هدوء العاصفة
31-01-2010, 11:03 PM
الله يرحمكم يا اجدادنا .. الف رحمة تنزل عليكم .. اجدادنا كانوا بحارة الواحد منهم عن السندباد البحري .. جابوا شواطئ الخليج وساروا بسفنهم الـ بتيل والـ ابغلة وغيرها من السفن الضخمة الى الهند والزنجبار ولكن للاسف لم نهتم بتاريخهم فظلمهم الغرباء وظلمهم الجيران وظلمهم ابناءهم ..
وقد تجد من الجهال في هذا العصر من يقول بأننا قد جئنا الى الخليج العربي في فورة البترول والثروة ولم يعلموا ان عرب الساحل كانوا حكاما وتجارا ولم يكونوا فقراء كما زعم احدهم بابيات (جاهلة) متجاهلة تاريخ ناصع بالكرامة والشرف والاخلاق الرفيعة ورفض التعامل مع الفرس او المحتل ..
المؤرخ: جلال الانصاري
وصف مناطق ومجاري: الخليج وسكانه
لو كان القارئ الكريم أحد أبناء الجيل السابق من سكان موانئ حوض الخليج العربي ممن عاصر فترة ما قبل ظهور النفط فإنه يجب عليه أن يكون على دراية ومعرفه كافية ووافية بأسماء ومواقع وطبيعة وسكان موانئ حوض الخليج العربي التالية:
بندر عباس (جمبرون)، لنجة، مغوه، مقام، نابند، عسلو، طاهري، كنكون، أبو شهر، ريق، جناوه، الديلم، المحمرة، البصرة، الكويت، الجبيل، دارين، تاروت، القطيف، المحرق، المنامة، رأس ركن، الخور، البدع، أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، أم القيوين، صحار، مسقط وغيرهم من الموانئ والجزر المشهورة كهرمز، قشم، هندرابي، قيس، طنب الكبرى والصغرى، أبو موسى وداس، ودلما، جزيرة الشيخ شعيب، خرج، وربا، بوبيان، فيلكا، وغيرهم.
كما واعلم أخي القارئ بأن هذا البحث ما وضع إلا لمعرفتي بأن أبناء هذا الجيل والمعاصرين من سكان الخليج العربي لا يعلمون ولو النزر اليسير عن أسماء هذه البنادر والجزر التي تم ذكرها آنفا، كما لا يعلمون بأن أجدادهم المتقدمين كان لا غنى لهم عن معرفة هذه الموانئ ومعرفة مواقعها ومجراها وإقامة علاقات مع شيوخها وساكنيها وذلك في سبيل ضمان لقمة العيش عن طريق التكامل التجاري الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
لذا تعال أخي القارئ ولنلقِ نظرة سريعة خاطفة. نتعرف من خلالها على بعض هذه المعالم والمواقع الجغرافية لحوض الخليج العربي موطن أجدادنا القدماء.
نستطيع فهم المقصود بالمجاري البحرية، بأن نتصور لو أن حوض الخليج العربي تم إفراغه تماما من الماء فسنجد أنه سيبقى لنا أرضاً تحتوي على جبال صخرية أو مرجانية تتخلل هذه الجبال أودية كبيرة وواسعة أو ضيقة وهناك سهول، وما إلى ذلك من تضاريس طبيعيه وتقع المجاري البحرية في أماكن عدة بين هذه الجبال والتلال الصخرية، فعند إعادة الماء إلى مكانه لا نستطيع مشاهدة هذه التضاريس ولكن وبواسطة بعض الأدوات البسيطة كالبِلد والديرة والغوص.. الخ، استطاع البحار العربي عبر السنين اكتشاف الكثير من هذه المسارات الآمنة بين هذه الجبال والتلال الصخرية ليسيِّر عبرها سفنه بأمان، كما أن الإنسان الخليجي البسيط ظل يجهل أماكن أخرى كثيرة أيضاً فكان يتجنب الإبحار فيها خوفاً من المفاجآت.
ولمحاكاة تجربة الإنسان الخليجي عبر الزمن سوف نستعرض عددا من المخطوطات التي سجلت لنا جزءاً من هذه التجربة الملاحية الرائدة لربابنة الخليج وسوف نثبت كيف تطورت الاكتشافات الملاحية للطرق البحرية تبعا لنشأة المستوطنات البشرية على امتداد السواحل في حوض الخليج العربي.. وهذه التجارب كما يلي:
أولا: وصف الربان أحمد بن ماجد
وصف لنا الربان العربي الشهير أحمد بن ماجد خط سير السفن في القرن التاسع الهجري تقريبا في أرجوزة مكونة من مئة بيت مطلعها:
يا طالعـــاً من آخــر الفـــراتِ
والبصرة الفيحاء خذ وصاتي(3)
وصف لنا ابن ماجد في هذه القصيدة أن السفن التجارية كانت تقطع الخليج من البصرة إلى جزيرة خرج ثم تبحر من خرج إلى بندر ريق وتتابع السير بمحاذاة الساحل الفارسي مرورا بميناء أبو شهر الشهير وصولا إلى بلدة سيراف ومن سيراف يمكن للسفن التجارية السفر إلى جزيرة البحرين وبلدتي تاروت والقطيف العامرة حسب وصفه لها. ومن سيراف تتابع السفن التجارية السفر بمحاذاة البر الفارسي وصولا إلى جزيرتي قيس وهندرابي التي ذكر أن بهما مغاصات للؤلؤ وهما تتبعان الحكام - أظنه قصد حكام هرمز- وذكر أن بإمكان السفن الإبحار من قيس وهندرابي إلى البحرين أيضاً. على كل حال يمكننا ومن خلال تحليل وصف ابن ماجد استنتاج التالي:
لا وجود لخط بحري تجاري من البصرة إلى البحرين والقطيف محاذٍ لساحل جزيرة العرب العام 900هـ. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم وجود موانئ عامرة حيث إن الكويت لم يخطها العتوب إلا في العام 1113هـ وكذلك مدينة الجبيل التي خطها أفراد قبيلة البوعينين العام 1327هـ.
أيضا لا وجود لخط بحري تجاري من جزيرة البحرين إلى سواحل عمان بمحاذاة جزيرة العرب العام 900هـ، وهذا يدل على أن لا وجود لموانئ عامرة على السواحل القطرية.
ذكر ابن ماجد خطاً تجارياً بحرياً يمر بعدد كبير من الموانئ على طول الشريط الساحلي لبر فارس وتوجد نقطتا عبور إلى جزيرة البحرين والقطيف أما عن طريق بندر سيراف أو جزيرة قيس وهندرابي، كما يمكن السفر من قيس وهندرابي إلى الشارقة ورأس الخيمة.
أشار ابن ماجد إلى موقع بالقرب من أبو شهر يطلق عليه شط بني تميم، وهذا دليل صريح على وجود قبيلة بني تميم العربية في سواحل فارس.
ثانيا: وصف التقرير الهولندي المحرر سنة 1756م/1166هـ (4).
هذه الوثيقة الهولندية الموجهة لمدير عام شركة الهند الشرقية (فوك) المسجلة العامة والحاكم العام لشركة الهند الهولندية جاكوب موسيل، تذكر هذه الوثيقة بأن شمالي الخليج خاضع لسلطة مملكة فارس، وأن العرب يتوطنون القسم الجنوبي منه، كما يؤكد التقرير انعدام وجود الملاحة الفارسية في الخليج مما تسبب في نشوء مستوطنات عربية قائمة في جميع الأماكن على الساحل الشمالي لهذا البحر.
ويذكر التقرير أن الخليج يبدأ من رأس الحد، كما ويذكر الخط التجاري البحري من جوادر ثم ميناب القريبة من بندر عباس ثم جمبرون أو بندر عباس مروراً بجزيرتي هرمز ولارك ثم يمتد الخط البحري بمحاذاة الساحل الفارسي مروراً بجزيرة القشم وصولاً إلى بردستان ثم بندر لنجة، جزر فرور، وطمب ثم يواصل التقرير بذكر الخط التجاري الذي يمتد من لنجة بمحاذاة الساحل إلى جارك وجزيرة قيس، هندرابي، ومغوه، ومن هناك يمتد الخط بمحاذاة الساحل إلى جزيرة الشيخ شعيب وبندر نخيلو وصولا إلى نابند ثم إلى عسلو ثم طاهري وشيوه ثم كنجون ثم إلى بردستان ثم أبوشهر ثم مصب نهر صغير في منتصف الطريق بين بوشهر وريق يدعى شط بني تميم، ثم بندر ريق ثم جنابة وبنج ثم بندر الديلم مستوطنة قبيلة الخليفات، ومن الديلم تصل إلى هنديان ثم البصرة ثم إلى فيلكة والقرين (الكويت) ثم لا يوجد مكان مأهول حتى القطيف، ومن القطيف تصل إلى البحرين. ويذكر التقرير أن بين القطيف ومدينة صور العمانية على الساحل ثلاث مدن وهي السر وجوهر والشارقة ثم رأس مسندم ثم مسقط.
ونلاحظ من الوثيقة السابقة التالي:
أنه وفيما يخص السفن التجارية في العام 1166هـ، وهذا بعد مرور ما يقارب 250 سنة من وصف ابن ماجد لطريق السفن التجارية في الخليج، لايزال الطريق البحري التجاري بمحاذاة سواحل فارس عامراً ولا وجود لسفن تجارية بمحاذاة السواحل العربية بين البصرة والقطيف، ويوجد اتصال بالبحرين من نابند وطاهري (سيراف).
يوضح التقرير تأسيس العتوب لميناء القرين أو ما يسمى حالياً الكويت، ومن المؤكد ارتباط العتوب في هذه الفترة بأبوشهر والديلم ارتباطاً وثيقاً حتى هذا التاريخ والدليل وجود فرع الخليفات في الديلم وعدم توافر خط بحري آمن بين الكويت (القرين) والقطيف والبحرين إذ يصف التقرير هذا الساحل بالمهجور.
يؤكد التقرير خلو الساحل الممتد من القرين إلى القطيف من السكان. لم يذكر التقرير أي ميناء على السواحل القطرية، ذلك راجع إلى أن هجرة العتوب وابن رزق إلى الزبارة شمال قطر وتأسيسهم لها كان العام 1188هـ (5) وهنا ينبغي لنا الوقوف والتفكر إذا أردنا معرفة تاريخ وموطن جل القبائل القطرية ومدى صحة القول بأن أغلبهم ينحدرون من فروع قبيلة بني عتبة (الكبيرة) وبعض بقايا بني خالد.
وصف الربان راشد البنعلي
يأتي وصف الربان راشد بن فاضل البنعلي العام 1340هـ، ليبين لنا ظهور خط تجاري بحري حديث يربط البصرة بالقطيف وذلك نتيجة طبيعية لازدهار بندر الكويت وبندر الجبيل وبندر دارين على طول الساحل العربي، كما وأن وصف الربان راشد بن فاضل يؤكد استمرار ازدهار الخط التجاري القديم على طول الساحل الفارسي.
كما ويبين لنا في مخطوطته مجاري الهداية إمكان العبور إلى بر فارس من البحرين من ثلاث نقاط:
- من الدوحة إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
- من رأس ركن إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
- من المحرق إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
كما وذكر إمكان السفر من ساحل عمان المتصالح إلى بر فارس عن طريق دبي إلى بندر لنجة.
وقد تجد من الجهال في هذا العصر من يقول بأننا قد جئنا الى الخليج العربي في فورة البترول والثروة ولم يعلموا ان عرب الساحل كانوا حكاما وتجارا ولم يكونوا فقراء كما زعم احدهم بابيات (جاهلة) متجاهلة تاريخ ناصع بالكرامة والشرف والاخلاق الرفيعة ورفض التعامل مع الفرس او المحتل ..
المؤرخ: جلال الانصاري
وصف مناطق ومجاري: الخليج وسكانه
لو كان القارئ الكريم أحد أبناء الجيل السابق من سكان موانئ حوض الخليج العربي ممن عاصر فترة ما قبل ظهور النفط فإنه يجب عليه أن يكون على دراية ومعرفه كافية ووافية بأسماء ومواقع وطبيعة وسكان موانئ حوض الخليج العربي التالية:
بندر عباس (جمبرون)، لنجة، مغوه، مقام، نابند، عسلو، طاهري، كنكون، أبو شهر، ريق، جناوه، الديلم، المحمرة، البصرة، الكويت، الجبيل، دارين، تاروت، القطيف، المحرق، المنامة، رأس ركن، الخور، البدع، أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، أم القيوين، صحار، مسقط وغيرهم من الموانئ والجزر المشهورة كهرمز، قشم، هندرابي، قيس، طنب الكبرى والصغرى، أبو موسى وداس، ودلما، جزيرة الشيخ شعيب، خرج، وربا، بوبيان، فيلكا، وغيرهم.
كما واعلم أخي القارئ بأن هذا البحث ما وضع إلا لمعرفتي بأن أبناء هذا الجيل والمعاصرين من سكان الخليج العربي لا يعلمون ولو النزر اليسير عن أسماء هذه البنادر والجزر التي تم ذكرها آنفا، كما لا يعلمون بأن أجدادهم المتقدمين كان لا غنى لهم عن معرفة هذه الموانئ ومعرفة مواقعها ومجراها وإقامة علاقات مع شيوخها وساكنيها وذلك في سبيل ضمان لقمة العيش عن طريق التكامل التجاري الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
لذا تعال أخي القارئ ولنلقِ نظرة سريعة خاطفة. نتعرف من خلالها على بعض هذه المعالم والمواقع الجغرافية لحوض الخليج العربي موطن أجدادنا القدماء.
نستطيع فهم المقصود بالمجاري البحرية، بأن نتصور لو أن حوض الخليج العربي تم إفراغه تماما من الماء فسنجد أنه سيبقى لنا أرضاً تحتوي على جبال صخرية أو مرجانية تتخلل هذه الجبال أودية كبيرة وواسعة أو ضيقة وهناك سهول، وما إلى ذلك من تضاريس طبيعيه وتقع المجاري البحرية في أماكن عدة بين هذه الجبال والتلال الصخرية، فعند إعادة الماء إلى مكانه لا نستطيع مشاهدة هذه التضاريس ولكن وبواسطة بعض الأدوات البسيطة كالبِلد والديرة والغوص.. الخ، استطاع البحار العربي عبر السنين اكتشاف الكثير من هذه المسارات الآمنة بين هذه الجبال والتلال الصخرية ليسيِّر عبرها سفنه بأمان، كما أن الإنسان الخليجي البسيط ظل يجهل أماكن أخرى كثيرة أيضاً فكان يتجنب الإبحار فيها خوفاً من المفاجآت.
ولمحاكاة تجربة الإنسان الخليجي عبر الزمن سوف نستعرض عددا من المخطوطات التي سجلت لنا جزءاً من هذه التجربة الملاحية الرائدة لربابنة الخليج وسوف نثبت كيف تطورت الاكتشافات الملاحية للطرق البحرية تبعا لنشأة المستوطنات البشرية على امتداد السواحل في حوض الخليج العربي.. وهذه التجارب كما يلي:
أولا: وصف الربان أحمد بن ماجد
وصف لنا الربان العربي الشهير أحمد بن ماجد خط سير السفن في القرن التاسع الهجري تقريبا في أرجوزة مكونة من مئة بيت مطلعها:
يا طالعـــاً من آخــر الفـــراتِ
والبصرة الفيحاء خذ وصاتي(3)
وصف لنا ابن ماجد في هذه القصيدة أن السفن التجارية كانت تقطع الخليج من البصرة إلى جزيرة خرج ثم تبحر من خرج إلى بندر ريق وتتابع السير بمحاذاة الساحل الفارسي مرورا بميناء أبو شهر الشهير وصولا إلى بلدة سيراف ومن سيراف يمكن للسفن التجارية السفر إلى جزيرة البحرين وبلدتي تاروت والقطيف العامرة حسب وصفه لها. ومن سيراف تتابع السفن التجارية السفر بمحاذاة البر الفارسي وصولا إلى جزيرتي قيس وهندرابي التي ذكر أن بهما مغاصات للؤلؤ وهما تتبعان الحكام - أظنه قصد حكام هرمز- وذكر أن بإمكان السفن الإبحار من قيس وهندرابي إلى البحرين أيضاً. على كل حال يمكننا ومن خلال تحليل وصف ابن ماجد استنتاج التالي:
لا وجود لخط بحري تجاري من البصرة إلى البحرين والقطيف محاذٍ لساحل جزيرة العرب العام 900هـ. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم وجود موانئ عامرة حيث إن الكويت لم يخطها العتوب إلا في العام 1113هـ وكذلك مدينة الجبيل التي خطها أفراد قبيلة البوعينين العام 1327هـ.
أيضا لا وجود لخط بحري تجاري من جزيرة البحرين إلى سواحل عمان بمحاذاة جزيرة العرب العام 900هـ، وهذا يدل على أن لا وجود لموانئ عامرة على السواحل القطرية.
ذكر ابن ماجد خطاً تجارياً بحرياً يمر بعدد كبير من الموانئ على طول الشريط الساحلي لبر فارس وتوجد نقطتا عبور إلى جزيرة البحرين والقطيف أما عن طريق بندر سيراف أو جزيرة قيس وهندرابي، كما يمكن السفر من قيس وهندرابي إلى الشارقة ورأس الخيمة.
أشار ابن ماجد إلى موقع بالقرب من أبو شهر يطلق عليه شط بني تميم، وهذا دليل صريح على وجود قبيلة بني تميم العربية في سواحل فارس.
ثانيا: وصف التقرير الهولندي المحرر سنة 1756م/1166هـ (4).
هذه الوثيقة الهولندية الموجهة لمدير عام شركة الهند الشرقية (فوك) المسجلة العامة والحاكم العام لشركة الهند الهولندية جاكوب موسيل، تذكر هذه الوثيقة بأن شمالي الخليج خاضع لسلطة مملكة فارس، وأن العرب يتوطنون القسم الجنوبي منه، كما يؤكد التقرير انعدام وجود الملاحة الفارسية في الخليج مما تسبب في نشوء مستوطنات عربية قائمة في جميع الأماكن على الساحل الشمالي لهذا البحر.
ويذكر التقرير أن الخليج يبدأ من رأس الحد، كما ويذكر الخط التجاري البحري من جوادر ثم ميناب القريبة من بندر عباس ثم جمبرون أو بندر عباس مروراً بجزيرتي هرمز ولارك ثم يمتد الخط البحري بمحاذاة الساحل الفارسي مروراً بجزيرة القشم وصولاً إلى بردستان ثم بندر لنجة، جزر فرور، وطمب ثم يواصل التقرير بذكر الخط التجاري الذي يمتد من لنجة بمحاذاة الساحل إلى جارك وجزيرة قيس، هندرابي، ومغوه، ومن هناك يمتد الخط بمحاذاة الساحل إلى جزيرة الشيخ شعيب وبندر نخيلو وصولا إلى نابند ثم إلى عسلو ثم طاهري وشيوه ثم كنجون ثم إلى بردستان ثم أبوشهر ثم مصب نهر صغير في منتصف الطريق بين بوشهر وريق يدعى شط بني تميم، ثم بندر ريق ثم جنابة وبنج ثم بندر الديلم مستوطنة قبيلة الخليفات، ومن الديلم تصل إلى هنديان ثم البصرة ثم إلى فيلكة والقرين (الكويت) ثم لا يوجد مكان مأهول حتى القطيف، ومن القطيف تصل إلى البحرين. ويذكر التقرير أن بين القطيف ومدينة صور العمانية على الساحل ثلاث مدن وهي السر وجوهر والشارقة ثم رأس مسندم ثم مسقط.
ونلاحظ من الوثيقة السابقة التالي:
أنه وفيما يخص السفن التجارية في العام 1166هـ، وهذا بعد مرور ما يقارب 250 سنة من وصف ابن ماجد لطريق السفن التجارية في الخليج، لايزال الطريق البحري التجاري بمحاذاة سواحل فارس عامراً ولا وجود لسفن تجارية بمحاذاة السواحل العربية بين البصرة والقطيف، ويوجد اتصال بالبحرين من نابند وطاهري (سيراف).
يوضح التقرير تأسيس العتوب لميناء القرين أو ما يسمى حالياً الكويت، ومن المؤكد ارتباط العتوب في هذه الفترة بأبوشهر والديلم ارتباطاً وثيقاً حتى هذا التاريخ والدليل وجود فرع الخليفات في الديلم وعدم توافر خط بحري آمن بين الكويت (القرين) والقطيف والبحرين إذ يصف التقرير هذا الساحل بالمهجور.
يؤكد التقرير خلو الساحل الممتد من القرين إلى القطيف من السكان. لم يذكر التقرير أي ميناء على السواحل القطرية، ذلك راجع إلى أن هجرة العتوب وابن رزق إلى الزبارة شمال قطر وتأسيسهم لها كان العام 1188هـ (5) وهنا ينبغي لنا الوقوف والتفكر إذا أردنا معرفة تاريخ وموطن جل القبائل القطرية ومدى صحة القول بأن أغلبهم ينحدرون من فروع قبيلة بني عتبة (الكبيرة) وبعض بقايا بني خالد.
وصف الربان راشد البنعلي
يأتي وصف الربان راشد بن فاضل البنعلي العام 1340هـ، ليبين لنا ظهور خط تجاري بحري حديث يربط البصرة بالقطيف وذلك نتيجة طبيعية لازدهار بندر الكويت وبندر الجبيل وبندر دارين على طول الساحل العربي، كما وأن وصف الربان راشد بن فاضل يؤكد استمرار ازدهار الخط التجاري القديم على طول الساحل الفارسي.
كما ويبين لنا في مخطوطته مجاري الهداية إمكان العبور إلى بر فارس من البحرين من ثلاث نقاط:
- من الدوحة إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
- من رأس ركن إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
- من المحرق إلى جزيرة الشيخ شعيب ثم إلى جزيرة قيس ثم إلى جارك.
كما وذكر إمكان السفر من ساحل عمان المتصالح إلى بر فارس عن طريق دبي إلى بندر لنجة.