امـ حمد
18-03-2010, 04:32 PM
من هو مخموم القلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تلك المنازل العظيمة في الدنيا هي منزلة ( سلامة الصدر ) وهي سلامته من حمل الأحقاد والغل والحسد على الآخرين ، ماأعظمها من منزلة ما أشرفها وما أعلاها ، قَلَّ من يصل إليها ،إلى عنان السماء بأخلاقه الرفيعة ، ويملأ السكون بسمتة المتواضع ، ويهدم صروحاً طالما بنيت على أساس الكبر والحسد والغطرسة إنَّ منزلة سلامة الصدر ، ومكانتها العالية ، لترفع الإنسان وتقرِّبُه من ربه ، كما أنه حرِيٌ بأمةٍ تتصف بها أن تسود العالمين ، ويعُمَّ الخير في أرجائها ، ويهنئون برغد العيش وأطيبه ، بل والأسمى من ذلك كله أنها سبب من أسباب دخول الجنة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كنّا جلوساّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ( يطلُع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد علَّق نعليه في يده الشمال( ما أجمله من منظر يرسم لنا حال المؤمن الزاهد التقي النقي ، وهو يُقبِلُ على بيت من بيوت الله لأداء صلاة أو طلب علم أو غيرها ، وإذا تأملت في محيَّاه رأيت في تعابير وجهه آثار الذل والانكسار ، والتي تنبئك أنه قد فَرُغ قلبه إلا من الله ) ما أعظمه من أمرٍ ، وهو عملٌ من أعمال القلوب التي أعلى الله مكانتها في الدين ، وأعدَّ لها القبول عنده ، وذلك لصدق المراقبة لله تعالى ، وصفاء النية ، وعظيم المناجاة ، وخلوِّ القلب من الدنيا وحبها وملذاتها ، وبهذا أثنى الله تعالى على الأنصار فقال ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
لا يجدون في صدورهم حسداً وغيظاً مما أوتي المهاجرون ، كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يكثر من الدعاء في طوافه يقول -اللهم قني شُحَّ نفسه ، فقال له رجل - ما أكثر ما تدعو بهذا فقال - إذا وقِيتُ شُحَّ نفسي ؛ وقيت الشحَّ والظلم والقطيعة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق ) ، قيل ما القلب المخموم قال - ( هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد )قيل - فمن على أثره قال ( الذي يكره الدنيا ، ويحب الآخرة)
فهل نكون ممن يربي نفسه على خلق العفو والصفح ، وسلامة الصدر من شوائب الغل والحسد ، ذلك الحسد الآفة العظيمة والمرض العضال ، من سَلِمَ منه فقد سلم ، وهو مثل الغيرة يثير الحقد والكراهية ، ويدفع إلى تمني وقوع الأذى للشخص المحسود فانظر ما فعله قابيل بأخيه هابيل ، وإخوة يوسف بيوسف ولذلك طلب منا الله تعالى أن نستعيذ من شر حاسد إذا حسد وهو من شدة خطره لم يسلم منه أغلب العلماء حمانا الله وإياكم. فهل نقتدي إقتداءً صادقاً ، بخير البشرية ، ونبي الأمة ، وإمام الناس في مكارم الأخلاق ، محمد صلى الله عليه وسلم ،
والذين اتخذوا من الكتاب والسنة منهجاً وطريقاً حتى نفوز بعظيم الأجر وعلو المكانة عند ربنا جل جلاله وعز سلطانه ، ونبني جيلاً بهذا الخلق حين ندعوا الناس إليه بأعمالنا فالدين المعاملة وفقنا الله وإياكم لكل خير ، ِوسلك بنا وبكم خطى الأنبياء والصالحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تلك المنازل العظيمة في الدنيا هي منزلة ( سلامة الصدر ) وهي سلامته من حمل الأحقاد والغل والحسد على الآخرين ، ماأعظمها من منزلة ما أشرفها وما أعلاها ، قَلَّ من يصل إليها ،إلى عنان السماء بأخلاقه الرفيعة ، ويملأ السكون بسمتة المتواضع ، ويهدم صروحاً طالما بنيت على أساس الكبر والحسد والغطرسة إنَّ منزلة سلامة الصدر ، ومكانتها العالية ، لترفع الإنسان وتقرِّبُه من ربه ، كما أنه حرِيٌ بأمةٍ تتصف بها أن تسود العالمين ، ويعُمَّ الخير في أرجائها ، ويهنئون برغد العيش وأطيبه ، بل والأسمى من ذلك كله أنها سبب من أسباب دخول الجنة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كنّا جلوساّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ( يطلُع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد علَّق نعليه في يده الشمال( ما أجمله من منظر يرسم لنا حال المؤمن الزاهد التقي النقي ، وهو يُقبِلُ على بيت من بيوت الله لأداء صلاة أو طلب علم أو غيرها ، وإذا تأملت في محيَّاه رأيت في تعابير وجهه آثار الذل والانكسار ، والتي تنبئك أنه قد فَرُغ قلبه إلا من الله ) ما أعظمه من أمرٍ ، وهو عملٌ من أعمال القلوب التي أعلى الله مكانتها في الدين ، وأعدَّ لها القبول عنده ، وذلك لصدق المراقبة لله تعالى ، وصفاء النية ، وعظيم المناجاة ، وخلوِّ القلب من الدنيا وحبها وملذاتها ، وبهذا أثنى الله تعالى على الأنصار فقال ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
لا يجدون في صدورهم حسداً وغيظاً مما أوتي المهاجرون ، كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يكثر من الدعاء في طوافه يقول -اللهم قني شُحَّ نفسه ، فقال له رجل - ما أكثر ما تدعو بهذا فقال - إذا وقِيتُ شُحَّ نفسي ؛ وقيت الشحَّ والظلم والقطيعة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق ) ، قيل ما القلب المخموم قال - ( هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد )قيل - فمن على أثره قال ( الذي يكره الدنيا ، ويحب الآخرة)
فهل نكون ممن يربي نفسه على خلق العفو والصفح ، وسلامة الصدر من شوائب الغل والحسد ، ذلك الحسد الآفة العظيمة والمرض العضال ، من سَلِمَ منه فقد سلم ، وهو مثل الغيرة يثير الحقد والكراهية ، ويدفع إلى تمني وقوع الأذى للشخص المحسود فانظر ما فعله قابيل بأخيه هابيل ، وإخوة يوسف بيوسف ولذلك طلب منا الله تعالى أن نستعيذ من شر حاسد إذا حسد وهو من شدة خطره لم يسلم منه أغلب العلماء حمانا الله وإياكم. فهل نقتدي إقتداءً صادقاً ، بخير البشرية ، ونبي الأمة ، وإمام الناس في مكارم الأخلاق ، محمد صلى الله عليه وسلم ،
والذين اتخذوا من الكتاب والسنة منهجاً وطريقاً حتى نفوز بعظيم الأجر وعلو المكانة عند ربنا جل جلاله وعز سلطانه ، ونبني جيلاً بهذا الخلق حين ندعوا الناس إليه بأعمالنا فالدين المعاملة وفقنا الله وإياكم لكل خير ، ِوسلك بنا وبكم خطى الأنبياء والصالحين