المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاسم امين : ودعوته لتحرير المرأة



اسعاف
19-01-2010, 09:48 PM
قاسم امين : ودعوته لتحرير المرأة

بقلم المفكر الأسلامي : محمد عمارة


قاسم أمين


http://i46.tinypic.com/wsrybr.jpg


يعد "قاسم أمين" أحد مواطن الجدل الفكري وبؤر الشد والجذب والصراع بين مختلف تيارات الفكر على امتداد وطن العروبة وعالم الإسلام، بالرغم من مضي أكثر من قرن على بدء إسهامه في الحياة الفكرية لأمتنا.
فهناك فريق يتعصب لفكره؛ فهو في نظرهم الرائد الذي قاد الحركة الفكرية والاجتماعية لـ"تحرير المرأة" نصف المجتمع، فأخرجها من ظلمات العصور المظلمة إلى نور الحداثة والانفتاح.

في حين يرى فريق آخر أن قاسم أمين هو الذي فتح نافذة "التغريب" الأوربي، بما تعنيه من مجافاة روح حضارتنا وتقاليدنا؛ فأورث بفعلته المنازل والحياة الزوجية والناشئة كل أمراض الحضارة الغربية التي يئن ويشكو منها أصحابها.

هكذا اختلف الفريقان، وما يزالان، حول طبيعة وأثر الإسهام الفكري لقاسم أمين. بينما نعتقد أن هذا "الاستقطاب الحاد" في تقويم المفكرين وأفكارهم لون من ألوان "العقلية القبلية" يجب أن تتبرأ منه حياتنا الفكرية والاجتماعية، حيث إنه ثمرة من ثمرات "النظرة آحادية الجانب" التي يفتقد أصحابها "شمولية النظر"، والمنهج "الوسطى- المعتدل" في تقويم الفكر، ونقد آثار المفكرين.

ليس رائدا

لم يكن قاسم أمين أول من نادى ودعا إلى "تحرير المرأة"، بالرغم من شهرة هذه الدعوة ونسبتها إليه؛ فقد سبقه بها وإليها "أحمد فارس الشدياق" (1219هـ=1804م – 1306هـ= 1888م) في صحيفة "الجوائب" أي قبل أن يولد قاسم أمين. كما أن بعض ما نادى به قاسم أمين مثل تقريب الفروق بين حق المرأة وحق الرجل في التعليم مبثوث في مداولات "لجنة تنظيم التعليم" التي كان " رفاعة الطهطاوي " (1216هـ= 1801م – 1290هـ = 1873م) عضوًا بها.

لكن تبقى لقاسم أمين في هذا الميدان ميزة انفرد بها؛ فكل من عداه كان حديثهم عن "تحرير المرأة" والنهوض بها أمرًا من أمور كثيرة تناولوها فيما أبدعوه من أفكار وآثار، أما هو فقد وهب كل جهوده وجميع آثاره -تقريبًا- لهذه الدعوة، حتى صار علمًا عليها ورمزًا لها، فإذا لم تكن للرجل ريادة السبق، فإن له الريادة في تكريس كل جهده الفكري لهذه القضية قبل غيرها من قضايا الإصلاح.

ولم تكن القيود التي سعى قاسم أمين إلى "تحرير" المرأة منها "قيودًا إسلامية"، كما لم تكن الآفاق والحدود التي سعى لتبلغها المرأة العربية والمسلمة هي بحذافيرها الآفاق والحدود التي رسمتها الحياة الغربية للمرأة والتي يشكو منها الإسلاميون المستنيرون، فضلا عن الغربيين المنصفين. لقد كانت الروح الشرقية والآفاق الإسلامية ماثلة في ذهن قاسم أمين أثناء دعوته، ولم يكن يهدف من دعوته إلى تغريب المرأة العربية بقدر ما كان ينشد "تحريرها" من قيود لم تكن أبدا من صنع الإسلام وإنما من نسج عادات بالية متوارثة.

تركي الأصل مصري النشأة

وُلد قاسم أمين على الأرجح في (19 جمادى الأولى 1280هـ=1 ديسمبر 1863م) لأب تركي وأم مصرية من صعيد مصر، كان والده "محمد بك أمين" قبل مجيئه إلى مصر واستقراره بها واليا على إقليم "كردستان".

وفي إحدى زيارات محمد بك أمين للأستانة ثارت "كردستان" ضد الدولة العثمانية وأعلنت استقلالها. عوضته الدولة عن إمارته التي ثارت بإقطاعات في إقليم "البحيرة" بمصر. وحين أتى مصر قرر الإقامة بها، وتزوج من إحدى بناتها، والتحق بالجيش المصري على عهد الخديوي إسماعيل.

وفي الإسكندرية كان مولد قاسم أمين، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "رأس التين" التي كانت تضم أبناء الطبقة الأرستقراطية، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة، وسكن في حي "الحلمية" الأرستقراطي، وحصل على التجهيزية (الثانوية العامة)، ثم التحق بمدرسة الحقوق والإدارة، ومنها حصل على "الليسانس" سنة (1299هـ = 1881م) وكان أول متخرجيها.

وقد اقترب قاسم أمين في تلك الفترة من حلقة "جمال الدين الأفغاني " ومدرسته الفكرية التي ازدهرت بمصر في ذلك التاريخ.

عمل قاسم أمين بعد تخرجه فترة قصيرة بالمحاماة، ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا، وهناك انتظم في جامعة "مونبلييه"، وبعد دراسة استمرت أربع سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق سنة (1303هـ=1885م).

أثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع "جمال الدين الأفغاني"، ومدرسته، حيث كان "المترجم" الخاص بالإمام "محمد عبده" في باريس.

وفي فرنسا قرأ "قاسم" لكبار مفكري أوربا مثل "نيتشه" و"داروين" و"ماركس"، وحاول الاقتراب من المجتمع الفرنسي، وإقامة الصلات الوثيقة مع نمط حياة الفرنسيين الاجتماعي، غير أن طبيعته الشرقية الخجولة، والانعزالية التي ميزت شخصيته لم تمكناه من الذهاب بعيدًا في هذا المضمار. كما عرف في هذه الفترة الحب والصداقة مع "سلافا" الفرنسية التي زاملته في الجامعة، لكن هذه الصداقة وذلك الحب ظلا "رومانسيين".

في سلك القضاء

في صيف (1302هـ=1885م) عاد قاسم أمين إلى القاهرة، وعين بالقضاء في النيابة المختلطة، وكان حينها في الثانية والعشرين من عمره.

تدرج قاسم أمين في سلك القضاء، حيث رأس نيابة محافظة "بني سويف"، ثم رأس نيابة "طنطا" (1309هـ=1891م)، وهناك واجهته حادثة مهمة حيث وقع "عبد الله النديم" (1259هـ=1843م – 1314هـ = 1896م) أبرز زعماء "الثورة العرابية" وأصلب قادتها في قبضة البوليس، وذلك بعد اختفاء أسطوري دام تسع سنوات، وجيء به لرئيس النيابة (قاسم أمين) فأكرم لقاءه وأعطاه مالاً من عنده، وهيأ له في محبسه أقصى ما يمكن من ظروف الرعاية والراحة، ثم قرر أن يقوم بالسعي لدى المسئولين في العاصمة كي يفرجوا عنه ويطلقوا سراحه. ونفس الصنيع كرره "قاسم" مع الطلبة المقبوض عليهم في التظاهرات، بل كان يخفي بعضهم حتى يستصدر له العفو من السلطات.

وفي (ذو القعدة 1309هـ=يونيو 1892م) عُين نائب قاضٍ في محكمة الاستئناف، ثم رُقي بعد عامين إلى منصب مستشار، وكان يومئذ في الحادية والثلاثين من عمره. ولقد عُرفت عنه طوال مدة عمله بالقضاء دعوته لجعل القضاء المصري والمحاكم الأهلية الوطنية جهة التقاضي والمحاكمة بالنسبة للأجانب الذين يعيشون بمصر، باستثناء أحوالهم الشخصية.

نشاطات وكتب

امتد نشاط قاسم أمين خارج العمل القضائي، فكتب في صحيفة "المؤيد" عددًا من المقالات دون توقيع، وأصدر كتابه "المصريون" بالفرنسية سنة (1312هـ=1894م) يرد به على هجوم الدوق الفرنسي "داركور" على مصر والمصريين، كما أصدر كتابه "تحرير المرأة" سنة (1317هـ=1899م)، و"المرأة الجديدة" سنة (1318هـ=1900م)، وشارك في نشاط "الجمعية الخيرية الإسلامية".

وفي (رمضان 1324هـ = أكتوبر 1906م) تولى سكرتارية الاجتماع الذي عُقد بمنزل "سعد زغلول" والذي صدر عنه البيان الشهير الموجه للأمة يدعوها للإسهام في إنشاء الجامعة الأهلية المصرية (جامعة القاهرة)، ثم تولى رئاسة اللجنة بعدما عُين "سعد" وزيرًا للمعارف.

وكان آخر أعماله العامة الخطاب الذي ألقاه بالمنوفية عن الجامعة والتعليم الجامعي المرجو لمصر والمصريين. ثم فارق الحياة بعدها بأسبوع في يوم (13 ربيع أول 1326هـ = 15 إبريل 1908م).

ساعتان لزوجته

كانت حياة قاسم أمين الأسرية متسقة مع مزاجه الهادئ، وروحه الفنانة، وإحساسه الرقيق، فقد تزوج سنة (1312هـ = 1884م) من ابنة أمير البحر التركي "أمين توفيق"، وكان يخص زوجته بساعتين من وقته يوميًا وبشكل منتظم، وكان يقضي في مكتبته ثلاث ساعات يوميًّا، وأنجب بنتين هما "زينب" التي أحضر لها مربية فرنسية، و"جلسن" وأحضر لها مربية إنجليزية.

بين "المصريون" و"تحرير المرأة"



شكل الزي النسائي سنة 1899م
عندما أصدر قاسم أمين كتاب "تحرير المرأة" سنة (1317هـ = 1899م) أحدث ضجة كبرى في المجتمع المصري والمجتمعات الشرقية.. ومن أهم القضايا التي أثارت الجدل أكثر من غيرها في هذا الكتاب:
- ما أثاره عن الحجاب الذي كان يسود عالم المرأة في تلك الفترة.

- ما دعا إليه من ضرورة تقييد الحق المطلق الممنوح للرجل في الطلاق.

- نقد نظام تعدد الزوجات والدعوة إلى ضبطه وتقييده.

ومن الجدير بالذكر أن كتاب قاسم أمين "المصريون" الذي كتبه بالفرنسية والذي صدر قبل كتابه "تحرير المرأة" بخمس سنوات، يرد ويفند آراء قاسم أمين في "تحرير المرأة"، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الثلاث التي أثارت الجدل والعراك؛ ومن ثم فإننا عندما نقرأ "المصريون" يُخيل إلينا أن الذين يتحدثون ويبرهنون ويجادلون هم خصوم قاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة"!!

مع الحجاب

دافع كتاب "المصريون" عن نظام الحجاب السائد لعالم المرأة الشرقية في عصره، وامتدح النظام الصارم الذي جعل المجتمع الشرقي مجتمعًا انفصاليًّا، وهاجم "تحرير المرأة" الأوربية، بل إنه غالى في تصوير مساوئ الاختلاط في أوربا، وصور نتائج الاختلاط بأنها تنتهي غالبًا بفقدان المرأة لعفتها، وتفريط الرجل في عرضه.

بينما نقض "تحرير المرأة" ما قرره صاحبه من قبل من أن الحجاب ميزة للمجتمعات الشرقية، ورأى أنه يرتبط بالعادات وليس بالشرائع، وهاجم المجتمع الانفصالي، واستنكر إمكانية ممارسة المرأة لواجباتها ومهماتها في الحياة طالما ساد الانفصال بين الجنسين في المجتمع.

الطلاق والتعدد

دافع قاسم أمين في "المصريون" عن بقاء الحرية الكاملة وغير المقيدة للرجل في الطلاق، واستنكر الآراء الإصلاحية التي رأى أصحابها ضرورة جعل الطلاق بحكم من القاضي بعد بذله الجهد لإصلاح ذات البين.

أما في "تحرير المرأة" فقد دعا لوضع القيود على الطلاق، حتى إنه طلب جعل إيقاع الطلاق من اختصاص القضاء، وصاغ مشروع قانون ليقترحه على الحكومة بهذا الشأن.

أما قضية التعدد فعلى الرغم من أنه في كل من "المصريون" و"تحرير المرأة" اشترط قيام الضرورة لجواز التعدد، فإنه في "تحرير المرأة" كان أكثر ميلاً لتغليب منع التعدد على إباحته؛ حيث تحدث عن قيام فساد في العائلات وعداوة بين أعضائها بسبب التعدد، وهو ما كان ينكره من قبل في "المصريون".

سؤال ؟!

والمتصفح لـ"تحرير المرأة" يرى عدة فصول عرضت لرأي الشرع في قضايا الحجاب والزواج والطلاق وتعدد الزوجات، وهي تقدم عدة اجتهادات وآراء فقهية مما لم تكن من بضاعة قاسم أمين؛ لذلك نرى أن الإمام محمد عبده هو صاحب هذه الاجتهادات؛ لأنه ليس أقدر منه في ذلك العصر على الإدلاء بها وإصدارها.

التمدن الإسلامي

نعني بالتمدن الإسلامي هنا تلك الآراء والتطورات التي أبداها قاسم أمين عندما عرض للدين الإسلامي، والحضارة الإسلامية، وموقفه من القضية الهامة التي طرحت في عصره، عندما اختلف الناس في الإجابة على سؤال: هل نعود ونحن ننهض ونستيقظ إلى منابعنا الإسلامية نستوحيها ونحتذيها؟ أم نجعل وطننا قطعة من أوربا فكرًا وقيمًا وحضارة وعلمًا وعملاً؟

لم يكن قاسم أمين مصلحًا إسلاميًّا، وخلفيته الفكرية الإسلامية لا تؤهله ليكون كاتبًا إسلاميًّا فضلاً عن أن يكون مصلحًا إسلاميًّا، بل إن طبيعته الخاصة وتكوينه الذاتي كانا ينأيان به عن أن يكون الكاتب المتخصص والمهتم بأمور الدين، ولكنه مع ذلك دافع عن الإسلام في كتابه "المصريون" الذي رد فيه على هجوم الدوق "داركور".

وإذا ذهبنا نطالع آراء قاسم أمين ونظراته الإسلامية فإننا نستطيع في نهاية المطاف أن نخرج بحصيلة يمكن بلورتها في عدد من النظرات والتقييمات، منها ما هو صائب، ومنها ما جاوزه الصواب:

- فهناك ذلك التقييم الذي قدمه لشخصية الإنسان المسلم ومكوناته الذاتية ومزاجه الحضاري، فهو يصور "شخصية المسلم" على أنه ملامح "شخصية صوفية" متواكلة وانعزالية، لا تربطها أية روابط بالواقع في الحياة.

وأقل ما يُقال في نقد تلك الصورة التي رآها قاسم: إنها أخذت ما هو جزئي ونادر وشاذ فجعلته صورة عامّة لكل مسلم.

- أما الإسلام كدين؛ فإن فهم قاسم له كان فهمًا بسيطًا وجيّدًا -في ذلك الوقت- فالإسلام كدين عنده هو حركة إصلاح للمسيحية وتقويم لانحرافات وتحريفات الديانات التي سبقته في الظهور.

- أما الحضارة الإسلامية، وبالذات التنظيم السياسي في هذه الحضارة، فقد اختلف إزاءه موقفه أو تغير وتطور في تقييمه لهذا الجانب؛ فنحن نلمحه في "المصريون" يميل إلى وجود "تنظيم ونظام سياسي إسلامي" كقسمة في حضارتنا الإسلامية. وهو يرجع ازدهار المسلمين وحضارتهم إلى تطابق نظامهم السياسي مع تعاليمهم الدينية، فلما أهمل المسلمون تعاليم الدين انهار كل البناء. ولكنه رجع عن هذا الرأي في "تحرير المرأة"، و"المرأة الجديدة" حيث أنكر أن يكون المسلمون قد عرفوا أنظمة سياسية في مجتمعاتهم وتاريخهم، وأرجع انهيار حضارتهم وشيوع الاستبداد بالمرأة في تاريخهم إلى افتقادهم لهذه الأنظمة.

ونحن نعتقد أن هذا التقييم الذي أعطاه لقسمة الأنظمة السياسية في حضارتنا تقييم ظالم غريب جانبه الصواب؛ لأنه لم يفرق بين "الحضارة" و"التاريخ"، كما أنه لم يلتفت إلى دراسة الحركات الفكرية والتيارات الثورية وأحزاب المعارضة التي استمرت طوال عصور التاريخ الإسلامي، تجاهد كي تضع في التطبيق ثمرات اجتهاد هذه الأمة الفكري في القانون والشورى والعدل الاجتماعي.

- أما "نوع" الحضارة التي يدعو قاسم أمين قومه إليها ويحبذ أن تكون طريقهم لتجاوز التخلف، فقد حسم خياره بعد تردد في "المرأة الجديدة" عندما قرر أن التمدن الإسلامي ليس فيه حضاريًّا ما يصلح للعطاء المعاصر!!

منقول

اسعاف
20-01-2010, 06:08 AM
قاسم أمين والتطور الفكري

يقول د. "محمد عمارة" -المفكر الإسلامي الكبير- في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت"، عندما أصدر قاسم أمين كتاب "تحرير المرأة" سنة 1899 أحدث ضجة كبرى في المجتمع المصري والمجتمعات الشرقية، بل لعله قد أحدث أكبر وأهم معركة فكرية قامت في الشرق حول كتاب في القرن الذي ظهر فيه، وكانت القضايا الرئيسية التي أثارت الجدل فيه هي: قضية الحجاب، وتقييد حق الرجل بالطلاق، ونقده لنظام تعدد الزوجات.


د. محمد عمارة

ويرى د. عمارة أن قاسم أمين انقلب تمامًا في كتابه "تحرير المرأة" عما كتبه في كتاب "المصريون" سنة 1894؛ ففي كتاب "المصريون" دافع عن الحجاب، وعن منع اختلاط الرجال بالنساء، وهاجم تحرر المرأة الغربية، كما دافع عن حرية الرجل في إيقاع الطلاق عندما يرى في ذلك الصواب، وذكر أن الشرع لا يمنع تعدد الزوجات إذا كان ذلك لضرورة.

ثم هو نفسه في كتاب "تحرير المرأة" يهاجم الحجاب "البرقع أو النقاب"، ويصفه بأنه "عادة" لا "شرع" كما يدعو إلى الاختلاط العام الذي هو ضرورة لخروج المرأة إلى التعليم والعمل، كما يشكو من إسراف الرجال في استخدامهم حق الطلاق، ويدعو إلى تقييد هذا الأمر، كما يرى أنه لا بد أن يمنع التعدد بسبب غلبة الفساد الناتج عنه.

كما أن موقف قاسم أمين من عمل المرأة قد تطور؛ ففي كتابه "المصريون" يرى أن المرأة مكانها الطبيعي هو البيت، ثم في كتابه "تحرير المرأة" يرى أنها يمكن أن تعمل بعض الوظائف البسيطة دون الوظائف العليا والسياسية، ثم يتطور موقفه في "المرأة الجديدة" إلى أن المرأة يمكن أن تقوم بالوظائف السياسية العليا شريطة أن تؤهل لذلك.

شموخ وبس
20-01-2010, 06:52 AM
تحرير وتحرير ليش حنا مقيدين الحمدلله عايشين احسن مايمكن انطيع زوجنا ونربي اعيالنا والاسره متكاتفه
محق تحرير عندهم الا قلة ادب عندهم

اسعاف
20-01-2010, 12:38 PM
تحرير وتحرير ليش حنا مقيدين الحمدلله عايشين احسن مايمكن انطيع زوجنا ونربي اعيالنا والاسره متكاتفه
محق تحرير عندهم الا قلة ادب عندهم

فعلا انتي شامخة:nice:

اسعاف
20-01-2010, 10:24 PM
200 عاما من التغريب

محطات في حركة تحرير المرأة

الدكتورة ليلى بيومي – لها اون لاين -حماسنا

--------



صافيناز كاظم: قاسم أمين "تاجر شنطة"

سعاد صالح: قادة الحركة وضعوها في مواجهة مع الإسلام

نادية هاشم: انتشار الحجاب خير رد على حركة تحرير المرأة



"التأريخ لحركة تحرير المرأة التي بدأت في مصر، والتي انتشرت منها في جميع البلاد العربية والإسلامية يرتبط بالحملة الفرنسية التي جاءت إلى مصر عام 1789 م وحملت معها الأفكار التي تحض المرأة على التحرر والتمرد. وقد جاء الفرنسيون بنسائهم معهم، فكن يسرن في الشوارع سافرات، يركبن الخيول والحمير ويسوقونها سوقا عنيفا مع الضحك والقهقهة ويداعبن سائقي الحمير وحرافيش العامية. فاتخذنهم النساء الأسافل من المصريات قدوة وصرن يقلدهن ويفعلن مثلهن، وحينما دخل الفرنسيون حي بولاق وفتكوا بأهلها وغنموا أموالهم، أخذوا ما استحسنوه من النساء والبنات أسيرات عندهم، فألبسوهن زي نسائهم...

هذا ما سجله الجبرتي مؤرخ هذه الحقبة من تاريخ مصر.

ولما جاء محمد على، ورغم أنه لم يؤسس مدارس حكومية لتعليم البنات، إلا أنه استقدم نساء أوربيات لتعليم بناته في قصره، ثم قلده بعد ذلك علية القوم.

- وكان أول كتاب يحمل دعوة لتحرير المرأة هو كتاب مرقص فهمي (المحامي النصراني) عام 1894 م وكان بعنوان "المرأة في الشرق" وقد دعا فيه إلى نزع الحجاب وإباحة الاختلاط وتقييد الطلاق، ومنع الزواج بأكثر من واحدة.

- وفي عام 1899م أصدر قاسم أمين كتابه الأول "تحرير المرأة" أكد فيه أن حجاب المرأة الذي كان سائدا حينئذ ليس من الإسلام، وأن الدعوة إلى السفور ليست خروجا على الدين ونصوص الشرع.

- وفي عام 1900م أصدر قاسم أمين كتابه الثاني "المرأة الجديدة" الذي كرر فيه أفكاره السابقة ودعا إلى سفور المرأة.

وكانت كتابات قاسم أمين – على حد قول كثير من الباحثين الإسلاميين والعلمانيين – بتشجيع من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول ولطفي السيد.



دور الاستعمار والنصارى

وظلت الحركة النسائية في مصر والمتمثلة في تعليم النساء والدعوة إلى سفورهن ونزع الحجاب والتحرر من أحكام الشريعة الإسلامية مرتبطة بالجاليات الأجنبية وبالاستعمار، فقد أنشئ في مصر عام 1835م أول مدرسة أجنبية للبنات على يد المستر ليدز ( وهو أحد المنصرين الإنجليز).

- ثم أسست راهبات المحبة مدرسة لتربية البنات عام 1846م وأسست الراهبات الفرنسيسكان مدرسة للبنات بالقـاهرة عام 1859م، ومدرسة ثانية ببولاق عام 1868م، ومدرسة ثالثة بالمنصورة عام 1872م.. وتكبدت هذه المدارس الكثير من المتاعب من أجل جذب بنات المصريين إليها.

ومما ساهم في تأجيج حركة تحرير المرأة، ظهور موجة من المطبوعات النسائية بدأت عام 1892م حينما أصدرت هند نوفل مجلة "الفتاة".. وهند تنتمي إلى أسرة لبنانية أقامت بالإسكندرية وتخرجت من إحدى مدارس الراهبات بها.



- وفي عام 1896 م ظهرت مجلة نسائية أخرى هي "الفردوس" لصاحبتها لويزا حابلين التي جاءت مع عائلتها من الشام، وفي آخر عام 1896 ظهرت مجلة "مرآة الحسناء" التي أصدرها "سليم سركيس"، وفي بداية القرن العشرين أنشأت "لبيبة هاشم" مجلة "فتاه الشرق" وكانت تباع في مدارس مصر وسوريا ولبنان.

كما أصدر اتحاد النساء المصريات عام 1925 م مجلة "المصرية" وأصدرت رابطة فتيات النيل مجلة "المرأة الجديدة".



رجال صالون نازلي فاضل

نظمت الأميرة "نازلي فاضل" صالونا ثقافيا لأصدقائها من المثقفين المصريين الذين يؤمنون بحركة تحرير المرأة.. وكان من أهم أعضاء هذا الصالون الشيخ "محمد عبده"، و"سعد زغلول" و"قاسم أمين".

والغريب أن هذا الثلاثي هو الذي قاد حركة التحرير هذه... فالقيادة الثقافية كانت لقاسم أمين، والقيادة الدينية كانت للشيخ محمد عبده، والقيادة السياسية كانت لسعد زغلول، وقيادة قاسم أمين معروفة من خلال تفجيره المعركة بكتابيه "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة"..

وكثير من المحققين يذهب إلى أن كتاب "تحرير المرأة" هو بقلم وفكر الشيخ محمد عبده، ولكنه فضل أن يتوارى خلف اسم صديقه قاسم أمين، ومن هؤلاء المحققين د. محمد عمارة في تحقيقه للأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده.

وهناك محققون آخرون يرون أن كتاب "تحرير المرأة" نبت في حديقة أفكار الشيخ محمد عبده، وبه عبارات للشيخ كتبها عن حقوق المرأة في مقالات مجلة "الوقائع المصرية"... وفي تفسيره لآيات أحكام النساء.

أما الزعيم السياسي "سعد زغلول" فلم يترك فرصة يروج فيها لتحرير المرأة إلا اغتنمها، لدرجة أنه اشترط على النساء اللواتي كن يحضرن لسماع خطبه أن يزحن النقاب عن وجوههن، ثم كان هو أول من نزع الحجاب عن المرأة المصرية عندما دخل في إثر عودته من المنفي إلى سرادق المستقبلات من النساء فاستقبلته هدى شعراوي بحجابها، فمد يده ونزع الحجاب عن وجهها وهو يضحك واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك.

وكذلك فعلت زوجته "صفية زغلول"، ابنة مصطفي فهمي باشا، رئيس الوزراء وقتئذ، وأشهر صديق للإنجليز عرفته مصر.



هدى شعراوي والاتحاد النسائي

هدى شعراوي هي ابنة محمد سلطان باشا الذي خان الثورة العرابية وكان يرافق الإنجليز عند دخولهم القاهرة محتلين، وقد اشتركت هدى شعراوي في ثورة 1919م... وأسست الاتحاد النسائي في عام 1924م بعد عودتها من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما 1922م... والذي نادى بمجمل مبادئ حركة تحرير المرأة المعروفة. وقد مهد هذا الاتحاد لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام 1944م... الذي رحبت به الولايات المتحدة وبريطانيا.





هدى شعراوي والاتحاد النسائي

-على خطى هدى شعراوي

وكانت "سيزا نبراوي" صديقة هدى شعراوي زميلتها على درب الحركة النسائية وأكملت المشوار بعدها، ثم جاءت "درية شفيق" التي سافرت إلى فرنسا وإنجلترا وحصلت على الدكتوراه وشكلت بعد عودتها حزب "بنت النيل" عام 1949م بدعم من السفارتين الأمريكية والبريطانية، وكان لها حضور بارز بعد الثورة في هذا المجال.

وعلى خطى "هدى شعراوي" جاءت د. "سهير القلماوي" التي تربت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتنقلت بين الجامعات الأمريكية والأوربية ثم عادت للتدريس في الجامعات المصرية.

ثم جاءت "أمينة السعيد" التي رأست مجلة حواء... وكانت جريئة في الهجوم على أحكام الإسلام والأعراف الإسلامية.

وورثت د. "نوال السعداوي" الراية.. وهي أكثر تطرفا في الهجوم على كل ما ينتسب للإسلام بصلة.. ومن جملة خرافاتها أن الحج شعيرة وثنية.



في مواجهة حركة تحرير المرأة

وقف الأزهر ضد ما في حركة تحرير المرأة من تصادم مع الشريعة الإسلامية... فكان مع تعليم المرأة، ولكنه لم يكن مع خروجها واختلاطها بالرجال، كما وقف ضد الدعوة إلى حظر تعدد الزوجات وتقييد الطلاق.

ومنذ أن ظهرت دعوة قاسم أمين للعلن عارضها نفر من ذوي الاتجاه الوطني مثل الزعيم مصطفي كامل الذي رأى أن أفكار قاسم أمين ضد الشريعة الإسلامية وتخدم الاستعمار الإنجليزي.. كما ألف الاقتصادي المصري الكبير محمد طلعت حرب كتابه "تربية المرأة والحجاب" للرد على قاسم أمين وتفنيد أفكاره التي لا تخدم التحرير الوطني.



قاسم أمين تاجر شنطة

الأدبية والكتابة الإسلامية "صافيناز كاظم" تعترض على وصف قاسم أمين بأنه "محرر المرأة".. لأنه كان مشغولا بقضية التغريب أكثر من انشغاله بقضية تحرير المرأة.

في كتابي قاسم أمين "تحرير المرأة" و "المرأة الجديدة" قال إن مصر كان أمامها طريقان: محاكاة أوروبا أو العودة إلى الإسلام... وقد اختارت مصر محاكاة أوروبا... فهو لم يقل التمثل بأوروبا أو الإقتداء بالنماذج الطيبة هناك.. وإنما قال "محاكاة".. وفي كل كتابات قاسم أمين كانت هذه هي نقطة اهتمامه الرئيسية. وكان لابد أن يكون هناك لافتة براقة لقضية التغريب وهى قضية المرأة... لأن قاسم أمين كان "تاجر شنطة" ثقافية ولم يكن صاحب رؤى أصيلة، والبداية الإسلامية الصحيحة في قضية المرأة بدأها الشيخ حسن البنا... فقد كانت هناك جمعية "السيدات المسلمات" التي كانت ترأسها الداعية زينب الغزالي... فمد لها يده لدمج العمل، لأنه لا شيء اسمه الرجال وحدهم والنساء وحدهن... وقد كانت هذه لفتة ذكية ومتطورة من حسن البنا.

بينما كانت بداية قاسم أمين خطأ.. كانت بداية "ملك حفني ناصف" بداية صحيحة.... وكانت معاصرة لقاسم أمين.. وكانت دائماً تهاجم دعوته... وكان لها برنامج بديل ومتكامل في تهذيب المرأة المصرية وتطويرها وتعليمها.



دور استعماري مشبوه

أما د. "سعاد صالح" ـ أستاذة الفقه بجامعة الأزهر ـ فترى أن حركة تحرير المرأة تحمل الكثير من الأفكار المعادية للإسلام... ورموز هذه الحركة وضعوها في مواجهة الإسلام، فلم يحرصوا أن يكونوا متوافقين مع تعاليم الإسلام، فقد تصوروا أن الإسلام هو مصدر لقهر المرأة وإذلالها. ومشكلتهم أنهم لم يفهموا الإسلام وتعاليمه فهماً عميقاً متكاملاً... وفي الوقت الذي أصدر فيه قاسم أمين كتابيه اللذين دشن بهما أفكار الحركة... في هذه الأثناء.. ألّف الإيطالي "أومتليو جوريو" كتابه "ثورة النساء في الإسلام" ووصف كتابي قاسم أمين أنهما ذوى طابع ثوري خطير... وقال إن تعاليم القرآن في موضوع المرأة أحفظ لكرامتها من أفكار قاسم أمين.

فالإسلام حض على تعليم المرأة ومشاركتها في جوانب الحياة المختلفة وحذر في ذات الوقت من الاختلاط المحرم وعدم الحياء، ونحن نعترف بأن الأمة تعرضت لعصور جهل وظلام كثيرة نتيجة بعدها عن الدين، ولم تأت – كما يزعم هؤلاء – بسبب تمسكها بالدين، ورثت الأمة فيها بعض العادات التي ألصقها القوم بعد ذلك بالإسلام وهو منها بريء.

وحينما جاء الاستعمار كان كل همه هو تفكيك الأسرة المسلمة التي كانت أساس تماسك المجتمع الإسلامي. فعملوا جاهدين على تصدير أفكارهم في هذا الشأن إلينا... والعجيب أنهم لم يملوا في ذلك.. فما زالوا حتى الآن يتحدثون عن قهر الإسلام للمرأة وينادون بحقوق الإنسان وحقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية على المنهج الغربي المنحرف.



الصحوة الإسلامية رد طبيعي

الدكتورة "نادية هاشم" ـ أستاذة الفقه بجامعة الأزهر ـ مازالت متفائلة، ولا يقلقها ما تطرحه حركة تحرير المرأة، وحجتها في ذلك الديناميكية الهائلة للإسلام، على مقاومة الضغوط والتغلب عليها، فرغم شراسة الحملة لتمرير ما يسمونه بقضية تحرير المرأة منذ وصول الحملة الفرنسية على مصر وحتى الآن، أي قرابة مئتي عام.... لم يفلحوا إلا في القليل، وكانت الصحوة الإسلامية التي اجتاحت العالم العربى والإسلامي، بل ووصلت إلى المجتمعات الأوروبية نفسها، خير رد على مخططاتهم.

فالفتاة العربية المسلمة بعد أن تعلمت وأصبحت طبيبة ومهندسة ومحامية وأستاذة في الجامعة ومعلمة وطالبة في الجامعة، وفي المرحلة الثانوية ارتدت الحجاب وضربت بأفكار حركة تحرير المرأة عرض الحائط، بل ووصل الحجاب إلى فرنسا وألمانيا ومختلف أنحاء أوروبا وأمريكا فلم يجد القوم إلا القوانين المقيدة للحريات لمواجهة الحجاب

tulepq
20-01-2010, 10:36 PM
كثيراً ما نسمع ونقرأ عن ما يسمى بتحرير المرأة .........

لا أعرف ماهو التحرير الذي ينشده هؤلاء .. بعد تعاليم الدين الحنيف ..

نعم هي مقيدة عندما كانت في الجاهلية .. ولاداعي لذكر الصور المتعدده لتلك الحالات

بل المتأمل بعقلانيه سيدرك الحكمة الإلهية فيما أمرنا الله عزوجل به ..

فليقل هذا أو ذاك ما يشاؤون .. وليطبقوها على من يحبون بعيدا ً عن الآخرين ..

شكرا لك أخي الفاضل على هذا الطرح ..

تيوليب قطر

اسعاف
20-01-2010, 11:32 PM
كثيراً ما نسمع ونقرأ عن ما يسمى بتحرير المرأة .........

لا أعرف ماهو التحرير الذي ينشده هؤلاء .. بعد تعاليم الدين الحنيف ..

نعم هي مقيدة عندما كانت في الجاهلية .. ولاداعي لذكر الصور المتعدده لتلك الحالات

بل المتأمل بعقلانيه سيدرك الحكمة الإلهية فيما أمرنا الله عزوجل به ..

فليقل هذا أو ذاك ما يشاؤون .. وليطبقوها على من يحبون بعيدا ً عن الآخرين ..

شكرا لك أخي الفاضل على هذا الطرح ..

تيوليب قطر
لكن هل تدرون ان هناك من بني جلدتنا من ينادي ويطبق تعاليم التحرر تلك ويريد افساد بناتنا واخواتنا؟

tulepq
20-01-2010, 11:54 PM
لكن هل تدرون ان هناك من بني جلدتنا من ينادي ويطبق تعاليم التحرر تلك ويريد افساد بناتنا واخواتنا؟


نعم أخي إسعاف .. نحن لا يمكننا إنكار هذا الأمر .. ولكن عواقب مثل هذه الأمور لن تضر أحداً سوى مناديها ..

ألا تتفق معي في ذلك رغم أن هناك فئات تناقض نفسها كثيرا ... ؟

نسأل الله عزوجل أن يستر علينا وعلى بنات المسلمين ..