المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رعاية النساء في ضوء سورة النساء



واثق بالله
03-03-2010, 08:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقه الاولى ( 1-3)


الاحسان الى الصاحب بالجنب


قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)(1).

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود وابن أبي ليلى وإبراهيم النخعي: الصاحب بالجنب الزوجة(2)

وفي الآية الكريمة الأمر بالإحسان إلى هؤلاء الأصناف من الناس ؛ الوالدين، وذي القربى، واليتامى، والمساكين، والجار القريب، والصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت اليمين. وإذا كان الأمر بالإحسان متوجهاً إلى الرجل فالصاحب بالجنب هو الزوجة، وإذا كان الأمر متوجهاً إلى المرأة فالصاحب بالجنب هو الزوج(3).

قال ابن حزم رحمه الله: (قد أثبت الله عز وجل في النفوس كلها اختلاف وجوه الإحسان إلى من ذكر في هذه الآية، وجاءت النصوص ببيان ذلك،....، والإحسان إلى الجار كف الأذى والبر واللقاء بالبشر والإكرام وحمايتهم من الظلم، وكذلك الإحسان إلى الصاحب بالجنب نحو ذلك....، وأما صيانة الزوجة فلأنه أوجب الله تعالى نفقتها وكسوتها وإسكانها والقيام عليها وإن كانت أغنى من الزوج...، ويلزم المرأة كل ما ذكرنا كما يلزم الرجل إلا نفقة الولد...)(4).

وجاءت الوصية بالزوجة في كثير من الأحاديث الشريفة منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع...)(5).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً: (ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنما هن عوان عندكم)(6).

وجاءت الوصية أيضاً بالزوج في أحاديث كثيرة منها، عن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لها، ففرغت من حاجتها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أذات زوج أنت؟) قالت: نعم. قال: (فكيف أنت له؟) قالت: ما آلوا إلا ما عجزت عنه. قال: (أنظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك)(7).

وفي هذا تأكيد لحق الزوج على المرأة.


--------------------------------------------------------------------------------

(1) سورة النساء آية 26.
(2) انظر تفسير الطبري 5/81، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 2/51، والتسهيل لعلوم التنزيل 1/141، شعب الإيمان 1/128.
(3) انظر تفسير بن كثير (1/656): "والجار الجنب" يعني اليهودي والنصراني.
(4) المحلى 10/108.
(5) أخرجه البخاري ك بدء الخلق ح 3331-6/363 مع فتح الباري.
(6) أخرجه الترمذي ك النكاح باب ما جاء في حق المرأة على زوجها ح 1163-5/372 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى باب ما جاء في حق المرأة على زوجها ح 9169-5/372. ومعنى عوان أي كالأسيرات أنظر النهاية في غريب الحديث والأثر 3/314، ومختار الصحاح 1/192.
(7) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال ح529-2/722 وقال: حديث صحيح.

واثق بالله
03-03-2010, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف (2-3)

رتب سبحانه على الزواج حقوقا كثيرة مشتركة بين الزوجين قال تعالى: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) [البقرة:228].
فالآية نصت على أن الحقوق بين الزوجين متبادلة طبقا لمبدأ كل حق يقابله واجب، ومن هذه الحقوق ما يلي:

1 - المعاشرة بالمعروف:

قال تعالى:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (1)، امتن الله تبارك وتعالى على عباده اعظم منة، بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم، ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الأئتلاف والمودة والرحمة، فهما يتوادان ويتراحمان، وما من شيئ أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما، ولا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين، فقوله (المودّة) تدل على تقرب كل منهما إلى الآخر وتلطف معه ومحبته له.

و(الرحمة) تشعر بحرص كل من الزوجين على مصلحة صاحبه والرفق به والإشفاق عليه من كل سوء ومكروه (2).

وهذه المحبة والرحمة التي حصلت بطريق شرعي- النكاح- تبقى بإذن الله ما بقي الزوجان في عقده، قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله) (3).


الهوامش:

(1) سورة الروم آية 10.
(2) انظر أضواء البيان(3/412)، تفسير ابن كثير(2/75)، تفسير البغوي(3/480)، زاد المسير(6/295)، وفتح القدير(4/219)
(3) أخرجه مسلم باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ح(1218) (2/889).

واثق بالله
03-03-2010, 10:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف (3-3)

المبيت في الفراش والإعفاف

من مقاصد الزواج الإعفاف والتحصين للزوجين، وقد جعله الإسلام من الحقوق المشتركة، وتوعد على الإخلال به.

عن أبي هريرة رضي اله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء، فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح)).

وننعت المرأة من الصوم تطوعاً، وزوجها حاضراً إلا بإذنه، مراعاة لهذا الحق وغيره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه)) وكذلك يحرم على الرجل أن يتعمد هجر زوجته، قال سبحانه: ((وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ)) [النساء:129].

وكما قرر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس للمرأة أن تشتغل بالعبادات غير الفريضة إذا كانت تفوت حق زوجها، كذلك قرر صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز للرجل أن يشتغل بالعبادات النوافل حتى يغفل عن أداء حقه زوجته.

فعن عبد الله بن عمرو قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عبد الله ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت: بلى يا رسول الله، قلا: (فلا تفعل، صم وأفطر، ونم وقم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا...) رواه البخاري ومسلم.

وشغل الرجل عن زوجته يدفعها إلى إهمال نفسها وتضييعها،فعن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت خولة بنت حكيم بن أمية وكانت عند عثمان بن مظعون، قالت فرآى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاذة هيئتها، فقال:(يا عائشة، ما أبذ هيئة خولة! فقلت يا رسول الله امرأة لا زوج لها؛ يصوم النهار ويقوم الليل، فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها وأضاعتها، قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون، فجاءه، فقالك ياعثمان أرغبة عن سنتي؟! قال: لا والله، ولكن سنتك أطلب، قال: فإني أنام وأصلي، وأصوم وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان؛ فإن لأهلك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاَ، وإن لضيفك عليك حقاَ، فصم وافطر ونم وصلي)

[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال ح(493) (2/682)، وقال: حديث حسن، إسناده جيد، فقد صرح ابن اسحاق بالتحديث فيه، وله متابعات وشواهد صحيحه].

فليحذر المسلمون من التفريط في مثل هذه الحقوق لا سيما عند انتشار الفتن.

واثق بالله
03-03-2010, 10:29 PM
(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)

حفظ السر



قال تعالى : (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء32)، أي : المستقيمات الدين العاملات بالخير، قانتات: أي مطيعات لله تعالى و لأزواجهن، حافظات للغيب: أي يحفظن عرضهن، ويكتمن ما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوة، كما يحفظن مال أزواجهن فلا يضيعنه باتلاف أو تفريط، بما حفظ الله: أي ذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه، كما أن الصالحة يكون لها من مراقبة الله تعالى وتقواه ما يجعلها محفوظة من الخيانة قوية على حفظ الأمانة(1).

فعن أبي هريرة قال : قيل لرسول الله أي النساء خير ؟ قال: (التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره)(2)، ولفظ الطبراني (ما أفاد عبد بعد الإسلام خيراً له من زوج مؤمنة ، إذا نظر إليها سرّته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله).

وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) رواه مسلم.

وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله والرجال والنساء قعود فقال: لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟ فأرم القوم ، فقلت : إي والله يا رسول الله ! إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون ، قال (فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانه في طريق فغشيها والناس ينظرون)(3).

وبهذا يتضح قبح المزاح والهزل في خواص الأمور الزوجية، وتبادل النكات ونحوها فيها.

ويدخل في هذا الحفظ كل ما يكره الزوجان الجهر به وافشاءه، فلا يذكر أحدهما الآخر بسوء بين الناس ، ولا يفشي سره ، ولا يخبر بما يعرفه عنه من العيوب الخفية ، ولو مع سلامة النية والقصد.


--------------------------------------------------------------------------------

(1) انظر تفسير ابن أبي حاتم (3/941)، والدر المنثور(2/514)، وتفسير الطبري(5/95).
(2) أخرجه النسائي ك النكاح باب أي النساء خير ح 3231-6/68 ، والحاكم ك النكاح باب أي النساء خير 2/161 وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وأحمد 2/251 ، والطبراني في المعجم الأوسط ح 2136-3/71 ، وهو حسن الإسناد لأجل محمد بن عجلان .
(3) أخرجه أحمد ح(27624) (6/456).

امـ حمد
04-03-2010, 02:51 AM
الله يعطيك العافيه

وجزاك ربي الجنه

القائــد
04-03-2010, 08:41 PM
مشكور الله يعطيك العافيه

واثق بالله
05-03-2010, 10:35 PM
الله يعطيك العافيه

وجزاك ربي الجنه


الله يعافيج اختي ام حمد

بوركتي

واثق بالله
05-03-2010, 10:36 PM
مشكور الله يعطيك العافيه


العفو اخوي القايد

الله يعافيك ويسلمك