ابن الذيب
16-03-2010, 03:15 PM
حاملة الأثقال.. 2010-03-16
لا شك أن أهم الأشياء التي تجعلنا نصدر أحكامنا على الأفراد أو المجتمعات أو الشعوب هي سلوكياتهم في الحياة.
فكثيرا ما نقول عن شعب ما بأنه خفيف الظل أو العكس، ونحكم على آخر بأنه شعب جاد، وآخر بخيل، وغيره طيب أو متكبر.
وقد تكون الفكرة التي اعتقدناها والأحكام التي أصدرناها خاطئة، لكن ماجعلنا نصدرها هي سلوكيات بعض القلة من أفراده، التي قد تتكرر أمامنا مصادفة، فتجعلنا نصدر تلك الأحكام العامة، ونجعلها قاطعة.
وبما أننا مثل أي شعوب نعيش في هذه البلاد، فأي زائر لها أيضا قد يصدر أحكامه علينا من خلال سلوكياتنا التي يراها وأسلوبنا في الحياة العامة.
ومن السلوكيات المشينة التي رأيتها تتكرر أمام عيني في بعض الأماكن، والتي تدعو للخجل أمام أي زائر لهذه البلاد هو مشهد رأيته أكثر من مرة.
كان أحد المشاهد بأحد المستشفيات لسيدة تمشي مزهوة، بعباءة تصلح أكثر لإرتدائها في حفلات المساء، وتمشي بجانبها الخادمة وهي تمسك بيد طفل السيدة الصغير، وتحمل في اليد الأخرى مجموعة كبيرة من الأكياس، هذا بالإضافة إلى حقيبتين كبيرتين للطفل، وأنتبه إلى عدم وجود حقيبة السيدة الخاصة، لأجدها معلقة في يد الخادمة أيضا!!.
وقد تكرر هذا المشهد أمامي في أحد المجمعات التجارية المكتظ بالزائرين، لأرى نفس المشهد لسيدة أخرى تمشي بنفس الزهو أيضا، لكن الفرق أن الخادمة في هذه المرة كانت تحمل كل تلك الأثقال السابقة، بالإضافة إلى طفل رضيع!!.
وفي مشهد آخر بمطار الدوحة في بداية احدى الإجازات، السيد وزوجته والأبناء عند المكان المخصص لوزن الأمتعة، وكانت معهم الخادمة الهزيلة حاملة الأثقال، التي يقل وزنها عن وزن الحقائب التي تحملها بصعوبة واحدة تلو الأخرى، لتضعها على المكان المخصص للوزن، دون أن يحرك الرجل السيد معها شيئا ولو للمساعدة، لتعود بعدها وتحمل مجموعة أخرى من حقائب اليد الثقيلة في يدها!!
هذا بالإضافة لأسوأ المشاهد الذي استفزني لكتابة هذا الموضوع الذي طالما أجلت الكتابة فيه، للسيدة التي تحيط نفسها بهالة من الفخامة والرقي بينما تصحبها خادمتها في الأماكن العامة بملابس رثة تدعو للخجل ولا تصلح حتى للعمل في المنزل!!
ومشاهد اخرى كثيرة مما شابه ذلك.
فلنسأل أنفسنا، كيف ستكون نظرة الآخرين لنا عندما يرون مثل هذه المشاهد تتكرر أمامهم بصور مختلفة؟.
والحقيقة ان هذا مرفوض من الناحية الإنسانية قبل أن يكون سلوكا خاطئا، وأن نحمل الخادمة ما لا طاقة لها به، فهذا ما يتعارض مع ديننا أيضا وهو دين الرحمة، الذي يرفض أن نشق على الخادم الضعيف، وأن نحترم مشاعره.
أما إن لم تكن إنسانية الإنسان وخوفه من الله تعالى هومن يردعه، فليكن الخجل من الناس ومن نظرتهم له هو الرادع الذي يجعله يرفض أن يراه الناس بهذه الصورة، ويعيبوا عليه ذلك، ويحكموا على مجتمعه بسلوكه.
همسة في أذن كل من يعرف نفسه بهذا السلوك.
ليس هذا من سيفرض احترام من أمامك لك، ويرفع من قدرك، فلا تقبل ذلك على دينك ونفسك ووطنك.
lkuwari@hotmail.com
لا شك أن أهم الأشياء التي تجعلنا نصدر أحكامنا على الأفراد أو المجتمعات أو الشعوب هي سلوكياتهم في الحياة.
فكثيرا ما نقول عن شعب ما بأنه خفيف الظل أو العكس، ونحكم على آخر بأنه شعب جاد، وآخر بخيل، وغيره طيب أو متكبر.
وقد تكون الفكرة التي اعتقدناها والأحكام التي أصدرناها خاطئة، لكن ماجعلنا نصدرها هي سلوكيات بعض القلة من أفراده، التي قد تتكرر أمامنا مصادفة، فتجعلنا نصدر تلك الأحكام العامة، ونجعلها قاطعة.
وبما أننا مثل أي شعوب نعيش في هذه البلاد، فأي زائر لها أيضا قد يصدر أحكامه علينا من خلال سلوكياتنا التي يراها وأسلوبنا في الحياة العامة.
ومن السلوكيات المشينة التي رأيتها تتكرر أمام عيني في بعض الأماكن، والتي تدعو للخجل أمام أي زائر لهذه البلاد هو مشهد رأيته أكثر من مرة.
كان أحد المشاهد بأحد المستشفيات لسيدة تمشي مزهوة، بعباءة تصلح أكثر لإرتدائها في حفلات المساء، وتمشي بجانبها الخادمة وهي تمسك بيد طفل السيدة الصغير، وتحمل في اليد الأخرى مجموعة كبيرة من الأكياس، هذا بالإضافة إلى حقيبتين كبيرتين للطفل، وأنتبه إلى عدم وجود حقيبة السيدة الخاصة، لأجدها معلقة في يد الخادمة أيضا!!.
وقد تكرر هذا المشهد أمامي في أحد المجمعات التجارية المكتظ بالزائرين، لأرى نفس المشهد لسيدة أخرى تمشي بنفس الزهو أيضا، لكن الفرق أن الخادمة في هذه المرة كانت تحمل كل تلك الأثقال السابقة، بالإضافة إلى طفل رضيع!!.
وفي مشهد آخر بمطار الدوحة في بداية احدى الإجازات، السيد وزوجته والأبناء عند المكان المخصص لوزن الأمتعة، وكانت معهم الخادمة الهزيلة حاملة الأثقال، التي يقل وزنها عن وزن الحقائب التي تحملها بصعوبة واحدة تلو الأخرى، لتضعها على المكان المخصص للوزن، دون أن يحرك الرجل السيد معها شيئا ولو للمساعدة، لتعود بعدها وتحمل مجموعة أخرى من حقائب اليد الثقيلة في يدها!!
هذا بالإضافة لأسوأ المشاهد الذي استفزني لكتابة هذا الموضوع الذي طالما أجلت الكتابة فيه، للسيدة التي تحيط نفسها بهالة من الفخامة والرقي بينما تصحبها خادمتها في الأماكن العامة بملابس رثة تدعو للخجل ولا تصلح حتى للعمل في المنزل!!
ومشاهد اخرى كثيرة مما شابه ذلك.
فلنسأل أنفسنا، كيف ستكون نظرة الآخرين لنا عندما يرون مثل هذه المشاهد تتكرر أمامهم بصور مختلفة؟.
والحقيقة ان هذا مرفوض من الناحية الإنسانية قبل أن يكون سلوكا خاطئا، وأن نحمل الخادمة ما لا طاقة لها به، فهذا ما يتعارض مع ديننا أيضا وهو دين الرحمة، الذي يرفض أن نشق على الخادم الضعيف، وأن نحترم مشاعره.
أما إن لم تكن إنسانية الإنسان وخوفه من الله تعالى هومن يردعه، فليكن الخجل من الناس ومن نظرتهم له هو الرادع الذي يجعله يرفض أن يراه الناس بهذه الصورة، ويعيبوا عليه ذلك، ويحكموا على مجتمعه بسلوكه.
همسة في أذن كل من يعرف نفسه بهذا السلوك.
ليس هذا من سيفرض احترام من أمامك لك، ويرفع من قدرك، فلا تقبل ذلك على دينك ونفسك ووطنك.
lkuwari@hotmail.com