المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين



سهم الحق
22-02-2006, 11:05 AM
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
1347هـ - 1421هـ


اسمه ومولده:
محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - بالقصيم


نشأته العلمية:
تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا.
ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه ، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان -رحمه الله- في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة.
وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة.
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).
واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.


أعماله ونشاطه العلمي:
]* بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
* وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ .
* ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي -رحمه الله-.
* درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
* شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية.
* ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف.
* تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته -رحمه الله-
* كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
* كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
* كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته -رحمه الله-

أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً : تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً : انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً : إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
رابعاً : مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
كان -رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
لقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق ولـه اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى إذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات يلقي دروسه ومحاضراته وفتاواه بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.[/COLOR]
وقد تركزت جهوده ومجالات نشاطه العلمي - رحمه الله - فيما يلي:-
باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة واسعة. فقد كان يدرس في مسجده بعنيزه كل يوم.
ويدرس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
ويدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ويدرس باستخدام الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
ويلقي المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
ويهتم بالجانب الوعظي الذي خصه بنصيب وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
ويعتنى بتوجيه طلبة العلم وإرشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
ويلقي خطبه من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه -رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
ويعقد اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
ويحرر الفتاوى التى كتب الله قبولها عند الناس فاطمأنوا لها ولاختياراته الفقهية.
وينشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة دروسه ومحاضراته وبرامجه العلمية عبر البرنامج الإذاعي المشهور - نور على الدرب - وغيره من البرامج .
وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة ثم لا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة.
وقد أخذت مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلفه شيخنا رحمه الله تعالى على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك العلم الغزير متاحاً للجميع في مختلف الوسائل الممكنة باذن الله تعالى وعونه وتوفيقه.

وفاته رحمه الله تعالى:
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وأحس بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته وحده ورفعت البرقيات لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز و صاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة الإسلامية.
وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله
إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على محبته وقبوله وإنا لنرجو الله سبحانه وتعالى متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال النبي صلى لله عليه وسلم: إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض .
وخلّف -رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم، جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح. وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا الصالح في عبادتهم و نهجهم وحبهم لنشر العلم ونفعهم لاخوانهم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .

لمعرفة كتبه ودروسه المسجلة ( مكتبة صوتية - ومقرؤة - فتاوى )


http://www.ibnothaimeen.com/all/Shaikh.shtml

*عبدالله*
22-02-2006, 01:55 PM
الله يرحم الشيخ فكان حافظ لحدود الله سدمنيع للسنه وموته كان فاجعه للامة الاسلاميه
فقد ترك فجوه في الساحة الاسلاميه
وأشهدالله سبحانه أني أحب ثلاثه في الله
1-بن باز
2-الالباني
3-بن أعثيمين
فأن موتهم أحدث شرخاً في الامه الاسلاميه
وتركوالساحه لمن هب ودب

ROSE
22-02-2006, 04:17 PM
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجًا حيًا، فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه.


تميز بالحلم والصبر والجد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره، كان بعيدًا عن التكلف، وكان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وكان بوجهه البشوش اجتماعيًا يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم ترى السعادة تعلو محياه وهو يلقي دروسه ومحاضراته ـ رحمة الله تعالى عليه ـ.

كان رحمه الله عطوفًا مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين والإقناع.


كان حريصًا على تطبيق السنة في جميع أموره.





لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ـ قبل ستة أشهر من وفاته ـ نظم العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.



أصابه المرض فتلقى قضاء الله بنفس صابرة راضية محتسبة، وقدم للناس نموذجًا حيًا صالحًا يقتدى به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعلى أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.





جزيت خير جزاء على هذا الموضوع الرائع والسيرة الرائعة لعالم من اروع علماء المسلمين

كل الشكر والتقدير

lwfabs
22-02-2006, 04:42 PM
سهم الحق الله يجعله أن شاء الله في ميزان حسناتك

Breakaway
22-02-2006, 05:15 PM
رحمه الله هذا هو العلامة بحق.

مخاوي بورصه قطر
22-02-2006, 10:58 PM
مشكورين وما قصرتوا

khaleel
27-02-2006, 12:18 AM
رحمه الله رحمة واسعه وادخله فسيح جناته ...................وانقل لكم هنا يا اخوه هذه القصيدة كتبها الشيخ سعود الشريم في رثاء شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة وقد أسالت هذه القصيدة مدامعي حزنا على فراق الشيخ والمربي والوالد ابن عثيمين رحمه الله فما عساها تصنع بكم:


يـاعبلُ لا تلومي إنْ نـسـينا *** هواكِ حـين كنتِ تعذلـينا
ياعـبـلُ لا مـلامَ فـي جـفـاءٍ *** فـفينا مايروّعُ الجـنينا
ياعـبـل لا وصال في بــــلاء *** رزيـناً بالخطوب سادرينا
تـالله مـاطـاب لـنـا منامٌ *** يـحــقُّ للمنام أنْ يبينا
وزهّـــَد الصــفيَّ في تـــلاقٍ *** نــــوازلُ تبلِّغُ اليقينا
إنْ تـــسألي ياعبلُ مادهانا *** فلتسمعي البكاءَ والأنينا
ولــتـبصري العيونَ شاخـصاتٍ *** حــســيرةً مما به رُزينا
كــي تعلمي المصابَ في جموعٍ *** ولتعذري إن كنت تعذرينا
بــفــقـد شـيـخٍ عالم جليلٍ *** مـوســداً بقبره دفــينا
أتـاه مايجـــوب كــلَّ حــيٍّ***بالموت حين يقطعَ الوتينا
مــحــمــد الصالح يالقومي *** لقينافي المصاب مالقينا
لــو أنــنا نُقرُّ في فــداء *** فيُفتدى بالمالِ والبنينا
لـــــكنه الممات ليس يُجدي *** فـداؤنا المكفَّنَ القَطِينا

آل عــثيمين ألا فـــصــبراً *** عـــزاؤكم مصابُنا عِزينا
حــبر وبحــرٌ للجـمـيع رحبٌ *** نــراه إذ نراه مستبينا
فإن تسل في النحو ذاك طود *** والفقهُ صار ثوبَه المتينا
يــقـــول بالنصوص في ثباتٍ *** دلـيله أنبانا أو رُوِينا
يــــُدارسُ العلوم كلَّ حــينٍ *** ويقهرُ الباطلَ فينا حينا
لــم تـنثني قناتُه اصطباراً *** يقيمها الدهورَ والسنينا
يـــُجـلُّ بالعلم على افتخارٍ *** يُـحــبُّ بالألوفِ والمئينا

يقـوم إنْ جـــنَّ بــه ظــلامٌ *** لله يـقرأ قولَه المُبينا
كـــــــتابُنا سلتْ به قلوبٌ *** مـا آن للقلوبِ أن تلينا
لله يالقومي مــــــادهاكم *** ألا تـرون الخطب حلَّ فينا
ألا تــــــرون الأرض بعد هذا *** تـــناقصتْ بموتِ عالِمينا
ويـــــكلمُ القلوبَ أن تلاقي *** بموتهم في العلم جاهلينا
بجــهــلهم تـــساقط الأناسي *** واستسمنوا ذا ورمٍ ثخينا
فـــلم يع لهازمُ البرايا *** لم يستبينوا الغثّ والسمينا

أبـــرم لنا ياربنا شــيوخا *** أمــــثالَهُ يجدِّدون دينا
كي نستفيق في الورى وهـــذا *** دواؤنا مـن بعد ماعيينا

لـن أغــفــلنَّ يــاأُخيَّ حتما *** عن دعـوة للشيخ ماحيينا
إن قائماً أو قاعداً أو راقداً *** وادعوا له ياقومُ قانتينا
بـــمثله فلتخــتموا حــياةً *** لاتخــتموا بمثل مطربينا
شـتّان بيـن عـــازفٍ بـــعودٍ *** حــياتُه أهواكِ لنْ ألينا
وبيـــن مــن حـــياته جـهادٌ *** ويُبصر الطـريقَ إنْ عمينا

فــــارحم إله العالمين شيخاً *** ولتجزهِ في العدن علِّيينا
بفضـــــــلك العظيم ياإلهي *** زوِّجه في الجنةِ حوراً عينا
واخلف لنا في المسلمين خيراً *** بالله قولوا إخوتي آمينا
ثم الصــــــــلاة بعدها ختام *** على الذي نفديه والديِنا