المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغرنكم الدنيا--- اليو عمل بلا حساب



امـ حمد
16-01-2010, 04:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تغرنكم الدنيا اليوم عمل بلا حساب
يقول الله تعالى - فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، لقد تزينت الدنيا ، واتخذت أبهى حللها ، وأجمل ملابسها ، حتى خطب ودها ، ورام ببهجتها كثير من الناس ، فتسابقوا في ميدانها الفسيح ، وتنافسوا لأجلها ، فكم غرتهم زهرة الحياة الدنيا وزينتها وبهجتها ، فنسوا حياة القبور ، ويوم البعث والنشور ، انساق كثير من الناس وراء مغريات الحياة الفانية ، وربما غفلوا تماماً عن الآخرة ، عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ -
، فاحذروا الدنيا فإن متاعها زائل ، وزينتها إلى خراب ، وعمارها إلى دمار ، ومن ركن إليها ورضيها وطناً دون الآخرة فقد خسر خسراناً مبيناً ، وزاد همه وغمه ،
، وقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ -
، فالدنيا غدارة ماكرة ، حقيرة فانية ، زهرة بالية ، خيرها إلى زوال ، ومالها إلى ميراث ، وتعبها إلى عناء ،
أما الآخرة ، فخيرها دائم ، ونعيمها لا ينقطع ، ولذتها مستمرة ، لا تزول ولا تحول ، فاشمروا سواعدكم إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة ، فتنافسوا في ميدان الجنان ، فهي محفوفة بالمكاره ، لا يصلها إلا ذو همة عالية ، وإياكم أن تغتروا بالدنيا ، وتركنوا إليها
قال أَبَو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه - قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ - حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا - قَالَ - لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ ، وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ ، ولَا تَبْلَى ثِيَابُهُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَارِبُوا وَسَدِّدُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ 0 وَلَا أَنْتَ ، قَالَ - وَلَا أَنَا ، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ
وقال ابن عباس رضي الله عنه يخاصم الصادق الكاذب ، والمظلوم الظالم ، والمهتدي الضال ، والضعيف المستكبر
، فاتقوا الله وأدوا الحقوق إلى أهلها في دار الدنيا ، فالدنيا دار عمل لا حساب فيها ، والآخرة دار حساب لا عمل فيها
، والله تعالى يقول - كل من عليها فان -، ويقول سبحانه - كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون
فاتقوا الله ، وتذكروا من مات من حولكم ، فكفى بذلك عبرة للمعتبرين ، وذكرى للذاكرين ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ
ولقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ - كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ 0 ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ - إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم - وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ ، لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا ، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا ، وَلَنَصِيفُهَا ـ يَعْنِي الْخِمَارَ ـ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ
قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ
يقول الله جل وعلا 0 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون‏ -‏ ، هذا تصريح بأن العباد خلقوا للعبادة ، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له ، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة ، فالدنيا دار نفادٍ لا محل إخلادٍ ، ومركب عبور لا منزل حبور ، ومشروع انفصام لا موطن دوام ،‏ فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد ، وأعقل الناس فيها هم الزهاد
واعلموا أن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم خرج من الدنيا ولمْ يشْبعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ-
، فازهدوا في الدنيا ، واعملوا لدار الآخرة ، فهناك القرار ، ودار الأبرار ، فطوبى ثم طوبى لمن كان من أهلها ، وويل ثم ويل لمن كانت جهنم قراره ، وسكنه واستقراره

(بوعوف)
16-01-2010, 05:05 PM
جزاك الله خير فالدنيا دار الغرور ، وما عند الله خير للمتقين

امـ حمد
17-01-2010, 02:55 AM
جزاك الله خير فالدنيا دار الغرور ، وما عند الله خير للمتقين





وجزاك الله خير اخوي