الوسيط العقاري
15-12-2009, 09:40 AM
::: صفحات من أيام مجيدة لن ينساها التاريخ :::
http://www.raya.com/mritems/images/2009/12/15/2_491550_1_209.jpg
الدوحة - الراية :
أصدرت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة تقريراً وثائقيا عن حياة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، أعدته الوحدة التاريخية التابعة للجنة.
تضمن التقرير الوثائقي رصداً شاملاً لحياة المؤسس ومعلومات وافية عن دوره التاريخي، ومواقفه.
وأشار التقرير إلى أن تاريخ ميلاد المؤسس يرجح ان يكون عام 1826 ، حيث نشأ المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في فويرط حتى انتقل الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر بين القبائل آن ذاك إلى البدع.
وتولى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المسؤولية في حياة الأب الشيخ محمد بن ثاني رحمه الله نظراً لمرضه عام 1876 وكان عمر المؤسس حينها 51 عاماً.
وتوفي الشيخ محمد بن ثاني 1878 وتولى المؤسس مباشرة وكان عمره حينها 53 عاماً.
وفي مارس عام 1893 خاض الشيخ الجليل وهو على أعتاب السبعين من عمره معركة فاصلة في تاريخ قطر الحديث مع شعبه ضد العثمانيين، وهزمهم فيها، مؤكداً ومثبتاً استقلالية القرار القطري.
ولم تظهر حتى الآن صور للشيخ المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله والذي توفي في 17 يوليو عام 1913.
اسمه ونسبه: هو جاسم بن محمد بن ثاني من ذرية معضاد بن ريّس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم المضرية العدنانية، وقد أنجبت قبيلة الوهبة عدداً كبيراً من المشاهير في العلم والشجاعة.
ولد المؤسس رحمه الله عام 1242 ه الموافق 1826م ونشأ في فويرط بشمال شرق قطر في كنف والده الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر حين ذاك، حيث تلقى تعليمه على أيدي رجال الدين، فتعلم القرآن وعلومه، والفقه والشريعة إلى جانب تعلم الفروسية والقنص والأدب، كما شارك والده في ادارة شؤون البلاد كافة.
وفي عام 1264ه 1847م انتقل مع والده ليقيم في البدع، وكان عمره حوالي واحد وعشرين عاما، فبرز بين أقرانه زعيماً شاباً متطلعا للقيادة، وهو ما ظهر فيما بعد عندما تعرضت قطر للغزو، فبرز جاسم على رأس القوات القطرية المدافعة عن قطر ليبارز أحد أشجع فرسان الجزيرة حينها، وتمكن جاسم من أن يصرعه بعد معركة حبست فيها الأنفاس، فبرز جاسم بعد هذه الواقعة كفارس قطر الأول الذي التفت حوله الفرسان، ونال الإعجاب والحب من كافة أبناء قطر.
وهو مالاحظه فيما بعد شاهد عيان التقى به في عام 1279ه 1862م. وهو الرحالة البريطاني وليم بلجريف عام 1862، عندما جاء قطر، فقد لاحظ بلجريف ظاهرة واضحة في الرجال الذين يحيطون بجاسم بن محمد وكان عمره في حدود الخامسة والثلاثين، ألا وهي الروابط المتينة التي تجمع حوله قلوب مرافقيه وهم ينتمون إلى قبائل عريقة مختلفة من قطر وهي ظاهرة لا تشير فقط إلى قوة شخصية جاسم، ولكن أيضا إلى بلورة فكرة الوحدة في ذهنه وسلوكه.
يعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المؤسس الحقيقي لدولة قطر فقد كان من كبار الساسة عمل نائباً لوالده الشيخ محمد مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة.
عمل على أن تكون قطر بلداً موحداً مستقلاً فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كياناً عضوياً واحداً متماسكاً، وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي في تلك الفترة، وهما انجلترا وتركيا.
لمع نجمه وزادت شعبيته، وذلك بما آتاه الله من عقل وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة، حيث استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها، لقد وحد القلوب فاجتمعت على محبته، وظهر هذا بشكل واضح في تحديه لمختلف القوى التي أرادت أن تنال من قطر أو من أهلها، فالتفت حوله القبائل فتقدمها، وانضوت تحت لوائه موحداً شتاتها راسماً مستقبلها. وتمكن من خلالهم وبهم من حماية الحدود، فبرزت قطر في المنطقة ككيان مستقل.
فقد قضى حوالي خمسين عاما من عمره في قيادة شعبه، وسط أحداث عصيبة، ومعارك ضارية، مع قوى مختلفة تحيط بقطر وبالمنطقة، حاولت بسط سيطرتها على البلاد، تلك الأحداث التي لا زال ابناء قطر يتذكرونها، هي أيام مجيدة من تاريخ قطر لن يغفلها التاريخ. فعندما نتذكر المؤسس نتذكر شجاعته في مواجهة المعتدي والتصدي له بعنفوان الشباب. متسلحاً بإيمان الله لا يتزعزع. كما نتذكر هبته لنصرة المظلوم وخلفه أبناء وطنه في مواجهة الظلم، وعندما حيل بينه وبين وطنه، ساروا من أجله وضحوا بحياتهم فداء له، وسالت دماؤهم من أجل فك أسره، ولا زلنا نتذكر معاناتهم وتشتتهم من أجل الثأر له، لقد نصرهم فنصروه وجاهد من أجلهم فعاضدوه.
وعندما نتذكر المؤسس نتذكر غيرته على حرمة الوطن ورد كرامته والتصدي لكل من يطمع فيه أو يعتدي عليه، وعندما نتذكر أحداث الوجبة نتذكر حكمة القيادة وصلابة المواجهة في وجه الوالي العثماني مهما كانت قوته فنصره الله عليهم وهو في كل هذه الأحداث كان القائد الفارس والمفاوض الحكيم فحين طغى العثمانيون لم يرض جاسم بأن يمتثل للظلم، وفي مارس 1893 خاض الشيخ الجليل وهو على أعتاب السبعين من عمره معركة فاصلة في تاريخ قطر الحديث مع شعبه ضد العثمانيين وهزمهم فيها مؤكداً ومثبتاً استقلالية القرار القطري فكان من نتائج هذه المعركة رضوخ الأتراك لأوامره.
وعندما استقرت الأمور ارتقى بالبلاد ونهض بها وفتح أمامها الأبواب فازدهرت تجارتها وعلت رايتها وبنى المساجد والمدارس وجذب العلماء وطبع كتب الفقه وأمر بتوزيعها على أبناء وطنه وباقي الأمصار فقد كان جواداً سباقاً للخير وداعياً اليه.
كما كان ناصراً للمظلوم وساعياً لفك أسر من يلتجىء إليه ومفرجاً للكرب ومعتقاً للعبد وهو في كل ذلك لا يبتغي غير مرضاة الله فلم يخضع لغير الله ثائراً لدينه ومدافعاً عن وطنه.
فصدق قول الآلوسي فيه: كان من خيار العرب الكرام مواظباً على طاعاته مداوماً على عبادته وصلواته من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين وله مبرات كثيرة على المسلمين .
فعلت مكانته بين الناس جميعاً فقد كان على حد قول سليمان الدخيل: مسموع الكلمة عند العرب، مهاباً عند الرؤساء والأمراء، نافذ القول، دأبه الإصلاح، ولم يسع في أمر إلا أتمه الله على يديه، وأعماله كلها خالصة لوجه الله تعالى .
كان رحمه الله رجلاً متديناً نقياً على جانب عظيم من التقوى ومخافة الله شديد الخشية لله عادلاً في أحكامه وأقضيته، كما كان رحمه الله صاحب عقيدة بعيداً عن البدع والمحدثات، عابداً تقياً محافظاً على الصلاة يتحين أوقاتها فيجلس من بعد صلاة الفجر في مصلاه يذكر الله تعالى ويسبحه حتى طلوع الشمس فيقوم فيصلي ركعتين، وكان يؤم الناس في صلواتهم ويخطب بهم الجمعة وإذا خطب أذهل السامعين وجلب قلوبهم اليه، وهو من أركان العربية وأنصارها ويباشر بنفسه تعليم الناس، كما يباشر بنفسه القضاء والفصل في المنازعات بين مواطنيه وقد ختم حياته وهو يردد كلمة التوحيد.
أما عن صفاته رحمه الله، فقد كان رجلاً طويلاً فارع الطول، وكان يؤم جماعته في صلاة الجمعة والجماعات فيقال انه كان يرى من الصفوف الأخيرة في المسجد.. وكان خفيف العارضين، متين العظام، حسن الهيئة في بساطة، مهاباً جليلاً.
أما عن شخصيته فقد كان رحمه الله قوي الشكيمة، حازماً ذا عزم وتصميم، فهو من أفذاذ الرجال الذين قلما يجود التاريخ بأمثالهم، ومما اتصف به هذا الشيخ الجليل الجود والكرم والإنفاق في وجوه الخير الكثيرة.
فقد كان كريماً محباً للخير وأهله، معروفاً بالسخاء، وقد جلب اليه جوده وحسن أخلاقه محبة الناس وإجلالهم، فشاع له الذكر الجميل وكانت وفاته عصر يوم الخميس 13 من شهر شعبان سنة 1331 ه الموافق 17 يوليو 1913م، ودفن في قرية الوسيل وهي قرية تقع على بعد 24 كيلو متر شمالي الدوحة وبوفاته فقدت قطر قائداً فذاً وعلماً من أعلامها ورمزاً من رموز أصالتها وأديباً من أدبائها، رجل العلم والفضل والكرم، رثاه الأديب والعالم محمد بن حسن القطري في 15 شهر شعبان من ليلة الجمعة في سنة 1331ه، فقال :
http://www.raya.com/mritems/images/2009/12/15/2_491551_1_209.jpg
http://www.raya.com/mritems/images/2009/12/15/2_491551_1_214.jpg
http://www.raya.com/mritems/images/2009/12/15/2_491550_1_209.jpg
الدوحة - الراية :
أصدرت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة تقريراً وثائقيا عن حياة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، أعدته الوحدة التاريخية التابعة للجنة.
تضمن التقرير الوثائقي رصداً شاملاً لحياة المؤسس ومعلومات وافية عن دوره التاريخي، ومواقفه.
وأشار التقرير إلى أن تاريخ ميلاد المؤسس يرجح ان يكون عام 1826 ، حيث نشأ المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في فويرط حتى انتقل الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر بين القبائل آن ذاك إلى البدع.
وتولى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المسؤولية في حياة الأب الشيخ محمد بن ثاني رحمه الله نظراً لمرضه عام 1876 وكان عمر المؤسس حينها 51 عاماً.
وتوفي الشيخ محمد بن ثاني 1878 وتولى المؤسس مباشرة وكان عمره حينها 53 عاماً.
وفي مارس عام 1893 خاض الشيخ الجليل وهو على أعتاب السبعين من عمره معركة فاصلة في تاريخ قطر الحديث مع شعبه ضد العثمانيين، وهزمهم فيها، مؤكداً ومثبتاً استقلالية القرار القطري.
ولم تظهر حتى الآن صور للشيخ المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله والذي توفي في 17 يوليو عام 1913.
اسمه ونسبه: هو جاسم بن محمد بن ثاني من ذرية معضاد بن ريّس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم المضرية العدنانية، وقد أنجبت قبيلة الوهبة عدداً كبيراً من المشاهير في العلم والشجاعة.
ولد المؤسس رحمه الله عام 1242 ه الموافق 1826م ونشأ في فويرط بشمال شرق قطر في كنف والده الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر حين ذاك، حيث تلقى تعليمه على أيدي رجال الدين، فتعلم القرآن وعلومه، والفقه والشريعة إلى جانب تعلم الفروسية والقنص والأدب، كما شارك والده في ادارة شؤون البلاد كافة.
وفي عام 1264ه 1847م انتقل مع والده ليقيم في البدع، وكان عمره حوالي واحد وعشرين عاما، فبرز بين أقرانه زعيماً شاباً متطلعا للقيادة، وهو ما ظهر فيما بعد عندما تعرضت قطر للغزو، فبرز جاسم على رأس القوات القطرية المدافعة عن قطر ليبارز أحد أشجع فرسان الجزيرة حينها، وتمكن جاسم من أن يصرعه بعد معركة حبست فيها الأنفاس، فبرز جاسم بعد هذه الواقعة كفارس قطر الأول الذي التفت حوله الفرسان، ونال الإعجاب والحب من كافة أبناء قطر.
وهو مالاحظه فيما بعد شاهد عيان التقى به في عام 1279ه 1862م. وهو الرحالة البريطاني وليم بلجريف عام 1862، عندما جاء قطر، فقد لاحظ بلجريف ظاهرة واضحة في الرجال الذين يحيطون بجاسم بن محمد وكان عمره في حدود الخامسة والثلاثين، ألا وهي الروابط المتينة التي تجمع حوله قلوب مرافقيه وهم ينتمون إلى قبائل عريقة مختلفة من قطر وهي ظاهرة لا تشير فقط إلى قوة شخصية جاسم، ولكن أيضا إلى بلورة فكرة الوحدة في ذهنه وسلوكه.
يعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المؤسس الحقيقي لدولة قطر فقد كان من كبار الساسة عمل نائباً لوالده الشيخ محمد مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة.
عمل على أن تكون قطر بلداً موحداً مستقلاً فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كياناً عضوياً واحداً متماسكاً، وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي في تلك الفترة، وهما انجلترا وتركيا.
لمع نجمه وزادت شعبيته، وذلك بما آتاه الله من عقل وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة، حيث استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها، لقد وحد القلوب فاجتمعت على محبته، وظهر هذا بشكل واضح في تحديه لمختلف القوى التي أرادت أن تنال من قطر أو من أهلها، فالتفت حوله القبائل فتقدمها، وانضوت تحت لوائه موحداً شتاتها راسماً مستقبلها. وتمكن من خلالهم وبهم من حماية الحدود، فبرزت قطر في المنطقة ككيان مستقل.
فقد قضى حوالي خمسين عاما من عمره في قيادة شعبه، وسط أحداث عصيبة، ومعارك ضارية، مع قوى مختلفة تحيط بقطر وبالمنطقة، حاولت بسط سيطرتها على البلاد، تلك الأحداث التي لا زال ابناء قطر يتذكرونها، هي أيام مجيدة من تاريخ قطر لن يغفلها التاريخ. فعندما نتذكر المؤسس نتذكر شجاعته في مواجهة المعتدي والتصدي له بعنفوان الشباب. متسلحاً بإيمان الله لا يتزعزع. كما نتذكر هبته لنصرة المظلوم وخلفه أبناء وطنه في مواجهة الظلم، وعندما حيل بينه وبين وطنه، ساروا من أجله وضحوا بحياتهم فداء له، وسالت دماؤهم من أجل فك أسره، ولا زلنا نتذكر معاناتهم وتشتتهم من أجل الثأر له، لقد نصرهم فنصروه وجاهد من أجلهم فعاضدوه.
وعندما نتذكر المؤسس نتذكر غيرته على حرمة الوطن ورد كرامته والتصدي لكل من يطمع فيه أو يعتدي عليه، وعندما نتذكر أحداث الوجبة نتذكر حكمة القيادة وصلابة المواجهة في وجه الوالي العثماني مهما كانت قوته فنصره الله عليهم وهو في كل هذه الأحداث كان القائد الفارس والمفاوض الحكيم فحين طغى العثمانيون لم يرض جاسم بأن يمتثل للظلم، وفي مارس 1893 خاض الشيخ الجليل وهو على أعتاب السبعين من عمره معركة فاصلة في تاريخ قطر الحديث مع شعبه ضد العثمانيين وهزمهم فيها مؤكداً ومثبتاً استقلالية القرار القطري فكان من نتائج هذه المعركة رضوخ الأتراك لأوامره.
وعندما استقرت الأمور ارتقى بالبلاد ونهض بها وفتح أمامها الأبواب فازدهرت تجارتها وعلت رايتها وبنى المساجد والمدارس وجذب العلماء وطبع كتب الفقه وأمر بتوزيعها على أبناء وطنه وباقي الأمصار فقد كان جواداً سباقاً للخير وداعياً اليه.
كما كان ناصراً للمظلوم وساعياً لفك أسر من يلتجىء إليه ومفرجاً للكرب ومعتقاً للعبد وهو في كل ذلك لا يبتغي غير مرضاة الله فلم يخضع لغير الله ثائراً لدينه ومدافعاً عن وطنه.
فصدق قول الآلوسي فيه: كان من خيار العرب الكرام مواظباً على طاعاته مداوماً على عبادته وصلواته من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين وله مبرات كثيرة على المسلمين .
فعلت مكانته بين الناس جميعاً فقد كان على حد قول سليمان الدخيل: مسموع الكلمة عند العرب، مهاباً عند الرؤساء والأمراء، نافذ القول، دأبه الإصلاح، ولم يسع في أمر إلا أتمه الله على يديه، وأعماله كلها خالصة لوجه الله تعالى .
كان رحمه الله رجلاً متديناً نقياً على جانب عظيم من التقوى ومخافة الله شديد الخشية لله عادلاً في أحكامه وأقضيته، كما كان رحمه الله صاحب عقيدة بعيداً عن البدع والمحدثات، عابداً تقياً محافظاً على الصلاة يتحين أوقاتها فيجلس من بعد صلاة الفجر في مصلاه يذكر الله تعالى ويسبحه حتى طلوع الشمس فيقوم فيصلي ركعتين، وكان يؤم الناس في صلواتهم ويخطب بهم الجمعة وإذا خطب أذهل السامعين وجلب قلوبهم اليه، وهو من أركان العربية وأنصارها ويباشر بنفسه تعليم الناس، كما يباشر بنفسه القضاء والفصل في المنازعات بين مواطنيه وقد ختم حياته وهو يردد كلمة التوحيد.
أما عن صفاته رحمه الله، فقد كان رجلاً طويلاً فارع الطول، وكان يؤم جماعته في صلاة الجمعة والجماعات فيقال انه كان يرى من الصفوف الأخيرة في المسجد.. وكان خفيف العارضين، متين العظام، حسن الهيئة في بساطة، مهاباً جليلاً.
أما عن شخصيته فقد كان رحمه الله قوي الشكيمة، حازماً ذا عزم وتصميم، فهو من أفذاذ الرجال الذين قلما يجود التاريخ بأمثالهم، ومما اتصف به هذا الشيخ الجليل الجود والكرم والإنفاق في وجوه الخير الكثيرة.
فقد كان كريماً محباً للخير وأهله، معروفاً بالسخاء، وقد جلب اليه جوده وحسن أخلاقه محبة الناس وإجلالهم، فشاع له الذكر الجميل وكانت وفاته عصر يوم الخميس 13 من شهر شعبان سنة 1331 ه الموافق 17 يوليو 1913م، ودفن في قرية الوسيل وهي قرية تقع على بعد 24 كيلو متر شمالي الدوحة وبوفاته فقدت قطر قائداً فذاً وعلماً من أعلامها ورمزاً من رموز أصالتها وأديباً من أدبائها، رجل العلم والفضل والكرم، رثاه الأديب والعالم محمد بن حسن القطري في 15 شهر شعبان من ليلة الجمعة في سنة 1331ه، فقال :
http://www.raya.com/mritems/images/2009/12/15/2_491551_1_209.jpg
http://www.raya.com/mritems/images/2009/12/15/2_491551_1_214.jpg