المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة لكل شعوب العالم : يوم يحدثنا الحجر الأسود ..



سهم متذبذب
13-02-2006, 11:13 PM
* قد عهد الله إلينا بعد أن أغوى ابليس آدم وحواء في الجنة بعد الهبوط إلى الأرض برسالة سماوية قد تبلورت عبر الزمن من خلال تراكمات وقوانين إلاهية سابقة مرت بأجيال قادها أنبياء ورسل سابقين حتى تكونت بصورة أرادها الله أن تكون ورضيها للناس وهذه الصورة قد أبدع في رسمها بشكلها النهائي الأخاذ آخر أنبياء الله في أرضه على عين الله وبتأييد من الوحي الذي ُجمع بين دفتي معجزة خالدة وهي القرآن الكريم ، فأرادوا أن يرسموا للناس خلاف ذلك ففضحهم الله باختلاط أفكار رسوماتهم ببعضها كدليل على تشتتهم الفكري أو الكفري بأيهما بدأت فأنت محق ..

* قد يكون الدافع من وراء الجريمة الكبرى في حق نبينا هو ظهور بوادر ارتياح لدين الاسلام في اوساط اوروبا (من خلال حرية الاختيار طبعاً) وفيما يبدو أن الرأي العام يعبر عن غضبه من ذلك لأن الاسلام ببساطة سيقدم حريات " تحترم الآخر " بل وتتفوق على حريات عصرية كما ينادونها وهي تعتمد تحقير الآخر ولو تم التأمل في نتائجها قليلا لأنكشف متبنوها من خلف الستار كحمرٍ وحشية تفر عندما تقترب منها الأسود بالحقيقة التي تفزعها ..


* قد لا يستغرب البعض حينما يدخل الموت على رجل معافا أو مريض من النافذة دون استئذان بالرغم من صعوبة الموقف خصوصاً لمن يعصي الله ، ولكن الغرابة في أولائك الذين يغلقون نوافذهم وأبوابهم خوفاً من الحياة التي لا تحتاج إلى إذن لإنقاذ من ينازع الموت المعنوي من كل اتجاه كي تمنحه الحياة الروحية بإذن الله ، ورغم ذلك تراهم يزعمون تقبل الآخر ومحاورته بكل رحابة صدر ويقومون بالغدر به في نفس الوقت ، والاسلام هو الحياة للأرواح ولا يستأذن على أحد ..

* ديننا الاسلامي جاء به آخر الأنبياء كبناء معنوي أساسه التوحيد وقد قام ببداية إنشائه انبياء الله ورسله بوحي من الله واختار الله رسولنا الكريم ليضع آخر لبنة فيه ويختم بذلك رسالة الاسلام الأولى وبقية العالم تختصم على ما اختلفوا فيه من العلم ويعارضون إتمام هذا البناء وهذا هو ما تميز بإنجازه صلى الله عليه وسلم عن بقية الأنبياء بالرغم من كثرة المعارضين له في الأرض ، تماماً كما وضع بيديه الشريفتين الحجر الأسود في مكانه المعروف وهو بين المشركين في مكة وبطلب منهم فقد كانوا يختصمون أيهم أحق بوضعه حتى اتفقوا أن يضعه أول داخل عليهم فكان الرسول بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمعين من وقع عليه الاختيار ،ومن هنا ولله المثل الأعلى فقد اصطفى الله نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومختلف الناس بكافة مشاربهم واتجاهاتهم يختصمون أيهم أولى بالاتباع من الآخر ، وبهذا الانجاز العظيم الذي فاق منجزات البشر بمجموعهم علم صلوات الله وسلامه عليه أصحابه والناس من بعده كيف يصبرون على الأذى في سبيل هذه الرسالة ويدافعون عنها وويتخذون أسيادها أسوات لهم ويذبون عنهم وعن رسالتهم بكل ما يملكون وأجود الناس منهم هو من يقدم أغلى ما يملك وهو النفس في سبيل المحافظة على دعائم هذا البناء الرباني الخالد..


* الإسلام وتوحيد الله بالعبادة ليس ديناً وليداً وجد منذ اربعة عشر قرناً بل هو بناء مشيد أوجده الله من بداية امتحان البشر بنزولهم إلى الأرض ولكن تم تشويه هذا البناء عدة مرات من خلال شياطين الانس والجن وتم كذلك ترميمه وتجديده مرات عديدة من خلال الأنبياء والرسل ونبينا الكريم أرسله الله ليرمم نفس البناء لأن الاجيال المحافظة عليه التي سبقت بعثته قد قل عدد أفرادها وتغلب عليهم من كفر بدعوة عيسى وموسى للتوحيد ، بل إن الله زاد نبينا الكريم شرفاً ورفعة بأن يسر له الانتهاء من بناء التوحيد كلية على الرغم من أن أكثر أهل الباطل كانوا في كل مرة لا يسمحون باتمام هذا البناء ، بل ويقفون حجر عثرة عنيد دون إنشاءه ، فهل تضنون أن ماقام به نبينا الكريم أمراً هيناً وخالياً من المشاق الحقيقية والمصاعب الكثيرة ؟؟ وهل من العدل أن من استطاع اتمام هذا البناء بتكليف من الله يلقى هذا التشويه من الناس اليوم ، أم أنه سيتحق لإنجازاته الذكر الحسن والثناء الطيب ؟؟ وعادة لا يقوم بالحط من شأن أهل المنجزات التاريخية الخالدة إلا من كان جاهلاً بالجدل العلمي المتزن والذي من خلاله قد يصل إلى درجة من الاقتناع أوالامتناع ..

* إن من يتبنى موقفاً سلبياً عند محاولة التقليل من شأن النبي الخاتم وتحقيره والنيل من رسالته فلا شك انه جاهل بقدره ومكانته عند الله عز وجل وبين الناس ، بل إنه سيخسر المعرفة به والاطلاع على عجائبه الفكرية ، ومهاراته السياسية ، وحنكته المتبحرة ، وهو وأمثاله لابد أن يعلموا بأننا كمسلمون مأمورون بنصرته وتوقيره والسعي في المحافظة على مكانته بين الناس كما ارادها الله عز وجل ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، فلا أفلح من أدان دفاعنا عن خير البرية وقد خاب من عارضه بفكره وبحيلته ، وما حصل من استهزاء بشخصه الكريم من خلال رسومات مهينة لا يحدث إلا من أعداء يتشدقون بالحرية والعدل وهم يجهلون أقل مبادئ الانصاف مع الخصوم ، فلا تكونوا جسراً مستحدثاً يداس بالأقدام كي ينالوا من الكرام ..

*إن شهادات أعداء الرسول الخاتم بعبقريته ونتائج ماقام به شاهد حي متواجد في جميع مكتبات العالم اليوم ، ولنعلم جميعاً أن ماقام به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من منجزات يتنعم بها الناس الآن في أرجاء المعمورة ، وهو يستحق من اجلها المحبة والتوقير من الجميع مسلمهم وكافرهم ، لأن دعوته قد استفاد منها ومن دعمها للعلم والحضارة كل أهل الأرض ولا يجحد ذلك إلا من إمتلأ قلبه من الأحقاد ..

* هناك أشخاص ثوريين وقادة بارزين في عصرنا والعصور الماضية قاموا بانتشال أقوامهم من الهاوية ورفع مكانتهم بين بقية الناس ولذلك تتصدر صورهم صدور مجلات وجرائد عالمية تحكي قصص منجزاتهم وتفخر بهم أما الرسول فلأنه قد ملأ جميع القلوب فمجرد رسمه حتى ولو بالمدح يبث الخلافات بين الناس لأنه صلى الله عليه وسلم لا يسكن سوى في القلوب والعقول ولا يعلق خيال له لأنه قد ملأ الوجدان ، ويكفي فإسمه صداح به الأذان ، إن جميع الثوريين والمناضلين لو تتم مقارنة جميع منجزاتهم مجتمعين أولهم وآخرهم فإنها لا تقارن بالمنجزات الفريدة التي كلف بها نبينا الكريم لتقديمها كطوق نجاة محكم لجميع الناس ، ومن هنا كانت ولا زالت نصرته واجبة عندما تقوم -الحرية في التحقير- بنزع ستار الحياء معه ، أو حتى تتعرض لما يسئ له من قريب أو بعيد ، بل إن على المنصفين من غير المؤمنين به الحفاظ على مكانته على الأقل كشخص غير عادي قاموا هم أنفسهم بالإستفادة المادية من خبراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فكيف لو جمعوا إلى ذلك شرعة ومنهاجاً ديني اعانه الله على اتمامه..

* إذن يحق لنا ان نفخر برسول الله إلينا جميعاً فهو خاتم الرسل وذلك لأنه لم يبعث إلى قوم او قبيلة بعينها حاولت ان تهد بناء التوحيد كما حدث مع الأنبياء السابقين له بل إن الله يعلم بانه هو من سيكتمل الدين به فبعثه للناس كافة دون استثناء وهذا التفسير لانتشار دينه في المعمورة رغم العقبات العظيمة التي تقف في وجهه ومن أكبرها وأخزاها وأفضعها جرماً تحقيره صلى الله عليه وسلم ليصغر في أعين الناس حتى تترك دعوته ، حسداً في النفوس لأن الله قد جعله سيدا للناس أولهم وآخرهم وفضله باختياره من بين سائر الناس لأداء مهمة شاقة وحفظ أمانة اشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال ..



ولكم الحديث ...

سهم متذبذب
13-02-2006, 11:54 PM
يرفع للفائدة ..

سهم متذبذب
14-02-2006, 10:46 PM
اللهم صلي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم