تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكرة في ملعب... السيولة



مغروور قطر
18-02-2006, 07:19 AM
الكرة في ملعب... السيولة
كتب المحرر الاقتصادي: اختلفت التوقعات تجاه ما سيكون عليه الحال في تداولات سوق الكويت للأوراق المالية للاسبوع الجاري، فهناك من يتوقع استمرار أجواء النزول على السوق، في حين توقع البعض الآخر أن تلقى اسعار الكثير من الاسهم دعماً يحول دون المزيد من تراجعها ويحول اتجاهها لناحية الصعود.
ورأى مراقبون ان مخاوف نقص السيولة برزت لدى عدد من المتعاملين الذين لم يجدوا تفسيراً لعدم تفاعل السوق مع التطورات الايجابية المحلية الا في نقص السيولة.
وأشار احد المراقبين الى ان هناك مخاوف من أن تؤدي زيادات رؤوس الأموال والاصدارات الجديدة الى اثقال كاهل السيولة، وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة لضخ سيولة جديدة في السوق الذي يجمع المراقبون على انه اقوى وأعقل اسواق المنطقة من خلال اتزانه المعهود عنه سواء في الصعود أو الهبوط.
وأوضح المراقب أن الصعود الكبير أو الهبوط الموجع لم يعهده أحد في سوق الكويت الا في حالات نادرة بينما نرى هذا التذبذب يومياً في غالبية اسواق المنطقة.
وتابع أن مجريات التطورات في اسواق المنطقة تضع بورصة الكويت مجدداً تحت مجهر كبار المستثمرين الخليجين الذين سيبحثون عن فرص جديدة بعد وصول السوق السعودي الى ذروة صعوده في انتظار ورود أخبار ايجابية جديدة.
ومع التحركات الحكومية الايجابية على أكثر من صعيد بما يحقق النقلة الاقتصادية المرجوة من الجميع، برزت تساؤلات لدى المراقبين ان كانت سوق الاسهم من ضمن الأولويات التي ستضعها الجهات الحكومية المعنية نصب عينيها لضخ سيولة في السوق تعيد التوازن اليه وتحول دون وصول الأمور الى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
وبيّن مراقب آخر ان هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق مجالس ادارات الشركات التي تعمد الى سيناريو زيادة رأس المال دون وجود حاجة الى ذلك، مشيراً الى ان الزيادة ان لم تكن مبررة تثقل كاهل الشركة والمساهمين في حال لم تكن هناك جدوى اقتصادية من ورائها.
وأضاف ان سيناريو المنح الكبيرة يعتبر أفضل بكثير من اللجوء الى زيادة رأس المال أو حتى توزيع الأرباح النقدية في حال كانت الأرباح جيدة وكانت هناك حاجة للتوسع، خصوصاً ان غالبية الشركات المدرجة أعلنت او تتجه للاعلان عن تحقيق أرباح قياسية.
ولفت أحد المراقبين الى ان زيادات رؤوس الأموال والاصدارات الجديدة تكون مبررة في حال كانت هناك زيادة في السيولة وكان هناك تضخم في اسعار الاصول أما في الوضع الراهن فإن العملية مختلفة خصوصاً ان بنك الكويت المركزي كان يعمل جاهداً في الفترة الماضية على الحد من السيولة الموجهة الى السوق، وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة لتوجيه سيولة من مصادر أخرى خصوصاً من الهيئة العامة للاستثمار ومؤسسة البترول الكويتية ومؤسسة التأمينات الاجتماعية.
ورداً على سؤال عن تأثير وانعكاس ما حصل في سوقي الاسهم السعودية والمصرية نهاية الاسبوع على سوق الكويت بين مراقبون انه في نفس اليوم كانت هناك تداولات في الاسواق الاماراتية التي كانت مرتفعة بشكل كبير وبالتالي فإن نزول هذه الاسواق التي ارتفعت بشكل كبير في الايام الماضية قد يعطي فرصة للاسواق التي كانت مظلومة في الايام الماضية ومنها سوق الكويت لكي تستقطب بعض السيولة الموجهة من هذه الاسواق وتصحح في الاتجاه الايجابي.
تحليل الاستثمارات الوطنية
ورأى التقرير الاسبوعي لشركة الاستثمارات الوطنية أن التوزيعات «تلعب دوراً أكثر من حجمها»، مشيراً الى تركيز المستثمرين على الشركات التي توزع أسهم منحة حتى وان كان ذلك من دون مبرر وعزا التقرير التذبذب في أداء السوق الى جفاف السيولة ونفسية المتعاملين.
الأداء العام للسوق
أنهى سوق الكويت للأوراق المالية تعاملاته للأسبوع الفائت بعدما لف الغموض أجواء التداول فقد مؤشر Nic-50 خلالها نسبة طفيفة بلغت 0,9 في المئة و2,0 في المئة للمؤشر السعري و1,2 في المئة للمؤشر الوزني، فقد ابتدأت جلسات التداول منذ يوم السبت اتجاهها بالانخفاض ومن ثم ارتفاع طفيف لليومين التاليين وأكمل اتجاهه النزولي خلال آخر يومين من الاسبوع عندما انخفض المؤشر السعري بمقدار 104 و101 نقطة على التوالي، تجدر الاشارة الى ان تلك الانخفاضات جاءت وسط أجواء ايجابية حول أرباح الشركات المدرجة المنتهية سنتها المالية في 31 ديسمبر 2005 والتي اعلنتها حتى يوم الأربعاء الماضي 52 شركة مدرجة من اصل 160 شركة أخرى لم تعلن (تاريخ 31/3/2006 هو آخر موعد محدد لإعلان الأرباح السنوية) هذا وقد بلغت مجمل أرباحها 1,280 مليون دينار كويتي بارتفاع قدره 62,3 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي.
ورأت «الاستثمارات الوطنية» أن «هناك أسباباً عدة قادت الى مثل هكذا نوع من التداول وأدت الى انخفاضه وعنوانها هو جفاف السيولة، بالمقابل فقد تركزت التداولات حول أسهم بعينها اثر أخبار ايجابية وارتفعت تلك الاسهم خلال الايام الأولى ومنتصف الاسبوع الا ان نفسية المتداولين لم تعطها وقوداً أكبر خلال جلسة يوم الأربعاء مما اثر على ركود زخمها».
ولاحظ التقرير «انه وبالرغم من اعلان بعض الشركات عن نتائج سنوية فاقت أكثر من مئة في المئة عن أرباحها للسنة الماضية الا انها لم تتأثر بل وانخفض بعض منها والسبب هو اعلان التوزيعات الذي بات يلعب دوراً أكبر من حجمه ويجعل أوضاع الاسهم على المحك، والأمر السلبي بالموضوع هو أن الاسهم التي تعلن عن توزيعات نقدية حتى وان كانت تنافس العائد على الودائع لا تكون قبلة لمستثمري السوق بقدر ما يتوجهون الى الاسهم التي توزع أسهم المنحة وزيادة رأس المال حتى وإن كانتا من غير مبرر منطقي».
وأضاف «نعتقد انه بطبيعة الحال يجب التركيز على نوعية أرباح الشركات وحجمها وتوقعاتها المستقبلية بغض النظر عن نسب التوزيعات بمختلف أشكالها».
وقسم التقرير المؤثرات الحالية على السوق الى مؤثرات عينية ومؤثرات فنية، فعلى صعيد العينية لاحظ أن السيولة الموجودة انخفضت بشكل لافت عن تداولات الربع الأخير من العام 2005، والتي تراوحت عند مستوى 97 مليون دينار كمتوسط تداول يومي وبانخفاض 7 في المئة عن تداولات الاسبوع الفائت، وهذا يعكس نوعاً من الاحجام عن الشراء الذي يتزامن مع ترقب توزيعات الأرباح وانعقاد الجمعيات العمومية للشركات ليبدأ تداول الأسهم النظيفة وغير المحملة وكنوع اتباع استراتيجيات متوسطة الأجل على تلك الأسهم بتفضيل شراء أسعار الاسهم النظيفة لدراسة توجهاتها الفنية فضلاً عن الدخول في مغامرة ركودها وعدم تفاعل السوق معها بعد التفسيخ.
ورأى التقرير «ان كثرة الاكتتابات سواء في شركات اكتتاب عام أو خاص في الكويت ودول الخليج العربي وكذلك الصناديق الاستثمارية ساهمت في توجه أكثر من ثلث السيولة المتوافرة الى السوق الأولية».
كما لفت الى ان معدل العائد على ودائع الافراد والمؤسسات السائد بين البنوك المحلية ارتفع بنسب غير قليلة في ظل التنافس المحموم على جذب السيولة أوصلت بعضها اى ما يتعدى نسبة الـ 7 في المئة كمعدل سنوي عليها وبدأت اثارها تتجلى خلال هذه الفترة واصبح هناك نوع من التفاضل بين الادوات المالية المتاحة خاصة في ظل قبول كثير من المستثمرين لتلك العوائد وتفضيل عدم خوض مخاطر على رأس المال الذي تم تحقيقه بصورة استثنائية وغير مسبوقة خلال الثلاث سنوات السابقة.
وقد تم تداول أسهم شركة العقارات المتحدة بنسب كبيرة بلغت 79 مليون سهم بقيمة 29 مليون دينار كويتي خلال اسبوع واحد بعد تصريحات وزير التجارة حول مشروع المستودعات الجمركية في العبدلي والذي فازت به شركة العقارات المتحدة قبل سنة كاملة ولكن تم وقف العمل فيه اثر اشكالات حول موافقة مجلس الوزراء عليه، ويتبين ان هناك مساعي حالية لاعادة الأوضاع الى نصابها، علاوة على ان الشركة سوف تبيع أربع شركات تابعة لها الى شركة الضيافة القابضة التي تسوقها كامكو لادارة الاصول مما قد يحقق للشركة ارباحاً قياسية لشركة العقارات المتحدة والتي لا تعتمد على اعادة التقييم والارباح غير العادية مصدر ارباح للشركة، هذا وتلتها شركة بيت الاستثمار العالمي بتداول قدره 7,7 مليون سهم بقيمة 24 مليون دينار بعد اعلان الشركة عن ارباح قياسية وتوزيعات نقدية بقيمة 70 فلسا للسهم الواحد وزيادة رأس مال وأسهم منحة بنسبة 150 في المئة الأمر الذي رفع سعر السهم بالحد الأعلى منتصف الاسبوع الا انه وقع في شد وجذب بين بيع وشراء خلال اليوم الاخير من الاسبوع، واقفل سعر السهم مرتفعاً بواقع ثمانين فلسا عند مستوى 3,220 دينار كويتي.
مؤشرات السوق
واقفل مؤشر Nic50 بنهاية تداول الاسبوع الماضي الموافق يوم الاربعاء 15 فبراير 2006 عند مستوى 6,689,3 نقطة بانخفاض قدره 62,1 نقطة وما نسبته 0,9 في المئة مقارنة باقفال الاسبوع قبل الماضي الموافق يوم 8 فبراير 2006 والبالغ 6,751,4 نقطة وارتفاع قدره 140,9 نقطة وما نسبته 2,2 في المئة عن نهاية عام 2005 وقد استحوذت أسهم المؤشر على 66,6 في المئة من اجمالي قيمة الاسهم المتداولة في السوق خلال الاسبوع الماضي.
واقفل المؤشر السعري للسوق عند مستوى 11,756,9 نقطة بانخفاض قدره 242,9 نقطة وما نسبته 2,0 في المئة مقارنة باقفال الاسبوع قبل الماضي والبالغ 11,999,8 نقطة وارتفاع قدره 311,8 نقطة وما نسبته 2,7 في المئة عن نهاية عام 2005.
أما المؤشر الوزني للسوق فقد اقفل عند مستوى 580,07 نقطة بانخفاض قدره 6,88 نقطة وما نسبته 1,2 في المئة مقارنة باقفال الاسبوع قبل الماضي والبالغ 586,95 نقطة وارتفاع قدره 17,83 نقطة وما نسبته 3,2 في المئة عن نهاية العام 2005.
الشركات الأكثر تداولاً
شهد سهم المجموعة الدولية للاستثمار خلال تعاملات الاسبوع الماضي صعودا الى مستوى 1,060 دينار ثم التراجع حتى مستوى 910 الى أن تماسك عند 930 فلساً, فيما كان واضحاً عمليات الضغط المتعمدة تارة وعمليات التصريف تارة أخرى ويتضح للمتعاملين أن السهم بدأ يتهيأ لانطلاقة في ظل تمتع الشركة بمعطيات ايجابية منها الأرباح القياسية التي يتوقع ان تعلن عنها خلال الاسبوع الجاري الى جانب قرب ادراج الشركة الخليجية للمال والتي تستحوذ فيها على 50 مليون سهم بسعر 100 فلس تقريباً هذا بالاضافة الى استراتيجية الشركة التوسعية ومساهمتها الفاعلة في عدد من الشركات المحلية والخليجية.
العقارات المتحدة
أعطت المؤشرات الى امكانية توقيع الحكومة على مشروع العبدلي دفعاً قوياً لسهم الشركة، بعد أن وضع الملف في الادراج لأشهر طويلة منذ أن أقر مجلس الأمة قانون المستودعات الجمركية, الا ان التصريحات الرسمية لا ترقى الى تأكيد حسم الأمر باتجاه التوقيع على عقد الاستثمار مع الجهة الفائزة.
ولكن مشروع العبدلي ليس وحده السبب في النشاط القوي للتداولات على سهم الشركة, فالأداء التشغيلي يبدو قوياً، ومشروعاتها المتعددة توفر أرضية مستقرة لتحقيق نتائج مالية جيدة.
«جلوبل»
عكست الربحية القوية التي حققتها شركة بيت الاستثمار العالمي قدرة فائقة على الاستمرار في المنحنى التصاعدي للنتائج المالية, ومن الواضح ان التوزيعات المجزية زادت من جاذبية السهم، سواء في شقها النقدي، أو في جانب أسهم المنحة.
وأظهر اتجاه الشركة الى رفع رأسمالها بنسبة 50 في المئة، اضافة الى توزيع أسهم منحة بنسبة 100 في المئة، ان لدى الشركة فرصاً استثمارية كثيرة تحتاج الى السيولة.
ولدى «جلوبل» سجل حافل في استكشاف الفرص في عدد من الدول العربية، لا سيما في دبي والاردن وفلسطين، وقد اثبتت التجربة نجاحها في الكثير من هذه الاستثمارات التي بدأت تدر عوائد مجزية انعكست على نتائج الشركة.
العراق القابضة
سرعان ما تبددت شائعة مفادها خروج مساهمين رئيسيين في شركة العراق القابضة.
ويبدو أن الشائعة لم تؤثر كثيراً على الثقة بالسهم، الذي اكتسب جاذبية لافتة منذ ادراجه قبل أشهر.
ولايزال السهم رخيصاً، ليس فقط مقارنة بالأسهم المدرجة كافة، بل ايضاً عند المقارنة بأداء الشركة وما لديها من فرص, لكن يبدو أن ما تحتاجه الشركة هو بعض الوقت ريثما تنضج الظروف في العراق ويعود الاستقرار، لتتعزز الثقة بالاداء التشغيلي خصوصاً, وهذا ما تعد له ادارة الشركة العدة.
«المشاريع»