غاوي مشاكــل
03-02-2010, 08:56 AM
http://www10.0zz0.com/2010/02/03/05/392631491.jpg
يعتبر الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية الراحل، واحدا من أهم الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً في دعم الفكر السلفي في العصر الحديث.
الابن
قام أحمد بن باز، الذي يتمتع بمزاج هادئ، وشخصية قوية وواثقة، منذ سنوات بطرح آراء
تجديدية في الفكر الديني نشر بعضها في جريدة الشرق الأوسط الدولية. دارت أفكار أحمد بن باز
بشكل أساسي حول محور المقاصدية في الدين الإسلامي. فلقد بدا ابن الشيخ الذي دعم الثبات
، مهموما بالتحديث بدرجة كبيرة، الأمر الذي أثار السخط عليه من غالبية ألوان الطيف
الإسلامي السعودي. وفي واحد من أهم مقالاته دعا أحمد إلى تغيير تقسيم العالم إلى قسمين
أحدهما لـ "الكفار" والآخرين للمسلمين، الأمر الذي دعا الشيخ المعروف صالح الفوزان إلى
الرد عليه. أكثر من هذا فقد اتهم ابن الشيخ بتلطيخ إرث والده السلفي النقي بآراء تعاكس
منهجه. وكما قال أحد المعلقين في أحد مواقع الإنترنت الإسلاموية إنه لم يكن يتوقع أن يذكر
اسم بن باز إلا بالخير لكنه مضطر للتهجم عليه من خلال ما يكتبه ابنه.
ولكن وبحسب لقاء خاطف لي معه في ذلك الوقت بدا أحمد غير مهتم بكل تلك الاعتراضات التي وصلته من كبار رجال الدين ومن تلامذة والده والمقربين منه. لقد كان كمن ينظر إلى هذه الاعتراضات وكأنها لا تعنيه إطلاقاً.
فقد قال في واحد من أشهر الحوارات معه بجريدة الوطن إن فتاوى والده التي تحولت بيد أتباعه
إلى أحكام مقدسة هي آراء اجتهادية مرتبطة بظرفها الزماني والمكاني وليست أبدية. ويضيف:" هناك فتاوى قيلت في قضايا معينة، فإذا وجدت في الوقت المعاصر ما ينطبق على
الفتوى ويطابق حالتها فيؤخذ بها أو لا إن تغيرت الصورة والواقعة، ولا يعني ذلك أن يبدأ طلبة
العلم بوضع فتاوى الشيخ رحمه الله في كل قضية حسب هواهم هم، وإنما يجب أن نعرف الحالة والصورة والواقعة ومدى تشابهها مع المسألة التي صدرت فيها الفتوى وما يحيط بها.
والنقطة المهمة أن الفتوى لا تتغير لأنها منسوبة إلى شخص يتحملها، لكن الذي يتغير الحكم
الشرعي وملابسات الحدث. نحن لسنا مقيدين بفتوى الشيخ بن باز مثلاً إذا تغيرت الحالة وتغيرت الصورة" . إنه مرتبط بوالده روحيا وعاطفياً ولكن الأفكار التي يؤمن بها هي حصيلته الشخصية. لقد نجح الابن في عدم الخضوع لعقل والده الجمعي الكبير الذي مازال يؤثر على الكثيرين واستخلص عقله الخاص.
بدا واضحاً أن أحمد بن باز الذي لا يشعر بالتقديس أو الرهاب من إرث والده سيمضي أكثر في دعوته التحديثية.
وهذا ماحدث في الآونة الأخيرة حيث قام بنقد مركز على الثقافة المتشددة معرضاً بعدد من وجوهها.
حيث دعم بشكل صريح حق المرأة في قيادة السيارة وهاجم بضراوة جهاز الهيئة واصفا إياه بالجهاز الذي يمس حريات الناس ويضر بسمعتهم، مطالباً بمناقشة عمله بشكل أكثر حرية، كما طالبها بعدم إجبار الناس بالقوة على الصلاة التي لم تحدد مواعيدها بالدقة التي يفترضها رجال الهيئة ويحاكمون الناس عليها. وطالب أحمد جهاز الهيئة بالرد عليه وإحضار دليل يدعم وجهة نظرهم ولكنهم لم يستطيعوا الرد عليه.
الأكثر من ذلك أن أحمد تدخل في تغيير الصورة المأخوذة عن والده مشيراً إلى أن المتشددين الملتفين حوله كانوا يدفعونه بأسئلتهم الملتوية والملغمة ليتخذ مواقف متصلبة تخنق الحياة في السعودية. وإعادة تشكيل الذكريات هذه خلقت جبهة جديدة للحرب عليه بسبب معرفة خصومه أن الابن يقوم بتجريدهم من سلاح والده الذي استخدموه كثيراً في معاركهم وانتصاراتهم، ولكنه مع ذلك يبدو الآن أكثر إصراراً على مواقفه العصرية التنويرية
بندر السليمان
يعتبر الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية الراحل، واحدا من أهم الشخصيات التي لعبت دوراً كبيراً في دعم الفكر السلفي في العصر الحديث.
الابن
قام أحمد بن باز، الذي يتمتع بمزاج هادئ، وشخصية قوية وواثقة، منذ سنوات بطرح آراء
تجديدية في الفكر الديني نشر بعضها في جريدة الشرق الأوسط الدولية. دارت أفكار أحمد بن باز
بشكل أساسي حول محور المقاصدية في الدين الإسلامي. فلقد بدا ابن الشيخ الذي دعم الثبات
، مهموما بالتحديث بدرجة كبيرة، الأمر الذي أثار السخط عليه من غالبية ألوان الطيف
الإسلامي السعودي. وفي واحد من أهم مقالاته دعا أحمد إلى تغيير تقسيم العالم إلى قسمين
أحدهما لـ "الكفار" والآخرين للمسلمين، الأمر الذي دعا الشيخ المعروف صالح الفوزان إلى
الرد عليه. أكثر من هذا فقد اتهم ابن الشيخ بتلطيخ إرث والده السلفي النقي بآراء تعاكس
منهجه. وكما قال أحد المعلقين في أحد مواقع الإنترنت الإسلاموية إنه لم يكن يتوقع أن يذكر
اسم بن باز إلا بالخير لكنه مضطر للتهجم عليه من خلال ما يكتبه ابنه.
ولكن وبحسب لقاء خاطف لي معه في ذلك الوقت بدا أحمد غير مهتم بكل تلك الاعتراضات التي وصلته من كبار رجال الدين ومن تلامذة والده والمقربين منه. لقد كان كمن ينظر إلى هذه الاعتراضات وكأنها لا تعنيه إطلاقاً.
فقد قال في واحد من أشهر الحوارات معه بجريدة الوطن إن فتاوى والده التي تحولت بيد أتباعه
إلى أحكام مقدسة هي آراء اجتهادية مرتبطة بظرفها الزماني والمكاني وليست أبدية. ويضيف:" هناك فتاوى قيلت في قضايا معينة، فإذا وجدت في الوقت المعاصر ما ينطبق على
الفتوى ويطابق حالتها فيؤخذ بها أو لا إن تغيرت الصورة والواقعة، ولا يعني ذلك أن يبدأ طلبة
العلم بوضع فتاوى الشيخ رحمه الله في كل قضية حسب هواهم هم، وإنما يجب أن نعرف الحالة والصورة والواقعة ومدى تشابهها مع المسألة التي صدرت فيها الفتوى وما يحيط بها.
والنقطة المهمة أن الفتوى لا تتغير لأنها منسوبة إلى شخص يتحملها، لكن الذي يتغير الحكم
الشرعي وملابسات الحدث. نحن لسنا مقيدين بفتوى الشيخ بن باز مثلاً إذا تغيرت الحالة وتغيرت الصورة" . إنه مرتبط بوالده روحيا وعاطفياً ولكن الأفكار التي يؤمن بها هي حصيلته الشخصية. لقد نجح الابن في عدم الخضوع لعقل والده الجمعي الكبير الذي مازال يؤثر على الكثيرين واستخلص عقله الخاص.
بدا واضحاً أن أحمد بن باز الذي لا يشعر بالتقديس أو الرهاب من إرث والده سيمضي أكثر في دعوته التحديثية.
وهذا ماحدث في الآونة الأخيرة حيث قام بنقد مركز على الثقافة المتشددة معرضاً بعدد من وجوهها.
حيث دعم بشكل صريح حق المرأة في قيادة السيارة وهاجم بضراوة جهاز الهيئة واصفا إياه بالجهاز الذي يمس حريات الناس ويضر بسمعتهم، مطالباً بمناقشة عمله بشكل أكثر حرية، كما طالبها بعدم إجبار الناس بالقوة على الصلاة التي لم تحدد مواعيدها بالدقة التي يفترضها رجال الهيئة ويحاكمون الناس عليها. وطالب أحمد جهاز الهيئة بالرد عليه وإحضار دليل يدعم وجهة نظرهم ولكنهم لم يستطيعوا الرد عليه.
الأكثر من ذلك أن أحمد تدخل في تغيير الصورة المأخوذة عن والده مشيراً إلى أن المتشددين الملتفين حوله كانوا يدفعونه بأسئلتهم الملتوية والملغمة ليتخذ مواقف متصلبة تخنق الحياة في السعودية. وإعادة تشكيل الذكريات هذه خلقت جبهة جديدة للحرب عليه بسبب معرفة خصومه أن الابن يقوم بتجريدهم من سلاح والده الذي استخدموه كثيراً في معاركهم وانتصاراتهم، ولكنه مع ذلك يبدو الآن أكثر إصراراً على مواقفه العصرية التنويرية
بندر السليمان