المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومن الناس من يعبد الله على حرف



امـ حمد
16-02-2010, 04:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف)
كثيرا ما نجد أناسا يقبلون على العبادة من صلاة وصوم لأمور يطلبونها في دنياهم، أي لأغراض بعينها، فإذا ما وصلوا الى غايتهم ومبتغاهم، انحرفوا وهجروا ما كانوا يواظبون عليه من عبادة،
قال الشاعر
صلى وصام لأمر كان يقصده
فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
والقرآن الكريم يعبر عن ذلك أصدق تعبير. قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين)
وليس الأمر قاصرا على الغايات والأهداف المنشودة، وإنما يتعداها ايضا الى ما يحل بالمرء من ضراء تصيبه أو أزمات من اي لون تكتنف حياته فإنه يسخط ويتبرم مما يصيبه فيكون بذلك لم يخسر الدنيا فحسب بما أصابه فيها، ولكنه ايضا خسر آخرته بامتعاضه وسخطه على ما فقده وأصابه 0وذلك هو الخسران المبين0 كما عبر القرآن الكريم، فإذا اصابته مصيبة في مال أو نفس أو ثمرات وصبر واحتسب، فقد احتفظ بآخرته فلم يخسرها، أما إذا أنهار مع المصيبة فقد اصبحت خسارته فادحة، بل هي أفدح مما يتصوره لأن خسارة الدنيا لا تساوي شيئا بجانب خسارة الآخرة.
هذا هو شأن القلقين، المتقلبين، غير الثابتين في ايمانهم بالله وفي عبادتهم له، ولذلك نجد في الأدعية المأثورة قولنا-اللهم يا مثبت القلوب، ثبت قلوبنا على الايمان بك وعلى طاعتك، ولا تفتنا في ديننا فننقلب على وجوهنا خاسرين-كأن الخير والخصب ناحية، والضر والشر والمكروه ناحية أخرى، فهما حرفان، وعلى العبد ان يعبد على حالتي السراء والضراء (مايسره وما يضره) فمن عبد الله على السراء وحدها دون أن يعبده على ضراء تصيبه أو يبتلى بها، فقد عبده على حرف وهذا الاضطراب والقلق في العبادة غير المستقرة، التي تكون على حرف، يحدث في كل زمان وفي كل مكان، فالآية الكريمة تعبر عن هذا الذي يحدث تعبيرا شاملاّ وعمومياّ وليس لخصوص سبب بعينه نزلت به، فالانحرافات قائمة من هؤلاء الذين يعبدون الله على حرف فينقلبون على وجوههم خاسرين الدنيا والآخرة، والعياذ بالله


قوله تعالى (يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه، ذلك هو الضلال البعيد)


اللهم إنا نسألك رحمة نهدي بها قلوبنا

(بوعوف)
16-02-2010, 08:31 PM
جزاك الله خير

مبارك سعد
16-02-2010, 09:55 PM
جزاج الله خير

شجرة الدر
16-02-2010, 10:15 PM
جزاج الله خير ،،

نفسي عزيزه
16-02-2010, 10:55 PM
جزاج الله خير

وهم قطر
16-02-2010, 11:31 PM
بارك لله فيج وجعله في ميزان حسناتج

صحيح وفي ناس لله يهديهم اذا ضاقت بهم الدنيا رجعو لصواب وهو الالتزام بالصلاه لفتره من يحس بأموره زانت خفت صلاته والبعض على كيفه يحدد متى بيلتزم يا بعد مايخلص من المدرسه ولا بعد مايعرس ... الخ
تقول كانه يعرف متى بيموت نسأل لله الهدايه لي ولكم ومشكوره على التذكير مره اخرى

الخفي
17-02-2010, 02:26 AM
(( جزاك الله خير ))

امـ حمد
17-02-2010, 06:03 AM
بارك الله فيكم

فيصل الشمري
18-02-2010, 07:39 AM
أحسن الله اليك يا أخيه
وبارك الله فيك
نسأل الله الثبات على دينه وأن يرزقنا اليقين وحسن الظن به سبحانه وتعالى

هؤلاء قوم قد خسروا الدنيا والآخر ولا حول ولا قوة الا بالله
والسبب كما قال الله (ومن الناس من يعبد الله على حرف) قال ابن كثير (على حرف) على شك.
فان رأى من الدين خيراً سلم بلسانه وان رأى ما يكره انقلب فلا هو الذي ربح الدنيا ولا هو الذي ربح الآخره ولا حول ولا قوة الا بالله
أستأذنك بنقل هذه الأخبار عن هذه الآيه أخذتها من تفسير ابن كثير.
قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن الحارث، حدثنا يحيى بن أبي بُكَيْر ، حدثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ } قال: كان الرجل يَقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونُتِجَت خيلُه، قال: هذا دين صالح. وإن لم تلد امرأته، ولم تُنتَج خيله قال: هذا دين سوء .

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القُمِّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيُسْلِمون، فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام غَيث وعام خصب وعام ولاد حسن، قالوا: "إن ديننا هذا لصالح، فتمَسَّكُوا به" . وإن وجدوا عام جُدوبة وعام ولاد سَوء وعام قحط، قالوا: "ما في ديننا هذا خير" . فأنزل الله على نبيه: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } .