عقد اللآلي
02-02-2010, 11:11 AM
أحببت أن يطلع إخوتي الكرام أعضاء المنتدى على هذا المقال الهام وأشكر صاحب المقال وقد
نشر في الراية بتاريخ 31-1-2010 . صفحة المنبر الحر.
خطورة تجريد الشعب العربي من لغته
بقلم : جابر الكعبي ..إن التطور مرتبط باللغة ارتباطا وثيقاً فلا يوجد دولة وصلت إلى قمة التطور أو سايرت التطور وواكبته وشاركت فيه تبنت لغة غريبة أو غربية لكي تكون رائدة، روسيا نقلت العلوم للروسية وألمانيا نقلت العلوم للألمانية وفرنسا فعلت ذلك حتى إسرائيل عندما أرادت أن تحيي اللغة العبرية التي كانت شبه منقرضة أحيتها بالعلوم وترجمة المناهج للعبرية ولم تأخذ لغة بديلة.
إن من المآسي أن تلفظ أمة لغتها وتتبنى لغة لا تعرفها فهي بذلك تفصل جيلا كاملا عن واقعه العلمي والثقافي وتهمش جيلا عن الحضارة بسبب جهله باللغة وإن كثيرا من الدول يفتخر بلغته فالفرنسيون مثلاً يعرف معظمهم اللغة الانجليزية ولكن يرفض الكثير منهم التعامل مع زوار فرنسا إلا باللغة الفرنسية والألمان أيضا ليسوا بعيداً عن الفرنسيين في هذه المسألة.
اللغة الوحيدة التي حافظت على تماسكها طوال التاريخ ولم تزل رغم دخول بعض الشوائب فيها اللغة المعجزة في نظري هي اللغة العربية لأنها فعلاً معجزة بـحد ذاتها فانتشارها تحت سقف الإسلام ولوجود القرآن الكريم حافظت هذه اللغة على كينونتها وتاريخها إلى الآن، وفي هذا الزمن اللغة العربية هي اللغة الرسمية لكل الدول العربية فعلياً ولكن نفس الجهات الرسمية التي من المقرر لها أن تتعامل باللغة العربية تلغيها وتجعلها اللغة الثانية في سلم الأولويات بعد اللغة الانجليزية بل ويحدث أكثر من ذلك أن مقياس الموظف أحياناً يكون على مستوى لغته الانجليزية .. للأسف.
لم تعرب أي دولة عربية مناهج العلوم الرئيسية للغة العربية وأن المحاولات التي بذلت في هذا الجانب تكاد تكون معدومة أو فاشلة ما عدا سوريا التي تحرص إلى الآن على أن تكون المناهج العلمية فيها باللغة العربية، للأسف نـحن العرب كنا خير من نقل الحضارات السابقة إلى العربية وكنا خير من ترجم العلوم وأضاف إليها وخير من تبنى العلماء والمفكرين والفلاسفة دون التطلع لأعراقهم، نأتي في هذا الزمن ونهمش اللغة التي احتضنتنا، إن ضاعت اللغة العربية ضاعت هوية الأمة فأمتنا اكتسبت قوميتها من لغتها فأصبحنا عرباً لأننا نتحدث العربية فكيف يكون بنا الوضع إذا فقدت اللغة فلا دين ولا لغة ولا هوية نتجرد حتى من تاريخنا.. ألسنا مخطئين إن قمنا بهذا.
الأمر المحزن أننا ربطنا التحضر والتمدن باللغة الإنجليزية وأهملنا لغتنا الأم، كيف يقاس المبدع المتحدث بالعربية إذا كانت اللغة التي يملكها لا يُقيَم بها وكيف نستطيع أن نعرف مدى ثقافة شعوبنا إذا قيست الثقافة بلغة أجنبية لا يجيدها عامة الشعب.
لقد عادت أمور الدراسة إلى عهد الاستعمار البريطاني والفرنسي للوطن العربي حيث كان المتحدث بإحدى اللغتين الفرنسية أو الإنجليزية يجد القبول في الأوساط الرسمية وتفتح له الأبواب ويبقى الشعب مهمشا عن الحضارة والثقافة والتمدن.
لا أدعو لمقاطعة أي لغة فتعلم اللغات بكل أشكالها أمر لابد منه وله أهمية بالغة لا يستطيع أحد إنكارها لكن لا يجب فرض لغة أجنبية علينا ومحاسبتنا على مدى إتقانها وأن مسؤولية اللغة العربية تقع على الجميع في المحافظة عليها والمطالبة ببقائها رمزا لثقافتنا العربية الإسلامية.
اللغة العربية احتوت أناسا كثيرين من مذاهب وديانات غير الإسلام فكان لها تأثير على كل من كان موجودا في مجالها فنجد الإخوة المسيحيين في الوطن العربية متحدثين ممتازين باللغة العربية ومؤثرين في الثقافة والأدب والفن كالمسلمين العرب تماما، وعلينا أن نعي خطورة تجريد الشعب العربي من لغته وما يترتب عليه من أضرار بالغة على الأمة بشكل عام فالارتباط العربي ارتباط لغوي تاريخي فإذا انـحـل هذا الرابط تكسر الجسم العربي وانتهى إلى الأبد وفقدان الهوية الجامعة للغة لا تغني عنها أي هوية أخرى أو أي علاقة أخرى.
نشر في الراية بتاريخ 31-1-2010 . صفحة المنبر الحر.
خطورة تجريد الشعب العربي من لغته
بقلم : جابر الكعبي ..إن التطور مرتبط باللغة ارتباطا وثيقاً فلا يوجد دولة وصلت إلى قمة التطور أو سايرت التطور وواكبته وشاركت فيه تبنت لغة غريبة أو غربية لكي تكون رائدة، روسيا نقلت العلوم للروسية وألمانيا نقلت العلوم للألمانية وفرنسا فعلت ذلك حتى إسرائيل عندما أرادت أن تحيي اللغة العبرية التي كانت شبه منقرضة أحيتها بالعلوم وترجمة المناهج للعبرية ولم تأخذ لغة بديلة.
إن من المآسي أن تلفظ أمة لغتها وتتبنى لغة لا تعرفها فهي بذلك تفصل جيلا كاملا عن واقعه العلمي والثقافي وتهمش جيلا عن الحضارة بسبب جهله باللغة وإن كثيرا من الدول يفتخر بلغته فالفرنسيون مثلاً يعرف معظمهم اللغة الانجليزية ولكن يرفض الكثير منهم التعامل مع زوار فرنسا إلا باللغة الفرنسية والألمان أيضا ليسوا بعيداً عن الفرنسيين في هذه المسألة.
اللغة الوحيدة التي حافظت على تماسكها طوال التاريخ ولم تزل رغم دخول بعض الشوائب فيها اللغة المعجزة في نظري هي اللغة العربية لأنها فعلاً معجزة بـحد ذاتها فانتشارها تحت سقف الإسلام ولوجود القرآن الكريم حافظت هذه اللغة على كينونتها وتاريخها إلى الآن، وفي هذا الزمن اللغة العربية هي اللغة الرسمية لكل الدول العربية فعلياً ولكن نفس الجهات الرسمية التي من المقرر لها أن تتعامل باللغة العربية تلغيها وتجعلها اللغة الثانية في سلم الأولويات بعد اللغة الانجليزية بل ويحدث أكثر من ذلك أن مقياس الموظف أحياناً يكون على مستوى لغته الانجليزية .. للأسف.
لم تعرب أي دولة عربية مناهج العلوم الرئيسية للغة العربية وأن المحاولات التي بذلت في هذا الجانب تكاد تكون معدومة أو فاشلة ما عدا سوريا التي تحرص إلى الآن على أن تكون المناهج العلمية فيها باللغة العربية، للأسف نـحن العرب كنا خير من نقل الحضارات السابقة إلى العربية وكنا خير من ترجم العلوم وأضاف إليها وخير من تبنى العلماء والمفكرين والفلاسفة دون التطلع لأعراقهم، نأتي في هذا الزمن ونهمش اللغة التي احتضنتنا، إن ضاعت اللغة العربية ضاعت هوية الأمة فأمتنا اكتسبت قوميتها من لغتها فأصبحنا عرباً لأننا نتحدث العربية فكيف يكون بنا الوضع إذا فقدت اللغة فلا دين ولا لغة ولا هوية نتجرد حتى من تاريخنا.. ألسنا مخطئين إن قمنا بهذا.
الأمر المحزن أننا ربطنا التحضر والتمدن باللغة الإنجليزية وأهملنا لغتنا الأم، كيف يقاس المبدع المتحدث بالعربية إذا كانت اللغة التي يملكها لا يُقيَم بها وكيف نستطيع أن نعرف مدى ثقافة شعوبنا إذا قيست الثقافة بلغة أجنبية لا يجيدها عامة الشعب.
لقد عادت أمور الدراسة إلى عهد الاستعمار البريطاني والفرنسي للوطن العربي حيث كان المتحدث بإحدى اللغتين الفرنسية أو الإنجليزية يجد القبول في الأوساط الرسمية وتفتح له الأبواب ويبقى الشعب مهمشا عن الحضارة والثقافة والتمدن.
لا أدعو لمقاطعة أي لغة فتعلم اللغات بكل أشكالها أمر لابد منه وله أهمية بالغة لا يستطيع أحد إنكارها لكن لا يجب فرض لغة أجنبية علينا ومحاسبتنا على مدى إتقانها وأن مسؤولية اللغة العربية تقع على الجميع في المحافظة عليها والمطالبة ببقائها رمزا لثقافتنا العربية الإسلامية.
اللغة العربية احتوت أناسا كثيرين من مذاهب وديانات غير الإسلام فكان لها تأثير على كل من كان موجودا في مجالها فنجد الإخوة المسيحيين في الوطن العربية متحدثين ممتازين باللغة العربية ومؤثرين في الثقافة والأدب والفن كالمسلمين العرب تماما، وعلينا أن نعي خطورة تجريد الشعب العربي من لغته وما يترتب عليه من أضرار بالغة على الأمة بشكل عام فالارتباط العربي ارتباط لغوي تاريخي فإذا انـحـل هذا الرابط تكسر الجسم العربي وانتهى إلى الأبد وفقدان الهوية الجامعة للغة لا تغني عنها أي هوية أخرى أو أي علاقة أخرى.