ROSE
07-01-2010, 06:49 AM
قطر تستهل العام باتفاق لإقامة أكبر مجمع لصناعة البتروكيماويات
وقعته مع إكسون موبيل بقيمة 6 مليارات دولار والإنتاج في 2015
العطية : قطر دللت بمشاريعها العملاقة قدرتها على تحطيم كل الأرقام العالمية في هذه الصناعة
كتب – طارق الشيخ و يوسف الحرمي :
استهلت صناعة البتروكيماويات القطرية العام الجديد بخطوة عملاقة إذ أعلنت أمس عن توقيع اتفاقية لتطوير مجمّع للبتروكيماويات بمقاييس عالمية في مدينة راس لفان الصناعية في قطر بين قطر للبترول وإكسون موبيل للكيماويات التابعة لمؤسسة إكسون موبيل. وكبادرة تعكس عمق الشراكة مع إكسون موبيل الشريك الأكبر لدولة قطر في صناعة الغاز والبتروكيماويات كان هذا الاستهلال الأكبر في تاريخ صناعة البتروكيماويات القطرية بتوقيع الاتفاق بين قطر للبترول وشركة إكسون موبيل.
وقد وقع الاتفاق كل من سعادة عبدالله بن حمد العطية، نائب رئيس الوزارة وزير الطاقة والصناعة رئيس مجلس إدارة قطر للبترول، والسيّد ستيف بريور، رئيس شركة إكسون موبيل للكيماويات، وذلك في حفل نظم يوم امس بفندق الفورسيزون في الدوحة. وقد شرف الاتفاق حضور رفيع المستوى ضم كل من سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الدولة لشؤون الطاقة، والسيد عبدالعزيز بن أحمد الماللكي، مدير مكتب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة، والسيد علي حسن الصديقي، مدير شؤون تطوير المشاريع البتروكيماوية والصناعية والمهندس سعد الكعبي مدير إدارة مشاريع النفط والغاز في قطر للبترول وعدد من كبار المسؤولين من المعنيين بالشركتين.
وفي كلمة افتتاحية أشار سعادة عبدالله بن حمد العطية الى أهمية المشروع لصناعة البتروكيماويات القطرية والعالمية. واضاف بأن المشروع سيكون احد أكبر الانجازات لدولة قطر وشركة قطر للبترول (وتمثّل هذه الاتفاقية خطوة هامة أخرى لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، من أجل الاستخدام الأمثل لموارد البلاد الطبيعية). وينتظر أن يكتمل العمل ويبدأ الانتاج بالمشروع بحلول نهاية عام 2015.
وفي تصريحات صحفية عقب التوقيع قال سعادة عبدالله العطية إن قطر قد شيدت قبل سنوات أكبر مصنع للإثيلين كراكر في قطر بطاقة قدرها 1.3 مليون طن في راس لفان واليوم نشيد مصنع بطاقة قدرها 1.6 مليون طن وهذا مايعكس مدى النمو الكبير في هذه الصناعة في قطر. وينضم المصنع الجديد لعائلة البتروكيماويات القطرية. وأضاف ان التكلفة المتوقعة للمشروع تقدر بحوالي 6 بلايين دولار ونامل ان يكون تشييد هذا المصنع الأقل تكلفة وسنعمل على ذلك.
واوضح سعادته ان المصنع سيشيد وفق اتفاق بحصة قطرية 51 % وحصة 49 % لاكسون موبيل وسيتضمن اقامة أكبر مصنع للتكسير بالبخار في العالم ومصانع البولي إثيلين، وإحدى أكبر مصانع الإثيلين غليكول في العالم.
وقال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة ان المشروع ياتي ضمن البرامج الطموحة التي اعدتها الدولة لتطوير واستغلال مواردها الهيدروكربونية.
وحول استراتيجية قطر للبترول التوسعية في انتاج وتسويق البتروكيماويات قال العطية ان قطر لبترول تسعى دوما للاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية للدولة وحسن اختيار الشركاء الأفضل في العالم وأفضل التقنيات. واضاف ان خارطة البتروكيماويات القطرية توضح مدى التوسع خلال السنوات العشر الأخيرة وبصورة كبيرة بانشاء العديد من المصانع كافكو– 1 و 2 و3 وكاتوفين وكيوكيم– 1 و2 وراس لفان اثلين كراكر ويشمل ذلك كفاك ومشاريع الأسمدة وغيرها من مشاريع عملاقة. وان الانتاج القطري الاجمالي من اليوريا سوف يصل الى 5.7 مليون طن من اليوريا مما يجعل قطر اكبر منتج ومصدر في العالم لليوريا . مشيرا الى انه يتم بناء سلسلة عملاقة مترابطة من هذه الصناعة.
وقال عبدالله العطية إنه راض عن المستوى الذي وصلت اليه صناعة البتروكيماويات القطرية خلال عقد واحد من الزمان ومابلغته من مكانة عالمية في العالم جعل قطر أحد اقطاب الصناعة ومن اكبر مراكز انتاجها في العالم. مشيرا الى أن المنتجات القطرية من البتروكيماويات تغطي اليوم حوالي 85 دولة في انحاء العالم. واضاف ان هذا يعتبر نجاحا عظيما للصناعة القطرية.
وحول السبب وراء اختيار اكسون موبيل لهذا التوسع قال عبدالله العطية إن الشراكة القطرية في الصناعات الهيدروكربونية قد ضمت دائما أكبر الشركات في العالم في هذه الصناعة وذلك وفق اختيار قطر للشركاء بعناية وتمعن، لاعتبارات متعلقة بالمستوى الريادي العالمي والكفاءة لهذه الشركات وتبعا لماحققته من حيث تطوير التقنيات الخاصة بها. ونحن سعداء بهذه الشركات التي تجمع اكبر اللاعبين في العالم في هذه الصناعات.
وقال نعتقد أننا في هذا المشروع نعتقد نتعامل مع أفضل الشركات في العالم واكثرها تقدما في مجال الميتلاكسين والاثيلين وتملك أفضل التقنيات في العالم والخاصة بها. ونحن دوما منفتحون على كل الشركات ومستعدين للبحث مع الشريك المناسب وصاحب التكنولوجيا الخاصة الحديثة والمفيدة لصناعتنا.
وقال العطية ان قطر قد دللت وعبر مشاريعها العملاقة التي أنشأتها خلال عقد من الزمان قدرتها على تحطيم كل الأرقام العالمية في هذه الصناعة. مشيرا في هذا الصدد أن قطر كانت دوما تعلن عن تشييد الأكبر والأفضل والأحدث. معددا بعض المنجزات من بناء أكبر مصنع للغاز المسال في العالم بطاقة 7.8 مليون طن سنويا وأكبر مصنع لسوائل الغاز والمشتقات البترولية واكبر مصنع لاثيلين كراكر بطاقة 1.3 مليون طن سنويا واليوم تعلن عن مشروع لبناء مصنع بطاقة هي الأكبر في العالم. وقال (ترون كيف تحطم قطر الأرقام وكيف تعاملت مع هذه المشاريع العملاقة في سهولة ويسر وثقة من التشييد الى الانتاج والتصدير ومع شركاء لديهم الخبرة والتكنولوجيا. ونحن فخورون بهذا).
وقال السيّد ستيف بريور » لقد عملت فرق من قطر للبترول وشركة اكسون موبيل معاً لتطوير مشروع رائد من شأنه تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات البتروكيماوية«، وأضاف »تتطلع اكسون موبيل للكيماويات إلى العمل مع شركة قطر للبترول لتطوير هذا المجمع العالمي للبتروكيماويات، والذي يبرز تقنيات شركة اكسون موبيل الرائدة«.
وقال ان المشروع يعتبر احد المشاريع الاستراتيجية العالمية لاكسون موبيل موضحا ان فريق العمل المشترك للشركتين قد قام بعمل رائع خلال السنوات القليلة الماضية مازاد الشراكة القائمة بين اكسون موبيل ودولة قطر قوة ومتانة. مضيفا بان المشروع سيفتح صفحة جديدة في الشراكة المثمرة القائمة بينهما.
وقال ستيف ان المشروع الى جانب انتاج 1.6 مليون طن سنويا من الاثيلين كراكر سوف ينتج بولي ايثلين، وتيلاسين وغير ذلك من المنتجات الآخرى ستضيف الى صناعة الغاز القطرية وستلبي حاجة الاسواق العالمية المتنامية وخاصة في شرق آسيا.
وقال إن المشروع سوف يتم وفق مرحلة واحدة. مشيرا إلى أن المشروع سيكون مختلفاً من حيث الحجم اذ سيكون اصغر بنسبة 35 % عن المصنع الاول وبانتاجية اعلى وبتقنيات تخفض النفقات واستهلاك الطاقة.
وقال ستيف ان الانتاج سوف يوجه الى الأسواق الأكبر لمثل هذه المنتجات في اسيا والباسفيك والى أوروبا.
وحول الحواجز الأوروبية التي توضع امام صناعة البتروكيماويات الخليجية عامة والقطرية من ضمنها قال ستيف ان هناك حواجز تتزايد حول العالم دون ان يحدد دولة بعينها. وأضاف ان موضوع الحماية والحواجز موضوع شائك وتصعب الاجابة عنه. وقال ان الحكومات والشركات ينبغي ان تعمل بقوة ونشاط من أجل رفع الحواجز التجارية من اجل تجارة حرة.
وقال ستيف إن صناعة البتروكيماويات العالمية وطوال 50 عاما ظلت ترتكز على التجارة الحرة والدخول المفتوح للأسواق. (هذه الحواجز المفروضة ينبغي كشركات أن نرد عليها بفعالية وقوة وكذلك الحكومات يجب ان تجلس الى بعضها لبحث الأمر الذي يعتبر أمرا غير جيد للتجارة كما أنه لايفيد المستهلكين). داعيا الى تحرك جماعي لوقف هذه السياسات التي قال انها تضر بالتجارة الحرة في العالم.
ومضى ستيف يقول إن دول الخليج قد اطلقت مبادرة تتعلق بالحواجز والتعرفات الجمركية.
وحول ذات الموضوع قال سعادة عبدالله العطية أن التعرفات الجمركية تمثل تحديا للتجارة الحرة في العالم لجميع الدول في العالم. واضاف عندما شاركنا في إطلاق منظمة التجارة العالمية كنا نأمل في تجارة عالمية حرة كما ينادي اسمها (كمنظمة للتجارة العالمية الحرة) لكنها وبدلاً عن ذلك اصبحت منظمة بلا تجارة. ومضى العطية قائلًا يتحدثون عن التجارة الحرة ولكن مانراه في بعض الأحيان يدعو للحيرة والأمر لا يتعلق فقط بصناعة البتروكيماويات بل يشمل ذلك على سبيل المثال النسيج والزراعة. نرى ان هناك دولاً تحاول حماية اجندتها ومنتجاتها، وحتى اوروبا لديها لوبي قوي من خلال منظمة (منتجي البتروكيماويات الأوروبي) ومن خلاله تحاول فرض حواجز على المنتجات من خارج القارة وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي. وقال (على مدار الخمسة أعوام الأخيرة تقريبا تتواصل محادثاتنا مع الاتحاد الأوروبي ونلتقي سنويا بمعدل 3 و4 مرات، ونعلم جميعا أننا نتباحث ونأمل في التوصل الى اتفاق. وتحرص دول مجلس التعاون في رؤية هذا الاتفاق مع أوروبا).
وقال ان الأمر يتعلق أيضا بالزراعة والسياسات الحمائية التي تمارسها الحكومات في اوروبا وأمريكا. داعيا الحكومات الى ممارسة الضغوط من اجل رفع الحماية من بعض الاسواق.
وقال العطية هذه التجارة الحرة وينبغي ان يكون التعامل عادلا وساريا على الجميع. (تلك الدول تريد أسواقاً حرة لمنتجاتها فقط وتفرض سياسات متشددة على منتجات الاخرين وتريد تسمية ذلك بالتجارة الحرة). واضاف إنهم فعلًا يريدون تجارة حرة (لكنهم يريدون ممارستها على الاخرين فقط ولايريدون تطبيقها على انفسهم.. الأوروبيون حاولوا مؤخرا اقحام قضايا لاعلاقة لها بالتجارة.. انها حيلة وتلاعب بشروط التفاوض. وفي نهاية المطاف نريد إجابات واضحة هل تؤمنون بالتجارة الحرة أم لا؟ إنهم احيانا يتهموننا بالاغراق وتجارتنا كلها تتعلق بالهيدروكربونات . وعلى كل نأمل التوصل الى اتفاق للتجارة الحرة ولن يكون ذلك سهلا لكننا نأمل في ذلك).
وحول اتخاذ اكسون موبيل لهذه الخطوة الجبارة في قطر دون أي بلد آخر في المنطقة قال ستيف إن الأمر يعود لعدة اسباب منها الموقع المناسب لقطر والمشروع المناسب ومع الشريك المناسب. واضاف موضحا حول الموقع حيث تقع منطقة الشرق الاوسط في قلب صناعة وتجارة البتروكيماويات العالمية. وقال ان 25 % من صادرات العالم من البتروكيماويات تأتي من الشرق الأوسط، وبعد عقد من الزمان سترتفع النسبة الى 75 % من صادرات العالم. وأرجع ذلك الى توفر المواد اللازمة للصناعة والموقع الممتاز المتوسط بين الاسواق في اسيا واوروبا.
وقال ان المشروع نفسه سيكون على مستوى عالمي وستتوفر له أحدث وأفضل التقنيات التي صنعتها اكسون موبيل وبقوة ودعم الشريكين فإن المشروع سيكون على مستوى كبير من القدرة التي تمكنه من المنافسة على المدى البعيد. وقال ان العامل الثالث والأكثر أهمية هو الشريك المناسب وقال في هذا الصدد (لقد عملنا معا في هذا البلد على مدى سنوات شركاء لقطر للبترول ولسنوات ظل سعادة الوزير وفريقه يعملون معنا من اجل شراكة رائعة في مجال الغاز الطبيعي المسال وغيرها من الصناعات. ونرى في مشروع البتروكيماويات خطوة منطقية على هذا الطريق الطويل من الشراكة).
ووصف الخطوة بانها خطوة كبرى وهامة لاكسون موبيل ولطموحات قطر في مجال البتروكيماويات.
ويشير بيان مشترك ان انتاج مجمع البتروكيماويات المقترح سيشمل معمل تكسير بالبخار بسعة 1,6مليون طن سنوياً، ومصنعين لانتاج مادة البولي إثيلين، وتبلغ طاقة الواحد منهما 650 ألف طن متري سنوياً، ومصنعا لغليكول الإثيلين ينتج 700 ألف طن متري سنوياً. وسيوظف المشروع تقنية فرن التكسير بالبخار التي تمتلكها اكسون موبيل، وعملية البولي إثيلين، وتقنيات متخصصة بمنتجات البولي اثيلين، وسيتم استخدام لقيم التغذية لهذا المشروع من مشاريع تطوير الغاز في حقل الشمال القطري، كما سينتج أيضاً مجموعة من المنتجات المتميزة لخدمة الطلب العالمي على البتروكيماويات، مع التركيز بشكل خاص على الأسواق المتنامية في آسيا. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل منشآت المجمع المقترح في الربع الأخير من عام 2015.
وتعمل حالياً قطر للبترول واكسون موبيل معاً من أجل تنويع استخدام غاز حقل الشمال القطري بما في ذلك توسيع المنشآت لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق المستهدفة، وتوريد الغاز عبر خط أنابيب الغاز إلى العملاء المحليين.
تأسست قطر للبترول بموجب مرسوم أميري صدر في عام 1974 وهي مؤسسة وطنية تملكها الدولة وتضطلع بكافة مراحل صناعة النفط والغاز في قطر. تشمل النشاطات الرئيسية لقطر للبترول وشركاتها التابعة ومشروعاتها المشتركة عمليات الاستكشاف والحفر وإنتاج النفط والغاز وعمليات التخزين والشحن وبيع وتصدير النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والمنتجات البترولية المكررة والبتروكيماويات والأسمدة الكيماوية، اضافة إلى تقديم خدمات الطائرات المروحية.
وتعد اكسون موبيل للكيماويات واحدة من شركات صناعة البتروكيماويات الرائدة عالمياً، وتشمل نشاطاتها عمليات التصنيع والتكنولوجيا والتسويق في مختلف أنحاء العالم. وتوفر الشركة مجموعة واسعة من المنتجات والحلول بكفاءة ومسؤولية، مع الالتزام بإنشاء قيمة متميزة للعملاء والمساهمين. تؤيد اكسون موبيل للكيماويات مبادئ التنمية المستدامة، بما في ذلك ضرورة تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاعتبارات البيئية.
وقعته مع إكسون موبيل بقيمة 6 مليارات دولار والإنتاج في 2015
العطية : قطر دللت بمشاريعها العملاقة قدرتها على تحطيم كل الأرقام العالمية في هذه الصناعة
كتب – طارق الشيخ و يوسف الحرمي :
استهلت صناعة البتروكيماويات القطرية العام الجديد بخطوة عملاقة إذ أعلنت أمس عن توقيع اتفاقية لتطوير مجمّع للبتروكيماويات بمقاييس عالمية في مدينة راس لفان الصناعية في قطر بين قطر للبترول وإكسون موبيل للكيماويات التابعة لمؤسسة إكسون موبيل. وكبادرة تعكس عمق الشراكة مع إكسون موبيل الشريك الأكبر لدولة قطر في صناعة الغاز والبتروكيماويات كان هذا الاستهلال الأكبر في تاريخ صناعة البتروكيماويات القطرية بتوقيع الاتفاق بين قطر للبترول وشركة إكسون موبيل.
وقد وقع الاتفاق كل من سعادة عبدالله بن حمد العطية، نائب رئيس الوزارة وزير الطاقة والصناعة رئيس مجلس إدارة قطر للبترول، والسيّد ستيف بريور، رئيس شركة إكسون موبيل للكيماويات، وذلك في حفل نظم يوم امس بفندق الفورسيزون في الدوحة. وقد شرف الاتفاق حضور رفيع المستوى ضم كل من سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الدولة لشؤون الطاقة، والسيد عبدالعزيز بن أحمد الماللكي، مدير مكتب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة، والسيد علي حسن الصديقي، مدير شؤون تطوير المشاريع البتروكيماوية والصناعية والمهندس سعد الكعبي مدير إدارة مشاريع النفط والغاز في قطر للبترول وعدد من كبار المسؤولين من المعنيين بالشركتين.
وفي كلمة افتتاحية أشار سعادة عبدالله بن حمد العطية الى أهمية المشروع لصناعة البتروكيماويات القطرية والعالمية. واضاف بأن المشروع سيكون احد أكبر الانجازات لدولة قطر وشركة قطر للبترول (وتمثّل هذه الاتفاقية خطوة هامة أخرى لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، من أجل الاستخدام الأمثل لموارد البلاد الطبيعية). وينتظر أن يكتمل العمل ويبدأ الانتاج بالمشروع بحلول نهاية عام 2015.
وفي تصريحات صحفية عقب التوقيع قال سعادة عبدالله العطية إن قطر قد شيدت قبل سنوات أكبر مصنع للإثيلين كراكر في قطر بطاقة قدرها 1.3 مليون طن في راس لفان واليوم نشيد مصنع بطاقة قدرها 1.6 مليون طن وهذا مايعكس مدى النمو الكبير في هذه الصناعة في قطر. وينضم المصنع الجديد لعائلة البتروكيماويات القطرية. وأضاف ان التكلفة المتوقعة للمشروع تقدر بحوالي 6 بلايين دولار ونامل ان يكون تشييد هذا المصنع الأقل تكلفة وسنعمل على ذلك.
واوضح سعادته ان المصنع سيشيد وفق اتفاق بحصة قطرية 51 % وحصة 49 % لاكسون موبيل وسيتضمن اقامة أكبر مصنع للتكسير بالبخار في العالم ومصانع البولي إثيلين، وإحدى أكبر مصانع الإثيلين غليكول في العالم.
وقال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة ان المشروع ياتي ضمن البرامج الطموحة التي اعدتها الدولة لتطوير واستغلال مواردها الهيدروكربونية.
وحول استراتيجية قطر للبترول التوسعية في انتاج وتسويق البتروكيماويات قال العطية ان قطر لبترول تسعى دوما للاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية للدولة وحسن اختيار الشركاء الأفضل في العالم وأفضل التقنيات. واضاف ان خارطة البتروكيماويات القطرية توضح مدى التوسع خلال السنوات العشر الأخيرة وبصورة كبيرة بانشاء العديد من المصانع كافكو– 1 و 2 و3 وكاتوفين وكيوكيم– 1 و2 وراس لفان اثلين كراكر ويشمل ذلك كفاك ومشاريع الأسمدة وغيرها من مشاريع عملاقة. وان الانتاج القطري الاجمالي من اليوريا سوف يصل الى 5.7 مليون طن من اليوريا مما يجعل قطر اكبر منتج ومصدر في العالم لليوريا . مشيرا الى انه يتم بناء سلسلة عملاقة مترابطة من هذه الصناعة.
وقال عبدالله العطية إنه راض عن المستوى الذي وصلت اليه صناعة البتروكيماويات القطرية خلال عقد واحد من الزمان ومابلغته من مكانة عالمية في العالم جعل قطر أحد اقطاب الصناعة ومن اكبر مراكز انتاجها في العالم. مشيرا الى أن المنتجات القطرية من البتروكيماويات تغطي اليوم حوالي 85 دولة في انحاء العالم. واضاف ان هذا يعتبر نجاحا عظيما للصناعة القطرية.
وحول السبب وراء اختيار اكسون موبيل لهذا التوسع قال عبدالله العطية إن الشراكة القطرية في الصناعات الهيدروكربونية قد ضمت دائما أكبر الشركات في العالم في هذه الصناعة وذلك وفق اختيار قطر للشركاء بعناية وتمعن، لاعتبارات متعلقة بالمستوى الريادي العالمي والكفاءة لهذه الشركات وتبعا لماحققته من حيث تطوير التقنيات الخاصة بها. ونحن سعداء بهذه الشركات التي تجمع اكبر اللاعبين في العالم في هذه الصناعات.
وقال نعتقد أننا في هذا المشروع نعتقد نتعامل مع أفضل الشركات في العالم واكثرها تقدما في مجال الميتلاكسين والاثيلين وتملك أفضل التقنيات في العالم والخاصة بها. ونحن دوما منفتحون على كل الشركات ومستعدين للبحث مع الشريك المناسب وصاحب التكنولوجيا الخاصة الحديثة والمفيدة لصناعتنا.
وقال العطية ان قطر قد دللت وعبر مشاريعها العملاقة التي أنشأتها خلال عقد من الزمان قدرتها على تحطيم كل الأرقام العالمية في هذه الصناعة. مشيرا في هذا الصدد أن قطر كانت دوما تعلن عن تشييد الأكبر والأفضل والأحدث. معددا بعض المنجزات من بناء أكبر مصنع للغاز المسال في العالم بطاقة 7.8 مليون طن سنويا وأكبر مصنع لسوائل الغاز والمشتقات البترولية واكبر مصنع لاثيلين كراكر بطاقة 1.3 مليون طن سنويا واليوم تعلن عن مشروع لبناء مصنع بطاقة هي الأكبر في العالم. وقال (ترون كيف تحطم قطر الأرقام وكيف تعاملت مع هذه المشاريع العملاقة في سهولة ويسر وثقة من التشييد الى الانتاج والتصدير ومع شركاء لديهم الخبرة والتكنولوجيا. ونحن فخورون بهذا).
وقال السيّد ستيف بريور » لقد عملت فرق من قطر للبترول وشركة اكسون موبيل معاً لتطوير مشروع رائد من شأنه تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات البتروكيماوية«، وأضاف »تتطلع اكسون موبيل للكيماويات إلى العمل مع شركة قطر للبترول لتطوير هذا المجمع العالمي للبتروكيماويات، والذي يبرز تقنيات شركة اكسون موبيل الرائدة«.
وقال ان المشروع يعتبر احد المشاريع الاستراتيجية العالمية لاكسون موبيل موضحا ان فريق العمل المشترك للشركتين قد قام بعمل رائع خلال السنوات القليلة الماضية مازاد الشراكة القائمة بين اكسون موبيل ودولة قطر قوة ومتانة. مضيفا بان المشروع سيفتح صفحة جديدة في الشراكة المثمرة القائمة بينهما.
وقال ستيف ان المشروع الى جانب انتاج 1.6 مليون طن سنويا من الاثيلين كراكر سوف ينتج بولي ايثلين، وتيلاسين وغير ذلك من المنتجات الآخرى ستضيف الى صناعة الغاز القطرية وستلبي حاجة الاسواق العالمية المتنامية وخاصة في شرق آسيا.
وقال إن المشروع سوف يتم وفق مرحلة واحدة. مشيرا إلى أن المشروع سيكون مختلفاً من حيث الحجم اذ سيكون اصغر بنسبة 35 % عن المصنع الاول وبانتاجية اعلى وبتقنيات تخفض النفقات واستهلاك الطاقة.
وقال ستيف ان الانتاج سوف يوجه الى الأسواق الأكبر لمثل هذه المنتجات في اسيا والباسفيك والى أوروبا.
وحول الحواجز الأوروبية التي توضع امام صناعة البتروكيماويات الخليجية عامة والقطرية من ضمنها قال ستيف ان هناك حواجز تتزايد حول العالم دون ان يحدد دولة بعينها. وأضاف ان موضوع الحماية والحواجز موضوع شائك وتصعب الاجابة عنه. وقال ان الحكومات والشركات ينبغي ان تعمل بقوة ونشاط من أجل رفع الحواجز التجارية من اجل تجارة حرة.
وقال ستيف إن صناعة البتروكيماويات العالمية وطوال 50 عاما ظلت ترتكز على التجارة الحرة والدخول المفتوح للأسواق. (هذه الحواجز المفروضة ينبغي كشركات أن نرد عليها بفعالية وقوة وكذلك الحكومات يجب ان تجلس الى بعضها لبحث الأمر الذي يعتبر أمرا غير جيد للتجارة كما أنه لايفيد المستهلكين). داعيا الى تحرك جماعي لوقف هذه السياسات التي قال انها تضر بالتجارة الحرة في العالم.
ومضى ستيف يقول إن دول الخليج قد اطلقت مبادرة تتعلق بالحواجز والتعرفات الجمركية.
وحول ذات الموضوع قال سعادة عبدالله العطية أن التعرفات الجمركية تمثل تحديا للتجارة الحرة في العالم لجميع الدول في العالم. واضاف عندما شاركنا في إطلاق منظمة التجارة العالمية كنا نأمل في تجارة عالمية حرة كما ينادي اسمها (كمنظمة للتجارة العالمية الحرة) لكنها وبدلاً عن ذلك اصبحت منظمة بلا تجارة. ومضى العطية قائلًا يتحدثون عن التجارة الحرة ولكن مانراه في بعض الأحيان يدعو للحيرة والأمر لا يتعلق فقط بصناعة البتروكيماويات بل يشمل ذلك على سبيل المثال النسيج والزراعة. نرى ان هناك دولاً تحاول حماية اجندتها ومنتجاتها، وحتى اوروبا لديها لوبي قوي من خلال منظمة (منتجي البتروكيماويات الأوروبي) ومن خلاله تحاول فرض حواجز على المنتجات من خارج القارة وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي. وقال (على مدار الخمسة أعوام الأخيرة تقريبا تتواصل محادثاتنا مع الاتحاد الأوروبي ونلتقي سنويا بمعدل 3 و4 مرات، ونعلم جميعا أننا نتباحث ونأمل في التوصل الى اتفاق. وتحرص دول مجلس التعاون في رؤية هذا الاتفاق مع أوروبا).
وقال ان الأمر يتعلق أيضا بالزراعة والسياسات الحمائية التي تمارسها الحكومات في اوروبا وأمريكا. داعيا الحكومات الى ممارسة الضغوط من اجل رفع الحماية من بعض الاسواق.
وقال العطية هذه التجارة الحرة وينبغي ان يكون التعامل عادلا وساريا على الجميع. (تلك الدول تريد أسواقاً حرة لمنتجاتها فقط وتفرض سياسات متشددة على منتجات الاخرين وتريد تسمية ذلك بالتجارة الحرة). واضاف إنهم فعلًا يريدون تجارة حرة (لكنهم يريدون ممارستها على الاخرين فقط ولايريدون تطبيقها على انفسهم.. الأوروبيون حاولوا مؤخرا اقحام قضايا لاعلاقة لها بالتجارة.. انها حيلة وتلاعب بشروط التفاوض. وفي نهاية المطاف نريد إجابات واضحة هل تؤمنون بالتجارة الحرة أم لا؟ إنهم احيانا يتهموننا بالاغراق وتجارتنا كلها تتعلق بالهيدروكربونات . وعلى كل نأمل التوصل الى اتفاق للتجارة الحرة ولن يكون ذلك سهلا لكننا نأمل في ذلك).
وحول اتخاذ اكسون موبيل لهذه الخطوة الجبارة في قطر دون أي بلد آخر في المنطقة قال ستيف إن الأمر يعود لعدة اسباب منها الموقع المناسب لقطر والمشروع المناسب ومع الشريك المناسب. واضاف موضحا حول الموقع حيث تقع منطقة الشرق الاوسط في قلب صناعة وتجارة البتروكيماويات العالمية. وقال ان 25 % من صادرات العالم من البتروكيماويات تأتي من الشرق الأوسط، وبعد عقد من الزمان سترتفع النسبة الى 75 % من صادرات العالم. وأرجع ذلك الى توفر المواد اللازمة للصناعة والموقع الممتاز المتوسط بين الاسواق في اسيا واوروبا.
وقال ان المشروع نفسه سيكون على مستوى عالمي وستتوفر له أحدث وأفضل التقنيات التي صنعتها اكسون موبيل وبقوة ودعم الشريكين فإن المشروع سيكون على مستوى كبير من القدرة التي تمكنه من المنافسة على المدى البعيد. وقال ان العامل الثالث والأكثر أهمية هو الشريك المناسب وقال في هذا الصدد (لقد عملنا معا في هذا البلد على مدى سنوات شركاء لقطر للبترول ولسنوات ظل سعادة الوزير وفريقه يعملون معنا من اجل شراكة رائعة في مجال الغاز الطبيعي المسال وغيرها من الصناعات. ونرى في مشروع البتروكيماويات خطوة منطقية على هذا الطريق الطويل من الشراكة).
ووصف الخطوة بانها خطوة كبرى وهامة لاكسون موبيل ولطموحات قطر في مجال البتروكيماويات.
ويشير بيان مشترك ان انتاج مجمع البتروكيماويات المقترح سيشمل معمل تكسير بالبخار بسعة 1,6مليون طن سنوياً، ومصنعين لانتاج مادة البولي إثيلين، وتبلغ طاقة الواحد منهما 650 ألف طن متري سنوياً، ومصنعا لغليكول الإثيلين ينتج 700 ألف طن متري سنوياً. وسيوظف المشروع تقنية فرن التكسير بالبخار التي تمتلكها اكسون موبيل، وعملية البولي إثيلين، وتقنيات متخصصة بمنتجات البولي اثيلين، وسيتم استخدام لقيم التغذية لهذا المشروع من مشاريع تطوير الغاز في حقل الشمال القطري، كما سينتج أيضاً مجموعة من المنتجات المتميزة لخدمة الطلب العالمي على البتروكيماويات، مع التركيز بشكل خاص على الأسواق المتنامية في آسيا. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل منشآت المجمع المقترح في الربع الأخير من عام 2015.
وتعمل حالياً قطر للبترول واكسون موبيل معاً من أجل تنويع استخدام غاز حقل الشمال القطري بما في ذلك توسيع المنشآت لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق المستهدفة، وتوريد الغاز عبر خط أنابيب الغاز إلى العملاء المحليين.
تأسست قطر للبترول بموجب مرسوم أميري صدر في عام 1974 وهي مؤسسة وطنية تملكها الدولة وتضطلع بكافة مراحل صناعة النفط والغاز في قطر. تشمل النشاطات الرئيسية لقطر للبترول وشركاتها التابعة ومشروعاتها المشتركة عمليات الاستكشاف والحفر وإنتاج النفط والغاز وعمليات التخزين والشحن وبيع وتصدير النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والمنتجات البترولية المكررة والبتروكيماويات والأسمدة الكيماوية، اضافة إلى تقديم خدمات الطائرات المروحية.
وتعد اكسون موبيل للكيماويات واحدة من شركات صناعة البتروكيماويات الرائدة عالمياً، وتشمل نشاطاتها عمليات التصنيع والتكنولوجيا والتسويق في مختلف أنحاء العالم. وتوفر الشركة مجموعة واسعة من المنتجات والحلول بكفاءة ومسؤولية، مع الالتزام بإنشاء قيمة متميزة للعملاء والمساهمين. تؤيد اكسون موبيل للكيماويات مبادئ التنمية المستدامة، بما في ذلك ضرورة تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاعتبارات البيئية.