المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولا تموتن إ لا وأنتم مسلمون



امـ حمد
19-12-2009, 04:32 PM
السلام عليكم ورحمة وبركاته

يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). فنحنُ عندما نؤمن بأنَّ الله هو ربُّنا الذي لا شريك له، فإنَّ الربوبيَّة هي النوع من التواصل بيننا وبين الله، فالله خلقنا والله ربَّانا،
وقال تعالى (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) أي خلقنا وهدانا إلى ما يبني لنا حياتنا ووجودنا، عندما خلق العقل الذي فتح له أبواب التَّفكير والوعي للحقائق، وعندما خلق القلب وفتح كلَّ مشاعره وأحاسيسه على الجانب العاطفي من حياتنا، وخلق لنا أعضاءنا وجعل لها وظائف متعددة.
فهناك وظائف تتَّصل بعبادة الله، كالصَّلاة والصَّوم والحجَّ، وهناك وظائف تتَّصل بمسوؤليتنا في الحياة، في ما ينفعنا العمل به فنفعله، أو لا ينفعنا فنتركه، فإنَّ الإنسان يبقى مرتبطاً بالله، بحيث يكون كلُّ وجوده مرتبطاً به، فلا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا بالله، ولا يملك أيَّ كلمةٍ أو أي موقف ، فالإنسان لا بدَّ أن يرتبط بالله في كلِّ شيء، حتى حاجاته النفسية لا بدَّ له من إخضاعها لما يُرضي الله ولا يسخطه، لأنَّه مشدود إلى الله في أصل وجوده، فالله هو الّذي يملك كلَّ وجود الإنسان ويملك حياته ومماته، فكما أن حياة الإنسان لم تكن باختياره، كذلك فإن موته لا يكون بتقديره وباختياره لأنّه لا يملك ذلك.
وحتّى شروط الحياة، فإنّه لا يملك مقوّمات وجودها، كالهواء الذي يتنفّسه، أو الماء الذي يشربه، أو الغذاء الذي يتغذّى به، والأجهزة التي تعطيه حركة الحياة ودورتها، وكذلك فهو لا يملك نبضات قلبه وحركة ولا إدراكات دماغه، ولا يملك حركة يديه، لأنّ الله وحده القادر على تجميدها. حتى إنه في يوم القيامة لا سلطة له على يديه أو رجليه عندما تشهد عليه (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
والإسلام تعني استسلام الوجود كلّه لله، فلا أمر للإنسان مع أمر الله، فهو ماضٍ في حكمه، عدل في قضائه،( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
وهكذا لاحظنا كيف أن الله يريد للإنسان أن يكون مسلماً ملتزماً، وأن يظلَّ حذراً أمام كلِّ الانحرافات التي تبعده عن إسلامه، بحيث يبدأ مسلماً ويموت مسلماً
أي أنّه يطلب البقاء في إسلامه في خطِّ الصلاح، حتى تكون وفاته وهو يعيش الإسلام لله سبحانه وتعالى بكلِّ ما عنده.
الالتزام المطلق بأوامر الله
وكلمة -الإسلام- تعني الالتزام المطلق بما أمر الله به وبما نهى عنه، وهذا ما تُعبّر عنه الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )أي راقبوا الله وخافوه واتّقوه في كلِّ أموركم، كما يريد الله لكم، أي أن تلتزموا بما أمركم به التزاماً مطلقاً دقيقاً، وأن تنتهوا عما نهاكم عنه التزاماً مطلقاً دقيقاً.
وأن تتّقي الله حقَّ تقاته، أي أن تعبده وتوحّده وتطيعه في كلِّ ما أمرك به وما نهاك الله عنه ، أي كونوا مسلمين في أعمالكم بما يمثّله التقوى والحق في العمل، واستمروا في ذلك. اعملوا على أن لا ينحرف بكم أحد عن الإسلام، وأن لا يخدعكم أحد عن خطِّ الإسلام، اعملوا على أن لا يأتيكم الموت إلاّ وأنتم مسلمون.
لأنَّ الإسلام هو طاعة الله في كل ما أمر به وما نهى عنه
إنَّ رسالة النبي(صلى الله عليه وسلم هي التي تمثّل أمر الله فيما أراد الله للناس أن يفعلوه، ونهي الله في ما أراد للناس أن يتركوه.
وهكذا انطلقت كلمة الإسلام من إبراهيم (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) باعتبار أنّ الله أعطى كلمة الإسلام لإبراهيم

والحمد لله ربِّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الامانه
20-12-2009, 12:42 AM
جزيتي خيرا عنا
في موازين حسناتك ان شاء الله

(بوعوف)
20-12-2009, 12:45 AM
يزاك الله خــــــــير أختي

امـ حمد
20-12-2009, 02:54 AM
وجزاكم ربي الجنه

فيصل 111
21-12-2009, 04:05 PM
بارك الله فيك

لاجل QT
21-12-2009, 04:08 PM
بارك الله فيج اختى الكريمة

كازانوفا
22-12-2009, 11:57 AM
جزاكي الله خير الجزااااااء

امـ حمد
23-12-2009, 02:44 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس

امـ حمد
24-12-2009, 05:41 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس