المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «مكافآت الملايين» قانون قديم ويجب تغييره



الوعب
11-01-2010, 09:52 AM
11-1-2010 عبدالله بن حمد العطية يضع النقاط على الحروف ويؤكد في حديث شامل لـ الوطن (2-2) :
مكافآت «الملايين» قانون قديم ويجب تغييره


الحوار مع شخصية بحجم سعادة عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة يحمل بين طياته العديد من الأسرار، التي قد تكون جديدة بالنسبة للقارئ، باعتباره يحمل على عاتقه العديد من الملفات المهمة في الدولة، وأهمها قطاعات النفط والغاز والكهرباء، وهي قطاعات زاخرة بالجديد كل يوم، إضافة إلى عمل سعادته كنائب لرئيس مجلس الوزراء، مما يجعله من أصحاب القرار في العديد من القطاعات الأخرى، مثل الصحة والتعليم والبيئة والتنمية البشرية.. ولأن العطية عندما يتحدث يجب أن ينصت العالم، فإن حواره معنا اليوم، والذي يعتبر «استثنائيا» نظرا لانشغال سعادته بالعديد من الملفات اليومية، اتسم بالصراحة ولم تكن به خطوط حمراء.

طرحت على سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء «73» سؤالا في ثلاثة قطاعات، هي النفط والغاز والحكومة والاقتصاد والكهرباء.. لم تكن اجابات سعادته تقليدية بل حملت الكثير من الجديد الذي يهم المواطن والمقيم.

كما أنه لم يطلع على الأسئلة ولم يطلب نموذجا منها لتجهيز الاجابات.. ولم يلغ اي سؤال منها أو يعترض عليه.. فقد كانت معلوماته حاضرة بالرغم من أن الأسئلة من قطاعات مختلفة ومجالات متنوعة .. واجاباته شافية ووافية تتسم بالبلاغة واللباقة وأحيانا لا تحتاج لاعادة صياغة.

كما استطعت من خلال بعض الأسئلة الشخصية ان أعرف من هو عبدالله بن حمد العطية الإنسان، أو بمعنى أدق الوجه الآخر لسعادته باعتباره من الشخصيات البارزة في مجتمعنا، فهو شخصية غير عادية لديه العديد من الأعمال، كونه مسؤولا عن قطاع استطاع ان يصل بقطر إلى العالمية، إضافة إلى هموم العمل اليومي التي لا تتيح لديه وقتا، ولكنه مع ذلك موجود في جميع المناسبات الاجتماعية، حرصا منه على مشاركة المجتمع في جميع المناسبات، أو كما يقول سعادته إن الإنسان يجب أن يكون قريبا من مجتمعه ويشارك الناس أفراحهم وأحزانهم.

أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهني عندما حملت أوراقي، عازما على مواجهة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة، وكنت مُصرّا على الخروج بما هو جديد لكي تكون المواجهة «استثنائية».. ولكن سعادته بشفافيته المعهودة وضع الكثير من النقاط فوق الحروف واستطاع تصحيح بعض المعلومات التي من الممكن أن تكون غير واضحة أمام الناس.

فإلى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار:

ــــ التنمية الاقتصادية التي تقوم بها الدولة مع بدء الألفية الثالثة واضحة وجلية وكذلك الحال بالنسبة للتنمية البشرية من خلال تطوير التعليم والاهتمام بالجوانب الثقافية والهوية الوطنية، ولكننا لا نرى في الحكومة الموقرة صفا ثانيا يشار له بالبنان الا اعدادا قليلة وفي مواقع محدودة، فكثير من الوزارات تخلو من منصب وكيل الوزارة وكثير من مجالس الإدارات غير مفعلة.. كيف ترون ذلك؟

- لا أعلم من أين تأتون بهذه الإحصائيات.

ــــ لا يوجد وكيل وزارة في وزارة الخارجية ولا وزارة البلدية ولا وزارة الصحة ولا وزارة الأوقاف ولا وزارة البيئة ولا وزارة الداخلية وممكن ان نقدم لسعادتكم كشفا كاملا بالمناصب الشاغرة في الوظائف القيادية في الحكومة الموقرة؟

- أهم شيء التنظيم، وكيل الوزارة عامل مساعد وأهم شيء أيضا القطاعات والإدارات الفعلية التي تعمل وأنا أرى وزارة الداخلية من أكثر الوزارات تنظيما وإنتاجا وهذا هو المهم ووكيل الوزارة موظف واحد وأنا دائما انظر إلى انه كلما كبر الهيكل الوظيفي زادت المشكلة، ونظرتي الخاصة ان تعمل الإدارات ولا يكون هناك تسلسل وظيفي من المدير إلى الوكيل إلى الوزير، هذا كله عمل بيروقراطي والنظام الحديث اليوم يقوم على اللامركزية في التعامل، وهذا هو الذي يخلق الصف الثاني من خلال الإدارات، وأنا أرى أن بعض الوزارات تطورت في انشاء تنظيم جيد ومديرين جيدين جدا وفعالين وضربنا مثلا بوزارة الداخلية والتطور السريع الذي حدث فيها والتي تعتبر في نظري من أفضل الوزارات على مستوى الدولة في تنظيم خدماتها وتطويرها وهذا التطور غير موجود في الكثير من دول العالم وهذه ليست شهادتي فقط ولكن بشهادة موظفين أجانب يعملون لدينا، فهناك وزارات تتطور وهناك صف ثان وثالث ورابع.

ــــ ولكن هناك مؤسسات وشركات ووزارات ليس فيها هذه الصفوف التي تحدثتم عنها وبعض مجالس الإدارات غير فعّالة وتعتمد على رجل البطولة المطلقة أو ما يسمى باللغة الانجليزية «one man show»؟

- مجلس إدارة كهرماء الغي بعد قانون الموارد البشرية وكان هناك مجلس إدارة فاعل ومهم يقوم بدور كبير وكذلك مجلس إدارة «حمد الطبية» ألغي مع القانون الجديد.

ــــ ولكننا كنا ننظر إلى وجود صف ثان جاهز، فبعض الوزارات يوجد بها وزير ولا يوجود بها وكيل وزارة وإن وجد وكيل فإنه من نفس جيل الوزير وعقليته، وهذا يجعل العمل أحادي التفكير والتوجه؟

- يجب أن ننظر دائما إلى الهيكل التنظيمي في الوزارة وليس إلى الوزير أو الوكيل بل إلى الأسفل حيث الإدارات إلى الهيكل الهرمي في كل وزارة لمعرفة الخانات الوظيفية ومن الذي يوجد فيها وهؤلاء هم الصف الثاني والثالث والرابع لأن أي تنظيم هو تنظيم هرمي يبدأ من الرأس إلى القاعدة التي تتوسع في الأسفل وهذه القاعدة هي الأهم من أي وظيفة أخرى.

ــــ لماذا يوجد تفاوت في مكافآت مجالس الإدارات؟ ولماذا لا يوضع سقف أعلى للمكافآت التي تصل إلى الملايين في بعض الشركات؟

- الشركات المساهمة في قطاع الطاقة مثل صناعات وناقلات والخليج الدولية لهم مكافآت محددة وهي «120» ألف ريال في العام لرئيس مجلس الإدارة و«100» ألف ريال للعضو ولكن القطاعات الأخرى تلتزم بالقانون الذي يقول إن المكافأة تصل إلى «10%» من الأرباح الصافية، وطبعاً هذا القانون يجيز لهم ذلك، ولكن من وجهة نظري ان النسبة مرتفعة جداً، لأن المبالغ أصبحت ضخمة جداً، ويجب أن يكون هناك تطوير للقانون، لأن هذا القانون أعطى هذه النسبة في وقت صدوره في الستينيات عندما كانت الأرباح بسيطة جداً، والآن الأرباح تصل إلى مئات الملايين والمليارات، فيجب أن يكون هناك نوع من العدالة، ولكن المشكلة أيضا أن الجمعيات العمومية لا تلعب الدور الرئيسي لها، فإذا وافقت بأكثرية الأصوات استحق مجلس الإدارة الأرباح لأنها هي التي تنتخب مجلس الإدارة وتحدد مكافآته.

ــــ للاسف ان الجمعيات العمومية مسيطر عليها من قبل مجلس الإدارة بكميات الاسهم التي يملكونها؟

- المشكلة أننا أمام قانون وهو يقول إن من يجيز هذه المكافآت هو الجمعية العمومية وهناك سلبية في الجمعيات العمومية، فكثير من الناس يعطون توكيلات ولا يحضرون وحتى في الشركات التي لديها مساهمون بالآلاف لا يحضرون ويقومون بإعطاء توكيلات حتى في الانتخابات يستخدمون التوكيلات وأنا أتمنى ألا يكون في الانتخاب توكيل ولكن تصويت مباشر وتلزم المساهم بذلك ولكن أحيانا يكون التوكيل هو المشكلة.

ــــ هل من الممكن أن تساهم في صنع هذا القرار داخل الحكومة في تعديل القوانين بصفتكم نائباً لرئيس مجلس الوزراء؟

- التوكيل موجود في كل شركات العالم، وبصراحة إذا كانت هناك مشكلة يجب أن نضع لها الحلول، لأنه إذا كان هناك عشرة آلاف مساهم في شركة واشترطت الحضور الشخصي فبالتأكيد لن تنعقد الجمعية العمومية، لذلك التوكيلات أصبحت حلا بديلا وانا شخصيا أتمنى ألا تكون هناك توكيلات ولكن التمني يجب ان يكون له حل عقلاني.

ــــ وإذا كانت هناك معجزة وحضر العشرة آلاف مساهم فإنك تحتاج إلى ملعب كرة قدم لإقامة هذه الجمعية العمومية؟

- هذا صحيح.

ــــ من الملاحظ ان الدولة تستثمر في الصناعات الثقيلة وان الاستثمار في القطاع العقاري انتشر بقوة مع الطفرة بالرغم من انه لا يعبر عن الاقتصاد، فالاقتصاد هو إنتاج صناعي أو زراعي ومع ذلك لا يوجد اهتمام واضح بالصناعات المتوسطة والخفيفة مثلما هو الحال في العقار والصناعات الثقيلة.. فما رأيكم في ذلك؟

- هناك مشاريع ضخمة في منطقة الصناعات الصغيرة والمتوسطة وأتمنى أن تزور المنطقة الصناعية الجديدة التي تتبع وزارة الطاقة والصناعة لترى لأن فيها استثمارات بأكثر من «15» مليار ريال للصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي قامت وزارة الطاقة والصناعة بإعطاء دراسات كثيرة وجميعها على حساب الوزارة ولدينا قوانين متشددة لمنع الاستغلال السيئ في أن يتحول المصنع إلى مخزن مثلا أو سكن عمال، حيث قضينا على ذلك وهناك إدارة متميزة لإدارة هذه المنطقة واتمنى ان تقوم جريدة الوطن بزيارة للمنطقة لاجراء تحقيق متكامل عنها وتلتقون بالمسؤولين عن إدارة المناطق الصناعية وانا في زياراتي المتكررة ألاحظ التغيير والتوسع بشكل لا يتصور، ولكن المشكلة هي كيف نغير الثقافة الاستثمارية؟ فعند القطريين كانت هناك ثقافة العقار والتجارة باعتبارهما أسرع وسيلة ربحية ولكن الصناعة تتطلب الصبر ولكنها عندما تبدأ في الإنتاج وعلى المدى الطويل وحتى المتوسط يعتبر عائدها جيدا ومتطورا لكن الصناعة تتطلب الإدارة والتفرغ والتخصص، والكثير من الناس يرون ان التجارة والعقار أأمن وأسهل ولا تحتاج إلى قطاع تسويقي وتخصصات فنية كما تتطلب الصناعة، ونحن حققنا نجاحا كبيرا جدا في الصناعات الاساسية وأصبحت قطر من اهم الدول فيها ونصدر إلى «85» دولة في العالم، ولدينا شبكة تسويق وتوزيع خاصة بالبتروكيماويات في «27» دولة ولدينا شركات متخصصة في الاستثمار الخارجي مثل قطر للبترول الدولية، وقطر للبترول لديها «48» شركة، وهى في تزايد سنويا وتنتج مواد مختلفة يمكن أن نصنع منها في الصناعات الصغيرة والمتوسطة آلاف الصناعات والكل يعلم أنه بدأ الإنتاج التجريبي لأكبر مصنع ألومنيوم في العالم وهذا يمكن ان يخلق صناعات كثيرة في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، أيضا نحن من أكبر الدول المنتجة للبولي اثيلين الذي يدخل في كل الصناعات البلاستيكية، كذلك أصبحنا من اكبر الدول المنتجة لليوريا والاسمدة الكيماوية ولدينا اكبر مصنع في العالم، لقد بدأنا في كثير من القطاعات المختلفة لنستطيع تغطية كل هذه الصناعات باعتبارها تلعب دورا كبيرا جدا في الاقتصاد الوطني، لانها ليست مثل الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تدعمها الدولة لكن هذه الصناعات كل إنتاجها يباع للعالم بالأسعار العالمية، وهذا ينمي الاقتصاد لأن مدخولها بالعملة الصعبة.

ــــ هل سيجد المصنعون القطريون نفس الدعم الذي تحصل عليه الشركات المملوكة لجهات حكومية؟

- نحن لا ندعم الشركات.

ــــ سعادتكم قلتم للتو ان هناك دعما للصناعات الصغيرة والمتوسطة من الدولة؟

- طبعا ندعمهم في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال أسعار رخيصة للطاقة، وكذلك بأسعار رمزية للأراضي، أما الصناعات الأساسية فلا ندعمها، بل نبيع لها موادنا بالأسعار العالمية، وهي تبيع بالأسعار العالمية.

ــــ «وقود» شركة ذات طابع ربحي ومن عملها توزيع البترول ومشتقاته وكذلك إنشاء محطات بنزين وهذا أدخلها في منافسة مع المحطات القائمة التي يملكها مواطنون، والمثير في الأمر أن هناك دورا إشرافيا ورقابيا من «وقود» على منافسيها من المحطات مما يعتبر تدخلاً في المنافسة.. أليس من الأفضل أن تكون الرقابة والإشراف لدى جهة أخرى؟

- «وقود» موزع فقط والأسعار تحددها قطر للبترول وأسعار محطات «وقود» هي نفس أسعار المحطات الأخرى، وليس هناك احتكار، لقد كان قطاع التوزيع يتبع مصفاة «قطر للبترول» ولما خصخصنا هذه القطاعات أصبح قطاع التوزيع تابعا لـ «وقود».

ــــ وهل لها دور رقابي وإشرافي؟

- لا.. أبدا ليس لها دور رقابي، ولا علاقة لها بالمحطات الخاصة حتى قطر للبترول ليس لديها دور رقابي، ولكن الدور الرقابي يكون للدفاع المدني ووزارة البلدية، ولكن عندما حصلت احداث في المحطات الخاصة بسبب الصيانة وغيرها تم تشكيل لجنة وتم ضم قطر للبترول اليها بالاضافة للدفاع المدني والبلدية ووزارة الداخلية، وهذه اللجنة هي اللتي تضع طريقة الرقابة على المحطات وتحدد كيفية التعامل بين المحطات، ووقود ليس عملها فقط توزيع البترول أو المحطات البترولية بالعكس العائد من هذه المحطات محدود وأرباحها ليست من المحطات، ولكنها تتطور في مجال تزويد السفن بالوقود، وهي تملك الآن سبع سفن خاصة بنسبة «100%» وستزيد أعدادها، وهذا ما لا يعلمه أحد، كما أنها تمتلك مصنع البيتومين والقار الذي يعتبر من أفضل أنواع القار، وتعمل في توزيع «ال بي جي» وهو غاز للمنازل والفلل الكبيرة والمطاعم، وذلك من خلال محطات ثابتة وتستخدم تناكر خاصة في توزيع «ال بي جي»، بالإضافة لطرح الأسطوانات الجديدة (شفاف)، والتي تعتبر من أفضل الأنواع من ناحية السلامة لأنها غير قابلة للانفجار حتى لو احترقت، بالإضافة لكونها خفيفة جدا ويستطيع الطفل حملها لأن الأسطوانات الحديدية القديمة أصبحت خطرا، ودولياً غير مسموح بتداولها وأسطوانات «شفاف» لأول مرة تدخل الشرق الأوسط من خلال قطر، و«وقود» تقوم بأعمال تطويرية لصالح المجتمع، حتى محطات «وقود» بنيت على مواصفات عالمية من الأمن والسلامة حتى فيها عملية تدوير للأبخرة المنبعثة لكي لا تكون ضارة بالبيئة.

ــــ ما الهدف من استمرار وجود سقف أعلى لملكية المساهم في وقود بعشرة آلاف سهم كحد أعلى؟

- وقود اسهمها محددة ولا تتعدى 300 مليون سهم، لذلك كانت توجيهات سمو الأمير المفدى أن تعم وقود على كل المواطنين، ولذلك وحتى لا تكون هناك فرصة لأحد للاحتكار مثل ما حدث في بعض الشركات، كانت التعليمات واضحة والتطبيقات واضحة وهي 10 آلاف سهم كحد أقصى ثم صححناها قليلا بعدما أضفنا لها الفحص الفني.

ــــ طالما أن الهدف واضح.. لماذا لا تعمم هذه الفكرة الناجحة في ملكية «وقود» واستفادة شريحة كبيرة من المجتمع منها على شركات اخرى بدلاً من الاحتكار الذي يمارسه بعض الملاك في بعض الشركات؟

- نحن نطبقها في شركاتنا الكبيرة حجما مثل صناعات والخليج الدولية وناقلات نحن حددنا الحد الأقصى «1%» حتى لا يتملك أحد أكثر من هذه النسبة، وهذا تم تطبيقه حرفيا في الشركات الكبيرة.

الكهرباء

ــــ والآن ننتقل لقطاع الكهرباء.. في تصريح سابق في عام «1999» قلتم إن عام «2006» قطر ستكون خالية من التناكر.. ما هي المعوقات التي مازالت قائمة أمام هذا الامر؟ ولماذا مازلنا نرى هذه التناكر؟

- بالعكس نحن تقدمنا تقدما كبيرا جدا في عملية التخطيط وتبديل التناكر وأدخلنا الخدمات لعدة مناطق منها الخور وأم صلال وغيرهما، ومازلنا نطبق خطتنا الموضوعة في هذا الإطار، فالمناطق الكبرى والمناطق الحديثة أصبحت الآن تقريبا دون تناكر، لكن هناك مناطق أخرى مازالت موجودة، فالنمو الذي شهدته قطر خلال الثلاث سنوات الماضية كان نموا أفقيا واليوم هناك شبكات في الشمال، والوكرة والدوحة، فنحن قمنا بتخفيف الكثير من التناكر، لكن لم نستطع الاستغناء عنها حتى نواكب التوسع، حيث نسير في خطة إنشاء المناطق الأساسية والمناطق الجديدة والقرى الكبيرة هذه لتترابط بشبكة متكاملة من المياه.

ــــ سمعنا أن هذه التناكر بعضها ليس مطابقاً للمواصفات والمقاييس.. فمن هو الرقيب أو المسؤول؟

- نحن الآن وضعنا مقاييس، ونحن حذرون جدا للتناكر المؤجرة من كهرماء وفعلا مع الأسف الشديد هناك بعض الحالات الفردية تم اكتشافها بأن هناك بعض التناكر ليست مطابقة للمواصفات، ولذلك شكلنا لجنة، واللجنة لديها معايير حازمة جدا، وأصبح فيها فحص فني وفحص كاثودي ضد الصدأ، وهناك فحص دائم على التناكر، ولكن للأسف الشديد هناك ضمائر ضعيفة عندها استعداد لتبيع نفسها للشيطان للاستفادة، ولكننا نحاول مكافحتها ونحاول الحد منها واستطعنا بالفعل، وأخرجنا من الخدمة مئات التناكر الخاصة التي لم تكن مطابقة للمواصفات، وهو ما دفع البعض من أصحاب التناكر للاحتجاج، لكن نحن طبقناها بكل صرامة.
.

الوعب
11-01-2010, 09:53 AM
ــــ خَلَقَ بعض أصحاب التناكر سوقا سوداء بفرض أسعار مغالى فيها لتوصيل المياه عند الحاجة.. فلماذا لا يتم تنظيم هذه الأسعار ومراقبتها؟

- نحاول الحد من هذا الشيء، ونحن نوصل المياه إلى منازل القطريين الخاصة، أما الأمور التجارية هذه فليست لنا سيطرة عليها، طبعا هناك أسعار مياه محددة حتى للصناعة والتجارة والبناء، والذي يشتريها مفترض أن يذهب لنفس المستهلك، لكن إذا باعها من الأبواب الخلفية فهذه مشكلة، نحاول أن نحد من الأمر، ونستمع للشكاوى من الآخرين ونحاول وضع الحلول في كل اتجاه، لكن في النهاية نحن نتمنى أن ينصلح حال الضمائر لكن للأسف صعب السيطرة على هؤلاء الأشخاص معدومي الضمير.

ــــ لماذا تعرفة استهلاك الكهرباء للصناعات الثقيلة أرخص منها للتجارية والسكنية؟

- هذا ليس صحيحا أبداً، لأن هناك شرائح لاستهلاك الكهرباء، فهناك شرائح للصناعات وشرائح للتجارة وشرائح للاستهلاك الخاص، بالعكس في النهاية أسعار الكهرباء للمقيم أو للصناعات أو للعمارات التجارية مدعومة دعما كبيرا جدا والدعم يصل إلى «60%».

ــــ هل هناك بعض الإعفاءات لبعض المشاريع مثل اللؤلؤة أو الوسيل؟

- لا نحن لا نعفي من رسوم استهلاك الكهرباء، لان أسعار الكهرباء مدعومة من الدولة دعما كبيرا جدا، نحن نشتري الإنتاج ونعيد توزيعه، لو ترى سعر الشراء وسعر إعادة التوزيع، فستجد الدعم يصل ما بين «60%» و«70%» ونحن اليوم لدينا أرخص كهرباء على مستوى الخليج.

ــــ هذا يقودنا لسؤال عن الخصخصة التي حدثت في الكهرباء.. الآن مرت «10» سنوات ومازالت الأسعار مرتفعة ومازالت هناك بعض الانقطاعات؟

- ليست هناك علاقة بين خصخصة الإنتاج والأسعار.

ــــ أقصد الإنتاج من القطاع الخاص، الشركات التي تتولى الآن إنتاج الكهرباء، مثل شركة راس قرطاس وشركة مسيعيد للطاقة والشركات الأخرى؟

- نعم، ولكن من الذي يشتريه؟ الشبكة العامة للكهرباء والماء والتوزيع، أما التحويل فمازالت تملكه الدولة، وكل هذا مازال تحت مظلة كهرماء.

ــــ أنا أتحدث عن الإنتاج وليس التوزيع؟

- بالعكس لدينا فائض.. نحن الدولة الوحيدة في الخليج التي لديها فائض من الكهرباء.

ــــ نعم ولكنكم قلتم إن الإنتاج تحول للقطاع الخاص المتمثل في شركة الكهرباء والماء وشركائها في المحطات المستقلة والمنتجة للكهرباء؟

- نعم شركة الكهرباء والماء أو الشركات الأخرى مثل مسيعيد وراس قرطاس.

ــــ من أجوبة سعادتكم واضح أن الدولة مازالت تدعم الفجوة بين سعر الشراء من المحطات المستقلة وبين سعر البيع للمستهلك.. ألم يكن الهدف من الخصخصة أن هذه الأسعار من الإنتاج تكون تنافسية حتى تتخلص الدولة من عبء دعم الأسعار؟

- لا مستحيل، علينا أن نفتح الأسعار، وهذا شيء آخر لأنه سيظهر السعر الحقيقي بين الأسعار العالمية، بالعكس نحن نحدد كيفية التعامل مع هذه الشركات المنتجة، وذلك عندما تعرض مناقصة وتقول للشركات المنتجة للكهرباء أريد كهرباء بمقدار مثلا «100» ميغاوات أو «1000» ميغاوات، من الذي يستطيع توفير هذه الكمية من الكهرباء بالسعر الأرخص، فهو يعطيك الأرخص في قطاع إنتاجه، لكن نحن عندما نبيع الكهرباء فإننا نبيعها بأسعار مدعومة، ولو أخذنا السعر العالمي فإن قطر من أقل الدول تكلفة في إنتاج الكهرباء، لكن مازلنا نبيع بأسعار أقل.

ــــ أنا لا أتحدث الآن عن البيع والتوزيع لكن اتحدث عن أن الإنتاج كان في يد الدولة، والدولة منذ «10» سنوات خصخصت هذا الإنتاج.. فهل هذه الخصخصة نجحت؟

- نعم نجحت وأصبحت الكفاءة أفضل والإنتاج أسرع، بالعكس نجاح كبير جدا في قطاع الكهرباء بعد ما خصخصناه وأصبح أكثر كفاءة، وإذا ذهبنا لمحطات الكهرباء الموجودة مثل محطة مسيعيد تجدها تنتج «2000» ميغاوات، وكل الذين يديرونها 80 شخصا، الآن هناك كفاءة عالية، وكل هذه المحطات تدار بطريقة احترافية، تتذكر المحطات الحكومية السابقة كان يديرها «2000» موظف، هذه يديرها 80 موظفا يعني عمالة أقل، كفاءة أكبر، سعر الوحدة أقل، فأنت عندما تشتري الإنتاج أنت حر تبيع كما تشاء، ونحن نبيعه مدعوما، لأن الدولة تطلب ذلك.

ــــ ممكن نعتبر هذه مؤشرات نجاح التجربة حتى الآن؟

- طبعا كإنتاج وكفاءة، وكما قلت قطر أصبحت اليوم الدولة الوحيدة حسب التقارير الأخيرة من دول الخليج التي لديها طاقة كهربائية فائضة يعني (دوارة) وممكن تستفيد منها في المستقبل في التصدير، ونحن ننشئ محطة مسيعيد لتنتج 2000 ميغاوات، وننشئ محطة راس قرطاس لتنتج 2730 ميغاوات وتعتبر من أحد أكبر المحطات في المنطقة.

ــــ هذه المحطات الآن هي شركات مستقلة تنتج للدولة وكهرماء تشتري منها، وهناك بعض معلومات أن الدولة تضمنها في البنوك وفي مناقصاتها وفي إنشائها للمحطات؟

- لا أبدا.. الدولة ملتزمة بشراء حد أدنى، وفي بعض العقود حددنا 60%، فقط، ولكن الدولة لا تضمنها أبدا، ولا تضمن قروضا ولا شيئا، تضمنها فقط بعقد الشراء، وعقد الشراء هو ضمانة من الدولة لأنها تحتاج الكهرباء.

ــــ كيف ستتعاملون مع بيع الكهرباء في مشروع الربط الكهربائي، خاصة أن تكلفة الإنتاج لدينا مرتفعة وحينما نبيع لصالح الاستهلاك المحلي فهو مدعوم، لكن هناك بيعا للخارج الآن؟

- لا، الربط الكهربائي يحاسب محاسبة تجارية كاملة، وليست له علاقة بالدعم، وذلك على حسب التكلفة وعلى حسب الربحية المعقولة، لأننا لو بعنا بالأسعار المدعومة فماذا سنستفيد؟.

ــــ ولكن هناك دراسة في أمانة مجلس التعاون قالت إن تكلفة الإنتاج في قطر هي أعلى تكلفة وبالتالي عملية بيع الكهرباء في الربط الكهربائي قد تكون غير تنافسية؟

- من قال إن قطر أعلى تكلفة؟ ومَنْ يثبت ذلك؟.

ــــ هذا ما قالته الدراسة؟

- مع احترامي بالعكس تكلفة إنتاجنا منافسة للغاية ومعقولة جدا، وكان هناك تنافس كبير جدا بين الشركات المستقلة، لذلك هذا الكلام غير صحيح.

ــــ خلال السنوات الماضية حدث تنازع بين وزارة البيئة ووزارة البلدية و«كهرماء» على إدارة الموارد المائية، والنتيجة أن كثيراً من الأمور تعطلت بسبب ذلك الخلاف؟

- بالعكس هناك اتفاق كامل، هم مسؤولون عن الآبار والمياه الجوفية، ونحن مسؤولون عن المياه المحلاة، نحن الذين ننتج ونشتري المياه المحلاة.

ــــ منسوب الاحتياطي المائي للمياه المحلاة قل من 3 أيام في نهاية التسعينيات إلى يوم ونصف اليوم للمياه المحلاة في هذه الأيام، وأن المسح الجيولوجي للآبار الجوفية لا يسير بطريقة فاعلة، ونحن دولة لا توجد بها أنهار، وأمطارنا قليلة ونعتمد على تحلية مياه الخليج ونحتاج إلى وضع خطة للطوارئ في حال تلوث مياه البحر وحروب المستقبل سيكون سببها المياه وسعادتك تقول إن هناك اتفاقا وليس هناك تنازع وخلاف؟

- نحن الآن رفعنا الاحتياطي إلى سبعة أيام وهو يعتبر من أعلى المعدلات، والآن نناقش أيضا وندرس عملية حقن المياه المحلاة في المياه الجوفية أي في المكامن الجوفية، هذه الدراسة تجريها «كهرماء» وإن شاء الله عندما تنتهي هذه الدراسة وتكون هناك ضمانات عدم تسرب من هذه المكامن، لأنه يجب التأكد من هذه المكامن، والتي تسمى بالمصيدة بعد حقنها لا تتسرب منها المياه، وإذا نجحت الدراسة سنصل بالاحتياطات لستة أشهر.

ــــ هل أنتم متأكدون أنه لايوجد أي تنازع؟

- لا ابداً بل توجد اتفاقيات، بالعكس هناك تنسيق متكامل بين وزارة البيئة ووزارة البلدية ووزارة الطاقة، وعلى أعلى مستوى ونحن عامل مساعد لكل الجهات المختلفة، ونحن نتعاون تعاونا كاملا وتعاونا حضاريا، وأبدا لم تكن هناك أية نقطة خلاف نهائيا.

ــــ هل هناك مجاملات لشركة الكهرباء والماء في مشاريعها ودعمها من قبل «كهرماء»؟

- ليست هناك مجاملات لشركة الكهرباء والماء، وهي شركة مساهمة أسستها الدولة، ولكل المواطنين، وتملك الدولة جزءا منها، وليس هناك أي مجاملة لها ونحن نتعامل مع كل القطاعات، ومنها شركة الكهرباء والماء، فعلا نحن ندعمها لأنها شركة أسستها الدولة، ولكن ندعمها بطرق الحق ودون مجاملات.

ــــ يقال إن الدولة باعتها محطات راس بوعبود وبوفنطاس بأسعار زهيدة والثمن لم يسدد إلى الآن؟

- هذا الكلام غير صحيح، بل كانت الأسعار بما هو متفق عليه وبالتكلفة حتى لا نُظلم أو نَظلم.

ــــ موقع كهرماء الإلكتروني الأول على الخليج الآن؟

- صحيح.

ــــ ولكن هل نستطيع أن نتابع معاملاتنا إلكترونيا؟

- لماذا؟.

ــــ أريد أن أعمل سجلا تاريخيا لمعاملتي أين ذهبت وأين وصلت، هل هذا الأمر موجود؟

- أنا أعتقد أن كل شيء متوافر بالموقع الإلكتروني هذا حسب معلوماتي وأنا سوف أتأكد من إدارة «كهرماء» ومن الأخ عيسى هلال الكواري، لأنهم أخذوا الأول على مستوى الخليج.

ــــ هذا شيء نفتخر به، لكن المواطن علاقته بالموقع ليست كاملة، بمعنى بدل الذهاب لمقر المؤسسة الأفضل عمل السجل التاريخي؟

- طبعا هذا أفضل، المفروض وهذا أساس الخدمة وأنا أعدك بأن أتحدث مع إدارة «كهرماء» حول هذه المواضيع.

ــــ متى يتم استبدال شبكات المياه القديمة المتهالكة؟

- بدأنا في وسط الدوحة تبديل معظم الشبكات القديمة، واكتشفنا في البنية التحتية مواسير اسبستوس وتم تغييرها بالكامل، وجاءت مواسير على أحدث المواصفات، وسنحتفل إن شاء الله قريبا ببدء نظام «اسكادا» وهو نظام إلكتروني متكامل للتحكم في شبكات المياه بالكامل والتوزيع بالكمبيوتر يكشف أي تسريب وهذا نظام حديث جدا ومن أحدث الأنظمة التي دخلت في الشرق الأوسط.

ــــ أخطاء الفواتير متى يتم التخلص منها؟ أو على الأقل سهولة تصحيحها دون لجوء المشترك إلى دورة طويلة بين الأقسام والورش وأخذ مفتش لمعاينة العداد وخلافه.. أليس من المفترض أن يبلغ المشترك عن الخطأ وتقوم المؤسسة بالباقي؟

- أخطاء الفواتير قد تكون لأننا نتعامل مع آلة والآلة حتى مع أكبر المؤسسات المالية فيها أخطاء، البنوك فيها أخطاء أحيانا، الآلة أحيانا تخطأ لكن المهم هو التصحيح، وهذا شيء لا تتوقع أن يكون فيه دقة 100%، لكن عندما أجرينا دراسة مع إدارة التدقيق الداخلي في «كهرماء» حول هذه الأخطاء كانت أخطاء في النسبة العالمية مقبولة لكن هي ليست سمة، وترد شكاوى قليلة جدا وفي إطار الأخطاء المقبولة.

ــــ أما كان لديكم مشروع للعدادات الذكية؟

- طبعا لدينا وهناك دراسة حول القراءات الذكية والقراءات عن بعد، وهناك دراسة تجريبية الآن لاختيار ما هو الأمثل، لأن لدينا عدة خيارات ويجب أن نختار أفضلها من حيث انتهى العالم.

ــــ هذا يعني أنكم مازلتم تعملون في المشروع؟

- الآن نعمل في الدراسة التجريبية كما ذكرت لاختيار الأفضل سواء كانت القراءة عن بعد أو الالكترونية أو غيرهما وهناك عدة احتمالات على أساس أن نختار الأفضل للنظام، وهناك مشروع صغير يسمى (البايلوت)، وهو تجريبي لمعرفة أي النظم أفضل.

ــــ للأسف، إن بعض القائمين على عملية توصيل الكهرباء يجاملون أناسا على حساب آخرين من خلال تقديم موعد التوصيل لمن يريدون وتأخير آخرين، ولا توجد شفافية لمعرفة الموعد المحدد، بل إنه يتوجب على المواطن الذهاب شخصيا لقسم التوصيل حتى يتم أخذ طلبه بعين الاعتبار.. ما تعليقكم على ذلك؟

- أنا ضد المجاملات وضد الاختيار الاعتباطي، والآن إدارة التدقيق الداخلي بكهرماء تقوم بتدقيق شهري على الطلبات، والطلبات يجب أن تدخل برقم متسلسل، لأن هناك نظاما ولا أحد يستطيع أن يتعدى الأرقام المتسلسلة، وإذا اكتشفنا هذا الأمر تتم معاقبته وبالفعل اكتشفنا حالة وتم فصل موظف ومدير إدارة، ويجب أن يكون التعامل بكل شفافية ويجب أن يكون بعيدا عن المجاملات، ونحن قضينا على كثير من المجاملات أو المحاباة بسبب المعارف ونحاول قدر استطاعتنا الحد منها ولقد طلبت من إدارة التدقيق الداخلي بكهرماء التشديد في هذا التدقيق وإعطاء تقرير كل 3 أشهر حول ذلك، وأنا شخصيا إلى الآن، لأكون صادقا مع نفسي، لم تصلني أي شكوى، ولو وصلتني أي شكوى اليوم أعدك بالتحقيق، لكن التقارير أمامي وليست لدي شكاوى.

ــــ طلبات الإضافة والتقوية للكهرباء والماء متى سيتم تسهيل إجراءاتها للمواطن؟ إذ إنه من غير المعقول أن تستغرق 6 شهور لإضافة عداد أو التقوية لملحق جديد بالمنزل؟

- المشكلة أننا أحيانا نتعامل مع ظروف خارجية مثل التخطيط العمراني والطرق وغيرهما، نحن وضعنا ما يسمى بالنظام المستهدف حيث نقوم بتحديد المدة إذا كانت شهرين أو ثلاثة، لكن هناك بعض المناطق تحتاج إلى ستة اشهر، في بعض المناطق تحتاج أن تركب تمديدات ومحطات فرعية، وهذا ليس بيدنا لأنها تحتاج لطلبات يجب توفيرها، فاليوم إذا أردنا طلب محطة فرعية فهي ليست موجودة على الرف، لابد أن تطلبها من المصنع، وهذا يستغرق من 6 إلى 8 أشهرعلى الأقل، ونحن دائما نتعامل مع الأحداث بالسرعة الممكنة، والحمد لله نحن قضينا على الكثير من الشوائب، وفي آخر تقرير وصلني من المدقق الداخلي أن لدينا الآن واحدا من أعلى مستويات المواصفات على مستوى الخليج في هذا الشأن، لكن طبعا هذا لا يمنع أحيانا أن يكون هناك تأخير تقني، والتأخير التقني هذا أحيانا ليس بيدنا، لكن يجب أن تتعامل معه بعقلانية.

ــــ متى يتم الاهتمام بمكاتب الطوارئ وزيادة عددها وتجهيزها بفنيين وأجهزة تكنولوجية لسرعة الاستجابة للمشترك، حيث مازالت هناك شكاوى من تأخر سرعة الاستجابة بالرغم من أنها مكاتب للطوارئ ؟

- هم أيضا عليهم تدقيق، وخاصة على عامل السرعة، فأنا رأيت آخر تقارير جاءتني أن عامل الاستجابة كان سريعا جداً، لكن هناك بعض المشاكل، فأحيانا يقوم البعض بإمدادات في بيته أو إضافات، وهو ما يحمل على الشبكة دون الرجوع لكهرماء، فما الذي يحدث؟ الذي يحدث أن المحطة الفرعية لا تستطيع التحمل وتحدث انقطاعات دائما بهذا السبب والقضية الاساسية التي توجد هذه الانقطاعات والتي توجد هذه المشاكل هي بفعل فاعل، وقمنا بوضع إعلانات ورجونا عدم التحميل على الجهد الكهربائي المتاح إلا بعد الرجوع لكهرماء وذلك لمصلحة العميل، نحن لن نمنعه من الإضافة، لكن المشكلة أن كثيرا من الناس يبني دون الرجوع حتى للبلدية، ويحمل على بيته بالكهرباء، وتكون المحطة الفرعية مبنية على قوة تحمل معينة وفجأة يحدث الانقطاع خاصة في الصيف وهذه نتيجة طبيعية واكتشفنا أيضا في بعض الأحيان السرقات، وجدنا البعض يمدد أسلاكا من بيته إلى بيوت خاصة، أو بيوت الإيجارات، وفي بعض الحالات اكتشفنا عدم التعاون بشفافية مع المقومات التي نستطيع من خلالها تقديم خدمة جيدة جدا، وتكون دون انقطاعات متكررة.

ومن الأمور التي خارج إرادتنا أيضا المقاولون عندما يقطعون كابل كهرباء، وهذا يحدث مع الأسف الشديد ونحن نتشدد فيها ونتشدد في عدم الإعفاء من الغرامات أبدا وأنا ألاحظ أحيانا البعض يقطع كابلا، وثاني يوم يقدم رسالة إعفاء من الغرامات، ونحن لا نعفي أحداً لأن هذه أموال عامة، ويجب أن يتحملها المخطئ، فالإنسان يجب أن يكون حريصا في مسؤوليته وحريصا في عمله، ولديه الخرائط اللازمة لتبين له كل الكابلات، لكن هناك استهتارا أحيانا، يأتي البعض دون الرجوع للخرائط ودون استئذان الجهات المسؤولة، ويقوم بعمليات الحفر ويقطع الكابل، ثم تقطع الكهرباء عن الناس ولإصلاحه يتطلب هذا الأمر وقتا.

الجوانب الشخصية

ــــ لماذا لا نرى اسمكم من ضمن أثرياء العالم، بالرغم من وجودكم على رأس إدارة ثروة غاز ونفط؟

- هذا شرف لي وإن شاء الله لن أكون، لأن الواحد لديه ضمير ويعمل بضميره وبإخلاص إن شاء الله.

ــــ ما الهدف من إصدار تعميم من قبلكم يتضمن معلومات عن شركة ابنكم، وإلزامية عدم التعامل معها؟

- هذا حسب التطبيقات، وهو قانون تضارب المصالح، وأنا عندما أوقع على هذا التعميم يجبرني أن أبين إذا كان هناك تضارب مصالح، وإذا أنا لم أطبق هذا القانون كيف أريد تطبيقه على الآخرين، وأنا أول الناس في تطبيق القانون، وأستغرب لماذا يتعجب الناس من تطبيق القانون على نفسي.

ــــ نجد سعادتكم في العديد من المناصب ومجالس الإدارات..فهل لديكم الوقت الكافي لإدارة كل هذه الملفات؟ أم أنكم تكتفون بالمتابعة والإشراف؟

- أنا أتولى الإشراف ، ونحن الحمد لله عندنا نظام لامركزي، عندنا نظام ممتاز جدا، أنا أفتخر اليوم أن كل شركات الصناعات التابعة لقطر للبترول كلها يديرها قطريون من المدير العام إلى مدير الصيانة ومدير التسويق، وعندنا مثال في «راس غاز» و«قطر غاز» حتى الشركات التخصصية مثل شركات أمواج مديرها العام قطري أعطيك أمثلة بسيطة حتى الخليج للهليكوبتر مديرها العام قطري، وكبير الطيارين قطري، أيضا شركة الخليج للحفر، وهذه شركة تخصصية يديرها قطري، أيضا شركة الشاهين لخدمات الآبار النفطية يديرها قطري، قافكو وقابكو حتى أوراكس، جي تي إل، وهي تكنولوجيا معقدة، أنا لي الفخر أن المدير العام قطري، عندنا نظام اللامركزية، وعندنا نظام أن كل شركة تدير نفسها بنفسها، ولها قطاعها ولكن فيها إشراف وعليها تدقيق.

ــــ متى تنوون التقاعد، خاصة أنكم مررتم بفترات صحية حرجة في السابق؟

- أنا مازلت تحت أمر سمو أمير البلاد المفدى، هو الذي أعطاني الثقة، وهو الذي دعمني، وأنا تحت إمرته في أية لحظة، وفي أي مكان، وفي أي زمان.

ــــ كبر أبناؤكم ولديهم الآن شهادات عليا، وهذا دليل على النجاح الأسري لكم كأب، وأنتم نائب لرئيس الوزراء، ووزير للطاقة والصناعة، ومسؤول عن قطاع النفط والغاز، ولديكم كثير من المناصب الاخرى، وهذا دليل نجاح عملي لكم كمسؤول، إضافة إلى أن وجودكم الاجتماعي في السراء والضراء ملحوظ في شرائح المجتمع، كيف تستطيع تنسيق كل هذا الوقت، ما بين أسرتكم وتربيتكم لأولادكم ونجاحكم العملي كوزير وكنائب رئيس وزراء، وما بين تواصلكم الاجتماعي مع جميع شرائح المجتمع، والناس كلها تراك في العزاء قبل الزواج، كيف تستطيع أن توفق بين كل هذا؟

- هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، والاستقرار الأسري مهم جدا، والزوجة تلعب دورا كبيرا جدا في تربية الأبناء والاستقرار الأسري، وأيضا في نفس الوقت المجتمع القطري صغير ومترابط ومتحاب في السراء والضراء، والإنسان يجب أن يكون قريبا لمجتمعه، فعندما يدعوك شخص لزواج أو عندما يحدث عزاء يجب ألا أتردد لأن هذا ضمن التكوين المجتمعي أنك تذهب للناس، وتشاطرهم أفراحهم كما يشاطرونك، وتأخذ عزاءهم مثلما يأخذون عزاءك، وهذا هو الترابط الاجتماعي المميز بين القطريين، ولله الحمد، وإن شاء الله يستمر