المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء يحذرون من تضخم أسهم المضاربة.. ويرجعون التصحيح إلى خلل في هيكلة السوق



مغروور قطر
17-02-2006, 05:36 AM
خبراء يحذرون من تضخم أسهم المضاربة.. ويرجعون التصحيح إلى خلل في هيكلة السوق



الرياض - عبدالعزيز الربعي، بادي البدراني
هبط مؤشر سوق الأسهم السعودي أمس بشكل كبير بعد أن فشل في البقاء فوق مستوى 20 ألف نقطة، وذلك بعد أن استمر في ارتفاعه التدريجي منذ بداية الأسبوع باتجاه تحقيق مستويات قياسية جديدة، وقد بدا اتجاه المؤشر العام صعودياً خلال الأسبوع إلى أن تخطى حاجز 20 ألف نقطة خلال تعاملات يوم أمس، حيث وصل إلى 20079,8 نقطة ثم تراجع بقوة بعد ذلك وخسر نحو 648 نقطة في ظل تدافع المستثمرين نحو عمليات بيعية مكثفة على جميع الأسهم المدرجة في السوق، وخصوصاً في أسهم شركات المضاربة التي انخفض عدد منها بالنسبة القصوى المسموح بها (10٪). وجاء ذلك كنتيجة متوقعة بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها السوق في الأسبوعين الأخيرين وتركزت في أسهم المضاربة وسط ارتفاع حاد وغير مسبوق في عمليات المضاربة نتيجة السيولة العالية المتوفرة في السوق.
وحذر الدكتور عبد الرحمن الحميد الخبير المالي المتعاملين في أسواق المال من أسهم المضاربة التي لا تحقق أرباحا تشغيلية حيث قال لابد أن يتجه المتعاملون في السوق إلى الشركات التي تحقق عائدا ماليا في المستقبل وترك التدافع على الشركات التي لاتحقق أية أرباح بسبب التدافع من قبل المتعاملين عن طريق بث الإشاعات في السوق التي تقود إلى رفع الأسعار بشكل جنوني.

وقال في حديثه ل«الرياض» ان الإشاعات في سوق الأسهم أصبحت رسمية بسبب رئيسي يعتمد بشكل أساسي على ترك المتعاملين للتحليل المالي الفني والأساسي حيث انه اذا كان هناك جشع في الطلوع لابد أن يلحقه جشع في النزول.

وأوضح الحميد قائلاً: هناك محركان أساسيان للسوق وهما لأخبار الموثقة التي لها تأثير على أداء الشركة في السوق والاشاعات غير الموثقة والتي تبدأ في خلق الارتفاعات لبعض الشركات التي لايوجد لديها أية محفزات

وحول تحذير البنك الدولي من تضخم الأسعار في سوق الأسهم السعودي قال الحميد: ان تحذيراتنا من تضخم الأسعار في السوق سبقت تحذيرات البنك الدولي بفترة طويلة، حيث انه سبق أن ذكرنا أن هناك خطرا عاليا في مجموعة من الشركات المدرجة في السوق والتي يتعامل بها المتداولون والتدافع عليها بشكل عال، مشيراً إلى أن تحليل البنك الدولي موثوق ويعتمد على المقارنات بالأسواق الأخرى.

واشار الحميد إلى أن السوق السعودي يتعامل بعقلانية حيث انه يحذر المتعاملين فيه من الارتفاعات القياسية حيث أنه لايربح كل من تعامل في السوق بل انه معرض في أي وقت للخسارة، حيث ان الفكرة الموجودة لدى الكثيرين هي أن من يدخل هذا السوق لابد أن يربح وليس معرضا للخسارة.

ومن جهته قال الدكتور عبد الوهاب أبوداهش ان المتعارف عليه في سوق الأسهم في حالة ارتفاع أسهم المضاربة مثل المواشي والكهرباء عندما تصعد بشكل متسارع فهي علامة بأن السوق يدار من قبل المضاربين مشيراً إلى أن هذين السهمين من أنسب شركات المضاربة حيث ان عدد الأسهم بها كبير بحيث يسهل الدخول والخروج منها بشكل سريع، أضافه إلى أنه لا يوجد لديها أخبار محفزة حيث انه لا يوجد أنه بوادر نمو خاصة بتلك الشركتين.

ومضى الدكتور أبوداهش قائلاً ان المهم في هذا الجانب أن سوق الأسهم سوف يستمر في التماسك خاصة في أسهم شركات النمو والشركات القيادية التي أعلنت عن أرباح قوية ومراكز مالية متفوقة وأخبار محفزة ومشاريع مستقبلية، مؤكداً في نفس الوقت أن أغلب المتعاملين في السوق هم مضاربون بالدرجة الأولى، حيث اننا نشعر ان المضاربين يعتمدون على التحليل الفني في السوق.

وتوقع أبوداهش أن يستمر التذبذب في سوق الأسهم السعودي إلى نهاية شهر فبراير، حيث ان أغلب الشركات أعلنت عن محفزاتها ومراكزها المالية ولم يتبق أية أخبار ايجابية قد تنعكس على أداء الشركات المدرجة، وقال على الرغم من توقعاتنا بالتذبذب لكن السوق سوف يظل متماسك بشكل كبير خاصة في الشركات التي أعلنت عن قوائم مالية عالية وأرباح إيجابية، أما الشركات التي لا تحقق أية أرباح وهي أسهم شركات المضاربة ربما تعود إلى مستوياتها الطبيعية.

ومن جهته تحدث رياض الحميدان أحد المستثمرين في سوق الأسهم السعودي قائلاً: تصاعدت اصوات كثير من المتعاملين في السوق حول خطورة الوضع الحالي بسبب تضخم الاسعار بشكل كبير، وقال أعتقد أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يعود إلى توفر السيولة الكبيرة وتحويل كثير من الاصول إلى سيولة نقدية واستخدامها للمضاربة في السوق، اضافة إلى أن هناك سببا رئيسيا يكمن في التعقيدات الادارية التي تتبعها بعض الدوائر الحكومية الامر الذي أدى إلى هروب أصحاب الاموال إلى سوق الأسهم السعودي بسبب صعوبة الحصول على ارباح مقنعة وبسبب تكاليف التشغيل الامر الذي انعكس على أرباحاهم وقادهم للتحول لسوق الأسهم السعودي.

وأضاف الحميدان أن المضاربات في السوق الأسهم ليس لها مبرر حيث انها كانت نتيجة ارتفاع غير منطقي وغير مبرر، مشيراً إلى أن من ضمن أبرز الاسباب التي أدت إلى تراجع السوق هي اسباب من داخل هيكلة السوق وذلك بسبب قلة الشركات المتدولة ومع تدفق السيولة الكبيرة إلى سوق الأسهم إدى إلى نوع من المضاربات الضارة.

وأوضح ان الحل لمثل هذه المشكلات يكمن في الاسراع بمعليات طرح الشركات حيث اننا نتطلع لذلك اليوم الذي يصل عدد الشركات فيه إلى أكثر من 200 أو 300 شركة، اضافة إلى أن المتعاملين في السوق يتمنون وضع جدول زمني لطرح الاكتتابات وذلك من أجل الحد من المضاربات العشوائية التي يعاني منها سوق الأسهم، أضافة إلى أنه من الضروري اتخاذ خطوات تتعلق بإيقاف التداول عن أية شركة محددة ترتفع بسبب وجود اشاعات يتم تداولها من قبل المتعاملين ويتم اعادتها للتداول بعد أن يخرج المسئولون عن الشركة ويصرحون بكل مالديهم أمام المتعاملين

إلى ذلك قال محللون ماليون وخبراء في سوق الأسهم، ان الهزة العنيفة التي شهدها السوق أمس كانت متوقعة بسبب اقتراب المؤشر لحاجز العشرين ألف نقطة التي تتطلب مرحلة حتمية وضرورية لجني الأرباح.

وتوقع هؤلاء أن يشهد السوق خلال تداولات الأيام المقبلة تراجعا بسيطا والعودة مجدداً للثبات والتصاعد تدريجياً خاصة عند بلوغ المعطيات الجديدة وصدور النتائج الأولية للربع الأول من هذا العام.

وأكد ل«الرياض» خالد الجوهر العضو المنتدب لشركة الجوهر للاستثمار، أن نتائج الشركات القيادية للربع الأول ستحدد اتجاه السوق الحقيقي خلال الأشهر المقبلة، موضحاً أنه في حال إعلان تلك الشركات مواصلة نموها تزامناً مع تطور الاقتصاد السعودي الحالي فإن المرحلة الجديدة للسوق ستكون مرحلة علمية وإيجابية.

وبيّن الجوهر أن مرحلة جني الأرباح التي حدثت كانت معلنة سابقاً والجميع متفق عليها إلا أن التنفيذ تم أمس بشكل فعلي، مشيراً إلى أن مؤشر سوق الأسهم شهد ارتفاعاً كبيراً وأخذ منحنى تسارعين نحو منطقة العشرين ألف في وقت لا توجد فيه أي معطيات جديدة للشركات القيادية مما خلق مرحلة تذبذب شديدة وأوجد أسبابا حقيقية وحتمية لجني الأرباح.

وذكر أن الطلب المتزايد على أسهم الشركات الخاسرة والمضاربات المفتعلة كان له الأثر في ارتفاع أسعار كثير من الأسهم بمعدلات قياسية وغير طبيعية وصلت إلى ذروتها خلال الفترة الأخيرة، موضحاً أن أسعار شركات المضاربة أصبحت متضخمة وتدافعت أسعارها الى الأعلى دون مبرر أو الاعتماد على ربحية معينة أو نمو أو تطور في أدائها.

ولفت إلى أن المضاربة تعتبر من الأمور الموجودة أساساً في كل سوق شريطة عدم بروزها بشكل كبير كما يحدث في سوق الأسهم السعودية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك توازن بين القطاع الاستثماري وقطاع المضاربة. واعتبر أن غريزة الربح طغت على منطق العقل لدى كثير من المستثمرين الذين اندفعوا دون وعي مقابل حبهم للربحية السريعة، مضيفاً أن المضاربة لها آلية إذا كانت مبنية على قوة السيولة وبين العرض والطلب لكن اذا ارتكزت المضاربة على تدوير وتضخيم وتغرير الآخرين برفع الاسعار فإنه لابد من عودة أسعار هذه الشركات إلى وضعها الصحيح، غير أنه شدد على أن اسهم المضاربة تعتمد دائما على صانعها الذي يستطيع الاستمرار بها صعوداً في حال كان قادراً على الصمود.

وطالب الجوهر هيئة السوق المالية بأن تكون سريعة في اتخاذ القرارات وتطبيقها، ومراعاة حقيقة أن السوق أسرع من مواكبة القرارات التنفيذية.

في المقابل، أكد عبدالله العجمي محلل مالي ومستثمر في سوق الأسهم المحلية، أن وجود وعي لدى المستثمر بالأساليب السليمة للاستثمار في السوق يمثل خط الدفاع الأول لسيادة اجواء صحية للاستثمار والتداول وبالتالي ركنا أساسيا لنجاح السوق.

وقال ان مواقف غالبية المستثمرين تبنى على أساس المضاربات العشوائية والغير منطقية بالدرجة الأولى وليس الاستثمار أو حتى المتاجرة بمفهومها الصحيح في الأسهم، مبيناً أن المستثمرين يبدأون وكأنهم يريدون غراما من طرف واحد مع أسواق الأسهم، فهم يريدون من السوق أن يحبهم ويكرمهم ولكنهم ليسوا مستعدين أن يبادلونه الحب والتكريم، كما انهم يريدون تحقيق الأرباح ولكن ليسوا مستعدين لتحمل اي خسائر، ومستعدين للدخول في السوق ولكن ليسوا مستعدين أن يدافعوا عن اساسياته على الرغم من قناعتهم بوجود ارتفاع غير منطقي لبعض أسعار الأسهم في الوقت الحاضر وان اغلب هذه الاسعار فوق قيمها الحقيقية.

وأكد أن المشكلة التي يعاني منها الكثير من المستثمرين وتحديداً الصغار منهم هي الدخول في سوق الأسهم على أساس خاطئ واحادي الجانب لا يأخذ بالاعتبار سوى تحقيق الربح السريع، معتمدين بذلك على توصيات يتناقلونها فيما بينهم دون النظر في قوة الشركة وحجم أدائها.

وشدد العجمي على أن الحقيقة المرة التي يشهدها السوق هي استناد المستثمرين الذين لا يتمتعون بخبرة أو دراية بحركة التداول أو الاستثمار على ما تكتبه بعض الأقلام خاصة في منتديات الإنترنت التي دأبت على نشر توصياتها وتصوراتها واستشفافها لمستقبل بعض الشركات الخاسرة، موضحاً أن هذا الأمر ساهم في تغييب الحقائق عن المستثمرين، بل إن بعض هذه الأقلام قد ساهمت في تورط عدد من صغار المستثمرين الذين دفعوا كل ما لديهم، واقترض البعض منهم من البنوك المحلية لشراء الأسهم وذلك بناء على إرشادات ونصائح غير منطقية، والتي دفعت بالتالي بالمستثمرين الصغار إلى تحمل عبء أكبر من قدراتهم حينما تورطوا في شراء أسهم شركات سرعان ما سجلت أسعارها تراجعاً حاداً.

وقال العجمي ان التطور الإقتصادي الذي تشهده المملكة والمشاريع الكبيرة المنتظر تدشينها خلال السنوات القليلة المقبلة، بجانب قوة أداء الشركات القيادية، تعتبر من العوامل الرئيسية لأن يستمر سوق الأسهم نحو الصعود مجدداً وكسر المؤشر لحاجز العشرين ألف نقطة.