سيف قطر
16-02-2010, 09:03 AM
إبراهيم عويس أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون وهارفرد : قطر حققت أعلى ثاني معدل نمو عالميا في 2009
الراية 16/02/2010
توقع د. إبراهيم عويس الخبير الاقتصادي العالمي وأستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون وهارفرد أن تحقق قطر أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم خلال 2010 بعد تحقيقها ثاني أعلى نمو بعد الصين في 2009 مشيرا إلى أن الاقتصاد القطري نما نموا سريعا واستخدمت الموارد الطبيعية استخداما جيدا لمصلحة الدولة والشعب والاجيال القادمة واتبعت الحكومة سياسة حكيمة جدا في عملية الانفاق وانتشال القطاعات القطرية سريعا من تداعيات الازمة.
واشاد استاذ الاقتصاد في حوار لـ الراية الاقتصادية باداء البنوك القطرية مشددا على انها خرجت تماما من التأثير السلبي من اثر انهيار السوق المالي العالمي .
وقال ان تنويع قطر لاستثماراتها الداخلية والخارجية خطوة سديدة لتوسيع نطاق السوق المحلي لان التنمية الاقتصادية تتطلب اتساع هذا السوق وحجم التعامل.
وشدد على اهمية العملة الموحدة الخليجية وفك الارتباط مع الدولار بحيث ترتبط بسلة عملات منها الذهب مستبعدا القدرة على انجازها خلال العام الحالي وطالب د. عويس بتعميمها على جميع الدول العربية فالدينار العربي كان موحدا للدول العربية من قبل.
كما توقع د. عويس ان تشهد اسعار النفط تذبذبا -ارتفاعا وانخفاضا- مرجحا ان يستمر معدل النمو بحيث يتخطى سعر البرميل 100 دولار نهاية 2010 .
وقال ان ما وعد به اوباما من انتعاش الاقتصاد الامريكي ما زال احلاما وردية لان الكونجرس الامريكي المخول بالموافقة على الانفاق مشيرا إلى عدم تخطي امريكا الفترة الحرجة للازمة المالية وما زالت نسبة البطالة حوالي 10 % وان العجز في الميزانية الامريكية الجديدة وصل إلى 1.6 تريليون دولار حوالي 10 % من الدخل القومي.
* نما الاقتصاد القطري نموا سريعا خلال الفترة الاخيرة ونوعت الدولة من حجم استثماراتها .. بوجهة نظركم هل الموارد الطبيعية وراء التطور المذهل للاقتصاد القطري؟
- الاقتصاد القطري نما نموا سريعا واستخدمت الموارد الطبيعية استخداما جيدا لمصلحة الدولة والشعب والاجيال القادمة واتبعت الحكومة سياسة حكيمة جدا في عملية الانفاق وانتشال القطاعات القطرية سريعا رغم التاثير البسيط الذي حاق بها من الازمة المالية العالمية وليس معنى وجود موارد طبيعية في حد ذاتها يدفع إلى نمو الاقتصاد فنيجيريا حصلت على مبالغ كبيرة جدا من تصدير النفط بينما نرى على ارض الواقع ان مستوى دخل الفرد النيجيري اسوأ مما كان عليه قبل اكتشاف النفط فالنفط في نيجيريا كان نقمة وليس نعمة على المواطنين اضافة إلى وجود فساد بالدولة اما قطر فتسير بخطى مدروسة وقيادة حكيمة وتستخدم الموارد استخداما جيدا للاجيال الحالية والقادمة حيث بدأ تنفيذ المشروعات الكبيرة والضخمة في الغاز الطبيعي بحيث ادى الانفاق في هذا المجال إلى زيادة الدخول.
اعتقد ان الاقتصاد القطري اقتصاد قوي جدا حاليا ومعدل النمو مذهل وهو ثاني معدل نمو في العالم بعد الصين.
دعم الشركات
* ماذا عن أداء قطاع البنوك القطرية حاليا..وماذا عن استثمارات قطر الخارجية ودعم الشركات المحلية؟
- اداء البنوك القطرية خرجت تماما من التأثير السلبي من اثر انهيار السوق المالي العالمي ولم يحدث لها ما حدث في الولايات المتحدة بالعكس نجد البنوك حققت ارباحا مذهلة في خضم الازمة نتيجة المعالجات السريعة والتدخل الفوري للدولة فقطاع البنوك يشهد نجاحا كثيرا وليس معنى ذلك ان البنوك تعطي القروض التي كانت تعطيها من قبل هناك دراسات واجراءات احترازية اكثر من ذي قبل بحيث تستطيع المؤسسة المقترضة ان تسدد مجمل الديون في الوقت المحدد ومما لا شك فيه ان توجهات قطر سديدة وناجحة وتدعم اقتصادها الوطني من خلال تنويع استثماراتها الداخلية والخارجية لتوسيع نطاق السوق المحلي لان التنمية الاقتصادية تتطلب اتساع هذا السوق وحجم التعامل مع الاقتصادات الاخرى مبشر بنتائج طيبة للاقتصاد القطري اما بخصوص المشروعات الصغيرة والمتوسطة فهي تحتاج لدفعة من الدولة وهو ما لمسناه من تصريحات معالي رئيس الوزراء في دعم الشركات المحلية ومن الملاحظ ايضا الان توجه الدولة لدعم مثل هذه المشاريع وان القرار بدعمها قرار حكيم حتى تستطيع ان تحقق نموا حقيقيا ومن المتوقع ان تحقق قطر اعلى نمو اقتصادي في العالم خاصة مع المشاريع الكبيرة للغاز الطبيعي اما التوجه نحو الاستثمار الزراعي والحيواني فهو تنويع بحيث اذا انقطعت بعض الموارد يؤثر ذلك على الاقتصاد القطري مع ضرورة دراسة درجة التنويع حتى لا يؤثر سلبيا على التنمية الاقتصادية.
* ما تاثير العملة الموحدة على اقتصادات دول المجلس .. وهل تفضل ان تكون مربوطة بالدولار ام بسلة عملات اخرى .. ومتى تتوقع صدورها؟
- انا اعتقد ان خطوة العملة الموحدة يتوقف اتخاذها على وجود ارادة سياسية فأوروبا بالرغم من الحروب التي مرت بها وتفاوت اللغات ودخول الافراد اضافة إلى الصراعات على مر التاريخ بيد انها استطاعت من اجل المصلحة العامة ان تحقق خطوة مهمة في الاندماج الاقتصادي رغم ان ظهور اليورو كان ضعيفا في البداية لكنه استمد قوته من قوة اقتصاديات أوروبا ونحن نرى ان الدراسات بدأت من اجل العملة الموحدة الخليجية لكن لم تتبلور إلى واقع حتى الان .. العملة الموحدة مهمة جدا واريد ان أعمم ذلك على جميع الدول العربية من حيث العملة الواحدة كما كان في التاريخ فالدينار العربي كان موحدا للدول العربية بالرغم من تفاوت النمو الاقتصادي بين البلاد العربية ومن الممكن وضع نظام اقتصادي مالي يحقق نتائج طيبة لاقتصادات الدول العربية في ظل وجود عملة موحدة.
فالعملة الخليجية تؤدي إلى توسيع قاعدة السوق وزيادة النمو الاقتصادي اما عن عملية ربط العملة الموحدة بالدولار فقد ناديت كثيرا بفك هذا الارتباط لان الدولار ينخفض كلما حدث عجز في ميزانية الحكومة الامريكية حيث وصل العجز في الميزانية الجديدة إلى 1.6 تريليون دولار حوالي 10 % من الدخل القومي الامريكي ومن الضروري ان ينعكس ذلك على الدولار وينخفض وقد قدمت هذا الاقتراح عام 1974 حينما ناديت ان يكون هناك ارتباط العملة بسلة من العملات ومنها الذهب ما يضع استقرارا اكثر للعملة الموحدة ولا اعتقد صدور العملة الموحدة خلال العام الحالي .
* ما توقعاتكم لاسعار النفط خلال العام الحالي؟
- اسعار النفط في زيادة وتشهد ارتفاعا وانخفاضا حيث يستمر معدل النمو في الاستمرار وربما يتخطى سعر البرميل 100 دولار نهاية 2010 وزيادة اسعار النفط تصب في صالح البلاد المنتجة والمستوردة لدخول شركاتها للعمل في مثل هذه المشاريع الضخمة فقد استفادت شركات الدول الصناعية الكبرى من الطفرة الكبيرة في اسعار النفط.
عنق الزجاجة
* اختلفت تأثيرات الازمة المالية على الاقتصادات العالمية بوجهة نظركم هل انقشع ظلامها وخرج العالم من عنق زجاجتها وتخطى فترتها الحرجة وما حجم تأثيرها على الاقتصادات العالمية والاقتصاد القطري خاصة؟
- تختلف درجات النمو الاقتصادي من بلد إلى آخر بالنسبة للولايات المتحدة كان نموا بالسالب 2008 أما 2009 فوصل النمو إلى 1 % لكن ليس معنى ذلك تخطي امريكا الفترة الحرجة وما زالت هناك مشاكل كبيرة في الولايات المتحدة اهمها زيادة البطالة حوالي 10 % وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي لانه حينما ترتفع البطالة تنخفض القوة الشرائية وبالتالي تبدأ المصانع في تخفيض انتاجها والعجلة الاقتصادية الان في امريكا بطيئة لان الشرخ الذي حدث في اقتصاد الولايات المتحدة اثناء رئاسة جورج بوش السابقة أكبر وأعمق من ان تحل بين ليلة وضحاها أما الرئيس اوباما فهو يحاول المستحيل ولكن لايمكن ان يستطيع ان يحول الامور من السلب إلى الايجاب الا بعد فترة لان انفاق الولايات المتحدة كله لايمثل اكثر من 20 % من الدخل القومي و80 % من هذا الدخل ينتجه القطاع الخاص وبالنسبة للولايات المتحدة ما زالت الازمة موجودة حتى الان اما أوروبا بدأت تتعافى من الازمة تدريجيا في المقابل بلاد الشرق الاوسط مرت الازمة اما من حيث تاثيرها على الاقتصاد القطري فكان بسيطا ولم تتاثر بها الا بعض القطاعات مثل قطاع العقار.
ولكن سرعة تجاوب الحكومة القطرية مع معطيات الازمة حيث جاءت خطواتها متواكبة مع الاحداث والتدخل في الوقت المناسب وضخ اموال وشراء محافظ ومساندة البنوك والقطاعات التي تاثرت كلها عوامل ساهمت ايجابا في تحجيم الازمة لانه حينما ينتشل الاقتصاد كليا لابد للاجزاء الاخرى ايضا أن تتاثر إيجابا.
وفي خضم الازمة حققت قطر ثاني اكبر معدل نمو اقتصادي في العالم العام الماضي بعد الصين ما يدلل على صدق قولنا واتوقع ان تحقق قطر نفس معدل التنمية هذا العام بل قد يزيد وان تقفز للمرتبة الاولى على حساب الصين رغم انه من المتوقع ايضا ان يزيد الدخل القومي الصيني في 2010 بنسبة 10.3 %.
واشير هنا إلى ان القطاع الخاص يحتاج إلى فترة لان الهدم يحدث سريعا بينما عملية البناء تاخذ فترة أطول أما على مستوى البلدان الاخرى فقد تأثرت الصين فكانت توقعات النمو تتراوح من 9 إلى 10 % وصلت إلى 6 % في 2008 وارتفعت خلال العام الماضي إلى 9.3 % وتختلف هنا الصين عن الولايات المتحدة لان الاخيرة اكثر انتاجها للاقتصاد المحلي لانها قارة كبيرة ونسبة التجارة الخارجية بالنسبة للدخل القومي بسيطة والصين تختلف حيث انها تنتج للعالم كله ومن هنا استطاعت الصين بانتاجها للتصدير المحافظة على معدل نمو متقارب رغم الانخفاض بسبب الازمة اما الولايات المتحدة هو سوق داخلي وحجم الدخل القومي من التصدير اقل من 8 % اما عن حجم النمو المتوقع فاقتصادات شرق اسيا من المتوقع ان تحقق نموا اقتصاديا مذهلا اما الولايات المتحدة نموها يكاد لا يذكر 1 % إلى 2 % اما دول أوروبا نستطيع ان نقول ستجد انفراجا في الازمة خلال العام الحالي ولا اعتقد ان الاقتصاد العالمي كمجمل سيحقق ما حققه قبل الازمة المالية العالمية قبل 2012 اضافة إلى وجود فجوة كبيرة في معدلات الدخول في بعض الدول العربية فالنمو في مصر بسيط مع ارتفاع معدلات الفقر والاهتمام بجميع شرائح المجتمع يؤدي إلى نتائج افضل اضافة إلى قوانين غير معقولة منها قانون الايجارات فقد تصلب في بعض المناطق بينما نرى ان الضريبة العقارية في مصر يجب دراستها جيدا.
انتعاشة اقتصادية
* نفهم من ذلك ان ما وعد به الرئيس أوباما الشعب الامريكي من حدوث انتعاشة اقتصادية ما زالت أحلاما وردية ولم تتحقق بعد؟
- ما وعد به أوباما ما زال أحلاما وردية لم تتحقق لان الولايات المتحدة تختلف عن البلاد الاخرى فهي بلد ديمقراطي لا يستطيع الرئيس ان يعمل كل شيء لوجود قيود كثيرة عليه القيد الاكبر الكونجرس الامريكي لانه المخول بالموافقة على الانفاق.
* الصراع الدائر بالمنطقة بين ايران والولايات المتحدة والتلويح بنشوب حرب من آن إلى آخر..هل الصراع القائم سياسي أم اقتصادي بالدرجة الاولى؟
- هناك بالطبع تخوف من نشوب الحرب لانه بالتأكيد سيؤثر على اقتصادات المنطقة كثيرا وتوجد مساع للوصول إلى حل سلمي .. الوضع غير مستقر وأنا لا أعتقد أن الامور تتصاعد إلى درجة نشوب حرب بالمنطقة وفي الوقت ذاته لا تريد الولايات المتحدة ان تسيطر إيران على المنطقة وأتوقع انفراج الازمة سلميا، الصراع بينهما سياسي بالدرجة الاولى والذي يدفع بالصراع إلى درجة الخطورة هي إسرائيل والمؤسسات الصهيونية في الولايات المتحدة.
الراية 16/02/2010
توقع د. إبراهيم عويس الخبير الاقتصادي العالمي وأستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون وهارفرد أن تحقق قطر أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم خلال 2010 بعد تحقيقها ثاني أعلى نمو بعد الصين في 2009 مشيرا إلى أن الاقتصاد القطري نما نموا سريعا واستخدمت الموارد الطبيعية استخداما جيدا لمصلحة الدولة والشعب والاجيال القادمة واتبعت الحكومة سياسة حكيمة جدا في عملية الانفاق وانتشال القطاعات القطرية سريعا من تداعيات الازمة.
واشاد استاذ الاقتصاد في حوار لـ الراية الاقتصادية باداء البنوك القطرية مشددا على انها خرجت تماما من التأثير السلبي من اثر انهيار السوق المالي العالمي .
وقال ان تنويع قطر لاستثماراتها الداخلية والخارجية خطوة سديدة لتوسيع نطاق السوق المحلي لان التنمية الاقتصادية تتطلب اتساع هذا السوق وحجم التعامل.
وشدد على اهمية العملة الموحدة الخليجية وفك الارتباط مع الدولار بحيث ترتبط بسلة عملات منها الذهب مستبعدا القدرة على انجازها خلال العام الحالي وطالب د. عويس بتعميمها على جميع الدول العربية فالدينار العربي كان موحدا للدول العربية من قبل.
كما توقع د. عويس ان تشهد اسعار النفط تذبذبا -ارتفاعا وانخفاضا- مرجحا ان يستمر معدل النمو بحيث يتخطى سعر البرميل 100 دولار نهاية 2010 .
وقال ان ما وعد به اوباما من انتعاش الاقتصاد الامريكي ما زال احلاما وردية لان الكونجرس الامريكي المخول بالموافقة على الانفاق مشيرا إلى عدم تخطي امريكا الفترة الحرجة للازمة المالية وما زالت نسبة البطالة حوالي 10 % وان العجز في الميزانية الامريكية الجديدة وصل إلى 1.6 تريليون دولار حوالي 10 % من الدخل القومي.
* نما الاقتصاد القطري نموا سريعا خلال الفترة الاخيرة ونوعت الدولة من حجم استثماراتها .. بوجهة نظركم هل الموارد الطبيعية وراء التطور المذهل للاقتصاد القطري؟
- الاقتصاد القطري نما نموا سريعا واستخدمت الموارد الطبيعية استخداما جيدا لمصلحة الدولة والشعب والاجيال القادمة واتبعت الحكومة سياسة حكيمة جدا في عملية الانفاق وانتشال القطاعات القطرية سريعا رغم التاثير البسيط الذي حاق بها من الازمة المالية العالمية وليس معنى وجود موارد طبيعية في حد ذاتها يدفع إلى نمو الاقتصاد فنيجيريا حصلت على مبالغ كبيرة جدا من تصدير النفط بينما نرى على ارض الواقع ان مستوى دخل الفرد النيجيري اسوأ مما كان عليه قبل اكتشاف النفط فالنفط في نيجيريا كان نقمة وليس نعمة على المواطنين اضافة إلى وجود فساد بالدولة اما قطر فتسير بخطى مدروسة وقيادة حكيمة وتستخدم الموارد استخداما جيدا للاجيال الحالية والقادمة حيث بدأ تنفيذ المشروعات الكبيرة والضخمة في الغاز الطبيعي بحيث ادى الانفاق في هذا المجال إلى زيادة الدخول.
اعتقد ان الاقتصاد القطري اقتصاد قوي جدا حاليا ومعدل النمو مذهل وهو ثاني معدل نمو في العالم بعد الصين.
دعم الشركات
* ماذا عن أداء قطاع البنوك القطرية حاليا..وماذا عن استثمارات قطر الخارجية ودعم الشركات المحلية؟
- اداء البنوك القطرية خرجت تماما من التأثير السلبي من اثر انهيار السوق المالي العالمي ولم يحدث لها ما حدث في الولايات المتحدة بالعكس نجد البنوك حققت ارباحا مذهلة في خضم الازمة نتيجة المعالجات السريعة والتدخل الفوري للدولة فقطاع البنوك يشهد نجاحا كثيرا وليس معنى ذلك ان البنوك تعطي القروض التي كانت تعطيها من قبل هناك دراسات واجراءات احترازية اكثر من ذي قبل بحيث تستطيع المؤسسة المقترضة ان تسدد مجمل الديون في الوقت المحدد ومما لا شك فيه ان توجهات قطر سديدة وناجحة وتدعم اقتصادها الوطني من خلال تنويع استثماراتها الداخلية والخارجية لتوسيع نطاق السوق المحلي لان التنمية الاقتصادية تتطلب اتساع هذا السوق وحجم التعامل مع الاقتصادات الاخرى مبشر بنتائج طيبة للاقتصاد القطري اما بخصوص المشروعات الصغيرة والمتوسطة فهي تحتاج لدفعة من الدولة وهو ما لمسناه من تصريحات معالي رئيس الوزراء في دعم الشركات المحلية ومن الملاحظ ايضا الان توجه الدولة لدعم مثل هذه المشاريع وان القرار بدعمها قرار حكيم حتى تستطيع ان تحقق نموا حقيقيا ومن المتوقع ان تحقق قطر اعلى نمو اقتصادي في العالم خاصة مع المشاريع الكبيرة للغاز الطبيعي اما التوجه نحو الاستثمار الزراعي والحيواني فهو تنويع بحيث اذا انقطعت بعض الموارد يؤثر ذلك على الاقتصاد القطري مع ضرورة دراسة درجة التنويع حتى لا يؤثر سلبيا على التنمية الاقتصادية.
* ما تاثير العملة الموحدة على اقتصادات دول المجلس .. وهل تفضل ان تكون مربوطة بالدولار ام بسلة عملات اخرى .. ومتى تتوقع صدورها؟
- انا اعتقد ان خطوة العملة الموحدة يتوقف اتخاذها على وجود ارادة سياسية فأوروبا بالرغم من الحروب التي مرت بها وتفاوت اللغات ودخول الافراد اضافة إلى الصراعات على مر التاريخ بيد انها استطاعت من اجل المصلحة العامة ان تحقق خطوة مهمة في الاندماج الاقتصادي رغم ان ظهور اليورو كان ضعيفا في البداية لكنه استمد قوته من قوة اقتصاديات أوروبا ونحن نرى ان الدراسات بدأت من اجل العملة الموحدة الخليجية لكن لم تتبلور إلى واقع حتى الان .. العملة الموحدة مهمة جدا واريد ان أعمم ذلك على جميع الدول العربية من حيث العملة الواحدة كما كان في التاريخ فالدينار العربي كان موحدا للدول العربية بالرغم من تفاوت النمو الاقتصادي بين البلاد العربية ومن الممكن وضع نظام اقتصادي مالي يحقق نتائج طيبة لاقتصادات الدول العربية في ظل وجود عملة موحدة.
فالعملة الخليجية تؤدي إلى توسيع قاعدة السوق وزيادة النمو الاقتصادي اما عن عملية ربط العملة الموحدة بالدولار فقد ناديت كثيرا بفك هذا الارتباط لان الدولار ينخفض كلما حدث عجز في ميزانية الحكومة الامريكية حيث وصل العجز في الميزانية الجديدة إلى 1.6 تريليون دولار حوالي 10 % من الدخل القومي الامريكي ومن الضروري ان ينعكس ذلك على الدولار وينخفض وقد قدمت هذا الاقتراح عام 1974 حينما ناديت ان يكون هناك ارتباط العملة بسلة من العملات ومنها الذهب ما يضع استقرارا اكثر للعملة الموحدة ولا اعتقد صدور العملة الموحدة خلال العام الحالي .
* ما توقعاتكم لاسعار النفط خلال العام الحالي؟
- اسعار النفط في زيادة وتشهد ارتفاعا وانخفاضا حيث يستمر معدل النمو في الاستمرار وربما يتخطى سعر البرميل 100 دولار نهاية 2010 وزيادة اسعار النفط تصب في صالح البلاد المنتجة والمستوردة لدخول شركاتها للعمل في مثل هذه المشاريع الضخمة فقد استفادت شركات الدول الصناعية الكبرى من الطفرة الكبيرة في اسعار النفط.
عنق الزجاجة
* اختلفت تأثيرات الازمة المالية على الاقتصادات العالمية بوجهة نظركم هل انقشع ظلامها وخرج العالم من عنق زجاجتها وتخطى فترتها الحرجة وما حجم تأثيرها على الاقتصادات العالمية والاقتصاد القطري خاصة؟
- تختلف درجات النمو الاقتصادي من بلد إلى آخر بالنسبة للولايات المتحدة كان نموا بالسالب 2008 أما 2009 فوصل النمو إلى 1 % لكن ليس معنى ذلك تخطي امريكا الفترة الحرجة وما زالت هناك مشاكل كبيرة في الولايات المتحدة اهمها زيادة البطالة حوالي 10 % وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي لانه حينما ترتفع البطالة تنخفض القوة الشرائية وبالتالي تبدأ المصانع في تخفيض انتاجها والعجلة الاقتصادية الان في امريكا بطيئة لان الشرخ الذي حدث في اقتصاد الولايات المتحدة اثناء رئاسة جورج بوش السابقة أكبر وأعمق من ان تحل بين ليلة وضحاها أما الرئيس اوباما فهو يحاول المستحيل ولكن لايمكن ان يستطيع ان يحول الامور من السلب إلى الايجاب الا بعد فترة لان انفاق الولايات المتحدة كله لايمثل اكثر من 20 % من الدخل القومي و80 % من هذا الدخل ينتجه القطاع الخاص وبالنسبة للولايات المتحدة ما زالت الازمة موجودة حتى الان اما أوروبا بدأت تتعافى من الازمة تدريجيا في المقابل بلاد الشرق الاوسط مرت الازمة اما من حيث تاثيرها على الاقتصاد القطري فكان بسيطا ولم تتاثر بها الا بعض القطاعات مثل قطاع العقار.
ولكن سرعة تجاوب الحكومة القطرية مع معطيات الازمة حيث جاءت خطواتها متواكبة مع الاحداث والتدخل في الوقت المناسب وضخ اموال وشراء محافظ ومساندة البنوك والقطاعات التي تاثرت كلها عوامل ساهمت ايجابا في تحجيم الازمة لانه حينما ينتشل الاقتصاد كليا لابد للاجزاء الاخرى ايضا أن تتاثر إيجابا.
وفي خضم الازمة حققت قطر ثاني اكبر معدل نمو اقتصادي في العالم العام الماضي بعد الصين ما يدلل على صدق قولنا واتوقع ان تحقق قطر نفس معدل التنمية هذا العام بل قد يزيد وان تقفز للمرتبة الاولى على حساب الصين رغم انه من المتوقع ايضا ان يزيد الدخل القومي الصيني في 2010 بنسبة 10.3 %.
واشير هنا إلى ان القطاع الخاص يحتاج إلى فترة لان الهدم يحدث سريعا بينما عملية البناء تاخذ فترة أطول أما على مستوى البلدان الاخرى فقد تأثرت الصين فكانت توقعات النمو تتراوح من 9 إلى 10 % وصلت إلى 6 % في 2008 وارتفعت خلال العام الماضي إلى 9.3 % وتختلف هنا الصين عن الولايات المتحدة لان الاخيرة اكثر انتاجها للاقتصاد المحلي لانها قارة كبيرة ونسبة التجارة الخارجية بالنسبة للدخل القومي بسيطة والصين تختلف حيث انها تنتج للعالم كله ومن هنا استطاعت الصين بانتاجها للتصدير المحافظة على معدل نمو متقارب رغم الانخفاض بسبب الازمة اما الولايات المتحدة هو سوق داخلي وحجم الدخل القومي من التصدير اقل من 8 % اما عن حجم النمو المتوقع فاقتصادات شرق اسيا من المتوقع ان تحقق نموا اقتصاديا مذهلا اما الولايات المتحدة نموها يكاد لا يذكر 1 % إلى 2 % اما دول أوروبا نستطيع ان نقول ستجد انفراجا في الازمة خلال العام الحالي ولا اعتقد ان الاقتصاد العالمي كمجمل سيحقق ما حققه قبل الازمة المالية العالمية قبل 2012 اضافة إلى وجود فجوة كبيرة في معدلات الدخول في بعض الدول العربية فالنمو في مصر بسيط مع ارتفاع معدلات الفقر والاهتمام بجميع شرائح المجتمع يؤدي إلى نتائج افضل اضافة إلى قوانين غير معقولة منها قانون الايجارات فقد تصلب في بعض المناطق بينما نرى ان الضريبة العقارية في مصر يجب دراستها جيدا.
انتعاشة اقتصادية
* نفهم من ذلك ان ما وعد به الرئيس أوباما الشعب الامريكي من حدوث انتعاشة اقتصادية ما زالت أحلاما وردية ولم تتحقق بعد؟
- ما وعد به أوباما ما زال أحلاما وردية لم تتحقق لان الولايات المتحدة تختلف عن البلاد الاخرى فهي بلد ديمقراطي لا يستطيع الرئيس ان يعمل كل شيء لوجود قيود كثيرة عليه القيد الاكبر الكونجرس الامريكي لانه المخول بالموافقة على الانفاق.
* الصراع الدائر بالمنطقة بين ايران والولايات المتحدة والتلويح بنشوب حرب من آن إلى آخر..هل الصراع القائم سياسي أم اقتصادي بالدرجة الاولى؟
- هناك بالطبع تخوف من نشوب الحرب لانه بالتأكيد سيؤثر على اقتصادات المنطقة كثيرا وتوجد مساع للوصول إلى حل سلمي .. الوضع غير مستقر وأنا لا أعتقد أن الامور تتصاعد إلى درجة نشوب حرب بالمنطقة وفي الوقت ذاته لا تريد الولايات المتحدة ان تسيطر إيران على المنطقة وأتوقع انفراج الازمة سلميا، الصراع بينهما سياسي بالدرجة الاولى والذي يدفع بالصراع إلى درجة الخطورة هي إسرائيل والمؤسسات الصهيونية في الولايات المتحدة.