saddawi4ever
25-02-2010, 11:16 AM
الأهالي: كنا نتوقع تسوية مشكلة المنطقة وتفاجأنا بالجرافات تستعد للهدم
لم نعترض على القرار قدر ما نريد تعويضات مثل كل المناطق التي أزيلت
كون المنطقة بلا سندات ملكية وعليها مشاكل لا يمكن أن يحرمنا من التعويضات
جاسم سلمان: الشرق
فوجئ أهالي منطقة الحضارمة، بقدوم الجرافات صباح أول أمس، استعدادا للبدء في هدم منازلهم، معلنين أنهم لم يكونوا على علم بتحديد موعد إزالة المنطقة، مؤكدين أنهم يعرفون أن هدمها كان أمرا متوقعا، ومعروفا، ولكن ليس بهذا الوقت، حيث أشاروا إلى أنهم كانوا يتوقعون أن تتأخر الإجراءات لحين قدوم فصل الصيف وموسم الإجازات، وليس الآن، وبنوا توقعاتهم هذه على أنه لا يوجد سبب يحتم الاستعجال بأعمال هدم منطقة يسكنها آلاف الناس، ومشيدة منذ أكثر من ثلاثين عاما، وليست بموقع جغرافي تستدعي الضرورة تطويره، أو العمل فيه..
السكان انتقدوا القرار الطارئ من قبل وزارة البلدية، وأفادوا أنهم تلقوا إشعارات بالإخلاء، تحضيرا للإزالة، من حوالي شهرين، ولكنهم أعلنوا رفضهم، لإزالة منازلهم، من دون تعويضات أو إيجاد بدائل، وأكد بعض أبناء المنطقة، أن إدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية، وزعت خطابات تعلن فيها أن المنطقة في طور الإزالة، مستغربين هذا الإجراء، بالوقت الذي كانوا ينتظرون فيه تعديل أوضاعهم، وتصحيح الوضع الحاصل، منوهين بأن مشكلة منطقة الحضارمة يعرفها القاصي والداني، وليست غريبة على أحد، وبدأوا في سرد قصتهم، التي بدأت منذ عام 1975، عندما أشتروا أراضي، في المكان، وقاموا بتشييد بيوتهم، وسكنوا، ومن ثم تم منع هذا البناء، وتوقف الأمر، عند البيوت التي بنيت، حتى ان بعض المنازل لم تكن مكتملة آنذاك، ولم يسمح لأصحابها باستكمالها.
بقايا أطلال
واستطردوا في حديثهم وأعينهم ترنو نحو الجرافات التي تتقدم وتضرب بأسقف بيوتهم، وتجعلها بقايا أطلال، أنهم معترضون أولا على توقيت الإزالة في الوقت الحالي، وثانيا على الإجراء المفاجئ، دون إعطائهم موعدا محددا للهدم، ومهلة كافية، كي تخلوا البيوت أو يجد كل صاحب أسرة مأوى لأبنائه، في ظل تفاقم أزمة السكن، وغلاء الإيجارات، وصعوبة الحصول على سكن مناسب، في فترة وجيزة، مما يتطلب بحثا مضنيا، وجهودا جبارة، لكي يجدوا ضالتهم، وأمكنة تؤويهم، أما ثالث اعتراض فهو أن المنطقة ليست كباقي المناطق، التي هدمت أو عليها قرار إزالة مستقبلا، وأوضحوا أن ملاك البيوت، التي تنزع ملكيتها، يتم تعويضهم، ومنحهم تعويضات مالية، لكي يشتروا بيوتا لهم، بمستوى بيوتهم، لكن أهالي الحضارمة لم يحصلوا على أي تعويضات، رغم أنهم خسروا الكثير في هذه البيوت، حتى وإن كانت بلا سندات ملكيات، أو أنهم اشتروا الأراضي وهي مملوكة للدولة، وطالبوا بأن تتم دراسة وضع المنطقة، والسكان الذين يقطنوها، مشيرين إلى أنهم لا يعترضون على القرارات الرسمية، التي لها هدف من إزالة المنطقة القديمة، وذات الإمكانيات، والأحوال المتواضعة، لكن ما يريدونه أو بتعبير أدق يناشدون الجهات المختصة، تأجيل هدم بيوت العائلات، والاكتفاء بهدم المنازل التي يسكنها العزاب أو المباني التي يسكنها عمال الشركات، والبيوت المؤجرة كمخازن لبعض المحلات والشركات.
وفي سياق الجولة الميدانية التي أجريناها خلال المرحلة الأولى من الهدم، أكد لنا مجموعة ممن التقينا بهم أنهم لم يكونوا يتوقعون بتاتا أن تهدم منطقتهم، وقالوا انه لا يخطر ببال أحد في المنطقة، أن مصيرها سيكون في يوم من الأيام هو الإزالة عن وجه الأرض نهائيا، وأن قرار الإزالة لا رجعة فيه، بل كانوا يحلمون أحلام يقظة — على حد تعبيرهم، بأن تعالج وضعية المنازل، وسندات الملكية، وتتم تسويتها، وتطور المنطقة، لتصبح كبقية مناطق الدولة، التي ازدهرت ونمت بفضل الاهتمام، والتطوير، والتحديث المستمر.
لغة البطش
وفي حقيقة الأمر أن عمليات الهدم قد بدأت في أجزاء من المنطقة، لكي تنشط خلال الأيام القادمة، وقد أوضح السكان أن العمال جاؤوا على قدم وساق، لهدم كل البيوت، ونوهوا إلى أنهم يركضون ليلا نهارا، للعثور على بيوت للإيجار، يسكنون عائلاتهم فيها، لأن الآليات لا تفهم إلا لغة البطش، ومقاولو الهدم قد أخذوا على عاتقهم الإسراع في الجرف، والتكسير، وتحويل المكان إلى بقايا منطقة، خلال فترة وجيزة، وإتمام الإزالة، في أسرع وقت ممكن، من دون علم أحد بسبب هذا الاستعجال، أو الضرورة التي تحتم عدم الانتظار حتى انتهاء المدارس، ودخول فصل الصيف.
وعلى رغم من الآلام التي تعصف بسكان المنطقة، الذين وصفوا الحالة التي يمرون بها قائلين بأن الآليات لا تضرب بالجدران والأسقف، بقدر ما تضرب بقلوبهم، وتهدم أعمارهم، وتزيل ذكرياتهم في المكان، التي كونوها طيلة السنوات التي مضت، خصوصا وأن بعضهم لم يعرف غيرها مأوى، وملاذا.
وأضافوا أن الكثيرين منهم من المواطنين، وليس لديهم بيوت بديلة، يلجأون إليها، مع تفاجوئهم ببدء عمليات الإزالة، وكأن الأمر مخفا، وعائم عن قصد، لكي لا يعترضوا، ولا يطالبوا بتعويضات أو يرفضون، ويعترضون ويحاولون مراجعة الجهات المعنية، ومحاولة تغيير أو إيقاف القرار، أو المطالبة بتعويضات، أو توفير ومنح منازل للمتضررين.
قضية مجتمع
السكان لم ينسوا أن يطالبوا من خلال الشرق بأن لهم الحق الكامل في المطالبة بمنح منازل لهم، عوضا عن البيوت التي هدمت أو التي ستهدم خلال الأيام القادمة، أو حتى إن تم تأجيل هدم المنطقة، ولفتوا إلى أن ليس لهم ذنب، في القضية المتعلقة بمصير المنطقة، والذي كان ينتظرها منذ نشأتها، كونها غير نظامية، ولا توجد في البيوت سندات ملكية، وتطرقوا إلى ان المشكلة ليست مشكلتهم وحدهم، وأنهم مجموعة من الناس، وليسوا شخصا أو شخصين، لافتين إلى أن قضيتهم جماعية وشائكة، وأشبه بقضية مجتمع، ولا يمكن حلها من خلال الهدم فقط، وأصروا على أنهم سيبقون وراء الموضوع، وسيحاولون جاهدين الحصول على تعويضات عن بيوتهم التي هدمت، ولو أنهم كانوا يفضلون البقاء فيها، على الرغم من انعدام كل إمكانات الحياة فيها، وخلوها من كل المرافق، والخدمات، بدءا بالكهرباء والماء، وصولا لخدمات البلدية، والتخطيط، والخدمات، وانتهاء بالمرافق التعليمية والصحية والشوارع والإنارة.
صكوك البيع
الجدير بالذكر أن منطقة الحضارمة كانت قد أثير حولها تساؤلات كثيرة، كونها بنيت على أراض مملوكة للدولة، وقد اشترى سكانها أراضي فيها، وبنوا بيوتهم، ولكن تم منع ذلك، وكان حالها متوقفا منذ عشرات السنين، في انتظار حل المشكلة بشكل نهائي، وكان من المتوقع لدى السكان وملاك العقارات فيها، الذين اشتروا بموجب صكوك بيع وشراء، وليس توثيق ومستندات رسمية أن يتم ترسيم المنطقة، وتعديل أوضاع السكان، ووضع خدمات لها، وتطويرها، وضمها إلى بقية المناطق، لكن المنطقة قد صدر بها قرار إزالة، وبدأت الأعمال فعلا، لتزال كاملة.
لم نعترض على القرار قدر ما نريد تعويضات مثل كل المناطق التي أزيلت
كون المنطقة بلا سندات ملكية وعليها مشاكل لا يمكن أن يحرمنا من التعويضات
جاسم سلمان: الشرق
فوجئ أهالي منطقة الحضارمة، بقدوم الجرافات صباح أول أمس، استعدادا للبدء في هدم منازلهم، معلنين أنهم لم يكونوا على علم بتحديد موعد إزالة المنطقة، مؤكدين أنهم يعرفون أن هدمها كان أمرا متوقعا، ومعروفا، ولكن ليس بهذا الوقت، حيث أشاروا إلى أنهم كانوا يتوقعون أن تتأخر الإجراءات لحين قدوم فصل الصيف وموسم الإجازات، وليس الآن، وبنوا توقعاتهم هذه على أنه لا يوجد سبب يحتم الاستعجال بأعمال هدم منطقة يسكنها آلاف الناس، ومشيدة منذ أكثر من ثلاثين عاما، وليست بموقع جغرافي تستدعي الضرورة تطويره، أو العمل فيه..
السكان انتقدوا القرار الطارئ من قبل وزارة البلدية، وأفادوا أنهم تلقوا إشعارات بالإخلاء، تحضيرا للإزالة، من حوالي شهرين، ولكنهم أعلنوا رفضهم، لإزالة منازلهم، من دون تعويضات أو إيجاد بدائل، وأكد بعض أبناء المنطقة، أن إدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية، وزعت خطابات تعلن فيها أن المنطقة في طور الإزالة، مستغربين هذا الإجراء، بالوقت الذي كانوا ينتظرون فيه تعديل أوضاعهم، وتصحيح الوضع الحاصل، منوهين بأن مشكلة منطقة الحضارمة يعرفها القاصي والداني، وليست غريبة على أحد، وبدأوا في سرد قصتهم، التي بدأت منذ عام 1975، عندما أشتروا أراضي، في المكان، وقاموا بتشييد بيوتهم، وسكنوا، ومن ثم تم منع هذا البناء، وتوقف الأمر، عند البيوت التي بنيت، حتى ان بعض المنازل لم تكن مكتملة آنذاك، ولم يسمح لأصحابها باستكمالها.
بقايا أطلال
واستطردوا في حديثهم وأعينهم ترنو نحو الجرافات التي تتقدم وتضرب بأسقف بيوتهم، وتجعلها بقايا أطلال، أنهم معترضون أولا على توقيت الإزالة في الوقت الحالي، وثانيا على الإجراء المفاجئ، دون إعطائهم موعدا محددا للهدم، ومهلة كافية، كي تخلوا البيوت أو يجد كل صاحب أسرة مأوى لأبنائه، في ظل تفاقم أزمة السكن، وغلاء الإيجارات، وصعوبة الحصول على سكن مناسب، في فترة وجيزة، مما يتطلب بحثا مضنيا، وجهودا جبارة، لكي يجدوا ضالتهم، وأمكنة تؤويهم، أما ثالث اعتراض فهو أن المنطقة ليست كباقي المناطق، التي هدمت أو عليها قرار إزالة مستقبلا، وأوضحوا أن ملاك البيوت، التي تنزع ملكيتها، يتم تعويضهم، ومنحهم تعويضات مالية، لكي يشتروا بيوتا لهم، بمستوى بيوتهم، لكن أهالي الحضارمة لم يحصلوا على أي تعويضات، رغم أنهم خسروا الكثير في هذه البيوت، حتى وإن كانت بلا سندات ملكيات، أو أنهم اشتروا الأراضي وهي مملوكة للدولة، وطالبوا بأن تتم دراسة وضع المنطقة، والسكان الذين يقطنوها، مشيرين إلى أنهم لا يعترضون على القرارات الرسمية، التي لها هدف من إزالة المنطقة القديمة، وذات الإمكانيات، والأحوال المتواضعة، لكن ما يريدونه أو بتعبير أدق يناشدون الجهات المختصة، تأجيل هدم بيوت العائلات، والاكتفاء بهدم المنازل التي يسكنها العزاب أو المباني التي يسكنها عمال الشركات، والبيوت المؤجرة كمخازن لبعض المحلات والشركات.
وفي سياق الجولة الميدانية التي أجريناها خلال المرحلة الأولى من الهدم، أكد لنا مجموعة ممن التقينا بهم أنهم لم يكونوا يتوقعون بتاتا أن تهدم منطقتهم، وقالوا انه لا يخطر ببال أحد في المنطقة، أن مصيرها سيكون في يوم من الأيام هو الإزالة عن وجه الأرض نهائيا، وأن قرار الإزالة لا رجعة فيه، بل كانوا يحلمون أحلام يقظة — على حد تعبيرهم، بأن تعالج وضعية المنازل، وسندات الملكية، وتتم تسويتها، وتطور المنطقة، لتصبح كبقية مناطق الدولة، التي ازدهرت ونمت بفضل الاهتمام، والتطوير، والتحديث المستمر.
لغة البطش
وفي حقيقة الأمر أن عمليات الهدم قد بدأت في أجزاء من المنطقة، لكي تنشط خلال الأيام القادمة، وقد أوضح السكان أن العمال جاؤوا على قدم وساق، لهدم كل البيوت، ونوهوا إلى أنهم يركضون ليلا نهارا، للعثور على بيوت للإيجار، يسكنون عائلاتهم فيها، لأن الآليات لا تفهم إلا لغة البطش، ومقاولو الهدم قد أخذوا على عاتقهم الإسراع في الجرف، والتكسير، وتحويل المكان إلى بقايا منطقة، خلال فترة وجيزة، وإتمام الإزالة، في أسرع وقت ممكن، من دون علم أحد بسبب هذا الاستعجال، أو الضرورة التي تحتم عدم الانتظار حتى انتهاء المدارس، ودخول فصل الصيف.
وعلى رغم من الآلام التي تعصف بسكان المنطقة، الذين وصفوا الحالة التي يمرون بها قائلين بأن الآليات لا تضرب بالجدران والأسقف، بقدر ما تضرب بقلوبهم، وتهدم أعمارهم، وتزيل ذكرياتهم في المكان، التي كونوها طيلة السنوات التي مضت، خصوصا وأن بعضهم لم يعرف غيرها مأوى، وملاذا.
وأضافوا أن الكثيرين منهم من المواطنين، وليس لديهم بيوت بديلة، يلجأون إليها، مع تفاجوئهم ببدء عمليات الإزالة، وكأن الأمر مخفا، وعائم عن قصد، لكي لا يعترضوا، ولا يطالبوا بتعويضات أو يرفضون، ويعترضون ويحاولون مراجعة الجهات المعنية، ومحاولة تغيير أو إيقاف القرار، أو المطالبة بتعويضات، أو توفير ومنح منازل للمتضررين.
قضية مجتمع
السكان لم ينسوا أن يطالبوا من خلال الشرق بأن لهم الحق الكامل في المطالبة بمنح منازل لهم، عوضا عن البيوت التي هدمت أو التي ستهدم خلال الأيام القادمة، أو حتى إن تم تأجيل هدم المنطقة، ولفتوا إلى أن ليس لهم ذنب، في القضية المتعلقة بمصير المنطقة، والذي كان ينتظرها منذ نشأتها، كونها غير نظامية، ولا توجد في البيوت سندات ملكية، وتطرقوا إلى ان المشكلة ليست مشكلتهم وحدهم، وأنهم مجموعة من الناس، وليسوا شخصا أو شخصين، لافتين إلى أن قضيتهم جماعية وشائكة، وأشبه بقضية مجتمع، ولا يمكن حلها من خلال الهدم فقط، وأصروا على أنهم سيبقون وراء الموضوع، وسيحاولون جاهدين الحصول على تعويضات عن بيوتهم التي هدمت، ولو أنهم كانوا يفضلون البقاء فيها، على الرغم من انعدام كل إمكانات الحياة فيها، وخلوها من كل المرافق، والخدمات، بدءا بالكهرباء والماء، وصولا لخدمات البلدية، والتخطيط، والخدمات، وانتهاء بالمرافق التعليمية والصحية والشوارع والإنارة.
صكوك البيع
الجدير بالذكر أن منطقة الحضارمة كانت قد أثير حولها تساؤلات كثيرة، كونها بنيت على أراض مملوكة للدولة، وقد اشترى سكانها أراضي فيها، وبنوا بيوتهم، ولكن تم منع ذلك، وكان حالها متوقفا منذ عشرات السنين، في انتظار حل المشكلة بشكل نهائي، وكان من المتوقع لدى السكان وملاك العقارات فيها، الذين اشتروا بموجب صكوك بيع وشراء، وليس توثيق ومستندات رسمية أن يتم ترسيم المنطقة، وتعديل أوضاع السكان، ووضع خدمات لها، وتطويرها، وضمها إلى بقية المناطق، لكن المنطقة قد صدر بها قرار إزالة، وبدأت الأعمال فعلا، لتزال كاملة.