Cafe way
29-01-2010, 05:02 PM
قبل فترة ، قام أحد مشايخ القبائل العربية القديمة العهد بالسلطة بزيارة لوالدي ، وهو صديق حميم لوالدي يقطن بأحدى الدول الغربية ، وهو صديق قديم قد مضى على آخر زيارة له لوالدي أكثر من عشرة سنوات ، وكنت أنا طبعاً متواجد بهذه الجلسة الجميلة والمفعمة بالرجولة والعزة والكبرياء كما تواجد بعض الأقارب معنا ، قام هذا الرجل وهو من المدخنين الشرهين بإهداء والدي كمية من السيجار الكوبي الفاخر ، رغم أن أبي بالوقت الحالي ليس بمدخن إلا أن هذا الرجل يظن أن أبي ما زال يمارس التدخين لعلمه به بآخر مرة مدخن ، وبحمد الله أقلع أبي عن التدخين منذ فترة طويلة ، ولكن لم يشأ والدي أن يحرجه ويرد هديته المصحوبة ببعض التحف الحربية ، واليوم تذكرت تلك السجائر ، وأثار في نفسي فضول وحب التجربة لذلك
أخذت قطعة من الصندوق الخشبي الذي يضم مجموعة كبيرة من هذه السجائر رغبة مني بتجربة واحده ، فرغم تيقني التام بخطورة هذه السجائر وضررها وتركيبها الكيميائي الذي كتبت بحثاً كاملاً عنه بيدي إلا أن غروري وسمعتها كانا عاملين أساسيين لجعلي أستشف عبق السيجار الكوبي الفاخر ، لم أشعلها لأني كنت متردد وبنفس الوقت أحس بصداع ، لذلك إكتفيت برميها بجانبي بالسيارة ، والذهاب متوجهاً إلى أصدقائي ، جلست معهم الليل بأغلبه حتى الساعة الـ 12 والنصف ليلاً ، وكنت قد أكثرت من المأكولات وقد خلطت عدة أصناف ببعضها البعض ، فمع القهوة والشاي كان الأكل الدسم لتتبعه الحلويات وبعدها قليلا من الفطائر والمحلاة والمالحة وبعدها كوب حليب بالشاي ، فلم أرحم وقتها معدتي ، توجهت إلى اللخارج محتاراً أين أذهب فمع التفكير والتعب كنت أريد أن أجدد نشاطي بفترة نقاهة وإستجمام ، إخترت الكورنيش لهدوءه التام مكاناً أتمشى فيه للتخلص من بعض الإرهاق الذهني والجسدي وبنفس الوقت وجدتها فرصة لإشعال هذه االسيجارة الراكنة بجانبي بشموخها وقوتها ، فهي تذكرني بالثوريين والأبطال وبالنظرة الحادة المرعبة للرجل ، أشعلتها مسترسلاً بفكري دون أن أحسب خطواتي حتى تنبهت إلى أني قطعت أكثر من نصف مساحة الكورنيش ، إلتففت وعدت بأدراجي متوجهاً إلى سيارتي ، كان الكورنيش بلحظة ما هادئ جداً ، وقلت بلحظتها ساخراً ، ربما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وما هي إلا لحظات حتى بدت هناك حركة غريبة ومتسارعة للسيارات تصاحبها بعض الأصوات لأبواق السيارات ، وخلال دقائق معدودة عصف الشعب المصري بالكورنيش الهادئ ليتحول ذاك الهدوء الرائع المريح للنفس إلة إزعاج وفوضى عارمة غطت أرجاء الكورنيش بكامله ، ولم أصل سيارتي إلا والمسيرة المصرية غطت المكان بأكمله ، كانت فرحتهم بالفوز على الجزائر غائبه عني تماماً ، وأرى أن من حقهم الفرح بالنصر فالأمم لها الحق بالإحتفال بإنجازاتها ، بقيت بسيارتي حتى تخف الزحمة قليلاً مستمتعا بمنظر المصريين المحتفلين ، حتى قامت الشرطة بسد الشوارع المؤدية إلينا الشيء الذي جعلني أنطلق عائداً إلى المنزل ، وقتها سيجارتي نفذت وإنتهت وبقي منها جزء بسيط رميته بالشارع لإحساسي بأنها هتكت بصحتي وزادت من صداعي ، إحساسي كأني متخدر جعلني أقود ببطء وهدوء ، وما إن إقتربت إلى المنزل وعلى بعد نصف كيلوا تقريباً أحسست بحالة غريبه أقرب ما تكون إلى الرغبة بالترجيع ، وثواني عديده بعد هذا الإحساس كانت هي مدى صبري وتجلدي ، توقفت فجأة على حافة الطريق وبدأت بالترجيع ، وكإني إنتهيت من كل ما كان يسبب لي الإضطراب والصداع ، وأعتقد بأنها قوة هذه السيجارة التي دخنتها بجنون ، إرتحت قليلاً بعد الترجيع وأكملت مسيري إلى البيت لأغتسل وآخذ حمام دافئ ، وخلدت إلى نوم عميق لم أستيقظ منه إلى على بداية خطبة صلاة الجمعة
تيقنت بأن التجربة خير برهان ، لذلك كانت تجربتي مع السيجار الكوبي الذي يتلذذ البعض بتدخينه تجربة فاشلة لم تساير رغباتي وبدني النظيف النقي من هذه الشوائب ، سأتخلص منها جميعاً ، فإنها مهلكة رغم أنها أنقى من السجائر المصنعة
منقولة من مذكرات رجل المقهى من المصدر :
http://www.cafeway.net/index.php?option=com_content&task=view&id=32&Itemid=4
مع تحياتي
رجل المقهى
أخذت قطعة من الصندوق الخشبي الذي يضم مجموعة كبيرة من هذه السجائر رغبة مني بتجربة واحده ، فرغم تيقني التام بخطورة هذه السجائر وضررها وتركيبها الكيميائي الذي كتبت بحثاً كاملاً عنه بيدي إلا أن غروري وسمعتها كانا عاملين أساسيين لجعلي أستشف عبق السيجار الكوبي الفاخر ، لم أشعلها لأني كنت متردد وبنفس الوقت أحس بصداع ، لذلك إكتفيت برميها بجانبي بالسيارة ، والذهاب متوجهاً إلى أصدقائي ، جلست معهم الليل بأغلبه حتى الساعة الـ 12 والنصف ليلاً ، وكنت قد أكثرت من المأكولات وقد خلطت عدة أصناف ببعضها البعض ، فمع القهوة والشاي كان الأكل الدسم لتتبعه الحلويات وبعدها قليلا من الفطائر والمحلاة والمالحة وبعدها كوب حليب بالشاي ، فلم أرحم وقتها معدتي ، توجهت إلى اللخارج محتاراً أين أذهب فمع التفكير والتعب كنت أريد أن أجدد نشاطي بفترة نقاهة وإستجمام ، إخترت الكورنيش لهدوءه التام مكاناً أتمشى فيه للتخلص من بعض الإرهاق الذهني والجسدي وبنفس الوقت وجدتها فرصة لإشعال هذه االسيجارة الراكنة بجانبي بشموخها وقوتها ، فهي تذكرني بالثوريين والأبطال وبالنظرة الحادة المرعبة للرجل ، أشعلتها مسترسلاً بفكري دون أن أحسب خطواتي حتى تنبهت إلى أني قطعت أكثر من نصف مساحة الكورنيش ، إلتففت وعدت بأدراجي متوجهاً إلى سيارتي ، كان الكورنيش بلحظة ما هادئ جداً ، وقلت بلحظتها ساخراً ، ربما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وما هي إلا لحظات حتى بدت هناك حركة غريبة ومتسارعة للسيارات تصاحبها بعض الأصوات لأبواق السيارات ، وخلال دقائق معدودة عصف الشعب المصري بالكورنيش الهادئ ليتحول ذاك الهدوء الرائع المريح للنفس إلة إزعاج وفوضى عارمة غطت أرجاء الكورنيش بكامله ، ولم أصل سيارتي إلا والمسيرة المصرية غطت المكان بأكمله ، كانت فرحتهم بالفوز على الجزائر غائبه عني تماماً ، وأرى أن من حقهم الفرح بالنصر فالأمم لها الحق بالإحتفال بإنجازاتها ، بقيت بسيارتي حتى تخف الزحمة قليلاً مستمتعا بمنظر المصريين المحتفلين ، حتى قامت الشرطة بسد الشوارع المؤدية إلينا الشيء الذي جعلني أنطلق عائداً إلى المنزل ، وقتها سيجارتي نفذت وإنتهت وبقي منها جزء بسيط رميته بالشارع لإحساسي بأنها هتكت بصحتي وزادت من صداعي ، إحساسي كأني متخدر جعلني أقود ببطء وهدوء ، وما إن إقتربت إلى المنزل وعلى بعد نصف كيلوا تقريباً أحسست بحالة غريبه أقرب ما تكون إلى الرغبة بالترجيع ، وثواني عديده بعد هذا الإحساس كانت هي مدى صبري وتجلدي ، توقفت فجأة على حافة الطريق وبدأت بالترجيع ، وكإني إنتهيت من كل ما كان يسبب لي الإضطراب والصداع ، وأعتقد بأنها قوة هذه السيجارة التي دخنتها بجنون ، إرتحت قليلاً بعد الترجيع وأكملت مسيري إلى البيت لأغتسل وآخذ حمام دافئ ، وخلدت إلى نوم عميق لم أستيقظ منه إلى على بداية خطبة صلاة الجمعة
تيقنت بأن التجربة خير برهان ، لذلك كانت تجربتي مع السيجار الكوبي الذي يتلذذ البعض بتدخينه تجربة فاشلة لم تساير رغباتي وبدني النظيف النقي من هذه الشوائب ، سأتخلص منها جميعاً ، فإنها مهلكة رغم أنها أنقى من السجائر المصنعة
منقولة من مذكرات رجل المقهى من المصدر :
http://www.cafeway.net/index.php?option=com_content&task=view&id=32&Itemid=4
مع تحياتي
رجل المقهى