jajassim
28-12-2009, 09:47 AM
عودة إلى موضوع الأمس حول الصراحة أو ما اصطلح على تسميته في السنوات الأخيرة بالشفافية، وإلى ما قاله أحد الحكماء بأنه إذا قال لك الملك أثناء النهار بأن الوقت ليل، فتأمل النجوم! نواصل الحديث لنقول: نعم، إن قال لك المسؤول ذلك، فلا بد أن تدرك على الفور أنك في مأزق كبير، ولابد أن تخرج منه سالماً، وأن تدع الشفافية جانباً لبعض الوقت.. وإليك التفاصيل.
تأتي علينا ظروف معينة في مواقف محددة لابد لأحدنا مهما كان صاحب مبدأ أو نظرية أو حجة أن يكون مرناً معها، وليس هذا الأمر بالطبع على الإطلاق، ولكن في ظروف معينة كما ذكرت، لأن التحجج بمسألة الصراحة راحة أو ما شابه، قد تكون نتائجه وخيمة وغير سارة، ولهذا الأمر أصل في ديننا وتاريخنا.
حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين الهجرة ومعه صاحبه الصديق رضي الله عنه مر عليهما قوم يبحثون عنهما فسألوهما من أي الأقوام هما، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء. فواصل القوم سيرهم ولم يؤذوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بفضل الله ثم سرعة البديهة عنده صلى الله عليه وسلم وحسن التصرف، وهذا ما نسميه بالتورية. فقد تجنب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قول ما لا يليق بحضرته وفي الوقت نفسه كان صادقاً، لأن البشر خلقوا من ماء وهذا ما كان يعنيه صلى الله عليه وسلم حين سألوهما القوم، فيما ظنوا هم أنهما من قبيلة من العرب تدعى ماء أيضاً.
وفي الوقت الحاضر نسمي التورية دبلوماسية، وهي مطلوبة الآن للتخلص من مشكلة الشفافية إن كان أحدنا مغرماً ومفتتنا بها لا يقدر التخلص منها، ولكن إن زاد التعمق والمبالغة في الاستخدام بداع أو بدون، يُخشى أن تصير عادة ومن ثم تتحول العادة إلى كذب. لكن المقصد أن المعلومات التي بحوزتك ليست من الحكمة البوح بها دائماً ولكل من طلبها بحجة الشفافية أو الصراحة. هناك قدر معين من المعلومات يمكن أن تقدمه لعدد كبير من الناس، ومعلومات أخرى لعدد أصغـر، ولكن نوعاً خاصاً من المعلومات لأقل عدد ممكن من الناس. وهذا الذي أجده وأميل إليه في كيفية التعامل مع المعلومة..
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في ها هنا موضع: أليس فيما ذكرنا نوعا من تقييد حرية المعرفة والحصول على المعلومة؟ وهل يمكن أن نسمي ذلك تعتيماً على المعلومة؟ أليس الوضوح في مثل هذا العصر أمر له إيجابياته؟
حول هذه الأسئلة يكون حديثنا بالغد إن شاء الله.
atyaf_emadi@hotmail.com
تأتي علينا ظروف معينة في مواقف محددة لابد لأحدنا مهما كان صاحب مبدأ أو نظرية أو حجة أن يكون مرناً معها، وليس هذا الأمر بالطبع على الإطلاق، ولكن في ظروف معينة كما ذكرت، لأن التحجج بمسألة الصراحة راحة أو ما شابه، قد تكون نتائجه وخيمة وغير سارة، ولهذا الأمر أصل في ديننا وتاريخنا.
حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين الهجرة ومعه صاحبه الصديق رضي الله عنه مر عليهما قوم يبحثون عنهما فسألوهما من أي الأقوام هما، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء. فواصل القوم سيرهم ولم يؤذوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بفضل الله ثم سرعة البديهة عنده صلى الله عليه وسلم وحسن التصرف، وهذا ما نسميه بالتورية. فقد تجنب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قول ما لا يليق بحضرته وفي الوقت نفسه كان صادقاً، لأن البشر خلقوا من ماء وهذا ما كان يعنيه صلى الله عليه وسلم حين سألوهما القوم، فيما ظنوا هم أنهما من قبيلة من العرب تدعى ماء أيضاً.
وفي الوقت الحاضر نسمي التورية دبلوماسية، وهي مطلوبة الآن للتخلص من مشكلة الشفافية إن كان أحدنا مغرماً ومفتتنا بها لا يقدر التخلص منها، ولكن إن زاد التعمق والمبالغة في الاستخدام بداع أو بدون، يُخشى أن تصير عادة ومن ثم تتحول العادة إلى كذب. لكن المقصد أن المعلومات التي بحوزتك ليست من الحكمة البوح بها دائماً ولكل من طلبها بحجة الشفافية أو الصراحة. هناك قدر معين من المعلومات يمكن أن تقدمه لعدد كبير من الناس، ومعلومات أخرى لعدد أصغـر، ولكن نوعاً خاصاً من المعلومات لأقل عدد ممكن من الناس. وهذا الذي أجده وأميل إليه في كيفية التعامل مع المعلومة..
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في ها هنا موضع: أليس فيما ذكرنا نوعا من تقييد حرية المعرفة والحصول على المعلومة؟ وهل يمكن أن نسمي ذلك تعتيماً على المعلومة؟ أليس الوضوح في مثل هذا العصر أمر له إيجابياته؟
حول هذه الأسئلة يكون حديثنا بالغد إن شاء الله.
atyaf_emadi@hotmail.com