مقطع حق
01-02-2010, 10:43 PM
موضوع نشر اليوم بجريدة "القدس العربي"في لندن ---- ورئيس تحريرها : عبدالباري عطوان!!!!!!!
دول الخليج تستعد للحرب ----- فال ألله ولا فالك --- يا عبدالباري عطوان
--------------------------------------------
دول الخليج تستعد للحرب
رأي القدس
01/02/2010
تشهد المنطقة العربية تحركات امريكية مكثفة هذه الايام، تتركز بالدرجة الاولى على محورين اساسيين: الاول اسرائيل، والثاني منطقة الخليج العربي.
هذه التحركات ليست لها علاقة بملف تسوية الصراع العربي الاسرائيلي الا بصورة ثانوية، وتركز بالدرجة الاولى على ايران وكيفية التعاطي مع طموحاتها النووية، بعد انقضاء المهلة الممنوحة لها لقبول العروض السلمية الامريكية في نهاية شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وتأخذ هذه التحركات الامريكية منحيين رئيسيين لا بد من التوقف عندهما:
الأول: الزيارات السرية التي يقوم بها مسؤولون امنيون امريكيون الى اسرائيل، فقد زارها المستر ليون بانيتا مدير جهاز المخابرات المركزية الامريكية (سي. آي. ايه) الاسبوع الماضي حيث التقى بمسؤولين اسرائيليين، وتركز البحث على الملف النووي الايراني، وكان من بين هؤلاء المسؤولين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وايهود باراك وزير الدفاع، ومائير دغان رئيس 'الموساد'. كما زار اسرائيل الجنرال جيمس جونز مستشار الامن القومي الامريكي مطلع الشهر الحالي.
الثاني: تسريع مبيعات الاسلحة الامريكية الى اربع دول خليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، وتحسين الدفاعات الجوية حول المنشآت النفطية وغيرها من البنى التحتية النفطية، ومن ضمنها نصب بطاريات صواريخ 'باتريوت' في محاولة لاحباط اية هجمات عسكرية مقبلة يمكن ان تشنها ايران.
هذا الاهتمام العسكري الامريكي بمنطقة الخليج يفسره الكثيرون على انه يأتي في اطار الاستعدادات لمواجهة قادمة مع ايران، سواء من خلال فرض عقوبات اقتصادية خانقة ضدها او شن غارات جوية لتدمير منشآتها النووية او الاثنين معا.
فعملية التسليح الاماراتية ـ السعودية على وجه الخصوص، تصاعدت بشكل ملموس في العامين الماضيين، حيث تفيد التقارير الامريكية الرسمية ان الدولتين، اي السعودية والامارات، قامتا بشراء اسلحة امريكية بقيمة 25 مليار دولار في العامين الماضيين فقط.
ومن الطبيعي ان يكون هدف هذا التسليح ايران وليس اسرائيل، بل ان معظم المراقبين يرجحون ان تلتقي مصالح كل من الدول الخليجية واسرائيل ضد ايران وتدمير قدراتها العسكرية، والنووية منها خاصة.
المسؤولون الاسرائيليون تحدثوا في اكثر من مناسبة عن تحريض دول خليجية على ضربة عسكرية ضد ايران، وذكروا المملكة العربية السعودية بالاسم، وطالبوا بتكوين تحالف عسكري جديد يضم الطرفين في مواجهة العدو الايراني المشترك.
ولا بد ان ايران تتابع هذه التطورات عن كثب، فقد حذر منوشهر متقي دول الخليج في الاسبوع الماضي من السماح للولايات المتحدة الامريكية باستخدام الاراضي الخليجية لشن عدوان على بلاده، ملمحا الى انها ستواجه ضربات صاروخية انتقامية اذا ما فعلت ذلك.
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق والصديق الاقرب للادارة الامريكية مارس عملية تحريض شرسة ضد ايران يوم الجمعة الماضي، اثناء مثوله امام لجنة شيلكوت المكلفة بالتحقيق حول الحرب ضد العراق. فقد اكد بلير ان ايران اليوم اخطر بكثير من عراق صدام حسين قبل سبع سنوات، وطالب الغرب بالتعاطي مع طموحاتها النووية بصورة اكثر شراسة من التعاطي مع صدام حسين.
بلير زار المملكة العربية السعودية الاسبوع الماضي، والتقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ومسؤولين آخرين، ولا بد انه قدم تصوراته حول الخطر الايراني، وحرّض على مواجهته بالقوة قبل ان تصبح هذه المواجهة متعذرة في المستقبل القريب، اي بعد ان تنجح ايران في امتلاك اسلحة نووية.
دول الخليج تلعب بالنار، مكرهة ام راغبة، وقد تخرج الخاسر الاكبر من اية مواجهة ايرانية مع اسرائيل والولايات المتحدة. فاذا كانت قد خرجت سليمة من الحرب الامريكية ـ العراقية باستثناء بعض الخدوش البسيطة (صواريخ عراقية اصابت اهدافا سعودية) فإن الحال قد يكون مختلفا هذه المرة.
دول الخليج تستعد للحرب ----- فال ألله ولا فالك --- يا عبدالباري عطوان
--------------------------------------------
دول الخليج تستعد للحرب
رأي القدس
01/02/2010
تشهد المنطقة العربية تحركات امريكية مكثفة هذه الايام، تتركز بالدرجة الاولى على محورين اساسيين: الاول اسرائيل، والثاني منطقة الخليج العربي.
هذه التحركات ليست لها علاقة بملف تسوية الصراع العربي الاسرائيلي الا بصورة ثانوية، وتركز بالدرجة الاولى على ايران وكيفية التعاطي مع طموحاتها النووية، بعد انقضاء المهلة الممنوحة لها لقبول العروض السلمية الامريكية في نهاية شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وتأخذ هذه التحركات الامريكية منحيين رئيسيين لا بد من التوقف عندهما:
الأول: الزيارات السرية التي يقوم بها مسؤولون امنيون امريكيون الى اسرائيل، فقد زارها المستر ليون بانيتا مدير جهاز المخابرات المركزية الامريكية (سي. آي. ايه) الاسبوع الماضي حيث التقى بمسؤولين اسرائيليين، وتركز البحث على الملف النووي الايراني، وكان من بين هؤلاء المسؤولين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وايهود باراك وزير الدفاع، ومائير دغان رئيس 'الموساد'. كما زار اسرائيل الجنرال جيمس جونز مستشار الامن القومي الامريكي مطلع الشهر الحالي.
الثاني: تسريع مبيعات الاسلحة الامريكية الى اربع دول خليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، وتحسين الدفاعات الجوية حول المنشآت النفطية وغيرها من البنى التحتية النفطية، ومن ضمنها نصب بطاريات صواريخ 'باتريوت' في محاولة لاحباط اية هجمات عسكرية مقبلة يمكن ان تشنها ايران.
هذا الاهتمام العسكري الامريكي بمنطقة الخليج يفسره الكثيرون على انه يأتي في اطار الاستعدادات لمواجهة قادمة مع ايران، سواء من خلال فرض عقوبات اقتصادية خانقة ضدها او شن غارات جوية لتدمير منشآتها النووية او الاثنين معا.
فعملية التسليح الاماراتية ـ السعودية على وجه الخصوص، تصاعدت بشكل ملموس في العامين الماضيين، حيث تفيد التقارير الامريكية الرسمية ان الدولتين، اي السعودية والامارات، قامتا بشراء اسلحة امريكية بقيمة 25 مليار دولار في العامين الماضيين فقط.
ومن الطبيعي ان يكون هدف هذا التسليح ايران وليس اسرائيل، بل ان معظم المراقبين يرجحون ان تلتقي مصالح كل من الدول الخليجية واسرائيل ضد ايران وتدمير قدراتها العسكرية، والنووية منها خاصة.
المسؤولون الاسرائيليون تحدثوا في اكثر من مناسبة عن تحريض دول خليجية على ضربة عسكرية ضد ايران، وذكروا المملكة العربية السعودية بالاسم، وطالبوا بتكوين تحالف عسكري جديد يضم الطرفين في مواجهة العدو الايراني المشترك.
ولا بد ان ايران تتابع هذه التطورات عن كثب، فقد حذر منوشهر متقي دول الخليج في الاسبوع الماضي من السماح للولايات المتحدة الامريكية باستخدام الاراضي الخليجية لشن عدوان على بلاده، ملمحا الى انها ستواجه ضربات صاروخية انتقامية اذا ما فعلت ذلك.
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق والصديق الاقرب للادارة الامريكية مارس عملية تحريض شرسة ضد ايران يوم الجمعة الماضي، اثناء مثوله امام لجنة شيلكوت المكلفة بالتحقيق حول الحرب ضد العراق. فقد اكد بلير ان ايران اليوم اخطر بكثير من عراق صدام حسين قبل سبع سنوات، وطالب الغرب بالتعاطي مع طموحاتها النووية بصورة اكثر شراسة من التعاطي مع صدام حسين.
بلير زار المملكة العربية السعودية الاسبوع الماضي، والتقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ومسؤولين آخرين، ولا بد انه قدم تصوراته حول الخطر الايراني، وحرّض على مواجهته بالقوة قبل ان تصبح هذه المواجهة متعذرة في المستقبل القريب، اي بعد ان تنجح ايران في امتلاك اسلحة نووية.
دول الخليج تلعب بالنار، مكرهة ام راغبة، وقد تخرج الخاسر الاكبر من اية مواجهة ايرانية مع اسرائيل والولايات المتحدة. فاذا كانت قد خرجت سليمة من الحرب الامريكية ـ العراقية باستثناء بعض الخدوش البسيطة (صواريخ عراقية اصابت اهدافا سعودية) فإن الحال قد يكون مختلفا هذه المرة.