المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا قتلتنى



archsalma
29-12-2009, 10:53 AM
بسم الله الرلحمن الرحيم
أقدم لكم مجموعة من قصص من واقع الحياة أو من عالم الأحلام
بقلمي المتوضع
سلمى
اسيرة الصفحات

لماذا قتلتني ...
--------------

احقا تريد ان تعرف ما حدث ؟
في تلك الليلة .... اسدل الليل ستاره باكرا .... بحثت فلم اجد القمر .... نظرت امامي .... بالكاد رايت دربا يشق طريقه في الظلام .... نحو حافة الارض ...
او هكذا ظننت

تسالني ان كنت وحدي ؟
لا لم اكن وحدي ... فقد رافقتني اصداء خطوات اقدامي .... صاحبني حفيف ورقات الشجيرات .... راقبني عويل رياح الشمال .... تمس جبهتي ...تتغلغل بين اكمام ملابسي ... تتحسس بشرتي
فترتجف

نعم حينها رسمته عيناي .... فبينما كان هدفي ان امشي و امشي ... تسمرت في مكاني ... و لم تكن برودة الجو هي من جمدني ... اذ ولم اعرف ما السبب لاحظ وجهي في احدى التفاتاته ... داخل الزقاق العتيق ...كتلة ... كتله اكثر اظلاما من سواد ليلتنا ... و قد جلست بجوارها عينان مضيئتان لقطه ....
من قطط الشارع

اجل ... لقد ساورني ذلك الشعور الذي لا يريح و لا يهدا .... الفضول
قلت في عقلي ... لابد و انها كومة من النفايات نسي صاحبها رميها ... في سلة المهملات فاقتربت و كلما فعلت تاكدت انها ليست...
كومه من الاوراق

اكيد ... في هذه اللحظة عرفت ... بات من الواضح انه جسم ... من لحم و دم ... ما كان اعجب منظره ... كان جالسا و حمله على ركبتيه... عيناه محدقتان ... بخوف ... نحوي ...
الى فوق

لحظة واحدة ... الان تذكرت ... كانت يداه مكورتين ... تقبضان بشده على شئ لم اره
قلت له : لا تحدق هكذا ... ما انت يا هذا ... لا لا ترد ... يالي من وقح ... فليس هذا من شاني ...
اتسمح لي ان اجلس معك ؟
لم انتظر منه اجابه ... جلست فلم يمانع ... حينها لاحظت اسماله البالية ... قلت في عقلي : كم انا احمق ... انه من المشردين الذين الذين يجوبون سلال القمامه ... ياللمسكين
قلت له : لا عليك يا اخي ... اتريد ان اساعدك في شئ ؟ ... هاك بعض النقود ... و لكنها لن تجعلك سعيدا

لم يرد ... بل ظل محدقا نحو الاعلى جالسا على ركبتيه ... و قد لاحت في عينيه علامات الضيق ... قلت في عقلي : كم انا ابله ... لابد انه كان واحد من اصحاب الاملاك .. ثم فقد في صفقة خاسرة ... فانتهى به الامر في الشارع ... و لكن لا زال يملك بعض الكرامه لذلك لا يقبل صدقة

اعتذرت اليه معيدا الفكة بين احضان جيبي : لا تؤاخذني ... من لا يعرفك يجهلك .. و لكن بالله عليك فلتخبرني كيف انتهى بك الامر في الشارع بجوار القطط؟

في هذه المره ... عندما نظرت الى عينيه كانتا ترمقاني بتكبر حاد ... قلت في نفسي : يا لي من اخرق ... فهاهو يشد قبضته على شئ لا اعرف ما هو ... لعله الشئ الوحيد الباقي له من اسرة ضاعت اثر حادث مؤسف

عاجلته بقولي : فلتمح هذه النظره من على وجهك و لتعلم اني لا احب التدخل في شؤون الاخرين ... مع ذلك اقول لك الا تحزن لانك محظوظ بامتلاكك ما يعيد اليك ذكريات الماضي الجميل و لتتوكل على الله

اما عينه فكانت ترسل شرار الغضب ... قلت في عقلي : يالي من غبي ... لابد انه اخرس لذلك لا يرد
اشرت اليه : الا تقدر غلى الكلام ... اذن اشر الي لعلي افهم ... او ارني ما تخبؤه بين يديك

حينها عادت الى عينيه نظره الخوف ... قلت في نفسي : كم انا ساذج ... امعقول ان يرض ان يريني كنزه و انا الذي لم اعرفه الا منذ دقائق !!!!

طمانته : لا تخش شئ ... لن اؤذيك ... اريد فقط ان اعرف ...
رمقني بنظرة ساخره و لسان حاله يقول : مستحيل لن تعرف ابدا
لم اشعر بنفسي الا و قد اندفع الدم كله الى راسي و انا اصرخ في وجهه: انت جبان رعديد ... لا اريد الا ان ارى ما في يدك ... اريد ان اساعدك ... ان اخلصك من كل همومك ... شاركني فيها حتى لا تحمل العبئ وحدك

لم يبد عليه اي رد فعل و كانه لا يعبا لكلامي ... استطردت : آه ... عرفت ... انت من هؤلاء الذين لا يثقون باحد ... من الذين يعتقدون انهم قادة الكون ... و باقي المخلوقات هدفها في الحياه ان تقتفي آثارهم
مددت يدي لانتزع ما في يده و لكنه ظل ممسكا به بقوة ... حينها كنت قد بلغت اقصى درجات الغضب ... فصرخت و انا اهزه بكل ما تملكه حنجرتي من احبال صوتيه : ساقتلك... ساقتلك !!!
و اخيرا تحرر الكنز من قبضته ... و لدهشتي لم يحرك ساكنا بل تدحرج على الارض بلا مبالاة و كانه انهار لاني امتلكت كنزه

تجاهلته و قد اخذت ما كان يخبئه عني ... و بالرغم من بروده الجو التي خدرت يداي ... احسست بملمس كنزه ...
كان رطبا ... لزج ... كالهلام ... حدقت فيه ... و مع ان الظلام كان شديدا الا انني ميزت اللون الاحمر الدامي الذي لطخ ملابسي ... كان كنزه ...

قلبه !!

في تلك اللحظه ... تمنيت لو صعقني البرق لكي انسى ما رايت ... و لكن بدلا من ذلك صعقني صراخ سيده تشير الي باصابع الاتهام و قد اكد نظريتها وجود دماء الضحية على ملابسي و قلبه بين يدي
وبلا انذار ... تملكني شعور بغيض بالذعر ... جريت .. و جريت ... و انا اقول في عقلي : يالي من فضولي .. انه مجرد انسان ... قتل في بحر الليل ... على يد انسان ... انتزع قلبه الى ان الاخير لم يستطع الا ان يضمه و هو يلفظ آخر الانفاس ... حتى تصلبت يداه ...و هو يجلس على ركبتيه ..بين احضان ... الزقاق العتيق...
لا اعرف ان كان من حقي ان اضحك او ابكي و لكني اعرف شئ واحد ...لم اقتله ...صدقني

archsalma
29-12-2009, 11:05 AM
في الزقاق
------------

( في مكان تكاثر في كل شارع مصري ... و سط دخان الشيشه ... بينما المشاهدون يترقبون دخول الكره في الشبكه ... اطلق واحد من الجالسين لفظا على احد الفريقين المتنافسين ... فقام واحد من المخلصين للعبه و قد اخذته الحميه يسب و يلعن من اهان فريقه ... و كما تجري الامور في الادغال عادة رد عليه الاخر بسب اقبح تاثيرا من سابقه ... و شئ فشئ تحول هذا المكان الى مسابقه في الذم و السب و ما لبث ان تدرج الى النهر و الصراخ فلما انتهت كل الشتائم من عقولهم الراكده ... لم يبق امامهم سوى الدفع و الركل ... و تدرج بهم الامر الى ان جذب احدهم من جيبه ( مطوه ) انهكها الصدا ... فرد عليه الآخر هذه المره بالمثل ... و انقلب الوضع الى مبارزه بالسيوف القصيره ... اما الجمهور فقد اتفقوا على افساح المجال للمتنافسين و اختلفوا في هوية من يشجعون ... فاذا نظر المرئ فوقه لوجد رؤوس النساء مطله من الشرفات الباليه و النوافذ المتآكله ... منهن من تولول ...منهن من تطلق الضحكات ومنهن من تتسائل هل سينتهي بها اليوم كارمله و باولادها كايتام فقدوا والدهم في سبيل الكره ... اما النظرات فقد تركزت كلها في بقعه واحده حين قطع احد الخصوم وجه آخر ... و استقر سكين احدهم في صدر آخر ... و اذا بهم على هذه الحاله المزريه حتى اندفعت سيارات الشرطه تنظف الشارع من المهلات الجامده ... اما الناس فقد تفرق شملهم و اخذ من يعلمون يخبرون من لا يعلمون ... عن كيفيه تفادي فلان لضربه فلان ... يكررون ما قاله فلان لفلان ... و يتفاخرون بشجاعه فلان عند مواجهه فلان ... فخابت آمال من لا يعلمون و تمنوا لو كانوا يعلمون ...اما الضحيه فهي شارع ضيق قاده حظه السئ الى الدمار ...و كلمه اودت بها الاحكام الكاذبه الى الفناء

archsalma
29-12-2009, 11:07 AM
لا تتركني

على ارض عاديه للغايه ... داست قدماه على اغطية الزجاجات .... و قد التصق الكثير منها بالاسفلت
حتى صار جزء لا يتجزا منه ... اما هو ... فلم يكن لديه القدره على رؤيه العيوب
كان يقول :(كل غطاء مصنوع من المعدن يزيد من متانه الطريق ... و يرفع قدرته على تحمل ضربات الاقدام)
كان عادي ... ربما اكثر من ارض الطريق ... يكاد لا يميزه شئ ... الا حين تراه يمشي ... مع كل خطوه يكاد يقع ... ثم ما يلبث ان يلتقط قدمه في سرعه خفيه ... مثله كنورس يختطف سمكه من بين احضان الامواج...

اجل ... كان اعرج ... و حيث انه اعمى البصر عن عيوب البشر ... لم يلتفت كثيرا الى ذلك ... كان احيانا يقول :( تلك نعمه و ليست نقمه ... لولاها لالتحقت بالجيش على غرار اخوتي )
نستطيع القول انه محترف فن تحويل العيوب ... او ربما كانت تلك طريقته السريه في الهروب ...

هاهو ذا يجاهد لتفادي الاجساد الديناميكيه ... يدفعه الكبرياء الى اختراق المسافات دون اظهار ذره تعب ... و على غير ارادته وقف بلا حراك بعد ان تجمد طابور بنى آدم امامه ... و اخذ التكدس يزداد شئ فشئ ... حتى تضايقت الانفس ... اما العيون فقد صعدت كلها نحو الاعلى ... حيث ترنح على سطح المبنى ... جسيم صغير يهدد بالقفز

و لما علم الجمهور جديه ما ينويه هذا الشخص ... افسحوا له المجال ... حتى اذا ما هبط في النهايه حط بعيد عن رؤوسهم الثمينه ... اما و بعد ان اطمانت قلوبهم على سلامتهم ... انقسموا بين محذر و مشفق
اما صاحبنا الذي لا يرى العيوب فقد توقف به الزمن برهه من هول الصدمه ... افاق منها و عقله بين مصدق و مكذب ... ثم ما لبث ان انساب من بين هذا الحشد الامامي و صعد الى السطح في محاوله يائسه لان يعدل ذاك البائس عن الانتحار ....

و مع انه اخيرا صغد الى القمه شعر انه نزل الى الحضيض ... تجاهل هذا الشعور مطلقا عينيه بحثا عن ضحيه الافكار السوداء ... وجدها ... شابه في مثل عمر ابنته ... تحاول ملابسها الراقيه جاهده ان تظهرها اكبر سنا ... و قد تركت يديها تتقدمها محلقه ... متخذه هيئه من يستعد للغطس ... و لكن ما اثار الرعب بين ضلوعه ... مدى قربها من الهاويه ...
كانت متردده ... يا ترى ايه قدم ستقفز اولا ... تاره تمد قدمها اليمنى واقفه على قدم واحده ... و تارة تترك هذا القرار لليسرى ... اما هو فقد وضع يده على قلبه و هو يشاهدها تجري تلك التجربه المميته التي شغلتها عن رؤيته يتسلل مقتربا خطوه تلو الاخرى ... و مع كل خطوه يتسع عقله بحثا عن سبب واحد يدعو تلك الفتاه التي امامها كل الفرص تغتنمها تضع حدا لحياتها دون ختى ان تعرفها
و سرعان ما ادرك ان ذاك ليس ما يجب ان يقلق عليه بل من الافضل له ان يفكر في كيفية تغيير موقفهامن الحافه خصوصا بعد ان اغمضت عينيها وابتسم فمها كانها استسلمت لمصير محتوم

(انتظري) ... صرخ في ياس صرخه كانت كفيله بلفت انتباهها و تاجيل حكم الاعدام الذي اتخذته بنفسها

نظرت اليه في ذعر و قد اغضبها ادراكها لوجوده معها ثم قالت في ذعر : من انت ؟ ... ابتعد ... لا تقترب اكثر ..

تسمرت قدماه في الارض مستمعا الى نصيحتها ... قائلا في حذر : اهدئي ... اهدئي فلن اقترب اكثر
صرخت في وجهه غير مباليه لما يقول : اذهب من هنا لا اريد ان ارى احدا
رد قائلا : ليس قبل ان تبتعدي عن الحافه

و كانت مواجهه عنيفه بين ذلك الذي لا يرى العيوب و تلك التي لا ترى في الدنيا الا العيوب ...
نظرت اليه نظره اصرار و قد سيطرت عليها حاله هستيريه ... قال لها : يا بنيتي ... كيف تنهين حياتك قبل حتى ان تبدا ... ان مررت بما هو صعب مره ... فليس معنى ذلك ان الحياه كلها زاخره بالمآسي و الاحزان ...

ردت عليه في حده : اعطني سببا واحدا يدفعني للاستمرار في الحياه ... فقدت كل شئ ... انا نكره ... لا تحاول معي ... ساقفز

هنا لم يستطع تمالك ما بقي له من اعصاب : و لكن روحك ليست ملكك حتى تهدريها هكذا ...
بل ائتمنك الله عليها ... لا تموتي كافره...

و لكن كان من الواضح ان الفكره قد اختمرت في راسها حتى هو شعر انه مهما قال فلن يغير ذلك الحكم الذي اتخذته ... تجاهل منظر اقدامها التي تزحف ببطئ نحو اللاشئ مستطردا : يا لك من قاسيه ... الم تفكري في اهلك حين تذهبين بلا رجعه ... الم تفكري في حجم المعاناه التي سيسببها موتك ... الم يخطر لك على بال مدى الفراغ الذي سيخلفه رحيلك

رفع بصره نحوها ... كانت شارده الذهن و عيناها تدمعان ... اكمل قائلا : كل الآمال التي يعقدها عليك العالم ستذوى ... كل ما كان يمكن ان تحققيه سيصير مجرد ذكرى ... اكاد ارى الآن والديك و قد فطرهما الحزن ... يحاولان لمسك من خلال الصور ... يجاهدان للتمسك بذكراك ... يحسبون كل سنه كم كان ليكون عمرك لو كنت بينهم ....

و لدهشته شعر من خلال همساتها غير المسموعه انه لمس وترا حساسا فاستغل الفرصه قائلا : لا اعرف ما الذي جعلك تتخذين هذا القرار الآثم ... و لكن ان هانت عليك نفسك ... فيا ترى اترضين ان يعيش كل من تحبين في الموت ... ان كان هذا ما تريدين ... فساكون انا من يطلب منك ... ان تقفزي ...

في تلك اللحظه خارت كل قواها و قالت و البكاء يمزق صوتها : ساقفز الان
الى ان هذه المره كان من الواضح انها لا تعني ما سقول و علم هو ذلك .. فمد يده بحذر نحوها
و هو يقول مطمئنا : يا بنيتي لا تقلقي ... كل شئ سيكون على ما يرام ...
و اذا بهم على هذه الحال ... حتى اندفع رجال الشرطه الى مسرح الاحداث
و من هول المفاجاه ... دون اي سابق انذار ... زلت قدم الفتاه ... اندفع نحوهها في محاوله يائسه لانقاذها ... غير ان قدمه منعته من الحضور في انسب وقت ... فما استطاع الا ان يمسك طرف يد واحده ... بينما باقي جسمها يتدلى و يتلوى كطعم في صناره صياد ... و مع كل حركه منها يخيل للجمهور انها ستسقط ... فيطلق كل منهم شهقه بنفس النبره ...
و على انغام هذه الضجه ...
صرخت باكيه ...
لا تتركني ...

archsalma
29-12-2009, 11:09 AM
اهدي هه القصه الى كل فكره ...

مدينة الافكار

في الطريق حيث اللانهاية مبتغى كل سائر ... تناقشت فكرتان ... بعد طول فراق

قالت الأولى : أيتها الفكره الصديقه ... لا تعلمين ما فاتك من أنهار المعرفه ... و ليست لديك أدنى تخمين عما تركت من كنوز

ردت الثانيه : بل أنت ايتها العزيزه من لم تواتيك الفرصه للإبداع ... ففي الساع ..

قاطعتها الأولى : دعيني أخبرك عما فاتك و لكن عديني ألا تتحسري أو تحزني ...

ردت الثانيه بلا إكتراث : بل أنت من ستبكي حتى يجف دمعك حين تعلمين إلى أين ذهبت و تركتك

قالت الاولى ضاحكه :هاهاها ... يا أختي العزيزه ... لو عرفت أين كنت لما قلت مثل هذا الكلام

ردت الثانيه ساخره : و أنت أيتها الساذجه إن علمت أين كنت لما راودتك مثل هذه الأحلام

قالت الاولى بجفاء : أتعلمت في رحلتك طول اللسان أم أن الغرور طبعك ولم أعهدها حقيقه إلا الآن

ردت الثانيه بغلظه :الغرور ؟ ... غيرتك هذه الرحله يا أخيه ... فإن إقتلعت قلبك في هذا الزمان لرأيت السواد إنتشر في كل شريان

قالت الاولى بحنق : إذا كان قلبي قد عمه السواد فذلك لأن عقلك قد شوهته النار تاركه بعض الرماد

ردت الثانيه بغضب : لا يهمني قولك الذي لا يدل إلا على الغباء ... فإني قد زرت جنة غناء ... أطارت من عقلي كل هم و عناء

قالت الاولى برياء : إن قولك هذا لا ينم إلا عن أنك كنت و لازلت من السفهاء ... فأنا رأيت جميع الأحباء ... و لبى الجميع لي كل رجاء ...

حينها لم تصمد الثانيه أكثر بعد أن أكلها الغيظ, و إنقضت بأظافرها تخمش وجه الأولى بكل شراسه و كأنهما أبدا لم يكونا أفضل أصدقاء ... و أمام جبروت الثانيه هجمت يد الأولى على رقبتها تحارب الأنفاس كي لا تتسرب الى رئتيها

فلم تقدر الاولى إلا ان تفعل ما فعلته صديقتها السابقه ... حتى تقطعت الانفاس ... قلت الانفاس ... تلاشت الانفاس ...
و توقفت كل منهما عن الحياه

مر يوم على تحلل الجثتين ... فأعلن المذيع في الأاخبار:

و حتى الآن لم تتمكن الشرطه من إ لقاء القبض على سفاح الأفكار الذي قام بإستدراج ضحيتيه إلى
مكان مجهول مما أدى إ لى سلب كل منهما رجاحة العقل و أعماهما الشجار فإقتتلا حتى قتلت كل منهما الاخرى ...
و أكد مصدر موثوق منه أن ذلك المكان ظاهره الرحمه و باطنه العذاب ... و تكمن الحيله في خلق أوجه الخلاف و تربيه روح الأنانيه لدى كل فكره ...
ـأفكاري العزيزات ... هل صارت مدينه الافكار مكان للإجرام
هل حقا سلبنا الامان ؟)






--------------------------------------------------------






كيف تخليت عني؟


يومها ... اتذكر اني كنت معك ... و لكن لست انظر اليك او اعيرك اي اهتمام ... لم اكلف نفسي عناء الاعتناء بك ... يا صغيري الضئيل ... وعدتك ان اغذيك بافكاري و اهتم بك حين تنصحني انت يا من قلت خبرتك عني و ابتعدت ...
اتذكر اني يومها ... تعمدت ان اخفيك كي لا يلاحظك احد ... ان اتجاهلت حتى لا اتهم بجحوظ العينين ... ارتديت قناعا دوما ما نصحتني الا اصحبه ... في البدايه استمعت اليك لكني كنت دوما اضعف ... امام نظرات الآخرين ... اتذكر انك كنت تستغرب لماذا اهتم بآرائهم لهذه الدرجه ... لم تكن تفهم ... و هذا بالضبط ما دفعني لاقتنائك ...

اتذكر حين صرت مكمن اسراري و مستودع افكاري ... كيف كنت تبهجني و تسري عني الهموم ... الى ان تنكمش ثم تصير من الماضي الذي راح ...

يومها ... حملتك بين ذراعي ... الى ان لمحت من بعيد احد المتصنعينا اللامبالاه ... اخفيتك في هلع ... اردتك ان تذهب و لكنك انتظرت ... اشرت اليك ان اتركني لكنك بطفولتك البريئه ابيت ... حينها ارغمتك على التلاشي بين طيات الورق ...

صعدت الى الحافله بصحبة باقي الاقنعه ... تعمدت ان اتناسى وجودك و بدل ان اقدمك اليهم تجاهلتك ...

و مع مرور الكلمات و السخريات ... خرجت من عقلي فما عدت ابالي بما حولي ... و لكن اكثر ما يحزنني في كل ما جرى انه قد مرت بعدها ثلاثه ايام ... ثم لاحظت انا القويه الملاحظه انك لم تعد معي ... انك اختفيت و تركتني ... بحثت عنك صدقني ... في كل بقاع البيت ... لكني اليوم ادركت انه بسذاجتي نسيتك في الحافله المجنونه ... ام انك انت تركتني ؟؟ ... تركتني فريسه بين الاقنعه ...

كتابي العزيز ... كيف تخليت عني ؟!!

archsalma
29-12-2009, 11:09 AM
المديون ...

رمق الجمع المحتشد أمامه بنظرة
مطلقا معها اشجان المحبة ...
تناسى منابع سروره...
و تذكر عظمة خلق الله سبحانه و تعالى ...
تقدمت قدمه و هي تتارجح اذ أنها اول مرة يتكلم هكذا على الملأ
رفع من هامته مطلقا زفرة حارة أودع فيها مخاوفه الباطنه ... تذكر كيف انه حضر خطابا طويلا ...
أخرج الورق الأنيق من ثنايا جيبه مانحا نفسه بعض الثقة ...
و بالتالي حين تجرأت يداه و قبضت اخير على مكبر الصوت ...
إستطاعت حنجرته أن تطلق ما يشبه الصوت ...
و لكن أكثر تحشرجا ...

قال بوهن :
أهلا بكم هنا في الأرض الوطن ...
تعلمون طبعا لما جمعتكم ... إنه الوقت الذي لابد فيه من رد فضلكم
قبل أن أنسى ...

يضحك ضحكة خفيفه محاولا كسر حاجزالرسميه بينه و بين الجمهور

ثم يكمل قائلا بتأثر :

تعلمون أنها مزحة ...
و هل ينسى العطشان من أنقذه بجرعة ماء ... أو الجريح من داواه حين تلاشى بريق الأمل من عينيه
إستعرت منكم الكثير من الاشياء ...
و ها أنا آتيكم في الميعاد ...
كما اتفقنا ...


و كما ترون فقد تغيرت كثيرا منذ آخر مرة تقابلنا ...
فهاهي الخصلات البيضاء قد زحفت ...
بين غابات شعري الحالك ...
لكني هو أنا نفس الشخص ...
فلا يذهلنكم شكلي ...


سكت برهة ليملأ عينيه منهم ... هؤلاء الذين خلقهم الله تعالى من أجل ...أن يحيا ... و لولاهم لما عرف قلبه كيف ينبض ...

إستطرد :...
يااااه !!!!!!
ما اكثركم ... لا تعدون و لاتحصون ... أجميعكم هنا ... أم تخلف البعض منكم عن الوقت الذي حددته لنا الحياه ؟

لوحوا له جميعا بإبتسامة خجلى ...

حاول أن يركز أنظاره في المساحة المشغولة بالأحرف حتى لا تأسره روائعهم ... ثم أكمل ناظر الى أحد الجالسين :

حسنا حسنا ... فلأبدأ بك أنت ... يا إكسير الحياة ... لو سمحت ...

قام أحد الحضور من مجلسه و تأنى بخفة في مشيته ...
الى أن بلغ المنصة ...
صعد و مع صعوده نشر بين الحاضرين مزيجا بديعا من الإنتعاش و الشعور الغامض بالحياة !!
نظر إليه و قد تخلت يده أخيرا عن الورقة قائلا بإمتنان : أنت ... أول من إستقبلتني في هذه الحياة ... حملتني بلطف ... ثم تغلغلت إلى أعماقي ...
أتذكر أني بكيت في البدايه ...إلا أنك هدأت من روعي ... و داعبتني دون أن أراك ... لكن صدقني ... لقد شعرت بك دائما ... تلاطفني ... و ترسل النسائم العليلة
تلاعبني طفلا و تنسيني الهموم كبيرا ... و اليوم لا أملك أن أقدم لك ... إلا بعضا مما أتحت لي على هيئة باقة من نسائم الإخلاص تضمها لبنات نسائمك اللا حدود لها إلا ما شاء الله

التفت الى أحد آخر من الحضور ... ثم قال بإعجاب : و أنت ... يا من تعلمت الحياة على يديك ... و سقيتني مياه المحبة ... هلا تتقدمي إلى هنا

و برقة ... إنسابت من الحشد ... و مع إنسيابها تدفق خليط من الفرح و الإارتواء ... كل الحاضرين

إستطرد مع إقترابها : أرد اليك بعضا من جميلك علي على هيئة دموع نقية تتكون عناصرها من الود و الإايثار ...

ثم أرسل نظره الى مكان ساطع لا يكاد يقدر أن ينظر إليه طويلا ...

قائل و كلماته تشع نور السعاده :
منحتني دفئ الحياة و أنرت لي دربي حين غشيتني قضبان الظلام ... حررتني من قيود الجهل ... و أضئت حياتي
لذلك أنسب هدية أن أهديك نورا من أعماق قلبي ... خالصا لا يحمل شائبة كره أو نقمة كذاب

و ما كاد يكمل حتى إلتفت سريعا لضيق الوقت و كثرة العدد ... إلى نقطة ملأها منبع الحب ... تألقت الدموع في عينيه كلما زاد إقتناعه بتألقها وأردف :
و أنت يا نبع الحنان ... لا أملك إلا ان أهديك برا و لطفا و اذنا تنصت و يدا تطيع و قدما تهرول لتنجدة المنكوب كما أنجدتني طوال عمري

كاد ينادي أحدا آخر إلا أنه توقف بغته

يا إلهي ما أجملهم ...
ما أكثرهم ...

حينها لم يملك نفسه ...
و سقط ساجدا دون أن يكمل ما بدأه و هو يناجي ربه : ( اللهم إنك وهبتني من نعمك ما لا يعد ... ما لا يحصى ... هواء و ماء و شمس و أم و طبيعة وأشخاصا أحبهم و يحبوني ووطن يحميني و بيت يأويني و عقل ينصرني ...
و كيف أرد هذا الصنيع ...
إني لولا نعمك علي لما كنت شيئا مذكورا ...
و ربما كنت ظللت ترابا ليس له فائدة ترجى ...
لكنك شئت أن تخلقني إنسانا ... و منذ وجودي عاهدت نفسي أن أخلص في عبادتك يا ربي و لا أعصاك أبدا ... و تمنيت لو يغدو قلبي مشرقا بنور الإاخلاص ... و أتنفس عبيرمكارم الأخلاق ... لكني مهما فعلت لا أملك أن أرد الدين ...لأني سأظل دوما الفقير و أنت الغني
بقدرتك و علمك و جلالك ...
و ها أنا ذا عاجز كسير بين يديك ... فإغفر لي إن أخطات و إرحمني ... فأنت أارحم الراحمين)

و لما إنتهى من دعائه ... إحتضنته جميع نعم الله الجالسة ... فخورين بنقاء هذا الإنسان الذي لم يضيعها هباء
اذ انه حقا ...
من الذين ...
إستحقوا الحياة

تم بحمد الله

archsalma
29-12-2009, 11:15 AM
رفعت الجلسة ... ( قصة قصيره )

سرت الاصوات ترتجف
في البداية لم تتعدى الهمس ...

همس ينبض بقلق

... ثم علا شيئا فشيئا .... إلى أن اطمأن ... و تكاثر فصار ضجة ... تتصاعد إلى أذن القاضي لتطرقها طرقا شديدا رد عليها بطرق اشد من مطرقته الغاضبة

طق طق

حبست الأفواه ألسنتها و العيون تتنقل بين ثلاثه مواقع

نظرات القاضي الصارمة
, الرأس المنحنية لجسم كامن خلف القضبان
و أصابع طويلة تشير إليه من قبل من تزعم المنصة صائحا :

سيدي القاضي ... إننا ها هنا أمام جريمة ... و يا ليتها جريمة بل إني حتى لا أجد إسما في قواميس عالمنا قد يصلح لوصف بشاعتها

و يا ليتها واحدة و السلام

بل جرائم نكراء تتسلل شيئا فشيئا بخبث الى حياتنا الآمنه ...

جرائم بشعة لم تكن في الماضي تخطر على البال أو تمس الخاطر

سكت هنيهة لياخذ نفسا عميقا ثم صاح :

للأسف أدركت أننا قد وصلنا أخيرا إلى القاع ... إلى القاع حيث القسوة تترسب في القلوب ... حيث الحقد يتربع عرش الزعامة , الشر مسيطر على كل فكره و العقل خال من أي أمر جميل
خال من الحب ...
من الشفقة ...
من الإيثار و التضحية ...
أحلام تلفظ أنفاسها في أوج الربيع
و طموحات سحقتها الاقدام الآثمة

تسللت دمعه من طرف عينه إلا انه تمالك نفسه قبل أن يأسره البكاء و قد وجه نظره إلى الجمهور المراقب بينما إصبعه لا يزال مشيرا إلى المتهم :

هذا هو القاتل أمامكم ... لا يخدعنكم مظهره الوديع ... لا

لا تنظرو إليه حتى لا يأسركم ببهرجته و بهائه الكاذب ... برفاهيته و وعوده ...
سيدي القاضي
حضرات المستشارين
هل تذكرون ...أم أنسيتم وعوده ؟
لقد وعد بمنبع السعادة و ما حظينا إلا بأنهار من الدماء ...
وعد بالشباب ... بالصحة ... بالعلم ... و منح العجز و المرض و الجهل
إنه قاتل ... رئيس عصابة دنيئة ...
خلف وراءه ... جثث هامدة لأطفال !!! أجساد صغيرة أقصى أحلامها ... الامان !!!
أمهات جفت دموعها
و شباب أق

كفى

إنطلق الصوت كالرعد من فم المتهم الذي صرخ : أنا بريئ ... بريئ ... بريئ

رد عليه الأول (و هو المحامي الذي لم يخسر قضيه في حياته) بإهتياج ضاحك :

أنت ... كيف تجرؤ على النطق حتى بمثل هذه الكلمة ؟
إذن لماذا تقع كل الجرائم في ساحتك ؟ صدفه ؟

صرخ المتهم و هو يمد يده خارج القضبان كمن يريد تمزيق محدثه :

بل أنت كيف تجرؤ على إتهامي بتلك الإتهامات الباطلة ... و ما ذنبي إن خلقت ها هنا ... لست إلا شاهدا لا يملك سوى التحسر
الذي يتبعه الصبر الطويل

قاطعه هذه المرة محدثه الذي لم يعد يتمالك أعصابه :

سيدي القاضي ... لا تكترث بهذا المظهر النادم ... و لا يرق قلبك ... فإن هذا الوحش يستحق الموت ألف مرة ... لكني لا أملك من عدالة المحكمة إلا أن أطالب بأقصى عقوبة ... الإعدام

أطلق المتهم ضحكات مجنونة مما أثار إنتباه الجمهور الذي علا صوته و أفقد القاضي صوابه, فضرب المنضدة المسكينه ضربا مبرحا

صاح المتهم و قد علقت بعض الضحكات في فمه :

أنا ... أعدم؟! ... بل أنتم جميعا من يجب أن يحكم عليكم بالإعدام

شهق الجميع

لم يكترث المتهم بإستغرابهم و إستطرد :

أنتم من يجب أن تكونو مكاني
هنا خلف القضبان ,و ما علي سوى أن أقول "و الله العظيم أقول الحق " قبل أن أشهد ضد أفعالكم التي تلصقونها بي....
كي يقدر كل منكم ان يرجع الى بيته سعيدا راضي البال ...
الى أولاده لينام و يرتاح ...
لست إلا ضحية من ضحاياكم

قاطعه المحامي غاضبا :

إسمعوا هذا الكلام المضحك ... هذا ما كان ينقص ... نحن المجرمون الآن ...
سيدي القاضي ... من الواضح أن المتهم يتظاهر بالجنون حتى لا يصدر عليه حكم

لا لست مجنون ...

قالها المتهم بحدة ثم أتبع جملته بقوله : و إن كنت كذلك فأنتم من فعلها بي

صاح محدثه بعصبية : و إعتداء القوي على الضعيف؟

رد عليه و يداه تقبضان على قضيبين أنهكهما الصدأ : أأنتم نصرتم الضعيف ... أدافعتم عن المظلوم ؟ ... بل بكيتم ... ثم نسيتم ...

- و أطفال العراق و فلسطين و لبنان ؟ ...

- تركتموهم و ظللتم تشاهدونهم على الشاشات ... تدعون لهم لكن أما علمتم أن الله لا يغير بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم

- أحلامنا و أحلام شبابنا ؟

- و هل بيدي تحقيقها ؟ ... بل بيدكم ,إلا انكم آثرتم الطمع الذي يزيل ما جمع ... كل يلهث وراء نفسه ... نسيتم أن يد واحدة لا تصفق

خارت قوى المحامي الذي ظن أنه يدافع عن الحق و العدل و الإحسان ضد بشاعة الدهر ... جلس و قد فقد القدرة على الوقوف ثم تأوه و لم يعد يراهم ( الجمهور و القاضي )
إختفوا تماما
و وجد نفسه وجها لوجه مع المجرم المتهم
زمننا العجيب
تقدم المحامي منه مترنحا يبحث عما يستندد عليه
المجامي بذهول : و ماذا نستطيع أن نفعل ... أريد أن أغير العالم ... كيف أغير هذا العالم ؟

أشفق عليه (الدهر) هذه المرة

قال له بلهجه لا تخلو من الرقه :

أنت لا تستطيع تغيير العالم وحدك ... لكن هناك شيئ واحد تستطيع أن تفعله بدلا من تضييع الوقت في إتهامي ...
نفسك ... غيرها .. إبذل وقتك و طاقتك لذلك ... بعدها ربما تصير أهلا لتغير مجتمعك الصغير ... سر على نهج الإسلام فوالله ... لم أشهد وقتا أحب الي من وقت كان الإسلام فيه
هو من يقود
دهر العدل ... المساواه ..
... يوم إستحق الإنسان لقب خليفة الله في أضه ...
نعم لا تنظر هكذا إلي بتعجب ... تقدر أن تحقق ذلك ... كلنا يستطيع

نعم ...

نظر المحامي نظرة حالمة الى السقف ...

نظره خرقت الخرسانه حتى وصلت الى السماء...

قبل أن ترفع الجلسه و يطلق سراح المتهم

تمت بحمد الله

archsalma
29-12-2009, 11:18 AM
اسير الحرية ...

من شرفتي اخرجت راسي .... اتأمل باعجاب طيوري الساهية ... اذكرها جيدا ... نوعها لاتيني ... صفراء وديعه ... لطخت اجنحتها حمرة شديدة لاطالما ذكرتني بالشفق الدامي وقت الغروب ... كانت هوايتي جمع الطيور ... و يالها من هواية قاسية ...

في ذاك اليوم و كعادتي ... احكمت اغلاق باب القفص ... بعد ان اعطيت العصفورين نصيبهما من الحبوب ... كنت اظن ان لك كافيا ... فماذا قد تريد تلك الطيور عاشقة الحرية غير وعاء الطعام !!!
و بينما انا اداعب احد الاسيرين ... اذا بورقة خضراء تهفو فوق القفص ... لا ... تصحيح ... بل هو عصفور من عصافير الحب ... هاربا من احد السجون الطاغية ...

archsalma
29-12-2009, 11:20 AM
القمة ...
----------
متأمل ؟...

لالا ... بل ظننت نفسي كذلك ... الى ان ثبت العكس فما كنت لاستمر لو علمت لتلك الحروف مغزى

فضولي ؟

ربما ... لكن ليس الى درجة الموت

مؤمن ؟

ابدا ... لم تعرف نور الكلمة طريقها الى قلبي ... بل بالاحرى ... لم يكن لقلبي فائدة سوى ضخ الدم ... انها الوظيفة الدائمة لمنعي من مغادرة هذا الجسد اللحمي

جائع ؟

الى اقصى الحدود

مغرور ؟

لم تكن تلك القضية

جاهل ؟

كنت اتقن الانجليزية و الفرنسية و شيئا من لغة القرآن

بلدي ؟

موطني العولمة ... ربتني على يديها الشائكتين ... فنشأت تائها ...
لا تصحيح ... فالتائه هو من يبحث عن هدف و لا يجده اما بالنسبة لي فكنت نكرة ... غافل ... محدود

كفاكي اسالة يا نفسي اللوامة ... فما الفائدة ... فها انت تسالي لكنك ناسية ... انسيت ما حدث ... انسيت ذلك اليوم الذي لم يكتمل ؟؟؟

كنت كعادتي ... مقامر بالحياة ... المغامرة اسمى الاماني ... حلمي ... مادي ... سهل المنال ... اردت ان اتسلق ذلك الجبل الراسخ ... ان امتلك كل صخرة من صخوره الصماء الباردة ... اتذكر كم ودعوني ... كم دعوا لي ان يوفقني الله ... لكني كنت اقول لهم : ( كفاكم اكثارا من الادعية فما لها من طائل ... هيهات لتلك الكلمات ان تبلغ السماء الا حين تطير الافيال ) ... فكانوا يضحكون لا اعرف امعي ...
ام علي

ودعتهم بعد ان اظلم الافق ... اراد قلبي العودة لكن روحي التواقة للمغامرة لم تأبه لتوسلاته ... كنت وحدي ... في الدرب الشاق ... ربطت الحبل حول وسطي زيادة في الاحتياط ...
ارتفعت قدمي بالقفز ... قفزة تلو القفزة
الى ان رايتها اخيرا

القمة
ثبت نور المصباح امامي و قدمي تسابق الاخرى ... اشرق دربي ... درب الهدى

تهللت اساريري ... اخيرا نجحت ... انتصرت .... ساحقق المستحيل المترامي الاطراف ... ارايتم يا معشر البشر ... انا وحدي ... وحدي صعدت ... وحدي وصلت ... و

آآآآآآآآآآآآآآآ

لم اكد انهي جملتي حتى وجدت الارض اختفت من تحتي ... و رايت جسدي يسبح في السماء ..
. في البداية لم افهم ...اين انا ؟
لكن حين ابتعدت القمة عني بسرعة البرق ... ادركت في جزء من الثانية اني اسقط ... ليس مجرد سقوط
بل هو السقوط عن اعلى جبل في العالم !!

توقفت بلا انذار
غشيني الظلام ... امت اخيرا ؟
لا ... لازلت اتنفس ... لقد انفذني الحبل ... الحمد لله

الله ... اول مرة يزفرها حلقي بصدق ... فلم اصدق في وجوده ما حييت لاني لم اشأ ان اصدق شيئا لم تره عيني ... لكني اليوم قلتها ... قلتها بايمان ... برجاء ... يال العجب ... اكاد اجزم ان حتى عبدة البقر ينطقونها حين يقتربون من الحقيقة المطلقة ...
من الموت

لم ادرك لحظتها حقيقة ما اثبته لنفسي ... كل ما اعرفه اني حاولت جذب جسدي المعلق الى الاعلى حيث العقدة ...

الى القمة ...

جذبت ... و كلما ارتفعت ... ازداد وزني ... اشد ... ههه ... ساص

لا استطيع ان احتمل اكثر من ذلك ... يدي ... مالك لا تصمدين امام ملمس الحبل ... مالك تتشققين ... مالك تنزفين ... مالك ... تتركيييييييييييييييين

و على عكس ما املت ... وقعت لنقطة البداية ... معلقا في جوف الظلام ... اصعد و اصعد ... ثم اهبط و كأن مع كل خطوة للامام تنهال علي اسباب الفشل
صرخت بكل ما ملكته من احبال صوتية ... النجدة ... فليساعدني احد ... انقذونييييييييييييي
فكان الرد الوحيد ... هو صدى صوتي الذي تحطم ... على حوائط الجبل الشاهق

في النهاية لم اعد امتلك اي اوتار اعزف عليها لحن الحياة ... لاني بشر ... ما عدت احتمل ... خارت قواي ... فكرت ان استسلم ... تركت جسدي ... تارجحه الرياح ...
تركت دمي يتجلط حول يدي ...
تركت قدمي تتجمد بفعل البرد ...

لكن و لثاني مرة هذا اليوم ... تذكرته ... تذكرت رحمته بعباده ... و العصاة الراغبين في التوبة ... انتعش الامل في قلبي الميت من جديد ... همست فقد كنت اعرف انه يستطيع ان يسمعني حتى لو كنت مدفون في البحر الاعظم ... : ( ربي ... سامحني يا الله ... ما لي من اله غيرك ... اشملني برحمتك يا ارحم الراحمين )
سكتت ... لم يحدث شيئ ... ايقنت انه اليقين ... ارتجفت هلعا لمجرد التفكير في الامر ...

و بين افكاري المرتبكة شق صوت ضخم يعبق بالسخرية سكون الليل : ( الآن تدعو ارحم الراحمين ايها الباحث العظيم ؟؟ )

لم يكن الموقف يسمح لي بالاندهاش فصرخت : ( انقذني ساعدني ... )
عاد الصوت يعلو : ( الآن من هو العظيم ؟ )

رددت و بلا تردد : ( الله رب العالمين )

علا الصوت يسال : ( لمن الملك ؟ )

صحت بصوت كالفحيح : ( لله رب العالمين )

عاد الصوت : ( من الغني ؟ )

صرخت وانا اشعر بحنجرتي تتمزق : ( الله الغني و انا الفقير )

سكت الصوت هذه المرة فقلقت الا يعود الشيئ الوحيد الباقي لي في هذا السواد
بكيت كطفل يتيم : ( ارجوووووووووك ... لا تتركني ... ساعدني يا ربي اني اليوم اؤمن بك ... و لتشهد السماء الحالكة علي ... و لتشهد برودة الجو على كلماتي ... سامحني يا الله اني كنت من الظالمين )
عاد الصوت من جديد : ( اان سامحك الله ... و حررك من كربك ... اتستمر في ايمانك ... ام تعود الى انكار نعمته عليك ؟ )

صحت و قد تفائلت خيرا : ( بل استمر و لا اعصى الله ما حييت )

اختفى الصوت برهة ثم عاد : ( اذن افعل ما اخبرك به)

و انا رهن اشارتك

اخرج السكين من جيبك

اخرجته ... ها هو

اقطع الحبل

ماذا ؟

اقطع الحبل

اانا مجنون ؟ ... اتريدني ان اموت ؟

اقطع الحبل

لا ... لللا استطيع ... لا اقدر ان انفصل عن حبل الحياة

اقطع الحبل

لا ... ليس بيدي حيلة

اقطع الحبل

انهال علي الصوت في المرة الاخيرة كرعد فاهتز كيان الجبل ... فاتى على اثر الهزة زوار في الليلة التي تلتها ... اشرقت شمس الفجر ... و مع اندلاع اول شعاع ... انطلق فريق البحث يفتش ذرات الجبل ليجدو في النهاية جسدي المعلق بحبل الحياة ... و لكن ما ان وجدوني حتى وقفت الشعور رهبة ... و دهشة ... اذ كان امامهم منظر لن تستطع الذاكرة محوه

جثة ... و قد تجمدت بالكامل الا من بعض الشعيرات ... معلقة ... من القمة ... بحبل سميك ... و الارض تبعد عنها ... مسافة قدرها
شبر
نعم مجرد شبر !!!!

archsalma
29-12-2009, 11:23 AM
المشهد الثالث ))

لنتخيل معا مشهدا في مدرسة أو جامعة ، أستاذ يلوم تلميذه على الإهمال أو يهنئه على الإجتهاد .. و إن شئتم أستاذ يؤنب مديره هناك .. الأمر متروك لكم ، مايهم هنا أن يكون المشهد في صرح تعليمي ..


أرونا قوة مخيلتكم و قدرتكم على تكييف المشهد بحسب وجهات نظركم ..

بالإنتظار ..


خمسة ... اربعة ... ثلاثة ... اثنان ... واحد
صفر
صفر

فتحت باب المصعد بسرعة ...( يا الهي لا اصدق كم تاخرت ) هيا ايها المصعد العجوز ... اصعد بسرعة ...
و لكن ما كاد المصعد ان يتحرك حتى دلفت يد مسرعة تفتح الباب
خاب املي في ان اتاخر ربع ساعة عن المحاضرة و الذي هو الوقت المتاح لترك باب الهروب مفتوحا
كدت اصب غضبي على الوافد الجديد الذي عطلني ... لكن ما لبثت ان كظمت انفاسي و لله الحمد فقد كان الوافد واحد من الاساتذه ... اشدهم كبريائا ... معروف بكرهه لاثتنين ... الذباب و الطلاب
الدكتور علي ...
ما ان عرفته حتى اخفيت ما بقي من السيجاره خلف ظهري ... و لكنه كعادته اطلق تعليقا ساخرا : ( استموت خلايا دماغ الطلاب اذا امتنعوا عن التدخين في لحظات صعودهم )
تسائلت في غضب مكتوم : ( لما لا يركب المصعد الخاص بالاساتذه ؟ !)
اصلقت اصبعي بتوتر لاضغط على الخامس فارتطم باصبعه الذي داس على نفس الرقم
نظر الي شزرا
اصطنعت ابتسامه تعينني على تحمل هذه اللحظات العصيبه ... لماذا يتعالى علينا الى هذا الحد ؟ الم يكن فيما مضى طالبا لا يعرف شيئا ... ام ان امه انجبته عبقريا ؟!
تذكرت ان انظر لساعتي
التاسعه و الثلث مساء ! يا الهي لن اتمكن من دخول المدرج ابدا ... خرجت من منزلي هباء ... و يا ليتني ما اجلت وقت الدرس
يا للهول ... حاجباه لا يكادان يفترقان ... لما كل هذا العبوس ؟
آه تذكرت ... اليس علي علي هو من كلفنا ببحث عن خان الخليلي ؟ ... كم بحثنا عنه لنسأله عن تفاصيل هذا الموضوع ... انها لفرصه نادرة

- دكتور علي

التفت الي فاسرعت اقول : بحث خان الخليلي ايجب ان ...

قاطعني بسرعه : يا بني ... اترى الوقت ملائما لفتح موضوع البحث الآن ... الم اشرح كل شيئ في المحاضرة الماضية ؟

ابتسمت و انا اقول : لكن قابلتنا مشاكل ... يقولون ممنوع التصوير بسبب احداث هذه الايام

قال الاستاذ : الم يكن معكم تصريح ؟

- بلى و لكن ما نفعنا ذلك

archsalma
29-12-2009, 11:24 AM
رشفة قهوة

مشهد قديم ... من فيلم قديم ...
طاولة لكن صغيرة تستقر أمام نافذة مستطيلة .... شيشها مفتوح على مصراعيه ... ليلبي إحتياج النظر إلى العالم الخارجي ...

بحثت ...
فلم أجد مكانا أجلس فيه سوى ذلك الكرسي الأنيق ... أمام النافذة المستطيلة ... المطلة على الشمس المشرقة ...
تمام ... ماذا ينقصني الآن ؟؟
قهوة ...
فنجان من القهوة ...
ها هي توضع أمامي ... تناديني ... لكن لا ... أولا أفتح الجريدة ...
برتابة تناولت الأوراق العملاقة ... طبعا بعدها وضعت نظارة القراءة ...
و قبل أن أتخير الحروف ...
شربت رشفة ... من فنجان القهوة ...

ما أغرب حروف الجريدة
كثيرة ... لكن صغيرة , و كأن هناك من يقرأ كل هذه الحروف! ...
كما أنها كتاب مفتوح ... تخير منها ما تشاء ...
صفحة الرياضة ... و أخرى أخبار العالم ... و هذه عن الصحة ... و تلك صفحة الوفيات ... و هذه تحتوي أحدث الأغنيات ...
أبدأ كما يبدأ أي شيئ
من البداية
الصفحة الأولى

... أ ... ع ... ر ... ب ...
أعرب عن ماذا؟ ..
عن حزنه و عميق أسفه على ضحايا الانفجار ...
و ماذا فعل أيضا ... لا وقت علي أن اقرأ بسرعة ... سأتجاوز هذه الحروف التي لا طائل منها ...
ها قد وصلت ...

ي ... ش.. ج ... ب
يشجب ... من الرائع أن يشجب
.. إتصل بفلان و خاطب سفير الكزخان ... ما ينقصه سوبرمان
بماذا رد أيضا ... ها وجدتها
ي ... س ... ت ... ن ... ك ... ر
نعم ... يستنكر بشاعة مثل هذا الفعل اللا أخلاقي ...
و
ما شاء الله ...
دعوة الى ماذا ؟
ض ... ب ... ط
نعم ... دعوة إلى ضبط النفس ... في ظلال الإرهاب ... لا داعي لهلع
و لا رهبة ...

رشفت رشفة ...
من فنجان القهوة
حلوة لكن مرة ...

قلبت الصفحة ... رياضة ... مباريات ...
بلد ضد بلد ... ضجة ... صخب الأحداث
لن اقرأ ... تكفيني صورة البطل الأسمر تغمره مياه الفيضان ... أعني زجاجات المياه
تي شيرت أحمر مبتل ... و في الخلفية جمهور معتل ...
أما الحكم فيكاد يبتلع صفارة صفراء ...
قلبت الصفحة ... بأصابعي الجافة ...
و شربت رشفة
من فنجان القهوة

ياااه ... صفحة الأغاني ... و الأفلام ...
فيلم نهاية العالم ...
بطولة من ؟؟
ت ... و ... م
توم كروز ... يبدو أنه فيلم ناجح ... تشويق ,إثارة
تمثيل بمهارة
و هذا آخر ... تروي
آه يعني طرواده ... خطير مهول
لكن أريد شيئ عربي ... كله هكذا غربي ؟؟؟

أخيرا وجدته
فيلم يحتل المرتبة الاولى , شاهده كل الشعب ... و بعض العرب معهم قلة من الغرب
فلم ال
اللمبي !!!
ياه ... فيلم آخر ... ( يحمل بين سطوره حلول مشاكل المجتمع )
معقوله ... أهذا إسمه أم سخرية ؟؟
خالتي نوسة !!!

هنا قلبت الصفحة ...
و إبتلعت رشفة قهوة ...

نظرت هذه المرة بتأني ... فوجدت صورة نانسي ... و أخبار ابداعها الفني
أدرت وجهي ... لأجد روبي ... و معها شخص شكله نوبي
تركت الصورة ... فرأيت بطل جديد ...
ظننته في البداية إمرأه
لكن إتضح من بقايا الشارب انه
رجل
أو ما تبقى منه

تجرعت رشفة من فنجان القهوة
قلبت الصفحة
حوادث ... شاب يقتل والده
أم تغرق ابنها
ضحايا المخدرات ...
و آخرون إنضمو لما يسمى بالإرهاب
إحتيال مالي
إنتهاك
نصب
رشوة

رشفة
احتاج رشفة
من فنجان القهوة ...

قلبت الصفحة
إقتصاد ... مال ... تجارة
ربح و خسارة

سحبت رشفة من فنجان القهوة
صفحة الأسرة و أطفالها
تحتوي مشاكل المراهقة ...

رشفت رشفة ...
ما هذا
القهوة باردة !!
ما أبشع طعمها ... لم أستطع ...
مرة باردة تتغلغل في كل حواس اللسان
أووووه
كدت أبصقها على الجريده لولا إحتمال لساني
إبتلعتها رغما عني
لكن الصدمه جعلتني دون أن أدرك أسكب ما بقى من الفنجان على الصفحات ...
إنتفضت بعد الفوضى ...
تفحصت الجريدة ... بنية و قد باشت الحروف في القهوة ...
و يال العجب ... إمتزاج الحبر بالصور بالقهوة ... شكل ما يشبه فم إرتسم عليه ضحكة !!!

أيعقل أن تسخر مني القهوة !!

تمت بحمد الله

archsalma
29-12-2009, 11:25 AM
أنا و أخي ...

كم هو ممل هذا الطريق ... ها نحن ذا قد صار لنا ساعه وسط الزحام و لم نقترب حتى من مدينة 6 أكتوبر
لكم أكره الانتظار
و خصوصا حين لا أجد أحدا أتكلم معه
فعلى جانبي يجلس شخص في الثلاثين تقريبا تتأرجح رأسه النائمة على كتفي
و على يساري شباك الميكروباص ... مغلق لا يفتح أبدا
أكاد أختنق بالرغم من بروده الجو
لكن ما هذا الذي أمامي ... شخص ما يمسك مجله على ما يبدو
ياله من غبي
الدنيا ظلام حالك ... كيف يستطيع أن يقرأ ... لابد و أن عينيه تمتلك قوة اشعاعية تضيئ المكان
لما لا يفعل مثلي و يستسلم للملل
لكن مهلا
ما هذا النور
لقد فتح المجله فأضاءت حروفها مثل كروت المعايده الموسيقيه
ما أجمل هذا الاختراع ... يمكنه من القراءة وسط الظلام
آه لو تتزحزح يا من بجواري قليلا لتمكنت من القراءة معه
ترى ماذا يقرأ ؟
انه منشغل جدا بتلك المجله ... لا بد و أنه يقرأ شيئا شيقا جدا و ممتعا جدا ففمه يبتسم
و عيناه تلمع
لكن ما هذا الذي يتسلل بين جفونه
دمعه !!
كيف يتحول هكذا من السعاده الى الحزن
كم هو غريب الأطوار !
ماذا ؟
لقد صار الآن يتمتم ببعض كلمات ... و كأنه يخاطب هذا الكتاب
ماذا يقول ؟ ... آه يا أيها النائم بجواري لو تخفض صوت شخيرك قليلا لاستطعت أن أعرف ماذا يقول
لما لا تجد وسادة أخرى غير كتفي
و
... أخ
يال هذا السائق ... قفز بنا على المطب كما الحصان حتى كاد أن يوقع الكتاب من يد القارئ
لكنه لم يدع الكتاب يسقط ... و أمسكه بحذر و عناية فائقة ليحافظ عليه
عجبا ... أكاد أقسم أنه ليفدي هذه المجلة بحياته
ليتني أعرف ماذا يقرأ
ما بال يدي لا أشعر بها ... لقد خدرها وضعها الكسول و رأس صاحبي النائم على كتفي
الى متى سأظل ساكنا ؟
الى متى سأستسلم للملل
الى متى سأنتظر محطة لا تأتي
الى متى سأجلس مع من يجلسون .. أفعل كما يفعلون ... و لا أبالى مثلما لا يكترثون
كلا
لقد كرهت تلك الحياه
فلأنفض رأس النائم بجواري
ابتعد و نم على الجانب الآخر
لا تنظر الى هكذا و كأني قليل الذوق
ليس معنى أنك نائم أن أنام أنا أيضا
من حقي أن أفيق
و الآن فلأسأل ذلك الجالس عن كتابه
:
أنت ... من فضلك ... لقد ترددت كثيرا قبل أن أسألك ... لكن الفضول سيقتلني ان لم أفعل
أخبرني ما هذا الذي تقرأ ؟

ابتسم ابتسامه خفيه قبل أن يدير وجهه الي و يقول : هذا قرآن

تعجبت ... اني لم أقرأ القرآن الا في أيام دراستي ... قراءة لا تؤثر في سامع و لا تتأثر بقارئ
كيف يتأثر بها هكذا
أمن الحب صنع قلبه و انا من صخر

و يبدو أن ملامح التعجب قد ظهرت علي فقال صاحبي : هل تريد أن تقرأ ؟
و ناولني الكتاب
فتحته ,,, فاذا به يشع نورا كما شمس الظهيره
حتى أن النور قد لامس عيني النائم بجواري و استيقظ لأول مرة منذ غادرنا المحطة
بدأت أقرأ : تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيئ قدير ... الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور

و ...

وصلنا يا حضرات الى المحطة الأولى
قال صاحبي : هذه محطتي يا أخي

أخي !

اردف قائلا : نعم فأنت أخي في الله

ناولته مصحفه المضيئ ... فنزل مودعا

و بدأ الميكروباص يتحرك و هو يبتعد مترجلا

توقف

انتظر

توقف السائق بنا و هو غاضب لأنه لم يكد يرحل

نزلت الى صاحب المصحف و مشيت بجواره في صمت

من يومها صرنا أفضل الأصدقاء ... و ليس ذلك فحسب ... صرنا أخوة في الله

نسيت أن أخبركم أننا فوجئنا بصوت أقدام تتبعنا و ترصد تحركاتنا
نظرنا خلفنا
فاذا به صاحبي النائم قد استيقظ !!

تمت بحمد الله

archsalma
29-12-2009, 11:29 AM
اصبح الصباح ... و كعادته اخذ الهواء يتحسس طريقه مخترقا كل شجرة ... كل مبنى ... فقط ليراه ... ذلك الشبح الادمي الجالس تحت شجرة التوت ... و لا عجب ... فقد كان مختلفا ... لانه الوحيد الذي استطاع التواصل مع عناصر الطبيعه مما جعل الهواء يتمنى لو كانت ذراته محظوظه بما فيه الكفاية لتستمتع بالتدفق داخل رئتيه المليئه بالامل و التلقائبة التى تميزه عن اقرانه من الكتاب ... و لكن لم يكن ذلك فقط ما ميزه عن باقي المؤلفين ... بل ايضا عجزه الشديد عن الكذب و النفاق بانواعه الكثيره في عصرنا الحاضر... فوجهه كتاب مفتوح .. و قلمه يقطر بمكنونات قلبه مهما كانت مؤلمة ... و هكذا نجد صاحبنا و قد تخصص في كتابة مقدمات الكتب ... اذ انه لم يؤمن ابدا بان الكتاب يفهم من العنوان ... بل وجب عليه لكي يصدر عليه الحكم ان يهضمه كاملا ... من خلال المقدمة التي نتجاهل وجودها بين صفحات الكتب
وقد يتساءل البعض لماذا مادام يملك كل هذه المواهب لا يكتب كتاب كامل بل يكتفي بالمقدمة ؟
اظن انه لو كان هنا لاجاب ببساطة : انا قاضي اكثر مني كاتب
و لكن قد تكون الحقيقة انه لا يكتب الا الحقيقة و لسنا جميعا نحب الحقيقه
وهذا بعض مما كتب من مقدمات ... مقدمه كتاب مدرسى لم تنشر حتى الان
(انطلاقا من الازمة التعليمية اتي تمر بها البلاد في الوقت الراهن و المحاولات الجادة و المخلصة لتاخير التعليم بجميع مراحله و خاصة مرحلة الثانويه العمة بهدف التحميل على كاهل ابتائنا و بناتنا و بهدف التركيز على الكم و ليس على الكيف و الاهتمام بتنمية قدرات الحفظ و الاستظهار بدلا من التحليل و الابتكار
قد تم اعطاء التوجيهات لحذف التفاصيل الجوهرية من المادة مع الالتزام بالحشو و التكرار و مراعاة قشور المادة و قد كلف مركز تدمير المناهج عامة و المواد التعليمية خاصة بتشكيل فريق عمل تخريبي لانجاز هه المهمة و ذلك بالتنسيق و التعاون مع المؤلفين
و هكذا يظهر الكتاب المدرسي في شكله المشوه و الذي نرجو ان يساعد الطلبة و الطالبات على نسيان محتواه و يحقق لهم الفشل و الضياع )

archsalma
29-12-2009, 11:32 AM
الايام الخوالي ...
كم تغيرنا منذ ذلك الحين و كم تغيرت او بالاحري صححت وجهة نظرنا للحياة ..
في طفولتي كنت ارى العالم بلونين اثنين فقط ... الابيض و الاسود
الملاك ابيض ... اللبن النقي ابيض ... الخير ابيض

اما الاسود ... فكان رمز الشر ... القبح ... الليل اسود ... الظلام اسود
كم كنت اخاف الظلام و القطط السوداء براقة العيون
اذكر اني مرة اخت بيد ابي الذي نظر الي فوجد الدمع يترقرق يكاد ينهمر
و خوفا من اندلاع السنة البكاء حملني بين ذراعيه و لسان حاله يقول : ( ماذا يبكيك يا بنيه )
فوجئ بي ارفص و اصرخ انزلني انزلني
ثم امسكت يده الكبيرة و جررته انا قصيرة القامة ورائي حتى وصلنا الى نافورة بديعة تتوسط الحديقة
و هناك ... مشيت كمن يعرف وجهته ووالدي العزيز يتبعني بصبر
الى ان اقتربنا من رجل ضخم الجثة اسود البشرة ... اشرت الى الرجل بشجاعة زاد من لهيبها وجود والدي بجواري ثم صرخت بملئ صوتي : ( راجل وحش يع )
ملحوظه : كنت املك صوتا جهورا و بكاء كالعويل !!!!
نعم ... كنت اتصيد الناس في الشارع و ابكي حين ارى شخصا لا يعجبني ... و اصادق اي شخص يعجبني
كم من مرة احرجت والدي
عذرا فلازالت صغيرة !

كنا صغار وكانت البرائه لنا عنوان

اكبر مشاكلنا عندما تنكسر لعبتنا......

واكثر مايجعلنا نبكي صرخه من والدنا او والدتنا

كان عالمنا رائع ...برئ.......صغير....ملئ بالحب

كنا نتلاشي الشر ونبتعد عنه بكل الاحوال

ليتنا نظل اطفال......

غاليتي:

اعذري هذيان قلمي فقلمك الرائع اجبره علي ان يكتب ويتبحر في الكتابه

archsalma
29-12-2009, 11:35 AM
الشيئ الذي يعوي

كان القمر مكتملا ... و الظلام حالك أكثر من أي ليلة مضت
عقارب الساعة تتأرجح بين الثانيه و الثالثة فجرا
الجميع يغطون في سبات عميق
و لا تكاد الأذن تلتقط الا أصوات حفيف الشجر الذي تداعب نسمات رقيقة أوراقه
و فجأه
بلا مقدمات
انطلق صوت ضخم يشق سكون الليل
يا الهي
لابد و أنه غاضب هذه الليله
ما هو ؟
انه
الشيئ الذي يعوي
--------------

و لم يكن صباح تلك الليله أكثر هدوءا
فقد كانت ديمه حائرة من أمرها ...
( رباه ... كيف يمكن لمثل هذا الشيئ الصغير أن يطلق هذا الصوت الكبير )
هكذا كانت تتمتم و هي تنظر برجاء الى عيني طفلها حديث الولاده و قد مزق بكاؤه قلبها إربا إربا
لقد فعلت له كل ما نصحوها به
أطعمته و حممته و غيرت له ملابسه ... حتى انها اشترت له مهدا يهتز و يمتلئ بالدببه القطنيه و تتدلى عليه من فوق دمى حمراء و خضراء و كل لون عرفه الانسان
لكنه لم يصمت بعد
و هي لم تنم طيلة الليل
أخرجت المسكينه ورقة تحتوي قائمه بالأشياء التي يجب أن تفعلها
و كان كل شيئ على ما يرام
ماذا اذا
لماذا لا يصمت هذا الصغير
انها تعلم أنه ليس مريض فقد اصطحبته في وقت أبكر الى جارتها الطبيبه و لكن تلك الأخيره طمأنتها قائله : يا بنيتي انه شأن كل أطفال سنه ... يحب البكاء .. غدا ستتعودين الأمر
لاحت منها نظرة حزينه الى صورة والدتها المتوفاه على الحائط
و جاشت بها الذكريات ( أماه ... ليتك معي ... لكم أحتاجك الآن )
نفضت أفكارها على صوت الشيئ الذي يعوي
و ما كان منها الا أن جلست بجواره تبكي مثلما يبكي
فكان منظرا يدعو للاضحاك
صارا شيئين يعويان في المنزل
آه لو أتى الزوج في هذه اللحظه لرمى بهما هما الاثنين خارج المنزل
قامت ديمه تدنو من الطفل الرضيع تسأله كأنه شخص راشد : لماذا تبكي؟ ... أنا لا أفهم يا حبيبي
لما لا أفهمك ... أليسو يقولون أن الأم تفهم ابنها
ماذا تريد ؟
لكنه لم يزدد الا نحيبا و عواء
فكرت ديمه : لما لا يولدون بلا صوت ... ثم يكتسبونه تدريجيا
لا فائده ... سأحمله و لأخرج به الى الطبيبه مره أخرى
حملته بحرص ممسكه برأسه المخلخلة ... و هي تسمي الله
و لدهشتها حدث شيئ غريب جدا
إما أنها أصيبت بالصمم
أو أن طفلها توقف أخيرا عن الصراخ !!
مرحى
مشت به و هي تحمله نحو أقرب كرسي ... و ما كادت أن تجلس حتى النطلق الصراخ من جديد
فوقفت بسرعه ... فاذا به يصمت
اذن ... أنت لا تريدني أن أجلس
هكذا قالت له و هو ينظر اليها بعين تمتلئ بباقي دموعه
أسرعت تحضر قائمتها و كتبت فيها ( ممنوع الجلوس )
و أخذت تمشي جيئه و ذهابا في أرجاء المنزل
و كلما حاولت الجلوس انطلق الصراخ يهدد و يتوعد
و هكذا ظلت تمشي في المنزل ما يقرب من ساعتين ... تجولت في الصاله و البلكونه و غرف النوم و لكن عيني طفلها لا تزال مفتوحه على آخرها تنظر في دهشه بريئه لكل شيئ حولها
كانت ديمه تفكر ... ( لابد و أن زوجها قابل أناسا و تحدث معهم , لا بد وأنه حيى الشمس و سلم على السحاب و تنفس الهواء الطلق , بينما هي جالسة لا بل واقفه حبيسة في المنزل بين الجدران )
و نظرت الى الطفل الطفيلي , فاذا به يبتسم ابتسامه ... أجمل ابتسامه رأتها في حياتها ... ابتسامه أنستها زوجها و الهواء الطلق و الناس أجمعين
و أخيرا
أغمض الشيئ الذي يعوي جفنيه ... و ترك النوم يأخذه بعيدا الى عالم الأحلام
و
اهتز رتاج الباب ينذر بدخول شخص ما
تسمرت ديمه في رعب
امتدت يد تفتح الباب على مصراعيه
يا الهي
انه الزوج قد أتى
و قد أوشك أن يرحب بها بصوته الجهور ... ليحكي لها كل ما حدث له من أول اليوم الى آخره
لكنه فوجئ بديمه تخرسه باشاراتها و لسان حالها يقول : اصمت انه نائم
تنفس الصعداء
و دار بينهما حوار هامس
ماذا فعلت اليوم يا عزيزتي
قالت بمرح محتفظه بصوتها الخافت : كان يوما شيقا ... ذهبت في رحله الى البلكونه مع هذا الصديق ثم و بعد أن تنفسنا الهواء ثم ذهبت به الى غرفه النوم و تجولت في الصاله جيئه و ذهابا
... لقد كان ابنك يبكي طيلة اليوم ... و لم ينم الا منذ دقيقتين
الزوج : لابد و أنه سيصير شقيا جدا و متعبا جدا
ديمه مقاطعه : متى أستطيع أن أضربه ؟؟؟
الزوج ضاحكا : ليس قبل 5 سنوات
ديمه بأسى مصطنع : انها مده طويله جدا
اقترب الزوج آخذا منها الطفل و قد لاحظ علامات الاعياء التي تدل أن المسكينه تنم طيله الليل
و ما ان فعل حتى تهاوت على أقرب مقعد بينما أخذ هو يسرد عليها أحداث اليوم كما تعود دائما :
وجدت السياره معطله هذا الصباح فأخذت تاكسي الى العمل و حين وصلت فوجئت بأن المصعد أيضا معطل فاضرتت للصعود سته أدوار على قدمي و ...
و انتبه الى أنها قد نامت أيضا على المقعد !
نظر اليها نظرة حانيه
ثم التفت الى الطفل الشقي النائم بين ذراعيه ... ياله من ملاك صغير
جلس لكي يتأمل وجهه الصبوح
و لكن
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااء
تمت بحمد الله

archsalma
29-12-2009, 11:36 AM
اجابة على سؤال ( لماذا القصة القصيرة )

القصة القصيرة ... لماذا بالذات هذا النوع من الادب ؟
لانه ببساطة يكاد يكون النوع الوحيد الذي يقراه الناس ... و لا اقول انه الوحيد بل يكاد يكون ... كثيرون انقرضت القراءة اصلا من عالمهم ... و لكنهم يتحاكون بالاعلانات و خلافه تلك التي ليست الا قصة قصيرة على هيئة صور ... و لناخذ الموضوع على النطاق التلفاز ... لا اعرف ان كان ذلك صحيحا لكن لاحظت في الآونة الاخيرة ان عدد جمهور المسلسلات قل كثيرا بخلاف الافلام و البرامج هذا لان الاولى تتسم بالاستفاضة و بطئ الاحداث تماما كالرواية في عالم الكتابة فان لم يكن المخرج متمكن انصرف عنه الجمهور اما البرامج الاخرى فهي لقصرها حتى و لم تكن بالجودة الكافيه تستقطب جمهورا كبيرا لانها لن تكلفهم اي وقت و لا مجهود في فهم مسار الاحداث ... لكن للاسف القراءة تاركوها يفقدون شيئا في منهى الاهميه ... يفقدون الخيال ... فالشاشة تفرض على الانسان صور معينه ترسخ في خياله اما حين يقرا نجده يوجد احتمالات و يتخيل الشخصيات او حتى المغرى بما يناسب شخصيته و اسلوب تفكيرة ...
لذلك ففي اعتقادي القصة القصيرة هي انسب وسيلة لمخاطبة جمهور هذا العصر او بمعنى آخر هي الوسيلة الخبيثة التي تسحبهم شيئا فشيئا الى العالم الذي نسوه ... عالم الادب ... من شعر مقفى او حر او رواية او مقال و خلافه من الانواع التي انقرضت من الفكر و حلت محلها اغاني الفيديو كليب ...
لكن صارت المهمة اصعب الآن ... لا تتعجبوا فهي فعلا مهمة ... تحتاج خطة و لها هدف ... فالمنافسة صعبة بين البرامج الغير هادفة و ذلك النوع الراقي من الادب ...
تتسالون لماذا ؟
حسنا ... صارت اصعب لان عالم البصريات بلمح البصر نجده يستدرج الجمهور ... يستدرجه بالوانه و الموسيقا التصويرية ... فالمسابقة ليست عادلة ... لذلك على كاتب القصة ان يبذل فيها مجهود اضعاف اضعاف ذلك الذي يبذله لو عاش في زمن مضى لم تتخلله البصريات قاتلة الخيال ...
صبرا فقد قاربت على الانتهاء من خطابي الممل
لا يعني ما كتبت ان كل ما في التلفاز مضر بل هناك الكثير من البرامج الهادفة لارشاد الناس و هدايتهم لكنها للاسف اغلبها ليست في مجال منافسة عادلة مع تلك البراقة المشعة التي تنخر كالسوس في عقول الشباب ...
و هناك في ذلك ميزة فلو استطعت ايها الكاتب ان تجذب عقلا الى عالم الادب حيث هناك ايضا الرديئ و الجيد لكانت المنافسة عادلة على الاقل ... فلا يتميز شيئ عن شيئ بصور خادعة و مؤثرات ... الكل سواسية الا طبعا من مهارة الكاتب فذلك يعتمد اصلا عليك لذلك ايها الكاتب من واجبك تجاه نفسك و قرائك ان تدخل افكارك المبدعة الى راس القارئ بمهارة ... شوق القارئ ... باي وسيلة لكن المهم اولا و اخيرا ان يكون هدفك ارضاء الله سبحانه و تعالى ... و ما ادراك لو ان من قرا قصة معينه كتبتها بحزم راى في بطلها نفسه ...او عكس نفسه فتمنى لو كان مثله ... و هنا تستحق التهنئة لانك غيرت فكرة
وجهتها الى التفكر في خلق الله او الى التذكير بالفناء او بهزم الاحباط او بالدعوة الى التفاؤل او الى تحفيز النجاح اواواو

هناك نصائح قدمها لي قريب لي سبق ان كتب القصص ... قال

كن صديقا للقارئ ... لا تكلمه بلغة لا يعرفها ... بل بسط حديثك و لا تجعله رسميا كانك تخاطب دكتور في الجامعه و الا لن يشعر بانه المقصود بحديثك و سيترك كلماتك فورا ... ما الداعي مثلا لكلمة الاعادي بينما الاعداء ذات وقع افضل و المعنى دارج ؟ ...

لا الداعي ابدا للحشو فان قرات ما كتبت بعد انتهائك ووجدت ان هناك جمل لا داعي لها ... امحها على الفور بلا تردد فانها لن تفعل الا ان توقظ القائ من حلم القصة و هذا اكبر مخاوف الكاتب

اصبروا كدت انتهي

سؤال ... السنا نريد للاسلام ان يعود ؟ ... السنا نريد ان نوقظ العقول المخدرة ؟
اذن فلنجتهد لعلنا نصيب جزءا من الحلم

archsalma
29-12-2009, 11:37 AM
انا و اللبلاب

الساعة الخامسة صباحا.... الكل نيام.... لا صوت ....و لا حركة .... فقط انغام الاحلام..
قاومت الضباب المتجمع حول عيني .. صارعت ذلك الصوت الذي يناديني ... يشدني ..الي حلم لم اعد اتذكره.. نعم .... انه لمن المضحك ان يمضي المرء منا ثماني ساعات مع اشخاص في احلامه يتحدث معهم .. يطير معهم ..و احيانا يلمسهم..لكن فجاة يتلاشى كل شئ فلا يبقى لنا الا فتات الذكريات ..و مهما بحثنا عنها لا نجدها ذلك لان احلامنا تهرب او تسرق.. في حالتي لم ابالي فانا اعيش في الحقيقه ... فلن ادع احلامي الخائنة التي ستتركني ما ان استيقظ ان تمنعني من النهوض الى ارض الواقع .. فمن حقي ان استنشق هواء الفجر .. ذلك الهواء الذي يتجدد كل يوم في ذلك الوقت .. لا اعرف كيف يضيع النيام فرصة ان يستنشقو عبق الصباح
هرعت على اطراف اصابعي ... عبرت غرفة المعيشة .. فتحت النافذة .. ها هي ... خضراء تنزلق عليها قطرات الندى مستمتعة بلعبها ... و تتارجح على اوراقها طيور الفجر لتعزف الالحان على اوتارها ... انها نبتتي المتسلقة ... لكم تمنيت ان اسكن في الدور الارضي حتى افتح نافذتي في الصباح لادع الاشجار تهديبي اوراقها لكن الرياح نادرا ما تاتي بما تشتهي السفن ... فقد عشت في الاعلى .. حيث من المستحيل على الاشجار ان تصعد مهما اناديها لا تفعل ... لكن نبتة اللبلاب حققت المستحيل ... نظرت ثانية غير مصدقه ... ما اطولها .. ما اقربها مددت ذراعي ... سالمسها ... شددت عضلات يدي ... بكل ما اوتيت من قوة ... فردت اناملي ... باقي بضع سنتيمترات و احقق حلمي هنا على ارض الواقع ... في ذلك الوقت لا اعرف لماذا .. شعرت ان نبتتي تمد الي اوراقها تريد ان تصل الي كما اريد ان اصل اليها دون جدوى .. ولما فقدت الامل ظهرت علامات الخيبة على اوراقها الخضراء التي لاطالما اردت ان المسها لانها لم تفقد الامل يوما في الوصول الى الاعلى ... طموحها جعل ساقها تلتف حول الاسلاك فلم تكن مجرد لبلاب يتسلق حوائط المبنى... بل كانت تتسلق القفص الصدري وصولا الى قلبي ... لذلك حزنت لاني لم اصل لها و لكني قلت لها : غدا نصبح صديقتين ... ودعتها ..فابتسمت
في تلك الليله تمنيت ان يمر الوقت سريعا و اخيرا عندما وصلت الى الفجراقتلعت النافذة ... نظرت ... ما هذا .. لقد اختفت ... اين هربت نبتتي المتسلقه؟...اخائنة هي كباقي الاحلام ام كانت مجرد حلم
لم استطع الصمود اكثر ... و انهارت احلامي على صخور المستحيل ... لابد ان الجيران اعدموها بتهمة جلب الفئران ... المجرمون ... كيف استطاعوا سرقة حلمي الذي كدت احققه هنا على ارض الواقع
نزلت رايت جثتها على الارض ... رايت ساقها الذي رافبته ينمو يوم بعد يوم...لمست اوراقها التي امتدت ذات يوم تريد ان تمسك بي ... عندها تساءلت ... لماذا نحلم ... الكي يموت الحلم في الصباح ... لماذا نامل اذا كان الامل لن يتحقق ... اجابني شئ يداعب راسي .. ها هي ! ... نبتتي المتسلقة .. لم تمت .. انها اقصر فحسب ..ستعود لتنموا ثانية ... لانها لا تنظر الا للاعلى ... وستصل ان شاء الله ... ارتفع وجهي الى السماء ... لقد اشرقت الشمس من جديد

archsalma
29-12-2009, 11:44 AM
براءة اختراع
لالالالالالالالالالالا
انطلقت الحروف اخيرا من فمه الذي شلته الصدمه لبعض الوقت ...

تجمدت ملامح برعي اثر اقتراب الشاب الذي اهان طموحه ... رسمت عيناه السذجه صوره اسد على وشك الانقضاض على فريسته ... لكن و حيث ان الرجل ليس اسدا و هو ليس في الحقيقه فريسه لم تتجرا قدمى الساعي المسكين على الحراك او بمعنى ادق على الهرب ...
لم يستطع الا ان يتمتم : ف.. في حاجه يا بش مهندس ...
لم ينتظر صاحبنا منه اي رد فعل بل انتشل منه بحثه الثمين و مع ان لديه منه اكثر من نسخه يزين بها مكتبه الى انه لم يحتمل ان ير طفل من اطفاله يصاب باي مكروه
نعم ...
كان يعد افكاره اطفاله اذ لم يكن لديه عائله الا عروسه الجديده ... لكنه علم للابوه معنى ... آمن بان كل فكره في الدنيا كاي طفل تحتاج للغذاء لتنموا و للحنان لتسطع شمسها
لذلك لا تتعجبوا لانه بينما اكتب هذه السطور يتحسس اوراق البحث و ينظر اليه نظره طالبة السماح من مصير الغرق في الفول ... ثم طواه بعنايه ... قبل ان يصرخ عم برعي : ايه ده .؟؟.. ليه كده حرام عليك يا اخي
افاق صاحبنا من غيبوبه الخيال على منظر عم برعي و هو يلتقط اشلاء السندوتش من على الارض المتربه
- معلش يا عم برعي هجيبلك واحد تاني
قالها ثم اتجه صارخا الى مكتب المدير الذي اخيرا اعاره اذنه : لكن لازم تعرف ان الحق مش عليا الحق على اللي قاعد طول اليوم لا له شغله و لا مشغله غير رمي مجهودنا كلنا في واحد من ادراج المكتب ...
اثارت الذبذبات العاليه انتباه باقي الحاضرين الذين تجمهروا امام الباب المفتوح يتصنعون اللا مبالاة و هم في الحقيقه مستعدون لدفع نصف عمرهم في سبيل مجرد العلم بالشيئ
المدير : انت ازاي تسمع لنفسك تتكلم معايا بالاسلوب ده
و اشمعنا سمحت لنفسك تسحقني ده انا لو كنت ناموسه لاحترمتني اكتر من كده لكن انت اهدرت وقتي و بعترت افكاري فكره ورا التانيه لحد اما خلصت حماسي كله ... بقيت حاسس اني زي الزومبي جسد ميت من غير روح ... باجي هنا كل يوم من غير وعي اشتغل سبعه و عشرين ساعه في اليوم ... و في الآخر اكتشف ان اي ابتكار باعرضه عليك ترميه و فين في الزباله ده حتى الساعي احترم تعبي اكتر منك ... على الاقل استعمل الورق في حاجه مفيده لكن انت ...

قاطعه المدير : و حضرتك مين قالك انك ممكن تقدر تبتكر حاجه هنا ؟؟؟ محدش قالك في ان احنا معندناش اختراعات و كلام فاضي ... احنا بس بنركب ... ليه مشتغلتش في اي شركه اجنبيه هناك يا بش مهندس يا مخترع ممكن تخترع لحد ما تلسع ... سافر لان هنا مفيش امل ... مفيش امكانيات مفيش فاهم
مقالولكش في الكليه انك بس هتركب و نادر لما تلاقي فرصه تصمم ؟؟؟ لما نبقى نقدر نصمم غطاء قلم حبر تبقى سعادك تبتدي تفكر تصمم عربيه احين من البي ام

- الكلام ده في دماغكم انتم و بس و لو فضلنا نفكر بالطريقه دي هنفضل زي ما احنا مجرد ميه بتحاول تمنع نفسها من الانسياب بين صوابع الزمن

- بقولك ايه ... انا مستعد انسى اللي بسمعه منك خدلك اجازه تريح فيها شويه الاعصاب اللي فاضلينلك و ترجع لعقلك

حينها سكت المهندس برهه من الزمن و قال و قد اخفض صوته قليلا : كان حلمي دايما ابقى انسان متميز علشان كده كنت بحارب و اطلع الاول على دفعتي ... الكل كان بيشدني بره بلدي بس لنا اللي رفضت قال ايه محبتش احس اني بشتغل لصالح حد غير وطني ... يوم ورا يوم شفت احلامي بتموت قدامي و انا مش قادر اعمل لها حاجه ...

اغمض عينيه في تامل للحظه قال فيها المدير : عال عال ... اهدى كده ... عارف لو كان الكلام ده من حد غيرك انا كنت اتصرفت تصرف تاني خالص

فتح صاحبنا عينيه ثم قال بحزم : ما انت من شويه كنت بتشوف من خلالي كاني شفاف او حتى مش موجود ... انت بتقول كده عشان اللى واقفين بره يتصنتوا علينا ...

- كده يعني نفيش فايده فيك
- انا مصر يا تعاملوا الناس باحترام ..
- بقولك ايه انت شكلك هتسببلي مشاكل
- انت اللي جبته لنفسك بانانيتك و جشعك و خمول عقلك

و كانت تلك القشه التي قصمت ظهر البعير ... فقال المدير : خلاص ... انت مرفود
- لا ... انا مستقيل
ثم هرول مسرعا كطائ فتح له باب القفص نافض جميع الآذان الاخرى ... و لكن قبل ان يذهب اشترى سندوتش فول لعم برعي

archsalma
29-12-2009, 11:46 AM
ترن ترن ...
قاطع الرنين المتواصل اندماج المدرس في الحصة ... فتحول الفصل من الحالة الساكنة الى حالة الحركة .... و كل هدفه النزول الى الساحة حيث يمكن قضاء وقت الفسحة ... خرج الجميع عدا تامر الذي اخرج من حقيبته ادواته ( القلم و الورقة ) ( الميكروفون ) ( الكاميرا ) ( المسجل ) ( الالوان و الفرشاه ) فرشها جميعا على المكتب امامه و اخذ يفكر بعمق ... اي اداة يفضلها عن الاخرى ... ؟ حاول ان يفكر بسرعة فبعد قليل سيلحق به الطلاب الاخرون المشتركون في التحضير للحفلة النهائية بمناسبة انتهاء العام الدراسي ...
اغمض تامر عينيه ممسكا الميكروفون ... قال لنفسه : ( ما الذي قد تمكنني منه هذه الاداه؟)
( الكثير) قاطع تفكيره ذاك الصوت
قفز كالمصعوق ... بحث عن من تحدث فلم يجد له اثرا ...
همس لنفسه : لابد و انه تاثير السهر على عقلي المسكين
تنهد و قد تحولت نظراته الى الكاميرا ... امسكها بكلتا يديه مبتسما ابتسامة طفولية ... ووجهها الى الصبورة ثم قال : ( ابتسمي) ...
تشك
مع انه لم يضغط على زر التصوير انطلقت الكاميرا تصور مرات و مرات ( تشك تشك تشك )
كاد يسقطها من يده لولا ان تمالك نفسه ووضعها على المكتب ... فكر تامر : كيف حدث ذلك ؟ ... لابد ان احدا عبث بالكاميرا اهو... سعيد ؟ ...
ترك موضوع الكاميرا و التفت هذه المره الى من ... الى الالوان و الفرشاه ... تحسس الريشة الناعمة ... امسكها باصبعه كالمحترف و يال العجب !!! انطلقت الفرشاه تحرك يد تامر على الكرتونه تريد ان تلون ... و دون انذار نطقت الفرشاه : هييه ... تامر ... احضر اللون الاحمر .... ما بال فمك سقط هكذا ؟ ... الي بكوب الماء ... هيا يا ولد
في هذه المرة ترك تامر الفرشاه تسقط فصاحت المسكينه متأوهه : حرام عليك ...
فرك تامر عينيه ... صاح في الفصل الخالي : امجد ... انه مقلب من مقالبك اليس كذلك
مقلب ؟
زحف المسجل يجر السلك الكهربي : لماذا تنظر الي و كانك رايت شبحا ؟
قاطعه القلم : اترك الصبي المسكين و شانه ... تامر يا صديقي اقترب و لا تخف
اقترب تامر تلقائيا و هو لا يزال يصارع الذهول
قال القلم : امسكني ... هيا ...
و دون ادراك امسك تامر القلم ... فوجد نفسه فجأه في عالم آخر ... حيث راى رجلا ... تجتمعت حوله جموع من البشر ... كل يريد ان يساله سؤال ... سال تامر القلم في حيرة : من هذا الرجل ...
قال القلم بفخر : انه صديقي ... اعتنى بي منذ كنت صغيرا ... و لاني وجدت فيه شيئا من الحماس صرنا افضل صديقين ... فكان حين يمسك بي تقطر الكلمات مني بكرم ...
قاطعتهما الورقة : انه مذهل ... يكتب و يكتب حتى يغرقني حبرا ... انه الآن كاتب مرموق يكتب شعرا ... يغير فكرا ... ينهض بمن حوله ... و يبدع ... كم من شاب تخلى عن المخدرات بسبب قصصه ... و كم من غافل ايقظه شعره ...
و ذهب الرجل ... فهم تامر ان يلحق به ... الا ان الالوان اوقفته قائلة : انظر هناك
فراى تامر امراة تمسك فرشاة بيده ... راسمة بها السماء الزرقاء ...
قالت الالوان : انها فنانة ... تعبر عن نفسها بالفرشاة و الالوان ... ترسم الطبيعة ... تتفكر في خلق الرحمان ... و احيانا اخرى ... تغمض عينيها وتبدع ما في الخيال ... و من يشاهد لوحاتها كانه يسافر الى اقاصي الارض حيث الجمال او قسوة الجبال... استطاعت ا ن تيوقظ في قلب الناس ... حب الجمال ... او ان تعبر بدون كلام ... عن شعور عام
قاطعها صوت المسجل قائلا : تامر ارايت ذاك الذي هناك
نظر تامر فوجد رجلا يلقي بندوة هامة يوعي بها الشباب عن الادمان ...
اكمل المسجل : انه صديقي ... كان دائم الاستماع الي ... و بالذات الى القرآن الكريم ... فقوى نفسه في فن الكلام ... لو استمعت اليه لوجدت الاقناع ... في صوته الرنان ... تراه ينادي بالحق و العدل و حب الايمان ... فتسمع القلوب و تتيقظ العقول ...
قال الميكروفون : حين يمسكني تسمع صوتي يعلى ليشمل كل الاركان ... فينصت كل من في المكان ...
قاطعته الكاميرا قائلة : دعك منه الآن ... و انظر الى هناك
فاذا به رجل طويل القامة ... يصور احداث جارية ...
اكملت الكميرا : اما هو فصادق همام ... يصور الاحداث باهتمام ... في كل مكان ... ليبلغنا بالحقيقة دون غش ... دون خداع ... يصور ظلم القوي للضعيف ... يصور اهمال الناس لحقوق الانسان ... و بلقطاته هذه ينبه الامة الى الخطر ... او يدير الراس الى القضية ... معرضا حياته للخطر

تامر
تامر
تامر

استيقظ يا كسول
صاح محمود ففرك تامر عينيه قائلا : اين انا ؟
مجمود بتعجب : و اين تظن ... في الفصل يا ذكي
نظر تامر الى الادوات فاذا بها ثابته لا حراك فيها قال بحزن : كان حلما !!!
محمود : هيا فلنبدأ التحضير للحفل السنوي ... طبعا و كالمعتاد ستبد المديرة الخطبة ثم ياتي تكريم المتفوقين الاول و الثاني و ....
تابع محمود لكن تامر لم يكن يصغي بل فكر : يا ترى ... اي من هؤلاء الذين رآهم في حلمه ممكن ان يصير ؟؟؟

archsalma
29-12-2009, 11:47 AM
أنا و أخي ...

كم هو ممل هذا الطريق ... ها نحن ذا قد صار لنا ساعه وسط الزحام و لم نقترب حتى من مدينة 6 أكتوبر
لكم أكره الانتظار
و خصوصا حين لا أجد أحدا أتكلم معه
فعلى جانبي يجلس شخص في الثلاثين تقريبا تتأرجح رأسه النائمة على كتفي
و على يساري شباك الميكروباص ... مغلق لا يفتح أبدا
أكاد أختنق بالرغم من بروده الجو
لكن ما هذا الذي أمامي ... شخص ما يمسك مجله على ما يبدو
ياله من غبي
الدنيا ظلام حالك ... كيف يستطيع أن يقرأ ... لابد و أن عينيه تمتلك قوة اشعاعية تضيئ المكان
لما لا يفعل مثلي و يستسلم للملل
لكن مهلا
ما هذا النور
لقد فتح المجله فأضاءت حروفها مثل كروت المعايده الموسيقيه
ما أجمل هذا الاختراع ... يمكنه من القراءة وسط الظلام
آه لو تتزحزح يا من بجواري قليلا لتمكنت من القراءة معه
ترى ماذا يقرأ ؟
انه منشغل جدا بتلك المجله ... لا بد و أنه يقرأ شيئا شيقا جدا و ممتعا جدا ففمه يبتسم
و عيناه تلمع
لكن ما هذا الذي يتسلل بين جفونه
دمعه !!
كيف يتحول هكذا من السعاده الى الحزن
كم هو غريب الأطوار !
ماذا ؟
لقد صار الآن يتمتم ببعض كلمات ... و كأنه يخاطب هذا الكتاب
ماذا يقول ؟ ... آه يا أيها النائم بجواري لو تخفض صوت شخيرك قليلا لاستطعت أن أعرف ماذا يقول
لما لا تجد وسادة أخرى غير كتفي
و
... أخ
يال هذا السائق ... قفز بنا على المطب كما الحصان حتى كاد أن يوقع الكتاب من يد القارئ
لكنه لم يدع الكتاب يسقط ... و أمسكه بحذر و عناية فائقة ليحافظ عليه
عجبا ... أكاد أقسم أنه ليفدي هذه المجلة بحياته
ليتني أعرف ماذا يقرأ
ما بال يدي لا أشعر بها ... لقد خدرها وضعها الكسول و رأس صاحبي النائم على كتفي
الى متى سأظل ساكنا ؟
الى متى سأستسلم للملل
الى متى سأنتظر محطة لا تأتي
الى متى سأجلس مع من يجلسون .. أفعل كما يفعلون ... و لا أبالى مثلما لا يكترثون
كلا
لقد كرهت تلك الحياه
فلأنفض رأس النائم بجواري
ابتعد و نم على الجانب الآخر
لا تنظر الى هكذا و كأني قليل الذوق
ليس معنى أنك نائم أن أنام أنا أيضا
من حقي أن أفيق
و الآن فلأسأل ذلك الجالس عن كتابه
:
أنت ... من فضلك ... لقد ترددت كثيرا قبل أن أسألك ... لكن الفضول سيقتلني ان لم أفعل
أخبرني ما هذا الذي تقرأ ؟

ابتسم ابتسامه خفيه قبل أن يدير وجهه الي و يقول : هذا قرآن

تعجبت ... اني لم أقرأ القرآن الا في أيام دراستي ... قراءة لا تؤثر في سامع و لا تتأثر بقارئ
كيف يتأثر بها هكذا
أمن الحب صنع قلبه و انا من صخر

و يبدو أن ملامح التعجب قد ظهرت علي فقال صاحبي : هل تريد أن تقرأ ؟
و ناولني الكتاب
فتحته ,,, فاذا به يشع نورا كما شمس الظهيره
حتى أن النور قد لامس عيني النائم بجواري و استيقظ لأول مرة منذ غادرنا المحطة
بدأت أقرأ : تبارك ما في السماوات و ما في الأرض و هو على كل شيئ قدير ... الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور

و ...

وصلنا يا حضرات الى المحطة الأولى
قال صاحبي : هذه محطتي يا أخي

أخي !

اردف قائلا : نعم فأنت أخي في الله

ناولته مصحفه المضيئ ... فنزل مودعا

و بدأ الميكروباص يتحرك و هو يبتعد مترجلا

توقف

انتظر

توقف السائق بنا و هو غاضب لأنه لم يكد يرحل

نزلت الى صاحب المصحف و مشيت بجواره في صمت

من يومها صرنا أفضل الأصدقاء ... و ليس ذلك فحسب ... صرنا أخوة في الله

نسيت أن أخبركم أننا فوجئنا بصوت أقدام تتبعنا و ترصد تحركاتنا
نظرنا خلفنا
فاذا به صاحبي النائم قد استيقظ !!

تمت بحمد الله

archsalma
29-12-2009, 11:49 AM
اغلى خمس دقائق في حياتي ...

كان يوم تظاهر بانه كباقي الايام ... ارتدى نفس الشروق الوردي ... ثم وضع بعض الضباب في سمائه ... سمح للوقت ان يمضي دون مخالفة ... الا من بعض الدقات المسرعه
من قلبي المذهول ...

اجل فعلى الرغم من محاولته اليائسه لاظهار مدى روعته لم يستطع ذلك اليوم ان ينسيني ذنبه ... بانه مهما فعل و مهما اشرقت الشمس في كبد سمائه و مهما طارت الطيور نحو شرفتي ... لن يكون الا يوم امتحان ... بل و اول امتحان ...
امتحان الخرسانة .

اسمحوا لى ان احذف كل الافكار التي تناثرت في عقلى الى حين صعدت الى الدور الرابع بمبنى العمارة ... من الطريف ان الجميع كانوا يسالون بعضهم البعض اسئلة بلا اجابة ... اردت ان اصيح بهم( حرام عليكم هذا ليس وقت اختراع المشاكل)
اخيرا انتهى اصعب وقت ... وقت الانتظار المرير ... و فتحت ابواب الحظيرة اقصد قاعة الامتحان ... و انطلقت الاغنام تبحث عن البرسيم الذي لا تعرف سواه ... وددت لو لم اجده ... لو قالوا : (آسفون ... لقد نسينا ان نعطيكي واحدا) لكن للاسف لوحت لي احدى الزميلات قائلة تبشرني :( تعالي وجدت رقم جلوسك) ... اتجهت دون ارادتي حيث رقم (زنزانتي) الخاليه من القضبان ... جلست مكاني ... في انتظار
و الكل متذمر ... الكل يتكلم بصوت واحد و كلمات مختلفه
و فجاة دخل القاعة السجان : سكوت
تعالت الاصوات في ضيق : (لا ليس فلان الفلاني ) ... عندهم حق لان ذاك المراقب استاذ دائم العصبية حتى انه معروف بكرهه للطلبة ... تلوت الشهادتين ( مبالغ فيها)
و طبعا قرات ما تيسر لي من القرآن
صاح المراقب الهمام : الامتحان Open book ... و ليس ... Open book
مشيرا الى فمه في المرة الاخيرة قاصدا انه ممنوع الكلام
و توالت بعدها الاحداث ورقة اجابة ثم اخرى مكتوب عليها الاسئله ... و مع انه في هذه المره على غير العادة كل الكتب معي تحت يدي الا ايجاد الاجابة يعد مشكلة اخرى ... و الحقيقة ان امتحانات الكتاب المفتوح اصعب من الامتحانات العاديه ... مرت ثلاث ساعات كانها ثلاث دقائق احاول فيها انقاذ كل ما يمكن انقاذه ... نظرت لاول مرة في الساعة ( ياه ... معقول ... باقي من الزمن ربع ساعة!... و لا ارى للاسئلة نهاية )
قطع تفكيري الاستاذ صائحا : كل منكم يطبق لوحته و يضعها في كراسة الاجايه)
صرخت في عقلي : (مستحيل ! لا زالت هناك ربع ساعه و الامتحان سيل مستمر من الاسئلة ... )
تجاهلت نداءه تماما على امل الا يراني الا ان الرياح تاتي دوما بما لا تشتهي السفن ... فقد لمحت صديقتي تطبق الورقه و اكشفت انه خافي تماما يقول محاولا تمالك ما يملك من بقايا اعصابه : ( الم اقل ان تطبقوا الورقه )
قلت اعتراضا : ( يا دكتور لا زالت هناك عشر دقائق )
- طبقي الورقه و ثم اكملي الحل
لا اعرف لما اعترضت ثانية على الرغم من معرفتي جبدا بان النقاش معه من عجائب الدنيا السبع
ربما كان السبب اني لا املك حتى دقيقة اطبق فيها اللوحه
و ما ان لمح اعتراضي هذه المرة حتى اخذ مني اللوحة بكل هدوء : اذن لا تريدين ساطبقها لك
و بالتصوير البطيئ اخذ يثني اللوحة بكل عناية و اناقه ... حتى اني وددت لو اخطفها منه ... لكني اكتفيت بمراقبته و هو يعذبني بالوقت
و اخيرا انتهت عملية التعذيب و قد سلمني ضحيته ( اللوحة) تاركا نظراتي المذهولة نحو ساعتي و قد قالت انه قد مرت خمس دقائق كاملة يفعل فيها ذلك ... خمس دقائق لم تترك لى الا خمس دقائق اخرى احل فيها باقي الامتحان اللا نهائي ... اغلى خمس دقائق في حياتي
لكني الحمد لله لم اخرج من هذا الامتحان خالية اليدين ... تعلمت ان امتحان الكتاب المفتوح ما هو الا خدعة كبيرة و كان الامتحان يقول افعل كل ما تستطيع ... احضر كل الكتب ... غش ... ذاكر ... على اي الاحوال ... و مهما فعلت ... لن تحل جيدا !

archsalma
29-12-2009, 11:50 AM
أهدي هذه القصة الى الديموقراطيه ....

الرجل ذو اللحية السوداء ...

لا ... هذه ليست رواية الأخت ساميه
لكنها مجرد قصة تعرفونها جميعا
و من اسمها بطلها لديه لحية سوداء .. و هو أحد أقاربي
كان ذاك اليوم كأي يوم عادي الا أنه مو يتوقع أن دقائقه ستتخذ منحنى آخر يختلف عن الأيام العادية ...
حسنا ... لنقل ان الطريق كان مزدحما
لكن و ماذا يعني ... الطريق كل يوم مزدحم فتعداد السكان يزداد يوما بعد يوم و الشوارع كما هي ضيقة كعادتها
لم يغير هذا من طبيعة المشوار اليومي الذي يقوم به ذو اللحيه السوداء كل يوم الى العمل
و ماذا يعني لو أن الشركة التي يعمل بها قريبه من المحكمه
فالمبنى لم يكن له رغبة لتغيير مكانه و لا حتى ذو اللحية السوداء كان يبالي لقربها أو بعدها عن المحكمه
وماذا يعني لو أن سائق التاكسي رفض ان يوصله الى با ب الشركة تماما ... فالزحام شديد و الجو خانق
لقد نزل ذو اللحية السوداء من السيارة الى الشارع الذي يفصل بينه و بين المبنى
نظر الى ساعته ... لقد تأخر ... عليه أن يسرع ... عليه أن يعبرذاك الشارع الواحد
نظر الى الافق ... فاذا بها مظاهرة ضد محاكمة القضاه
هز كتفه بلا اهتمام ...
عبر الشارع
انه الآن في المنتصف و ...
و فوجئ برجل يرتدي بمطال جينز و تي شيئت يهجم عليه قائلا : أنت
و بحركة غريزيه لكمه ذو اللحية السوداء مدافعا عن نفسه
آه
صاح المهاجم ممسكا بعينه اليمنى
أشار الى ذو اللحيه السوداء قائلا بملئ صوت : أمسكووووووووه

بقيت قطعة صغيرة من القصة ...

archsalma
29-12-2009, 11:51 AM
تشك تشك ...

في البدايه ظننت ان الكثير من السهر على الابحاث و الانحناء على اللوحات اثرا على ذلك العقل الذي اودعه الله في اعماق جمجمتي ...
تلك التي لا تعلم ماذا تتسع ..
لكن ماذا اقول غير ان تلك الجمجمه هي التي جلبت كل هذا لنفسها ... اذ سمحت لفكره ... فكره ضعيفه ان تاوى في ظلمات سكونها و تتغطى بانحنائة اعصابها ... لم تعلم الجمجمه المسكينه ان الضيف الضعيف سينمو ... ثم يغزو

اجل. في البداية كانت فكره ... ثم تزوجت تلك الفكره و انجبت بطبيعة الحال افكار و افكار ... و تراكمت الاجيال في عقلي حتى كادت الكثافه السكانيه تقضي على الوطن ... بل على حياة الفكرة ذاتها !
امعقول هذا ؟
طبعا ... فكم مرة افكر ؟ ... بل كم مرة لا افكر ؟ ... في ماذا افكر ؟
في المكان ... في الآهل ... في الناس ... في السياسة ... في الخداع ... في التمثيل ... في المسرح ... في الناس ثانية ... في الحياه ... في الملامح ... في الفرح ... في الحزن ... في الحب ... في الكراهيه ... في الدنيا .... في الآخرة ... في الجنه ... في النار ... في في في ...
و لم اتوقف عن كتابه ما افكر فيه الا لان اصابعي تعبت لكن الحقيقه ان كل فكره تولد الاخرى بسرعة خفقان اكثر القلوب شبابا و صحة ...
هذا عقلي قابع بين ال ...
تشك تشك تشك ...
هل سمعتم ذلك الصوت ؟...
لا بد انها شجره لا تتوقف عن الحفيف ...
هه ... ماذا كنت اقول ؟
آه ... نعم ... عقلي ...
تشك تشك تشك ....
لا ... لايمكن ان تكون هذه مجرد شجره غير قادره على النوم مثلي ... فلا عندها بحث و لا مشروع و لا امتحانات ... انه شيئ آخر ... ااوقظ النيام ام ساتهم بالسذاجه ... لا لا ... سالهي نفسي باس شيئ
تش ... شششششششش\
احم ... الفكره ان الفكره تريد ان تتحرر من ال ...
تشك
من القيود الخفيه او فنحن صرنا كالدمى التي تتحكم فيها الحبال اللا مرئيه تحركها يمينا و يسارا تجعلها تشدو دون ان يكون لها احبال صوتيه تجعلها تطير دون اجنحه ... لانها مسلوبه الا ...
تشك تشك
يا ماما ...
لا اقدر على الاحتمال اكثر ... ساوقظهم جميعا و ليحدث ما يحدث ....
لكن انتظر يا فمي لا تصرخ
حرام من حقهم ان يناموا بعد تعب اليوم ... و انا (اليس النوم من حقى) ... كفى ايها الهاجس لا تذعر و لا تخفني لاني اصلا اتمتع بشجاعة ال...
تشكككككككككك
يا الهي ... اهناك وجود للاشباح ... لا وجود للاشباح لا ةجود للاشباح لالا لا ... اهدئي اهدئي ... لعله لص ...
ساتمسك بالحلم و بمضرب التنس ... كفى كفى ... لا بد اني اكثرت من مشاهدة افلام الرعب ال...

تخ شك شششششش

لن اتكلم ساصمت الآن ... ساعد من واحد لعشره و اغمض عيني متمنيه ان يذهب صاحب الصوت لاركز في المذاكره ... (واحد)
تشك
(اثنان)
تشك تشك
(ثلاثه)
تشششششك
اربعه ... خمسه سته سبعه ثمانيه تسعه ... عشره
هيه ... نجحت ... اختفى الصوت احمدك يا رب ...
هه ... الافكار هي التي ...
تشك
اف ... و الله سئمت ... سأجن ..من ال..

هاه ... هناك شيئ مر بسرعة البرق بجواري ... سارفع راسي قلسلا فحسب ... ساعديني ايتها الرقبة ...
انه ... هناك جالس و كان البيت بيته ... ينظر الي بخبث ... و في يده البقيه الباقيه من نواشف الخبز ... انه فار
ااااااااااااااااااااااااه

archsalma
29-12-2009, 11:52 AM
نظارة الزمن
لماذا ترتدي نظارة ؟
لأن نظرك ضعيف ؟ ... أم لتقي عينك من أشعة الشمس
أم أنك ترتديها لإخفاء مشاعرك وراء إنعكاس ماحولك على زجاجها القاتم ؟
هل تصدقون لو قلت لكم أني أرتديها لسبب مختلف تماما
في مرة نادرة كان المخرج إلى سلم هروب مبنى عمارة مفتواحا
هناك وجدتها
نظارة
عاديه
ملقاه على الأرض الرخاميه
إلتقطها
جربتها على وجهي
شعرت بإرتياح غريب
و من بعيد كان الأصدقاء ينادون
لكن بدلا من أن ألوح لهم كما يفعلون
وجدت نفسي رغما عني أغمض عيني على صورتهم ... و عيونهم التي تسأل
ثم
لم أعد أراهم
و لم أعد أرى نفسي
إختفى كل شيئ
مبنى عماره الهيكلي
مشاريع الطلبه المدقوقه على الحائط
و أجسام زملائي
.....
( شاميه في طيبها و هوائها , يمنية في إعتدالها وإستوائها , هنديه في عطرها و ذكائها , أهوازية في عظم جباياتها , صينيه في معادن جوهارها , عدنيه في منافع سواحلها )
فتحت عيني على فم ينطق بهذه الكلمات التي قالها شيخ مهيب يتجول بين أركان حديقة غناء
أين أنا ؟
جاءتني الإجابه على الفور حينما وقعت عيني عليه
مئذنته ذات الإرتفاع الشاهق ...
قبته الهيفاء التي تقوم على روافد من الخشب المحفور

يا إلهي ... إنه جامع قرطبة !!!
أنا في الأندلس
قبضت على أول مار بجواري ... صحت في وجهه : ألسنا في عام 2006 ؟
هز رأسه نفيا و هو يحاول الإفلات مني قبل أن يقول : بل نحن في عام 780 م
تركته و قد تأكدت أني عدت بالزمن إلى الوراء ... إلى حيث عصر الخليفه عبد الرحمن الأول ... ذلك الذي إنفصل بالأندلس عن باقي بلاد العرب
و هذا الذي أمامي هو جامع قرطبه الذي يعتبر من آثار الدور الأول لفن العمارة الإسلامية بإسبانيه , و على ما أذكر كانت منارة لاجرالده ( لعبة الهواء الإشبيليه ) هي من آثار الدور الأوسط لفن العمارة الإسلاميه ... بينما قصر الحمراء يعد عنوانا لما إنتهى إليه فن العمارة العربي

نعم أتذكر ... كل هذه المباني أنشئت في مختلف الأدوار من التباين في الطراز لكن لها طبعا خاصا يدل على أصلها أول وهله ...
فقصر الحمراء في غرناطه أو جامع السلطان حسن في القاهرة أو باب علاء الدين في دهلي كلها يجمعها مميزات العمراة الإسلاميه و إن إختلفت بإختلاف المكان و البيئة و ...
قاطع تفكيري يد تربت على كتفي
فإذا به نفس الشيخ الذي رأيته يتجول في بادئ الأمر
قال : يا بني ... أن غريب عن الأندلس و قد بهرني طيب هواء جناتها فلم أع أن الصلاة فاتتني ... ألا تدلني على مسجد أصلي فيه ؟
قلت له بذهول : ها هو أمامك جامع قرطبه
ضحك الشيخ قائلا : إعذر ضعف بصيرتي يا ولدي ... ألا تأخذني إليه لنصلي سويا
و تأبط يدي بلا إنتظار إجابة ... و دلفنا معا إلى الجامع
و كان أول ما أخذ نظري الأعمده ... كان المكان ممتلئا بالأعمده ... أكثر من 1000 عمود مصنوع من مختلف الرخام على شكل رقعة شطرنج لتكون هذه الأعمده تسعه عشر صحنا واسعا طولا و ثمانيه و ثلاثون صحنا ضيقا عرضا ... و رأيت في وجهه الجنوبي تسعة عشر بابا مصفحا بصفائح برونزيه عجيبة الصنع خلا الباب المتوسط الذي كان مصفحا بألواح من الذهب ....
وقفت أتأمل بلا حراك فإذا برفيقي الشيخ هو الذي صار يقودني نحو المحراب
محراب جامع قرطبه ... أكاد أجزم إنك لا تكاد ترى أحسن من زخرفه و سنائه في أي أثر قديم أو حديث ...
و قبل أن أبدأ في الصلاة لاحت مني نظره إلى السقف ... السقف يقوم على أعمده ... و هذه الأعمده تكون صفوف من الصحون الكبيرة المتوازية المؤديه إلى باحته ... و يتألف من مجموع تلك الأعمده غابه من الرخام و اليصب و الغرانيت ... و تعلو تلك الأعمده أقواس رائعه منضده مصنوعه على شكل نعل الفرس

لكزني الشيخ ... مقاطعا تأملاتي
و أمني في الصلاة
..

المصدر : كتاب حضارة العرب ل ( جوستاف لوبون )

archsalma
29-12-2009, 12:00 PM
تلكات في ملل كعادتي ... نظرت الى قدمي التي تجردت من الغطاء الا قليل ... و ما ان ادركت مدى وجود الغطاء حتى رميته بعيدا و قلبي ينبض بين الحلم و الحقيقة ...
تحسست و عيني شبه مغمضة سطح المكتب بجواري ...( اين هو ذاك ال ... )
ها هو ... عثرت عليه (للك حق ان تختبيئ اذ تريد اخفاء عقاربك المشيرة للسماء ...ماذا لم توقني يا عديم النفع)
كدت القي بالمنبه من النافذه لولا تنبهي ان لا وقت لذلك ... (حسابك معي بعد حين )
رمقته و عيني تطلق الشرار اكثر من اي وقت مضى ... ارتديت اي شيئ و طرت خارجا من البيت دون ان يدركني اي احد ...
يا الهي لقد تاخر الوقت كثيرا ...
آمل ان تكون الامور على خير ما يرام ...
قفزت على غير عادتي في اول حافله ... سبحت بين الاجساد الواقفة ... و عقلي يفكر في اي شيئ ترسله عناي ... يا رب اصل في معادي و الا..
(آآآآآآآه)
صرخت في الم اثر قدم بلا احساس داست على قدمي الحساسة ...
نظرت الى قاتلي فاذا بي يشير الي اعتذارا و هو يامر السائق بالتوقف
نزلت مع من نزل ... و من بعيد خرج من الضباب شييئ طويل ... يمشي بقدم و يؤخر قدم ... ( اتراه هو ) ... ( استطيع ان اميز طريقنه في المشي على بعد اميال) انه احمد
احمد ملوحا : باسم كيف حالك ؟
اقتربت متجاهلا سؤاله : هل عرفت شيئتا ؟
ابتسم في خبث ثم قال : اهكذا يكون سلام الاصدقاء
انا : وفر نصائحك الذكية و طمئني
احمد متظاهرا بالبلاهة : على ماذا تتحدث
انا : ليس هذا وقتك يا احمد
احمد : انتظرتك طويلا حتى ظننتك لن تاتي
انا و قد نفذ صبري : آسف يا اخي هاا ... قل لي
احمد ساكتا مطرقا
انا : مالك صاما ... اوقعت قلبي ... تكلم
احمد : 60%
انا و قد خارت قواي : يا الهي ... بعد كل هذا المجهود ... و الدروس
احمد : اجل ... مع اني ذاكرت افضل من السنة الماضيه
انا : اتتكلم عن نفسك ... الحمد لله ... آه ... اقصد ... الله يعوض عليك يا احمد ... 60 % افضل من لا شيئ
احمد : دعك من المجاملات الكاذبة
انا بخجل : و ماذا عني؟
احمد : حلال عليك ... 97%

archsalma
30-12-2009, 09:01 AM
بسم الله الرحمان الرحيم ...
حكايات الميكروباصات ...

كحياتنا ...

دعوني أطرح سؤالا ... و لستم مضطرون للإجابه
لو أردت أن تجمع الكون بين ناظريك ... أن ترى كل ما فيه بمجرد عينيك ... ماذا تفعل ؟
هممم
أرى إصبعا مرفوع ... تفضل أجب ( بإختصار لو سمحت )

أطير بمركبه فضائيه و أنظر من الشباك فأرى الكره الأرضيه ( بليه ) صغيرة ... و أدور حولها كما القمر لأرصد محيطاتها و أنهارها و بلدانها

ششش ... كفى ...ليتني ما سألأت
ألا تعرف كم يكلف هذا الأمر
الموضوع أبسط من ذلك بكثير
لماذا يجب أن نعقد الأمر

أقدم لكم عينه مصغره من حياتنا
الميكروباص

ليس هناك داع لتركب صاروخ ... إركب ميكروباص
ملحوظة : سأتناول كل يوم إن شاء الله حكايه من حكايات الميكروبصات ... و أرحب بكل من يملك قصه عن ذلك لو يشاركنا بها
جزاكم الله خيرا

--------------------------------------------------------------------------

ذات يوم كنت في حافله
الطريق طوييييييييييييييل
ممل
لم أجد ما أفعله سوى مراقبه الجالسين حولي
حينها إكتشفت كم التشابه بين حياتنا الكبيره و هذه الحافله الضيقه

بدأت بالسائق ...
كانت عيناه ساهمتان ... شاردتان ... فمه يعض على سيجاره باليه ... قدمه تدوس على الفرامل تارة ليرجنا نحن الركاب و على البنزين تاره
يقود بسرعه جنونيه ... يتفادى المشاه تفادي قدم إنسان للصراصير
مثله كمثل من يعتقد أنه ممسك بزمام الأمور ... أنه مسيطر جبار ... عفيف لا يحتاج لأحد و لا يخيفه شيئ
لكنه في الواقع ليس في أمان
فبينما أنا أخاطبكم هكذا إذا به الآن تفلت منه العجله الأماميه ... يكاد ينقلب لولا رحمة الله
إنه لم يدرك أن الحافله كحياتنا ... لا نملك السيطرة عليها
طريقها له بدايه و له نهايه
أما بدايته فهي بدايه الرحله ... المشوار الطويل
و حين تخرج في رحله مع الأصدقاء فإنك تشعر في بدايتها بالحماسه و النشاط ... لربما تغني فرحا
و بهجة ... و تظل تنظر من الشباك إلى صور الطبيعه ... إلى الأشجار و هي تجري للخلف
تماما كبدايه حياتك ... كطفولتك السعيده
أما في نهايه الرحله ... تذكر حالتك ... مرهق ... تشعر بالملل ... عدم الإكتراث و الإنتباه

archsalma
30-12-2009, 09:02 AM
تماما كنهايه حياتك ... العجز المرير
لكن بين الطفوله و العجر ... بين بدايه الرحلة و نهايتها ... قد يكون هناك إصطدام ... قد لا تصل أبدا إلى وجهتك
يحدث حادث ... و ترحل و نشيعك
قد ترحل بعنف عنا
لكنك قد ترحل بهدوء و إستسلام
فمحطات كثيره تقف فيها الحافله
و يتأفف الجميع منتظرين أن ترحل عنا أحدنا حتى نكمل نحن المسير
هذه هي الحافله ... هذه هي حياتنا
يتبع ...

-------------------
لكن كيف نقضي حياتك ... كيق تجلس في الحافله ؟

إن كيفيه جلوسك في الحافله لا تختلف كثيرا عن كيفيه قضاء وقتك الحياتي
فكيف تجلس في الحافله ؟
إن الحافلة ما هي وسيلة نقلك إلى غايتك المنشوده و لكن يا ترى هل أثناء الوسيله لا يكون هناك غايه ؟
كنت أراقب الوجوه كما قلت لكم سابقا ...

بجواري كانت تجلس سيده في العقد الرابع من العمر ... لم تكن تنظر إلي و كأني غير موجوده ... بل على ما أذكر كانت تنظر صوب النافذه المفتوحه ... فمها يتحرك بلا كلام
تتسلى باللب ... و ترمي القشر من الشباك ببرود و فمها يصدر الأصوات المختلفه
مثلها كمثل من يقضي حياته بلا إكتراث حقيقي لما يدور حوله ... يمشي مع التيار أيا كان مساره و أيا كانت نهايته ... المبدأ المسيطر : ( فليحدث ما يحدث )


نظرت أمامي ... كان هناك ثلاثة رجال ... أحدهم نائم لا بل يغط في عمق أحلامه ... يسند رأسه على الشباك الزجاجي و قد لوحته شمس الظهيره طيله الطريق
على فمه إبتسامه المهموم
و حين وصلنا أيقظه أحد الركاب فقال : ( ياااااااه ... وصلنا معقول ؟ ... و الله ما شعرت بمرور الوقت )
مثل هذا كمثل الذي يتفنن في تضييع وقته ... تأخذه الحياة دون أن يدري ... و حين يأتي وقت رحيله عن الدنيا
لا يشعر بأنه قد عاش أصلا ليموت !!! و مبدأ هؤلاء : ( إبتعد عن الشر و غني له )


أما في الأمام فقد كان هناك شاب ملتحي يمسك كتاب الله بين كفيه و يقرأ بلا صوت ... تبدو علامات الإيمان على محياه ... كثير الإستغفار قليل الكلام ... وقد تأتي ملامحه بعلامات الضيق المكتوم بين الحين و الحين بسبب دخان سيجارة السائق الذي يناوش وجهه ذهابا و إيابا
لكنا أبدا لا يتذمر
هذا مثله كمثل الإنسان الذي يقضي حياته عابدا تقيار ورعا ... لكنه حين يرى من صنوف الناس المختلفه فسادا و بغيا لا يتكلم و يؤثر الإنعزال على نفسه
و هذا النوع بالرغم من طيبة قلبه و رجاحة عقله إلا أنه سلبي لا يقدر على أن يغير سوى ما بنفسه
مبدأ هؤلاء : ( خليك في نفسك تسلم )

archsalma
30-12-2009, 09:03 AM
لو سمحت ؟ ... ممكن تعطي هذه لمن أمامك
ناولتني الفتاة الأجرة و بتلقائية ناولتها لمن أمامي ... كانت خلفي ... تقرأ تارة و تكتب شيئا تارة أخرى ... وتتكلم أحيانا مع صديقة لها بجوارها
و بعد مرور الوقت ضاقت ذرعا بطريقة قياده السائق المتهورة فقالت بأسلوب فظ : ( أتريد أن تميتنا أم ماذا يا ... ) و شتمته أمام كل الناس ... فرد عليها بسباب أقبح
و بالرغم من أنها كانت على الحق و هو على الباطل إلا أن طريقة إقناعها أجبرت الحضور على الإنحياز لجانب السائق الذي أوقف الميكروباص و طردها منه تماما
مثل هذه الفتاه كمثل من يريد تغيير العالم بكل الوسائل المتاحه ... حتى لو كان ذلك على حساب أخلاقها ...هذا النوع يعيش حياته في سبيل ذلك و يصدم في النهايه لأنه لم يقدر أن يزحزح الأرض قيد أنمله
شعار هؤلاء : ( آخذ حقي بذراعي )

نسيت أن أخبركم عن رجل آخر كان يجلس بين السائق و الشاب الملتحي ... ذلك كان يتكلم مع السائق برويه يقول له : ( كل الناس كفت عن شرب السجائر حتى أنا ... حين كنت شابا مثلك كنت كثير العصبيه أتوتر لأتفه الأسباب و كنت أنفث عن غضبي بالسيجاره حتى صارت عاده )
و أكمل حكايته مع السيجاره و كلماته تتأرجح بين الندى الرقيق الذي يطيب الأذن تاره و الرعد المدوي الذي يصمها تاره أخرى ... و كان يعرف متى تصلح الكلمات المعسوله و متى ينفع الحزم
و النتيجه أن إقتنع السائق بكلامه و أطفأ السيجاره
مثل هؤلاء كمثل الدعاه للإسلام أو غيره ... لديهم موهبه الإقناع ... يتفانون في ذلك طيلة حياتهم
و شعارهم : ( الحياة عمل إيجابي )

كم واحد ذكرت ؟ واحد ... ثلاثة ... نعم خمسه
لكن الميكروباص يتسع ل 12 فرد
فأين حظ الباقي من دائرة الحياة ؟
الحقيقة لا أخفيكم سرا ... فالآخرون لم ألحظهم لأنهم ببساطه لم يكونو يفعلون أي شيئ على الإطلاق
ليسو حتى نيام
و لا يأكلون اللب
كانوا فقط ينظرون ... ينظرون إلى حادثه في الطريق بين سياره نقل و تاكسي
متفرجون
و للأسف هؤلاء مثلهم كمثل أغلب سكان بلاد الإسلام ( سابقا )
غافلون ... متفرجون ... صاغرون
شعارهم ...
شعارهم ...
للأسف ... ليس لديهم حتى شعار

archsalma
30-12-2009, 09:05 AM
الكمسري ... بائع التذاكر ( سابقا )

نزلت من الميكروباص و كان علي أن أركب مواصله أخيرة لأصل إلى وجهتي
كانت المحطه تنتفض من الزحام ... الأقدام في حالة حركه مستمره و كأن الأحذيه لا تطيق الوقوف على الأسفلت الملتهب

و فجأه سمعت ما تمنيت لو أسمعه

"جيزعع
جيزععع
فاضي جييييييييييييييزااااااااااااااع "

صرخ بها الكمسري بكل ما يملكه من أحبال صوتيه معلنا ذهاب المنيباص إلى الجيزه

كان مهلهل الثياب ... على رأسه كاب ... يعلق على عنقه سلسله ... يركض ذهابا و أياب أمام المبنيباص
قال ( فاضي ... )
نظرت إلى الحافله الصغيره ... كان نصفها لونه أحمر و النصف الآخر أبيض ... ليست سيئه جدا
ناداني : جيزاااااااااع
الشمس حارقه
نادى ثانية : فاضي جيزاااااااا
يال هذا الزحام
آخر إنذار : جيزاع ... جيزاع ... فاضيييييييي

و ركبت ... و أول ما وطأت قدمي أرض الحافله الصغيره ... إنظلق السائق يطير بنا مخترقا السيارات
لم أكن حتى جلست ... و بينما عيني تبحث ببلاهة عن مقعد فارغ إذا بعقلي يكتشف الحقيقه
ليس هناك مكان لي ... الميني باص ليس فاضي
الكمسري كذاب !!!

أنزلني ... أنزلني

لكن الكمسري تجاهل وجودي و قال : كله يوسع ... ورا شويه يا رجل و يا مدام ...
ثم خاطبني : يا أختي إدخلي بعد إذنك في مكان تقفي فيه

لم يبالي بتذمر الواقفين
و أخذ يحشرهم

لا ... لن أقف في هذا الزحام

أصررت على النزول بقولي : أنت كذبت قلت فاضي هل كنت تقصد أنه لا زال هناك متسع للهواء ؟

و نزلت و ودعني بقوله : ( أتحدى أن تجدي اليوم مقعد فارغ )
و قبلت التحدي

archsalma
30-12-2009, 09:06 AM
إنتظرت من جديد في الشمس
فالوصول متأخرا بكرامتي خير من الوصول باكرا بكرامه داست عليها أقدام الواقفين في الباص
و هذه المره أوقفت تاكسي ... قال : على فين
قلت : الجامعه لو سمحت
فقال مبتعدا : يوه متجيبليش سيرة البتاعه دي !

archsalma
30-12-2009, 09:07 AM
الكمسري ... بائع التذاكر ( سابقا ) ... ما فائدته؟


أستغرب ... لماذا هو موجود ؟

أنظروا معي إلى كل حافله تمر في طريقكم ... ستلاحظون تلك اللافته المثبته على الزجاج الأمامي ... لو قرأتم ما فيها لإكتشفتم أن أسماء الأماكن التي تزورها الحافله مكتوب عليها بأكبر الحروف
ما دام الوضع هكذا ... إذن لماذا يجب أن يكون هناك صورة مجسده للإزعاج
شخص يتدلى كالدوده من على باب الحافله ...
ينادي بإسم المكان المنشود

ستقولون : ليجمع الأجره ...

ألا يمكن أن نعطيها للسائق مباشرة ؟

ستقولون : لينظم الناس

و هل يقوم بذلك حقا ؟

ستقولون : لمحاربه البطاله

أتحارب البطاله بالمهزله ؟

سأريحكم و أخبركم لماذا وجود الكمسري ضروري ..

تخيل لو لم يكن هناك كمسري ...

أمامك الآن قطعه خرده تمشي على أربع عجلات ... داخلها حشد من الناس و قطعه صغيره من الهواء ... نوافذها مغلقه لا تنفتح فلا يتسرب الهواء إلا من الزجاج المكسور أمام السائق و الباب المفتوح الذي يعرض الركاب للخطر

أسألك بالله عليك ... هل تركب ؟

بالطبع لا

أريدك أن تتخيل نفس المنظر الكئيب ... لكن مع وجود الكمسري
يتدلى بحرفيه من الباب ... يرفع يده مشيرا إلى الباص ... يناديك بطريقه مشوقه

( جيزه جيييييييييزااااااااااااا )

فتتجاهله

archsalma
30-12-2009, 09:08 AM
يستخدم إسلوب الترغيب

( فاضي جيزاااااااااااا فاضي )

تنظر مره و تسكت

جاء دور أسلوب التحبيب ... حبذا لو كان الكمسري طفل في السابعه ينادي بصوت متوسل راجيا :

( جيزه يا أخ ..؟ ... جيزه يا أخت ... جيزه بربع جيزه )

تطيل النظر ... أنت الآن تفكر بجديه أن تركب
لم ينفع معك الترغيب و لا التحبيب ... الآن أسلوب الترهيب

بصوت خافت ( جيزه )

ثم يمشي الميني باص ببطئ مهددا بالرحيل لكنه لا يرحل و يمشي الكمسري بجواره
تجد نفسك تفعل ما ستندم عليه مستقبلا ...

ترفع يدك مشيرا ... يراك كنسر يحوم على فريسته ... يقف ... تركب
و ينطلق

الكمسري مهمته أن يتلاعب بنفسيتك وظيفته أن يجعلك ترضى بالهم ... بائع كلام

فترى القبيح أجمل ما يكون
هذه هي طريقه صيده
و هكذا هي الحياه ... قد تخدعك بملاهيها و لذاتها ... قد تريك أكبر الكبائر أحلى الطاعات !!!

archsalma
30-12-2009, 09:09 AM
الفرق بين الإنسان و القط ...
فكرت مليا في مكان مناسب أودع فيه هذه المساحة المشغولة بالحروف ... قلت أضعها في المنتدى الأدبي ... لكن هل هي حقا نوعا من الأدب
إذن ماذا عن ساحة مشاكل الشباب ؟
لالا .. إلا لو كانت تربية القطط السيامية مشكلة من المشاكل التي لم يجدوا لها حلا إلى الآن
ماذا عن المنتدى لإسلامي ... هنا توقفت برهة فالإسلام و لله الحمد يتغلغل في كل مواضيع الحياة
لكني لا أعد نفسي ممن يستطيعون تحمل مسؤولية كتابة شيئ في الدين
ثم إن هذا الموضوع بصراحه رأي شخصي أي أنه يحتمل الخطأ بقدر إحتماله للصواب ... و الرأي قد يندرج تحت مفهوم الفلسفة ... لكني لست فيلسوفة فقد إنقطع آخر خيط بيني و بين الفلسلسفة حين كنت في الصف الأول الثانوي و حتى تلك لم تكن سوى سفسطة
و إغلاقا لهذه المعضله ذكرت نفسي بأن منتدانا لا يحتوي على قسما للفلسفة
إذن فلأعد إلى خياري الأول و أضعها في المنتدى الأدبي و لتكن خواطر في الظاهر و رأي شخصي بين طيات الحروف
لقد حذرتكم من هذا الموضوع فهو متخبط من بدايته
لا تقرأوا

archsalma
30-12-2009, 09:16 AM
الفرق بين الإنسان و القط ...
فكرت مليا في مكان مناسب أودع فيه هذه المساحة المشغولة بالحروف ... قلت أضعها في المنتدى الأدبي ... لكن هل هي حقا نوعا من الأدب
إذن ماذا عن ساحة مشاكل الشباب ؟
لالا .. إلا لو كانت تربية القطط السيامية مشكلة من المشاكل التي لم يجدوا لها حلا إلى الآن
ماذا عن المنتدى لإسلامي ... هنا توقفت برهة فالإسلام و لله الحمد يتغلغل في كل مواضيع الحياة
لكني لا أعد نفسي ممن يستطيعون تحمل مسؤولية كتابة شيئ في الدين
ثم إن هذا الموضوع بصراحه رأي شخصي أي أنه يحتمل الخطأ بقدر إحتماله للصواب ... و الرأي قد يندرج تحت مفهوم الفلسفة ... لكني لست فيلسوفة فقد إنقطع آخر خيط بيني و بين الفلسلسفة حين كنت في الصف الأول الثانوي و حتى تلك لم تكن سوى سفسطة
و إغلاقا لهذه المعضله ذكرت نفسي بأن منتدانا لا يحتوي على قسما للفلسفة
إذن فلأعد إلى خياري الأول و أضعها في المنتدى الأدبي و لتكن خواطر في الظاهر و رأي شخصي بين طيات الحروف
لقد حذرتكم من هذا الموضوع فهو متخبط من بدايته
لا تقرأوا

archsalma
30-12-2009, 09:17 AM
------------------------------------------------------------------------------------------------------
سؤال بسيط : هل نيوتن ذكي أم غبي ؟
طبعا ستقولون ما هذا السؤال العجيب ... أكيد الرجل عبقري ... لقد إكتشف سرا من أسرار الكون ... الجاذبية الارضيه
حقا ؟ ...
لكن لما إحتاج كل هذا الوقت ليكتشفها ... لماذا إنتظر حتى تسقط التفاحة ؟ ...

هناك ثلاثة إحتمالات
نيوتن ذكي: هذا معناه أنه لم يسقط أبدا من مهده حين كان طفلا و لا رأى في حياته شيئا يسقط
لكن ... حين وقعت التفاحة أرضا إكتشفت عبقريته أن الوقوع أمر وارد و أن هناك شيئا يجذب الأشياء الى الأرض ... ففهم لغز الجاذبيه

نيوتن غبي : وقع مليون مرة و أسقط قلمه الذي يكتب به تساؤلاته عن ألغاز الكون... كل شيئ أمامه يصرخ بوجود الجاذبيه لكنه لا يفهم و حين يغلبه النوم تسقطت التفاحة فوق رأسه و كأن الكون مدرسا يريد أن يجعل تلميذه الغبي يفهم و
.... أخيرا يفهم التلميذ بعد عناء فيقول ببلاهة : آآآآآآآآآآآآآآآه فهمت ... إنها الجاذبيه

نيوتن لغز : طوال حياته يرى الأشياء تسقط ... لكنه لم يهتم ... إلا عندما سقطت التفاحة فوق رأسه ... فتسببت الصدمه بزيادة كهرباء المخ ... و صار الرجل عبقريا ... فقد إكتشف الجاذبية

ملحوظة : هذه ليست دعوة للشك في كل شيئ بل هي دعوة للحكم على الأشياء بنفسك
------------------------------------------------------------------------------------
سأخبركم بموقف طريف حدث معي ضحكت عليه للوهلة الأولى لكنه غير نظرتي للإنسانيه كلها ... ربما يفهم كلامي أكثر ذلك الذي لديه قطة في البيت ، أما من ليس لديه فليذهب ليشتري قطة من أقرب محل لبيع الحيوانات الأليفه قبل أن يقرأ أي شيئ ...
نعم إستمتعت كثيرا باللعب مع ميستي و هو إسم قطتي السياميه حين كنت صغيرة و بمرور الوقت تحول إستمتاعي الى روتين ... إنها تفعل نفس الشيئ كل يوم ... تجري وراء الحبل ... تقفز ... تتسلق الستائر الى أن تضربها أمي بالمقشه ...
يقول أخي الأصغر إنها تظن الحبل فأرا أو فريسه ... لكني أتسائل إذا كانت حقا تعتقد ذلك فلماذا تمسكه بمخالبها و لا تدعه يفلت مهما كان الثمن ؟ ... و لماذا تتركه بعد وهلة ؟ ... و لماذا حين يهتز تنقض عليه من جديد ؟
هل هي حقا بهذا الغباء ...

و لكني إكتشفت أن ميستي ذكيه جدا ... ربما أذكى من قطط كثيرة ...
أجل هناك فروق في التفكير و الشخصية بين القطط و بعضها البعض ... تماما كالإنسان , أنظروا ... خرجت عن الموضوع الرئيسي ... ربما أحدثكم عن الفروق في الشخصية بين الحيوانات لكن في صفحات لاحقة

archsalma
30-12-2009, 09:17 AM
ها ... ماذا كنت أقول
آه ... نعم ... ذلك اليوم الذي تغيرت فيه نظرتي للإنسانيه ... المثير للسخريه أن من غير تلك النظرة حيوان و ليس إنسان !!
كنت مثل كل الناس ... تلقنت منذ الصغر أن الفرق بين الإنسان و الحيوان هوالعقل ... و أن الله سبحانه و تعالى وهب البشر عقلا و لم يهبه للحيوان ... أن الإنسان يفكر و الحيوان عاجز عن التفكير
لكن من أنا حتى يتغير في نظري هذا المفهوم الذي تربت عليه البشرية منذ بلايين السنين !!!
حسنا ... حدث ذلك صدفة
كان لدي ببغاء ( زازو ) ... شيئ أخضر ممل لا يتكلم و لا يحب الناس ... لا يعرف أي مهارات سوى اكل اللب و التفاح
و كنا نعلقه خارج البيت ... و حان وقت تنظيف القفص ... لكن هناك مشكله واحده ...
ميستي
التنظيف يجب أن يكون في المنزل ... و القطة في المنزل ... و زازو يكره القطط ... ليست ضغينه بلا سبب فهي تتوق لنتف ريشه الأخضر و غرس مخالبها في عنقه ببطئ
إذن فالحل الوحيد أن أكون حذره و أحمي الطائر المحبوس من الأسنان الحاميه
أخ ... نسيت أن أخبركم عن سبايسي ... أخو ميستي ( أعرف فيما تفكرون ... حديقة حيوان أليس كذلك )
لقد تخلصنا منهم جميعا الآن
المهم ... لم أكن أخشى بطش القط لأنه ذكر و الأنثى هي التي تصطاد في العاده أما هو فيكتفي بالنوم و التثاؤب
أو هذا على الأقل ما كنت أعتقده

archsalma
30-12-2009, 09:21 AM
نظارة الزمن
لماذا ترتدي نظارة ؟
لأن نظرك ضعيف ؟ ... أم لتقي عينك من أشعة الشمس
أم أنك ترتديها لإخفاء مشاعرك وراء إنعكاس ماحولك على زجاجها القاتم ؟
هل تصدقون لو قلت لكم أني أرتديها لسبب مختلف تماما
في مرة نادرة كان المخرج إلى سلم هروب مبنى عمارة مفتواحا
هناك وجدتها
نظارة
عاديه
ملقاه على الأرض الرخاميه
إلتقطها
جربتها على وجهي
شعرت بإرتياح غريب
و من بعيد كان الأصدقاء ينادون
لكن بدلا من أن ألوح لهم كما يفعلون
وجدت نفسي رغما عني أغمض عيني على صورتهم ... و عيونهم التي تسأل
ثم
لم أعد أراهم
و لم أعد أرى نفسي
إختفى كل شيئ
مبنى عماره الهيكلي
مشاريع الطلبه المدقوقه على الحائط
و أجسام زملائي
.....
( شاميه في طيبها و هوائها , يمنية في إعتدالها وإستوائها , هنديه في عطرها و ذكائها , أهوازية في عظم جباياتها , صينيه في معادن جوهارها , عدنيه في منافع سواحلها )
فتحت عيني على فم ينطق بهذه الكلمات التي قالها شيخ مهيب يتجول بين أركان حديقة غناء
أين أنا ؟
جاءتني الإجابه على الفور حينما وقعت عيني عليه
مئذنته ذات الإرتفاع الشاهق ...
قبته الهيفاء التي تقوم على روافد من الخشب المحفور

يا إلهي ... إنه جامع قرطبة !!!
أنا في الأندلس
قبضت على أول مار بجواري ... صحت في وجهه : ألسنا في عام 2006 ؟
هز رأسه نفيا و هو يحاول الإفلات مني قبل أن يقول : بل نحن في عام 780 م
تركته و قد تأكدت أني عدت بالزمن إلى الوراء ... إلى حيث عصر الخليفه عبد الرحمن الأول ... ذلك الذي إنفصل بالأندلس عن باقي بلاد العرب
و هذا الذي أمامي هو جامع قرطبه الذي يعتبر من آثار الدور الأول لفن العمارة الإسلامية بإسبانيه , و على ما أذكر كانت منارة لاجرالده ( لعبة الهواء الإشبيليه ) هي من آثار الدور الأوسط لفن العمارة الإسلاميه ... بينما قصر الحمراء يعد عنوانا لما إنتهى إليه فن العمارة العربي

نعم أتذكر ... كل هذه المباني أنشئت في مختلف الأدوار من التباين في الطراز لكن لها طبعا خاصا يدل على أصلها أول وهله ...
فقصر الحمراء في غرناطه أو جامع السلطان حسن في القاهرة أو باب علاء الدين في دهلي كلها يجمعها مميزات العمراة الإسلاميه و إن إختلفت بإختلاف المكان و البيئة و ...
قاطع تفكيري يد تربت على كتفي
فإذا به نفس الشيخ الذي رأيته يتجول في بادئ الأمر

archsalma
30-12-2009, 09:21 AM
قال : يا بني ... أن غريب عن الأندلس و قد بهرني طيب هواء جناتها فلم أع أن الصلاة فاتتني ... ألا تدلني على مسجد أصلي فيه ؟
قلت له بذهول : ها هو أمامك جامع قرطبه
ضحك الشيخ قائلا : إعذر ضعف بصيرتي يا ولدي ... ألا تأخذني إليه لنصلي سويا
و تأبط يدي بلا إنتظار إجابة ... و دلفنا معا إلى الجامع
و كان أول ما أخذ نظري الأعمده ... كان المكان ممتلئا بالأعمده ... أكثر من 1000 عمود مصنوع من مختلف الرخام على شكل رقعة شطرنج لتكون هذه الأعمده تسعه عشر صحنا واسعا طولا و ثمانيه و ثلاثون صحنا ضيقا عرضا ... و رأيت في وجهه الجنوبي تسعة عشر بابا مصفحا بصفائح برونزيه عجيبة الصنع خلا الباب المتوسط الذي كان مصفحا بألواح من الذهب ....
وقفت أتأمل بلا حراك فإذا برفيقي الشيخ هو الذي صار يقودني نحو المحراب
محراب جامع قرطبه ... أكاد أجزم إنك لا تكاد ترى أحسن من زخرفه و سنائه في أي أثر قديم أو حديث ...
و قبل أن أبدأ في الصلاة لاحت مني نظره إلى السقف ... السقف يقوم على أعمده ... و هذه الأعمده تكون صفوف من الصحون الكبيرة المتوازية المؤديه إلى باحته ... و يتألف من مجموع تلك الأعمده غابه من الرخام و اليصب و الغرانيت ... و تعلو تلك الأعمده أقواس رائعه منضده مصنوعه على شكل نعل الفرس

لكزني الشيخ ... مقاطعا تأملاتي
و أمني في الصلاة
..

المصدر : كتاب حضارة العرب ل ( جوستاف لوبون )

archsalma
30-12-2009, 09:23 AM
سألو الطبيب و سألو الشيطان ...

ذات يوم سألوه أي تخصص ستختار ؟
فقال الطبيب ( بإعتبار ما سيكون ) : إما النساء و إما الأطفال
فتعجبو لماذا بالذات هاذين التخصصين ؟ ... لما ليس الجراحه أو العظام
فسكت دقيقه شارده
ثم رد بكلمته المشهورة : لا النساء ستتوقف عن الإنجاب و لا الأطفال سيتوقفون عن الإصابه بالمرض
----------------------------------------------
و في نفس الوقت كان هناك شياطين صغيرة تلتف حول معلمها
فرفع أحدهم إصبعه الملعون
فسمح له المعلم أن ينطق
فسأل و هو العديم الخبره : يا أستاذ ... أريد أن أسأل ؟ ... لماذا تتخصص في الغرائز و الشهوات التي تستهوي الشباب و البنات ؟
إبتسم الشيطان الكبير و أجاب تلميذه بسؤال : ماذا تعني ؟
تعلثم التلميذ فتطوع أحد الحاضرين بالإجابه لعله ينال أعمال سنه جيده : يقصد يا سيدي أنك تركز على موضوع واحد في أغلب الأوقات ... الحب و الهوى بينما يمكنك أن تفعل ما هو أخطر من هذا و ذاك

ينهض الشيطان من على مكتبه و يعرج في مشيته متجولا بين تلاميذه الذين لا يزالون في أوج الشباب ... و ما هو الأخطر من الحب و الهوى يا شياطين الغد
قام أحدهم من مجلسه مجيبا بحماس : القتل ... القتل يفني الأنفس و يقلل الأعداد و القاتل ليس له رحمه يوم الحساب
تزول الإبتسامه من على وجه الشيطان الكبير ثم يقول : كم أنت طالب بليد ... ألم تقرأ كتابي قابيل و هابيل ؟
القتل خسارة بقدر ما هو مكسب يا صغيرا ... فإني أكسب قاتلا قاسي القلب لكني أخسر شهيدا في رصيد الجنه

يجلس الشيطان الصغير دافنا نفسه بين أقرانه الضاحكين ...
يقطع الأستاذ ضحكاتهم بسؤال : هل لديكم إجابه أكثر منطقيه من هذه ؟
صمت الجميع من الرهبه ... حتى شيزهون أذكى الطلاب لم يفتح فاه
نظر إلبه الأستاذ قائلا : ما رأيك يا شيزهون ؟
شيزهون و ملامحه تتقد دهاء : القتل ليس ذا قيمه و لم يعد كذلك منذ القرن الماضي ... نحن الآن في عصر السرعه ... و كما تقدم البشر في مجالات التكنونلوجيا المختلفه نحن أيضا يجب أن نحاول أن نوفر الطرق السريعه في إنقاص الحسنات و رفع مستوى السيئات

الشيطان الكبير : حتى أنت لم تفهمني ... تخصصي في كل العصور و الأزمنه ... منذ العصر الحجري و هو ناجح ... تخصصي ليس له علاقه بالزمن إنه يهزم الزمن
لكنك محق في شيئ واحد ...ما أفعله مفعوله سريع جدا ... سرع ليس من وجهة نظر العاصين الأغبياء ... بل من وجهة نظر أكثر شمولا ... إن ما أفعله يدمر الأرض في لمح البصر
يكمل و قد صمت الجميع : دخلت قلب كل شاب و فتاه ... نزعت منه الحب ... حب الله ... فزال كل الحب معه ... ووضعت مزيجا عطرا من الكره و الغيرة و الحسد و الشهوة الفاسده التي لا يشبعها الحلال
ثم أضفت رشه من الحزن و الندم

archsalma
30-12-2009, 09:23 AM
و ختمت بإشعال نار الفتنه بين الطرفين ... الشك ...
و أتعلمون ما المضحك ؟ ... لقد أضفت نكهه ذات طعم حلو لتمحو مذاق الزنى المر بالزواج العرفي و ما هو إلا ستار و ما أرقه من ستار
ستار شفاف
لكنه ستار

يشهق الجميع إعجابا بدهاء أستاذهم بينما تجري الأقلام وراءه تدون كل كلماته المفيده

يكح ليعطيهم فرصه لكتابه ما فاتهم

يتناول طبشوره و يكتب على الصبوره :
وسائل سريعة المفعول لأكل عقول الناس
1- تهوين ما هو بغيض عن طريق النشر و التعميم الإعلامي

قال قبل أن يكتب الثانيه : أعلم أنكم لا تفهمون فما زلتم صغار
مثال على ذلك فضيحه هند الحناوي ...
نوزع للناس ألا يسترو عصيانهم الذي ستره الله ... و ينشرو الموضوع و تكبر القضيه و تأتي في كل البرامج
البيت بيتك و خلافه
و في النهايه لا يتوصلون لحل
فالهدف ليس التحقق من نسب الطفله بل الهدف الأسمى هو أن يعلم الشباب و البنات بالقصه و تختمرالفكرة في العقول ببطئ حتى يستسيغها الجميع و يباح المحظور
إن ما يمنع الإنسان عن المعصيه هو إستغرابه لطعمها
لكنه إن تعود عليها بقطمة صغيره تلو القطمه لتعود طعمها الكريه و ألف المزيد

2- أغاني الفيديو كليب و الأفلام الإباحيه
3-
....
ينظر في ساعته السوداء ... مر الوقت بسرعه
يجب علي الذهاب فلدي محاضره أخري في إنتظاري في الجامعه الخاصه

لكن أحد الحاضرين ينهض متوسلا : دكتور ... أعطينا مفتاح الموضوع
فعقد حاجبيه الملتصقين ... و سكت دقيقه شارده
ثم إعوجت مشيته و هو ينصرف

و رد بمقولته المغمورة : لا الرجل سيكف عن الإحتياج للمرأه و لا المرأه ستكف عن الإحتياج للرجل

ثم أغلق الباب و هو يتمتم حوروا هذه العلاقه الساميه أفضل تحرير ... شوهوها بكل الطرق ... سلموهم إلى النار كالهشيم

تمت بحمد الله ...

archsalma
30-12-2009, 09:24 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خربشات ...
تقول عنها استاذي الفاضل كلام قد لا يحوي معنى ... ما اجمل من ان تتكلم بلا حساب و لو احيانا فما دام ليس دائما فلا باس
قرات الموضوع منذ ان ولد اول مرة و لم اعلق بل تركت الصمت يعبر و انا اقرا ما خطته الوان الطبيعة و تمارا و جميع الاقلام الملفته
اما عن الاخطاء النحوية ( فلا تعليق ) هو ردي
مؤخرا لم اكتب شيئا ... حتى في دراستي لا اكتب فلا وجود للقلم فيها ...
لذلك ساضع خربشة صغيرة خطرت في بالي الآن
ملحوظة : لا تقراوها



صقر الملك ...

( المحاضرة بدأت و الدكتور في المدرج يكلم الكراسي ... هيا هلموا الى المراجعة )
هكذا اخذ مندوب الدفعة يصيح مرارا و تكرارا كمذيع الاخبار ايام زمان ... راكبا حمار بطيئ
... ينهق بكلام فيه تلحين لكن صوته لا يقل قبحا عن صوت حماره
لا الومهم فحينها لم يكن لديهم تلفاز و لا مذيع
فكرت : ولا نحن
و كقطيع من ماشية خاملة صعدنا السلالم اما الراعي فقد امسك المسطرة التي عوضا عن العصا ليهش غنمه المتمرد
و كان هناك ... الجزار
عذرا ... الدكتور ... على الباب يتفحصنا بنظرة كلها اسى ... و في عقله فكرة تختمر بسرعة
( يا خسارة هذا الجيل )
و كما يحدث لكل قطيع ... تحيد بعض الماشية عن الطريق ... فوصل منا من وصل ... جلس منا من جلس ...
ووقف الدكتور على المنصة ... و عينه لا تفارق المقاعد الخالية ... التي قد لا تقل اهمية عن الممتلاة باصحابها

ثم شرع يكتب على الصبورة ...
دون ان ينبس ببنت شفه ...

كان هذا مشهدا متكررا ليوم يتكرر ...
لكن قد يتسائل البعض ما علاقة صقر الملك بالحروف الماضية
تلك خربشة اخرى ان شاء الله

يمص اصبعه ...

يال العجب ؟ ... لما كل هذا الزحام ...
ماذا يحصل ؟ ... سألت أخي فاطرق برأسه بلا جواب
نحيته جانبا و اقتربت لارى و كلما اقتربت زادت اصوات الحشد ... اصوات كثيرة مختلفة ... انين و شيئ من الطنين لكن لا كلام !
اروني على ماذا تجتمعون ؟ لكن احدا لم يرد علي ... مما اشعل تصميمي على ان ارى
رجوتهم : ارجوكم اروني الى ماذا تنظرون
لكن الستار الآدمي كان قد حجب كل شيئ و غمر كل شيئ ...
كنت على وشك ان افقد الامل الى ان لمحت رجلا مسنا ينظر الى نظرات مصنوعة من العتاب
سالته و قد غلب فضولي خجلي : على ماذا يجتمع هؤلاء ؟ لماذا لا تريدني ان ارى
لكن و لدهشتي التقط ميكروفونا صغيرا و نادى : اتريدون ان تعرفوا ؟ اتريدون ان تروا ما هذا ؟ تعالوا و لتطلقوا العنان للبصر
كان يقولها باسى كبير لكن كلماته اثرت في كل المجتمعين فاطاعوه كانه قائد مهيب

archsalma
30-12-2009, 09:25 AM
و انقشع ضباب البشر
فتقدمت خطوة
تلو الخطوة ...
رايت ... سبعة أغطية على ارض رملية ...
تقدم احد الواقفين و
و كشف الغطاء عن ... طفل !
طفل في السادسة من العمر ... نائم ؟
سالتهم فما ردوا
نعم نائم ... لانه يضع اصبحه السبابه في فمه ... و آخذ وضع النوم ...
ابتسمت و الدمع يغالب مقلتي ...( ما اجمل الاطفال و هم نيام ... اشقياء في الصباح لكن ملائكة في المساء )
صرخت فيهم : اين وسادته ؟ ... كيف تتركونه هكذا على الارض
اين امه و ابوه ؟
تقدم نفس الشخص و ازال غطائين آخرين ... فاذا بها سيدة و رجل ... ينامون كما الطفل الصغير ... لكن ...
لكن رأس الاب كانت مغمورة بالدم ... أما الام ف..
لم تقوى عيني على النظر فالتفت الى الاربعة اغطية الباقيه ... فاذا بالرجل ذاته يكشف الستار عنهم ... وجدت كياني ينتفض في كل مرة يزال فيها غطاء ... و كأن الواقف امامي ما هو الا ساحر حزين يكشف عن غرائب هذا العالم
الاربعة فيما يبدو اخوة الصغير ... كلهم مثله ... كلهم متخذين وضع النوم ...
اقتربت خطوة ... اتفقد تلك العائلة و قد فقدت القدرة تماما على النطق ... الا من كلمة واحدة ( لماذا ؟ )
جائتني الاجابة من الرجل المسن و هو يقول ناظرا لي : لقد قصفوهم البارحة و هم نيام
اغمضت عيني كي لا ارى ... لكن منظر الطفل الذي يمص اصبعه لم يرد مفارقة مخيلتي
اريد ان احتضنه ... اخبره الا يخاف ...
اقتربت خطوة تلو الاخرى
لكنه كان لدهشتي يبتعد ... و كانه لا يريدني
آسفه ... سامحني ... مددت يدي اليه
لكنه لم يكف عن الابتعاد
مددت اصابعي
سآخذه معي
ابتعدوا

اوشكت على ان المسه ... لكن يدي ارتطمت في الزجاج
يا الهي !!
نسيت انه في التلفاز ...

archsalma
30-12-2009, 09:26 AM
كان صباحا تكراريا روتينيا ... و كانت الحافلة تجري بلا مستقر
فلايمسك العجله إلا يد مخلخلة لسائق عيناه باهتتان ,و كأنه قد تعاطى شيئا على بكرة الصبح
لكن بالرغم من زحام المرور كان الجو غاية في الروعه
خصوصا مع الشباك المفتوح الذي يترك النسائم تداعب وجوهنا برفقه أشعة شمسية نقيه
فنسعد بهذا الإبداع الجليل
و فجأه
كح كححححححح كح
يا إلهي ... ما بال النسائم تهرب
آه
إنه السائق قد أشعل سيجارته من جديد
قلت له : لو سمحت أطفئها و دع لنا نقاء الهواء
لكنه لم يرد
و نظرت إلى الركاب حولي
فإذا بهم ما بين ضاحك و هازئ
أخرسني ذهولي فقطعه أحدهم قائلا بسخريه : إحنا في مصر
و
حاولت أن أنسى ما قال
سددت أنفي متجاهلة رائحة الدخان
حتى أوقفنا شرطي في لجنة مرور
يبدو أن السائق تجاوز السرعه المتاحه
إبتسمت في داخلي
الآن سيتحقق العدل
لكن و لدهشتي ... لمحت يد السائق تتسلل إلى جيب الشرطي
إذن هناك إحتمال من إثنين
إما أن الجو بارد لدرجة تجعل السائق يريد أن يدفئ يده في جيب الشرطي
أو
أو أن السائق ببساطة يرشو الشرطي
إبتسمت أكثر ... رائع ... الآن سيصيح به الشرطي كما في الأفلام

العربي القديمه : أأنت ترشوني ؟ ...هيا إلى القسم
و لكن
حدث العكس
صمت الشرطي تماما و سمح للسائق أن يعبر منتصرا
غير معقول
همست السيده التي بجواري في أذني قائلة : هه ... إحنا في مصر
تجاهلت تلك العبارة للمرة الثانيه
نزلت من الحافله
كنت أعبر الشارع و لكني فوجئت بكل السيارت تتسابق لكي تدهسني
فلا أحد يريد أن يصبر دقيقة أعبر فيها
لكني في النهاية عبرت ... و على الرصيف سلمت على صاحبتي و أخبرتها : أرأيت كيف يريدون دهسي
إبتسمت قائلة ببرود : أمال إنتي فاكره إيه ... يا بنتي إحنا في مصر
حاولت ألا أفكر فيما قالت
و صعدنا إلى المدرج .. لكن الدكتور تأخر ساعتين كاملتين
و حينما جاء سألته : يا دكتور لماذا تأخرت ؟
فإنتفض الجميع من فرط الضحك

archsalma
30-12-2009, 09:27 AM
و أجاب هو قائلا : فاكره نفسك فين ؟ إحنا في مصر
ثم أنهى المحاضرة
التي كان الكل يثرثر فيها
فتركنا مقاعدنا و إنطلقنا على خبر طلوع النتيجه
و جدناها معلقة في الطرقه
إندفع الجميع كالثيران
فمنهم ذوي عضل ينهش الورق
و منهم من يناضل للحفاظ على مستوى تنفسه في الزحام
و منهم من يقفز على أخوته كي يصل
و منهم ( نحن ) الضعفاء
تجمعنا في الخلف
ننتظر إنتهائهم كما اللبوة التي تنتظر أسدها لكي يفرغ من نهش فريسته حتى تأكل هي و أولادها فتات طعامه
نظرت إلى صاحبتي متعجبه
فضحكت قائلة : إحنا في مصر
هذه المره ضقت ذرعا
تركتها دون أن أعرف النتيجه
و بينما أنا خارجه من الكليه ... فوجئت بكميه هائله من الأمن المركزي ملتفين حول السور
و في يد كل منهم عصاه
أي مكان هذا الذي يسمح لبعض الجهلاء أن يهشوا طلاب الجامعه و أساتذتها بعصيانهم
فأتتني الإجابه من فم طالب يكلم زميله قائلا : هه ... مصر ... إحنا في مصر
هربت من الكلمه ... توجهت إلى الباب لكي أخرج
لكن حارس البوابه قال آمرا : توقفي يا آنسة ... ممنوع الخروج
سألته : من أعطاك الحق لتمنعني ؟
قال باسما : أي حق ؟ إنتي فاكره نفسك في كندا ؟ إحنا في مصر

قلت له بنفاذ صبر : مللت هذه العباره ... كلما سألت عن ظلم القوى للضعيف قلتم نحن في مصر ... كلما سألت عن المهزله و الرشوه و ضياع النظام قلتم أنه أمر طبيعي ... إننا في مصر ...
كلما تعجبت
كلما دهشت
قلتم إننا في مصر
إن أخطر شيئ يا سيدي ألا نتعجب ... أن يصير الخطأ صواب و نحن نتأمل ... و حين نسأل لما
ذنب من هذا
نقول بلا شعو بالذنب ...هذا ذنب مصر
فأرجوك لا تقل نحن في مصر
بل قل : نحن
ثم إصمت في أسف
و لكن يا سيدي
إن كنت مصر أن تقولها
فلتصعد رجاء إلى قلعة محمد على
و إنظر من هناك ... إلى مآذن القاهرة ... و خط سمائها
ثم تذكره الرسول ( ص) حين قال ( خير أجناد الأرض )
و لتنتقي مشهد شهامة شاب يدافع عن سيده عجوز يحاولون سرقتها
أو تدين قلب يرفع المصحف في مواجهة أعداء الإسلام