المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ....أخطاء بنوايا حسنة ....



رجل تعليم
19-01-2010, 11:33 PM
أخطأت حين لم تسعهم غرفة الضيوف فكشفت لهم عن خريطة أبوابي السرية التي تؤدي إلى أنفاق حفرتها كغيري من ذوي النيات الحسنة تحسبا لكل طارئ ...

حين سمحت للقصيدة أن تشكلني " عربيا حتى النخاع " ...للتراث أن يعلمني معاني الكرم والإيثار ...للتاريخ كي يضعني دائما أمام واجبات الإخوة نحو إخوانهم...

حين أنشأت أحدثهم بكل بلادة عن ملامحي ...عن جذوري ...عن هويتي الكارثية وتلك المدرسة الآيلة للسقوط ....

أخطأت حين تنازلت عن كبريائي إرضاء لفضولهم ، بل إرضاء لواجب الدم والعرق والقرابة...لذات اللكنة والملامح التي تفضحنا في أروقة المطارات العالمية ، وبدلا من أن يشكروك شكروا غيرك ، ولفرط أنانيتهم شكروا أنفسهم أيضا ...

حين طوقت نفسي بوهم بناء أمجاد سيظهر لاحقا ألا أمجاد تبنى من بعيد ،والمجد الوحيد الذي نجحت في بنائه هو قراري إقامة تمثال دائم أمام عيني ليذكرني كل حين " بمعتقداتي الإستثنائية " ...ثمثال سيذكرني دوما بعهد أردته جميلا فجاء قبيح الوجه ، بل ذميمه...

أخطأت حين ضربوا الأرض بأقدامهم فقفزت من مكان إلى مكان ...حين أرادوني " منسيا " فتشبثت لسفالتي بطموحي في الخلود ولو للحظات ....حين اجتهدت الأحداث منذ ولادتي لتعلمني حروف الطاعة والولاء، لكن بفضل ضوء الشموع و كفاح أمي العزيزة استطعت مواصلة تعليمي في ظروف سيئة فتعلمت حروف الهجاء....

أخطأت حين آليت على نفسي أن أكون " جيدا " على الدوام فيما العالم يسير بمحض إرادته ليكون سيئا إلى الأبد ....

حين عزمت على مخالفة الأعراف والتقاليد التي يصيبني نصفها بالغثيان ، متجاهلا أن المجتمع هو الذي يشكل الأغلبية فيما لن أشكل سوى مجرد استثناء ...استثناء لن يصمد طويلا ككل القناعات الهشة عند أول اندفاع مسالم للمجتمع ، فكيف لو هب العالم بأسره لمحاربتك بالعصي والأحذية الثقيلة ....


حين رضيت بالبساطة كي تكون عنواني اللامع ...في وقت أستطيع فيه تسلق برج عال ولا حاجة لي إن رآني الناس صغيرا كما أراهم صغارا ...المهم أني سأكون سعيدا في عزلتي طالما أني لست بحاجة لأحد ....

أخطأت كثيرا حين سعيت للقائنا ... وحين لم نلتق .... وحين لن نلتق أبدا بحول الله ...


حين فوضت لنفسي مهمة بناء الجسور من جانب واحد دون تكليف من أحد ...كنت أحسب ألا خوف إذا قرر الآخرون ملاحقتي ، فأنا لن أرتكب جرما ولا أملك كنزا ثمينا فأخاف عليه ، فتبين أن الذي كان يجب أن أخاف منه هو ما سأجنيه من غريزتي المتعطشة دوما لبناء الجسور ....

أخطأت في عشقي للزوايا المظلمة ...للطاولات المنفردة في أحقر ركن من المكان ...في خوفي الشديد من الأضواء ،وعدم سعيي المشروع لامتلاك نسخة من تلك الأختام التي يتباهى بها عادة رؤساء المصالح ... في تقاعسي هذا بأكمله أحكم على نفسي بالبرودة الدائمة للأسف ...


حين يطفو التعاطف على عيوني لمجرد سماعي لأنينهم الذي لا يساوي أي شيء أمام أنيني ...حين أصمت ليتحدثوا هم ...حين أرتجف قلقا على مصيرهم ...حين أتبنى قضاياهم رغم أنها لا تعنيني من بعيد ولا من قريب ...

أخطات حين احتفلت الآن " بعيد ميلادي " بهذه الطريقة المؤلمة والقاسية ...كان من الممكن أن اقطع الحلوى هذه الليلة بعدد ضيوفي الذين سيحضرون مناسبتي السعيدة ...لكن ورحمة بشكوكهم فضلت عدم استدعائهم كي لا أكذب عليهم فاخبرهم بعمري الزائف بدلا من الحقيقي ....


أخطات كثيرا حين أتعامل مع " الكلمات " بمنتهى الإيجابية ...كم مرة تعمدت إضفاء قدر أكبر من الحسن على بعض الكلمات ....كم مرة تجاهلت المعاني السطحية للمفردات ...كان يمكن أن أفهم مثلا أن طفلا صغيرا او أي شخص يهذي بإمكانه أيضا أن يردد عبارة " شكرا " ...." شكرا " تلك الكلمة الببغاتية الجافة التي لا يجب أن تحمل أي معنى آخر سوى : شكـــــــرا فحـــــــــــسب .....

ليلة الخامس عشر يناير

شموخ وبس
20-01-2010, 07:17 AM
كلام جميل وائع اختي

كازانوفا
20-01-2010, 01:59 PM
كل هذه اخطااااااااااااء
وبنوايا حسنه
لو كانت بنوايه غير حسنه ايش كان الحال!!!!!!!!!

اشكرك على هذا الكلام

رجل تعليم
22-01-2010, 11:32 PM
العزيزان

شموخ وبس
و

كازانوفا


شكرا جزيلا لكما

مع املي ان يحالفكما الحظ دائما