مغروور قطر
16-02-2006, 05:18 AM
توقعات أمريكية متزايدة بتراجع أسعار النفط في الشهور المقبلة
تاريخ النشر: الخميس 16 فبراير 2006, تمام الساعة 01:46 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
واشنطن ـ أحمد محسن :
يتجه أغلب خبراء النفط الأمريكيين في اللحظة الراهنة إلى توقيع حدوث انخفاض تدريجي منتظم على أسعار النفط خلال الشهور المقبلة وذلك باستبعاد حدوث مفاجآت من خارج السوق يمكن ان تبدل ذلك الاتجاه. فقد قال مايكل لينش رئيس مؤسسة أبحاث الطاقة والاقتصاد الاستراتيجية «ستراتيجيك ايزجي آند ايكونومي ريسرش» التي تقع في وينشسة بولاية ماستشوستس ان معادلة العرض والطلب كما كانت عليها خلال أغلب شهور عام 2005 بدأت تتغير الآن.
وفسر لينش الذي يعد واحداً من أبرز خبراء سوق الطاقة بالولايات المتحدة ذلك بقوله «أدى ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع كبير في الاستثمارات ومن ثم ظهور قدرة انتاجية لم تكن موجودة من قبل وتطوير قدرات انتاجية موجودة. وطبقاً لآخر تقارير وكالة الطاقة الدولية في باريس فإن النفط الاضافي الذي يمكن انتاجه خلال هذا العام يبلغ 2.2 مليون برميل يومياً. أما الزيادة المقابلة في الطلب فانها لن تتجاوز 78.1 مليون برميل يومياً. ويعني ذلك انه سيكون لدينا في سوق هذا العام طاقة انتاجية فائضة.
وأضاف الباحث الأمريكي «بعد ذلك جاء البيان الأخير لوزارة الطاقة الذي أعلن ان مستوى مخزونات الولايات المتحدة من النفط والوقود تفوق مستوياتها المعتادة في هذه الفترة من السنة. ويمنح ذلك السوق هامشاً أكبر للاطمئنان. ولا أجد في هذا السياق ما يدعو إلى توقع ارتفاع الأسعار على أي نحو.
جاء ذلك على خلفية حدوث انخفاض فعلي في أسعار النفط بالعقود المستقبلية تسليم مارس، اذ انخفض السعر إلى 84.61 دولار للبرميل في سوق نيويورك. أي بواقع 2.1% أو بالاحرى نحو 78 سنتا. إلا أن هناك اتفاقا عاما على أن هذا السعر أعلى قليلاً مما كان يجب ان يكون عليه.
إلا أن الأمر لا يبدو محسوما بصورة قاطعة بعد. اذ يظهر آخر استطلاع للرأي جرى بين 56 من ابرز محللي وخبراء سوق النفط في الولايات المتحدة ان 24 منهم ـ أي بنسبة 43% ـ قالوا ان الأسعار ستتجه نحو الانخفاض خلال الأسابيع المقبلة، وقال 19 خبيراً ان الأسعار ستتجه نحو الارتفاع، فيما قال 13 انها لن تتغير كثيراً.
ويقول بن ديل المحلل في مؤسسة «سانفورد برنشتين» بنيويورك ان هناك قلقا من تأثير أوضاع الجغرافيا السياسية ـ باستخدام تعبيره ـ على السوق لاسيما الأزمة المستمرة مع إيران. وأضاف ديل «محددات السوق وحدها تبعث على توقع انخفاض الأسعار. فاحتياطي وقود السيارات قفز الأسبوع الأول من فبراير إلى 3.223 مليون برميل ان بمقدار 3.4 مليون برميل دفعة واحدة، وهي الزيادة الأسبوعية السادسة على التوالي. وإذا حسبنا متوسط الاحتياطي من وقود السيارات في هذه الفترة على امتداد السنوات الخمس الماضية فاننا سنجد ان ما لدينا الآن يزيد على هذا المتوسط بنسبة 6.4%.
وأضاف ديل «مصدر القلق الأساسي الآن هو ان تطرأ احداث مفاجئة، مثل حدوث صدام عسكري مع إيران ومن ثم ردة فعل تهدد مسار نفط الشرق الأوسط أو وقوع هجوم ارهابي كبير في تلك المنطقة على نحو يعزز المخاوف من عدم استقرار الامدادات. ان ذلك لم يتبدد من الأذهان.
وكان المؤشر الأساسي الذي يشجع توقعات ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، ان مؤشر أسعار وقود السيارات باعتباره عاملا اساسيا محدداً لأسعار النفط الخام في الأسواق الأمريكية، كان هذا المؤشر هو الذي اظهر بجلاء اتجاه أسعار الخام للانخفاض. ذلك ان عقود تسليم شهر مارس من وقود السيارات انخفضت بمقدار 22.5 سنت للجالون، أو نحو 5.3% لتصل إلى 46.1 دولاراً. ويعد هذا السعر هو الأقل منذ 20 نوفمبر الماضي. كما أن أسعار الأسبوع الأول من فبراير انخفضت في كل أيام الأسبوع بلا استثناء ليبلغ مقدار انخفاضها الكلي 13%.
أما بشأن مخاوف «الجغرافيا السياسية» فقد تناولها جيمس ستيل مدير تعاملات المواد الخام في مؤسسة «مان فاينانشيال» بنويورك بقوله «لسبب ما يتراجع القلق من انجفار الأزمة مع إيران وربما يرجع ذلك إلى إعلان البيت الأبيض انه حريص على حل الأمر بالوسائل الدبلوماسية.
وأضاف ستيل موسم الشتاء والضغط على المعروض من زيوت التدفئة يوشك على الانتهاء والمخزونات مرتفعة وثمة توقعات بزيادة الانتاج من الخام. ويدعو ذلك إلى قدر من الاطمئنان يوازي ان مخاوف من حدوث تطورات دولية مفاجئة.
تاريخ النشر: الخميس 16 فبراير 2006, تمام الساعة 01:46 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
واشنطن ـ أحمد محسن :
يتجه أغلب خبراء النفط الأمريكيين في اللحظة الراهنة إلى توقيع حدوث انخفاض تدريجي منتظم على أسعار النفط خلال الشهور المقبلة وذلك باستبعاد حدوث مفاجآت من خارج السوق يمكن ان تبدل ذلك الاتجاه. فقد قال مايكل لينش رئيس مؤسسة أبحاث الطاقة والاقتصاد الاستراتيجية «ستراتيجيك ايزجي آند ايكونومي ريسرش» التي تقع في وينشسة بولاية ماستشوستس ان معادلة العرض والطلب كما كانت عليها خلال أغلب شهور عام 2005 بدأت تتغير الآن.
وفسر لينش الذي يعد واحداً من أبرز خبراء سوق الطاقة بالولايات المتحدة ذلك بقوله «أدى ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع كبير في الاستثمارات ومن ثم ظهور قدرة انتاجية لم تكن موجودة من قبل وتطوير قدرات انتاجية موجودة. وطبقاً لآخر تقارير وكالة الطاقة الدولية في باريس فإن النفط الاضافي الذي يمكن انتاجه خلال هذا العام يبلغ 2.2 مليون برميل يومياً. أما الزيادة المقابلة في الطلب فانها لن تتجاوز 78.1 مليون برميل يومياً. ويعني ذلك انه سيكون لدينا في سوق هذا العام طاقة انتاجية فائضة.
وأضاف الباحث الأمريكي «بعد ذلك جاء البيان الأخير لوزارة الطاقة الذي أعلن ان مستوى مخزونات الولايات المتحدة من النفط والوقود تفوق مستوياتها المعتادة في هذه الفترة من السنة. ويمنح ذلك السوق هامشاً أكبر للاطمئنان. ولا أجد في هذا السياق ما يدعو إلى توقع ارتفاع الأسعار على أي نحو.
جاء ذلك على خلفية حدوث انخفاض فعلي في أسعار النفط بالعقود المستقبلية تسليم مارس، اذ انخفض السعر إلى 84.61 دولار للبرميل في سوق نيويورك. أي بواقع 2.1% أو بالاحرى نحو 78 سنتا. إلا أن هناك اتفاقا عاما على أن هذا السعر أعلى قليلاً مما كان يجب ان يكون عليه.
إلا أن الأمر لا يبدو محسوما بصورة قاطعة بعد. اذ يظهر آخر استطلاع للرأي جرى بين 56 من ابرز محللي وخبراء سوق النفط في الولايات المتحدة ان 24 منهم ـ أي بنسبة 43% ـ قالوا ان الأسعار ستتجه نحو الانخفاض خلال الأسابيع المقبلة، وقال 19 خبيراً ان الأسعار ستتجه نحو الارتفاع، فيما قال 13 انها لن تتغير كثيراً.
ويقول بن ديل المحلل في مؤسسة «سانفورد برنشتين» بنيويورك ان هناك قلقا من تأثير أوضاع الجغرافيا السياسية ـ باستخدام تعبيره ـ على السوق لاسيما الأزمة المستمرة مع إيران. وأضاف ديل «محددات السوق وحدها تبعث على توقع انخفاض الأسعار. فاحتياطي وقود السيارات قفز الأسبوع الأول من فبراير إلى 3.223 مليون برميل ان بمقدار 3.4 مليون برميل دفعة واحدة، وهي الزيادة الأسبوعية السادسة على التوالي. وإذا حسبنا متوسط الاحتياطي من وقود السيارات في هذه الفترة على امتداد السنوات الخمس الماضية فاننا سنجد ان ما لدينا الآن يزيد على هذا المتوسط بنسبة 6.4%.
وأضاف ديل «مصدر القلق الأساسي الآن هو ان تطرأ احداث مفاجئة، مثل حدوث صدام عسكري مع إيران ومن ثم ردة فعل تهدد مسار نفط الشرق الأوسط أو وقوع هجوم ارهابي كبير في تلك المنطقة على نحو يعزز المخاوف من عدم استقرار الامدادات. ان ذلك لم يتبدد من الأذهان.
وكان المؤشر الأساسي الذي يشجع توقعات ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، ان مؤشر أسعار وقود السيارات باعتباره عاملا اساسيا محدداً لأسعار النفط الخام في الأسواق الأمريكية، كان هذا المؤشر هو الذي اظهر بجلاء اتجاه أسعار الخام للانخفاض. ذلك ان عقود تسليم شهر مارس من وقود السيارات انخفضت بمقدار 22.5 سنت للجالون، أو نحو 5.3% لتصل إلى 46.1 دولاراً. ويعد هذا السعر هو الأقل منذ 20 نوفمبر الماضي. كما أن أسعار الأسبوع الأول من فبراير انخفضت في كل أيام الأسبوع بلا استثناء ليبلغ مقدار انخفاضها الكلي 13%.
أما بشأن مخاوف «الجغرافيا السياسية» فقد تناولها جيمس ستيل مدير تعاملات المواد الخام في مؤسسة «مان فاينانشيال» بنويورك بقوله «لسبب ما يتراجع القلق من انجفار الأزمة مع إيران وربما يرجع ذلك إلى إعلان البيت الأبيض انه حريص على حل الأمر بالوسائل الدبلوماسية.
وأضاف ستيل موسم الشتاء والضغط على المعروض من زيوت التدفئة يوشك على الانتهاء والمخزونات مرتفعة وثمة توقعات بزيادة الانتاج من الخام. ويدعو ذلك إلى قدر من الاطمئنان يوازي ان مخاوف من حدوث تطورات دولية مفاجئة.