الأمير يدعو إلى إعادة الربط بين أسعار الغاز والنفط وتحقيق التعادل بينهما

[ROSE]

الأمير يدعو إلى إعادة الربط بين أسعار الغاز والنفط وتحقيق التعادل بينهما
سموه افتتح أعمال الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الدول المصدرة للغاز

ارتفاع أسعار النفط خلال هذا العام لم يقابله ارتفاع مماثل في الغاز قطر
تولي النواحي البيئية أهمية بالغة تزايد نمو الطلب على الغاز بالسنوات الأخيرة
لمزاياه البيئية والتشغيلية ضرورة تطوير الثروة الغازية وإتاحتها للدول المستهلكة في جميع أنحاء العالم



كتب: د طارق الشيخ وطارق خطاب :
خطت الدول المصدرة للغاز خطوة تاريخية كبرى باختيار أمينها العام وإطلاقها رسالة وحدة وتعاون مع الدول المستهلة من الدوحة وفي كلمة ضافية أوضحت معالم الطريق المستقبلي للمنظمة دعا حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الدول المصدرة للغاز إلى تحليل الاسباب التي ادت الى الانفصام بين أسعار الغاز والنفط والعمل معا على إعادة الترابط بين اسعار الغاز والنفط وتحقيق التعادل بينهما لافتا الى انه بعد الانخفاض الحاد في اسعار الغاز واسعار النفط في بداية هذا العام فان الارتفاع الذي شهدته اسعار النفط خلال هذا العام لم يقابله ارتفاع مماثل في اسعار الغاز نجم عن ذلك ان سعر الوحدة الحرارية من الغاز اصبح أقل بكثير من سعر مثيلتها من النفط .. معربا سموه عن امله فى ان يكون هذا الوضع مؤقتا .

وحضر حفل الافتتاح امس بفندق الريتز كارلتون سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة وعدد من أصحاب السعادة الوزراء وضيوف البلاد وعدد من اصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وعدد من رجال الأعمال والمهتمين بمجالات الطاقة.


واضاف سموه : " نحن نرى أن هذا هدف عادل وممكن اذا اخذنا بعين الاعتبار الصفات المتميزة التي يتمتع بها الغاز مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية الاخرى .. مشيرا الى انه لتحقيق هذا لابد لمنتدى الدول المصدرة للغاز من تبني هذا المصدر والعمل على زيادة استخداماته وتعزيز مكانته كمصدر الطاقة المفضل والدفاع عن مصالح منتجيه وحمايتها كما هي الحال بالنسبة للمصادر البديلة الاخرى .
وشدد حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى على ان هذه الاهداف التي تؤدي الى توسيع تجارة الغاز وتوفير امداداته باسعار عادلة تتسق مع مصالح الدول المستوردة ولهذا فان على هذه الدول الابتعاد عن القيام باتخاذ اجراءات احادية الجانب قد تبدو مجدية لها على المدى القصير ولكنها ستعود بالضرر على الجميع على المدى الطويل والنهج السليم هو في تكثيف الحوار بين الطرفين للتوصل الى تبني سياسات تعود بالنفع عليهما وعلى الاقتصاد العالمي.
واكد على ان قطر كدولة مصدرة للغاز تدرك حجم المسؤليات والاعباء الملقاة على عاتقها والتي تتمثل في ضرورة تطوير هذه الثروة الغازية وجعلها متاحة للدول المستهلكة في كل انحاء العالم .
واوضح سموه ان هذا يقتضي بدوره تأمين الاستثمارات الضخمة والمصادر البشرية المؤهلة التي يتطلبها هذا التطوير وتسخير احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا لزيادة الاحتياطي القابل للاستخراج وتخفيض تكاليف الانتاج والتسييل والنقل .
ونوه سموه في هذا المجال بأهمية العامل السياسي وبضرورة التعاون من اجل تطوير الغاز وايصاله الى مناطق الاستهلاك بين الدول المصدرة والدول المستوردة ودول العبور التي يمر الغاز في اراضيها او مياهها الاقليمية .
واكد سموه انه وانسجاما ايضا مع اهداف هذا المنتدى فإن دولة قطر تولي النواحي البيئية اهمية بالغة لا سيما في ظل الاثار البيئية الضارة التي بدت تظهر بوضوح على العالم نتيجة الانبعاثات الحرارية والاحتباس الحراري الناجم عنها .. وقال ان على منتجي الطاقة ومستهلكيها مسؤولية تاريخية لحماية البيئة والمحافظة عليها من خلال تسخير كل الوسائل التكنولوجية المتاحة لتخفيف الانبعاثات الحرارية ولتقليص نسب استخدام الطاقة غير النظيفة .
واشار سمو الامير المفدى الى تزايد نمو الطلب على الغاز بالسنوات الاخيرة بشكل كبير نسبيا لما يتمتع به من مزايا بيئية وتشغيلية لكن سموه ركز على ان ضمان استمرار هذا النمط منوط بالتغلب على التحديات التي تواجهها صناعة الغاز العالمية على الاصعدة التكنولوجية والاقتصادية والتسويقية وهذا يتطلب التعاون الكامل فيما بيننا وتعزيز الحوار مع الدول الاكثر تطورا لتنمية روح التعاون ودعم الوفاق لما فيه خير الجميع .
ومن جانبه اعرب سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة رئيس منتدى الدول المصدرة للغاز في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى عن شكره لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على تفضله برعاية وافتتاح هذا الاجتماع.
وقال سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية ان حضور سمو الأمير المفدى يؤكد حرص سموه على تعزيز وتطوير دور المنتدى كملتقى بارز لدعم الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للغاز بما يعود بالنفع على الجميع .
واضاف ان هذا الاجتماع يأتي بعد استكمال الاجراءات الأساسية المطلوبة للمصادقة على اتفاقية عمل المنتدى .. لافتا الى ان ذلك يؤكد حرص الدول الأعضاء على تطوير آليات عمل المنتدى وتفعيل دوره لتحقيق الاهداف المرجوة .
واكد ان تحقيق الأهداف الأساسية للمنتدى يتطلب الكثير من العمل والجهد المتواصل من جميع الدول الأعضاء واللجان التابعة له .. مشيرا الى ان الدور الرئيسي ستضطلع به الأمانة العامة للمنتدى من مقرها الدائم فى الدوحة .. وقال " ان الدور الرئيسي سيقع على الأمانة العامة للمنتدى للبدء سريعا فى وضع الخطط المستقبلية وتنفيذها لتحقيق الاهداف المرجوة وتقديم الدعم اللازم للدول الأعضاء لمساعدتها فى تطوير مواردها من الغاز الطبيعي من خلال اجراء الدراسات والأبحاث الخاصة بصناعة الغاز وتطويره لمواجهة تحديات الطاقة وفرص الاستثمار المستقبلية" .
وشدد على اهمية دور الأمانة العامة فى ابراز دور المنتدى على المستوى الدولي بما يعكس الصورة الحقيقية لأهدافه وزيادة التواصل مع الدول المستهلكة للغاز والمنظمات الدولية الأخرى .
وتطرق سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية في الكلمة الى الدور الحيوي الذي تضطلع به دولة قطر فى مجال تصدير الطاقة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى

[ROSE]

نص كلمة سمو الأمير

الدوحة - قنا : فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الدول المصدرة للغاز .

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب السعادة ،
الحضور الكرام ،

يسرني أن أرحب بكم في الدوحة بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي وأود بهذه المناسبة أن أهنيء الدول الاعضاء على إتمامها الاجراءات الاساسية لتفعيل اتفاقية المنتدى .
لقد تطلب انجاز هذه الاتفاقية الكثير من العمل الدؤوب والدعم المتواصل من قبلكم بهدف تطوير آليات عمل المنتدى بما يعود بالنفع على الجميع . وأنتهز هذه الفرصة لأشكركم على جهودكم وعلى اختياركم الدوحة مقرا دائما للمنتدى .
ان انعقاد هذا الاجتماع لمنتدى الدول المصدرة للغاز اليوم وبمثل هذه المشاركة العالية المستوى يوفر لنا جميعا فرصة مناسبة لبحث الواقع الراهن لصناعة الغاز وأسواقها وما تواجهه من تحديات سواء أكانت على الصعيد الفني ام اللوجستي ام السياسي .
ولهذا فإن القرارات التي يتخذها هذا المنتدى يجب ان تتماشى مع الطموحات التي عقدناها عليه يوم تأسيسه وهي ان يصبح أهم التنظيمات التي تعنى بشؤون الغاز وتنظيم تجارته .
اننا كدول مصدرة للغاز انعم الله عليها بالقسط الاعظم من الاحتياطي العالمي للغاز ندرك حجم المسؤليات والاعباء الملقاة على عاتقنا والتي تتمثل في ضرورة تطوير هذه الثروة الغازية وجعلها متاحة للدول المستهلكة في كافة انحاء العالم .
وهذا يقتضي بدوره تامين الاستثمارات الضخمة والمصادر البشرية المؤهلة التي يتطلبها هذا التطوير وتسخير احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا لزيادة الاحتياطي القابل للاستخراج وتخفيض تكاليف الانتاج والتسييل والنقل .
ولا بد لي في هذا المجال من التنويه ايضا باهمية العامل السياسي وبضرورة التعاون من اجل تطوير الغاز وايصاله الى مناطق الاستهلاك بين الدول المصدرة والدول المستوردة ودول العبور التي يمر الغاز في اراضيها او مياهها الاقليمية .
وانسجاما مع الاهداف التي بني عليها هذا المنتدى والتي تشتمل على حماية الحقوق السيادية للدول بتطوير مصادرها الغازية والتنسيق فيما بينها للحصول على عوائد مجزية من استثمار هذه المصادر فانه يتعين علينا ان ننسق جهودنا ونبذل كل ما في وسعنا من اجل تمكين الدول المصدرة للغاز من ايصال منتجاتها الى اسواق الدول المستهلكة بأسعار عادلة لتوفير احتياجاتها من هذه الطاقة النظيفة والمساهمة في استمرار النمو الاقتصادي العالمي .

وتجدر الاشارة هنا الى انه بعد الانخفاض الحاد في اسعار الغاز واسعار النفط في بداية هذا العام فإن الارتفاع الذي شهدته اسعار النفط خلال هذا العام لم يقابله ارتفاع مماثل في اسعار الغاز ونجم عن ذلك ان سعر الوحدة الحرارية من الغاز اصبح أقل بكثير من سعر مثيلتها من النفط ونحن نأمل ان يكون هذا الوضع مؤقتا ولكن وبصرف النظر عن مدته لا بد لأعضاء هذا المنتدى من تحليل الاسباب التي ادت الى هذا الانفصام بين السعرين والعمل معا على اعادة الترابط بين اسعار الغاز وأسعار النفط وتحقيق التعادل بينهما .
ونحن نرى ان هذا هدف عادل وممكن اذا اخذنا بعين الاعتبار الصفات المتميزة التي يتمتع بها الغاز مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية الاخرى .
ولتحقيق ذلك لا بد لمنتدى الدول المصدرة للغاز من تبني هذا المصدر والعمل على زيادة استخداماته وتعزيز مكانته كمصدر الطاقة المفضل والدفاع عن مصالح منتجيه وحمايتها كما هي الحال بالنسبة للمصادر البديلة الاخرى .
ان هذه الاهداف التي تؤدي الى توسيع تجارة الغاز وتوفير امداداته باسعار عادلة تتسق مع مصالح الدول المستوردة ولهذا فان على هذه الدول الابتعاد عن القيام باتخاذ اجراءات احادية الجانب قد تبدو مجدية لها على المدى القصير ولكنها ستعود بالضرر على الجميع على المدى الطويل .. والنهج السليم هو في تكثيف الحوار بين الطرفين للتوصل الى تبني سياسات تعود بالنفع عليهما وعلى الاقتصاد العالمي .
وانسجاما ايضا مع اهداف هذا المنتدى فاننا نولي النواحي البيئية اهمية بالغة ولا سيما في ظل الاثار البيئية الضارة التي بدت تظهر بوضوح على العالم نتيجة الانبعاثات الحرارية والاحتباس الحراري الناجم عنها .
ان على منتجي الطاقة ومستهلكيها مسؤولية تاريخية لحماية البيئة والمحافظة عليها من خلال تسخير كل الوسائل التكنولوجية المتاحة لتخفيف الانبعاثات الحرارية ولتقليص نسب استخدام الطاقة غير النظيفة .

الحضور الكرام
لقد تزايد نمو الطلب على الغاز في السنوات الاخيرة بشكل كبير نسبيا لما يتمتع به من مزايا بيئية وتشغيلية الا ان ضمان استمرار هذا النمط منوط بالتغلب على التحديات التي تواجهها صناعة الغاز العالمية على الاصعدة التكنولوجية والاقتصادية والتسويقية وهذا يتطلب التعاون الكامل فيما بيننا وتعزيز الحوار مع الدول الاكثر تطورا لتنمية روح التعاون ودعم الوفاق لما فيه خير الجميع

وأرجو اخيرا لكم التوفيق متمنيا لكم طيب الاقامة في قطر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[السندان]

الله يعطيك العافية