المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخطوطـات عربيـة وأجنبيـة تسجـل تجـربة ربابنـة الخليـج بضفتيه



هدوء العاصفة
31-01-2010, 11:03 PM
الله يرحمكم يا اجدادنا .. الف رحمة تنزل عليكم .. اجدادنا كانوا بحارة الواحد منهم عن السندباد البحري .. جابوا شواطئ الخليج وساروا بسفنهم الـ بتيل والـ ابغلة وغيرها من السفن الضخمة الى الهند والزنجبار ولكن للاسف لم نهتم بتاريخهم فظلمهم الغرباء وظلمهم الجيران وظلمهم ابناءهم ..

وقد تجد من الجهال في هذا العصر من يقول بأننا قد جئنا الى الخليج العربي في فورة البترول والثروة ولم يعلموا ان عرب الساحل كانوا حكاما وتجارا ولم يكونوا فقراء كما زعم احدهم بابيات (جاهلة) متجاهلة تاريخ ناصع بالكرامة والشرف والاخلاق الرفيعة ورفض التعامل مع الفرس او المحتل ..


المؤرخ: جلال الانصاري

وصف مناطق ومجاري: الخليج وسكانه

لو كان القارئ الكريم أحد أبناء الجيل السابق من سكان موانئ حوض الخليج العربي ممن عاصر فترة ما قبل ظهور النفط فإنه يجب عليه أن يكون على دراية ومعرفه كافية ووافية بأسماء ومواقع وطبيعة وسكان موانئ حوض الخليج العربي التالية:

بندر عباس (جمبرون)، لنجة، مغوه، مقام، نابند، عسلو، طاهري، كنكون، أبو شهر، ريق، جناوه، الديلم، المحمرة، البصرة، الكويت، الجبيل، دارين، تاروت، القطيف، المحرق، المنامة، رأس ركن، الخور، البدع، أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، أم القيوين، صحار، مسقط وغيرهم من الموانئ والجزر المشهورة كهرمز، قشم، هندرابي، قيس، طنب الكبرى والصغرى، أبو موسى وداس، ودلما، جزيرة الشيخ شعيب، خرج، وربا، بوبيان، فيلكا، وغيرهم.

كما واعلم أخي القارئ بأن هذا البحث ما وضع إلا لمعرفتي بأن أبناء هذا الجيل والمعاصرين من سكان الخليج العربي لا يعلمون ولو النزر اليسير عن أسماء هذه البنادر والجزر التي تم ذكرها آنفا، كما لا يعلمون بأن أجدادهم المتقدمين كان لا غنى لهم عن معرفة هذه الموانئ ومعرفة مواقعها ومجراها وإقامة علاقات مع شيوخها وساكنيها وذلك في سبيل ضمان لقمة العيش عن طريق التكامل التجاري الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

لذا تعال أخي القارئ ولنلقِ نظرة سريعة خاطفة. نتعرف من خلالها على بعض هذه المعالم والمواقع الجغرافية لحوض الخليج العربي موطن أجدادنا القدماء.

نستطيع فهم المقصود بالمجاري البحرية، بأن نتصور لو أن حوض الخليج العربي تم إفراغه تماما من الماء فسنجد أنه سيبقى لنا أرضاً تحتوي على جبال صخرية أو مرجانية تتخلل هذه الجبال أودية كبيرة وواسعة أو ضيقة وهناك سهول، وما إلى ذلك من تضاريس طبيعيه وتقع المجاري البحرية في أماكن عدة بين هذه الجبال والتلال الصخرية، فعند إعادة الماء إلى مكانه لا نستطيع مشاهدة هذه التضاريس ولكن وبواسطة بعض الأدوات البسيطة كالبِلد والديرة والغوص.. الخ، استطاع البحار العربي عبر السنين اكتشاف الكثير من هذه المسارات الآمنة بين هذه الجبال والتلال الصخرية ليسيِّر عبرها سفنه بأمان، كما أن الإنسان الخليجي البسيط ظل يجهل أماكن أخرى كثيرة أيضاً فكان يتجنب الإبحار فيها خوفاً من المفاجآت.

ولمحاكاة تجربة الإنسان الخليجي عبر الزمن سوف نستعرض عددا من المخطوطات التي سجلت لنا جزءاً من هذه التجربة الملاحية الرائدة لربابنة الخليج وسوف نثبت كيف تطورت الاكتشافات الملاحية للطرق البحرية تبعا لنشأة المستوطنات البشرية على امتداد السواحل في حوض الخليج العربي.. وهذه التجارب كما يلي:

أولا: وصف الربان أحمد بن ماجد
وصف لنا الربان العربي الشهير أحمد بن ماجد خط سير السفن في القرن التاسع الهجري تقريبا في أرجوزة مكونة من مئة بيت مطلعها:
يا طالعـــاً من آخــر الفـــراتِ
والبصرة الفيحاء خذ وصاتي(3)

وصف لنا ابن ماجد في هذه القصيدة أن السفن التجارية كانت تقطع الخليج من البصرة إلى جزيرة خرج ثم تبحر من خرج إلى بندر ريق وتتابع السير بمحاذاة الساحل الفارسي مرورا بميناء أبو شهر الشهير وصولا إلى بلدة سيراف ومن سيراف يمكن للسفن التجارية السفر إلى جزيرة البحرين وبلدتي تاروت والقطيف العامرة حسب وصفه لها. ومن سيراف تتابع السفن التجارية السفر بمحاذاة البر الفارسي وصولا إلى جزيرتي قيس وهندرابي التي ذكر أن بهما مغاصات للؤلؤ وهما تتبعان الحكام - أظنه قصد حكام هرمز- وذكر أن بإمكان السفن الإبحار من قيس وهندرابي إلى البحرين أيضاً. على كل حال يمكننا ومن خلال تحليل وصف ابن ماجد استنتاج التالي:

لا وجود لخط بحري تجاري من البصرة إلى البحرين والقطيف محاذٍ لساحل جزيرة العرب العام 900هـ. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم وجود موانئ عامرة حيث إن الكويت لم يخطها العتوب إلا في العام 1113هـ وكذلك مدينة الجبيل التي خطها أفراد قبيلة البوعينين العام 1327هـ.

أيضا لا وجود لخط بحري تجاري من جزيرة البحرين إلى سواحل عمان بمحاذاة جزيرة العرب العام 900هـ، وهذا يدل على أن لا وجود لموانئ عامرة على السواحل القطرية.

ذكر ابن ماجد خطاً تجارياً بحرياً يمر بعدد كبير من الموانئ على طول الشريط الساحلي لبر فارس وتوجد نقطتا عبور إلى جزيرة البحرين والقطيف أما عن طريق بندر سيراف أو جزيرة قيس وهندرابي، كما يمكن السفر من قيس وهندرابي إلى الشارقة ورأس الخيمة.

أشار ابن ماجد إلى موقع بالقرب من أبو شهر يطلق عليه شط بني تميم، وهذا دليل صريح على وجود قبيلة بني تميم العربية في سواحل فارس.

ثانيا: وصف التقرير الهولندي المحرر سنة 1756م/1166هـ (4).
هذه الوثيقة الهولندية الموجهة لمدير عام شركة الهند الشرقية (فوك) المسجلة العامة والحاكم العام لشركة الهند الهولندية جاكوب موسيل، تذكر هذه الوثيقة بأن شمالي الخليج خاضع لسلطة مملكة فارس، وأن العرب يتوطنون القسم الجنوبي منه، كما يؤكد التقرير انعدام وجود الملاحة الفارسية في الخليج مما تسبب في نشوء مستوطنات عربية قائمة في جميع الأماكن على الساحل الشمالي لهذا البحر.

ويذكر التقرير أن الخليج يبدأ من رأس الحد، كما ويذكر الخط التجاري البحري من جوادر ثم ميناب القريبة من بندر عباس ثم جمبرون أو بندر عباس مروراً بجزيرتي هرمز ولارك ثم يمتد الخط البحري بمحاذاة الساحل الفارسي مروراً بجزيرة القشم وصولاً إلى بردستان ثم بندر لنجة، جزر فرور، وطمب ثم يواصل التقرير بذكر الخط التجاري الذي يمتد من لنجة بمحاذاة الساحل إلى جارك وجزيرة قيس، هندرابي، ومغوه، ومن هناك يمتد الخط بمحاذاة الساحل إلى جزيرة الشيخ شعيب وبندر نخيلو وصولا إلى نابند ثم إلى عسلو ثم طاهري وشيوه ثم كنجون ثم إلى بردستان ثم أبوشهر ثم مصب نهر صغير في منتصف الطريق بين بوشهر وريق يدعى شط بني تميم، ثم بندر ريق ثم جنابة وبنج ثم بندر الديلم مستوطنة قبيلة الخليفات، ومن الديلم تصل إلى هنديان ثم البصرة ثم إلى فيلكة والقرين (الكويت) ثم لا يوجد مكان مأهول حتى القطيف، ومن القطيف تصل إلى البحرين. ويذكر التقرير أن بين القطيف ومدينة صور العمانية على الساحل ثلاث مدن وهي السر وجوهر والشارقة ثم رأس مسندم ثم مسقط.
ونلاحظ من الوثيقة السابقة التالي:

أنه وفيما يخص السفن التجارية في العام 1166هـ، وهذا بعد مرور ما يقارب 250 سنة من وصف ابن ماجد لطريق السفن التجارية في الخليج، لايزال الطريق البحري التجاري بمحاذاة سواحل فارس عامراً ولا وجود لسفن تجارية بمحاذاة السواحل العربية بين البصرة والقطيف، ويوجد اتصال بالبحرين من نابند وطاهري (سيراف).

يوضح التقرير تأسيس العتوب لميناء القرين أو ما يسمى حالياً الكويت، ومن المؤكد ارتباط العتوب في هذه الفترة بأبوشهر والديلم ارتباطاً وثيقاً حتى هذا التاريخ والدليل وجود فرع الخليفات في الديلم وعدم توافر خط بحري آمن بين الكويت (القرين) والقطيف والبحرين إذ يصف التقرير هذا الساحل بالمهجور.

يؤكد التقرير خلو الساحل الممتد من القرين إلى القطيف من السكان. لم يذكر التقرير أي ميناء على السواحل القطرية، ذلك راجع إلى أن هجرة العتوب وابن رزق إلى الزبارة شمال قطر وتأسيسهم لها كان العام 1188هـ (5) وهنا ينبغي لنا الوقوف والتفكر إذا أردنا معرفة تاريخ وموطن جل القبائل القطرية ومدى صحة القول بأن أغلبهم ينحدرون من فروع قبيلة بني عتبة (الكبيرة) وبعض بقايا بني خالد.

وصف الربان راشد البنعلي
يأتي وصف الربان راشد بن فاضل البنعلي العام 1340هـ، ليبين لنا ظهور خط تجاري بحري حديث يربط البصرة بالقطيف وذلك نتيجة طبيعية لازدهار بندر الكويت وبندر الجبيل وبندر دارين على طول الساحل العربي، كما وأن وصف الربان راشد بن فاضل يؤكد استمرار ازدهار الخط التجاري القديم على طول الساحل الفارسي.

كما ويبين لنا في مخطوطته مجاري الهداية إمكان العبور إلى بر فارس من البحرين من ثلاث نقاط:
- من الدوحة إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
- من رأس ركن إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
- من المحرق إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
كما وذكر إمكان السفر من ساحل عمان المتصالح إلى بر فارس عن طريق دبي إلى بندر لنجة.

هدوء العاصفة
31-01-2010, 11:10 PM
إثبات السكن في بر فارس

مع بداية تدفق النفط في منطقة سواحل حوض الخليج العربي، شهدت جميع القرى والمدن الساحلية هجرات ضخمة من مختلف مناطق جزيرة العرب، (نجد، الحجاز، عسير، ومختلف قرى الشمال). ونتيجة هذه الهجرة الضخمة تغيرت التركيبة ''الديموغرافية'' للمنطقة ونتج عن ذالك فوضى اجتماعية ثقافية، لم تستقر ويركد ماؤها بعد...


فلا تزال الرؤية غير واضحة.. وإلى أن تصفو المياه وتتضح الرؤية، نحن بحاجة إلى المزيد من العمل لكي لا تضيع هويتنا الخليجية في خضم هذه الفوضى.


وفي هذه الفترة أصيب أفراد المجتمع الخليجي كافة بمرض يسمى ''عقدة السكن في بر فارس'' فتجد الناس ترتعد فرائصهم وتتغير ألوانهم إذا ذكر لهم خبر سكن أجدادهم في بر فارس، وللهروب من هذه العقدة توجهت أصابع الاتهام جميعا صوب القلة القليلة من العرب المهاجرين من بر فارس إلى منطقة الساحل العربي خلال فترة عصر النفط الحالية، وعليه كان من المهم جدا تخصيص موضوع بعنوان (إثبات سكن القبائل العربية في بر فارس) وذلك لتوضيح أن لا حرج من ذلك في فترة ما قبل النفط، وفيما يلي إثبات ذلك.


الوثيقة الأولى:


تثبت سكن عشيرة آل جناع في بر فارس
من:

مبارك ابن صباح (حاكم الكويت).

إلى: حسن اجناع.


بعد السؤال عن صحة حالكم وإن سئلتم عنا لله الحمد سالمين طيبين وإلى رؤياكم كثير مشتاقين. بعده يا أخي لا يخفى عليك اليوم أني في غاية الراحة وأحب أنك تستريح وانته رجل شايب. بسّك من الغربة. توكل على الله وتوجه إلينا في الكويت انته وعشيرتك. جميع ما تحتاج [من] تفك [بندقية] مارتين موجود عندنا صناديق صناديق. وكلما يقتضي لكم دراهم موجود عندنا تسلمكم ولا تخليكم تحتاجون تزرعون عند العجم ولا عند العثماني. توكل على الله وأمرنا حتى نرسل لكم سفائن من طريق المحمرة وتوكل وتعال لأطرافنا ولا يغرونك ترجع إلى دولة العثماني وانته رئيت فعلهم معاك سابقاً.. وحضر من طرفنا مخدومنا حمود يقبل أياديك والسلام.

المحب الداعي لكممبارك الصباح

3 رجب 1320هـ؟


الوثيقة الثانية (2):


إثبات سكن عشيرة (بني اسد) في بر فارس


من: مبارك الصباح.

إلى: حسن الجيون المحترم.


أول السؤال عن عزيز خاطركم وعنّا من فضل المولى بكمال الصحة والسلامة التي نرجو لكم دوامها. ثم قبل هذا أرسلنا لكم مكاتيب أربعة ولا أخذنا منكم جواب عسى المانع يكون خيراً. عار يا أخي أنت اليوم رئيس عشيرة ورجل اختيار ما ينتسب لك القعدة عند العجم. فعاد حين وصول خطنا هذا إليك تتوكل على الله وتجي لطرفنا مع جميع عشيرة الذي عندك. ومن خصوص فلوس جميع ما يقصر لكم من دراهم عرفنا نقدمهن لكم واليوم عندنا أسلحة مورو ومارتين من إنكلترة كذلك جميع ما يكفي إلى عشيرتك حضر عندنا موجود. فعاد يا أخي منكم الأمر ومنا الإطاعة ومن خصوص مخدومنا جابر جعلته رئيس في مكاني وهو أيضاً مشتاق إلى رؤيتكم والملاقاة معكم وبلغوا جزيل سلامنا على جناع، عطار، خليفة، علي وعلى جميع العشيرة ودمتم سالمين.

المحب المشتاق مبارك الصباح

18 جمادي الأول 1320هـ.


ومن الوثيقة الأولى والثانية يتضح لنا بأن الشيخ مبارك الصباح مؤسس دولة الكويت الحالية يطلب من اثنين من شيوخ عشيرة ''جناع'' و "بني أسد" بالهجرة من بلاد العجم (إيران) إلى الكويت. ومن الواضح أيضاً بأن هؤلاء العرب يسكنون في المنطقة القريبة من المحمرة (عبادان) أو ما يعرف حالياً بعربستان أو الأهواز، حيث إن مبارك الصباح ذكر بأنه إذا حصل على قبول انتقالهم إلى الكويت فإنه سوف يأمر بإرسال السفن إلى بندر المحمرة لنقل أفراد هذه العشيرة إلى الكويت. وعشيرة بني اسد من القبائل الكبيرة و المعروفة اليوم في منطقة المحمرة و اما عشيرة جناع هذه فلعلها ما يعرف حاليا بالجناعي أو القناعي وهم من فروع عرب بني عتبة يقول عنهم الشيخ خليفة النبهاني التالي(3):


.. وكان من جملة من انحدر من نجد نحو أراضي الكويت جماعة بني عتبة. فقد تركوا منازلهم في الهدار من بلدان (الأفلاج) من نجد، فمنهم آل خليفة حكام البحرين، آل صباح حكام الكويت، جماعة من الجلاهمة، المعاودة، آل زايد، القناعيون وغيرهم من العرب ذوي الحمولات العربية المشهورة. انتهى كلامه.


وان صح ان هذه العشيرة هي نفسها عشيرة "جناع" العتبية، لذا يكون هؤلاء العتوب من بقايا بني عتبة التي نزحت من بندر الديلم القريب من بندر بوشهر في العام 1113هـ وهم جزء من العتوب الذي جاء ذكرهم في الوثيقة العثمانية التي المحرر عام 1113هـ و المحفوظة في ارشيف رئاسة الوزراء العثمانية في دفتر المهمات 111.


الوثيقة الثالثة:


إثبات سكن فرع بوطامي آل بن علي في بندر كنكون على الساحل الفارسي


جاء في خطاب من راشد بن فاضل البنعلي مرسلاً إلى الشيخ أحمد حجر آل بوطامي يوضح فيه علاقة آل بوطامي بآل بن علي، وهذا نص الخطاب:


بسم الله الرحمن الرحيم


دولة قطرالمحاكم الشرعية

التاريخ: 29/ 2/ 1356هـ

الموضوع - نسخة رسالة راشد بن فاضل في خصوص نسب حضرة صاحب الفضيلة الشيخ أحمد بن حجر.


سلاماً من الفؤاد المشوق، وألذ من اجتماع العاشق بالمعشوق. يهدى إلى حضرة أخينا الماجد الباهر والطالع السعيد الظاهر الحبيب الحسيب المحترم النجيب الشيخ أحمد بن المرحوم الشيخ حجر بن محمد بن حجر لازال محمياً من صروف الأيام، محفوظاً من مكائد أعدائه الطغام. وإن تلطفتم بالسؤال من أحوالنا، نحن نحمد الله الذي لا إله إلا هو في أتم نعمة. وكتابكم المؤرخ 13 محرم 1356هـ وصل وفهمنا جميع ما تضمنه من أوله إلى آخره. عرفتم أنكم سمعتم من الجم الكثير أن لكم قرابة من البنعلي. نعم يا أخي لازلنا نسمع من شيابنا أن الشيخ حجر الذي هو متوطن في فارس من آل أبوطامي، آل بوطامي من اشظيب أقرب ما لهم من البنعلي، آل درباس فخيذة من آل بن علي. وقد تزوج منهم سيف بن سلطان آل بن سلامة أخذ صالحة بنت مصبح البوطامي وهي جابت مريم بنت سيف، ومريم أخذها ابن عمها محمد بن علي بن سلطان وجابت سلطان بن محمد، وسلطان ولد له ابن هو علي بن سلطان الصغير. هذه قرابة البوطامي من جهة سلامة. أما من جهة الظهر فأقرب ما لهم آل بن درباس وهم من وجوه الحمولة، كذلك الذي يبلغنا أن الجماعة أولاً وطنهم في حرة بني سليم في قرب مدينة الرسول ثم تحولوا عنها لأسباب مجهولة، والأكثر انتقلوا إلى أفريقيا وفيهم مشايخ كبار من بني سليم. ولذا وصلوا إلى هذا الوطن قدر أربعمئة بيت من خمسماية سنة، ونزلوا جبرين ثم ارتحلوا إلى الظفرة. ومنها تفرقوا صار منهم في ساحل عمان ناس وفي قطر ناس، وكذلك وفي البحرين وكويت. أما جدكم أنتم فما نعلم الأسباب الذي صار منها في فارس. إنما جماعتنا قد توطنت في جزيرة قيس بن عميرة مرتين، في أبوظبي مرة، في الحويلة من قطر مرة، في البدع مرة، وفي الزبارة مرتين من ساحل قطر الشمالي. وسابقاً نزلوا الكويت وجرت بينهم حرايب مع القبائل المعاصرة لهم حتى أن المعاضيد الذي منهم الشيخ قاسم الثاني وأولاده متخلفين من الجماعة، من حيث تقلب الزمان بهم وكثر الحرايب. ولا قر لهم قرار في وطن عشرة أعوام إلا هذه السنين. وغالبهم عوام وتغلب عليهم البداوة وما يكتبون التواريخ ولا مباديهم ولا من نزع منهم، إنما يتوارثون علومهم وحفظ نسبهم بالعلوم المستفيضة. ونحن إنشاء الله سنبين جميع ما يلزم من تاريخ الجماعة في مصنفنا وبعد تنقيحه سنطبعه لئلا يشتبه الحال على الناشئة الحادثة. ولاشك عندنا أنكم من رؤوس الجماعة. ولازلنا نسمع من آبائنا كابر عن كابر أن آل بن حجر من آل بن علي، بن علي من بن سليم بن منصور بن عكرمة بن قيس عيلان، وقيس عيلان هو الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويغلب على اسم الجماعة العتوب حتى في أوراق نخيلهم وأظن لحقهم ذلك من عتبة بن فرقد السلمي. هذا ما أعلم والله يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه مع إبلاغ سلامنا كافة من لديكم من العيال والجماعة وكافة يسلمون والله يحفظكم.


راشد بن فاضل البنعلي

29 صفر 1356هـ.


وآل طامي (البنعلي) هؤلاء عشيرة من عشائر بندر كنكون في بر فارس يسكنون مع عرب آل نصور. وهم عموماً كانوا خاضعين لحكم الشيخ جبارة بن ياسر النصوري (5)، وربما أنهم تخلفوا عن العتوب الأوائل الذين استوطنوا في بر فارس قديماً قبل العام 1100هـ.

الوثيقة الرابعة:


البوكوارةفي إثبات سكن عشيرة البوكوارة في بر فارس.وثيقة إنجليزية (183/1/15/ز).


النص كالتالي:


آل بوكوارة ومسكنهم الدوحة. كبيرهم محمد بن ثاني شيخ الفويرط. وهذا محمد بن سعيد بوكوارة. كان أبوه سعيد تاجر صاحب دراهم يعطي ''الغواويص'' أهل اللؤلؤ ولما مات صار ولده محمد في مكانه مشغول في المعاملات وزادت ثروته وصار معروف عند العربان. ولما صار حرب الشيخ محمد ابن خليفة مع الشيخ عبدالله ابن احمد صار محمد ابن سعيد في فزعة الشيخ محمد بن خليفة وقد راحت بغلته في أثناء تلك الحرب، احترقت. ولما استولى الشيخ محمد بن خليفة على البحرين أعطى واحدة من بغال الشيخ عبدالله بن أحمد التي وقعت في يده تسمى الطويلة إلى محمد ابن سعيد عوضاً عن بغلته. وبعدما استقل الشيخ محمد بن خليفة في حكومة البحرين بمدة استرجع تلك البغلة من محمد ابن سعيد كرهاً. ومن أجل ذلك تكدر خاطر المذكور فاشترى له بغلة جديده بنفسه ولما رأى أن الشيخ محمد بن خليفة حاقداً عليه ما أحب الجلوس في البحرين فخرج منها إلى بر فارس وتبعه بعض من جماعته وغيرهم من أهل الغوص الذي كان يعطيهم دراهم وسكن في جارك واجتمعت عنده جماعة. ولما وقع الصلح بينه وبين مشايخ البحرين طلب السكن، في الوكرة فأعطوه. وصار هو كبير الوكرة إلى أن صار ما صار بينه وبين شيوخ البحرين.


وأما البوعينين فهم بعدما ماتوا كبارهم علي ابن ناصر، وصار كبيرهم واحد من سائر الجماعة. وكانوا ساكنين مكانهم في الوكرة إلى محمد ابن سعيد بوكوارة مع جماعة وصار هو الكبير على الجميع ولما.. اللي عنده في البحرين، وتفرقوا الذي كانوا مجتمعين عنده في الوكرة ما بقا.. نفر قليل من البوكوارة القديمين لا غير.انتهى.


وتحدث عمّنا الشيخ أحمد نور بن محمد الأنصاري عن هذه الأحداث في مخطوطة النصرة في أخبار البصرة (1) فذكر النص التالي:


... فإذا حصل للأفاقية حسن معاملة والتفات من والي البصرة، وبلغتهم الأمنية من المال، النفس، والعرض، انجلبت أغلب أهالي الآفاق التجار وغيرهم لسكنى البصرة، مثل ما سكن سابقاً الشيخ أحمد بن رزق وتفرعت منه تجار وحواشي. وقد كان له أمثال في تجار عتوب البحرين بكثرة المال. وتركوا البحرين لفتنة وقعت بين شيوخها في هذه السنين، وتفرقت تجارها في جزر بحر فارس وبنادرها. انتهى


الوثيقة الخامسة:


في إثبات سكن عشيرة آل بوسميط في فارس


من رأس الخيمة

إلى أبو شهر


في 15 شوال 1298هـ


لجناب ذي الشوكة والإجلال عالي الجاه باليوز وقنسل جنرال دولة البهية القيصرية في خليج فارس المحترم.. بعد السلام المعروض بخدمتكم على ما اعترف لنا من شيخ حميد بن عبدالله بأن هذا جزيرة طنب.. ولا تدخل لأحد الآخر سابق. لمّا كان حاكم لنجة من قواسم من أجل مراعاة الجماعة، إذا حاكم لنجة أرسل خيله لأجل المرعى، بمشورة أسلافنا، حاكم رأس الخيمة ما خالفه. والحين بعد انقراض القواسم من لنجة على ما نراه أن في أيام الشتاء تحصل مضرة من أهل لنجه، حاكم لنجة ولو يرسل إلى هناك فقط خيله ما من تكليف لأجل الصحبة. ولكن يأتون جماعة أهل بوسميط ساكنين لنجة رجالهم ونسائهم ويلفون تلك الجزيرة مع دوابهم ويحشون الحشيش بما في الجزيرة من العشب ويحملونها إلى لنجة لأجل صرف حول دوابهم. وإذا منعوهم جماعتنا الذي يسكنون هناك يتفاتنون وإياهم.. ونحن نمنعهم من الفساد. فالمأمول من جناب الباليوز أن يسوي لنا ترتيب مع حاكم لنجة أن يمنع أهل بوسميط عن الوصول أو نعدي في ملك الجزيرة وخيل حاكم لنجة إذا بيرسلهم لأجل المرعى فقط ما من باس. والنظر عند الله وعند جناب باليوز فلا جنابكم تستحسنون الرأي تخاطبون حاكم لنجة أو تأمرونا متى نحنا مع موافيق الوكيل لنجة نسوي ترتيب مع حاكم لنجة في هذا المادة هذا ليكون عند جنابكم معلوم.

صحيح الحاج أبو القاسم


عصا موسى (عليه السلام):


وبعد عرض كل هذه النماذج من الوثائق، فالسؤال يطرح نفسه هنا .. هل كنا فعلا نسكن في بر فارس أم لا؟ والجواب متروك لك أخي القارئ..؟ ونستطيع أن نختم هذا الموضوع بهذا القدر من الوثائق، علماً بأن هناك آلاف من الوثائق والنصوص الأخرى المشابهة التي تثبت سكن عرب المنانعة، البورميح، البوفلاسة، والبوفلاح.. الخ.


وأخيرا يحق لي أن اسأل لماذا نفاخر نحن جميعاً عندما يكون أحد أجدانا أو أقاربنا قد سافر ووصل إلى الهند للتجارة أو للإقامة، وفي الوقت نفسه نرى بأن وصول العرب إلى الساحل الفارسي يعد من المعجزات التي تحتاج إلى عصا موسى عليه السلام!
جلال الانصاري

مطيع الله
01-02-2010, 09:01 AM
تاريخ العرب مجيد في ساحلي الخليج،
ولا عليكم ممن يقول غير عرب أو غير قبائل،
لو كانوا غير عرب وغير قبائل كانوا اندمجوا في الفرس وضاعت لغتهم،

بل تاريخ عز ورفعة، مال وسلطة، فخار يتجدد من جيل إلى جيل،
وهم الآن المسيطرون على الخليج بساحليه،

شكراً لكم
وندعوكم للمزيد من الوثائق،
وأحيلكم لما ذكره الحميري في كتابه عن الغوص في الخليج

هدوء العاصفة
01-02-2010, 12:19 PM
تاريخ العرب مجيد في ساحلي الخليج،
ولا عليكم ممن يقول غير عرب أو غير قبائل،
لو كانوا غير عرب وغير قبائل كانوا اندمجوا في الفرس وضاعت لغتهم،

بل تاريخ عز ورفعة، مال وسلطة، فخار يتجدد من جيل إلى جيل،
وهم الآن المسيطرون على الخليج بساحليه،

شكراً لكم
وندعوكم للمزيد من الوثائق،
وأحيلكم لما ذكره الحميري في كتابه عن الغوص في الخليج



تسلم يامطيع الله .. الغريب في الامر هو اننا نحي تاريخ البر (وهذا لا عيب فيه دام انه الكثير من العرب من اهل البدو وحواظر نجد) ولكننا ننسى تاريخ البحر ..

فلا نجد اهتمام رسمي بفنون البحر وتراثه مع أن قطر وجميع دول الخليج جميع سكانها عاشوا على البحر وبقرب البحر ونعموا بخيراته وكنوزه ..

سواء منانعة او بوكوارة واسلطة وال بن علي والموالك وبني حرم والعبيدل والكثير الكثير اللي ماذكرتهم عاشوا على الحلوة والمرة وكانوا يد وحدة ..

بإذن الله سأقوم بعرض بعض القصص الخاصة بالبحر في تاريخ قطر وتاريخ الخليج يخص جميع عشائر قطر وحواظرها :)

هدوء العاصفة
01-02-2010, 06:08 PM
للرفع

هدوء العاصفة
02-02-2010, 08:20 AM
للقراءة في تاريخ الاجداد ربابنة البحر

مطيع الله
02-02-2010, 09:25 AM
خارك:
جزيرة على أربعة فراسخ من جنابا في البحر، وهي على طريق البصرة، وخارك اسم
جزيرة في بلاد البحرين بينها وبين جزيرة أوال مائتا ميل وأربعون ميلاً، وهي ثلاثة أميال في
ثلاثة أميال وبها زروع وأرز كثير وكروم ونخل، وهي جزيرة حسنة كثيرة الأعشاب
حصينة وبها عيون ماء كثيرة مياهها عذبة، وهي تمر في وسط البلد تطحن عليها
الأرحاء، ومنها عين كبيرة قوراء مستديرة الفم في عرض ستين شبراً، والماء يخرج منها
وعمقها يزيد على خمسين قامة، وعامة أهل تلك البلاد يزعمون أنها متصلة بالبحر وهو
غلط، لأن ماء هذه العين عذب وماء البحر زعاق.
وفي هذه الجزيرة أمير قائم بنفسه عادل حسن السيرة، وإذا مات فإنما يلي مكانه من يكون
مثله في العدل والقيام بالحق، وفي هذه الجزيرة مغاص اللؤلؤ وهو يعرف بالخاركي، ويسكن في
هذه الجزيرة رؤساء الغواصين في البحر، ويقصدها التجار من جميع الأقطار بالأموال
الكثيرة، ويقيمون بها الأشهر الكثيرة حتى يكون وقت الغوص فيكترون الغواصين بأسوام
معلومة تتفاضل على قدر تفاضل الغوص والأمانة وزمان الغوص شهر أغشت وشتنبر، فإذا
كان أول ذلك وصفا الماء للغوص واكترى كل واحد من التجار صاحبه من الغواصين
خرجوا من المدينة في أزيد من مائتي زورق، ويقطعه التجار أقساماً، في كل زورق خمسة
أقسام وستة، وكل تاجر لا يتعدى قسمه من المراكب، وكل غواص له صاحب يتعاون به في
عمله، وأجرته على خدمته أقل من أجرة الغطاس. ويخرج الغواصون من هذه المدينة وهم
جملة في وقت خروجهم ومعهم دليل ماهر، ولهم مواضع يعرفونها بأعيانها بوجودهم
صدف اللؤلؤ فيها لأن للصدف مراع يجول فيها وينتقل إليها ويخرج عنها في وقت آخر إلى
أمكنة أخر معلومة بأعيانها، فإذا خرج الغواصون تقدمهم الدليل وخلفه الغواصون في
مراكبهم صفوفاً، فكلما مر الدليل بموضع من تلك المواضع التي يصاد فيها صدف اللؤلؤ
تنحى عن ثيابه وغطس في البحر ونظر، فإن وجد ما يرضيه خرج وأمر بحط قلعه وأرسى
زورقه وحطت جميع المراكب حوله وأرست وانتدب كل غواص إلى غوصه. وهذه
المواضع يكون عمق الماء فيها من ثلاث قيم إلى قامتين فدونها، وإذا تجرد الغواص عن ثيابه
وبقي في ما يستر عورته ووضع في أنفه المنخل وهو شمع مذاب بدهن السيرج يسد به أنفه
ويأخذ مع نفسه سكيناً ومشنة يجمع فيها ما يجده هنالك من الصدف. ومع كل غواص
منهم حجر وزنه ربع قنطار أو نحوه مربوط بحبل رقيق وثيق، فيدليه في الماء مع جنب
الزورق ويمسك الحبل صاحبه بيديه، ثم يرسل الحبل من يده دفعة واحدة فينزل الحجر
دفعة حتى يصل قعر البحر، والغائص عليه أن يمسك الحبل بيديه، فإذا استقر في قعر البحر
جلس وفتح عينيه في الماء ونظر إلى ما أمامه وجمع ما هنالك من الصدف في عجل وكد،
فإن امتلأت مشنته كان وإلا تدرج إلى ما قاربه والحجر لا يفارقه ولا يترك يده من الحبل،
فإن أدركه الغم صعد مع الحبل إلى وجه الماء واسترد نفسه حتى يستريح، فيرجع إلى
غرضه وطلبه، فإذا امتلأت مشنته اجتذبها صاحبه من أعلى الزورق وفرغ المشنة مما فيها
من الصدف في قسمه من المركب وأعادها إلى البحر وإلى الغواص إن كان الصدف هنالك
كثيراً، وعلى قدر الوجود له يكون طلبه، فإذا أتم الغواص في البحر مقدار ساعتين صعد،
فإذا لبسوا ثيابهم وتدثروا وناموا انتدب صاحب الغواص فشق ما معه من الصدف
والتاجر ينظر إليه حتى يأتي على آخره فيأخذه التاجر منه ويضمه إليه بعدد مكتوب، فإذا
كان عند العصر انتدبوا إلى طعامهم يصنعونه وتعشوا وناموا ليلتهم إلى الصباح ثم يقومون
وينظرون في أغذية يأكلونها إلى أن يجيء وقت الغوص فيتجردون ويغوصون، هكذا كل يوم،
ومتى فرغوا من مكان أفنوا صدفه انتقلوا عنه ولا يزالون بهذه الحال إلى آخر أغشت ثم
ينصرفون إلى جزيرة أوال في الجمع الذي خرجوا فيه وما معهم من الجوهر في صررهم،
وعلى كل صرة منها مكتوب اسم صاحبها، وهي مطبوعة بطابع، فإذا نزلوا أخذت تلك
الصرر من التجار وصارت في قبض الوالي وتحت يده، فإذا كان في يوم البيع اجتمع التجار في
موضع البيع وأخذ كل واحد مكانه، وأحضرت الصرر ودعا باسم كل واحد من أصحابها
وفضت خواتمها واحدة واحدة، وصب ما في الصرة من لؤلؤ في غربال موضوع تحت غربال
وتحته آخر إلى ثلاثة غرابيل، وتلك الغرابيل لها أعين ومقادير ينزل منها الدقيق والمتوسط
ويمسك كل نوع منها في غربال، فلا يبقى على وجه الغربال الأعلى إلا ما غلظ من الجوهر،
ولا يبقى على وجه الغربال الثاني إلا اللؤلؤ المتوسط، ويستقر على الغربال الآخر اللؤلؤ
الدقيق ثم يعزل كل صنف منها وينادى عليه بسوامه ومستحق أثمانه، فإن أحب التاجر
سلعته كتبت عليه وإن شاء بيعها من غيره باعها وقبض ماله.
والتاجر إذا اشترى متاعه إنما عليه أن يؤدي اللوازم التي وجبت عليه، وينتصف التجار
من الغواصين والغواصون من التجار، وينتصف كل واحد من كل واحد، وينصرف الناس
ثم يعودون إلى هنالك من العام المقبل، هكذا أبداً وما وجد من الجوهر العالي النفيس
أمسكه الوالي وكتبه على نفسه باسم أمير المؤمنين، والعدل لا يفارقهم في البيع والشراء
حتى لا يضام منهم أحد ولا يشكو ظلماً.
والجوهر يتكون حبه خلقاً في هذا الصدف على ما يقولونه من ماء مطر نيسان وإن لم يكن
مطر نيسان لم يجد الغواصون منه شيئاً في سنتهم تلك، وهذا عندهم مشهور صحيح
متفق عليه.
والغوص في بلاد فارس صنعة تتعلم وتنفق عليها الأموال في تعلمها، وذلك أنهم يتدربون في
رد أنفاسهم، حتى إن الرجل منهم تتألم أذناه وتسيل منها المادة ثم يتعالجون عند ذلك
فيبرأون. وأعلاهم أجرة أصبرهم تحت الماء، وكل واحد يميز صاحبه ولا يتعدى طوره
ولا ينكر فضل من تقدمه وفاقه في المعركة والصبر. وفي البحر الفارسي جميع مغايص اللؤلؤ
وأمكنته، ولكن مغايص بحر فارس أكثر نفعاً وأمكن وجوداً للطلب من سائر البحر.
قالوا: ومغاص اللؤلؤ في بلاد خارك وقطر وعمان وسرنديب ولا يوجد اللؤلؤ في غير ذلك،
والغاصة لا يتناولون شيئاً من اللحمان إلا السمك، ولا بد من شق أصول آذانهم لخروج
النفس لأنهم يجعلون على أنوفهم الذبل، وهو ظهور السلاحف، ويجعلون في آذانهم قطناً فيه
دهن فيغوصون من ذلك الدهن اليسير في قعر البحر فيضيء ضياء كثيراً، ويطلون سوقهم
وأيديهم بالسواد خوفاً من بلع دواب البحر لهم فينفره السواد، ويتصايحون صياح الكلاب في
قعر البحر لينفروها أيضاً وربما خرق الصوت البحر فسمع، والغوص إنما يكون من أول
نيسان إلى آخر أيلول.