المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ....عندما يعتذر " اللابتوب " من التخلف



رجل تعليم
11-12-2009, 06:53 PM
جلس أمام "اللاب توب " وقال له : هل تحتاج لشيء آخر غير البطارية ؟ هل أعد لك قهوة ؟ أنت جاهز كما يبدو ، طيب : أكتب إذن .

- سأله الحاسوب مستغربا : ماذا سأكتب ؟
- أي شيء ، وبسرعة .ومن دون أسئلة . ألا ترى أن مشاركات الجميع قد وصلت إلا مشاركتي ؟ لقد اشتريتك بثمن غال واشتريت معك صمتك وطاعتك التامة . هيا عزيزي . هيا اكتب ليعلم العالم أني أملك " لاب توبا ".

لم يكد الحاسوب ينهي استفساره : ماذا سأكتب .حتى أصبح حطاما بين أياد غليظة .

...ولج المتجر يتصبب غضبا ...استفسر عن أجود أنواع الحواسيب وأكثرها وفاء لديهم . لا يهم الثمن . والشرط الوحيد هو أن تطاوعه بضاعته الجديدة .. لا يريد حاسوبا ثرثارا لا ومتمردا ...يريد أي آلة تنفذ أوامره التي يصدرها عادة بنبرة حادة ... وأن ينفذ ذلك بأقصى سرعة ممكنة .
ثم جلس أمام الجهاز الجديد فأمره بالكتابة .

رد هذا الحاسوب أيضا : ماذا سأكتب ؟
- أنت أيضا تسألني ماذا سأكتب ؟؟؟أرجوك عزيزي أكتب الآن . قل لهم أني هنا وأني أساير ركب العالم ...قل لهم إنكم لا تفقهون شيئا ..قل لهم إن مواضيعكم سخيفة وأسماؤكم وحتى حواسيبكم الرخيصة ...قل لهم إن العالم بأسره ينحصر في غرفتي وحدودي الجغرافية ...قل لهم إني لا أؤمن بوجود السماء فوق رؤوسكم ، وأن السماء الوحيدة الزرقاء هي هذه التي أراها بعيني ...لن أصدق خرافة أن الأرض تدور وبالتالي فالشمس لا تشرق على بيوتكم لأن مكانها هو سمائي الوحيدة .... هيا عزيزي أرهم حبكتي الفريدة في تحليل الظواهر الفزيائية ...قل لهم إني هنا وأني قادم ... ألست موجودا طالما أني أفكر ؟؟؟

...نسي صناع الحواسب أن يزودوها بلسان طويل كي يخرج كلما دعته الضرورة ليستغرب من صاحبه ...لكن حاسوب صاحبنا هذا له طريقته الخاصة في الإحتجاج عن التخلف ...لقد عرض عليه لعبة البلياردو وقال له : تعال أعلمك اللعب أولا قبل أن نكتب أي شيء .

فكان مصيره مأساويا جدا ... لقد وضعه في الثلاجة إلى الأبد كي يتعلم ما معنى أن " يصمت " في حضرة " الأمية "
أتى بحاسوب آخر وتولى بنفسه مهمة الكتابة هذه المرة ، وعندما انتهى من نشر مشاركته نجح فقط في زرع الألم في نفوس الآخرين ... هو لا يعلم ان طريقته في " عجن الحروف " قد أخمدت أنوار العديد من الشاشات قبل الأوان .........

سؤال : تنقسم الأمية إلى أنواع تختلف باختلاف ظروف التنشئة ومسارات التعلم لدى الأفراد ...كما أن بعضا منها لا يشكل خطرا على صاحبها فحسب ، بل على المحيطين به أيضا، وعلى مستقبل التربية بشكل عام .وقد يمتد التأثير ليطال المجتمعات القريبة والبعيدة ، فنجد أنفسنا ( باعتبارنا أفرادا في تلك المجتمعات ) مطالبين بالتفكير العميق في سبيل تفادي "الإصطدام بالأمية " ، فمنا من يكره على الصمت ، ومنا من يعتزل الإحتكاك ، وآخرون يتنازلون عن القراءة .. بعضنا يكسر الاقلام ..بعضنا يسخر من فعل الكتابة وكأننا جميعا نبدي بسلوكنا هذا تعاطفا مع الحواسيب حينما تعتذر من التخلف ...

ماهي الطريقة المثلى لمقاومة هذا الوضع في اعتقادكم ؟

- هل هي الرحيل ؟
- أم التصدي؟
ونهاركم سعيد

مناحي السادس عشر
12-12-2009, 12:58 AM
الرحيل بدون تفكير