المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نشتري الذهب الآن أم لا ؟



الوعب
26-12-2009, 02:30 PM
بواسطة م . مازن محمد الداود بتاريخ 26 ديسمبر 2009

عندما تجاوز سعر الذهب عتبة الألف دولار للاونصة الواحدة خلق بيئة جذابة للمضاربين لتحقيق أرقام قياسية تاريخية على المدى القصير ولكن في الواقع الأساسي للسوق هو إشارة الى الهبوط . نلاحظ في الآونة الأخيرة وسائل الإعلام المحلية والعالمية الغير متخصصة تنادي ببيع الحلي لإعتقادها بأن الأسعار قد وصلت قمتها. هذه الحمى الإستثمارية في الذهب أخذت بالإنتشار في أرجاء العالم ولم تقتصر فقط على الأفراد أو المؤسسات الإستثمارية بل تعدت الى الحكومات نفسها . فقد أنفق المستثمرون خلال هذا السنة أكثر من اثني عشر مليار دولار في واحدة من أكبر المؤشرات لتبادل الذهب والمعروفة بـ إس بي دي آر بل تجاوز الوضع أكثر من ذلك عندما صرح أحد مديري الصناديق الإستثمارية المعروفة بإستثمارها المباشر في الذهب بأن الذهب سوف يصل الى خمسة آلاف دولار للأونصة الواحدة !ولكن السؤال الآن هو هل الذهب مازال يعد الإستثمار الأمثل وذلك في خضم موجات الشراء المتوالية وخاصة الفترة القليلة الماضية مماجعل الذهب يضاعف سعره إلى أكثر من أربعة أضعاف السعر الذي كان عليه خلال بداية العقد الحالي ؟ أغلب مراقبي السوق المتخصصين يشيرون الى أن أساسيات سوق الذهب تشير الى الهبوط على المدى القريب بغض النظر عن الأسعار التي سوف يتم تحقيقها على المدى الطويل أو حتى على افتراض تراجع الحكومات الإقتصادية الكبرى عن دعم القطاعات المالية داخل أراضيها .

أخذت أسعار الذهب موجات متقلبة حادة في أواخر سنة 2007 وهي نفس الفترة التي ظهرت فيها مؤشرات وجود خلل في الأنظمة المالية العالمية بإفراطها في التمويل العالي المخاطر وتحديدا الرهونات العقارية الأمريكية .في يوم 14 مارس من 2008 كانت المفاجأه الغير متوقعه وذلك بتسجيل الذهب سعر تاريخي وهو الألف دولار للأونصة الواحدة وذلك لوجود تخوف حاد من قبل المستثمرين على حال الإقتصاديات العالمية اذا صحت تنبؤاتها آنذاك بإنهيارات كيانات مالية عالمية ذات ثقل ووزن مؤثر على الصعيد العالمي مما يؤدي الى شلل اقتصاديات العالم في جميع قطاعاتها بالإضافة الى زيادة ضعف الدولار مقابل العملات العالمية وارتفاع عجز الموازنة الأمريكية الى رقم قياسي وهي التي تمثل مايقرب ثلث الإقتصاد العالمي إن صح التعبير حيث يعتبر الذهب ملاذا آمنا في نهاية المطاف في أوقات الشدة المالية جنبا إلى جنب مع الحماية من التضخم فعلاقة الذهب مع التضخم علاقة طردية منذ قديم الزمان .

هناك علاقة أخرى للذهب مع مؤشر داوجونز الأمريكي , ففي عام 1933 ميلادي كان الذهب يتم تداوله عند 32 دولار للأونصة الواحدة في نفس الفتره كان مؤشر داوجونز في أدنى مستوياته مايقارب الخمسين فقط .بعد ذلك أخذ الذهب ومؤشر داوجونز رحلة زواج سعيدة تصاعدية على المدى الطويل وفي عام 1980 سجل الذهب 850 دولار للأونصة الواحدة وفي نفس اليوم أغلق مؤشر داوجونز عند 837 حيث كانا بنفس وتيرة الصعود وفي نفس هذا اليوم كانت نقطة التحول الرئيسة لهذه العلاقة حيث بعد 1980 م أصبحت هذه العلاقة في توتر فيما بينهما أو شبه انفصال حيث أخذا مساريين مغاييرين تماما فقد استمر مؤشر داوجونز مساره التصاعدي من 837 في عام 1980م إلى أن وصل ذروته في عام 2000 م ببلوغه مايقارب 11500 بينما أخذ الذهب مسارا هبوطيا من 850 دولار للأونصة الواحدة الى أن وصل قاعه الأخير في عام 2000م ببلوغه 300 دولار للأونصة الواحدة فقط وهي نفس السنه التي انفجرت فيها فقاعة الإنترنت والتكنولوجيا .وفي عام 2000م ذاته عادت العلاقة تأخذ زواجا آخر حيث اتخذ كلاهما نفس الإتجاه صعودا و هبوطا ولكن كان الذهب يأخذا مسارا حادا في موجات الصعود حيث إرتفع من 300 دولار للأونصة الواحدة عام 2000م الى أن وصل 1040 دولار بتاريخ هذا المقال بينما الداوجونز سجل 10500 أي بمايقل عن 10% من قمته في عام 2000م هذا الزواج من جديد قد يعيد التاريخ نفسه حيث أن هذه العلاقة قد تلزم الإنفصال بعد فترة من الوقت مرة أخرى ولكن السؤال هنا لصالح من ؟ هل الذهب سوف يستمر مساره التصاعدي أم الداوجونز ؟أترك لك عزيز القاريء أن تتحمل مسؤلية الإجابة عن هذا السؤال واللبيب بالإشارة يفهم !

لو استثمرت عزيز القاريء 100 دولار في الذهب في عام 1970 م فإنك تحقق في هذا اليوم 1600% أرباحا رأسمالية ولو استثمرت 100 دولار في مؤشر داوجونز في العام نفسه لكنت قد حققت هذا اليوم 2100% أرباحا رأسمالية !
58027

58028