امـ حمد
22-02-2010, 04:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شهود الدنيا، في قضية ما قد يكذبون وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفاً من مهدد، أو طمعاً في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة، وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، أو عائق معوق؛ لكن شهود يوم القيامة، صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تماماً عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوى، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يرفع راية (أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)
الشاهد الأول -من شهود يوم القيامة الأرض، نعم الأرض، يقول الله تعالى- (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -(أتدرون ما أخبارها) قالوا الله ورسوله أعلم، قال- (فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة، بما عمل على ظهرها، أن تقول- عملت كذا وكذا0 قال فهو أخبارها)
ياله من موقف صعب، وياله من منظر مهول، الأرض، هذا المخلوق، الذي كان الإنسان يطأه بقدمه في الدنيا، ويعمل عليه المعصية، دون أن يعلم بأن هذا الجماد الصامت سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهداً له أو عليه، يشهد بكل ما رأى من زنى وتبرج وربا وقتل، وظلم وابتعاد عن الحكم بكتاب الله، والكذب والسرقة والغيبة والنميمة والقذف، وغيره مما يغضب الله،
وكذلك تشهد بما حدث عليها من خير في جميع صوره، إنه منظر مرعب، بعد أن يقوم الإنسان من قبره، فيرى تساقط النجوم، وتشقق الأرض وهي تخرج أثقالها،
وتتحدث بما فعل عليها من الخير أو الجريمة، فهل يتعظ الإنسان، وهو يمشي على هذه الأرض، فهل يتقي الله المسلم وهو يطأ الأرض، فلا يفعل عليها إلا ما يرضي الله لكي تكون شاهدة على ذلك، (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)
الشاهد الثاني من شهود يوم القيامة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، في ذلك اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، وتتحطم كل موازين الدنيا، ويبقى ميزان الآخرة، هو وحده الذي يحكم ذلك الموقف، يشرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالشهادة على المكذبين والعصاة من أمته، يقول تعالى(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا ) يحشر الناس في ساحة العرض الواسعة، وكل أمة تكون حاضرة، وعلى كل أمة شهيد بأعمالها، وعندما يكون هؤلاء العصاة واقفون في الساحة ينتدب الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشهادة، عندها يتمنى المرابون، والديوثون، والظالمون، والمتكبرون، والقائمون على إشاعة الفواحش بين الناس، والنمامون، والمغتابون، والمتهاونون في الصلوات، وغيرهم من أصحاب المعاصي، يتمنون أن تبتلعهم الأرض، ويهال عليهم التراب، حتى تسوى بهم الأرض، كما كانوا هم يطأون رقاب عباد الله، ويطأون أوامر الله بالمخالفة، ولا يقفون ذلك الموقف المهين أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو يشهد على معاصيهم.
الشاهد الثالث من شهود يوم القيامة- الأنبياء، فكما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشهد على أمته، كذلك كل رسول يشهد على أمته، بما فعلوا وأساءوا يقول الله - عز وجل -(وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُون)
الشاهد الرابع-من شهود يوم القيامة- الملكين قال الله تعالى (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )-أي ملك يسوقه إلى المحشر، وملك تشهد عليه بأعماله- لم يكن يتوقع أن يحدث له هذا، بل كان غافلاً عن هذا الموقف، وعندها يبدأ الشاهد، وهو القرين الذي لازمه طيلة حياته، يكتب عليه ما يلفظ وما يعمل وهو غافل عنه، وعن دقة كتابته، يبدأ بالشهادة أمام الله تعالى(هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)هذا كلام الملك السائق يقول- هذا ابن آدم الذي وكلتني به، قد أحضرته
إنها مواقف تستحق أن يفكر الإنسان فيها كثيراً، وإنها لشهادات، لا بد للعاقل أن يحسب لها ألف حساب قبل أن يأتي وإذا بالأوراق قد كشفت، وبالأعمال قد أرصدت، وبالأشهاد وقد نطقت، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
نفعني الله وإياكم هدي كتابه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيعظون، ثم يتوبون، ثم يعملون صالحاً، ثم يقبضون على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله
إن شهود الدنيا، في قضية ما قد يكذبون وقد يكونون شهود زور، وقد يبالغون في الحقيقة، وقد يمتنعون عن الإدلاء بالشهادة خوفاً من مهدد، أو طمعاً في مرغب، وقد تكون شهادتهم غامضة تحتاج إلى توضيح وتفصيل، وقد يحضرون للشهادة، وقد يمتنعون عن الحضور لشغل شاغل، أو عائق معوق؛ لكن شهود يوم القيامة، صنف آخر من المخلوقات، يختلفون تماماً عن شهود الدنيا، لا تنفع معهم الرشاوى، ولا يعرفون المجاملات، يؤمرون من خالقهم فينطقون، لا يزيدون ولا ينقصون، لا يكذبون ولا يمتنعون، شهادتهم واضحة، لا تحتاج إلى إيضاح، عباراتهم مفهومة، لا تحتاج إلى تفصيل، كلهم يرفع راية (أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ)
الشاهد الأول -من شهود يوم القيامة الأرض، نعم الأرض، يقول الله تعالى- (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -(أتدرون ما أخبارها) قالوا الله ورسوله أعلم، قال- (فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة، بما عمل على ظهرها، أن تقول- عملت كذا وكذا0 قال فهو أخبارها)
ياله من موقف صعب، وياله من منظر مهول، الأرض، هذا المخلوق، الذي كان الإنسان يطأه بقدمه في الدنيا، ويعمل عليه المعصية، دون أن يعلم بأن هذا الجماد الصامت سوف ينطقه الله يوم القيامة، ليكون شاهداً له أو عليه، يشهد بكل ما رأى من زنى وتبرج وربا وقتل، وظلم وابتعاد عن الحكم بكتاب الله، والكذب والسرقة والغيبة والنميمة والقذف، وغيره مما يغضب الله،
وكذلك تشهد بما حدث عليها من خير في جميع صوره، إنه منظر مرعب، بعد أن يقوم الإنسان من قبره، فيرى تساقط النجوم، وتشقق الأرض وهي تخرج أثقالها،
وتتحدث بما فعل عليها من الخير أو الجريمة، فهل يتعظ الإنسان، وهو يمشي على هذه الأرض، فهل يتقي الله المسلم وهو يطأ الأرض، فلا يفعل عليها إلا ما يرضي الله لكي تكون شاهدة على ذلك، (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)
الشاهد الثاني من شهود يوم القيامة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، في ذلك اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، وتتحطم كل موازين الدنيا، ويبقى ميزان الآخرة، هو وحده الذي يحكم ذلك الموقف، يشرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالشهادة على المكذبين والعصاة من أمته، يقول تعالى(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا ) يحشر الناس في ساحة العرض الواسعة، وكل أمة تكون حاضرة، وعلى كل أمة شهيد بأعمالها، وعندما يكون هؤلاء العصاة واقفون في الساحة ينتدب الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشهادة، عندها يتمنى المرابون، والديوثون، والظالمون، والمتكبرون، والقائمون على إشاعة الفواحش بين الناس، والنمامون، والمغتابون، والمتهاونون في الصلوات، وغيرهم من أصحاب المعاصي، يتمنون أن تبتلعهم الأرض، ويهال عليهم التراب، حتى تسوى بهم الأرض، كما كانوا هم يطأون رقاب عباد الله، ويطأون أوامر الله بالمخالفة، ولا يقفون ذلك الموقف المهين أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو يشهد على معاصيهم.
الشاهد الثالث من شهود يوم القيامة- الأنبياء، فكما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشهد على أمته، كذلك كل رسول يشهد على أمته، بما فعلوا وأساءوا يقول الله - عز وجل -(وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُون)
الشاهد الرابع-من شهود يوم القيامة- الملكين قال الله تعالى (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )-أي ملك يسوقه إلى المحشر، وملك تشهد عليه بأعماله- لم يكن يتوقع أن يحدث له هذا، بل كان غافلاً عن هذا الموقف، وعندها يبدأ الشاهد، وهو القرين الذي لازمه طيلة حياته، يكتب عليه ما يلفظ وما يعمل وهو غافل عنه، وعن دقة كتابته، يبدأ بالشهادة أمام الله تعالى(هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)هذا كلام الملك السائق يقول- هذا ابن آدم الذي وكلتني به، قد أحضرته
إنها مواقف تستحق أن يفكر الإنسان فيها كثيراً، وإنها لشهادات، لا بد للعاقل أن يحسب لها ألف حساب قبل أن يأتي وإذا بالأوراق قد كشفت، وبالأعمال قد أرصدت، وبالأشهاد وقد نطقت، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
نفعني الله وإياكم هدي كتابه، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيعظون، ثم يتوبون، ثم يعملون صالحاً، ثم يقبضون على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله