المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدخل الدولة مطلوب لكبح جماح الأسعار



Love143
18-02-2006, 01:44 PM
عبدالرحمن المطيوعي ينفي تكديس الأدراج بمبادرات لا تؤتي ثمارها
تدخل الدولة مطلوب لكبح جماح الأسعار




أكد عبدالرحمن غانم المطيوعي مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن دبي لا تزال تشكل عنصر جذب مهماً أمام المستثمر الأجنبي بالنظر إلى التسهيلات والخدمات المتوفرة بها والعائد الكبير على الاستثمار الذي تؤكده دراسات الجدوى التي تجريها الشركات قبل مجيئها للاستثمار بالدولة.


وقال إن هذه العوامل الايجابية ربما لا تتوافر في دول أخرى عديدة، ولهذا فإن هؤلاء المستثمرين لا يتوقفون كثيرا أمام قضية الإيجارات المرتفعة للسكن أو المكاتب وان كان هذا الأمر ـــ كما قال ـــ من المتوقع أن يعاد تصحيحه خلال سنتين أو ثلاثة حيث سيتم طرح العديد من الوحدات العقارية التي يتم تطويرها حاليا وقال إنها ربما تفوق حجم الطلب المرتفع حاليا.


وقال المطيوعي في حوار مع »البيان« انه رغم سياسة السوق المفتوح التي تنتهجها دولة الإمارات منذ مدة طويلة إلا أن التدخل الحكومي مطلوب عند الضرورة لكبح جماح الأسعار. وأكد أن هناك لجانا تراقب الأسعار الحالية وتدرسها وترفع تقارير بها للمجلس التنفيذي بدبي.


وأضاف مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن الغرفة ستقيم عددا من المعارض هذا العام في عدة دول افريقية وأوربية كما إن لديها عددا من المبادرات التي تعتزم الإعلان عنها في الوقت المناسب عندما تجد أن المبادرات التي طرحتها مؤخرا لمجتمع الأعمال قد أتت بثمارها مؤكدا أن الغرفة لا تنتهج سياسة تكديس المبادرات في الإدراج.


وقال المطيوعي انه كلما زادت مساحة الشفافية والإفصاح في سوق الأسهم كلما كانت الأسعار أكثر واقعية مشيرا إلى أن سوق الأسهم بالدولة مازال في البداية مقارنة بأسواق أخرى معروفة ولهذا يوجد تذبذب في الأسعار ونسبة عالية من المضاربة.


وأعرب المطيوعي عن أمله في أن يؤدي تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء إلى دفع مسيرة الاقتصاد الوطني إلى الأمام مؤكدا أن الانسجام بين رؤى وأفكار سموه مع رؤى وأفكار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة سيساعد في هذا كثيرا. والى تفاصيل الحوار..


مبادرات جديدة


@ ماذا عن ملامح إستراتيجية الغرفة لعام 2006 وهل ستطرح مبادرات على نوعية ما طرحته خلال العام الماضي نفسها؟


ـــ لدينا بالفعل عدد من المبادرات الجديدة لكننا لا نريد الخوض فيها إلا بعد انجازها. وكما هو معروف فإننا قد أطلقنا عدة مبادرات كان آخرها »نقطة تجارة دبي« وقبلها مركز دبي لأخلاقيات المهنة ومركز دبي للتحكيم.


ومثل هذه المبادرات تحقق النتائج المرجوة منها بعد وقت من إطلاقها وليس في الحال وكلما مر وقت عليها بدت جليا أشكال الاستفادة منها على القطاعات التي تستهدفها.


ولدينا الجديد من المبادرات على هذا النحو وإن كنا نركز على النوعية وما تحققه من أهداف حقيقية ولا يهمنا عدد هذه المبادرات، فسياستنا هي ألا نعلن عن مشروع ثم نضعه في الأدراج ونعلن عن مشروع آخر من دون أن يقف المشروع الأول على قدميه وتبدأ ثماره في الظهور..


فليس من سياستنا في غرفة تجارة وصناعة دبي سياسة تكديس المبادرات أو تكبيل أنفسنا بها متناسين الدور الرئيسي للغرفة وهو الاتصال المباشر بمجتمع رجال الأعمال الذي كان من ثماره تأسيس 11 مجموعة عمل في قطاعات أعمال مختلفة نتوقع زيادتها إلى 25 مجموعة هذا العام، ولدينا أيضا العديد من مجالس الأعمال التي نتوقع زيادتها إلى 34 مجلسا.


* من هو صاحب المبادرة في تأسيس مجالس الأعمال.. أنتم أم رجال الأعمال من الجاليات المختلفة؟


ـــ نحن لا نفرض على الجاليات المختلفة التي تقيم على ارض الدولة تأسيس هذه المجلس بل تأتي بمبادرة ورغبة منها، بل إن لدينا العديد من الطلبات لتأسيس مجالس أخرى ندرسها حاليا.


*ألا يتعارض دور مجالس الأعمال مع دور مجموعات العمل؟


ـــ لا يحدث هذا بل كل منهما يكمل الجانب الآخر في كثير من الأحوال وكلاهما ذراع الغرفة للوصول إلى هموم واحتياجات المؤسسات والأنشطة التجارية في الدولة.


فمجموعات العمل تمثل قطاعات الأعمال المختلفة كالشحن والتأمين والخدمات اللوجستية ومراكز التسوق وهكذا أما مجالس الإعمال فهي تمثل جنسيات معينة وبالتالي لا يوجد تعارض بين أنشطة كل منهما بل يمكن القول إنهما يكملان بعضهما البعض ويتداخلان معا للاستفادة المشتركة.


* لكن هناك الكثير من مجموعات العمل المسجلة أو الأعضاء بالغرفة لا نلمس أنشطتها؟


ـــ المثل يقول إنك تستطيع أن تقود الحصان إلى النهر لكنك لا تستطيع ان ترغمه على ان يشرب. الغرفة توفر للأعضاء فيها كل الوسائل التي تمكنهم من الالتقاء ببعضهم ومناقشة قضاياهم وتساعدهم في التوصل إلى حلول لمعوقات أعمالهم ان وجدت .


وكذلك توفير ما من شأنه دفع هذه الأنشطة للأمام لكنها لا تستطيع فرض شيء عليهم أو إجبار هذه المجموعة أو تلك، لكن لدينا الكثير من المجموعات النشطة. نحن نقدم التسهيلات ونشكل لهم همزة الوصل مع المؤسسات والدوائر والجهات الحكومية. ومن خلال توجههم لهذه الجهات كمجموعات أفضل من أن يذهبوا فرادى.


وفي المقابل من الممكن أن ندعو مجموعة ما للاجتماع إذا كانت هناك مشكلة ما في القطاع الذي تمثله، وهذه المجموعة تشكل لجنة من أعضائها تقوم باجتماعات دورية وترفع تقاريرها للغرفة التي تساعد بدورها في إيجاد الحلول المطلوبة لدفع مسيرة العمل إلى الأمام.


آليات للتنفيذ


*هل هناك آلية لتنفيذ ما تتفقون عليه مع وفود الدول الأخرى التي تزوركم أو ما تسفر عنه زيارات وفود الغرفة للخارج، حيث يتم الاتفاق على العديد من الأمور التي من شأنها تنشيط التجارة والاستثمارات؟


ـــ لا يمكن القول إن هناك آلية واحدة نتبعها في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، فالأمر يختلف من بلد إلى آخر.. هناك بلدان نعتبرها أسواقا واعدة للإمارات في مجال الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير.


وبدأنا التركيز عليها من خلال تنظيم زيارات إليها وإقامة ندوات ومعارض فيها حتى يتعرف مجتمع الأعمال عندنا وعندهم على الفرص المتاحة للتجارة والاستثمار في كلا الجانبين كما يتعرف الطرف الآخر على التسهيلات والخدمات المتوفرة في الدولة، فنحن لا نسوق لرجال الأعمال الأعضاء في الغرفة فقط بل لإمارة دبي ودولة الإمارات بصفة عامة.


وهناك دول أخرى حريصة على المجيء إلينا لتسويق الفرص المتاحة لديها فنقوم بتعريف رجال أعمالها ووفودها الرسمية برجال الأعمال في الدولة وقد نساعدهم في عقد مؤتمرات وورش عمل ندعو إليها نظراءهم من رجال الأعمال الإماراتيين وكذلك الجهات الحكومية المعنية إذا اقتضت الضرورة..


من الصعب أن نحدد آلية تنفيذ واحدة لأن لكل بلد طبيعته ولكل بلد درجة اهتمام معينة، لكن الشيء المؤكد هو أن هناك آليات تنفيذ ومتابعات لما يتم الاتفاق عليه وكل ما من شأنه الترويج للدولة وتعزيز فرص التجارة مع الخارج وفي هذا الإطار تتم اتصالات مع الجهات الحكومية سواء الاتحادية أو داخل الإمارة كل على حسب.


* وما هي الأسواق التي تعتبرونها واعدة لدبي؟


ـــ حاليا نركز على أسواق غرب إفريقيا كأسواق واعدة وفي هذا الإطار لدينا معرض تجاري سنقيمه في غانا خلال شهر ابريل المقبل وذلك للمرة الأولى ثم نقوم بزيارة إلى السنغال للتعريف بفرص الاستثمار والتجارة مع الإمارات ولدينا معارض أخرى هذا العام في كل من تركيا وإيران وألمانيا ننظمها بالتعاون مع جهات حكومية أخرى.


منظومة متكاملة


@ هل هناك تقديرات لنسبة إسهام الغرفة في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى دبي؟


ـــ نحن جزء لا يتجزأ من المنظومة المتكاملة التي تروج لدبي، فنحن موجودون في المنطقة الحرة لجبل على منذ تأسيسها في فبراير 1985.


وهي تعد من اكبر المناطق الحرة في الشرق الأوسط وساهمنا خلال هذه الفترة بشكل كبير في التطور الذي شهدته هذه المنطقة. كما كان لنا دور بارز في إنشاء مجلس ترويج التجارة والسياحة في دبي عام 1989 والذي تحول فيما بعد إلى دائرة السياحة والتسويق التجاري وكنا أعضاء مباشرين في المجلس.


وقبل هذا كنا الجهة الوحيدة التي تروج لدبي في ذلك الوقت، لكن مع وجود الهيئات والدوائر الأخرى مثل هيئة دبي للتطوير والاستثمار ودائرة السياحة وغيرهما فان هناك تنسيق معها للترويج لدبي.


ويمكنني القول إن غرفة تجارة وصناعة دبي تستقبل نحو 98% من الوفود التي تشارك في معارض بدبي على مدار العام. وحتى على مستوى رؤساء الجمهوريات نحن نستقبلهم ونقدم لهم المعلومات الكافية عن القطاعات المختلفة بالدولة وفرص التجارة .


وننظم لهم لقاءات مع رجال الأعمال المعنيين ويتم تداول قضايا مهمة. لاشك أن منظومة الترويج لدبي تضم العديد من الهيئات والمؤسسات ونحن جزء منها، كما إننا نستعين بها إذا أردنا القيام بنشاط معين مثل هيئة دبي للتطوير ودائرة السياحة والتسويق التجاري وموانئ دبي وبلدية دبي ودائرة الصحة والخدمات الطبية. نحن جزء من هذه المنظومة .


وهذا هو ما يميز غرفة تجارة وصناعة دبي حيث لا تمثل أعضاءها فقط لكنها تروج للإمارة بل إن دورها يتجاوز حدود الإمارة ليتسع ويشمل الترويج للدولة بصفة عامة حيث نطرح أمام المستثمر مجالات للاستثمار في أكثر من إمارة وعليه أن يختار المكان الذي يلائمه.


وقد انطلقت العديد من مبادراتنا من هذا المنطلق.


ومنها على سبيل المثال »جائزة محمد بن راشد للأعمال« فهي مفتوحة أمام الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية والمالية من مختلف أنحاء الإمارات وبالفعل شاركت فيها خلال الدورة الأولى شركات من كل الإمارات.


@ هل توجد مبادرات لتصنيف الشركات في الدولة؟


ـــ هناك تنسيق مع اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة لوضع معايير من شانها تصنيف الشركات، وسيتم طرح هذه القضية على مستوى الاتحاد خلال الفترة المقبلة لأنه حتى الآن لا يوجد لدينا معايير لهذا التصنيف، حتى أن الشركات الكبيرة في دولة ما قد تكون متوسطة هنا وصغيرة في دولة أخرى.


وما يعد صغيرا في دولة ما قد يعد كبيرا في دولة ثالثة. فالمعايير تختلف من بلد لأخر بعضها يتم حسابه برأس المال والبعض الآخر يعتد بعدد الموظفين والبعض يصنفها بنشاط المؤسسة.


الغلاء والتدخل


* كيف تنظر إلى قضية ارتفاع أسعار الإيجارات في الدولة حاليا، وما هو الحل في نظرك؟


ـــ المشكلة حاليا هي أن الطلب على الوحدات السكنية يفوق المعروض منها بكثير ومن المعروف انه كلما زاد الطلب عن العرض ارتفعت الأسعار، ونجن الآن نمر بمرحلة انتقالية.


لكن سيأتي الوقت الذي يحدث توازن بين الجانبين فتشهد الأسعار نوعا من الاستقرار وأتوقع أن يحدث هذا التصحيح للأسعار في غضون سنتين أو ثلاثة حيث سيتم طرح وحدات جديدة عديدة تناسب كل الشرائح في المجتمع، فالطفرة العقارية التي تحدث الآن غير طبيعية.


@ لكن مشكلة الغلاء تشمل كل شيء حاليا.. المأكل والملبس والمسكن، وجميع التجار في مختلف القطاعات يعتبرون هذا أمرا طبيعيا وسط قوانين العرض والطلب التي تحكم السوق المفتوح.. فكيف تنظر إلى هذه القضية وهل يحتاج الأمر لتدخل حكومي لضبط الإيقاع أم تترك المسألة للعرض والطلب بالشكل الحالي؟

Love143
18-02-2006, 01:44 PM
تابع

ـــ لسنوات طويلة مضت لم يكن هناك في دولة الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص تدخل مباشر في الأسعار في كثير من المجالات ماعدا تقريبا بعض السلع الأساسية التي كانت الحكومة قد تدخلت في وقت ما لتقديمها للمواطنين بأسعار محددة .


ويتم استيرادها مباشرة ومن هذه السلع الأرز والطحين. وفي ذلك الوقت كانت البلدية مخولة بهذا الإجراء، لكن التدخل في تحديد أسعار السلع لا يحدث حاليا إلا في أسعار الأدوية التي تحددها وزارة الصحة.


في الوقت الحاضر صارت الأمور أكثر تعقيد عما كان في السابق وتطور اقتصاد الدولة إلى مزيد من الانفتاح على العالم الخارجي وصار السوق مفتوحا ويشهد منافسة حامية بين مختلف السلع والمنتجات كما تنوعت الخدمات، لكن هذا لا يعني أن تقف الحكومة على الحياد بدون تدخل.


ففي رأيي يجب علي الجهات الحكومية المعنية أن تتدخل في الوقت المناسب لكبح جماح الأسعار والسيطرة على الغلاء وضبط التوازن في السوق إذا زادت الأمور عن حدها وان تكون لديها رقابة دائمة على الأسعار.


والتي تمكنها من أن تحدد سقفا معينا لكل سلعة أو خدمة كما ورد في قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في شهر نوفمبر الماضي بتحديد الحد نسبة 15% كحد أعلى لزيادة قيمة الإيجار سنويا .


والذي يهدف إلى الحد من الارتفاع المبالغ فيه بسعار الإيجارات وضبط الأسعار والتخفيف من الارتفاع الكبير الذي شهده سوق الإيجارات خلا العامين الماضيين. وقد أثمر هذا القرار بالفعل نتائج طيبة في هذه القضية.


وفي رأيي أن المستوى الحالي للأسعار لن يستمر طويلا لان السوق يمر بطفرة عقارية في كل المناطق وخاصة في دبي وسيتيح هذا طرح وحدات عديدة للسكن والمكاتب تكفي لتغطية الطلب الحالي.


الاستثمار الأجنبي


@ إذا استمرت الأسعار على وضعها الحالي لفترة طويلة، هل تتوقع أن يؤثر هذا الأمر سلبا على الاستثمارات الخارجية وإعادة الشركات النظر في وجودها بالدولة؟


ـــ لا شك أن الشركات حينما تأتي للاستثمار هنا دائما ما تضع في اعتبارها تكلفة إقامة المشروع ويدخل في الاعتبار إيجارات المكاتب والمخازن وإيجارات سكن الموظفين وغير ذلك ومن الطبيعي انه كلما ارتفعت أسعار الإيجارات زادت التكلفة والأعباء على هذه الشركات القائمة أو التي ترغب في المجيء.


وطبيعي أيضا انه إذا زاد الشيء عن حده فمن الممكن أن ينعكس سلبا على الشركات وبالتالي من الممكن أن تفكر في إيجاد أماكن بديلة أو الدخول في أسواق أخرى.


لكن أيضا هناك عوامل أخرى تأخذها هذه الشركات في الاعتبار غير تكلفة الإيجارات، فهي دائما تنظر إلى العائد على الاستثمار في دبي وسمعة المدينة كمركز إقليمي هام لحركة التجارة الدولية واستقرارها السياسي والاقتصادي والأمني والتسهيلات والخدمات التي تقدمها للشركات المقيمة بها وأصحاب المشروعات وبنية المواصلات المتطورة وسهولة الوصول إليها.


فهذه كلها عوامل ايجابية ربما لو قارنها المستثمر بالعوامل السلبية المتمثلة في الإيجارات المرتفعة لكان من مصلحته أن يستثمر في دبي، فربما لو ذهب لمكان آخر لافتقد الكثير من هذه الايجابيات أو كلها وبالتالي تمثل خسارة له.


* هل هناك جهات معينة تجري دراسات لما يجري حاليا وكيفية الحد من الأسعار؟


ـــ بالطبع توجد لجان تم تأسيسها من قبل المكتب التنفيذي تدرس مختلف الظواهر. ومن ضمن اختصاصها تقييم الوضع المختصة به وتقوم برفع تقاريرها إلى المجلس الذي يحدد السياسة التي يجب أن تقوم عليها دبي.


أسواق الأسهم والشفافية


* كيف تنظر إلى أسواق الأسهم المحلية حيث التذبذب الحاد في الأسعار؟ وهل يعني ذلك أن بعض الشركات لا تقوم على أسس صحيحة؟


ـــ سوق الأسهم كأي سوق فيه عرض وطلب يحددان الأسعار. وارتفاع أسعار بعض الشركات يعتمد على أنشطتها المعلنة. وبالتأكيد للعامل النفسي دور لما يجري حاليا، لان تداول الأسهم سريع والمضاربة فيها كثيرة بخلاف العقار.


ودعنا نقول إن سوق الأسهم في الإمارات مازالت في البداية مقارنة بدول أخرى لذلك فمن الطبيعي أن تجد فيها صعود وهبوط ومضاربات على الأسهم.


* ما مدى مساحة الشفافية في الأسواق المالية خاصة وان الإشاعات قد تلعب دورا؟


ـــ كلما زادت مساحة الشفافية في السوق كلما أصبحت الأسعار اكثر واقعية، فقضية الإفصاح والشفافية تلعب دورا كبيرا في الأسعار. بمعنى آخر ان الشائعات قد تؤثر وحملات الترويج قد تؤثر.


لكنني أعيد وأقول إن سوق الأسهم لدينا مازال في البداية بالنسبة للأسواق التقليدية المعروفة وبالتالي كلما زادت مساحة الإفصاح والشفافية كلما كانت الأسعار أكثر واقعية وعكست الأداء الحقيقي للشركات.


كما إننا نلاحظ أن معدل الإعلان عن تأسيس شركات مساهمة عامة لدينا اكبر مما هو في الأسواق الأخرى ويرجع هذا إلى أن السوق مازال متعطشا لمثل هذه الشركات المساهمة بعد أن كانت الشركات العائلية تسيطر على السوق.


وقد أدى نجاح هذه التجربة خلال الفترة الماضية إلى زيادة طرح الشركات المساهمة وبالتالي زيادة عددها بالسوق الأمر الذي يؤدي إلى تذبذب الأسعار وزيادة نسبة المضاربة.


@ منذ مدة طويلة ودول مجلس التعاون تحاول توقيع اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي.. فهل ترى انه من الأفضل لها أن تستمر في هذا الاتجاه أم تسعى لتوقيع اتفاقيات بشكل منفرد كما يحدث حاليا مع الولايات المتحدة الأميركية؟


ـــ السوق الأميركي يعد كبيرا بالمقارنة مع الأسواق الأوروبية مع حجمها الضخم طبعا وبالتالي فان الدخول في اتفاقيات تجارة حرة مع أميركا أمر بالغ الأهمية.


لكن طالما بدأنا ككتلة جماعية مع الاتحاد الأوروبي فمن الأفضل أن نستمر في هذا النهج لان قدرتنا على التفاوض اكبر وكذلك قدرتنا في الحصول على مكاسب وتجنب الخسائر ستكون اكبر، فكلما تفاوضنا بشكل جماعي كلما حققنا شروطا أفضل.


صحيح أن المسألة قد طالت بعض الشيء وهذه نتيجة طبيعية لتنوع اقتصاديات دول الخليج رغم تشابهها في كثير من الأمور. لكن توجد بعض الاختلافات في الهياكل التنظيمية.


واعتقد أن القرارات التي تم اتخاذها على مستوى دول المجلس خلال الفترة الأخيرة ستسرع في دخولنا في هذه الاتفاقية.


كما اعتقد أن دخول دول المجلس في توقيع اتفاقيات فردية مع الولايات المتحدة سيسرع من دخولها في اتفاقية جماعية مع الاتحاد الأوروبي لان كل دولة ستكون قد عرفت ما هو المطلوب أن تحققه في هياكلها وأنظمتها وبالتالي تقلل من نسب الاختلاف الموجودة بينها ويؤهلها للدخول بشكل جماعي في هذه الاتفاقية. وأعتقد أن الأمر بات قريبا جدا.


@ ما هي توقعاتك لتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه المسؤولية والأعباء الجديدة على متابعة سموه لسير العمل بإمارة دبي؟


ـــ إن تولي سموه مهام حاكم إمارة دبي في حد ذاته يعطي دفعة كبيرة للإمارة باعتباره شخصية عالمية مرموقة وله سمعته من خلال المشاريع والمبادرات التي أطلقها والتي حققت نجاحا طيبا خلال توليه مهام ولاية العهد بالإمارة.فلقد حقق سموه انجازات غير مسبوقة أحدثت استقرارا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ملموسا بالإمارة.


ولا شك أن تولي سموه مهام نائب رئيس الدولة ورئاسة الوزراء سيزيد من الأعباء على كاهله باعتبار ان مهام الدولة تختلف إلى حد ما عن مهام الإمارة، لكن سموه لديه القدرة على استقراء الأمور ولديه من الخبرة والإمكانيات والرؤى التي تمكنه من متابعة هذه المهام المتنوعة وفي الوقت نفسه لديه القدرة على توزيع الصلاحيات مما يخفف من هذه الأعباء.


بالإضافة إلى عدد من الأمور وعلى رأسها ذلك الانسجام بينه وبين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والرؤى المشتركة فيما بينهما.


وفي رأيي أن هذه المهام الجديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد سيكون لها تأثير إيجابي على الدولة بصفة عامة من خلال المساهمة في دفع مسيرتها ودفع الاقتصاد الوطني إلى النمو بما يتواكب مع خبرات سموه السابقة مما سيعزز من مكانة الدولة.


كادر قرار المستثمر


في سؤال له عما إذا كانت دبي قد وصلت إلى مرحلة أن تكون عبئا على المستثمر الأجنبي أو الشركات التي ترغب في الإقامة بها، قال عبدالرحمن غانم المطيوعي مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي صلنا إن المستثمر دائما ما يوازن بين الايجابيات والسلبيات وعلى ضوء ذلك يقرر ما إذا كان سيستمر في نشاطه بدبي أو ينتقل إلى مكان آخر .


وهذا يعتمد على دراسات الجدوى التي يضعها من قبل، فكلما انخفض هامش الربح كلما أعادت الشركة دراساتها وهيكلة مصاريفها من أجل الاستمرار في دبي وتأخذ في اعتبارها توقعاتها لمستوى الأسعار ومدى استمرارها في الصعود، لكنني أتوقع أن يكون هناك تصحيح لهذه الأسعار خلال العامين المقبلين وهذا أمر طبيعي، مشيرا إلى أن هذه الظروف قد مرت بها دول عديدة غير الإمارات.


وقال: لذلك اعتقد أن الشركات الأجنبية التي تجيء إلى هنا لديها خطط طويلة المدى من اجل الاستثمار، فهي على المدى البعيد تحقق مكاسب وأرباحاً ولا تنظر فقط لفترة الستة أشهر وحتى السنتين.


وبالإضافة لتكلفة الإيجارات، فان هناك عوامل أخرى تأخذها هذه الشركات في الاعتبار، فهي دائما ما تنظر إلى العائد على الاستثمار في دبي وسمعة المدينة كمركز إقليمي مهم لحركة التجارة الدولية واستقرارها السياسي والاقتصادي والأمني والتسهيلات والخدمات التي تقدمها للشركات المقيمة بها وأصحاب المشروعات وبنية المواصلات المتطورة وسهولة الوصول إليها.


وقال المطيوعي إن هذه كلها تعد عوامل ايجابية ربما لو قارنها المستثمر بالعوامل السلبية المتمثلة في الإيجارات المرتفعة لكان من مصلحته أن يستثمر في دبي، لأنه ربما لو ذهب لمكان آخر لافتقد الكثير من هذه الايجابيات أو كلها وبالتالي فهي تمثل خسارة له.


حوار: وجيه عبدالعاطي