تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذئب المعلوماتي



مطيع الله
10-12-2009, 11:14 AM
قال المسيري رحمه الله:

بقي بعد ذلك أهم الذئاب وأكثرها خطورة و ضراوة وجوانية ، وهو الذئب الهيجلي المعلوماتي ، وهو ذئب خاص جداً ، جواني لأقصى درجة ،
يعبِر عن نفسه في الرغبة العارمة في أن أكتب كتاباً نظرياً ، إطاره النظري واسع وشامل للغاية ولكنه في الوقت نفسه يتعامل مع أكبر قدر
ممكن من المعلومات والتفاصيل ، إن لم يكن كلها . أي أنني كنت أزمع في كتابة عمل يصل إلى أعلى مستويات التعميم والتجريد والشمول ، وفي
الوقت نفسه تصل إلى أقصى درجات التخصيص والدقة . وهذه صيغة مستحيلة لأنه إن اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ، فما بالك برؤية
بانورامية متسعة في غاية الاتساع وتفاصيل دقيقة في غاية الدقة . ويبدو أن هذا الذئب الهيجلي المعلوماتي
كان يطاردني منذ طفولتي ، فقد كنت أنوي أن أحصر كل ما تبقى من كتب لم أقرأها في مكتبة البلدية
بدمنهور ( بحُسبان أنها تحوي كل المعرفة الإنسانية ) حتى يمكنني أن أعرف كل ما خطته يد البشرية !
وأذكر في شبابي أنني بدأت في كتابة تاريخ الشعر الإنجليزي منذ البداية حتى النهاية من منظور ماركسي .
أقول " بدأت " لأنني لم أنته منه قط ، بل لم أجاوز الصفحة الثالثة ! وقد أصبت بصدمة عميقة ،
في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية ، حين عرفت أن أحد أساتذتي لم يكن قد قرأ
الأعمال الكاملة لشكسبير ! وحين بدأت كتابة رسالتي للماجستير مع الدكتور محمد مصطفى بدوي
عن أثر الشعر الرومانتيكي الإنجليزي وبودلير على جماعة أو للو وبخاصة إبراهيم ناجي ، ظهرت نزعتي الهيجلية المعلوماتية بشراسة ، فكنت أريد أن أقرأ كل شيء كمقدمة لكتابة الماجستير . فقرأت المعلقات وكثيراً من عيون الشعر العربي ، وبخاصة شعر المتنبي ، وكتبت دراسة عن الانقطاع في الشعر العربي . ثم قرأت كثيراً من الأعمال النقدية للعقاد والمازني وطه حسين وإبراهيم المصري ، وكتبت دراسة مطولة في الموضوع ، وقرأت بعض عيون التراث آنذاك . وبدأت في كتابة دراسة في شعر خليل مطران ، وأنهيت دراسة عن ترجمة ناجي لديوان أزهار الشر لبودلير وأثرها عليه . كما كتبت الدراسة التي قدمتها لبروفسير إيان جاك عن " الانتقال من الكلاسيكية الجديدة إلى الرومانسية " . وكان الدكتور بدوي يتركني أكتب ما أريد ، ولم ينقذني مؤقتاً من براثن الذئب سوى ذهابي إلى الولايات المتحدة .

وقد صرع هذا الذئب مجموعة من أعز أصدقائي أمام ناظري ، مات بعضهم دون أن ينبس ببنت شفة ، رغبةً منه في أن يحقق هذه الصيغة المستحيلة : عمل نظري شامل مجرد ينتظم كل المعلومات الممكنة . ولعل صديقي الأستاذ علي زيد – رحمه الله – مثل فريد على ذلك . كان – رحمه الله – يعرف كل شيء تقريباً ، ولا يعرفه كمعلومة ، وإنما في إطار نظري شامل كان يزداد اتساعاً على مر الأيام . كما أنه كان يعرف الكثير من اللغات الأوربية ( الإنجليزية – الفرنسية – الإسبانية – الإيطالية ) وكان تملكه لناصية اللغة العربية شيئاً مذهلاً . كنت كلما أطلب منه كتابة مقالة يجلس ليتحدث عن موضوعها ساعات طوالاً ، ويأتي بأطروحات مذهلة . ثم يذهب لكتابة المقال ، فيأتي بعشرات الكتب ويبدأ في البحث وتتسع الرؤى إلى ما لا نهاية ، فيلتهمه الذئب . وهذه إشكالية لا يواجهها متوسطو الذكاء ، فبعضهم يحشد التعميمات التي لا يربطها رابط ( أسميهاً " أفكاراً " في مقابل الفكر ) ، والبعض الآخر يحشد المعلومات التي لا يربطها رابط أيضاً . وأمثال هؤلاء يخطون بضعة كتب ( " ويرص كلاماً فوق كلام تحت كلام " على رأي صلاح عبد الصبور ) تُنشر مع مئات الكتب الأخرى التي تصدر ويقرؤها البعض ثم تموت . وهم يعيشون حياتهم في سعادة بالغة ورضا تام ! لكن أن يحاول المرء الجمع بين أعلى مستوى التعميمات وأدنى مستويات التخصيص فهذا مستحيل ، والمصير هو الفشل النبيل والصمت الدائم .

استمر الذئب الهيجلي المعلوماتي متربصاً بي ، وإن كان والحق يقال قد تم ترويضه قليلاً في الولايات المتحدة حيث كان علي أن أكتب أبحاثاً قصيرة لمقررات الدراسة العليا تقدم في نهاية كل فصل دراسي ، تعلمت من خلالها أنني لابد أن أكبح جماح ذاتي وإلا لما انتهيت من شيء . كما أن أستاذي المشرف على رسالة الدكتوراه كان لا يسمح لي بالانطلاق في أي اتجاه . فبعد أن كتبت دراسة مطولة عن وردزورث وويتمان وأصولهما التاريخية والدينية والفكرية ، أخبرني أن هذه " الخلفية " لا علاقة لها بالرسالة ذاتها ، وأنني بوسعي أن أقرأ ما يحلو لي بخصوص " الخلفية " ، طالما أن ما أقرأ له علاقة بموضوعي الأساسي ( الوجدان التاريخي و الوجدان المعادي للتاريخ ) ، ولكن على ألا أكتب سوى النزر اليسير عن هذه الخلفية ، لأنها ليست موضوع اختصاصي . كما أنني لاحظت أنني لو قرأت كل ما كتب عن موضوع تخصصي ( من مقالات ورسائل دكتوراه وكتب ) لقضيت سحابة أيامي أقرأ وأستوعب وأقرأ دون أن أنتج شيئاً .

ويظهر ترويض الذئب الهيجلي المعلوماتي في النصيحة التي أسديتها لصديقي كافين رايلي . فقد كان يكتب كتابه الغرب والعالم ، والذي استغرق معظم حياته الفكرية ، وكان لا يكف عن الإضافة والتعديل ولا يجرؤ على نشره . فأخبرته : " كافين ، يحين وقت في حياة الإنسان ، يكون الكتاب الوحيد الذي يستحق القراءة هو الكتاب الذي يؤلفه " . وهي عبارة تهدف إلى أن أبين له أن المعرفة لا حدود لها وأن المعلومات بحر يمكن أن يبتلع المرء ، ومن هنا يجب أن يتوقف المرء عند نقطة ما . وقد كان ، إذ توقف كافين ونشر كتابه ، وحقق نجاحاً كبيراً وذيوعاً منقطع النظير .

وفي هذه الآونة ، قرأت قصة قصيرة لكاتب أمريكي ( اسمه ألان سيجر Allan Seager ) بعنوان " عن هذه المدينة وسلامنكا This Town and Salamanca " وتدور أحداث القصة حول رهط من الشباب ينشئون في نفس المدينة ، ولكن أحدهم كان بوهيميّا ، لا يتردد في الانتقال من بلده إلى مدن وموانئ بعيدة ( سلامنكا هنا هي رمز هذا العالم البعيد الذي يرتاده صاحبنا ) . وكان صاحبنا يعود من آونة لأخرى ليقص على رفاقه قصص المغامرات المختلفة التي خاضها . أما هم فيبقون في مدينتهم ليعلموا أبناءها وليبنوا بيوتاً وجسوراً . وتدعونا القصة للإعجاب بالبطل البوهيمي ، ولكن تعاطفنا الحقيقي يتوجه لهؤلاء الذين بقوا وعلموا وبنوا . وقد تعلمت من هذه القصة أن التحليق البانورامي ليس دائماً صفة إيجابية ، وأنه يمكن أن يقنع المرء بالقليل وينجزه . ولذا حين عدت من الولايات المتحدة كان عندي ثلاث متتاليات : أن أكون ناقداً أديباً جامعياً وأباً وزوجاً متميزاً ، فإن أخفقت فلأكن أستاذاً جامعياً وأباً وزوجاً متميزاً ، فإن أخفقت فلأكن أباً وزوجاً متميزاً . وغني عن القول أن متتالية حياتي كانت مختلفة عن " خطتي " ( فلم أصبح ناقداً أديباً ولم أستمر في التدريس في الجامعة ، ولا أدري هل كنت أباً وزوجاً متميزاً أم لا ، ولأترك الحكم لأولادي وزوجتي ) . ولكن المهم أنني روضت الذئب الهيجلي ، والنزعة النيتشوية الفاوستية : أن أجوب كل الآفاق وأن أجر كل التجارب وأن أجاوز كل الحدود ، وبدلاً من ذلك ، قبلت الحدود الإنسانية واحتمالات الانتصار والانكسار .

وبرغم إدراكي لمخاطر الذئب الهيجلي ، وبرغم نجاحي في ترويضه ( ومن هنا نجحت في نشر بعض الكتب التي لا تحتوي على دراسات " شاملة كاملة ضخمة " ... إلخ ) ، فإنه ظل رابضاً داخلي ، فكنت كلما انتهيت من إحدى دراساتي عن الصهيونية ، أعلن أن هذه آخر دراسة ، أملاً في أن أبدأ دراستي النظرية الشاملة والتطبيقية في ذات الوقت . ومع هذا ظلت الصهيونية ( كموضوع للدراسة ) تلاحقني ، وكلما انتهيت من كتابة دراسة ما عن الصهيونية كنت أجد نفسي مضطراً لكتابة الثانية ثم الثالثة وهكذا ( كنت أشعر أحياناً أن من يدفعني إلى ذلك هو الله سبحانه وتعالى ، وأن هذه مشيئته ) . وقد قررت عام 1984 أن أذبح الذئب الهيجلي المعلوماتي تماماً ، فقبلت الاستمرار في الكتابة في حقل الصهيونية وحسب ، أي أنني تخليت عن المشروع النظري التطبيقي الطموح . والطريف أنني حينما فعلت ذلك ، تداخلت كل الأطروحات الأيديولوجية والفلسفية ( وهي على كلٍّ كانت متداخلة منذ البداية ) وتبلورت النماذج التحليلية ، وبدأت أحاول الإجابة عن التساؤلات التي تطرح نفسها عليّ من خلال دراساتي في اليهودية واليهود والصهيونية التي تحولت تدريجياً من الموضوع الأساسي للموسوعة إلى مجرد " دراسة حالة " ، أي أنني أتصور أنني كتبت دراسة تتسم بقدر معقول من التجريد والشمول ومن التعيُّن والتخصيص ، وأن الحلم الهيجلي ( أو بعض جوانبه ) قد تحقق دون أن ينهشني الذئب . ولهذا فمعظم كتبي القادمة – بإذن الله – ستكون عن موضوعات نظرية عامة مثل العلمانية الشاملة والحلولية وما بعد الحداثة ، وتتعامل في الوقت ذاته مع نصوص وحالات معينة .

ومع هذا ، لاشك في أن هناك بقايا " هيجلية " تتبدى في إعجابي الشديد بالفلسفة الألمانية ومقولاتها التحليلية . كما يتبدى في كثير من مقولاتي التحليلية مثل نهاية التاريخ والفردوس الأرضي والثالوث الحلولي واهتمامي بالبعد المعرفي الكلي والنهائي للظواهر . واهتمامي بالصهيونية لم يكن قط سياسياً بل أتناولها من خلال مقولات مثل : إشكالية الإنسان وعلاقته بالطبيعة والتاريخ – الغنوصية – الواحدية المادية – الأسطورة المنفصلة عن التاريخ – الداروينية – العلم المنفصل عن القيمة والغاية ... إلخ . ولكن هذه المقولات التحليلية الكبرى ليست مجرد مقولات نظرية ساكنة عامة ، وإنما لها تجلياتها المتعينة في تفاصيل التاريخ والواقع الكثيرة . ومن هنا قولي إنها مجرد " بقايا هيجلية " لأنني أرفض الواحدية الهيجلية ، أرفض كلاً من المثالية الخالصة والمادية الخالصة ، فكلاهما بمفرده واحدي اختزالي ولكن حينما يتقاطعان فإننا ندخل عالماً مركبة أبعاده ، عالم الإنسان والأسرار .

كتاب رحلتي الفكرية
لـ عبد الوهاب المسيري – رحمه الله –
166- 176 .

ادعوكم للتأمل في ما كتب المسيري والبحث في أنفسكم عن هذا الذئب،
وسبيل النجاة منه ما دام في العمر متسع،

بورصواوي
10-12-2009, 11:37 AM
مافهمت شي كلش
ياليت تحط مواضيع ابسط شوي ولها معنى

كاريرا
10-12-2009, 11:41 AM
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب

هيغل ونيتشه وديكارت لطالما شغلو حيزاً كبيراً من عقلي الباطني فلطالما تسائلت عن إمكانية تطبيق نظرياتهم إن تواجدت العينه البشريه المناسبه مما ادى بشكل تساقطي مثل سقوط اوراق الخريف للسؤال عن صحة العينه البشريه ونوعيتها والمبادى الإنسانيه الأخرى المتعلقه بمثل هذا التساؤل هل نكون مخطئين عندما ننظر للآخرين بالعين الطبيه المتفحصه فلا نرى بهم سوى عينه فقط! هل اسقطنا عامل الإنسانيه عنهم وجردناهم من الحس البشري اذا فعلنا ذلك فسنكون أمام محنه إنسانيه وصراع عظيم.
بعد هذا التفكير جرني النهم للتفكير بواقع حالي ومحاولة إسقاط النظريات عليه لماذا جردنا الاوروبيين من الأنسانيه هل لأننا نحن فعلاً لا نستحق الأنسانيه لأننا لا نحترم إنسانية غيرنا!
نحن جنس غريب فعلاً فنتذمر عندما نعامل بشكل سيئ ولكننا في نفس الوقت نعامل من هم اضعف منا كانهم لاشيئ وما الممارسات الشاذه في حق الهنود والبنغال والباكستانيين والصينين والاعاجم ببعيده.
فنحن نرى انه لا إنسانيه لهم وأنهم لا يستحقون شيئا! فإذا كانت هذه هي نظرتنا فلماذا التذمر من ما يحصل لنا فلربما يكون خيراً يدعونا للتأمل في شرور أفعالنا لنصححها.

ما مصدر تلك الشرور هل عو الزهو الانساني اللعين! ام هل هو الفهم الخاطئ للنصوص الدينيه! ام هل هو هجين بين الاثنين!

كثيره هي تلك التساقطات هذه الأيام ولكنها اضحت كومة ضخمه لعدم وجود من يعتني بها لينظها وليرتبها.
.......................
بعيداً عن الأسبار والعوم بها :)

البحث العلمي ممتع وممتع جداً او هو كذلك لي انا عالاقل :)
اتفق معك باننا فعلاً نعاني من فقر مدقع في المجال العلمي والمجال الفهمي للعلم.
والدليل هذا المنتدى فنظره تأمليه خاطفه تري اي واعٍ انه الصوره قاتمه إن لم تكن تعيسه فترى فهم خاطئ للدين وترى فهماً خاطئاً للمسائل.

وترى الأذهى و الأمر فيهم كلهم وهو سياسة القطيع مقطوعة السيره سياسة مقيته هوت بسوق الأسهم المحليه ويبدو إنها ستهوي بسوق الفكر ايضاً.

عندي الكثير والكثير ولي عوده أخرى إن شاء الله بعد الشروق:)

ام السعف
10-12-2009, 11:42 AM
اخونا المطيع لله ، ممكن لو سمحت اتلخص لنا ما هو المطلوب حسب ما وصلت له انت
فلكل انسان بعد في الفهم ، ويهمني جدا ان اطلع على استفدته من المقال المذكور بما انك نشرته .

كاريرا
10-12-2009, 11:46 AM
مافهمت شي كلش
ياليت تحط مواضيع ابسط شوي ولها معنى

بارك الله فيك هذا الشخص تعب في قراءه وكتابة هذا الموضوع :)

فلما هذا الرد! فأما أن تشكر الشخص على نقله وعمله الهائل وإما فلا تعليق افضل واترك الموضوع لمن يستطيع فهمه والنقاش فيه ولا تدخل على المواضيع المركبه:)
فالمنتدى واسع وعامر فلتدخل إلى موضوع عن الصور أو عن فوائد الرياضه او او فالموضوع اختياري وليس إجبارياً.

ولكن ارجو منك ومن غيرك أن لا تبخسو من حق من بذل جهداً لكتابة موضوع.

مطيع الله
10-12-2009, 11:59 AM
مافهمت شي كلش
ياليت تحط مواضيع ابسط شوي ولها معنى

الموضوع عن نهم القراءة،
والتشعب والتفرع من مفهوم لآخر، ومن موضوع لآخر،
كما هو الحاصل الآن حينما تقرأ موضوع، فيدعوك للبحث حول الموضوع، لتخرج بعدة نتائج كل نتيجة تنقصها لبنة صغيرة لتكتمل ، وبالتالي تسعى جاهداً باحثاً عن الكمال، فينتهي الوقت، وتتوقف دقائق الوقت المحدد قبل الوصول لغايتك.


اخونا المطيع لله ، ممكن لو سمحت اتلخص لنا ما هو المطلوب حسب ما وصلت له انت
فلكل انسان بعد في الفهم ، ويهمني جدا ان اطلع على استفدته من المقال المذكور بما انك نشرته .

الموضوع بسيط، وليس فيه فلسفة المسيري، الموضوع عن نهم القراءة، واستخلاص العبرة من الكاتب شخصياً وصديقه علي زيد رحمهما الله.

مطيع الله
10-12-2009, 12:01 PM
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب

هيغل ونيتشه وديكارت لطالما شغلو حيزاً كبيراً من عقلي الباطني فلطالما تسائلت عن إمكانية تطبيق نظرياتهم إن تواجدت العينه البشريه المناسبه مما ادى بشكل تساقطي مثل سقوط اوراق الخريف للسؤال عن صحة العينه البشريه ونوعيتها والمبادى الإنسانيه الأخرى المتعلقه بمثل هذا التساؤل هل نكون مخطئين عندما ننظر للآخرين بالعين الطبيه المتفحصه فلا نرى بهم سوى عينه فقط! هل اسقطنا عامل الإنسانيه عنهم وجردناهم من الحس البشري اذا فعلنا ذلك فسنكون أمام محنه إنسانيه وصراع عظيم.
بعد هذا التفكير جرني النهم للتفكير بواقع حالي ومحاولة إسقاط النظريات عليه لماذا جردنا الاوروبيين من الأنسانيه هل لأننا نحن فعلاً لا نستحق الأنسانيه لأننا لا نحترم إنسانية غيرنا!
نحن جنس غريب فعلاً فنتذمر عندما نعامل بشكل سيئ ولكننا في نفس الوقت نعامل من هم اضعف منا كانهم لاشيئ وما الممارسات الشاذه في حق الهنود والبنغال والباكستانيين والصينين والاعاجم ببعيده.
فنحن نرى انه لا إنسانيه لهم وأنهم لا يستحقون شيئا! فإذا كانت هذه هي نظرتنا فلماذا التذمر من ما يحصل لنا فلربما يكون خيراً يدعونا للتأمل في شرور أفعالنا لنصححها.

ما مصدر تلك الشرور هل عو الزهو الانساني اللعين! ام هل هو الفهم الخاطئ للنصوص الدينيه! ام هل هو هجين بين الاثنين!

كثيره هي تلك التساقطات هذه الأيام ولكنها اضحت كومة ضخمه لعدم وجود من يعتني بها لينظها وليرتبها.
.......................
بعيداً عن الأسبار والعوم بها :)

البحث العلمي ممتع وممتع جداً او هو كذلك لي انا عالاقل :)
اتفق معك باننا فعلاً نعاني من فقر مدقع في المجال العلمي والمجال الفهمي للعلم.
والدليل هذا المنتدى فنظره تأمليه خاطفه تري اي واعٍ انه الصوره قاتمه إن لم تكن تعيسه فترى فهم خاطئ للدين وترى فهماً خاطئاً للمسائل.

وترى الأذهى و الأمر فيهم كلهم وهو سياسة القطيع مقطوعة السيره سياسة مقيته هوت بسوق الأسهم المحليه ويبدو إنها ستهوي بسوق الفكر ايضاً.

عندي الكثير والكثير ولي عوده أخرى إن شاء الله بعد الشروق:)



بارك الله فيك هذا الشخص تعب في قراءه وكتابة هذا الموضوع :)

فلما هذا الرد! فأما أن تشكر الشخص على نقله وعمله الهائل وإما فلا تعليق افضل واترك الموضوع لمن يستطيع فهمه والنقاش فيه ولا تدخل على المواضيع المركبه:)
فالمنتدى واسع وعامر فلتدخل إلى موضوع عن الصور أو عن فوائد الرياضه او او فالموضوع اختياري وليس إجبارياً.

ولكن ارجو منك ومن غيرك أن لا تبخسو من حق من بذل جهداً لكتابة موضوع.

أحسنت، واسمح لي العودة للمناقشة مرة أخرى.

ام السعف
10-12-2009, 12:16 PM
الموضوع بسيط، وليس فيه فلسفة المسيري، الموضوع عن نهم القراءة، واستخلاص العبرة من الكاتب شخصياً وصديقه علي زيد رحمهما الله.

لك كل الشكر على الرد ، و لتسمح لي بسؤالك انت ماذا تريد ان تقول ؟
وما هو الموضوع الذي دعاك لذكر الاقتباس المذكور من كتابات المسيري ؟

وخاصة انك قدمت دعوة في موضوع اخينا فيصل لمتابعة موضوعك الجديد .

koko33
10-12-2009, 03:57 PM
اشكرك أخي مطيع الله .... والله يعطيك العافيه
لقد قدمت دعوة في موضوع اخينا الفيصل لمتابعة موضوعك الجديد ..
وانا يوجد لدي سوال واحد هل يوجد بيننا من نوعية هذه الذئاب أو لماذا قمت بدعوتنا لموضوعك في موضوع الفيصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اسئلة لا بد لهل من الأجابه!!!!!
وتسلم يا اخي مطيع الله
اللهم أجعلنا من مطيعينك

مطيع الله
10-12-2009, 07:49 PM
لك كل الشكر على الرد ، و لتسمح لي بسؤالك انت ماذا تريد ان تقول ؟
وما هو الموضوع الذي دعاك لذكر الاقتباس المذكور من كتابات المسيري ؟

وخاصة انك قدمت دعوة في موضوع اخينا فيصل لمتابعة موضوعك الجديد .


أشكر لك مثابرتك وإلحاحك في فهم الموضوع
أريد أن أقول أن هناك (مرضاً) أو داءاً اسمه الذئب المعلوماتي كما سماه المسيري،
هذا الداء (يضيع) الأوقات و الأعمار، في سبيل الوصول إلى غاية ما،
فينتهي العمر قبل حصول الغاية،
هذا الداء هو كالسراب للظمئان، يظل ابن آدم ساعياً في الاستزادة من شيء ما، حتى يخونه الوقت، قبل تحقيق مراده،

ويمكن توسيع هذا المفهوم فنقول أنه يشمل كل ما يلهيك عن غايتك، التي عرض لك هذا الملهي، وأنت في صدد انجازها.

مثلاً، طلب منك تحرير الملكة من قلعة الوحش،
فعند دخولك للقلعة شغلتك الرسوم والزخارف في القلعة عن غايتك ومهمتك التي خاطرت ودخلت الخطر لأجلها،
وبينما أنت في (لهوك) استيقض الوحش،:vampire:

فلا أنت انقذت الأميرة المسكينة، ولا سلمت بنفسك:weeping:

مطيع الله
10-12-2009, 07:53 PM
اشكرك أخي مطيع الله .... والله يعطيك العافيه
لقد قدمت دعوة في موضوع اخينا الفيصل لمتابعة موضوعك الجديد ..
وانا يوجد لدي سوال واحد هل يوجد بيننا من نوعية هذه الذئاب أو لماذا قمت بدعوتنا لموضوعك في موضوع الفيصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اسئلة لا بد لهل من الأجابه!!!!!
وتسلم يا اخي مطيع الله
اللهم أجعلنا من مطيعينك


حياك الله عزيزي كوكو33،
هذا الذئب معي:weeping:،
ومع المسيري ومع علي زيد ومع كل من يتبحر ويتماهى مع فضول النفس وشهوة الاطلاع والازدياد،
والدعوة كانت بهدف للنقاش بعد فهم الموضوع،
ولكن طلع الموضوع مبهم شوي للأسف:)

مطيع الله
10-12-2009, 08:14 PM
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب

هيغل ونيتشه وديكارت لطالما شغلو حيزاً كبيراً من عقلي الباطني فلطالما تسائلت عن إمكانية تطبيق نظرياتهم إن تواجدت العينه البشريه المناسبه مما ادى بشكل تساقطي مثل سقوط اوراق الخريف للسؤال عن صحة العينه البشريه ونوعيتها والمبادى الإنسانيه الأخرى المتعلقه بمثل هذا التساؤل هل نكون مخطئين عندما ننظر للآخرين بالعين الطبيه المتفحصه فلا نرى بهم سوى عينه فقط! هل اسقطنا عامل الإنسانيه عنهم وجردناهم من الحس البشري اذا فعلنا ذلك فسنكون أمام محنه إنسانيه وصراع عظيم.
بعد هذا التفكير جرني النهم للتفكير بواقع حالي ومحاولة إسقاط النظريات عليه لماذا جردنا الاوروبيين من الأنسانيه هل لأننا نحن فعلاً لا نستحق الأنسانيه لأننا لا نحترم إنسانية غيرنا!
نحن جنس غريب فعلاً فنتذمر عندما نعامل بشكل سيئ ولكننا في نفس الوقت نعامل من هم اضعف منا كانهم لاشيئ وما الممارسات الشاذه في حق الهنود والبنغال والباكستانيين والصينين والاعاجم ببعيده.
فنحن نرى انه لا إنسانيه لهم وأنهم لا يستحقون شيئا! فإذا كانت هذه هي نظرتنا فلماذا التذمر من ما يحصل لنا فلربما يكون خيراً يدعونا للتأمل في شرور أفعالنا لنصححها.

ما مصدر تلك الشرور هل عو الزهو الانساني اللعين! ام هل هو الفهم الخاطئ للنصوص الدينيه! ام هل هو هجين بين الاثنين!

كثيره هي تلك التساقطات هذه الأيام ولكنها اضحت كومة ضخمه لعدم وجود من يعتني بها لينظها وليرتبها.
.......................
بعيداً عن الأسبار والعوم بها :)

البحث العلمي ممتع وممتع جداً او هو كذلك لي انا عالاقل :)
اتفق معك باننا فعلاً نعاني من فقر مدقع في المجال العلمي والمجال الفهمي للعلم.
والدليل هذا المنتدى فنظره تأمليه خاطفه تري اي واعٍ انه الصوره قاتمه إن لم تكن تعيسه فترى فهم خاطئ للدين وترى فهماً خاطئاً للمسائل.

وترى الأذهى و الأمر فيهم كلهم وهو سياسة القطيع مقطوعة السيره سياسة مقيته هوت بسوق الأسهم المحليه ويبدو إنها ستهوي بسوق الفكر ايضاً.

عندي الكثير والكثير ولي عوده أخرى إن شاء الله بعد الشروق:)

أخي اسمح لي لست فيلسوفاً ولا قارئاً للفلسفة،
قرأت منها فقط ما أسس للدولة الغربية الحديثة كما لدى هيجل في مركزية الدولة، وخالفه نتشه في النظام الشوري الانتخابي،
وقرأت لعدة فلاسفة حول مواضيع أخرى،

قضية النظرة الدونية للآخر مصدرها الانجليز في صدر العهد الاستعماري،
ولم تكن قط مبدأ لدى المسلمين، عربهم وعجمهم،
الشاهد في ذلك تصنيف المحتل البريطاني للأمم الهندية، حسب المناطق والقبائل،
كان في قمة التصنيف الأكثر وفاءً للمحتل فيوصف بجنس مقاتل، ومن يحارب الاستعمار يصنف أنه جنس غير جدير بالصفات الكريمة من الشجاعة والوفاء والذكاء الفطري.

أما ما تقوله عن (نحن) فلا اشاطرك الرأي،
وأرى أن (نحن) غائبة، فنحن لسنا نحن بل (هم)،
يعني (هم نحن)،
أقصد الغالب هو المتحكم،
فلا يصح وصف شعب حرمت عليه الحرف المهنية والصنائع،واحرقت كتبه، وجعل أسافله رؤوسه، بأنه شعب متخلف،

لديك أمثلة كثيرة على الفقرة السابقة،
وآخرها العراق،
ماذا حصل في العراق؟

أقل تصرفاتهم،
منعوا البيع في السوق إلا ما يجلبه المحتل و أعوانه من الخارج!!!
حتى الخضار تجلب من الخارج!!!

وماذا سوف تقول عن التعليم و والاقتصاد وصناعة الطبقة السياسية في العراق مثلاً،
هنا نرى كل خطوة للمحتل هي هدم لبنى الأمة العراقية ولبناتها الأساسية،
فهل نلوم العراقي بعد 20 عاماً حينما نراه متخلفاً في كل المجالات؟
أم نلوم المحتل؟

كاريرا
10-12-2009, 08:54 PM
أخي اسمح لي لست فيلسوفاً ولا قارئاً للفلسفة،
قرأت منها فقط ما أسس للدولة الغربية الحديثة كما لدى هيجل في مركزية الدولة، وخالفه نتشه في النظام الشوري الانتخابي،
وقرأت لعدة فلاسفة حول مواضيع أخرى،

قضية النظرة الدونية للآخر مصدرها الانجليز في صدر العهد الاستعماري،
ولم تكن قط مبدأ لدى المسلمين، عربهم وعجمهم،
الشاهد في ذلك تصنيف المحتل البريطاني للأمم الهندية، حسب المناطق والقبائل،
كان في قمة التصنيف الأكثر وفاءً للمحتل فيوصف بجنس مقاتل، ومن يحارب الاستعمار يصنف أنه جنس غير جدير بالصفات الكريمة من الشجاعة والوفاء والذكاء الفطري.

أما ما تقوله عن (نحن) فلا اشاطرك الرأي،
وأرى أن (نحن) غائبة، فنحن لسنا نحن بل (هم)،
يعني (هم نحن)،
أقصد الغالب هو المتحكم،
فلا يصح وصف شعب حرمت عليه الحرف المهنية والصنائع،واحرقت كتبه، وجعل أسافله رؤوسه، بأنه شعب متخلف،

لديك أمثلة كثيرة على الفقرة السابقة،
وآخرها العراق،
ماذا حصل في العراق؟

أقل تصرفاتهم،
منعوا البيع في السوق إلا ما يجلبه المحتل و أعوانه من الخارج!!!
حتى الخضار تجلب من الخارج!!!

وماذا سوف تقول عن التعليم و والاقتصاد وصناعة الطبقة السياسية في العراق مثلاً،
هنا نرى كل خطوة للمحتل هي هدم لبنى الأمة العراقية ولبناتها الأساسية،
فهل نلوم العراقي بعد 20 عاماً حينما نراه متخلفاً في كل المجالات؟
أم نلوم المحتل؟


بعيداً عن المثال العراقي ونظرة الضحيه ولوم الآخرين ماهو التفسير لنظرة التفوق الخاطئه لدى العامه؟
لماذا يرى الجزائري مثلاً تفوقه على المغربي وغيره! و لماذا يرى المصري تفوقه على السوداني! اليست عنصريه واستعلاء.
لماذا يرى الخليجين كل العرب حشرات! ولماذا يرى الخليجين بينهم وبين البعض انه كل دوله اعلى من الاخرى ولماذا يرى ابناء الوطن والدين الواحد انه كل شخصاً بهم افضل من الآخر لاسباب غير دينيه الا يعتبر ذلك خروجاً عن القاعده الدينيه التي يدعى البعض انهم ينطلقون منها!

اعلم انه هذا الكلام صعب الوقع على النفس ولكنع الواقع وان اردت ان تنصح الناشئين واردت التغيير فعليك الاعتراف بوجود الخطأ لتصحيحه اما عدم الأعتراف فلن يؤدي إلى شيئ سوى استمرار المشكله.

^^^^
هل لاحظت انه حتى في نظرية التفاخر فالامور معكوسه!!

فهم يفتخرون بالحضاره العربيه ولايعلمون انها لم تكن في يوماً الحضاره العربيه بل كانت الحضاره الأسلاميه!

فحتى من وضع قواعد اللغه التي يتحدث بها العرب ليس عربياً مروراً ب ابن سينا وابن حيان وانتهاءاً بفاتح الاندلس طارق ابن زياد.

فكيف يتفاخر العرب بشىء لم يبنوه هم بل بناه اخوتهم فالعقيده وليس اخوتهم فالعرق.

هذه احدى الارجيومنتس ضد الفكره العنصريه ونظريه التفوق :)

فالفكره العنصريه ذاتها فكره هشه قابله للأنهيار بأي لحظه.

اعلم اني قد شطحت عن القصد قليلاً ولكن لم استطع مقاومة الرد على نظريه الضحيه فانا عدو شرس لها.