المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي



امـ حمد
06-03-2010, 03:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) وهذا مناف لكمال الله تعالى وعدله ، فلذلك نزّه الله تعالى نفسه عن الظلم فقال ( وما أنا بظلام للعبيد )
ولئن كان الله تعالى قد حرّم الظلم على نفسه ، فقد حرّمه على عباده ، وما ظهر الظلم بين قوم إلا كان سبباّ في هلاكهم ، وتعجيل العقوبة عليهم ، كما قال سبحانه وتعالى( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) ، ومن ثمّ كانت دعوة المظلوم عظيمة الشأن عند الله ، فإن أبواب السماء تفتح لها ، ويرفعها الله فوق الغمام يوم القيامة ، بل إنه سبحانه وتعالى يقول لها ( وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ).
ومظاهر افتقار الخلق إلى ربهم وحاجتهم إليه ، فبيّن أن الخليقة كلها ليس بيدها من الأمر شيء ، ولا تملك لنفسها و لا لغيرها حولا ولا قوة ، سواءٌ أكان ذلك في أمور معاشها أم معادها ،
وليس افتقار العباد إلى ربهم مقصورا على الطعام والكساء ونحوهما ، بل يشمل الافتقار إلى هداية الله جل وعلا ، ولهذا يدعو المسلم في كل ركعة بـ ( اهدنا الصراط المستقيم )
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) ، فإذا كان الأمر كذلك فإن على الإنسان المسلم أن يتعهّد نفسه بالتوبة ، فيقلع عن ذنبه ، ويستغفر من معصيته ، ويندم على ما فرّط في جنب الله ، ثم يوظّف هذا الندم الذي يصيبه بأن يعزم على عدم تكرار هذا الذنب ، فإذا قُدّر عليه الوقوع في الذنب مرة أخرى ، جدد التوبة والعهد ولم ييأس ، ثقةً منه بأن له ربا يغفر الذنب ويقبل التوبة من عباده المخطئين .
ثم بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربّه – إلى استغناء الله عن خلقه ، وعدم احتياجه لهم ، كما قال تعالى ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )، فالله تعالى غني حميد ، لا تنفعه طاعة عباده ، ولا تضره معصيتهم ، بل لو آمن من في الأرض جميعا ، وبلغوا أعلى مراتب الإيمان والتقوى ، لم يزد ذلك في ملك الله شيئا ، ولو كفروا جميعا ، ما نقص من ملكه شيئا ، لأن الله سبحانه وتعالى مستغن بذاته عن خلقه ، وإنما يعود أثر الطاعة أو المعصية على العبد نفسه ، فمن عرف حجج الله وآمن بها واتبعها ، فقد بلغ الخير لنفسه ، ومن تعامى عن معرفة الحق ، وآثر عليها ظلمات الغواية ، فعلى نفسه جنى ، وأوردها الردى .
وبالرغم من ذلك فإن نعم الله سبحانه مبثوثة للطائع والعاصي على السواء ، دون أن يجعل تلك المعاصي مانعا لهذا العطاء ، وهذا من كرم الله تعالى وجوده ، وهي أيضا مظهر من مظاهر سعة ملك الله تعالى ، فإن الله لو أعطى جميع الخلق ما يرغبون ، لم ينقص ذلك من ملكه شيئا يُذكر.
ولما كانت الحكمة من الخلق هي الابتلاء والتكليف ،
بيّن سبحانه أن العباد محاسبون على أعمالهم ، ومسؤولون عن تصرفاتهم ، فقد جعل الله لهم الدنيا دارا يزرعون فيها ، وجعل لهم الآخرة دارا يجنون فيها ما زرعوه ، فإذا رأى العبد في صحيفته ما يسرّه ، فليعلم أن هذا محض فضل الله ومنّته ، إذ لولا الله تعالى لما قام هذا العبد بما قام به من عمل صالح ، وإن كانت الأخرى ، فعلى نفسها جنت براقش ، ولا يلومنّ العبد إلا نفسه .

واثق بالله
06-03-2010, 04:21 PM
بارك الله فيج اختي ام حمد

فيصل الشمري
06-03-2010, 07:01 PM
جزاك الله خيراً
كلام طيب طيب الله به أعمالك
وسدد الله خطاك وبارك فيك ونفع بك عباده
أعاذنا الله واياكم من الظلم
الظلم ظلمات يوم القيامة

لهذا يقول المسلم اذا خرج من داره (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله ,, اللهم أني أعوذ بك ان أضل او أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علي)

أحسن الله اليك وجعلها في موازين أعمالك

(بوعوف)
06-03-2010, 08:59 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
07-03-2010, 02:59 AM
بارك الله فيكم اخواني الغالين