مغروور قطر
20-02-2006, 05:40 AM
خسرت 18 مليار ريال في أسبوع.. والمستثمرون في حالة صدمة
بورصة الدوحة تعاني أزمة ثقة حادة والأســـهم تحتاج إلى منشطات قويـة
الدوحة - القبس:
لم يكن الأسبوع الفائت أسبوعا عاديا بالنسبة لبورصة الدوحة، حيث عدا عن استمرار التراجع الذي أصبح سمة تعاملات الأسهم القطرية، إذ كان هذا التراجع واضحا وملموسا هذه المرة، فإن أسهم العديد من الشركات المدرجة للتداول في البورصة (33 شركة) بلغت الحد الأدنى للانخفاض البالغ 5 في المائة أكثر من مرة خلال الأسبوع الفائت.
ونتيجة لذلك، فإن الخسائر كانت مؤثرة في نهاية تعاملات الأسبوع، حيث بلغت قيمتها 18 مليار ريال (4.9 مليارات دولار)، وذلك بعد أن انخفضت القيمة السوقية للأسهم من 295.8 مليار ريال الأسبوع قبل الماضي الى 277.8 مليار ريال خلال الأسبوع الفائت.
وتبعا لذلك، كانت خسارة مؤشر الأسعار ثقيلة، حيث بلغت 815 نقطة تمثل ما نسبته 7.8 في المائة مقارنة بالأسبوع قبل الماضي الذي أغلق فيه المؤشر على 10.4 آلاف نقطة.
المستثمرون القطريون كانوا في حالة صدمة طيلة أيام الأسبوع الفائت وهم يتابعون الأداء السلبي للبورصة، بعضهم أبدى استغرابه الشديد لما تشهده مقصورة تعاملات الأسهم، والبعض الآخر كان يبدو على ملامحه تأثر شديد وهو ينظر الى شاشات التداولات الإلكترونية وقد غلب عليها اللون الأحمر.
تخوفات وهواجس
وبعد أن أغلق المؤشر على ما دون العشرة آلاف نقطة، أصبح هناك تخوفات وهواجس سائدة لدى أوساط المستثمرين والمتعاملين بالأسهم القطرية من عودة بورصة الدوحة الى المستويات التي كانت سائدة قبل نحو ثلاثة أعوام عندما كانت تتصف عموما بالضعف وانخفاض حجم التداول والأسعار.
واستدعى هذا الأداء السلبي والتراجع المستمر لبورصة الدوحة العديد من المستثمرين والمتعاملين في البورصة الى توجيه دعوة أو ربما صرخة إلى الحكومة القطرية للتدخل والعمل على إنقاذ بورصة الدوحة بأي شكل من الأشكال، موضحين أن البورصة الآن في أمس الحاجة الى ضخ كميات كبيرة من الأموال، حيث ان مقصورة التداول تفقد أسبوعيا المليارات، والمضاربة توقفت وابتعد العديد من كبار المستثمرين عن البورصة.
وهناك ثلاثة أنواع من المتعاملين بالأسهم في بورصة الدوحة هم المضارب والمغامر والمستثمر.
والمضارب هو الذي يريد أن يجني أرباح أسهمه في أسرع وقت ممكن، فقد يشتري أسهم اليوم على أمل أن يبيعها غدا من أجل أن يجني أرباحها سريعا فيما اذا شهدت أي ارتفاع.
فقدان الثقة بالبورصة
أما المغامر، فهو الذي ينتظر قليلا ولمدة قد تمتد الى ستة اشهر، حيث انه يتميز بقدرته على الانتظار لفترة ستة أشهر حتى يجني أرباح الأسهم التي تعامل بها، ولكن أفضل أنواع المتعاملين في السوق المالي هو المستثمر الذي لا يهمه جني الربح خلال وقت قصير، أو في فترة ستة أشهر، بل إنه يكون على استعداد للانتظار الى أبعد من ذلك، لأكثر من ستة أشهر وربما لسنوات.
وأرجع مستثمر كبير في بورصة الدوحة استمرار انخفاض الأسهم القطرية الى عدة عوامل من أبرزها فقدان معظم المستثمرين الثقة بالبورصة نتيجة عدم تحرك إدارتها لاتخاذ أي قرار إيجابي خلال هذه الفترة من شأنه أن يعالج التراجع المستمر للأسهم وتحريك مقصورة التداول.
وإضافة الى ذلك، يقول المستثمر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته إن الاكتتابات السابقة والمنتظرة في السوق القطري تقوم بدور كبير في التأثير سلبا على بورصة الدوحة، حيث ان المواطنين القطريين الذين اكتتبوا في مصرف الريان واستعادوا أموالهم الفائضة بعد تخصيص الأسهم، يفضلون الاحتفاظ بهذه الأموال الى حين الاكتتابات المقبلة التي يبلغ عددها على الأقل اكتتابين يشملان شركة الخليج للإسمنت وبنك الخليج التجاري، وذلك على أن يعودوا بأموالهم الى البورصة مرة أخرى ويكونوا في مواجهة احتمالات الخسارة الكبيرة خصوصا في هذه الفترة بالذات.
تحرير الاتصالات
وغير ذلك، كان للحديث الذي بدأ يأخذ مجراه الأسبوع الفائت على نحو غير مسبوق بالنسبة لتحرير قطاع الاتصالات في قطر، أثر كبير في مقصورة التعاملات وبالتالي في نفسيات المستثمرين وخططهم وقراراتهم الاستثمارية، ما انعكس سلبا في المحصلة على مجمل التعاملات الأسبوعية.
معظم المستثمرين الآن أصبحوا بانتظار الإعلان عن تأسيس مشغل جديد في سوق الاتصالات القطري ينافس شركة كيوتل التي تحتكر هذا السوق منذ عقود.
ويعتقد المحلل المالي والاقتصادي المعروف في قطر بشير يوسف الكحلوت أن هذا القرار يصب في صالح كيوتل، لكن توقيت الإعلان عنه والكيفية التي خرج بها لم يكونا مواتيين للبورصة، حيث ان خسارة الشركة ستكون أقل من 419 مليون ريال التي تدفعها للحكومة فيما إذا دخل مشغل جديد لسوق الاتصالات، وبالتالي كان يفترض أن يساعد هذا القرار على رفع سعر سهم الشركة بدلاً من خفضه، ولكن عنصر المفاجأة في الموضوع، وعدم تنوير الشركة للمتعاملين بتأثيراته المحتملة، قد ساهما في إرباك السوق وإضافة سهم أحمر إلى الأسهم الحمراء على الشاشة.
ويقول الكحلوت إن ما تعانيه بورصة الدوحة هو أزمة ثقة حادة، أجبرت المتعاملين على البقاء خارج البورصة خشية أن تنخفض الأسعار بدلاً من أن ترتفع، فتكون النتيجة البيع بخسارة إذا ما جاء موعد الاكتتاب المقبل، ومع ذلك كانت هناك عوامل إضافية ساهمت في الضغط على الأسعار في البورصة خلال الأسبوع الفائت، وإن كان من الواضح أن الصدفة قد لعبت دوراً مهماً في تجميع هذه العوامل وإبرازها دون أن يكون هناك بالضرورة تخطيط متعمد لذلك.
ويؤكد الكحلوت أن بورصة الدوحة لا تزال في حالة ضعف، وهي بالتأكيد تحتاج الى منشطات قوية، وأمس ما تحتاجه هو إمساك المتعاملين عن البيع بأسعار متدنية والثقة بأن فرجاً قد يأتي قريباً، وعندها فقط تبدأ الأمور في التحسن.
بورصة الدوحة تعاني أزمة ثقة حادة والأســـهم تحتاج إلى منشطات قويـة
الدوحة - القبس:
لم يكن الأسبوع الفائت أسبوعا عاديا بالنسبة لبورصة الدوحة، حيث عدا عن استمرار التراجع الذي أصبح سمة تعاملات الأسهم القطرية، إذ كان هذا التراجع واضحا وملموسا هذه المرة، فإن أسهم العديد من الشركات المدرجة للتداول في البورصة (33 شركة) بلغت الحد الأدنى للانخفاض البالغ 5 في المائة أكثر من مرة خلال الأسبوع الفائت.
ونتيجة لذلك، فإن الخسائر كانت مؤثرة في نهاية تعاملات الأسبوع، حيث بلغت قيمتها 18 مليار ريال (4.9 مليارات دولار)، وذلك بعد أن انخفضت القيمة السوقية للأسهم من 295.8 مليار ريال الأسبوع قبل الماضي الى 277.8 مليار ريال خلال الأسبوع الفائت.
وتبعا لذلك، كانت خسارة مؤشر الأسعار ثقيلة، حيث بلغت 815 نقطة تمثل ما نسبته 7.8 في المائة مقارنة بالأسبوع قبل الماضي الذي أغلق فيه المؤشر على 10.4 آلاف نقطة.
المستثمرون القطريون كانوا في حالة صدمة طيلة أيام الأسبوع الفائت وهم يتابعون الأداء السلبي للبورصة، بعضهم أبدى استغرابه الشديد لما تشهده مقصورة تعاملات الأسهم، والبعض الآخر كان يبدو على ملامحه تأثر شديد وهو ينظر الى شاشات التداولات الإلكترونية وقد غلب عليها اللون الأحمر.
تخوفات وهواجس
وبعد أن أغلق المؤشر على ما دون العشرة آلاف نقطة، أصبح هناك تخوفات وهواجس سائدة لدى أوساط المستثمرين والمتعاملين بالأسهم القطرية من عودة بورصة الدوحة الى المستويات التي كانت سائدة قبل نحو ثلاثة أعوام عندما كانت تتصف عموما بالضعف وانخفاض حجم التداول والأسعار.
واستدعى هذا الأداء السلبي والتراجع المستمر لبورصة الدوحة العديد من المستثمرين والمتعاملين في البورصة الى توجيه دعوة أو ربما صرخة إلى الحكومة القطرية للتدخل والعمل على إنقاذ بورصة الدوحة بأي شكل من الأشكال، موضحين أن البورصة الآن في أمس الحاجة الى ضخ كميات كبيرة من الأموال، حيث ان مقصورة التداول تفقد أسبوعيا المليارات، والمضاربة توقفت وابتعد العديد من كبار المستثمرين عن البورصة.
وهناك ثلاثة أنواع من المتعاملين بالأسهم في بورصة الدوحة هم المضارب والمغامر والمستثمر.
والمضارب هو الذي يريد أن يجني أرباح أسهمه في أسرع وقت ممكن، فقد يشتري أسهم اليوم على أمل أن يبيعها غدا من أجل أن يجني أرباحها سريعا فيما اذا شهدت أي ارتفاع.
فقدان الثقة بالبورصة
أما المغامر، فهو الذي ينتظر قليلا ولمدة قد تمتد الى ستة اشهر، حيث انه يتميز بقدرته على الانتظار لفترة ستة أشهر حتى يجني أرباح الأسهم التي تعامل بها، ولكن أفضل أنواع المتعاملين في السوق المالي هو المستثمر الذي لا يهمه جني الربح خلال وقت قصير، أو في فترة ستة أشهر، بل إنه يكون على استعداد للانتظار الى أبعد من ذلك، لأكثر من ستة أشهر وربما لسنوات.
وأرجع مستثمر كبير في بورصة الدوحة استمرار انخفاض الأسهم القطرية الى عدة عوامل من أبرزها فقدان معظم المستثمرين الثقة بالبورصة نتيجة عدم تحرك إدارتها لاتخاذ أي قرار إيجابي خلال هذه الفترة من شأنه أن يعالج التراجع المستمر للأسهم وتحريك مقصورة التداول.
وإضافة الى ذلك، يقول المستثمر الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته إن الاكتتابات السابقة والمنتظرة في السوق القطري تقوم بدور كبير في التأثير سلبا على بورصة الدوحة، حيث ان المواطنين القطريين الذين اكتتبوا في مصرف الريان واستعادوا أموالهم الفائضة بعد تخصيص الأسهم، يفضلون الاحتفاظ بهذه الأموال الى حين الاكتتابات المقبلة التي يبلغ عددها على الأقل اكتتابين يشملان شركة الخليج للإسمنت وبنك الخليج التجاري، وذلك على أن يعودوا بأموالهم الى البورصة مرة أخرى ويكونوا في مواجهة احتمالات الخسارة الكبيرة خصوصا في هذه الفترة بالذات.
تحرير الاتصالات
وغير ذلك، كان للحديث الذي بدأ يأخذ مجراه الأسبوع الفائت على نحو غير مسبوق بالنسبة لتحرير قطاع الاتصالات في قطر، أثر كبير في مقصورة التعاملات وبالتالي في نفسيات المستثمرين وخططهم وقراراتهم الاستثمارية، ما انعكس سلبا في المحصلة على مجمل التعاملات الأسبوعية.
معظم المستثمرين الآن أصبحوا بانتظار الإعلان عن تأسيس مشغل جديد في سوق الاتصالات القطري ينافس شركة كيوتل التي تحتكر هذا السوق منذ عقود.
ويعتقد المحلل المالي والاقتصادي المعروف في قطر بشير يوسف الكحلوت أن هذا القرار يصب في صالح كيوتل، لكن توقيت الإعلان عنه والكيفية التي خرج بها لم يكونا مواتيين للبورصة، حيث ان خسارة الشركة ستكون أقل من 419 مليون ريال التي تدفعها للحكومة فيما إذا دخل مشغل جديد لسوق الاتصالات، وبالتالي كان يفترض أن يساعد هذا القرار على رفع سعر سهم الشركة بدلاً من خفضه، ولكن عنصر المفاجأة في الموضوع، وعدم تنوير الشركة للمتعاملين بتأثيراته المحتملة، قد ساهما في إرباك السوق وإضافة سهم أحمر إلى الأسهم الحمراء على الشاشة.
ويقول الكحلوت إن ما تعانيه بورصة الدوحة هو أزمة ثقة حادة، أجبرت المتعاملين على البقاء خارج البورصة خشية أن تنخفض الأسعار بدلاً من أن ترتفع، فتكون النتيجة البيع بخسارة إذا ما جاء موعد الاكتتاب المقبل، ومع ذلك كانت هناك عوامل إضافية ساهمت في الضغط على الأسعار في البورصة خلال الأسبوع الفائت، وإن كان من الواضح أن الصدفة قد لعبت دوراً مهماً في تجميع هذه العوامل وإبرازها دون أن يكون هناك بالضرورة تخطيط متعمد لذلك.
ويؤكد الكحلوت أن بورصة الدوحة لا تزال في حالة ضعف، وهي بالتأكيد تحتاج الى منشطات قوية، وأمس ما تحتاجه هو إمساك المتعاملين عن البيع بأسعار متدنية والثقة بأن فرجاً قد يأتي قريباً، وعندها فقط تبدأ الأمور في التحسن.