المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريطانيا تشيد بالشراكة مع قطر في مجال الطاقة



ROSE
28-01-2010, 07:59 AM
بريطانيا تشيد بالشراكة مع قطر في مجال الطاقة
مجلس العموم عقد جلسة لمناقشة تداعيات موجة البرد بأوروبا

http://www.raya.com/mritems/images/2010/1/27/2_501925_1_209.gif

ساوث هوك منفذ الغاز القطري للسوق البريطاني
جورج دريك: شراكة الغاز جاءت كنجدة حقيقية للحكومة
النعيمي: نعتز بقدرة قطر على توفير الغاز للسوق البريطاني
استمرار العمل بمحطة ساوث هوك على مدار الساعة رغم برودة الطقس
الأنصاري: ساوث هوك رمز لمتانة الصداقة والتعاون بين الدوحة ولندن



الراية- لندن:أشاد عدد من أعضاء الحكومة البريطانية وأعضاء مجلس العموم البريطاني في جلسة خصصت لمعالجة ملف أمن الطاقة في ظل الظروف المناخية الاستثنائية التي عصفت بأوربا في هذه الآونة، بالدور الذي تلعبه محطة ساوث هوك، منفذ الغاز الطبيعي القطري الى منظومة الغاز البريطانية، في توفير نسبة ذات دلالة من احتياجات السوق البريطاني من مصادر الطاقة.

وكانت موجة البرد التي ضربت الأقتصاد الأوروبي وشلت مجريات الأمور في عدد من البلدان الشمالية، وبالأخص المملكة المتحدة التي أغلقت شوارعها ومطاراتها او مداخلها البحرية، قد نقلت مسالة أمن الطاقة، وخاصة فيما يتعلق وتوفير التدفئة الضرورية للمنازل ومنشآت البلد في مثل هذه الظروف، إلى قلب النقاشات السياسية على أعلى المستويات. حيث شهد مجلس العموم البريطاني جلسة ساخنة بشأن أمن الطاقة ومدى إستعدادات الدولة لمواجهة متطلبات السوق من الطاقة في ظل معطيات المناخ الشرس.

وفي دافعهم عن سياسة الحكومة في هذا الصدد أستند العديد من أعضاء المجلس واعضاء الحكومة إلى الشراكة الإستثنائية التي ربطت بين قطر والمملكة المتحدة لإمداد السوق البريطاني بالغاز القطري من خلال إنشاء محطة ساوث هوك، أكبر مشروع متكامل للغاز المسال في العالم، التابع لمشروع قطر غاز – 2 وسلسلة الامدادات المرتبطة بها.

وقد تم في هذا السياق تقديم العديد من الإحالات الإيجابية بشأن عمل هذه المحطة وجدية مهنيتها التي يمكن الاعتماد عليها كمصدر مأمون لتوفير حاجات السوق البريطاني من الغاز. وقد كانت أهم هذه الإحالات ذات الدلالة الإيجابية هي التي جاءت على لسان السيد ميليباند وزير الطاقة والتغير المناخي بالحكومة نفسه؛ الذي وصف محطة ساوت هوك: " بالمنشأة الخارقة للعادة، والتي أحث الجميع على زيارتها.".

في هذا الصدد تذهب التحليلات البريطانية إلى إعتبار محطة ساوث هوك ضمن مشروع غاز2، وهذه الشراكة الإستثنائية التي ربطت بريطانيا مع قطر في سياق امدادات السوق البريطاني بمصادر الطاقة، تأتي كنجدة حقيقية للحكومة البريطانية في هذه الظروف الصعبة.

لأن موجة البرد، والتي لم تنته بعد، لازالت بالنسبة لهم تخبيء الكثير من الإشكاليات الإقتصادية التي ستواجه الحكومة، وبالتالي كان عجزها، لولا تدخل المصدر القطري، عن تقديم حلول لما يتطلبه السوق من مصادر الطاقة سيسبب لها أزمة حقيقة.

ويشرح المحلل السياسي جورج دريك للراية في هذا السياق: "إن هذه الشراكة بالذات، وفي ظل هذه الظروف المناخية التي شلت حركة الحياة تقريبا في البلد، قد جاءت كنجدة حقيقية للحكومة الحالية. لأن عجز الحكومة عن توفير الطاقة في ظل موجة عنيفة من البرد القاتل كانت ستؤدي إلى إشكاليات سياسية يصعب وصفها في كلمات.

إلا إن الذي حدث إن الغاز القطري قد كان على حسن ظن السوق البريطاني به، وقد تمكنت المهنية العالية التي يشتغل بها طاقم المحطة من الاستمرار في مد السوق بحاجاته من الطاقة في الوقت المناسب، وبدون إي تأخير يذكر. وفي هذا بطبيعة الحال إنتصار للمهنية القطرية في مجال الغاز، ولكن إيضا نجدة للحكومة البريطانية التي كانت ستتعرض لإنتقاذات عنيفة في حالة فشلها في الإستجابة لحاجات السوق وحاجات المنازل."

في سياق متصل كان سعادة السيد عبد اللَّه بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة قد شدد في حديث خاص لـ «الراية» على أن هذا المشروع يجسد رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذاهبة باتجاه الشراكات المعنية والمسؤولة على مستوى العالم، مؤكدا في هذا الشأن على أن قطر تنظر إلى المشروع كمصدر لتنويع مصادر الطاقة وتأمينها بالنسبة لبريطانيا.

وأضاف أن الاستثمار في إنشاء طاقة في بريطانيا يمثل شراكة طويلة الأمد بالنسبة للبلدين، وقد قامت قطر بمسؤولياتها كمزود للطاقة للأسواق حول العالم بصورة جدية، كما أنها ملتزمة بأن تقدم شريكا موثوقا به في مجال الطاقة بالنسبة لبريطانيا.

من جهته أكد السيد إيد ميليباند وزير الطاقة والتغير المناخي بالحكومة البريطانية على هذا الجانب
وقال: إن بريطانيا مطمئنة إلى أن قطر ستكون مصدرا موثوقا لنحو 20 % من الاحتياجات الأساسية البريطانية من الغاز في المستقبل.

مشيرا إلى أنه في ظل التحول إلى اقتصاد ذي الاستهلاك الكربوني المنخفض سيستمر استخدام الوقود التقليدي، بما في ذلك الغاز. وبالتالي، إذا ما أخذنا في الاعتبار تناقص إمدادات غاز بحر الشمال فإن هذا المشروع في ميلفورد هيفين يعتبر حيويا في ضمان تحقيق التنوع في بدائل استيراد الطاقة التي تحتاجها بريطانيا.

والذي أكد بالمناسبة: "إن وصول الغاز القطري الى ميلفورد هيفن عبر هذه المحطة المهمة ساوت هوك، سيضمن مصدرا مضافا من الغاز الى المنازل والشركات في المملكة المتحدة، وسيساعد على تعزيز أمن الطاقة لدينا، خاصة بالقياس إلى انخفاض الإمدادات من بحر الشمال". وشدد الوزير البريطاني في هذا السياق على أستناد هذا الحراك بالذات إلى ما سماه: "بتنامي العلاقات القوية التي تجمع بين دولة قطر والمملكة المتحدة، والتي ساهمت في تطوير هذا المشروع".

حول هذا المعنى يشرح المهندس محمد النعيمي المدير العام لمحطة ساوت هوك للراية: " إن ما ورد من إشادات داخل مجلس العموم البريطاني بشأن مهنية المحطة وإلتزامها بتعهداتها تجاه السوق البريطاني محط إعتزاز خاص من قبل الكوادر القطرية العاملة على سير العمل في المشروع، والتي تكون قد نجحت وفق هذه الشهادات في أن تكون في مستوى المسؤولية ومستوى المهمة التي كلفنا بها الوطن".

ويضيف: "من ناحية أخرى نحن نتعتز أعتزازا تاريخيا بقدرة قطر على توفير الغاز للسوق البريطاني، وبالتالي التأكيد على قدرة قطر على الإلتزام بتعهداتها الدولية وشراكاتها التي ما فتئت تجمعها مع كبار أمم الأرض."

وعن الكيفية التي نجحت بها المحطة في الإلتزام بدورها رغم الظروف المناخية التي شلت العمل في مرافق أخرى في بريطانيا أجاب النعيمي:

"إن التحدي كان بالفعل هو كيف يمكن أن ننجح في مواصلة العمل على المحطة أربعا وعشرين ساعة رغم البرد الذي جمد الحياة في المحيط البيئي.

وقد وضعنا كل ثقلنا وطاقاتنا وإمكانياتنا المهنية لتحقيق هذا الهدف، من ذلك أننا قمنا بتوفير آليات مواصلات خاصة لنقل الأيدي العاملة من منازلها وإلى المحطة والعكس، حيث كان يصعب في حالة عدم توفر ذلك على هؤلاء التنقل عبر الطرقات المسدودة تماما بالثلوج.

كذلك توفير المناخ الضروري لتشغيل آليات المحطة دون توقف..، ثم توصيل إمدادات الغاز إلى السوق.... الأمر الذي جعلنا نشتغل تقريبا بطاقات كاملة لكامل فترة اليوم بدون إي توقف.

وقد تمكنا بالفعل من أن نكون عند حسن الظن، وأن ننجحح في توفير نسبة ملحوظة من الغاز القطري لتلبية إحتياجات السوق البريطاني رغم كل الظروف المناخية الصعبة."

" بالإضافة إلى هذا، يؤكد النعيمي للراية، قد التزمنا بصورة خاصة بتوفير كافة شروط السلامة للعمل على المحطة رغم كل هذه الصعوبات، وهذا في ذاته تحدى كبير. لذلك كنا على درجة من الرضى والسعادة عندما أسفرت زيارة وفد قطر للبترول برئاسة السيد عبدالعزيز الأنصاري مدير الأمن الصناعي في قطر للبترول للمحطة عن امتنان الجميع من مستوى عمل المحطة وترتيباتها الأمنية المشددة".

وكان قد رافق السيد الأنصاري في هذه الزيارة عدد من المسؤولين من قطر للبترول ومن مكتب الكمونولث في بريطانيا تفقدوا خلالها مرافق المحطة . كما وقفوا على الإجراءات الامنية المطبقة في المحطة، وأوجه التعاون مع وكالات الأمن البريطانية المتخصصة.

وقد أعرب الأنصاري في هذا السياق عن إعجابه بمستوى الأمن واجراءات الصحة والسلامة المطبقة بها والتي تجد كل العناية من فرق العمل بالمحطة.

وقال الأنصاري : "إن محطة ساوث هوك تقف رمزا لمتانة علاقة الصداقة والتعاون والشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر وبريطانيا".