ROSE
15-03-2010, 07:07 AM
تبرز قدرتنا في الوطن العربي على تجاوز التحديات..
منى المري: قطر والإمارات قدمتا نماذج اقتصادية ناجحة إقليميا وعالميا
برج خليفة رسالة لمن تحاملوا على دبي وافتعلوا أزمة مبالغا فيها
المرأة الخليجية تخلت عن الصورة النمطية وأثبتت قدرتها كشريك في التنمية
65 % من الوظائف الحكومية في الإمارات تشغلها سيدات وقياداتنا مؤمنة بقدرة المرأة
نتطلع للتنسيق مع مؤسسة قطر والاستفادة من خبراتها في تنمية المجتمع
أتمنى أن يحقق مجلس التعاون طموحات شعوبه وأن تكون الفرص أكثر في 2010
حوار-هابو بكاي:
عبرت السيدة منى المري الرئيس التنفيذي لمكتب براند دبي عن اعتزاز وافتخار المجتمع الإماراتي بتجربة دولة قطر ونجاحها الباهر على كافة الأصعدة ، مشيرة إلى أن أي إنجاز مميز لشخص أو مدينة أو دولة في عالمنا العربي يشعرنا جميعا بالفخر ونعتبره إنجازا لنا ولباقي دولنا العربية ، واليوم دولة قطر من الدول التي لمعت في فترة قصيرة وتركت بصماتها على الجميع ، وهذا يشعرنا أن دول الخليج اليوم مسلطة عليها الأضواء في الوقت الحالي بفضل نجاح دولها في إقامة تنمية حقيقة تخدم شعوبها وهو شيء جيد ، وبالتالي فإن وجود أكثر من نموذج في المنطقة يدل على تعافي المنطقة ، ونحن نتطلع لأن يزيد عدد هذه النماذج في الوطن العربي وأوضحت منى المري في حوار مع الشرق أن دولة قطر والإمارات العربية ضربتا مثلا في الإصرار والتحدي في تنمية وخدمة شعوبها ، وقدمت نماذج رائعة للعالم ، كان آخرها برج خليفة الذي يعد تحفة معمارية عالمية ، تبرز قدرتنا في الوطن العربي على تجاوز التحديات ، وترك بصمات مضيئة ليس في محيطنا فقط وإنما على المستوى العالمي .
وهذا نص الحوار
الشرق : ما هي الرسالة التي أرادت دبي إبلاغها للعالم بتدشين برج خليفة في هذا التوقيت ؟
منى المري : دبي كانت ومازالت مثالا ونموذجا للمبادرات في مختلف المجالات ، فعلى مدى 15 عاما كانت دبي من وقت لآخر تبهر العالم بمبادرات فريدة ، وبرج خليفة هو أحد هذه الإطلالات الرائعة لدبي ، وقد تم تدشينه في وقت مناسب خاصة أنه ترافق مع هجوم إعلامي خارجي على دبي بافتعال أزمة مالية والحديث عنها بشكل مبالغ فيه ولا يخلو من علامات استفهام كبيرة ، فجاء برج خليفة كرسالة واضحة للجميع أن ثمار ما استثمرته وبنته دبي خلال العقد الماضي يتم جني ثماره اليوم ، كما أننا تميزنا بالاستثمار في الكوادر الوطنية ومنهم أنا الجالسة اليوم أمامك ، وبالتالي فإن هذا الجهد والإرادة والرؤية الواضحة أثمرت عن تطور ونجاح غير مسبوقين في دبي، واليوم فإن الطاقة الإيجابية والحماس في دبي للتقدم للأمام محسوسة وواضحة للذين يعيشون في دبي ، رغم أنها قد لا تكون كذلك بالنسبة للأشخاص الذين لم يزوروا هذه المدينة الصاعدة لأن ما تصوره وسائل الإعلام للأسف يعطي تصورا وفكرة مختلفة تماما عن الواقع.
الشرق : ما هو تأثير تدشين برج خليفة على المنطقة والنشاط العقاري فيها ؟
منى المري : نحن دائما في دولة الإمارات ومن خلال مشاريعنا نحاول أن تكون نموذجا في المنطقة ، خصوصا أن منطقتنا العربية بشكل عام معروفة للعالم الخارجي بأخبار النزاعات والمشاكل السياسية التي فرضت على المنطقة ، وبالتالي نحن نحاول أن نخرج من هذه الصورة النمطية القاتمة عن منطقتنا ، ونقدم صورة جميلة وبإبداع غير مسبوق لهذه المنطقة ، وبالتالي فإن تصدر أخبار تدشين برج خليفة الأطول في العالم لعناوين المحطات التلفزيونية العالمية ووسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة يعطي انطباعا أن منطقتنا يمكن أن تبدع وأن تنافس وأن تعطي الأمل والبسمة للعالم رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية ، واستطعنا إبراز هذا الإبداع بطريقة أذهلت العالم وأظهرت أن دبي بخير وستظل كذلك بفضل رؤية قيادتها ونشاط وحيوية أبنائها ، وبالتالي حرصنا على أن يظهر هذا التدشين الأمل والإبداع الذي تقدمه دولة الإمارات وهذه المنطقة للعالم .
الشرق : كيف تقيمون تجربة دولة قطر ؟
منى المري : نحن في دولة الإمارات فخورون بتجربة دولة قطر على كافة الأصعدة ، وهذا ينطلق من إيماننا بأن أي نجاح في منطقتنا العربية لأي شخص أو مدينة أو دولة فإننا نشعر بالفخر ونعتبره إنجازا لنا ولباقي دولنا العربية ، واليوم دولة قطر من الدول التي لمعت في فترة قصيرة وتركت بصماتها على الجميع ، وهذا يشعرنا أن دول الخليج اليوم تعيش عليها الضوء وهو شيء جيد ، وبالتالي فإن وجود أكثر من نموذج في المنطقة يدل على تعافي المنطقة ، ونحن نتطلع لأن يزيد عدد هذه النماذج في الوطن العربي، و دولة قطر والإمارات العربية ضربتا مثلا في الإصرار والتحدي في تنمية وخدمة شعوبها ، وقدمتا نماذج رائعة للعالم.
ما هو دور المرأة الخليجية في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها هذه الدول ؟
منى المري : صورة المرأة الخليجية لم تعد تلك الصورة النمطية التي تظهر دور ونشاط المرأة الخليجية محصور في البيت أو ممارسة أنشطة في الظل ، وإنما أصبحت المرأة الخليجية فاعلة ومساهما حقيقيا وشريكا في عملية التنمية وفي مختلف الأنشطة وعلى كافة المستويات، وعندنا في دولة الإمارات وبفضل القيادة الرشيدة والدعم اللامحدود من سمو الشيخ راشد بن مكتوم أعطى الشباب فرصة ، و هذه الفرصة ليست مجرد الحصول على وظيفة بقدر ما هي استثمار في هذه الكفاءات ، وهذا حاصل في دولة قطر التي باتت المرأة فيها شريكة لأخيها الرجل في عملية التنمية ، ونحن في مؤسسة دبي للمرأة مهتمون بالإنجازات التي حققتها المرأة القطرية والدور الكبير الذي تضطلع به مؤسسة قطر للتربية والعلوم و تنمية المجتمع برئاسة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ، وسنقوم بزيارة لهذه المؤسسة للاطلاع عن قرب على تجاربها وخبراتها في مجال تنمية المجتمع والنظر في كيفية التنسيق بين المؤسستين، مشيرة إلى أن التطور الحاصل في قطر والإمارات بالنسبة للمرأة حاصل في بقية دول مجلس التعاون ، مشددة على أن المرأة الإماراتية خاضت دورات تدريبية وتكوينية في مجال القيادة والإدارة ، مما مكننا من الوصول إلى ما نحن عليه ، وبالتالي فإن هذا الاستثمار في العنصر البشري بدأ يؤتي أكله ، وأنا من خلال عملي سواء كان في نادي الصحافة ، أو مؤسسة دبي للمرأة ، واليوم من خلال رئاستي لمكتب براند دبي الذي لديه رؤية مختلفة ، ورغم قربي من الحقل الإعلامي فإنني اليوم أتولى مسؤولية مختلفة هي العمل على أن تحافظ دبي على مركزها وقوتها كواحدة من المدن العالمية المتميزة .
وقالت المري نحن في دول مجلس التعاون لدينا قيادات مؤمنة بقدرة المرأة على العطاء ، اليوم هناك جيل من السيدات اللواتي يترأسن ويدرن مراكز قيادية مختلفة بفضل الثقة التي منحتنا إياها القيادة ، ونحن كسيدات ملتزمات بأداء الأمانة على أكمل وجه، واليوم في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام نسبة السيدات اللاتي يعملن عالية جدا في حدود 65 % من الوظائف الحكومية وهي نسبة عالية ، كما أن السيدات في دولة الإمارات متبوئات لمناصب قيادية عديدة ونتطلع للمزيد بعد أن أثبتت المرأة قدرتها وجدارتها في القيام بمسؤولياتها ، واليوم ما حققته المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة كان بفضل تكاتف جميع الجهود سواء تعلق الأمر بدعم وتشجيع الدولة واستثمارها في العنصر البشري بما فيه العنصر النسائي وكذلك بجهود وإرادة المرأة الإماراتية في المشاركة الفاعلة في تنمية ونهضة الدولة على مختلف المستويات ، وأنا بصفتي رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة وهي مؤسسة حديثة تترأسها كريمة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشيخة منال بنت محمد وهي حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، نهتم بالدرجة الأولى بظروف المرأة العاملة من خلال تطوير كفاءة المرأة العاملة في دبي ، وخاصة كفاءة المرأة القيادية ولدينا عدة برامج لعملية التطوير، لدينا برنامج للمرأة القيادية في دولة الإمارات، وهو برنامج نعده مع جامعة إنسيات ، لدينا أيضا مؤتمر المرأة العربية والذي ركز على القيادة وفي المؤتمر هذه السنة سنركز على التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية ، وقد أطلقنا منذ أسابيع أول تقرير عن القيادات النسائية في الوطن العربي ، رصد تجارب مختلفة وكذلك رصد نسبة القيادات النسائية في الوطن العربي
الشرق : بصفتك رئيسة لمكتب براند دبي ماذا يضيف وما هي خططه المستقبلية ؟
مني المري : مكتب براند دبي مؤسسة حديثة التكوين وجاء إعلان التأسيس بناءً على قرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وهو مكتب حكومي عبارة عن علامة تجارية لإبراز صورة دبي كمدينة عربية الانتماء عالمية الطابع ، ورغم أن دبي اليوم وصلت لمرحلة متطورة من العالمية فإن الهدف من هذا المكتب هو المحافظة على اسم دبي سواء من الناحية الإعلامية أو التسويقية ، هذا الاسم وصل إلى العالم ، وبالتالي نحن بحاجة للمحافظة على هذه السمعة الكبيرة ، والمكتب لديه العديد من المبادرات التسويقية والإعلامية في الفترة القادمة ، ويأتي تأسيس براند دبي في إطار حرص حكومة دبي على ترسيخ أسس الشفافية والمصداقية، وعملها على إيجاد قنوات اتصال جديدة تمكنها من التواصل الفعال مع مجتمع الإعلام العربي والعالمي، وفتح آفاق جديدة للتنسيق البيني على مستوى الأطراف كافة المعنية بصورة ومكانة دبي، بما يضمن تدفق المعلومات بأسلوب منظم ودقيق يساعد على تقديم صورة واقعية وواضحة عن دبي .
وقد جاء ملتقى دبي الأول المصاحب لحفل تدشين برج خليفة والذي نظمه المكتب وتناول موضوعا حيويا هاما هو " هندسة من أجل مجتمعات مستدامة" ، والذي استضاف نخبة من الخبراء والمعنيين بمجال الهندسة المعمارية من كافة التخصصات ، بالإضافة إلى نخبة من الإعلاميين المختصين بفن العمارة والثقافة من المنطقة ومختلف أنحاء العالم ، ليؤكد حرصنا في دبي على استدامة وتطور المجتمع وتنميته، حيث إن الملتقى الذي عقد تحت عنوان هندسة من أجل مجتمعات مستدامة ليلقي الضوء على التحديات التي نتشارك فيها جميعا وفي كل أنحاء العالم، وسنعمل على بلورة المخرجات المفيدة التي خرج بها المشاركون في مجال الهندسة والتخطيط والتنمية المستدامة، حيث سيتم العمل على توثيق هذه المخرجات وتوفيرها لكافة المهتمين ، و ملتقى دبي هو الملتقى الأول ضمن سلسلة من ملتقيات أخرى ، وقد وضعنا أهدافا حتى نستطيع من خلال هذه الملتقيات التخصص في طرح المواضيع ومشاركة كافة المختصين في تصوراتهم ، كما أنه فرصة بأن تكون دبي مبادرة في طرح هذه المواضيع.
الشرق : يوصف عام 2009 بعام الأزمات ، ما هي أمنياتك في 2010 ؟
منى المري : أتمنى أن يكون عام 2010 أحسن من العام الذي سبقه خصوصا أننا مررنا كعالم وكدول عربية بأوقات عصيبة في 2009 ابتداء من الأزمة المالية العالمية إلى استمرار الحروب وظهور مشاكل ونزاعات جديدة مثلا في اليمن ، وبالتالي فإن 2009 تميزت بوجود العديد من التوترات نتمنى أن تختفي في 2010
و أتمنى أن يعود لبنان كما كان منبرا إعلاميا قويا وتعود مصر كما كانت ، لأن الإنسان الذي ينظر إلى نفسه فقط فهو لا يرى شيئا ، ولكن يجب أن نتطلع جميعا لأن نرتقي وترتقي معنا بقية الدول العربية كلها ، وهذا ما زرعته فينا القيادة بأن لا نعمل فقط من أجل أن نبرز أنفسنا ، وإنما نعمل على أساس أن بروزنا هو بروز للمنطقة، أتمنى أن يكون العام الجديد سنة سعيدة للجميع وأن تفتح فيها فرص جديدة للجميع وأتمنى لبلدي الإمارات المزيد من الرقي والازدهار لأن ما نعمله هنا أعتقد يتطلب منا كناس من هذا البلد العمل بجد ومثابرة من أجل ازدهاره .
الشرق : كمواطنة خليجية ماذا تأملين من مجلس التعاون الخليجي ؟
منى المري : أتمنى أن يحقق مجلس التعاون الأهداف التي أنشئ من أجلها ، أقل شيء كانت هناك مبادرات جديدة وأنا أعتقد أن دول المجلس بحد ذاتها سواء بوجود المجلس أو عدمه هي دول تعيش على تراث موحد ومعروف وتقاليدنا والحميمية الخاصة فينا والتي نعرفها بين بعضنا البعض ، وأحيانا بعض الناس لا يفهم هذه العلاقة العضوية ، وخاصة الغرب لا يفهمون علاقة الإنسان الخليجي وبساطته ، كلنا جئنا من صحراء ، ونحن كنا محظوظين لأننا لم نعش ما كابده الأجداد ، وقد انغرست فينا الطباع البدوية الأصيلة ، التي لا يفهمها الغرب ، ونحن نتمنى أن يحقق هذا المجلس طموحات مواطنيه في التكامل والتعاون.
منى المري: قطر والإمارات قدمتا نماذج اقتصادية ناجحة إقليميا وعالميا
برج خليفة رسالة لمن تحاملوا على دبي وافتعلوا أزمة مبالغا فيها
المرأة الخليجية تخلت عن الصورة النمطية وأثبتت قدرتها كشريك في التنمية
65 % من الوظائف الحكومية في الإمارات تشغلها سيدات وقياداتنا مؤمنة بقدرة المرأة
نتطلع للتنسيق مع مؤسسة قطر والاستفادة من خبراتها في تنمية المجتمع
أتمنى أن يحقق مجلس التعاون طموحات شعوبه وأن تكون الفرص أكثر في 2010
حوار-هابو بكاي:
عبرت السيدة منى المري الرئيس التنفيذي لمكتب براند دبي عن اعتزاز وافتخار المجتمع الإماراتي بتجربة دولة قطر ونجاحها الباهر على كافة الأصعدة ، مشيرة إلى أن أي إنجاز مميز لشخص أو مدينة أو دولة في عالمنا العربي يشعرنا جميعا بالفخر ونعتبره إنجازا لنا ولباقي دولنا العربية ، واليوم دولة قطر من الدول التي لمعت في فترة قصيرة وتركت بصماتها على الجميع ، وهذا يشعرنا أن دول الخليج اليوم مسلطة عليها الأضواء في الوقت الحالي بفضل نجاح دولها في إقامة تنمية حقيقة تخدم شعوبها وهو شيء جيد ، وبالتالي فإن وجود أكثر من نموذج في المنطقة يدل على تعافي المنطقة ، ونحن نتطلع لأن يزيد عدد هذه النماذج في الوطن العربي وأوضحت منى المري في حوار مع الشرق أن دولة قطر والإمارات العربية ضربتا مثلا في الإصرار والتحدي في تنمية وخدمة شعوبها ، وقدمت نماذج رائعة للعالم ، كان آخرها برج خليفة الذي يعد تحفة معمارية عالمية ، تبرز قدرتنا في الوطن العربي على تجاوز التحديات ، وترك بصمات مضيئة ليس في محيطنا فقط وإنما على المستوى العالمي .
وهذا نص الحوار
الشرق : ما هي الرسالة التي أرادت دبي إبلاغها للعالم بتدشين برج خليفة في هذا التوقيت ؟
منى المري : دبي كانت ومازالت مثالا ونموذجا للمبادرات في مختلف المجالات ، فعلى مدى 15 عاما كانت دبي من وقت لآخر تبهر العالم بمبادرات فريدة ، وبرج خليفة هو أحد هذه الإطلالات الرائعة لدبي ، وقد تم تدشينه في وقت مناسب خاصة أنه ترافق مع هجوم إعلامي خارجي على دبي بافتعال أزمة مالية والحديث عنها بشكل مبالغ فيه ولا يخلو من علامات استفهام كبيرة ، فجاء برج خليفة كرسالة واضحة للجميع أن ثمار ما استثمرته وبنته دبي خلال العقد الماضي يتم جني ثماره اليوم ، كما أننا تميزنا بالاستثمار في الكوادر الوطنية ومنهم أنا الجالسة اليوم أمامك ، وبالتالي فإن هذا الجهد والإرادة والرؤية الواضحة أثمرت عن تطور ونجاح غير مسبوقين في دبي، واليوم فإن الطاقة الإيجابية والحماس في دبي للتقدم للأمام محسوسة وواضحة للذين يعيشون في دبي ، رغم أنها قد لا تكون كذلك بالنسبة للأشخاص الذين لم يزوروا هذه المدينة الصاعدة لأن ما تصوره وسائل الإعلام للأسف يعطي تصورا وفكرة مختلفة تماما عن الواقع.
الشرق : ما هو تأثير تدشين برج خليفة على المنطقة والنشاط العقاري فيها ؟
منى المري : نحن دائما في دولة الإمارات ومن خلال مشاريعنا نحاول أن تكون نموذجا في المنطقة ، خصوصا أن منطقتنا العربية بشكل عام معروفة للعالم الخارجي بأخبار النزاعات والمشاكل السياسية التي فرضت على المنطقة ، وبالتالي نحن نحاول أن نخرج من هذه الصورة النمطية القاتمة عن منطقتنا ، ونقدم صورة جميلة وبإبداع غير مسبوق لهذه المنطقة ، وبالتالي فإن تصدر أخبار تدشين برج خليفة الأطول في العالم لعناوين المحطات التلفزيونية العالمية ووسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة يعطي انطباعا أن منطقتنا يمكن أن تبدع وأن تنافس وأن تعطي الأمل والبسمة للعالم رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية ، واستطعنا إبراز هذا الإبداع بطريقة أذهلت العالم وأظهرت أن دبي بخير وستظل كذلك بفضل رؤية قيادتها ونشاط وحيوية أبنائها ، وبالتالي حرصنا على أن يظهر هذا التدشين الأمل والإبداع الذي تقدمه دولة الإمارات وهذه المنطقة للعالم .
الشرق : كيف تقيمون تجربة دولة قطر ؟
منى المري : نحن في دولة الإمارات فخورون بتجربة دولة قطر على كافة الأصعدة ، وهذا ينطلق من إيماننا بأن أي نجاح في منطقتنا العربية لأي شخص أو مدينة أو دولة فإننا نشعر بالفخر ونعتبره إنجازا لنا ولباقي دولنا العربية ، واليوم دولة قطر من الدول التي لمعت في فترة قصيرة وتركت بصماتها على الجميع ، وهذا يشعرنا أن دول الخليج اليوم تعيش عليها الضوء وهو شيء جيد ، وبالتالي فإن وجود أكثر من نموذج في المنطقة يدل على تعافي المنطقة ، ونحن نتطلع لأن يزيد عدد هذه النماذج في الوطن العربي، و دولة قطر والإمارات العربية ضربتا مثلا في الإصرار والتحدي في تنمية وخدمة شعوبها ، وقدمتا نماذج رائعة للعالم.
ما هو دور المرأة الخليجية في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها هذه الدول ؟
منى المري : صورة المرأة الخليجية لم تعد تلك الصورة النمطية التي تظهر دور ونشاط المرأة الخليجية محصور في البيت أو ممارسة أنشطة في الظل ، وإنما أصبحت المرأة الخليجية فاعلة ومساهما حقيقيا وشريكا في عملية التنمية وفي مختلف الأنشطة وعلى كافة المستويات، وعندنا في دولة الإمارات وبفضل القيادة الرشيدة والدعم اللامحدود من سمو الشيخ راشد بن مكتوم أعطى الشباب فرصة ، و هذه الفرصة ليست مجرد الحصول على وظيفة بقدر ما هي استثمار في هذه الكفاءات ، وهذا حاصل في دولة قطر التي باتت المرأة فيها شريكة لأخيها الرجل في عملية التنمية ، ونحن في مؤسسة دبي للمرأة مهتمون بالإنجازات التي حققتها المرأة القطرية والدور الكبير الذي تضطلع به مؤسسة قطر للتربية والعلوم و تنمية المجتمع برئاسة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ، وسنقوم بزيارة لهذه المؤسسة للاطلاع عن قرب على تجاربها وخبراتها في مجال تنمية المجتمع والنظر في كيفية التنسيق بين المؤسستين، مشيرة إلى أن التطور الحاصل في قطر والإمارات بالنسبة للمرأة حاصل في بقية دول مجلس التعاون ، مشددة على أن المرأة الإماراتية خاضت دورات تدريبية وتكوينية في مجال القيادة والإدارة ، مما مكننا من الوصول إلى ما نحن عليه ، وبالتالي فإن هذا الاستثمار في العنصر البشري بدأ يؤتي أكله ، وأنا من خلال عملي سواء كان في نادي الصحافة ، أو مؤسسة دبي للمرأة ، واليوم من خلال رئاستي لمكتب براند دبي الذي لديه رؤية مختلفة ، ورغم قربي من الحقل الإعلامي فإنني اليوم أتولى مسؤولية مختلفة هي العمل على أن تحافظ دبي على مركزها وقوتها كواحدة من المدن العالمية المتميزة .
وقالت المري نحن في دول مجلس التعاون لدينا قيادات مؤمنة بقدرة المرأة على العطاء ، اليوم هناك جيل من السيدات اللواتي يترأسن ويدرن مراكز قيادية مختلفة بفضل الثقة التي منحتنا إياها القيادة ، ونحن كسيدات ملتزمات بأداء الأمانة على أكمل وجه، واليوم في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام نسبة السيدات اللاتي يعملن عالية جدا في حدود 65 % من الوظائف الحكومية وهي نسبة عالية ، كما أن السيدات في دولة الإمارات متبوئات لمناصب قيادية عديدة ونتطلع للمزيد بعد أن أثبتت المرأة قدرتها وجدارتها في القيام بمسؤولياتها ، واليوم ما حققته المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة كان بفضل تكاتف جميع الجهود سواء تعلق الأمر بدعم وتشجيع الدولة واستثمارها في العنصر البشري بما فيه العنصر النسائي وكذلك بجهود وإرادة المرأة الإماراتية في المشاركة الفاعلة في تنمية ونهضة الدولة على مختلف المستويات ، وأنا بصفتي رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة وهي مؤسسة حديثة تترأسها كريمة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشيخة منال بنت محمد وهي حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، نهتم بالدرجة الأولى بظروف المرأة العاملة من خلال تطوير كفاءة المرأة العاملة في دبي ، وخاصة كفاءة المرأة القيادية ولدينا عدة برامج لعملية التطوير، لدينا برنامج للمرأة القيادية في دولة الإمارات، وهو برنامج نعده مع جامعة إنسيات ، لدينا أيضا مؤتمر المرأة العربية والذي ركز على القيادة وفي المؤتمر هذه السنة سنركز على التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية ، وقد أطلقنا منذ أسابيع أول تقرير عن القيادات النسائية في الوطن العربي ، رصد تجارب مختلفة وكذلك رصد نسبة القيادات النسائية في الوطن العربي
الشرق : بصفتك رئيسة لمكتب براند دبي ماذا يضيف وما هي خططه المستقبلية ؟
مني المري : مكتب براند دبي مؤسسة حديثة التكوين وجاء إعلان التأسيس بناءً على قرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وهو مكتب حكومي عبارة عن علامة تجارية لإبراز صورة دبي كمدينة عربية الانتماء عالمية الطابع ، ورغم أن دبي اليوم وصلت لمرحلة متطورة من العالمية فإن الهدف من هذا المكتب هو المحافظة على اسم دبي سواء من الناحية الإعلامية أو التسويقية ، هذا الاسم وصل إلى العالم ، وبالتالي نحن بحاجة للمحافظة على هذه السمعة الكبيرة ، والمكتب لديه العديد من المبادرات التسويقية والإعلامية في الفترة القادمة ، ويأتي تأسيس براند دبي في إطار حرص حكومة دبي على ترسيخ أسس الشفافية والمصداقية، وعملها على إيجاد قنوات اتصال جديدة تمكنها من التواصل الفعال مع مجتمع الإعلام العربي والعالمي، وفتح آفاق جديدة للتنسيق البيني على مستوى الأطراف كافة المعنية بصورة ومكانة دبي، بما يضمن تدفق المعلومات بأسلوب منظم ودقيق يساعد على تقديم صورة واقعية وواضحة عن دبي .
وقد جاء ملتقى دبي الأول المصاحب لحفل تدشين برج خليفة والذي نظمه المكتب وتناول موضوعا حيويا هاما هو " هندسة من أجل مجتمعات مستدامة" ، والذي استضاف نخبة من الخبراء والمعنيين بمجال الهندسة المعمارية من كافة التخصصات ، بالإضافة إلى نخبة من الإعلاميين المختصين بفن العمارة والثقافة من المنطقة ومختلف أنحاء العالم ، ليؤكد حرصنا في دبي على استدامة وتطور المجتمع وتنميته، حيث إن الملتقى الذي عقد تحت عنوان هندسة من أجل مجتمعات مستدامة ليلقي الضوء على التحديات التي نتشارك فيها جميعا وفي كل أنحاء العالم، وسنعمل على بلورة المخرجات المفيدة التي خرج بها المشاركون في مجال الهندسة والتخطيط والتنمية المستدامة، حيث سيتم العمل على توثيق هذه المخرجات وتوفيرها لكافة المهتمين ، و ملتقى دبي هو الملتقى الأول ضمن سلسلة من ملتقيات أخرى ، وقد وضعنا أهدافا حتى نستطيع من خلال هذه الملتقيات التخصص في طرح المواضيع ومشاركة كافة المختصين في تصوراتهم ، كما أنه فرصة بأن تكون دبي مبادرة في طرح هذه المواضيع.
الشرق : يوصف عام 2009 بعام الأزمات ، ما هي أمنياتك في 2010 ؟
منى المري : أتمنى أن يكون عام 2010 أحسن من العام الذي سبقه خصوصا أننا مررنا كعالم وكدول عربية بأوقات عصيبة في 2009 ابتداء من الأزمة المالية العالمية إلى استمرار الحروب وظهور مشاكل ونزاعات جديدة مثلا في اليمن ، وبالتالي فإن 2009 تميزت بوجود العديد من التوترات نتمنى أن تختفي في 2010
و أتمنى أن يعود لبنان كما كان منبرا إعلاميا قويا وتعود مصر كما كانت ، لأن الإنسان الذي ينظر إلى نفسه فقط فهو لا يرى شيئا ، ولكن يجب أن نتطلع جميعا لأن نرتقي وترتقي معنا بقية الدول العربية كلها ، وهذا ما زرعته فينا القيادة بأن لا نعمل فقط من أجل أن نبرز أنفسنا ، وإنما نعمل على أساس أن بروزنا هو بروز للمنطقة، أتمنى أن يكون العام الجديد سنة سعيدة للجميع وأن تفتح فيها فرص جديدة للجميع وأتمنى لبلدي الإمارات المزيد من الرقي والازدهار لأن ما نعمله هنا أعتقد يتطلب منا كناس من هذا البلد العمل بجد ومثابرة من أجل ازدهاره .
الشرق : كمواطنة خليجية ماذا تأملين من مجلس التعاون الخليجي ؟
منى المري : أتمنى أن يحقق مجلس التعاون الأهداف التي أنشئ من أجلها ، أقل شيء كانت هناك مبادرات جديدة وأنا أعتقد أن دول المجلس بحد ذاتها سواء بوجود المجلس أو عدمه هي دول تعيش على تراث موحد ومعروف وتقاليدنا والحميمية الخاصة فينا والتي نعرفها بين بعضنا البعض ، وأحيانا بعض الناس لا يفهم هذه العلاقة العضوية ، وخاصة الغرب لا يفهمون علاقة الإنسان الخليجي وبساطته ، كلنا جئنا من صحراء ، ونحن كنا محظوظين لأننا لم نعش ما كابده الأجداد ، وقد انغرست فينا الطباع البدوية الأصيلة ، التي لا يفهمها الغرب ، ونحن نتمنى أن يحقق هذا المجلس طموحات مواطنيه في التكامل والتعاون.