المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة الشرق: أشخاص يبحثون عن طوق النجاة لدى المشعوذين والدجالين‏



Navigator 85
10-02-2010, 07:14 PM
أشخاص يبحثون عن طوق النجاة لدى المشعوذين والدجالين

تحقيقات الشرق
حسن علي

العديد من الناس وخاصة من النساء يغرقون في مستنقع الجهل والتخلف والخرافات ويبحثون

عن حلول غير عادية لمشاكلهم العديدة، سواء كانت أسرية أو عاطفية أو أمراض نفسية أو

عقلية ومشاكل اجتماعية أو مشاكل العمل، وحتى الأمور الطبية من حالات العقم والصداع

والمرض، وكذلك تأخر الزواج والعنوسة فيلجأون إلى السحرة والمشعوذين ليحصلوا على

حلول سريعة لهذه الأمور وينفقون أموالا طائلة لهؤلاء النصابين المحتالين حيث يوهمونهم

بأنهم سوف يفرجون عن همومهم ويجدون لهم الحلول المناسبة والسريعة لمشاكلهم ولكن بعد

فترة يكتشفون أنهم لم يجنوا منهم شيئا، وذلك لأنهم نصابون ومحتالون لا يملكون من أمرهم

شيئا وهمهم خداع الناس وابتزاز أموالهم وأكلها بالباطل. في البداية تقول (م ن): كنت أعاني

من بعض الأعراض وعندما كنت مسافرة إلى إحدى الدول ذهبت إلى أحد المشعوذين الكبار في

السن وقال لي هذا المشعوذ انك مسحورة وخذي معك هذا الحجاب حتى تتخلصي من السحر،

وبعد أخذي لهذا الحجاب كنت أرى في منامي وحوشا وأشكالا مرعبة ومخيفة وبدأت أعاني من

بعض المشاكل بسبب هذا المشعوذ الذي خدعني، وقد فعل هذا حتى ارجع إليه ويبتزني في كل

مرة فيتربح مني، والحمد لله انني تخلصت من هذا الحجاب الذي كان معي وبعدها سلكت الطريق

الشرعي الصحيح من قراءة القرآن والرقية الشرعية الصحيحة والالتزام بالأذكار، حتى

تخلصت نهائيا من هذا العمل الذي كاد أن يقضي علي.

أما (رس) فتقول: نظرا لكثرة سماعي عن أعمال السحر وأعراضه وخطورته وعن الحسد، فقد

بدأت أشك بأنني مسحورة أو محسودة وهكذا بدأت أتردد على بعض المشعوذين كلما سافرت

إلى دول أخرى أملا في التخلص من هذه الأعراض الناتجة (كما كنت أظن) عن أعمال السحر،

لكنني لم أصل إلى نتيجة أو حل أو علاج فكنت أدور في دائرة مغلقة وكل واحد منهم يريد أن

يخدعني وينصب علي ويبتز أموالي، بل جعلوني أشك في أقربائي ومن حولي بأنهم هم الذين

يقومون لي بأعمال السحر، وأوهموني بأنهم يريدون الانتقام مني لأنهم يكرهونني ويغيرون

مني ويحسدونني، وكلما ذهبت إلى أحد المشعوذين ويصف لي علاجا كنت أجربه ثم أكتشف أن

الأعراض مازالت موجودة، فكنت أقول: هذا المشعوذ نصاب ولابد ان أجرب مشعوذا آخر..

وهكذا جربت العشرات منهم حتى أدركت - بعد أن اقتنعت بكذب هؤلاء المشعوذين - أن

الأعراض التي أعاني منها هي مجرد وساوس أصبت بها جراء اعتقادي بأنني مسحورة حيث

كانت أغلب الأعراض مجرد وهم، والحمد لله أنني أدركت ذلك وأعلنت توبتي وبعدها ابتعدت عن

هذا العالم المشبوه الذي يؤدي بالإنسان إلى الشرك والعياذ بالله. ولخبراء علم النفس رأي

وتفسير لهذا الأمر حيث يقول الدكتور طاهر شلتوت (استشاري أول للطب النفسي بمؤسسة حمد

الطبية): إن هذا الموضوع يعتبر من المواضيع الهامة وتشغل أذهان الكثير من العائلات رجالا

ونساء، وأعتقد أن أغلب الأسباب تكون نتيجة نقص كبير في مستوى الوعي الصحي والنفسي،

لأن كثيرا من هؤلاء المخدوعين يذهبون إلى المشعوذين وهم في الأصل مرضى نفسيون

يعانون من مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب والهستريا والأمراض العقلية، حيث يشعر هؤلاء

الناس باعراض غريبة لا يجدون لها تفسيرا طبيا واضحا، حيث يشعرون بضيق وتوتر واكتئاب

بينما في حالات الهستريا يشعرون بأعراض أكثر صعوبة، وأكثر اللبس يأتي من هؤلاء الناس

حيث تنتشر أمراض الهستريا بين النساء أكثر من الرجال فيظنون أنها من السحر والمس بينما

هي أمراض نفسية. ويضيف: وأهم ما في هذا المرض أن العقل الباطن يخرج إلى حيز الواقع

وأحيانا يدير دفة الحياة دون إرادة الإنسان، والبعض لما يعاني من ضغوطات نفسية قد يظهر

لديهم العقل الباطن ليحل لهم هذه المشاكل بطريقته الخاصة، فيشعر هؤلاء المرضى بفقدان

الذاكرة أو توقف أحد أعضاء الجسد فيتوقف الإحساس أو تتوقف الحركة لعضو من أعضاء

الجسم مثل اليد أو الرجل أو يصاب بالعمى أو يفقد سمعه، أو تظهر عليه أمراض نفسية تسمى

بالشخصية المزدوجة حيث يتحول هؤلاء المرضى في سلوكياتهم وأفعالهم إلى نقيض ما هم

عليه فإذا كان شخصا هادئا يصبح عصبي المزاج وإذا كان ملتزما يصبح منفلتا وهكذا، وقد

تتغير نواح فسيولوجية في الجسد وتتغير نبرة الصوت وطريقة الحركة أو يفقد الوعي أو يصاب

بتشنجات عصبية، كل هذه الأفعال يحدث فيها الاختلاط لدى الناس حيث يجهلون أعراضها

وأسبابها، ولذا قد يلجأون إلى المشعوذين فيجد هؤلاء المشعوذون والدجالون والنصابون مجالا

خصبا للعمل والنصب عليهم لجهلهم بهذه الأمور، بينما هم يعانون من أمراض نفسية تظهر في

أشكال متعددة وغريبة عليهم. ويؤكد أن أصحاب الأمراض العقلية يمثلون نسبة عالية من

زبائن هؤلاء المشعوذين، حيث يعانون من تصرفات غريبة أو غير منضبطة كما يعانون من

هلاوس سمعية أو بصرية فيحاول المشعوذون إقناع أهاليهم بأنهم يعانون من السحر والمس

بينما هم في الأصل يعانون من أمراض عقلية، فإذا ما توجهوا إلى الطبيب النفسي فإنهم يشفون

منها بنسبة عالية حيث يعالجون بطرق علمية صحيحة. ويضيف: لذا فإن المشكلة تكمن في

نقص المعلومات ونقص الثقافة النفسية وانعدام الوعي الصحي والعلمي، والنظرة السلبية

الموجودة لدى المجتمع عن هؤلاء المرضى وعن أسباب المرض النفسي وانتشار الخرافة

والجهل لدى بعض الناس الذين يستعينون بالمشعوذين والدجالين في كثير من أمورهم، ونجدهم

في أي حدث يحدث لهم يلجأون إلى هؤلاء المشعوذين دون الذهاب إلى أصحاب الاختصاص.

وأخيرا يقول: نأمل أن تتواصل الحملات الإعلامية من كافة الاتجاهات المرئية والمسموعة

والمقروءة والندوات والمحاضرات وغيرها حتى يرتفع الوعي الصحي والنفسي ويذهب الجهل

والخرافة لدى بعض الناس، وحين ذلك لن يجد المشعوذون والدجالون من يضحكون عليهم

ويخدعونهم من ضحاياهم الذين يتعرضون للابتزاز من قبلهم نتيجة جهلهم وتصديقهم لهم، بينما

في حالة نشر الوعي بالثقافة الصحية والنفسية لن يجد هؤلاء من يصدقهم ويلجأ إليهم وبالتالي

سوف تختفي الدجل والشعوذة من الوجود. أما الدكتورة موزة المالكي (أخصائية الإرشاد

النفسي) فتقول: قد تحدث للمرء أمور وللأسف يجهل أسبابها ولا يجد من يشرح له السبب

ويوضح له حقيقة الأمر، فيلجأ إلى أي شخص يشرح ويوضح له ما يجهله، وهكذا تظهر لنا

ظاهرة اللجوء إلى السحرة والمشعوذين فيظن بعض أفراد المجتمع أن من له علاقة واتصال

بالجن يمتلك المعلومات التي قد تفيده وتفسر له الأمور الغريبة التي لا يجد لها تفسيرا أو حلا،

وكذلك النساء عندما يقعن في حيرة من أمرهن فإنهن يلجأن إلى السحرة والمشعوذين.

وتضيف: تلجأ المرأة إلى السحرة والمشعوذين لأمر قد يكون في غاية البساطة والسهولة ولو

لجأت إلى صديقاتها أو والدتها أو أخواتها أو مكاتب الإرشاد النفسي لوجدت الإجابات التي تبحث

عنها لتنقشع عنها الأمور الغريبة التي تبحث لها عن أسباب، وقد تكون المشكلة بسيطة ولكن

المرأة تجد حرجا في الإفصاح عن هذه المشكلة لقريباتها ولذا أنصحها باللجوء إلى مراكز

الإرشاد النفسي حتى تتمكن من عرض مشكلتها دون حرج وبالتالي تحصل على الحل المناسب

لها. وتشير إلى أن كثيرا من الفتيات عندما يواجهن مشكلة ما ويكون حلها بسيطا جدا ولكن لا

يعلمن عنها شيئا لذا قد يلجأن إلى السحرة والمشعوذين، بينما يمكن حلها بطريقة علمية مبنية

على القواعد والقوانين العلمية ومن خلال المرشد النفسي الذي تدرب على العلاج ويمكنه

مساعدتهن على إيجاد الحل فالمرشد النفسي لا يأتي بالحل وإنما يساعد على إيجاد الحل

المناسب لظروف المشكلة. وتؤكد أن السحرة والمشعوذين والدجالين لا يهمهم مصلحة الناس

ولا مصلحة المجتمع بل همهم الوحيد هو ابتزاز الناس وسرقة أموالهم بالباطل ولا يستندون

الى القواعد العلمية الصحيحة للعلاج بل يستندون الى جهل الناس وسذاجتهم وعلى قوة تأثيرهم

والسيطرة عليهم من أجل خداعهم والنصب عليهم وأخذ أموالهم، دون أن يقدموا لهم الحل

العملي الصحيح، والأفضل لأفراد المجتمع هو الذهاب إلى المتخصصين من علماء النفس

للعلاج والبحث عن حلول لمشاكلهم التي يجهلون تفسيرها. وعن لجوء النساء للسحرة تقول:

بعض النساء يلجأن إلى السحرة والمشعوذين من أجل أن يحبها زوجها ويقربها منه ومن قلبه،

وهذا خطأ كبير وفيه خطر عليها والسحر الحقيقي هو أن تسحر المرأة زوجها بلطفها

وبمعاملتها الجميلة له فهناك طرق كثيرة لاستحواذها على قلب زوجها، منها أن تكون الأم

الحنونة والزوجة المخلصة واستخدام مبدأ الحوار الإيجابي في التعامل مع زوجها ولا تلجأ إلى

السحرة والمشعوذين ليعملوا لها سحرا للمحبة، فلابد أن ينقلب السحر على الساحر في يوم ما،

ويكفي أنه شرك بالله فلا يجب اللجوء إلى هؤلاء أبدا مهما كانت الأسباب. ولعلماء الشريعة

رأي في هذه الظاهرة حيث يقول الشيخ عبدالسلام بسيوني (الداعية الإسلامي المعروف):

المترددون على السحرة من طوائف متنوعة وفئات متعددة وشريحة كبيرة تضم من بينها

الأساتذة الجامعيين والفنانين والنجوم وشخصيات كبيرة، حيث ثبت إحصائيا أن كثيرا منهم

يلجأون إلى العرافين والمشعوذين، فحتى الرئيس الأمريكي الاسبق ريجان كانت لديه عرافة

تسمى(جوان كويجلي) مكثت معهم في البيت الأبيض لمدة 7 سنوات، وكانت زوجته نانسي

ريغان تستشيرها في كل الأمور من دخول وخروج الرئيس وسفره وتحركاته وكل التفاصيل

الخاصة بأمور حياتهم، فكانوا لا يعملون عملا دون استشارتها. فإذن حتى مشاهير السياسة لم

يسلموا من هذا الأمر فلجأوا إلى المشعوذين والدجالين لتسيير أمورهم. وعن الشرائح التي

تلجأ إلى السحرة يقول: الذين يلجأون إلى السحرة والمشعوذين لا يقتصرون على شريحة معينة

بل هناك شرائح متعددة من المجتمع تلجأ إلى السحرة والمشعوذين ولأسباب كثيرة منها

الضغوط النفسية فيبحثون عن حل سريع لهذه المشكلة، فكثيرا ما تظهر أعراض غريبة بسبب

هذه الضغوط فيبحثون عن علاج سريع لها مثل الاستعانة بالسحرة والمشعوذين، وأيضا نتيجة

الجهل بالدين وحكمه فيمن يلجأ إلى السحرة والمشعوذين، والعقلية الخرافية التي تجعلهم

يصدقون كلام السحرة والمشعوذين والدجالين وخاصة في الأمور الغيبية حيث يخدعهم

المشعوذون ويوهمونهم بأنهم يعرفون الغيب وما تؤول إليه أمورهم.وعن أشكال ومظاهر

الشعوذة يقول: هناك أشكال ومظاهر كثيرة للشعوذة منها أعمال السحر وعمل الحجاب وقراءة

الكف وقراءة (الكوتشينة) ومعرفة الغيب والتفاؤل والتشاؤم والقيام ببعض الطقوس لحماية

النفس والأولاد من السحر والعين، فتجد طبيبا أو أستاذا قد يضع في سيارته نموذجا للعين أو

الكف ليدفع به الحسد والعين. وعن رأي الدين فيمن يلجأ إلى السحرة والمشعوذين يقول:

الشريعة ترى أن اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والعرافين باب من أبواب الشرك بالله ومن

باب تحكيم البشر في القدر وفتح الباب أمام النصابين والدجالين ليتربحوا من الناس من خلال

الخرافة والدجل والشعوذة والجاهلية، متخذين من جهل الناس وتخلفهم وسيلة لابتزازهم

والنصب عليهم وأخذ أموالهم. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" من أتى عرافا أو كاهنا

فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" وفي حديث آخر "من أتى عرافا فسأله عن شيء

فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما" ونحن حين نقول لا إله إلا الله نعني أن هذا الكون هو

كون الله وأن هذا القدر قدر الله ولا يحصل في العالم إلا ما يريد الله وأنه لو اجتمع الجن والإنس

على أن ينفعوا الإنسان أو يضروه لم ينفعوه أو يضروه إلا بشيء قد قدره الله تعالىن فالمؤمن لا

يتطير ولا يتشاءم ولا يخشى شيئا في الكون كله معتقدا أنه لا يحصل إلا ما قدره الله له، وإلا

فإنه سيسقط في دائرة الخرافة والشرك والجهل والجاهلية. وأخيرا يقول: يجب على القنوات

الفضائية والوسائل الإعلامية أن لا تروج لهذه الخرافات فهناك بعض الصحف نجدها يوميا

تنشر حظك اليوم ولا تزال بعض القنوات تروج لقارئ الكف والورق وأدعياء معرفة الغيب

والنجوم وغيرها من هذه الخرافات والخزعبلات فإذا كان الإعلام يتورط في مثل هذه الخرافات

فما بال العامة الذين تأثروا بهذه الأمور، ولذا أرى أن تقوم حملات مدروسة ومكررة على

مستوى كل الجهات والمؤسسات والوزارات لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن هذا

الموضوع وتوجيههم نحو الصواب ومقاومة الدجل والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل من قبل

هؤلاء الدجالين النصابين. وفي ذات السياق يقول الشيخ موافي عزب (الداعية الإسلامي):

بالنسبة إلى الأسباب التي تدفع الناس عامة والنساء خاصة للجوء إلى الدجالين والمشعوذين

والعرافين والكهنة والسحرة هي رغبة الإنسان الفطرية في الكشف عن الغيب ومعرفة

المستقبل، ظنا من هؤلاء أن هناك من يملك قدرة على معرفة هذه الأمور بل من يملك قدرة

على تغيير هذا الواقع. فالإنسان بطبيعته يعشق معرفة الغيب والوقوف على حقائق المجهول.

إلا أن الإسلام تدخل في هذه المسألة فوضع لنا قواعد راسخة قوية تؤدي إلى حماية الإنسان

من التعلق بهذه الأمور أو الاعتقاد الفاسد الذي يترتب عليه اعتقاد الشخص أن هناك من يملك

القدرة على معرفة الغيب أو التأثير في المستقبل، ومن ذلك قوله تعالى:( قل لا يعلم من في

السماوات والأرض الغيب إلا الله) وقوله:( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي

الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا

فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) فهذه النصوص القرآنية تبدد تلك الأوهام وتقضي على هذه الأفكار المنحرفة

حيث أنها تثبت أن قضية الغيب لا يمكن لأحد أن يطلع عليها أو أن يعلم منها شيئا إلا بإرادة الله

تعالى. ويضيف: ومما لاشك فيه أن الساحر يملك طرقا غير شرعية في محاولة الوصول إلى

معرفة بعض الغيبيات وبالتالي فإنه لن يوفق في سبر أغوار الغيب أو معرفته كله أو بعضه،

لأنه لا يستعين بالله على تحقيق مراده وإنما يستعين عادة بالشياطين الذين هم أنفسهم لا

يعلمون من الغيب شيئا والدليل على ذلك ما قاله الحق تعالى:( فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا

يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). فالجني نفسه لا يعلم الغيب ورغم ذلك نجد أن هؤلاء

السحرة يقومون بمحاولات كثيرة ومتنوعة ومتعددة لإرضاء الجن وكسب رضاهم حتى يخبرهم

ببعض الحقائق الغيبية التي تتعلق بالشخص المتقدم إليه، وقد يصل بهم الحال إلى الكفر بالله

تعالى إرضاء لهؤلاء الشياطين فمنهم من يسجد للجن في صورة صنم يحتفظ به في غرفة

مظلمة في بيته ومنهم من يقف على المصحف بقدميه احتقارا له، ومنهم من يسب الله إرضاء

للجن، ومنهم من لا يغتسل من الجنابة فترة طويلة بناء على تعليمات الجن، ومنهم من يذبح

الذبائح باسم الجن لإرضائهم. وهذه التصرفات المحرمة ترتب عليها نص القرآن الكريم بالحكم

على الساحر بأنه كافر، حيث قال جل وعلا في سورة البقرة في آية طويلة تحدث فيها عن

السحر والسحرة : (.. وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ..) فهذه الآية تنص

على حرمة تعلم السحر وعلى كفر الساحر، وبالتالي لا يجوز لأي مسلم أو مسلمة الذهاب إلى

هؤلاء الكهنة والسحرة أو العرافين مهما كانت الأسباب والظروف لأن النبي صلى الله عليه

وسلم قال محذرا من ذلك: (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد). بناء

على ذلك نناشد جميع الاخوة والأخوات أن لا يذهبوا إلى أي شخص من هؤلاء الأشخاص مهما

قال الناس عنهم، لأن في الذهاب إليهم خطر عظيم على الدين والعقيدة، وهم في نفس الوقت لن

يقدموا شيئا نافعا ولن يحلوا المشكلة أبدا وحتى لو حدث بعض التحسن الظاهر فإن الحالة

تنتكس بعد فترة، وهذا ما نشاهده في الواقع من الحالات الكثيرة التي تعرض على المشايخ

المختصين بالرقية الشرعية من وزارة الأوقاف حيث ان معظم هذه الحالات لا تشفى ولا تتحسن

مما يضطرهم إلى العودة مرة أخرى إلى الرقية الشرعية والرقاة الشرعيين، فلا يجوز الذهاب

إلى السحرة لأنهم دجالون كذابون يستولون على أموال الناس ولا يقدمون لهم علاجا نافعا أو

حلا لمشكلاتهم، وإن حدث بعض التحسن فإنه يكون مؤقتا وليس دائما. وأخيرا يقول: ونحن في

دولة قطر والحمد لله قامت وزارة الأوقاف بإنشاء لجنة خاصة بالرقية الشرعية يتقدم لها

المشايخ الراغبون في ممارسة الرقية الشرعية، وبعد التأكد من صحة عقيدتهم وسلامة

منهجهم تمنحهم اللجنة التراخيص اللازمة وتتابعهم بصفة منتظمة حتى تضمن لهم استمرار

العمل وفق الضوابط الشرعية وعدم إدخال أي شيء من المحرمات والمحظورات على طريقة

العلاج. فعلى كل من يشعر بأنه في حاجة إلى حل مشكلة من مشكلاته أن يتوجه إلى هؤلاء

الرقاة الشرعيين وأرقام هواتفهم وعناوينهم موجودة على موقع وزارة الأوقاف الالكتروني،

فنناشد جميع المواطنين والمقيمين ضرورة الإبلاغ عن أي شخص يمارس الدجل والشعوذة

والسحر حتى نغلق هذا الباب في وجه هؤلاء الدجالين ونقي الناس من خطرهم وشرهم.

شيط ويط
11-02-2010, 07:43 AM
لا حول ولا قوة الا بالله

الله يعينهم واعتقد هالشي دليل ضعف ايمان الشخص

Navigator 85
12-02-2010, 01:11 AM
مشكوور اخوي على الرد

وصدقت بس الواحد شنو يقول

الله يهديهم