المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال معبر جدا للدكتورة : أمينه العمادي--(البناءون الحقيقيون)



مقطع حق
24-01-2010, 07:33 PM
البناءون الحقيقيون2010-01-24
جريدة الشرق القطرية

أنا من الذين يحبون العمار والبناء، وكلما مشيت في طريق ورأيت بناية جديدة أو مجمعا جديدا أو حديقة جديدة تملأني السعادة والافراح بشكل طفولي، ومنذ فترة جلست مع نفسي ساعة أتامل حقيقة من هم أهم أعظم البنائين ووصلت إلى قناعات أردت أن أشارككم اليوم فيها..
فالذي يبنى وطنه ولوطنه هو بلا شك أعظم بناء والذي يبني لأسرته ويؤمن مستقبلهم هو أعظم بناء والذي يبنى للإنسانية ويخترع من أجلها الأشياء المفيدة هو أعظم بناء.
ولكن الأعظم من هؤلاء جميعا من وجهة نظري من يبنى في دنياه كأنه يعيش أبدا ومن يبنى لآخرته كأنه يموت غدا مثلما اخبرنا نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، فلا يعقل أن تبنى للآخرة وتنسى الدنيا، أو تبنى للدنيا وتنسى الآخرة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" معنى الحديث لا تتعلق بالدنيا إلا كتعلق الغريب الذي يريد الوصول إلى أهله ومن شأنه أنه يحمل الزاد من الطريق إلى مكان الوصول، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا: "الدنيا مزرعة الآخرة" وقال عليه الصلاة والسلام: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" معناه أن هذه الدنيا بالنسبة للمؤمن التقي كالسجن يقاسي فيها المشقات والبلاوى، والكافر يعتبرها كالجنة.
وقد قرأت مؤخرا حكاية لطيفة تؤكد هذه المعنى حيث يحكى انه منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحدة فقط وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة، حيث يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملكا آخر غيره وهكذا أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به وألبسه الناس الملابس الغالية وأركبوه فيلاً كبيراً
وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة قائلين له وداعاً، وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك وجميع من كان قبله ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدة، حيث يكمل فيها بقية عمره ورجعت السفينة إلى المدينة وفي طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن التي غرقت منذ وقت قريب ورأوا شاباً متعلقا بقطعة من الخشب عائمة على الماء فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم وطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم لمدة سنة واحدة ولكنه رفض في البداية ثم وافق بعد ذلك وأخبره الناس بالتعليمات التي تسود هذه المدينة وأنه بعد مرور 12 شهراً سوف يحمل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير.
بعد ثلاثة أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة، حيث أرسل إليها جميع الملوك السابقين ووافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة ورآها وقد غطت بالغابات الكثيفة وسمع صوت الحيوانات المفترسة وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة
نزل الملك إلى الجزيرة وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاة على الأرض وفهم الملك القصة أنه مالبث أن ترك الملوك السابقون في الجزيرة
حتى أتت إليه الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم.
عندئذ عاد الملك إلى مدينته وجمع 100 عامل أقوياء وأخذهم إلى الجزيرة، وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين وإزالة الأشجار الصغيرة وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطل على سير العمل، وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة فبعد مرور شهر واحد أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة وبمرور الشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً ثم أمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر...الخ ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل وقد كان الملك ذكياً، فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل على حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة وبعد مرور 9 أشهر جمع الملك الوزراء قائلاً إنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور 12 شهرا من بداية حكمه، ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن ولكن الوزراء رفضوا قائلين حسب التعليمات لابد أن تنتظر 3 شهور أخرى ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة، مرت الشهور الثلاثة واكتملت السنة وجاء دور الملك لينتقل إلى الجزيرة ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير
قائلين له وداعاً أيها الملك ولكن الملك على غيرعادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم وسأله الناس عن ذلك فأجاب بأن الحكماء يقولون:
عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه حتى يأتيك الموت وعندئذ تضحك، بينما جميع من حولك يبكون.. فبينما الملوك السابقون كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الملك والحكم كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام.
اعتقد بأن تلك القصة الموحية ما هي إلا رمز للدنيا التي نعيش فيها وما الجزيرة سوى الجنة وما البلد سوى الدنيا فهيا فلنعمر جنتنا ولنعمر دنيانا ولنتق الله في انفسنا واعمالنا انه نعم المولى ونعم النصير.
بقلم الدكتورة أمينة العمادي
Dr_aalemadiq@yahoo.com

شموخ وبس
24-01-2010, 07:56 PM
تسلم يدك عالنقل ونشكر الدكتوره000000 اللهم لاعيش الا عيش الاخره

مقطع حق
25-01-2010, 06:14 AM
تسلم يدك عالنقل ونشكر الدكتوره000000 اللهم لاعيش الا عيش الاخره



قال وخذوا نصيبكم من الدنيا --- و"أللهم لا عيش الا عيش الأخرة". فعلينا بالإجتهاد مادام لنا نصيب في الدنيا لنعمر قبورنا بة ونضحك يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من اتا ألله بقلب سليم. أللهم أحسن خاتمتنا وجعلنا من عبادك الصالحين.
وجوزيتم خيرا.

ام السعف
25-01-2010, 06:47 AM
اعجبتني القصة التي قرأتها لأكثر من مرة ، فشكرا لأمينة العمادي وشكرا لك يا ناقل الموضوع