تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه



امـ حمد
15-01-2010, 04:47 PM
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال -رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - إن الحلال بيِّنٌ وإن الحرام بيِّنٌ , وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه , ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وإن لكل ملك حمىً , ألا وإن حمى الله محارمُه , ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله , وإذا فسَدت فسَد الجسد كله 0 ألا وهي القلب -
فقوله صلى الله عليه وسلم - إن الحلال بين وإن الحرام بين - فإن الله عز وجل قد أنزل على نبيه الكتاب , وبين فيه للأمة ما تحتاج إليه من أحكام , قال تعالى - ونزَّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء - وقال تعالى- يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم -
وهذا هو مقتضى عدل الله ورحمته بعباده فلا يمكن أن يعذب قوما قبل البيان لهم وقيام الحجة عليهم ,
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بينه في سنته تحقيقا لقوله تعالى - وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم -.
قال صلى الله عليه وسلم - وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس - .
من يتقي هذه الشبهات ويتركها , طلبا لمرضاة الله عز وجل , وتحرزا من الوقوع في الإثم , فهذا الذي استبرأ لدينه وعرضه , أي طلب البراءة لهما , فحصل له البراءة لدينه من الذم الشرعي , وصان عرضه عن كلام الناس فيه , وفيه دليل على أن من ارتكب الشبهات , فقد عرض نفسه للقدح والطعن , كما قال بعض السلف -من عرَّض نفسه للتُّهم فلا يلومنَّ من أساء الظن به .
ومن وقع في هذه الشبهات مع علمه بأن هذا الأمر فيه شبهة , فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك فقد وقع في الحرام , بمعنى أن الإنسان إذا تهاون وتسامح في الوقوع في الشبهات , وأكثر منها , فإن ذلك يوشك أن يوقعه في الحرام ولا بد , وهو لا يأمن أن يكون ما أقدم عليه حراماَ في نفس الأمر , فربما وقع في الحرام وهو لا يدري .
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لمن يقع في الشبهات , وهو أن كل ملك من ملوك الدنيا له حمى يُضرب حول ملكه , ويُمنع الناس من دخوله أو انتهاكه , ومن دخله فقد عرض نفسه للعقوبة , فمن رعى أغنامه بالقرب من هذا الحمى فإنه لا يأمن أن تأكل ماشيته منه , فيكون بذلك قد تعدى على حمى الملك , ومن احتاط فابتعد ولم يقارب ذلك الحمى فقد طلب السلامة لنفسه , وهذا مثل حدود الله ومحارمه , فإنها الحمى الذي نهى الله عباده عن الاقتراب منه أو تعديه , فقال سبحانه - تلك حدود الله فلا تقربوها - , وقال - تلك حدود الله فلا تعتدوها-, فالله عز وجل قد حدَّ للعباد حدوداّ بين فيها ما أَحَلَّ لهم وما حَرَّم عليهم , ونهاهم عن الاقترب من الحرام أو تعدي الحلال , وجعل الواقع في الشبهات كالراعي حول الحمى أو قريبا منه يوشك أن يدخله ويرتع فيه , فمن تعدى الحلال ووقع في الشبهات , فإنه قد قارب الحرام وأوشك أن يقع فيه .
ففي هذا الحديث العظيم حث للمسلم على أن يفعل الحلال ، ويجتنب الحرام ، وأن يجعل بينه وبين الحرام حاجزا وهو اتقاء الشبهات ، وأن يحتاط المرء لدينه وعرضه ، فلا يقدم على الأمور التي توجب سوء الظن به , وسد الذرائع إلى المحرمات وتحريم الوسائل إليها , وفيه كذلك تعظيم أمر القلب , فبصلاحه تصلح أعمال الجوارح وبفساده تفسد ,
نسأل الله أن يصلح قلوبنا وأن يثبتها على دينه

والله المستعان

ونسأله أن يرزقنا الفهم للرسائل الربانية ويرزقنا العمل وأن يطهرنا على مايحب فى ستره وعفوه وعافيته

motor
18-01-2010, 09:44 PM
جزااك الله خير

امـ حمد
19-01-2010, 01:58 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس