،
إ فإنَّه سبحانه إذا وعد وفى، وقد قال (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا).
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والرشد بمنِّه وفضله.

alrheeb2020
07-12-2009, 09:19 PM
جزاك الله خير

الهاشم
07-12-2009, 09:43 PM
اللة يجزاج خير ويجعلة في ميزان حسناتك

الاماني
07-12-2009, 10:28 PM
جزاك الله خير ورحم الله والديك

امـ حمد
08-12-2009, 02:08 AM
وجزاكم ربي جنة الفروس

ملاذ الروح
08-12-2009, 03:36 AM
جزاك الله خيرا

امـ حمد
08-12-2009, 05:38 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس