حمد
03-01-2010, 07:18 AM
يا شبيه صويحبي حسبي عليك
كل ما ناظرت عينك شفت ذاك
لعل الشاعر المبدع الأمير خالد الفيصل أجمل من جسد
تلك التجربة الإنسانية التي يمر بها الكثيرون عند رؤية شبيهي
الأحباب وزادها شجناً فنان العرب محمد عبده، نظرة خاطفة
على الشبيه تزلزل كيان من يراه فيجد نفسه مدركاً فداحة
الشوق الذي ربما لم يلق له بالاً ذلك اليوم.
يظل أحدنا محدقاً بدهشة في ذلك الغريب حتى وإن كان
في مكان عام دون مراعاة كونه غريباً أو كون المكان مزدحماً،
لا يرى إلا صورة ذلك العزيز في هيئة الشبيه دون أن يكون
للزمان أو المكان أو العيون المحدقة أو الوجوه المارة اي معنى
في تلك اللحظات.
ورغم علمه أن الأمر مجرد صدفة عادية تتكرر كثيرا إلا أن
ذلك لا يمنع سيل الذكريات وأحياناً الدموع التي تستجدي من
ذلك الغريب اي حركة جسدية تؤكد قوة الشبه حتى وإن كانت
بسيطة، ضحكة أو بسمة أو مشية أو مجرد هيئة، وربما يصل
الأمر بالشخص أن يتصل هاتفياً بذات اللحظة بأحباب آخرين
"ليبشرهم" بأنه رأى شبيه ذلك الشخص العزيز الذي ربما غيبه
الموت عنه وتجدهم "يستبشرون" بالخبر وربما غبطوا ذلك
الشخص على حظه وتمنوا أن يكونوا مكانه، وتراهم يستمعون
إليه بإنصات في وصفه للشبيه كأنه هو الحبيب الغائب بذاته!
وكبار السن من أهلنا يتواجدون في أزيائهم القديمة الغالية
على قلوبنا فكثيرات من يشبهن أمي رحمها الله في هيئتها
القطرية الاصيلة بعباءة الرأس والبطولة وحناء اليد ورائحة
دهن العود ، أراهن في بعض الأماكن وأشبع عيني برؤيتها فيهن
يوقظن في داخلي ابنها المحب المشتاق لكل لحظة ذكرى من
الزمن البعيد المختلف كلياً عن الوقت الحاضر.. إنهن الغاليات
شبيهات الغالية.
تقول إحداهن عن تجربة مماثلة مرت بها في حديقة الهايد
بارك في عاصمة الضباب لندن التي توفي بها والدها، لم أشعر
بنفسي إلا وأنا متقطعة الأنفاس من المشي خلف رجل كبير في
السن ذكرني بأبي رحمه الله، ما إن لمحت هيئة أبي من بعيد إلا
وقد سابقتني قدمي خلفه في الحديقة ولم أنتبه لنفسي إلا وأنا
على وشك الدخول وراءه في أحد الأنفاق تحت الأرض، وبعد أن
عدت إلى الفندق واسترجعت الأمر ندمت أنني لم أخرج هاتفي
النقال لأصوره وأري إخوتي شبيه أبينا الراحل!
يصل الأمر بالبعض أن يتقرب من الشبيه ويسعى لمعرفته
وغالباً ما يحاول أن يكثر من زيارة أقارب العزيز الراحل لتكون
تلك اللقاءات عطرة بذكرى الحبيب الغائب وتتكرر فيها جملة
"ذكرتني بالغالي" ففي هذه اللقاءات تتأتى الذكريات من
تصرفات أهل الراحل ونظراتهم وحتى نبرات الصوت!
آخر الكلام ...
شبيه صويحبي.. هيض شجوني..
يوم شفته بين ربعه..
وبانت لهفة عيوني..
فيه من الغالي وطبعه..
مبارك جهام الكواري
alkuwarim@hotmail.com
كل ما ناظرت عينك شفت ذاك
لعل الشاعر المبدع الأمير خالد الفيصل أجمل من جسد
تلك التجربة الإنسانية التي يمر بها الكثيرون عند رؤية شبيهي
الأحباب وزادها شجناً فنان العرب محمد عبده، نظرة خاطفة
على الشبيه تزلزل كيان من يراه فيجد نفسه مدركاً فداحة
الشوق الذي ربما لم يلق له بالاً ذلك اليوم.
يظل أحدنا محدقاً بدهشة في ذلك الغريب حتى وإن كان
في مكان عام دون مراعاة كونه غريباً أو كون المكان مزدحماً،
لا يرى إلا صورة ذلك العزيز في هيئة الشبيه دون أن يكون
للزمان أو المكان أو العيون المحدقة أو الوجوه المارة اي معنى
في تلك اللحظات.
ورغم علمه أن الأمر مجرد صدفة عادية تتكرر كثيرا إلا أن
ذلك لا يمنع سيل الذكريات وأحياناً الدموع التي تستجدي من
ذلك الغريب اي حركة جسدية تؤكد قوة الشبه حتى وإن كانت
بسيطة، ضحكة أو بسمة أو مشية أو مجرد هيئة، وربما يصل
الأمر بالشخص أن يتصل هاتفياً بذات اللحظة بأحباب آخرين
"ليبشرهم" بأنه رأى شبيه ذلك الشخص العزيز الذي ربما غيبه
الموت عنه وتجدهم "يستبشرون" بالخبر وربما غبطوا ذلك
الشخص على حظه وتمنوا أن يكونوا مكانه، وتراهم يستمعون
إليه بإنصات في وصفه للشبيه كأنه هو الحبيب الغائب بذاته!
وكبار السن من أهلنا يتواجدون في أزيائهم القديمة الغالية
على قلوبنا فكثيرات من يشبهن أمي رحمها الله في هيئتها
القطرية الاصيلة بعباءة الرأس والبطولة وحناء اليد ورائحة
دهن العود ، أراهن في بعض الأماكن وأشبع عيني برؤيتها فيهن
يوقظن في داخلي ابنها المحب المشتاق لكل لحظة ذكرى من
الزمن البعيد المختلف كلياً عن الوقت الحاضر.. إنهن الغاليات
شبيهات الغالية.
تقول إحداهن عن تجربة مماثلة مرت بها في حديقة الهايد
بارك في عاصمة الضباب لندن التي توفي بها والدها، لم أشعر
بنفسي إلا وأنا متقطعة الأنفاس من المشي خلف رجل كبير في
السن ذكرني بأبي رحمه الله، ما إن لمحت هيئة أبي من بعيد إلا
وقد سابقتني قدمي خلفه في الحديقة ولم أنتبه لنفسي إلا وأنا
على وشك الدخول وراءه في أحد الأنفاق تحت الأرض، وبعد أن
عدت إلى الفندق واسترجعت الأمر ندمت أنني لم أخرج هاتفي
النقال لأصوره وأري إخوتي شبيه أبينا الراحل!
يصل الأمر بالبعض أن يتقرب من الشبيه ويسعى لمعرفته
وغالباً ما يحاول أن يكثر من زيارة أقارب العزيز الراحل لتكون
تلك اللقاءات عطرة بذكرى الحبيب الغائب وتتكرر فيها جملة
"ذكرتني بالغالي" ففي هذه اللقاءات تتأتى الذكريات من
تصرفات أهل الراحل ونظراتهم وحتى نبرات الصوت!
آخر الكلام ...
شبيه صويحبي.. هيض شجوني..
يوم شفته بين ربعه..
وبانت لهفة عيوني..
فيه من الغالي وطبعه..
مبارك جهام الكواري
alkuwarim@hotmail.com