المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكويت ليست قادرة حاليا على اللحاق بقطار دبي الاقتصادي السريع.. وبورصتها حققت أداء



Love143
23-02-2006, 01:38 AM
وليد الجفالي لـ الوطن: الكويت ليست قادرة حاليا على اللحاق بقطار دبي الاقتصادي السريع.. وبورصتها حققت أداء استثنائيا في 2005


اجرى الحوار في دبي سعيد حبيب:

لا يبعد الطريق من فندق »رقم واحد« بشارع الشيخ زايد في دبي عن برج العرب احد افضل الفنادق العالمية اكثر من نصف ساعة، استهلكتها في اعادة ترتيب اوراق ذاكرتي حول نشاط الشيخ وليد الجفالي ابرز رجال الاعمال السعوديين والذي يجمع بين مناصب عدة، ابرزها توليه مسؤولية رئاسة مجلس ادارة شركة الاسمنت السعودية، وعضويته في المجلس الاستشاري للصيرفة الخاصة في بنك باركليز الى جانب منصبه كنائب رئيس وشريك اداري لشركة الجفال واخوانه احدى اكبر الشركات العائلية في الخليج والتي تستحوذ ايضا على توكيل سيارات مرسيدس في السعودية.
داهمتني الرغبة في اصطياط الجفالي بعيدا عن اجواء برنامج المستثمر الذي تبثه محطة MBC الفضائية وهو برنامج ينتمي الى تلفزيون الواقع ومدته ساعة تتبارى خلاله 13 عائلة يتكون كل منها من فردين تقدما بمشروع عمل استثماري وتكلف العائلات المشاركة بتنفيذ مهام مرتبطة بعالم الاعمال تحت اشراف المستثمر الشيخ وليد الجفالي، يتم اقصاء فريق واحد في نهاية كل حلقة وتفوز الاسرة الرابحة بمبلغ نصف مليون دولار لاستثماره في مشروع عائلي.
لم اكن اريد تركيز اسئلتي على هذا الموضوع تحديدا رغم تناسل علامات الاستفهام في رأسي عن كيفية جمع الشيخ وليد بين »نجوميته« في تلفزيون الواقع ومناصبه ومهامه التي تلح عليه ليل نهار.
ورغم ان الجفالي قابلني بابتسامة تضامنية في برج العرب الساحر وحيادية ودبلوماسية كبيرة الا انني حاولت اختراق حياديته بنصال اسئلتي.
في حواره مع »الوطن« يتحدث الجفالي عن مستقبل الشركات العائلية بعد الاتجاه نحو الاقتصاد الحر، ويعبر عن رأيه في حمى الاسهم التي تجتاج منطقة الخليج ويقدم نصائح لصغار المستثمرين، وعن سيدات الاعمال في السعودية وعن فكرة التقاعد... وفيما يلي التفاصيل:


برنامج المستثمر


ربما اجد نفسي مضطرا للتساؤل عن اختراقك عالم الميديا والتلفزيون من خلال برامج المستثمر الذي يعرض حاليا على شاشة تلفزيون الشرق الاوسط MBC هل هو رغبة في النجومية والشهرة ام اتجاه للممارسة نشاط مختلف لكسر روتين ضغوط العمل المتسارعة؟
ـ بالعكس يمكنني التأكيد دون تفكير انني لا ابحث عن الشهرة من خلال البرنامج وانما اسعى لنقل تجربتي الطويلة التي تمتد الى نحو 30 عاما في مختلف مجالات الاستثمار للاسر المشاركة في البرنامج حتى يستفيدوا منها وسأكون في نفس الوقت المقيم لادائهم والموجه لهم. حيث تتنافس الاسر المشكلة من 13 عائلة عربية على تنفيذ مشاريعهم وادارتها حسب الاستراتيجية التي يعتبرونها مناسبة لتفوز عائلة واحدة في النهاية بمبلغ نصف مليون دولار هي جائزة البرنامج التي اقدمها بنفسي وسنستغني عن الاسرة التي سيكون اداؤها ضعيفا مقارنة بالباقي حتى تصل اسرة واحدة فقط الى الفوز بالنصف مليون دولار علما بان العديد من الاسر قدمت طلبها لكننا لم نختر الا 13 اسرة بعد مناقشة مشاريعهم ثم انني ادرك جيدا ان النجومية تملأ بأشخاص ما يلبثون ان يخسروا ويحل محلهم اشخاص اخرون فيما تظل النجومية كمفهوم باقية كما انني امتلك نشاطات عدة تجعلني ازهد في نجومية التلفزيون، بالاضافة الى انني »نجم« في مجالي اعني عالم الاستثمار والمال والاعمال.

فورة الاسهم


تؤكد ان سبب ظهورك في البرنامج رغبتك في استغلال الشباب الخليجي والعربي لاموالهم على ارض الواقع بتنفيذ مشاريع واقعية تخدمهم ماديا وتضفي اليهم خبرات الاحتكاك وفن الادارة هل يعني ذلك انك تريد ابعادهم عن حمى الاسهم التي اجتاحت المنطقة العربية ومنطقة الخليج خصوصا؟
ـ هذه احد اهم الاسباب فقد لاحظت في الفترة الاخيرة اتجاه رؤوس الاموال العربية الى الاستثمار في اسواق الاسهم وخصوصا في منطقة الخليج، حتى تحول الامر الى هاجس يصلح للتندر والدعابة وعندما افكر في ان بعض الموظفين تركوا وظائفهم ليتفرغوا للمضاربة على الاسهم والاندفاع باتجاه البورصة أتجاوز دهشتي للتفكير في مستقبل حمى الاسهم التي ظهرت كواقع قد يتحول الى كابوس بعد عودة رؤوس الاموال العربية المهاجرة بعد احداث 11 سبتمبر، واقتصاديا يمكن القول ان طفرة البورصات الخليجية تحتمل معها مخاطر عدة من المرجح ان تؤثر على صغار المستثمرين في حال تصاعد وتيرة الاتجاه الى الاسهم دون ضبط الحركة خاصة بعد تجاوز قيمة تداولات اسواق دول مجلس التعاون الخليجي الست لحاجز التريليون دولار ولاشك ان هذه القيمة الكبيرة تحتاج الى آلية اقتصادية هيكلية قادرة على استيعاب تضاعف قيمة الاسواق.
كما ان هناك ظاهرة واضحة وهي ادراج شركات غير مستعدة واعمالها غير ثابتة ولا تمتلك استراتيجية واضحة وهذه الشركات تتجاهل اغراضها الاساسية لتتفرغ الى المضاربة.. المضاربة فقط من دون نشاط حقيقي وهذا بدوره قد يؤدي الى تضخم سعري للاسهم التي تنتفخ من دون تأسيس حقيقي مما يعرض صغار المستثمرين لخسائر فادحة.

هل يعني ذلك انك تتوقع حدوث انتكاسة لفوران البورصات الخليجية حاليا؟
ـ لست متخصصا في البورصة ودعنا من التوقعات هناك قواعد اقتصادية وهذه القواعد تؤكد ان النشاط المحموم لاسواق الاسهم وارتفاع معدلات التداول بصورة كبيرة جدا من الممكن ان يؤدي لانتكاسة حقيقية وهناك علامات يمكن من خلالها معرفة ذلك ابرزها ارتفاع معدلات تمويل البنوك للافراد لشراء اسهم.


صغار المستثمرين


ولكن من الممكن توجيه نصائح لصغار المستثمرين لاتخاذ تدابير وقائية واجراءات احترازية ضد الانتكاسة؟
ـ ما الذي يمكنني قوله، هل اكرر ما يقوله الجميع بأن المستثمر الصغير يجب ان يقرأ البيانات المالية جيداً وألا يندفع باتجاه سياسة القطيع والا يجعل الكبار يتحكمون في حركة تداولاته، هذا كلام مكرر ومعاد ولا احب ان ابدو ممللاً.
هناك حقائق اقتصادية تؤكد ان الاسواق المالية والدول العربية والخليجية لا تستطيع العمل كما كينة لا تهدأ ولا تستطيع الصعود للأبد لأسباب تتعلق بالبنية التحتية للاقتصادات العربية ثم ان اسواق المال تعكس قوة ومتانة الاقتصاد لكنها ليست الرافد الوحيد والاساس للاقتصاد وليست هي الاداة الوحيدة التي يجب ان يتوجه المستثمرون اليها، وذلك لأسباب بنيوية تتعلق بطبيعة الأموال السائلة وحركتها المتذبذبة وشديدة الحساسية للأحداث الاقتصادية والسياسية حتى النفسيات تتحكم بها غير ان الرغبة في الربح السريع تدفع المواطنين الى الانقياد وراء البورصات غير ان السؤال يبدو حتمياً هل هذه الطفرة التي تشهدها الاسهم الخليجية مثلاً ستستمر والى متى وما تأثيرها بعمليات التنمية الاقتصادية الخليجية؟.
هذا هو السؤال الحقيقي ولذلك قررت دعم المشاريع التشغيلية الحقيقية وهي المشاريع الصغيرة.

المشاريع الصغيرة


هل تعتقد ان المشاريع الصغيرة تفتقر الى الادوات التمويلية اللازمة؟
ـ بالطبع هذا بديهي فهناك نقص واضح في مجال البيئة الداعمة والمناخ الملائم لتأسيس هذه المشروعات، التي تعاني من غياب او تغييب في مجال العمل الخدمي والاداري وتوفير المرجعية المعلوماتية والفنية واعداد دراسات الجدوى وتوفير الارشاد المهني لأصحاب هذه المشاريع والموارد البشرية التي تستجيب كفاءة لهذه المشاريع.
وهذا الغياب او التغييب لا فارق، يوكد غياب سياسات واضحة لبرامج الاقراض وتمويل هذه المشاريع رغم اهميتها التي تشكل ركناً مهماً في تنمية الاقتصاد المجتمعي ومعالجة ظاهرة البطالة.
ولذا يمكن القول ان المشاريع الصغرى والمتوسطة يمكنها تحقيق التنوع المستقبلي بعيداً عن الاعتماد الكلي على النفط في دول الخليج مثلاً واعتقد بان العالم العربي يحتاج الى ربط سياسات تأسيس ودعم المشاريع الصغرى والمتوسطة بسياسات التشغيل والتدريب مع توسيع قاعدة الملكية الى جانب اهمية تبسيط الاجراءات المعقدة ونشر الوعي الذاتي بأهمية هذه المشاريع ودورها في تحقيق التنمية واعتقد بان سبل دعم المشاريع الصغيرة يتطلب ايضاً اعادة النظر في سياسات التدريب والتعليم وتطويرها وفقاً للاحتياجات الفعلية لسوق العمل فضلاً عن ايجاد استراتيجية لصياغة وتحديد القطاعات المعنية بالمشاريع الصغرى والمتوسطة ولذلك قررت منذ فترة ليست بالطويلة انشاء مركز للمنشآت الصغيرة بالسعودية.
في إطار رغبتي في المساهمة بدعم هذه المشاريع التي تمثل رهاناً تنموياً حاضراً، وبقوة، لا يمكن الاستهانة به.

انفتاح سعودي

ما رأيك بفوز لما سليمان ونشوى طاهر في انتخابات عضوية مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة؟
ـ حدث عظيم يؤسس لتكريس ثقافة متسامحة ومنفتحة، وقد قلت في اكثر من موضع ان هناك اهمية بالغة لتفعيل دور المرأة السعودية في المجال الاقتصادي تحديدا وباقي المجالات خاصة ان التركيبة السكانية والديموغرافية السعودية تؤكد انهن يشكلن %50 من السكان وكان واضحا ان الرجال هم الذين انتخبوا لما السليمان ونشوى طاهر وبلغ عدد اعضاء الغرفة نحو 3880 عضوا ادلوا بأصواتهم ولا يخفى على احد النشاط الكبير الذي تقوم به سيدات الاعمال في السعودية.
علما بأن ثروات سيدات الاعمال الخليجيات تبلغ نحو 800 مليار دولار تتمثل في شكل حلى ومجوهرات ومقتنيات ثمينة ويقدر نموها السنوي بمعدل %8 مع تزايد التوقعات بأن يقفز هذا المعدل الى %18 سنويا بمجرد توظيف هذه الثروات في اسواق المال والاستثمار.

مستقبل الشركات العائلية


ما تصورك لمستقبل الشركات العائلية بعد هبوب رياح العولمة والاتجاه المتزايد نحو تحويلها الى شركات مساهمة؟ خاصة انك تتقلد منصب نائب الرئيس والشريك الاداري لشركة الجفالي واخوانه إحدى اكبر الشركات العائلية في الخليج؟
ـ الشركات العائلية باتت مطالبة بأدوار اكبر على الرغم من تميزها بعدة عوامل ابرزها قدرتها الكبرى على التصرف الاداري والمالي وسرعة اتخاذ القرار والتحرر من الشكليات والاجراءات التي تحددها اللوائح الى جانب اقتصار العائدات والارباح على افراد العائلة مما يقوي من مركزهم المالي ووجود الحافز الخاص من اجل البقاء واستمرار العائلة كما تتميز الشركات العائلية ايضا بمعدلات تقييم وربح ومبيعات وبنمو اصول مرتفعة علما بأن حجم استثمار الشركات العائلية داخل السعودية يقدر بنوح 250 مليار ريال، كما ان هناك 45 شركة عائلية أو اكثر ضمن اكبر 100 شركة في المملكة وانا لست معارضا لتوجه الشركات العائلية نحو التحول الى شركات مساهمة خاصة ان نظام الشركات المساهمة لديه مميزات عدة ايضا ابرزها الشفافية وعدم قدرة اي شريك على الانفراد بالسلطة واكتساب خبرات جديدة على مستوى القيادة بمشاركة الشركاء الجدد الى جانب ضخ اموال كافية نتيجه الاكتتاب لكنها ايضا تواجه تحديات تتمثل في نتيجة نشر الميزانيات بصفة دورية كل 3 شهور واضطرار الشركات لتوزيع ارباح دورية للمساهمين مما قد يفقدها سيولة قد تكون بحاجة اليها.

بورصة الكويت


ما رأيك في تداولات سوق الكويت للاوراق المالية والذي حقق اداء استثنائيا في 2005؟ وهل تعتقد بان الكويت قادرة على منافسة دبي مثلا كوجهة استثمارية؟
ـ البورصة الكويتية حققت اداء استثنائيا في 2005 وتتمتع بسيولة جيدة ولم تتضخم اسهمها بعد لكن اعتقد بان مستويات صعودها لن تكون بنفس زخم 2005 الذي كان استثنائيا ستحدث غربلة.
واذا اردنا الصراحة فالكويت بوضعها الحالي ما زالت تحتاج الى المزيد من التطورات للحاق بقطار دبي السريع على الاقل في الوقت الحالي، اما اذا اردنا تحديد وجهتين للمنافسة فلتكونا البحرين ودبي.



أفكر في ... الراحة

أثناء حديث الشيخ وليد الجفالي مع الوطن قال إنه بدأ يشعر بالتعب والارهاق خاصة انه كان يعمل 18 ساعة يوميا لمدة تزيد على 30 عاما، ذاق خلالها عقبات ومحنا وصعوبات.
وعندما أرسل إليّ ابتسامة تضامنية مشفوعة بنظرة حادة ايقنت انه سيقول شيئا مهما.. لم ينتظر كثيرا ليبدد حيرتي قائلا اعتقد انه آن الاوان للراحة والابتعاد عن العمل..ليس تقاعداً.. انما راحة اتخلص من خلالها من صعوبات رافقتني 30 عاما.